(1) فلنتفق مبدئيا يا صديقي ، نحن السودانيون ، قتلتنا السياسة.. ضيعتنا السياسة.. و اعمتنا عن اليراعات الصغيرة التي تنثر اضوائها اليانعة بصورة مجانية.. لأنها مشغولة بكائن اسمه جمال الكون.. غض النظر عن العقبات.. و المتاريس (متذكر حوار عائشة الفلاتية عن ليلة المتاريس؟)..هنا نريد أن نخرج عن المطب.. نريد أن نرى بعضنا.. أن نرى الجمال فينا.. ان نقتل القبح فينا.. هنا.. لا ننتصر الى وهمة سقوط نظام أو بقاء نظام.. ننتصر الى الكائن العجيب فينا .. الموسوم كائن السودان..! حوار لا نريده ..حوار الشرق السوداني مع الغرب السوداني ، و لكنه حوار البحث عن الكائن السوداني فينا.. و هو كائن اظنه جميل..و يمكن أن نجعله جميل.. !! لا نريده حوارا تحقيقيا ، بوليسيا.. و انما نريده افكار.. فكرة منا.. فكرة منك..و استكشافات لا نهائية..
(2) هنا يا صديقي ، فرقة ، كوة ، بصيص ، لتأسيس الممكن من اللاممكن.. انا من الدلنج ، مدينة صغيرة حميمة ، قلت عنها ذات يوم حينما كان يطوقني البهاء اللادن، اسبارها قصائد لا تنتهي ، و في عرف اللحظة واحد غرابي من امطرقا عراض ، و انت.. من الثغر.. ثغر السودان الباسم رغم عنت العسس و الهوام و الفجائع ، من بورتسودان.. و تسكنك مدائن الجن الغاضب المسجون في سواجن ( و من عجب يا صديقي ، جدي نصر السكران ولد ماهل الجيك ، كان احد شيوخ القبيلة في زمن ما ..و اعترض على السلطة الحاكمة يومها و ممثلها ناظر القبيلة ، فكان جزاء جدي النفي و التغريب _ هل تصدق يا محمد القانون الجنائي السوداني سنة 1991 احتوى على عقوبة اسمها التغريب..!!!..نفي جدي الى دار بعيدة..و مات في السجن ..و كان السجن في سواجن تلك.. لا احقد على سواجن و اهلها..و لكن احقد على السلطة أينما كانت و كيفما كانت ،÷ و هو الإرث الوحيد الذي ورثته في هذه الدنيا الفانية..و يمكن ان تكون هي نقطة للنقاش مستقبلا)..خلفيتي الرسمية ، القانون.. تدربت عليه في كلية القانون بجامعة الخرطوم.. ثم عملت به .. فوجدت الدنيا ظلمها ما بترفع باخوي و اخوك..و انهزمت...و اخترت مجال اخر.. مجال علم الإجرام..و انهزمت.. فعدت ترسا في مؤسسة الرأسمال ( الإمبرالية الواحدة دي يا حرسم)..اعمل في مجال التأمين (اكبر اسطورة كذب على ظهر هذا الوجود ، و لن اتحدث بتفاصيل اكتر لأنو الموضوع اكل عيش يا عم..و نحن ورانا عيال)..و انت .. كما قرأت في بعض الشذرات.. درست المسرح .. أو قد عملت به.. أو انك صديق له..و كل ذلك لا يهم.. فانا ايضا يعجبني المسرح.. و اشتغلت فيه (جزافا) يوما ما..و هو عندي من الكائنات المحببة للغاية..
حوار لا نريده ..حوار الشرق السوداني مع الغرب السوداني ، و لكنه حوار البحث عن الكائن السوداني فينا.. و هو كائن اظنه جميل..و يمكن أن نجعله جميل.. !! لا نريده حوارا تحقيقيا ، بوليسيا.. و انما نريده افكار.. فكرة منا.. فكرة منك..و استكشافات لا نهائية..
كبر
06-08-2013, 05:53 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
تتميز كتابات محمد عبد الله حرسم ، على الأقل في هذا المنتدى ، بالتكثيف الدلالي ، و التكثيف الدرامي ، و هذه موجهات تكثر فيها الإقتصاد في العبارة ، مع التوسع في الرؤية المطروحة.. و معظم كتابته المبذولة هنا هي حوار يستنطق الأشياء و الحقائق و التاريخ.. مثلا.. (بيننا و بينهم.. تتناول سؤال حضاري عن علاقتنا بالمستعمر) ، (كيف تموت احلامنا.. تشاكل و تواصل مع مفهوم النهضة كمفهوم فكري و حضاري ) ، (سقف الحرية .. سماء المسئولية.. سؤال الحرية و المسئولية و ما بينهما من تناقضات و توافقات)..(حشاش بي دقينتو.. فلسفة مفهوم الإتكالية ) ، ( البحبك يبلع ليك الظلط ، فكرة التحييز ) ، ( الفرق شنو بين القومة و القعدة ، تواصل فلسفي مع نصوص غناء وطني من شاكلة قصائد مبار بشير_ في حضرة جلالك..و نصوص غناها الكابلي من شاكلة ..القومة ليك يا وطني) ، (الصنم ن و هي اطروحة معنية بمثولوجيا التنميط و خلق الأصنام ن غالبا بمفهوم سياسي بحت..يتقاطع ، ضمنيا بفكرة البطرياركية ، والأبوة في الثقافة الصوفية ، ثم احالاتها الى ابوة سياسية و ايدولوجية)..(الذاهبون الى الفجيعة انتمو..و هنا نوستالجيا فخيمة.. لا يحسها الإ من عاصروا اللحظة.. لحظة الشاعر محمد مدني حينما وضعته فرقة عقد الجلاد على المشهد الثقافي السوداني ) ، (مسرح الأقاليم ، التأريخ و الوعي و الحضور ، و هي من اهم الأطروحات في كتابة محمد عبد الله حرسم ، لأنها تناولت موضوع غير مطروق بكثافة في المشهد السوداني الثقافي و الفكري..)..! من هذه الحصيلة المبتسرة ، كان لنا فكرة أن نبتدر هذا الحوار..بحثا عن الكائن السوداني فينا..!!
كبر
06-08-2013, 05:53 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
(4) توقفت انت ، يا محمد ، امام عبارتننا عن مفهوم المدينة و انها فكرة المستعمر ، و الفكرة قلنا بها في نقاش سابق مع صديقنا الغائب محسن طه ، و وثقناها في كتابة اقرب الى القانون من السيوسيولوجيا و علم المدائن ، و سوف نتحدث عن الفكرة بتفصيل اكثر هنا اذا اقتضت الضرورة..و لكن سؤالنا لك.ز قبل فكرة المدينة و تجذيرها في الثقافة السودانية..فلنبدأ بثيمات محددة..الحرية ، المثقف ، و المسرح ، مع التركيز على الفضاء السوداني بكل نواحيه : وجودي ، فكري ، ثقافي.. جمالي.. لا اخبئ عليك.. تجربتي في مشاهدات المسرح السوداني قليلة.ز شهدت .. (عنبر المجنونات ) ، ( الناس الركبوا الطرورة) ، ( المهرج)..و السبب قلة المال و شح اليد (ياخي التذكرة كانت غالية بي شكل في زمنا داك..، و نحن ملة الفلس من ابونا ادم لغاية اليوم.. المهم)...!!! محمد عبد الله حرسم: الحرية (كفضاء سوداني) المثقف (كفضاء سوداني) المسرح (كفضاء سوداني).. و لتكن يا صديقي هي كعة ناس الأقاليم مع ناس البندر (المركز) السوداني..!!!
كبر
06-08-2013, 06:06 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
بحثت عن (يا بحر) ، أو كما كتبت عنها انت يوما ما (الذاهبون الى الفجيعة انتمو)..واحدة من اجمل ابداعات عقد الجلاد..و لم اجدها.. فوجدت (يا جمال الليل و الخرتوم بالليل) فحردتها.. من باب اقليمية رجالة كده..! و لكني وجدت (عيناك لي).. خصوصا حكاية ( اتلصص سقيا في فارغ الأكواب)..!! عجبتني تفصيلة اللحظة.. ناس عقد الجلاد .. القميص اللبني .. البنطلون الأسود.. عوض الله ، شمت ، مجاهد ، منال ، انور.. عثمان النو.. و حوة المنصوري.. نفس الرصة كما دشنت مراقي الحلم فينا ايام الشباب..و الشكر لسيدنا يوتوب الذي حفظ اللحظمة كما هي..!! نحن من ناس وين؟.. جيل متين ؟.. المهم ، كنا ، انفعلنا.. و اليوم نتذكر كمان..و هذا يكفي... لك هذا اللحن ، عسى ان يعجبك يا صديقي..
غايتو .ز حكاية (قلبي .. عليك يمور يا قارب البلور) دي كانت محطة جن..اسكت ساكت خليها..!! مرحب بيك يا صديقي..و اكتب ما تيسر لك.. الحزن عارض ، و سيبقى الجمال ما بقى هذا الزمان..!!
كبر
06-27-2013, 05:35 PM
محمد عبد الله حرسم
محمد عبد الله حرسم
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 4492
Quote: تتميز كتابات محمد عبد الله حرسم ، على الأقل في هذا المنتدى ، بالتكثيف الدلالي ، و التكثيف الدرامي ، و هذه موجهات تكثر فيها الإقتصاد في العبارة ، مع التوسع في الرؤية المطروحة.. و معظم كتابته المبذولة هنا هي حوار يستنطق الأشياء و الحقائق و التاريخ..
فوق
لحين عودة
06-08-2013, 03:13 PM
محمد عبد الله حرسم
محمد عبد الله حرسم
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 4492
Quote: (1) فلنتفق مبدئيا يا صديقي ، نحن السودانيون ، قتلتنا السياسة.. ضيعتنا السياسة.. و اعمتنا عن اليراعات الصغيرة التي تنثر اضوائها اليانعة بصورة مجانية.. لأنها مشغولة بكائن اسمه جمال الكون.. غض النظر عن العقبات.. و المتاريس (متذكر حوار عائشة الفلاتية عن ليلة المتاريس؟)..هنا نريد أن نخرج عن المطب.. نريد أن نرى بعضنا.. أن نرى الجمال فينا.. ان نقتل القبح فينا.. هنا.. لا ننتصر الى وهمة سقوط نظام أو بقاء نظام.. ننتصر الى الكائن العجيب فينا .. الموسوم كائن السودان..! حوار لا نريده ..حوار الشرق السوداني مع الغرب السوداني ، و لكنه حوار البحث عن الكائن السوداني فينا.. و هو كائن اظنه جميل..و يمكن أن نجعله جميل.. !! لا نريده حوارا تحقيقيا ، بوليسيا.. و انما نريده افكار.. فكرة منا.. فكرة منك..و استكشافات لا نهائية..
لصديقى على عبد الوهاب جملة جميلة فى تعريفنا (نحن شعب كيدى ) وهو يتحدث عن السياسة بالتاكيد لان تجربة اختلاط الانساب فى الفرد يخلق فكرة مشوهة
اتفق جدا معك بان السياسة ليست فقط قتلتنا واتعبتنا
انما هى ايضا شوهتنا واحس كثيرا باننا ما يحاولون ان يطلقوا عليهم فى العصر الحديث (المعوقين)
من اللحظة الاولى دعنى اخبرك امرا انا لا اقسم الانسان الى ترع وحواشات ومخابىء وبحار تفصل بينها مدارات اى بمعنى انه يصنف فى لحظة سياسى او دينى او اقتصادى او اجتماعى او امنى
اننى لا اجيد عمل الترزية ليكون او اكون فى الفعل الفلانى سياسى او فى الفعل الفلانى ثقافى وهكذا
فقط ببساطة انا انسان كائن متحرك داخل كبسولته المكونة من كل شىء تتحرك فيه ومن وله الايونات الموجبة والسالبة معا لخق مناخ حركته نحو ذاته ونحو الخارج الآخر
تحملنى الكلمة الصادقة الفكرة الذكية الحضور البهى من اى مكان يأتى واتبع الكلام النقى المفيد لى ولفكرتى دون كبير تصنيف كلامى كله يحمل ذات الدلالة وذات المنهج والفكرة اى الكبسولة عندما اكتب فكرة فهى تحمل فى جوفها (الانسان ) بسيبسته واجتمعيته وامنيته وبندقيته وكلماته وانانيته وحبه وكرهه وحنانه وقسوته
لذا يا صديقى اتفق معك بان السياسة اضاعت منا جهدا كبيرا لانها تناولت جزء واحد منا فقتلت الكثير المثير وشهت الحضور لاجمل من يكتبون فى المنبر احيانا
سؤال على جنبة : او تعرف لماذا لم يعلق احد على جمال حرفك هنا ؟
انا شخصيا اعترف بانه واحدة من تشوهات التصنيف الحاد (مع او ضد) بالذات للذين لا يفرقون كثيرا بين الوطن والسلطة والسلطة التى عندك
ارتيقا..حبابك يا صديقي كتر خيرك على المرور هنا.. غايتو الونسة ح تستمر..و حرسم عندو حاجات كتيرة.. بعضها نعرف شوية مفاتيح..و البعض الآخر.. نتعشم ان يبرنا به و ينفتح على المؤانسة.. ضيعنا وكت كتير في العابر اليومي..و لا حلنا مشكلة بلد..و لا اسكتنا صوت العنف.. فاخير نبدأها من اول.. نشوف الزول السوداني فينا..
