|
هيروشيما.......... (أو 8 مارس بعد عشرة أيام)
|
هيروشيما (إلي كلِ امرأةٍ أخرسوا صوتها يوماً)
ذاكرة
هيروشيما (1)
كنا بالسنة الخامسة من المدرسةِ الابتدائية. كنت وقتها في التاسعة من عمري.
أستاذ بشير!
لدينا عرض مسرحي، سعدنا –قريبتي التي هي زميلتي بالفصل، وأنا- بأننا سنرقص ونغني أحد الألحان المدرسية على مسرحٍ خارجَ المدرسة. أشتَمُ رائحةَ مغامرةٍ. وبطبعي أحبُ المغامراتِ، منذ الصغر!
.....
أستاذ بشير! حشدٌ من البناتِ. أطفالاً كنا. أصواتٌ عديدة. فرح. ضوضاء -بالنسبة لي................ دائماً ما أُفضِّلُ الهدوء..
وصداع خفيف.
كنت في التاسعةِ؛ نَعَم التاسعة. عقلي وقتها صغير.
كان لباس العرضِ أبيضاً، وكنا حمائمَ العرضِ المسرحي.
ننتظر بفارغ الصبرِ الصعود على المسرح.
......
أستاذ بشير!
لا أعلم لماذا أوكلوا له مهمة مراقبتنا، أو متابعتنا! كان –على ما أظن- يُدَرِّس بمدرسة الأولاد المجاورة لخاصتنا. لم أدرس بتعليم مختلط –سوى في الحضانة والجامعة، وما بعدها!
أستاذ بشير! كنت أراه يتحدثُ كثيراً. للحظةٍ شعرت بأنه مساهمٌ أساسيٌ في الصداعِ الصغيرِ الذي أصابني!
أستاذ بشير!
وقبل أن نصعد على المسرح، قرر إلقاء قنبلته علي هيروشيما قلوبِنا الصغيرة.
بنات. أصوات
ضوضاء، ربما!
كان المكان ساخناً، وغير مهيأ لاستقبال أحد –حسب تقدير عقلي الذي ظل ينمو منذ ذاك الوقت، وقبله، وإلي الآن.
أستاذ بشير!
ربما كان يعاني من الحرِّ! لا أعلم.
____
هيروشيما (2)
"المَرَة .. ياها المَرَة المَرَة.. ياها المَرَة
المَرَة.. ياها المَرَة
كان ودّوهاأي حتة في السودان!"
____
(3) حمام مذبوح –ومدجج بالرفض، والحزن العميق، والأسئلة
اصطففنا جيداً على المسرح عماماتُ آبائِنا البيضاء ثيابُ أمهاتِنا شرائط بيضاء على ضفائرِنا الملونة
أرواحُنا تغني:
"بِيضُ الحمائمِ حسبهنَّ
المرة ياها المرة المرة ياها المرة المرة ياها المرة إني أُردِّدُ سجعهنَّ
المرة ياها المرة المرة ياها المرة
رمزُ الوداعةِ والسلامةِ
المرة ياها المرة المرة ياها المرة
... .. ويمِلنَ والأغصانِ ماخطر النسيمُ بروضِهِنَّ
المرة ياها المرة المرة ياها المرة
يطفئن حرَّ جُسومهنَّ بِغَمسِهِنَّ صدورِهِنَّ"
(ليته وجد سطلاً من الماء ليطفئ به غضبه المتدفق!)
و المرة ياها المرة.
_____
(4) مِقلاع أستاذ بشير!
هل مازلت تحملُ تلكَ الأفكارِ الصدئةِ تُعَلِّمَها للأجيال؟! أغسطس 2005 ...........................................
إيمان
|
|
|
|
|
|