و دمت.. كبر
06-09-2013, 04:50 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
حرسم..حبابك يا صديقي كتر خيرك على الإستجابة..و اهلنا قالوا (حبل المهلة بيربط و يفضل)..و باقي المثل (حبل العجلة بينقطع)..المهم..
(1)
هي فسحة نريدها أن تكون متكأ.. نكتب فيها بالمياسرة..و نجعلها بعض من اهتمامنا..
التحية لول ابا الشاب علي عبد الوهاب..و هو ايضا ممن ننظر ان نبدأ معاهو ونسة..فالرجل له اهتمامات كثيرة نتشاركها..و لكننا ، من جانبنا ، ننسى مثل تلك المشتركات و نغوص في فيافي اخرى..و نتمنى أن نقدر نلتزم و نطور هذه الإلتزامات.. نعم يا صديقي كثر نكتشفهم بعد ذهابهم..و ذلك لأننا ، كوعي جمعي ..محصورين في منحنى مقعر..ننظر المستقبل (لغاية يوم القيامة و فكرة الجنة و النار) ..و ننظر الى الماضي (بحنينية جارفة) لكنا لا ننظر الى الحاضر حتى نفهم و نعرف من اين أو كيف بدأ..و كيف صار حاضرا..و ماذا نحتاج من الحاضر لنبني المستقبل..لذلك بتكون عندنا حكاية الإكتشاف المتأخر..واحدة من الحاجات التي نغفلها اليوم هو ثورة التواصل التكنولوجيا..و هذه وفرت سانحة لنا افضل من السوانح التي توفرت لأسلافنا من المهتمين بقضايا الفكر و الثقافة و الحقوق..فهم كانت خياراتهم محدودة: ونسة مع الأصدقاء.. ندوة يكون اعدادها بعد سل روح.. مساحات صغيرة في الصحف.. منتديات مرهقة ماديا (بعد المسافات..و المنتديات دوما تعقد في مراكز المدن..و الوصول ليها بيكون فيهو مشقة..و هذه جزئية مرتبطة بفكرة المدينة التي سوف نتحدث عنها لاحقا)..اما نحن اليوم فالواقع افضل و التواصل ايسر..والفضاءات مفتوحة..يمكن ان تكتبت المساهمة و يشاركك فيها افراد من مختلف انحاء العالم (مثل جلستنا هذه.. انت في اقصى الشرق ..و انا في اقصى الغرب من كوكب الأرض..و نتواصل)..و مثل هذه الفوائد هي التي نحاول ان نضعها في المشهد العام..و حتى لا نكرر حكاية اكتشاف البعض بعد ذهابهم..!
عجبتني فكرة علامات الطريق..و هي عندي مربوطة بفكرتك العامة عن الكتابة ونشرها..و انت سميت حالتك ( الكبسولة)..المهم .. فكرة علامات الطريق..عندما نقاربها بواقعنا الثقافي نلاحظ مفارقات عجيبة..طبعا الذي يتبادر للبعض أن ثقافات السودان ما عندها جزئية بثقافة المرور.. عشان كده الناس بتقول ليك الناس مابتعرف تسوق كويس و شنو كده ما عارف..و هذه تقريبا هي فكرة انسان المدينة المرتبطة بالعربية..و التخطيط العمراني و شركات التأمين..و معارض بيع السيارات.. يعني الجانب الإستهلاكي..و لكن حينما تذهب الى ألريف السوداني.. تجد تجذير مرسخ لثقافة المرور (مرتبط بفكرة الحق المجردة) .. و تطورت لتكون اعراف .. منها حق المرور و حق الطريق.. و عندنا في ثقافات البقارة فكرة المرحال..و جمعه المراحيل..فهي ثقافة متجذرة لكيفيه استخدام الطريق و المحافظة عليه و توارثه كحق جمعي..طبعا هذا فيما يختص بالطريق بصورة شكليه..و لكن محتوى الطريق.. حينما يصير فكرة مجردة.. فهذا يحتاج الكثير من الكلام..
كبر
06-09-2013, 04:52 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
فكرة صديقنا علي عبد الوهاب في توصيفنا كحال ثقافي/حضاري.. هي فكرة ذكية..و نتمنى أن يحضر هنا و يوفيها كثير من الإيضاحات..و هي بالطبع ما اورثتنا (العوقة/التشوه) و غياب لفكرة مشروعية الإختلاف..و فهم ملخبط لفكرة علاقات السلطة..!
اضافة للكيدية.. نحن شعب مجتر..خصوصا في جانب المثقف (و المفهوم نتمنى أن ننجز له تعريف هنا في هذه الونسة)..فالمثقف عندنا (على الأقل المعترف به) حالة خلقتها تجارب الأخر الحضاري..و هذه الحالة مرتبط بادوات محددة منها المدينة و نظام التعليم..فالمدينة السودانية ليست فيها روح السودان كشعب و ثقافة و حضارة و تأريخ حتى..و انما فيها روح الكولينالية..صنعها المستعمر و نفخ فيها روحه..و هذه المسألة تتجلي خطورتها في تحديد معايير قبول الآخر..يعني نحن قبل ما نحدد نحن منو و معاييرنا شنو لهذا التحديد.. بتلقانا طوالي عندنا استعداد نحدد الأخر هو منو و شنو..و من عجب نصيغ موقفنا منه على هذا الأساس المختل..!
لماذا لم تنجب الأرياف السودانية ناس بتشارك في الهم الثقافي مثلا؟.. هل الأرياف غير منتجة ثقافيا؟..الأرياف انجبت من يشارك في الهم الثقافي..و تأريخيا نحن بلد تمتد جذوره التاريخية عشرات الألاف من السنين..و طيلة هذه المدة انسان هذه البلاد كان ينتج ثقافته و حضارته الخاصة..و لكن حضور المستعمر..احدث القطيعة.. لأن المستعمر كان يغشنا بانه يريد ان ينقلنا الى حال الحداثة..و لكن فات عليه تلك الحداثة هي انجازه هو بكل شروطه التأريخية و الفكرية و الثقافية و الوجودية حتى..و بالتالي محاولة فرضها على الآخر..بتكون غير مجدية..و ياهو ده شغل الترزية يا صديقي..!
انا ارى أن الريف منتج ثقافيا..و له شروطه و قوانينه الخاصة التي حافظ عليها بمرور السنين..و من القيم الجميلة قيمة التسامح و قبول الآخر دون خوف..يعني اليوم يا محمد..انت من الشرق.. تمشي أي قرية سودانية.. في الشمال.. الشرق.. الغرب ..الجنوب..فانت مقبول..و يتم افتراض حسن النية فيك و بالتالي استضافتك و منحك حق المواطنة و الإقامة ايضا.. يدوك محل تبني ليك بيت.. يدوك مساحة تزرع فيها.. و مش بعيد يدوك زوجة..و بتكون جزء من المنظومة الإجتماعية و الثقافية..و تعامل كمواطن مثلك و مثل مواطن القرية من قبلك..هذا التسامح غير معروف في مناهجنا التعليمية..و غير معترف به.. عشان كده الناس بتدخل نظام التعليم..و بتمرق مشوهة..تقرأ بمزاجها الخاص.. تحاور بمزاجها الخاص.. تعمل معايير للقبول و الرفض بمزاجها الخاصة..و هنا ياما حصلت فكرة (الصنم) التي قاربتها انت ذات مرة في واحدة من بوستاتك..صنم بشروط محددة.. تخلقه شروط محددة..تروجه شروط محددة..و الويل الويل لمن يتجرأ بالمساءلة لجوهر الفكرة..و اثبات خطلها..!
حالة التصنيم..هي التي رعت عدم قبول الآخر..و النظر اليه شذرا.. بالتالي اسست تصورها للسلطة بكل معانيها (ثقافية.. اخلاقية.. جمالية.. سياسية.. اجتماعية.. دينية..الخ)..و منها خلق الهيمنة في ذات نفسها..و في مثل هذا التشوه تتسرب مفاهيم كبيرة مثل الوطن..و انسان الوطن في ذات نفسه..!
و هذا يرجعنا للثيمة الأولى.. ثيمة الحرية كفضاء سوداني..ارجو بعض الإضاءات..و في كل الأحوال الفكرة (فكرة الحوار هنا)..تظل حرة.. يعني تأخد أن نقطة ترى انك ترغب في الحديث عنها..
هي فسحة نريدها أن تكون متكأ.. نكتب فيها بالمياسرة..و نجعلها بعض من اهتمامنا..
من يتابع معى فكرة المثقف والسياسى يتابع ان الفرق ليس اخلاقيا فقط انما هناك توابع اخرى وهى واحدة من اهم نكسات الانسان السودانى تعرف يا كبر حين اوصف الى اخ اعزه الحالة السودانية بدون مواربة وفى حالة قسوة اقول بان الذى جاء فى العام 1821م وعمل ليهو دائرة كدا زى الزريبة وقال انتوا كلكم خليكم جوه الحوش دا او الزريبة دى وسوا ليهو علم وموسيقى عكسرية وجيش ومنظرة بتاعت لوحة سريالية جدا هى واحدة من المشوهات الرئيسية التى ساهمت فى خلق الجنين المشوه
وفى عمل مواز آخر كان هناك فعل قوى لسجن العقل القيمى فى زنزانة الوحدة والوحشة والماضى معا
وهى ثقافة البكاء على الاظلال مع الاعتزاز بماض لسنا من صناعه صناعه اجدادنا كيفما كانوا
ولى حديث قاس جدا حول الثورات التى سبقت مؤتمر الخريجين ستناوله ايضا ضمن حوار ينبش فى الجرح (الغرغرينا)حتى آخر مكان غائر نبدأ منه التنظيف والتطهير
ولذلك لو تلاحظ بقوة حالة ثبات فى انتاج المبدعين والسياسين والفنانين ولاعبى الكرة
سنين طوال ونحن فقط مائة ..هم نفس الوجوه ظلوا لفترات طويلة جدا على واجهة التفاز والاذاعة والصحف عشرين فى الكورة وعشرين فى الشعر وواحد فى القصة وخمسة فى الغنا واربع فى الكورة
وكأن هذه الدولة عقرت من انتاج الغيورين المبدعين الجدد
وحتى عندما جاءت فرصة انطلاق فى حالة تمرد انتج لنا جيلا مشوها آخر حول اغانى البنات من الغرف الى الفضاء وحول فساد الذوق من حالة غردية الى حالة عامة والاستسلام الثاقفى من حالة فردية الى حالة عامة ومظاهر التقدم الى تراجع فى القيم مقابل (مدينة ) مصنوعة بحرفية هالية تنتج ذباذبات تقبل (الكذاب الاشر) وتطرد من حالة (الوجود) الالصادق المفيد المخلص المحب
حالة مقرفة جدا لكنى رغم ذلك متفائل جدا لان الكوة التى انظر منها ارى جيدا تلك ال(سنابك) والفرسان القادمة والقلوب المحبة كما كنا يوما من المنابع كما قلت (الريف )
وبجيك
06-09-2013, 03:32 PM
محمد عبد الله حرسم
محمد عبد الله حرسم
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 4492
هل تدرى لم بدأت حوارى من هنا ؟ لانها كانت بداية التسوير الحقيقى للعقل وللفكر وللقلب معا ان البداية لم تكن باختيارنا واحد اتنين لم يبن على المشترك منا وفينا بل ابهرونا بصناعة مدن كما يريدون (هم) وكما يمكن لهم ان يضعونا فى (سجن) كبير كمرادهم وجعلوا غاية ما نريد هو ان نكون مثلهم واصبحوا هم القدوة والمثال واصبحنا ننتقل من محبة كبيرة الى اصغر الى اصغر الى ان صرنا فقط كل منا يحب نفسه فقط ثم لو تبقى شىء ينتقل الى الاعلى
وهذا هو السجن الحقيقى الذى سوروتا به وفيه
ان مفتاح التشويه الذى نحسه هو ان بعضنا حقيقة وضع المرآة تماما امام وجهه صادقا
فلم يرى وجهه بل رآنا كلنا تماما فى تلك البؤرة الصغيرة التى امامه ففزع
كل هذا الظلم الذى ترى انما منبعه ان المتسلط يرى انه اصوب منك وهو يستحق ان يسجنك فى رؤيته فقط (وهو ارثه الحقيقى)
وهكذا ترى كل صاحب سلطة ونفوذ
هم هكذا ارادهم هكذا حتى يشوهوا الاجنة والمواليد والعقول القادمة بذات النهج ولذا تجد دوما ان التجديد مهلك جدا لصاحبه ومرهق جدا (والنماذج كثيرة جدا )
رغم هذه الصورة هناك صورة موازية ومرتبطة بذات النهج هو السجن الجغرافى اللسجن القبلى والسجن العشائرى والسجن الوظيفى الذى خلق لنا فى هذه (المدينة ) مراكز قوى لا يهمهم من يحكم ولا من يجلس على الكراسى وواجهات الاعلام من تلفاز وجرائد هم حقيقة من يديرون كل شىء المتنفذين اصحاب الضحكة السافرة الذين فعلا يجلسون خلف عاهاتنا ومناخ تشويهنا واسرنا ضمن سجوننا المفتوحة فى كل اتجاه عكس سجون باقى البشر
لا تنظر الى هؤلاء الذين يعتقدون انهم يحكمون ويعتقدون انهم يملكون السلطة والنفوذ لالالالالالالالالالا ابدا هناك فئة هى ذات الفئة التى تجلس هناك فى الظلام تدير كل شىء وتنظر الى كل شىء وتمنح اى شىء مهما كان صغيرا انهم ان احسوا بك خطرا عليهم فانهم يسدون عليك جميع منافذ الهواء حتى انهم يعرفون ان (الوعى) حتى الآن هى حالة فردية ويخاوفن ان تتحول الى وعى جمعى فيقفدون مواقعهم ليست المواقع الحكومية المرئية انما الكراسى ومجالس تحريك وتجميد الافكار وتحجير الناس
لهذا بدأت من هنا ودعنا نمضى الى فكرة المدينة
06-09-2013, 05:17 PM
علي عبدالوهاب عثمان
علي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12500
لم ألاحظ هذا البوست إلا متاخراً .. الاخ كبر .. مازلت أتأمل في هذا الجزء من طرحك الراقي
Quote: عجبتني فكرة علامات الطريق..و هي عندي مربوطة بفكرتك العامة عن الكتابة ونشرها..و انت سميت حالتك ( الكبسولة)..المهم .. فكرة علامات الطريق..عندما نقاربها بواقعنا الثقافي نلاحظ مفارقات عجيبة..طبعا الذي يتبادر للبعض أن ثقافات السودان ما عندها جزئية بثقافة المرور.. عشان كده الناس بتقول ليك الناس مابتعرف تسوق كويس و شنو كده ما عارف..و هذه تقريبا هي فكرة انسان المدينة المرتبطة بالعربية..و التخطيط العمراني و شركات التأمين..و معارض بيع السيارات.. يعني الجانب الإستهلاكي..و لكن حينما تذهب الى ألريف السوداني.. تجد تجذير مرسخ لثقافة المرور (مرتبط بفكرة الحق المجردة) .. و تطورت لتكون اعراف .. منها حق المرور و حق الطريق.. و عندنا في ثقافات البقارة فكرة المرحال..و جمعه المراحيل..فهي ثقافة متجذرة لكيفيه استخدام الطريق و المحافظة عليه و توارثه كحق جمعي..طبعا هذا فيما يختص بالطريق بصورة شكليه..و لكن محتوى الطريق.. حينما يصير فكرة مجردة.. فهذا يحتاج الكثير من الكلام..
صديقي حرسم كأن كل واحد منك يفسر الاخر ..
Quote: لانها كانت بداية التسوير الحقيقى للعقل وللفكر وللقلب معا ان البداية لم تكن باختيارنا واحد اتنين لم يبن على المشترك منا وفينا بل ابهرونا بصناعة مدن كما يريدون (هم) وكما يمكن لهم ان يضعونا فى (سجن) كبير كمرادهم وجعلوا غاية ما نريد هو ان نكون مثلهم واصبحوا هم القدوة والمثال واصبحنا ننتقل من محبة كبيرة الى اصغر الى اصغر الى ان صرنا فقط كل منا يحب نفسه فقط ثم لو تبقى شىء ينتقل الى الاعلى
دعنى أقرأ البوست لمرات عديدة .. لأن لغتكم فارهة وعميقة تحتاج تأمل
يا سلام .. لم تأخيل يوماً ان أجد مثل هذا الجمال والعمق ..
كبر انت رمز للجمال في هذا الحوش .. وحرسم صنو لك .. دعوني أقرأ .. ,آخذ الجزء الذي يمكن لي اثراءه
06-10-2013, 02:15 PM
محمد عبد الله حرسم
محمد عبد الله حرسم
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 4492
Quote: بان الذى جاء فى العام 1821م وعمل ليهو دائرة كدا زى الزريبة وقال انتوا كلكم خليكم جوه الحوش دا او الزريبة دى وسوا ليهو علم وموسيقى عكسرية وجيش ومنظرة بتاعت لوحة سريالية جدا هى واحدة من المشوهات الرئيسية التى ساهمت فى خلق الجنين المشوه
وفى عمل مواز آخر كان هناك فعل قوى لسجن العقل القيمى فى زنزانة الوحدة والوحشة والماضى معا
لذا ومن خلال كل الحكومات المسماة بالوطنية ظل السؤال بلا اجابة
وظللنا نرطض خلف العرب ورضينا بالذيل معهم
بينما ظلت افريقيا تطاردنا لنكون فى مقدمتها فابينا
المعنى اؤمن به
قاله سياسى مثقف فى ذات لحظة
واراه امامى واقعا
انه ليس سؤال الهوية كما يقولون لنا
فقط هو ان لا تكون فى موقعين مختلفين فى ذات اللحظة انه كمين منصوب بحرفية عالية مما وهبنا هذه (الترددية) بينما لو نظرنا لهذه (الخلطة) وحسمنا امرنا بها لكان خيرا لنا
ان حركة الفرد وحركة المجتمع هى حركة مستمرة وفى استراريتها هى حركة متفاعلة ودينامكية وهى فى حركتها تنتج تفاعلات كثيرة من خليط المتحرك الجسدى الجغرافى والمتحرك الثقافى القيمى
اذن ليست الحكاية ان انزع كل حركة التاريخ من ديمومته لافكك الحركة الجغرافية والثقافية والقيمية الى عناصرها الاولية التى بدأت فيها حركة النزوح والتشابك والتآخى والمصاهرة الحركة الاولية لبساطة الكائن الفطرى فينا
بجيك تانى
06-10-2013, 06:30 AM
محمد عبد الله حرسم
محمد عبد الله حرسم
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 4492
فقد قدم ( حرسم ) أفكاراً ورؤى عديدة أكدت على ثقافته العالية وفلسفته المتشعبة
هذا الحوار ينبغي له البقاء عالياً في سماوات سودانيز ... فمن بين حرو ف حرسم
تتسرب قوارير الدلال .. والمتعة ... والدهشة
شكرا عبد العزيز حضورك البهى وتوقيعك الفخم هنا
ليتنى كما تقول
ولكن هذا الحوار ساتعبره مدخلا مهما لطرح الكثير المشترك لنبنى على ما هو يجمع وحقيقى ومحاولة منا لتوصيف ما كان وما هو كائن ومحاولة استنطاق كل ذلك لمحاولة رسم ما سيكون بحرفية ذهنية قابلة للتطبيق
شكرا عبد العزيز بمثلكم تزدهى الاماكن وتنمو
06-10-2013, 04:13 PM
محمد عبد الله حرسم
محمد عبد الله حرسم
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 4492
اولا بالتأكيد البطاقة جئت الدنيا باكيا اليوم التالى ليوم ان غادرنا آخر جندى بريطانى وهويبتسم .....وكنت احاول من وقتها ان افك لغز ابتسامته الفجة ولم استطع ....الا فى وقت قريب ..... حاليا المملكة العربية السعودية جدة محاسب الاهتمامات كثيرة ولكن اهمها التطلع والغوص فى وجوه المارين من حولى فى الاسواق والشوارع المزدحمة والنائية .... واتشكل واشكل منهم قصصا لا يتصورها احد.... احب الاطفال جدا.... احب مدينة الى نفس بورتسودان مولدى وطفولتى وتشكل هروموناتى وعنفوانى ومعرفتى ... ومشهد البواخر وهى تحمل لنا الخارج وهى ترسو لا يزال يذكرنى بانى حى .... ويذكرنى بمدخل ثقافى يجلب معه الزين والسمح والشين المدينة التى فتحت عينى على الوعى فيها هى مدينتى التى احب ما الذى فجر فى عينى مشهد التحول عبر المنفذ الى القلب نزوحا الى الفكر وكان ذلك فى العام 1977م تقريبا حيث ذهبت الى سواكن لاكتب عن تاريخ الدراما فى هذه المدينة وبالفعل كنت هناك بين الاطلال الاحظ واكتب واسجل وامشى افرح واخاف واندهش وابتهج ابحث ارى اشاهد اغنى ليلا واصلى واقرأ القرآن واحاول ان ارسم ملامح الناس الذين عاشوا هنا زمنا مضى حكى لى الاصدقاء الذين اعرفهم والذين وجدتهم يحبونها ويلتصقون بها عن حكايتها واساطيرها وتاريخها وعن اناسها هل تصدق انى تفاجئت جدا بما رايت وعرفت ورسمت وسجلت هذه المدينة قديمة جدا رغم كل هذا الذى تراه امامك من حطام وركام واخشاب بالية واكوام تراب رخيصة جدا تتعجب حين تعرف ان هذه الكومة كانت منزل القاضى المقيم وهذا الشارع كان شارع المحكمة وان النادى كان هنا وان اغلبية السكان كان من جميع انحاء العالم وجدت دفاتر وسندات قبض وفواتير واوراق محاكم وسجلات لاراضى وبيوت باسماء لجنسيات عديدة قد لا تعيرها انتباها وانت تمر حين كنت صغيرا او يافعا او حتى كبيرا مدينة حقيقية لكنك تحسها ملكا عاما اغنياؤها هم من غير اهلوها وتجارها هم من ياتون من غيرها ميلادا ورؤساؤها هم القادمون من اعالى البحار ما الذى تبقى لاهلها يملكون نواحى المدينة ويمتلكون اطرافها
لكنها رغم ذلك كانت تتميز بانها هضمت الجميع وخلقت نوعا جديدا من تزاوجات عديدة ومن مراكز مختلفة فاكتسبت او اكتسب سكانها الجدد والقدامى صفة جديدة بمسى المدينة نفسها
بصفات من كل نوع وصوب وملة وعقيدة وان اكبر ما كان فيها المساجد رغم كل شىء وكان ابرز تجارها من اللجزيزة العربية وكانت اللغة الرسمية فيها رغم اختلاط اللغات
واكتشفت ايضا بان هذه المدينة كانت مصدرا للثراء الفكرى والحضارى والثقافى والاجتماعى والوطنى
الذين صنعوها خافوا منها وارادوا اتسبدالها بمدينة اخرى فقتلوها واقاموا بورتسودان بديلا لها هل تصدق انهم كانوا كالضرتين تغار احدهما من الاخرى وتخاف وتلاتعش حتى فى وقت الاساطير يصنعون من الناس سكانها ارجوزات تصدق بان المدينة ستنتهى حرقا او غرقا هكذا عاشوا مصنوعين ايضا هم وكلماتهم وضحكهم وونسهم ونومهم وساعة اكلهم كل شىء
.
06-11-2013, 09:01 AM
محمد عبد الله حرسم
محمد عبد الله حرسم
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 4492
ان قصة او حكاية موت مدينة وقيام مدينة اخرى يديلا لها يحكى بالضبط كيف تصنع المدن ويحرنى جدا لم تقوم المدن على حساب القيم والاصالة ان افراغ القرية من قاطنيها باصطياد الطموحات بالاحلام الفاسدة هى اسوأ انتاج لقانون الحضور فى ذات مرة حاولت ان اعرف الفروقات الجوهرية والشكلية بين الاقليمى والعاصمى من جميع النواحى وكنت وقتها اعلم بان الانتقال من الاقليم الى العاصمة هى واحدة من المتغيرات التى تتبعها متغيرات اخرى يصعب احيانا عليك مقاومتها لانهم هناك قابعون خلفك تماما وامامك تماما باختصار حولك تماما لا تراهم لكنك تحسهم نفس العيون الكبيرة والانف المفلطح نفس الابتسامة الصفراء
تحسهم لكنك لا تراهم انهم يقفون ويمدون لك اياديهم اما ان تعرف قوانينهم وتبقى هناك او ان تنكسر وتختفى او تقاوم فتذوب كما لوح الصلج
.
06-12-2013, 06:24 AM
محمد عبد الله حرسم
محمد عبد الله حرسم
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 4492
ثم دعنى ابدأ من حيث يمكن ان نرى كثيرا ..لوحة من خلالها سنرى اين نحن ثم الى اين نتجه زتامل معى هذه اللوحة : (و لأننا يا صديقى تعودنا ان يأتينا عشاؤنا جاهزا تعودنا ان نتلقى ....لا ان نصنع حياتنا النماذج التى تقدم لنا نماذج سيئة جدا..فى الدراما..فى الصحف ..فى الاذاعات ...فى الفضاء الاسفيرى. والحراك الثقافى والسياسى حراك جامح فى محتواه متحرك فى منفعته الخاصة..متشنج فى حضوره..يلمع من الخارج متفجر فى داخله ..يحمل سمات البهجة لكنه قاتل . كل الوزارات مهمة الا وزراة الثقافة والاعلام كل الكلام مهم الا العواطف كل الانارات جاذبة الا الكلام البهى حتى فى بيتنا بيتكم لا تضحكون ولا تهبون الضحكة الا ما ندر هموم وقضايا هى ميراث و....هم اشطر ناس فى النكد نحن وزارة الثقافة والاعلام كل يوم تتجه الى مكان ..يوم مع الشباب يوم وزارة لوحدها ايام تجمعهم معا ثم الى المعارف ثم الى الجحيم ....اليست صورة واضحة لما تريده السياسة ونحن نبحث فى ميدان يريده المثقف ؟ )
دعنى ارتب من البداية ميدان الكلام ..كثيرا ما نبحث فيما يريده الالسياسى المحمى بالامنى دون الثقافى المحمى بالقيم الاجتماعية لذا تاتى مفرداتنا معوجة احيانا بما يجعلنا نثرثر كثيرا كاانا نكتشف كل يوم ان من الفكرة الاولى تنشأ فكرة اخرى لا تكتمل الا بها لذا نحن فى حالة دوران باستمرار ..وحركة العالم حولنا اسرع كثيرا فى سرعته ودورانه ونفاذه ونحن بطيئون جدا لذا كلما تهيأ لنا اننا لحقنا العالم رايناه قد بعد عنا كثيرا نصاب الاحباطثم بالفرجة ثم بالحيرة ثم بالتخبط ثم ...ثم....والساقية لسع مدورة
بجى بى رواقة للفرق بين المسرح السودانى والمسرح فى السودان
ثم ننطلق
06-12-2013, 06:26 AM
محمد عبد الله حرسم
محمد عبد الله حرسم
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 4492
تعرف يا صاحبى ان اول بدايات هذا الفن وقبل ان يجد اسما متعارف عليه بدأ بالمحاكاة والتقليد من انسان الكهف الاول بعد الصيد وفى اوقات الراحة يعلمون الاطفال كيف يصطادون ويقاتلون ويمثلون كل افعالهم نهار
ثم اخذت هذه الافعال اشكال العبادة الوثنية عند اليونان وتميزت احتفالاتهم بكثير من تمثيل الاساطير التى كانوا يؤمنون بها ويرونها ويتطهرون بها ويمارسون طقوس الحصاد من خلالها وقرائن الموت
يؤرخون لنا بان البديات هى هكذا
المحاكاة والتدين وممارسة التطهير اليست نقاط جديرة بالوقوف عندها
لماذا احاول ان اؤصل لهذه الممارسة والفعل يا صديقى لاننا نحتاج ان نعرف الاصل من اهداف هذه الممارسة حتى نرى اين نحن منها واين هى منا
06-12-2013, 06:57 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
(1) حرسم..حبابك يا صديقي و التحية من عبرك للأصدقاء..عبد العزيز و علي..و تشكر على مطايبتهم..و هذه هي الروح التي نريد ان نلفت اليها الخلق هنا.. المهم.. كتر خيرك على الإضاءاة حول التكوين (المحددات على قول الجابري): سواءا كان جمعي أو فردي.. و من كوة التفاءل تلك ، نكون هنا ، في محاولة يائسة لهزيمة القبح فينا..!!
ارجـوان تقدر تأخري عن الرد..و ذلك لأمرين: الأولاني ، عمليا ، تقتلني ثقافة الرأسمال و تستهلكني و تسرق وقتي (خصوصا ذلك الذي اتوهم ا ن اهبه للجمال الخصوصي و الإستمتاع به) ، و الثاني ، ان أتأمل كثيرا فيما يخطه حرفك هنا..فانت يا صديقي تجيد الإقتصاد بصورة عجيبة ( تذكرني اهلنا الصوفية..و حكاية الإعتماد على الإشارات اكثر من التفاصيل)..الإشارات متعبة وفي نفس الوقت محببة يا محمد..و ما يحببني فيها انها لا تقبل القبول المجاني كده سمبلا..و انما لها شروطها الخاصة.. و هي التأمل و التفكر و التدبر و التحدي كمان..فعبارتك يا صديقي تنطبق عليها مثل هذه الأمور..و نحن نرى .. ، لكي ، تكون فائدتها اكثر لنا في المقام الأول.. ان نقرأها بتدبر و نعيد القرأءة ان اقتضت الضرورة.. حتى ندخل في حيزها بتصور جمالي اولا.. ثم تفاعلي ثانيا..!!
اوكي.. ثيمة المثقف يا محمد..و كنت اظن اننا نحتاج ان ننقلها من حيزها الصالوني المستعلواتي (المستعلواتي دي من نجر صديقنا الجميل ابكر ادم اسماعيل) .. الى حيزها الواقعي.. الآ ترى يا صديقي ان البحار في بورتسودان.. او صياد السمك و اللؤلوء ، افعال انسان شرق السودان ،/.. او حش التمر (كما كانت تقول صديقتنا مكلة سبأ ، الله يطراها بالخير أينما كانت) ، افعال انسان الشمال السوداني.. أو السرحة بالبقر ، افعال البقاري في كردفان دارفور و النيل الأزرق.. او الزراعة التي يفعلها انسان السودان في كل بقعة في السودان.. الأ ترى أن هذه افعال مثقف؟..أليست الثقافة ، هي ، كما ، يحدثنا اهل الأنثروبولوجيا الثقافية ، صناعة الحياة و طرائق تلك الصناعة ، التي تتجسد في خلاصاتها ابداعا لرؤية الإنسان تجاه الكون و الأشياء؟..هذه الأفعال ، يحزنني كثيرا انها ليست في عرف و تقاليد اهل الثقافة في السودان..و ان المثقف يعرف وفقا للطريقة المسروقة.. طريقة تأسيس المدينة بصورة جزافية و بالتالي بناء منظومة قيم جزافية..!
(2) (الزريبة) يا حرسم..هي بالجد جرح يجتاج النبش اكثر و اكثر..و خلاصاتها كما اراها اليوم.. هي عدم العرفة ببعضنا البعض..في المجتمع الذي اقيم فيه ، مجتمع كندا ،... عالجوها باحترام التنوع الثقافي و الإثني ، و صياغات سياسات تتنزل الى قوانين و قواعد سلوك..و الغريبة مصرين على فتح الزريبة لإستقبال أي كائن كان.. بشرط أن يحترم قوانين التنوع.. ففيها اتيحت لي الفرصة للجلوس مع البوذي و اليهودي و البهائي و المسيحي و الأسماعيلي..اليساري.. اليميني.. الليبرالي.. المحافظ..و الجهوي المتطرف (ناس مكقاطعة كويبك)..و اهل الدار (السكان الأصليين..و في المشهد عندك يوصفون بانهم الهنود الحمر)..و حينما اعود بالبصر لحال دار ا مسودان.. اجد ان المنظر ليس بالبشاعة..و انما محتاج قليل من المباصرة لخلق التعايش..و القبول بالآخر..! اما نمط الثبات..فهي ادوات الهيمنة يا صديقي..الهيمنة التي توصلت الى انها باهية للغاية و ممكن تفكر نيابة عننا و تقرر نيابة عننا.. عشان كده بتلاحظ المدينة بتسوي فينا فعلها (ياخي حقارة انا كنت بشجع حي العرب بورتسودان و اهلي مدني.. مش لأني عرباوي..وانما لأني اقليمي..و كده..!!)..و بتجيب ناسها.. في السياسة نفس الوجه.. الفن نفس الفن الفن بتاع هنا امدرمان.. الرياضة (هلال مريخ و بالكتر موردة وعباسية و الخرتوم تلاتة)..المشروع السياسي سواءا كان راديكالي او محافظ او ليبرالي.. برضك مارق من المدينة..و الفكرة انو نعيش على حالة انو السودان من مجاميعو ياهو المدينة..خصوصا الخرطوم ( صديقنا عادل امين سماها جمهورية العاصمة المثلثة)..!! اتمنى ان تواصل النبش في الجرح..و الثورات يا صديقي محتاجة مراجعات و مراجعات..و اتمنى ان تفعلها هنا و لو لماما..!
كبر
06-12-2013, 06:58 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
(3) ثيمة غنا البنات..قد تكون الصورة المبدئية البادية هي الجيل المشوه..و لكن..! لا اعرف الفكرة في شرق السودان كيف..و يا ريت توضحها لينا.. لكن نحن في كردفان..تسعين في المية من الغناء هو شغل البنات..و هو مؤشر اجتماعي متطور للغاية.. له قدرة ذكية في التقاط الحالة الإجتماعية و تصويرها بدقة عجيبة و غريبة..هل تصدق الحرب كانت ثيمة اساسية (خصوصا ايام جون قرنق).. الإغتراب كان ثيمة اساسية..و اليوم .. حتى زمان اللجوء و الجبهة الثورية و الحكومة الديينية.. كل هذه الأمور تظهر في غناء البنات عندنا..و الغريبة بتشكل مؤشر قيم اجتماعي يخلق قوانينه الخاصة..
واحدة من الحاجات الجميلة.. هذا المارش العسكري..طبعا ناس المدينة تفاعلهم معاهو انو مؤشر انقلاب عسكري (الغريبة طوالي البيان الأول بيكون بعد المار ش ده..!!)..جلبت هذا المارش مرة في هذا المنتدى و تفاعلت معه الأستاذة نور تاور..و حكت لي قصته.. انه مارش عرضة بمناسبة الإحتفال بقدوم المك (و هو جدها رحال مؤسس مدينة كادقلي الحالية)..و ان الأمر كانت تؤديه حكامة (نور ذكرت اسمها ، و سوف اجلب كتابة نور هنا لاحقا)..بالنسبة لي الأمر غير فكرتي تجاه فكرة غنا البنات.. خصوصا تلك الفكرة التي انتجتها المدينة..و حاولت تسويقها.. فالتقطها البعض و مرقها في اطرقا عراض.. كما حدث في الجيل المشوه الذي تقول عنه..!!
ساعود لاحقا..
و دمتم جميعا.. كبر
06-12-2013, 09:23 AM
محمد عبد الله حرسم
محمد عبد الله حرسم
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 4492
Quote: ارجـوان تقدر تأخري عن الرد..و ذلك لأمرين: الأولاني ، عمليا ، تقتلني ثقافة الرأسمال و تستهلكني و تسرق وقتي (خصوصا ذلك الذي اتوهم ا ن اهبه للجمال الخصوصي و الإستمتاع به) ، و الثاني ، ان أتأمل كثيرا فيما يخطه حرفك هنا..فانت يا صديقي تجيد الإقتصاد بصورة عجيبة ( تذكرني اهلنا الصوفية..و حكاية الإعتماد على الإشارات اكثر من التفاصيل)..الإشارات متعبة وفي نفس الوقت محببة يا محمد..و ما يحببني فيها انها لا تقبل القبول المجاني كده سمبلا..و انما لها شروطها الخاصة.. و هي التأمل و التفكر و التدبر و التحدي كمان..فعبارتك يا صديقي تنطبق عليها مثل هذه الأمور..و نحن نرى .. ، لكي ، تكون فائدتها اكثر لنا في المقام الأول.. ان نقرأها بتدبر و نعيد القرأءة ان اقتضت الضرورة.. حتى ندخل في حيزها بتصور جمالي اولا.. ثم تفاعلي ثانيا..!!
يا صديقى كبر دوما تمنحنى مؤشرا يزيدنى هما على همومى المتتابعة والمتلاحقة ان عملية المثاقفة عملية معقدة جدا ومرهقة جدا لانها كما الميلاد تبحث عن آنية انيقة تحمل لك اهم ما تريده على المائدة ان عملية المثاقفة ليست ترفا ذهنيا ولا رغبة فقط انها عملية قدرية ان حركة الحياة نفسها اصبحت سريعة جدا ومكثفة جدا وكذا الافكر اصبحت تتلاحق وتتسابق وتركض واصبحت الاسئلة تتفجر من بعضها قبل ان تجيد اجابة الاولى تلحقها الثانية نبتت عندى من مصافحة المدينة فكرة المثاقفة التى ترسم المدينة بمقاييس رسم صحيحة واكبر مؤشر للبوصلة والاتجاه الصحيح هو الدراما والمسرح اذن اسئلتك يا صديقى ما ارهقنى فى بداياتها ما الذى يربط هذه العناصر الثلاثة مع بعضها البعض انت ترتقى فى حركتك من البداوة الى التحضر فيما يمكنك ان تحمل معك عقائدك وقيمك فيما يسمى بالمدينة المسورة بقوانينها الخاصة جدا لكن حين نتخلى عن الاحلام الصغيرة والكبيرة بما فى ظهورنا لنصبح كما تريد (المدينة) من هنا تبدأ اشكالية المثاقفة الوهمية لانك قد لمست وترا حساسا واصيلا حين رجعت الى القرية وال(بداوة) ان جازت التسمية للاصالة لانها الجزء الاول من المعادلة حقيقة تابعنا انا واحد اصدقاءنا المهتمين بالتعريفات اللغوية بكلمة (الثقافة) اصلا لم نجد الثقافة فى اللغة بمعنى التعليم والكثرة المعلومات وغزارتها دوما هى ثقف اى من الحذق او بالانجليزية حين استخدموا (الزراعة) للدلالة على الثقافة ان عملية (العودة) او التمسك
06-13-2013, 06:10 AM
Hamid Elsawi
Hamid Elsawi
تاريخ التسجيل: 09-22-2005
مجموع المشاركات: 3450
العزيز كبر و ضيوفه الكرام دايماً مواضيعك شيقة و تدعو للتفكير الايجابي و دايماً انا كسلان و مشغول و لكن الموضوع ده عندو أهمية تتمثل في أوجه كثيرة سوف اتناول بعضها اذا اسعف الوقت.
اذا تحدثنا عن تربيتنا و مكوناتنا الداخلية التي تصوغ وجداننا و شخصيتنا نجد ان صوت العنج لعب بها دور كبير و البسطونه و فرع النيم و كأن اشجار النيم زرعت بالمدارس لجلد الطلبة. يكاد لا يخلو خد من خدودنا الا و نال مئات الصفعات (كف بابلدي) حتي في الدارس الثانوية
فقر المعلمين للاسس التربوية العلمية في المسائل التعليمية و التربوية اثاره واضحة حتي في الكتابة بالمنبر العنف اللفضي الذي نمارسه بسبب او بلا سبب عدم المقدرة علي التفريق بين الخلاف و الاختلاف و ..و..و ... الخ عدم المقدرة علي ادارة حوار مثمر و مفيد و التمتع و تذوفه جمالياته لنبحث بجدية لحلول المشاكل اليومية التي تواجهنا ..... هذا جانب أرجو ان ينال جزء من هذا الحوار و هناك كما ذكرت جوانب أخري سوف اطرحها , لها دور في تكويننا الاخلاقي و احساسنا بالجمال الذي يعني للكثيرين (فتاة أو بت حلوة) أما جمال التعامل فلا يعني الكثير فالتبحر اقلامكم في تفسير علم الجمال ( اتمني أن لا أكوت شايت غلط )
شكراً محمد عبد الله حرسم للاستجابة لحوار الصديق كبر و سعيد جداً بمعرفتك و سعيد بالمشاركة في هذا البوست
و دمتم
06-13-2013, 10:02 AM
محمد عبد الله حرسم
محمد عبد الله حرسم
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 4492
حامد الصاوي..حبابك يا صديقي كتر خيرك على المرور من هنا..
نعم يا صديقي ، حديثك جزء من التكوين..خصوصا في فكرة التنشئة الإجتماعية و اثارها في خلق الفرد و تكوينه ، و هو الفرد الذي يتحول لاحقا لمن يدير الأمور..صديقنا حرسم بدأ بالحديث عن فكرة التكوين..و نحى مذهبين : مذهب جمعي (فكرة الزريبة) ، و منحي فردي (بعض من سيرته)..و هنا افق مفتوح كل يمكن ان يقاربه من النقطة التي يريد..لكن بيني بينك..اخترنا محمد لسببين: اولا طريقة تفكيره الهادئة العميقة ، و التانية..فكرة ناس الريف..و الموضوع ما عنصرية (ناس اقاليم ضد ناس العاصمة) و لكن هي محاولة لفتح افاق جديدة غير مفكر فيها..
بالطبع ثيمة مفهوم الجمال ستأتي كثيرا في الحوار ، و هي في تقديري مرتبطة بفكرة الحرية (كفضاء سوداني)..لغاية هسع الأمر في تأسيس صورة المثقف..و صورة المسرح ( و محمد مهتم بالمسرح)..لغاية صورة الحرية..و كيف يمكن ان تكون ..و ماذا نريد منها بالضبط..!
شخصيا يا حامد اؤمن بان الجماعية دوما اكثر ابداعا..و دي من ثقافتنا المحلية بتاعة الضرا..و كل زول يجي شايل قدحو..و من هذا المدخل .. مرحب بيك.. لأن التفاعل الثر يحتاج افكار من زوايا مختلفة..و مؤكد كل الجهد سيكون طيبا لتبيان ملامح الصورة الكبيرة.. نفهمها و نقول ما نريدها منها و من انفسنا..! حبابك يا صديقي..
كبر
06-13-2013, 03:34 PM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
استوقفتني اشاراتين ، من حديثك هنا ، و هما بمثابة غصتين تفنتحان على مشهد الخراب و الغيبوبة في ذاتنا الذات السودانية..الأولى هي اشارتك لوزارة الثقافة..و هي الوزارة التي لم يتولى امرها مثقف حقيقي في السودان..و انما تولاها من صنعتهم المدينة المزيفة..و بالتالي تركتهم مسخ مشوه يشوه الأشياء و الناس و الوعي..و لكم ضحكت بمرارة حينما كنت اتأمل امر تلك الوزارة قبل خروجي من السودان في 1999..وزارة تقوم على سدانة قناة تلفزيون واحدة (تلفزيون السودان) و محطة اذاعة واحدة (هنا امدرمان) و دار اتحاد الفنانين..ومسرحين (القومي و قاعة الصداقة) و مهرجان الخرطوم للموسيقى..!!!..وزارة لم يأتي على سدانتها استاذ معمار أو تأريخ ثقافي أو انثروبولوجيا أو اركيولوجيا..ولا حتى مهتم بالبيئة..و هذا يحدث في بلد فيها اثار تشغل العالم المحترم و يمتد عمرها الى قرابة المئتين و خمسين الف سنة..أي و الله يا حرسم..و العالم مشغول بحساب الماضي لغاية ملايين السنين و ان اصل الإنسان الأول احتمال كبير يكون قد بدا فعلا في بقعة من ارض ما يسمى السودان اليوم..هذه هي المأساة..و كنت يوم ذات يوم كتبت ريبورتاج صغير لأقول فيه ما هو الداعي بالضبط لوجود وزارة الثقافة في السودان و الصرف عليها من دم المواطن و هي وزارة لا تعرف قيمتها و قيمة اعمالها..
(2)
و الإشارة الثانية.. هي ذهابك الى مدينة سواكن..و انها هي التي فتحت منافذ القلب و الوعي عندك..و اربكتني الإشارة كثيرا..و لخبطتت علي دماغي لبرهة من الوقت..و كنت سأكتب اختبار صغير للناس هنا.. ماذا يعرفون عن سواكن؟..و سألت نفسي: ماذا اعرف عن سواكن؟.. هل تصدق.. لا شئ.. لآ شئ البتة..!! رجعت الى ذاكرة الصبا..و تذكرت المناحة التي غناها ادريس الأمير (صبي دمعي..و انا حالي ساكن يا سواكن )..و مثيولوجيا عن جدي نصر السكران ولد ماهل ، و كان شيخ القبيلة و تم اعتقاله من ضمن شيوخ المسيرية التسعة و ارسالهم (منفى داخلي) الى سواكن ..و توفى هناك و هو مدفون هناك..و ابيع كل لحظات العمر المتبقية لو ارى شاهد قبره..!! لم نكتب عنها يا صديقي (و اشرت في جزء من عمل منشور هنا بعنوان تخطيط جانبي لوجهها ، الى حكاية لماذا لا يدرسوننا تأريخ و جغرافية المدن التي نسكنها ، و الإشارة كانت الى مدينة الدلنج)..و التأريخ الذي درسناه.. لم يخرج كثيرا عن مفهوم (الزريبة)..تاريخ جله مصنوع من اجل التغبيش..و التشويه و خلق كائن مدجن لا يعرف راسو من قعرو..! اندهشت يا حرسم ، و الدراسات عن سواكن ، كتبها الأخرون الذين لا ينتمون الى السودان ، و منهم بيتر فاين و هيدجن اشمدت ، و احدثها كتبها البروفسور عبد الرحيم سالم ، رئيس شعبة المعمار في الجامعة الأردنية للعلوم و التكنولوجيا بمدينة اٍرّبد الأردنية..و دراسة بروفسور عبد الرحيم هي عبارة عن اقتراح دولي لتبني امر ترميم المدينة..و قد حفلت الدراسة بالعجائب (عجائب لأننا نحن اهل السودان لم نسمع بها من قبل و ليست من مدار اهتمامنا الرسمي..!!)..و ان الإستقرار في المدينة يعود تأريخه الى ما قبل سنة 3000 قبل الميلاد..و في القرن العاشر الميلاد هاجر اليها سيدنا سليمان ، و في 1215 تم احتلالها بواسطة السلطان المصري ، و عادت للسيطرة السودانية تحت حكم عمارة دنقس مؤسسة دولة الفونج السودانية في القرن السادس عشر الميلادي ،و في 1540 هاجمها البرتغاليون في حملتهم للسيطرة على موانئ البحر الأحمر ..مدينة بهذا الزخم الحضوري.. هي حاضرة في مخيلة الأخر الثقافي و التأريخي و السياسي اكتر من حضورها في ذاكرة اهل السودان.. شفت المحنة كيف يا صديقي؟!!! من ضمن الأسباب التي ساقها بروفسور سالم و التي شكلت عقبات في طريق فكرة ترميم سواكن ، قلة المال و العقبات القانونية ، بل الأهم عدم اهتمام الحكومات السودانية بامر المدينة و تجاهل تسجيلها كموقع اثري عالم ، لأن مثل هذا التسجيل كان سيعطي فرصة للإستفادة من صناديق دعم دوليه انشئت خصيصا للمدن الأثرية القديمة..!!
في مثل هذا الخراب يا صديقي ، صحيح قد تنهزم الثقافة في معركة البحث عن الخبز ، و لكننا نريد أن نعيد للتفاؤل اعتباره..و لو خرجنا من هذا الحوار بفكرة استكتاب للمهتمين و المهتمات لقيام حملة لجعل سواكن موقع اثري عالمي.. فنكون ما قصرنا..
اثرت فضولي لحكاية الكتابة عن المسرح في سواكن..و يا ليتك تبرني ببعض التنوير حول هذه الجزئية.. ماذا رأيت؟ وجدت؟..و الى اين اتجه باقي القصة ..!
ساعود للمتابعة و المفاكرة لاحقا..
كبر
06-13-2013, 04:54 PM
محمد عبد الله حرسم
محمد عبد الله حرسم
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 4492
وهى تحدث نتيجة ادارة الدولة كاى ناد رياضى وهنا الطامة الكبرى ان اى ادارة لدولة ما تنبنى على ادارة الفكرة بالمزاج هى كارثة وان اهم ما ميز ادارة اى دولة التخطيط الاستراتيجى المعدوم كثيرا فى الدول الافريقية وخاصة الدول (الزرائب )
الاشارة الثانية قلة معرفة الناس بسواكن هو ما اتحدث عنه من (قتل) المدن
مدينة بكل التاريخ الذكرته وقرأته والذى تجاهله المؤرخون والذى تعمدوا اخفاؤه والذى خربوه بايدهم
يظل سؤالك مشروعا جدا ما الذى نعرفه ويعرفه الشعب عن سواكن
اننى تناولت فى المسرحية جانب الفكرة من الاسطورة وذهبت بها نحو التوحش بين الذات والارض وناقشت فيها الغربة التى حدثت بيننا وبين (المدينة ) الحقيقية
والطرق التى جذبونا بها الى (المدينة )البديلة التى صنعوا
ان الانسان الغير مرتبط بتاريخه وجغرافيته هو انسان كما الورق يتطاير فى الفضاء كيفما اتفق
وان الوعى بالقضية فقط هى التى نمت هناك وتفحت هناك حين رايت التاريخ كله وتساءلت بين الركام من قتل هذه المدينة التى كانت ؟
من ؟
06-13-2013, 05:32 PM
محمد عبد الله حرسم
محمد عبد الله حرسم
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 4492
تعمدت ان اترك الحديث عن الحرية حتى نكتشف الكثير اولا
وفى فكر المدينة
هناك نقطة هامة جدا
وخطيرة فى ذات الوقت
ودعنا نكشف الغطاء عن الكثير المثير
ان انواع امدينة حسب قناعتى نوعين مدينة محلية ومدينة سودانية
اى بمعنى مدينة محلية ومدينة قومية
مهما كانت الجغرافيا
يعنى مثلا مدينة زى بورتسودان الجغرافيا تجعل المدينة شرقية ولكن هى الميناء الرئيسى للسودان فهى ليست مدينة محلية انها مدينة قومية فهل يمكن ان نصنفها ضمن قائمة المدن ذات المناخ القبلى ؟
06-15-2013, 07:20 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
(1) نقطتين جديرتين بالتأمل هنا..و قد ذكرتهم انت في حديثك.. مفهوم الثقافة ، و علاقات السلطة المعوجة التي قامت على الهيمنة ، ثم انتجت مفهومها الخاص للمثقف و ركلها لكل بادرة اخرى حرة لتعريف المفهوم ، سواءا على مستوى الثقافة أو على مستوى منجز الثقافة و هو ما يعرف جزافا في المشهد السوداني بـ (المثقف).. انت ذكرت اللغة و انك و صديقك لم تجدا فيها تعريف للثقافة..و لكن السؤال أي لغة تتحدث عنها؟..اظنك تتحدث عن اللغة العربية ، و هي التي نتواصل بها هنا..و لكن يبدو ان اللغات السودانية القديمة ، و ان كانت هي لا تهتم بتعريف المفاهيم ، و او ربما لجهلنا بطبيعة تلك اللغات ، و لأنها غير مكتوبة بفعل المحو (كألية من اليات الهيمنة) ، رغم كل تلك العقبات و الكوارث ، الإ انها تتضمن بصورة غير مباشرة مفاهيم الثقافة كما قاربها المجتمع الغربي بكل لغاته..!
و هنا تحضرني مفارقة ، لكم تأملتها كثيرا ، و هي أن ما يسمى بالـ (المثقف ) في المشهد السوداني دوما تجده مأسورا بالمجردات..ثقافة عربية.. ثقافة اسلامية .ز ثقافة افريقية ( و هذه تعريفها يتم عبر كائن انتجته ما تسمى بالثقافة العربية في السودان ، و هي عمادها المجردات)..مثل هذا المثقف.. كسول ذهنيا وجــبان تجاه فعل المبادرة الجرئ.. لذلك يستكين للتدجين (و هو فعل الية الهيمنة عبر اداة السلطة)..لا يكلف نفسه بالنظر مليا نحو تفاصيل المجتمع الذي يتحدث عنه ، و نعني المجتمع السوداني بحدوده المعروفة لنا..و قد يندهش كثيرا مثل هذا الفرد.. حينما نقول له الزراعة (كثقافة) في السودان عمرها اكثر من عشرة الف سنة..و صناعة الحديد عمرها اكثر من عشرة الف سنة في السودان ، و صناعة الفخار..و الكتابة على الصخر..و الرسومات التي تحكي حيوات اجدادنا القدماء في السودان و التي تحفل بالزراعة و الرعي و الطبول و الطقوس المدهشة..حينما نقول ذلك سيندهش مثل هذا المثقف (السوداني).. لأنه تدرب على تناول محدد و تفكير محدد تجاه موضوعة الثقافة.. سواءا كانت تعريفا مفهوميا أو انجاز عمليا يحدث في مسيرة الحياة..!
في تقديري مثل هذه الدهشة .. ترجع الى طريقة التفكير في المجردات..و هذه ايضا لها اسبابها.. فحينما تتأمل من يتحدث عن العروبة و الإسلام في السودان.. ستجده يربط ذاته و تفكيره بالمجتمع العربي في الجزيرة العربية.. و هذا مجتمع كما تعلم اغلبية طبيعته الجغرافية هي الصحراء..و الصحراء لا تسمح بالزراعة..و الصناعة و الطبول و المناخات المتنوعة.. يعني الصحراء نمط و روتين لا يعرف التنوع.. لا يعرف لون غير لون الصحراء..مثل هذه الطبيعة هي التي تنتج كائن قليل التجربة..على الأقل لا يعرف التنوع في تجربته.. لذلك اكثر ما يحاول ان يفعله في تعويض التنوع هو التوجه نحو التفكير في المجردات و محاولة جعلها واقع..وقعت ليك المقاربة يا محمد؟..هي غريبة .. لكن نسوي شنو يا اخوي..لازم نخوض التفكير لأخر اشواطه..!!! الصحراء ، ايضا و بطبيعتها القاسية ، تنتج انسان فظا و غليظا.. و لأن الصحراء احادية (لا تعرف التنوع) .. فما تنتجه من انسان يتميز بالأحادية..و الأحادية حينما تقاربها بالواقع السوداني ستجد فكرة عدم قبول الأخر و المحاولة الدوؤبة للهيمنة..و هي فكرة التسلط التي ذكرتها انت..و التي تتجلي في فكرة سجن الجميع في نظرة واحدة فقط..!
كبر
06-15-2013, 07:21 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
(2) حالي هنا لا يسر يا محمد ، و لكن صدقني افضل من حالك.. ليس من ناحية المال (مفتاح راحة البال كما يقولون)..و انما للسانحة الوضيبة التي جعلتني استمتع بالرزيبة غاية الإستمتاع..و كندا يا صديقي هي زريبة بكل المقاييس التي تخطر ببالك..و الكائنات الفيها مستقلة و متنوعة و متعددة.. لكنها تحظى بالإحترام و القبول..فكرة قبول الآخر هنا مجسدة بصورة تفوق الخيال.. فالدولة.. اول حاجة بتقولها ليك.. انك انت حاجة مختلفة و من حقك تكون مختلف.. لكن عشان تستفيد من الخاصية دي لازم بالمقابل تعترف بالآخرين و اختلافهم عنك و حقهم في انو يكونوا مختلفين..و الفكرة ناجحة للغاية.. لأنو عشان تكون لازم تعترف بحق الآخر في ان يكون..عشان يعترف بحقك في الإختلاف..!
ناس باشكال و الوان.. لغات اسكت ساكت خليها..و قد تجمعك بهم الظروف وفق اسباب مختلفة.. من بينها العمل..و لقد جمعني العمل بناس من شعوب لم اسمع بها قط في حياتي..و هنا تحدث الطرائف و المفارقات المحزنة..كل واحد بيحاول يعرض ثقافة بلدو الجاي منها..و اكثر نقطة الناس بتتلاقى فيها هي نقطة الموسيقى و الرقص و طريقة اللبس..و كالعادة اول ما سألوا عن الموسيقى السودانية..تووشك خشيت اليوتوب و اشيل و اطلع في الغنا السوداني.. و لأني سوداني بديت بمحمد وردي..ثم بقية ناس مزيكا المدينة عندنا..عارف الحصل شنو؟..العالم امتعضت..و اشمأزت بصورة لمن خلتني اتضايق و اسب ليهم و اسب لجهلهم المدقع..اتنين فقط.ز صديقة من البرابادوس ( و هي من اصول افريقية)..و صديق هندي من جنوب الهند مقاطعة كيرلا (خير الله عدييل يا محمد)..و ناس المقاطعة دي زرق زينا ( سمر تهذيبا)..المهم النفرين ديل اصلا ما فقدوا فيني الثقة..و صبروا..و ذات مرة بالصدفة..فتحت شريط يوتوب سوداني فيهو رقصة النقارة بتاعة اهلك البقارة في كردفان..ياخي العالم دي اندهشت جنس دهشة..و قالوا لي ده الفن الحقيقي.. لأنو تلقائي للغاية..و ما قصرت ..جبت ليهم نماذج من الكرنق.. الكمبلا.. البُخسة..الجراري.. نقارة زغاوة.. نقارة فور.. نقارة مساليت..رقصات الشرق..اغنيات من نوبا الشمال..و كنت في كل مرة اسالهم العاجبكم شنو؟..و كانت الإجابة الأصالة و التلقائية و الجدة..و الجديد عندهم أنو اول مرة يشوفوا حاجات ز ي دي..واحد خواجة (من اصول ايرلندية و يحب المردوم شديد خلاص)..قال لي مزيكا الفنانين عندكم هي مسخ مشوه للكائن الغربي..الآلات..تهيئة مسرح الأداء..اللبس..الخ..لكن مزيكا الخلاء (كما يسميها)..روحها سودانية و شكلها مختلف تماما..و عالم اليوم ما دايرك تجيب المعروف .. و انما داير يشوف المختلف..!!
في مشهد مثل هذا يا صديقي..يكون حالك و حالي.. اننا نفكر فيه و منه..عشان كده لمن وصفت انت.. انو كلام المثقف السوداني و فعل المثاقفة يجنح عندنا للثرثرة..فهذه حقيقة.. لأننا نثرثر فيما لا نعرف تماما.. فنصير مسخا مشوها..!!! في تقديري تفكيك الهيمنة و ادوات تسلطها سيكون بالنظر نحو قيمة التنوع الحقيقي عندنا.. ليس بفهم التأفف و الرفض..ولا بفهم خلق هيمنة مضادة..و وانما بفهم الإستيعاب..حتى نستطيع تجسير ذلك بالإحترام المتبادل ليكون لنا وطن نحترمه و يحترمنا..!! ساعود لاحقا لمقاربتك عن مفهوم المسرح و كيف بدأ..و في بعض الثقافات السودانية.. الفكرة موجودة و تطبيقا بيانا بالعمل..لكنها غائبة عن المين استريم كلشر..
Main Stream Culture في غرب السودان يا محمد ، النقارة ليست مجرد دلوكة على قول ناس المدينة..و انما هي خارطة ثقافية ذات تفاصيل اسكت ساكت خليها..فهي نقارة الرايح (اعلام).. نقارة المسير ( اعلام) .. نقارة الخراب (اعلام).. نقارة الفرح..و الرقص هناك يا صديقي .. يقوم على تكنيك الحوار ( مش المسرح قايم اساسا على الحوار؟)..ياخي دياليكتيك لو راهو سيدنا هيقل لتململ في قبره طربا و قال رجعوني تاني للحياة عشان اكتب ليكم دياليتك تاني..!!!.. المحنة.. قد تجد مثقف سوداني يعرف دياليتك هيغل من الألف للياء..ولا يعرف ديالكيتك الكرنق في جبال النوبة..!!...و برضك زول ز ي ده بتكون عندو وزارة ثقافة..!!!! و دمت يا صديقي.. كبر
06-15-2013, 06:35 PM
محمد عبد الله حرسم
محمد عبد الله حرسم
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 4492
هناك تجربة لى شخصيا ولبورتسودان فى العام 1978م حين سألنا عندما ذهبنا الى المسرح القومى لنعرض مسرحية (تيراب اهلنا) تاليف واخراج عبد الحليم محمد ابراهيم تمثيل فرقة النورس للآداب والفنون وتم رفض فكرة ان تعرض فرقة اقليمية فى المسرح القومى ففجرنا السؤال
من اين اكتسب هذا المسرح(قوميته) وقوميته دى ذاتا يعنى شنو
ثم حاربنا كبورتسودان الى ان تم العرض ولكن بعد ان تفجرت كبسولة مفخخة لم يكن يتوقعها اى خرطومى فى ذاك العام
الثانية ذهبت لاعرض مسرحية (التلتوار) تاليف واخراج وتمثيل فرقة الموانىء المسرحية فى المسرح القومى جابهنى كلام من مدير المسرح كنت اتوقع منك تجينى بى مسرحية من الشرق بمعنى تراث بجاوى او هدندوى
واخلط الورقتين مع بعض سترى مشهدا عجيبا
منهما استطعنا ان ننتزع ولاول مرة منصب فى وزراة الثقافة والاعلام اسمه مدير عام مسرح الاقاليم
تصور
وفى بدايات الثمانينات طرحت تصور واضح الملامح لخلق تلك التوليفة التى نبحث الآن
قلت علينا ان ننشىء لكل اقليم تلفزيون يعبر عن هويته ومناخه ومزاجه ومن كل تلفزيون نختار ما يشبه مزاج الآخر لعكسه فى القناة القومية لربط المزاج الخاص بالعام
لوكن الفكرة رفضت بل وحوربت لانهم اعتقدوا انها تكرس للجهوية بينما كانت فى ذاك الزمن هى الخيار الافض لان السياسة لم تكن قد اخذت منحى الحدة فى النظر الى الجرافية والقبلية
ولم نستثمر لا تلك النظرة ولا محاولة الحوار حولها
وجئت وطرحتها فى التسعينات وقلت اعملوا 26 تلفزيون ولائى
ثم تخيروا ما يجمع فى قناة قومية تبث باتخيارت دقيقة من كل ولاية برنامج
ايضا عرض الخائط
ثم الآن
انظر حولك ستفرض المسألة فرضا وبدون مساومة ولاغراض غير التى قلنا
مكرسة لاسباب مقرفة جدا
06-16-2013, 07:50 AM
محمد عبد الله حرسم
محمد عبد الله حرسم
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 4492
هناك اشارات مهمة فى حديثك المستمر حول العودة الى المنبع وعندك الاصل هو القرية وان الوافد العربى العابر بالصحراء هو (يعتنى بالتجريدات) اتفق فى جزء معك بان الصحراء وهبت المجردات لكنها وهبت المسح ايضا لان العين ترى مسافات اطول ووهبت العربى قوة البصيرة لان السماء مفتوحة امامه انا هنا لست مدافعا عن ثقافة عربية او اسلامية او افريقية فقد قلت لك سابقا انا آت انسان دون تجزئة ودون عقد اعيش حياتى لا حياة آخرين اعتنى جدا بان يكون نظرى حاد وملاحظتى قوية فانا بورتسود\انى المولد (زريبة قومية) دنقلاوى الانتماء هدندوى الطبع سواكنى الهوى استمد من الجبل ثباته وعلوه ومن البحر عتوه وقوته وهدؤه ومن القطار انتقاله و(جمعه المسافرين والمودعين) ومن السفن عبورها (الشاسع ) من المجاهيل سودانى التكوين رغم كل نقص يعترى التعريفات فانا لست معنيا به فى معيشتى ولا اضيع كثيرا فى محاولات البحث عن خوازيق مؤمن جدا بما يقوله الله 0يحرفون الكلم عن مواضعه) مدرك جدا بان الريف جميل والاخلاق مهمة وان الزراعة منبت حركة الانسان نحو الكمال ولا ارى تضاد بين ما هو كائن وما هو وافد ولا اريد ان افك الكبسولة التى تكونت عبر سنوات طويلة وكثيرة بمعملية وفنيات وتقنيات كثيرة لا اريد ان افكك هذه الكبسولة الى عناصرها الاولية وكأنى افرخ الموجود من جدواه واترك الاشياء بلا عناوين هناك مناطق الافضل تركها وان نعيشها لا ان نعبث بمحتواها لذا حين تحدثت عن بورتسودان والقومية كنت اعنى بعض الاصوات التى تتبنى ان المدينة هدنديوة وهى ليت كذلك رغم راينا فى صناعتها الا انها تظل قومية الوجود والجغرافيا هنا ليست حالة مستعصية بل هى قدرية المكان
06-16-2013, 09:31 AM
محمد عبد الله حرسم
محمد عبد الله حرسم
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 4492
Quote: في تقديري تفكيك الهيمنة و ادوات تسلطها سيكون بالنظر نحو قيمة التنوع الحقيقي عندنا.. ليس بفهم التأفف و الرفض..ولا بفهم خلق هيمنة مضادة..و وانما بفهم الإستيعاب..حتى نستطيع تجسير ذلك بالإحترام المتبادل ليكون لنا وطن نحترمه و يحترمنا..!!
لا بالتأفف فقط ولا بخلق هيمنة مضادة انما بفهم الاستيعاب
يا سلام عليك يا راقى
وهى ما نفتقد وسط راى حاد او مزاج قاهر او هوى مطغيا او مفسدا
والضجر بالاختلاف يربك الكثيرين
ونمد يا صاحبى يلوح لى مكان التقاءنا هناك على ربوة فجر قادم مشع ومبهر ومبهج وقوى ومبين
06-17-2013, 06:49 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
تشكر على التصنيف المبدئي بين مدينة (محلية) ..و اخرى (قومية)..و فكرة المدينة عندي هي المحاولة الدوؤبة لإستشكاف الماضي.. فالآخر الثقافي و الحضاري يتحدث عن مدن سودانية قديمة..و هي التي نحاول ان نبحث عن روحها و نفض الغبار عنها..اما المدينة اليوم فهي صنيعة المستعمر..كل المدن السودانية بنفس النمط.. ح تلاقي المركز فيهو الشرطة..و المجلس..و الحكومة..ولا يخفى عليك الترميز..يعني الحكومة (كسلطة) تصر ان تكون هي المركز..ولابد أن يلتف حولها المواطن.. مافي خيار لأنو تكون بمزاجك..و السلطة تجيك مش انت تمشي للسلطة..و هي فكرة قاربها المرحوم جون قرنق حينما قال (نريد ان تذهب التنمية للمواطن ، و ليس العكس)..هذا المزاج الجزافي قام على تجربة المستعمر و تصوره الأخلاقي و الثقافي و الجمالي للمدينة..و بالتالي تم فرضه علينا في السودان ، و من عجب نحن ناس السودان ما عندنا الإستعداد للمراجعة..ولا حتى ابتداع فكرتنا الخاصة عن المدينة التي تشبه روحنا الثقافية و الفكرية..عشان كده كلامك صاح في حتى القرى التي اصبحت مسخ مشوه للمدينة.. في اللبس و ادوات التواصل الحديثة و حتى اللغة و معايير الجمال اختلت للغاية..و هنا تحضرني طرفة مرت بي ايام التسعينات..و كنا شوية شباب مهمومين بالتثاقف و بنحاول قدر المستطاع نقول لأهلنا ناس الريف انتو الجمال في ذات نفسو..و مشينا ذات مرة لقرية صغيرة في شمال الدلنج لحضور مناسبة عرس..و شعرنا أن صديقنا الأستاذ محمد خليل الدومة قد دخله بعض الغم و التأثر..و كلما نسأل.. يشيح عنا..و بعد ثلاثة ايام اخرج علينا قطعة ادبية لطيفة عنوانها (حتى القرى لا تخلو من المساحيق)..كان ذلك في التسعينات.. فياترى كيف تكون تلك القرى الآن؟..!!
(2)
احيك على تصورك المسرحي و الكتابة عن تجربتك مع مدينة سواكن..و هي تجربة اظنها غير مسبوقة..على الأقل بالنسبة لينا نحن ناس الأقاليم الأخرى..و لكم تمنيت ان يكون هناك فيلم عن سواكن..و حزنت كثيرا لتجربتكم مع ناس المسرح القومي..و احييك على الصراع الواعي الذي افرز فيما بعد فكرة ادارة مسرح الأقاليم..و فكرة الإذاعات الإقليمية و قنوات التلفزيون الإقليمية (غايتو لغاية خروجنا من السودان 1999.. الجاه وصلنا..و كانت عندنا اذاعة كردفان في الأبيض تاسست 1986.. اذاعة كادقلي لجنوب كردفان ، و اذاعة الفولة لغرب كردفان..و اكيد اقاليم كتيرة بتكون نشأت فيها مثل تلك الإذاعات..و على قول اهلنا العافية درجات.. فنحن نفرح بالتأسيس اما المحتوي فأكيد سوف يتطور بمرور الزمن)..! تجربتي مع المسرح قليلة للغاية..و كنت امثل كهاوي ساكت..معظم التجربة كانت في المسرح المدرسي.. ثم بعض التجارب المحلية للغاية في مدينة الدلنج.زابوزبد ..بابنوسة..و هنا تحضرني فكرة المسرح المدرسي و اندثارها في السودان..فلقد عشت بعض الوقت في مدينة الدويم بالنيل الأبيض..و كنا على صلة وثيقة بمعهد التربية في بخت الرضا..و كانت الليالي المسرحية تقام بانتظام.. لأن فلسفة التعليم القديمة كانت ترى أن المعلم لابد أن يكون شامل في تجربته و فهمه للأشياء..نفس التجربة تكررت في الدلنج..و كان بها تاني معهد بعد بخت الرضا..و كانت الليالي المسرحية تقام باستمرار في نطاق نشاط الطلاب و بيكون في شكل تنافس بين الداخليات..و الأطرف ان ليالي معهد الدلنج المسرحية كانت تقام في امسية الأربعاء (يعني لا خميس ولا جمعة)..هناك شهدنا مسرحيات مثل (بامسيكا).. (النصف الحلو) ..(المك نمر)..(اكل عيش)..و كنا نعي ان هناك مسرح دراما و هناك مسرح كوميديا..و هناك مسرح غنائي..! و لكني اقول بكل ثقة.. من تجربة الدويم و تجربة الدلنج.. ان كائن تلك المدائن كان يتميز بالعقل المفتوح..خصوصا الدلنج لأننا وعينا فيها و عشنا فيها بعض من فترة شبابنا المجهجه..فالناس هناك كانت تتجاوب مع المسرح بصورة مدهشة (الدهشة لأنها مدينة نائية ، بعيدة عن مراكز الضوضاء الصاخبة)..و زرت المدينة في نوفمبر الماضي..ووجدتها دخلت في ردة ثقافية لا يعلم مداها الإ الله..!!
و لكن لا مفر يا صديقي.. لازم نرجع لحكاية كل اقليم و مزاجو.. لأنو دي الصيغة الوحيدة التي تؤدي الى ان يكون احترام التنوع مسالة عملية اكثر من كونها نظرية أو يتم تجييرها لوجهة محددة..!
كبر
06-18-2013, 07:22 AM
محمد عبد الله حرسم
محمد عبد الله حرسم
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 4492
صباحتك نسائم يا صديقى كنت انوى مواصلة الحديث عن المدينة ولكن استوقفتنى فكرة (المثقف) لم يتفق العاملون فى حقل العلم والمعرفة على كلمة مثل اتفاقهم على اختلاف تعريفاتهم لكلمة (الثقافة)و(المثقف)
حاولت ان اجد فى قول الآخرين ما يشبع نهمى كلهم ذات الرجل لكنه يضىء داتئرته فقط ومن كل التعريفات المتشابكة احيانا والمتفارقة احيانا اخرى والمتوزاية مرات والمتقاربة مرات لم اجد ما يمكن ان اشير اليه انه باتفاق لذا وكما عاهدت نفسى ان لا اعيش حياة الآخرين وان لا احبس نفسى فى زنازينهم ولا تعريفاتهم ولا قوانينهم قلت من زمن وانا دوما اتمرد على ما يروق لى دون خوف من اى آخر -اى آخر قلت ما الذى نريده من الحياة الحياة لنا ولغيرنا هى القصة ببساطة والسؤال الصعب السهل هل المعرفة لوحدها هل الوعى لوحده هل التثقف والتثاقف هى حالة قدرية هل الاصغاء حالة مرضية هل التحدث للآخر ونقل الخبرات ضرورة هل الصمت معوق للحياة واسئلة كثيرة تملكنى وتزحمنى لكنى قلت من خلال ثلاث كلمات يمكن ان نرتقى للدخول الى اى مكان قلت ان النظر هو بداية الادراك اذن الادراك ضرورة وقلت بان الوعى هو احد الضروريات لاهمية الادراك ولكن حين نتوقف بالادراك والوعى به عن توظيف الوعى والادراك فاننا نسىء لانفسنا قبل ان نسىء للحياة فاننا يجب ان نوظف اداركنا ووعينا لادراكنا نحو الذات والآخر وتاريخيتنا وجغرافيتنا وذاركتنا
وكلمة اخرى اخرى احسها ايضا ترهقنى جدا الذاكرة
هذه الكلمة التى تبهرنى وتزعجنى وترهقنى وترعبنى واتساءل لم يتلاعب بها هؤلاء الذين يربكون حضورنا ويقتلون احلامنا ويرسموننا كما يشاؤون
الذاكرة فصل جديد
واللغة
كما تفضلت فيما سبق
ونمسك الدرب كمان وكمان
06-18-2013, 08:06 AM
محمد عبد الله حرسم
محمد عبد الله حرسم
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 4492
محمد عبد الله حرسم من الاقلام التى احرص على متابعتها منذ ان وطئت نقرات كى بوردة هذا المنتدى وان كان كثيراً ما يعينى اللهث وراء سرعة ايقاع الرزم الذى يتناول به مدوناته فهو نموزج لفطاحلة المنبر الذين هجروا الى غير رجعة وهو خطوة مهمة للرجوع بالمنبر للزمن الجميل الذى عاصرنا جزء منه وسمعنا بالآخر شكراً الاستاذ كبر فقد اخترت من تحاور فالتحية لك وله ولضيوفكم البوست الكرام : : : : : : مع التحيات لله الزاكيات
06-19-2013, 07:04 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
نعم اتفق معك في اشكالية تحديد مفهوم المثقف..و لقد اعجبني اجتراح مفهوم التمرد..و هو بلا شك مرتبط بمفهوم الحرية (التي لم نتحدث عنها بعد كفضاء سوداني)..في اعتقاد اننا في السودان لم نستطع انجاز تعريف المثقف لأننا نختار المدخل الإفتراضي الخطأ و بالتالي نصوغ عليه خلاصاتنا..و بديهي أننا لن نصل لشئ..!
تقاليد المثاقفة في السودان ، دوما ترتكن الى مجهود الأخر (الثقافي/الحضاري) في تحقيق و تفسير معنى المثقف ، و بالتالي محاولة توطينه..و مسالة التوطين هذه قد يجانبها الصواب في بعض الأحيان.. فلا يمكن أن تنتزع مفهوم من تقاليد ثقافية و فكرية و فلسفية و جمالية محددة..و تسقطه على بيئة اخرى..هذه المشقة قد يجابهها سؤال اخر: هل بيئة السودان متوحدة حتى نطلق عليها كيان أو كلية واحدة؟..هذا السؤال دوما تطلقه المدينة.. لأن انسان المدينة ، كما قلنا سابقا.. لا يعرف سوى المدينة (بيئة و فكرا و ثقافة و قيم جمال) و بالتالي يحاول أن يعرف نفسه و رؤيته للكون من خلال ذلك المسلك..فمثل هذا الفرد حينما يجد نفسه يتصدى للتنظير.ز سيصيبه كثير من الحرج حينما يجد بيئة السودان متنوعة و يصعب عليه الإلمام بحقيقة هذا التنوع..و منها يختار الحل الأسهل و ذلك باستقدام المفاهيم و محاولة توطينها قسرا..و هذه هي المشكلة التي ارى اثارها في سودان اليوم..!
ماذا يحدث لو اخذنا مفهوم بسيط للثقافة يحصرها في رؤية الإنسان لذاته و بالتالي رؤيته للكون و محاولة تحديد علاقاته مع الأشياء وفقا لتلك الرؤية؟.. مثل هذه الطريقة لو اتفقنا عليها.. نجدها تحترم التنوع في الذات السودانية..ولا تسمح بالإقصاء مطلقا..و لا تسمح بفرض رؤية واحدة للأمور و حراستها بقوة السلطة و المال و السلاح.. و الأهم لن يكون شرط التعلم النظامي جزء من ادوات تحقيقها..!! التمرد الذي قلت به يا صديقي..و الذي يؤوول في خلاصاته الى ذات انسانية محضة لا تحترم الأخر من باب الخوف و انما من باب حق الآخر في الوجود..مثل هذه النظرة.. اراها تيار يتخلق الآن..و يتشكل بصمت..و يعلن مفارقته للمين استريم كلشر و طرائقها في التفكير.. صحيح هناك ردة ظاهرية تتمظهر في الجهوية و الإثنية و القبلية..و لكن هذه المظاهر زائفة و سوف تنهزم بسهولة امام تيار الإنسانوية المتصاعد..و في نفس الوقت لها القدرة على هزيمة فكر المدينة الضيق..!!! اقول بذلك ، لأن ثورة التواصل التكنولوجية قد فتحت ابواب لم تكن متاحة في السابق..اليوم يا محمد من السهولة ممكن تسأل نفسك كيف يرقص الحمر(قبيلة ابالة في كردفان) مثلا؟..و تذهب الى وسائط التكنولوجيا و تجد رقص الحمر و اغانيهم..و هي نصوص مبذولة تتيح لك براح من التأويل و البحث عن ربط الأشياء ببعضها البعض.. يعني لم يعد مصدر الرسالة فقط هو اذاعة هنا امدرمان أو التلفزيون القومي أو حتى المسرح القومي..و انما الرسالة صارت لها مصادر متنوعة..و نفس الكلام عن الحمر يمكن ان ينطبق على اهل الشرق و اهل الشمال..و اهل الغرب الأقصى..و كل هؤلاء كان يفتقدون التمثيل في مجرى الثقافة الرئيسية في السودان..!!
في كل تلك المجتمعات يا محمد هناك اجابة و مقاربة لمقولاتك.. ستجدهم يؤمنون بان الحياة لهم و لغيرهم..و ستجدهم لهم معارفهم الخاصة التي يطورون من عبرها وعيهم بذواتهم و بالآخر و بالكون..و هكذا..!
(2)
تدهشني يا صديق قدرة الكائن السوداني العادي (خارج المدينة طبعا) على التواصل..و اليوم لو نظرت الى المدينة المصنوعة في بورتسودان مثلا.. ح تلاقي فيها غالبية فئات السودان الإثنية..و الأغرب عندها قدرة على التكيف في البيئة الجديدة.. بفهم بسيط تعيش في سلام عشان غيرك يعيش في سلام..و هذه الجدلية هي جدلية تبادل الإحترام..في الريف بتلقى الناس بتجي من اقصى شرق السودان الى اقصى غرب السودان..و برضك بيكون ليها القدرة على التكيف و التفاعل الإيجابي المثمر..و في الخلاصة بتلقى الناس دي بتقبل ببعضها البعض لأنو في دستور غير مكتوب بيحكم التعامل بيناتها..كلهم بيلبسوا الجلالايب (للرجل) و التياب ( للمرأة).. الفرد الوحيد الذي يمكن أن يدخل في حيص بيص هو انسان المدينة (سواءا كان رجل أو امرأة)..و تجده يفتقر للحساسية الثقافية و الجمالية..وب التالي يحاكم الناس علي معاييره غير المعروفة..هذا اذا لم يصل به الأمر بان يفرض معاييره على الناس..!!
هذه الإحالات و الدلالات هي التي تجعلني اهتم كثيرا بانسان الريف السودان..فهو عندي مثقف بدرجة الإمتياز..و يفعل كل القيم الجميلة التي نفكر فيها نحن حصيلة التعليم المنتظم في السودان..و لكن المتعلم منا يصيبه الإنفصام تجاه هذه الأصالة الممتدة لسنين و دهور..!
نعم.. نحتاج لإعادة تعريف مفهوم المثقف في السودان..بصورة تجعلنا اكثر قربا من واقعنا..
و دمت.. كبر
06-19-2013, 04:00 PM
محمد عبد الله حرسم
محمد عبد الله حرسم
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 4492
كنا قبل سنين او سنوات..طرف واحد ...ولا يوجد غير الاشتراكييين والديموقراطيين والشيوعيين ...ثقافة واحدة موجهة ..ولا مجال لطرح اى ثقافة بديلة والا اتهموك بالتخلف والظلامى والرجعى ....
وجاءت فترة سيطرت على الساحة الثقافية مفردات اسلامية 0ولا مجال لاى طرح آخر
ثم تصادم الخطان ثم احتكما للعقل فوجدا مساحة لوجودهما معا امر قدرى
فتوافقا ولم يتصالحا
هما الآن فى معتركات والمعركة الحقيقية على اقصر مسافة مما يتخيلون لان الحرية هى اثمن ما نملك حين تكون حرا ....تعرف تختار بحريتك...وتحارب بحريتك ....وتسعى لملء فضاءك بحريتك 0...شرط الا تعتدى على حريات الآخرين ... وعندما نصطدم بمكان لا نجد فيه ما نلعقه سنشتهى بعض ماهو متاح الآن ولن نجد وعندما تتمايز الصفوف سنبتهج وعندما تتراقص الكلمات سنعزف راية النصر على وعد الله سبحانه وتعالى املى كبير وعشمى اكبر ونحن بنكبر وسودانا بيكبر فقط للحادبون على مصالحنا وبما ان كل شىء الآن مباح فلا تدعوا غدا ليكون كل شىء غير مباح اما لماذا التفاؤل لان الآن كل شىء مطروح للنقاش وكأننا لتونا اكتشفنا ذاتنا او كأننا خرجنا لنستحم فى العراء وبعوراتنا كلها صرنا ننكأ الجرح من صديده وننظفه ونعرضه لدفء الشمس ويوم ان تختفى بعض رهابات عصب العين ورهابات النفس سنعرف حينها اننا برأنا من سقمنا وان غدا لناظره قريب
06-20-2013, 05:48 PM
محمد عبد الله حرسم
محمد عبد الله حرسم
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 4492
Quote: (2) حالي هنا لا يسر يا محمد ، و لكن صدقني افضل من حالك.. ليس من ناحية المال (مفتاح راحة البال كما يقولون)..و انما للسانحة الوضيبة التي جعلتني استمتع بالرزيبة غاية الإستمتاع..و كندا يا صديقي هي زريبة بكل المقاييس التي تخطر ببالك..و الكائنات الفيها مستقلة و متنوعة و متعددة.. لكنها تحظى بالإحترام و القبول..فكرة قبول الآخر هنا مجسدة بصورة تفوق الخيال.. فالدولة.. اول حاجة بتقولها ليك.. انك انت حاجة مختلفة و من حقك تكون مختلف.. لكن عشان تستفيد من الخاصية دي لازم بالمقابل تعترف بالآخرين و اختلافهم عنك و حقهم في انو يكونوا مختلفين..و الفكرة ناجحة للغاية.. لأنو عشان تكون لازم تعترف بحق الآخر في ان يكون..عشان يعترف بحقك في الإختلاف..!
تجربة جديرة بالمحاورة ونموذج نأخذ منه عبرة انه (ممكن) جدا واقصد العيش المشترك بين الفئات والافكار ومعطيات والدين والجغرافيا
وزريبتنا يا صديقى زريبة حتى انها لا تشبه زرائبهم
انها زريبة بائسة جدا
محتوى وقيمة
واظل اسال نفسى ذات السؤال : لماذا يتقدم الناس ونتخلف نحن ؟ سؤال يبدو فى ظاهره بسيطا لكنه مركب جدا ومعقد جدا
06-23-2013, 08:23 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
ثيمة الطرف الواحد ، اعتقد انها مجرد تهيؤ من تهيؤات المدينة.. تخترعه ، ثم تشترطه كمعادل للوجود/ الإعتراف.. ثم تسوقه كمسلمة أو بديهة من البديهيات...حنقي على المدينة يا صديقي هو حنق على الزيف المفتعل الذي جعلنا نهدر طاقات و طاقات دون أن نصل الى محصلة ايجابية..وعي المدينة الزائف كان يعمل على (تموييض/ من موضة) الأشياء..فكان التيار الذي يسمى جزافا يساريا في السودان ، و هو بالطبع تيار غير اصيل..و انما يستلف وعيه من الأخر.. ثم يحاول أن يلصقه الصاقا على الواقع السوداني..فكنا المسخ..و كنا ننهزم في اول مطب ليكون البيان رقم واحد..و البيان رقم واحد يعني عدم القدرة على مباصرة الصبر على الديموقراطية..فالمدينة المزيفة في السودان هي شمولية بطبعها.. تفتح ذراعيها لكل البهارات العابرة.. مرة ذات اليسار و مرة ذات اليمين.. و ما بين التأرجح المستمر تغيب صورة الكائن السوداني الأصيلة.. الكائن الذي يبدع الحياة بصمت..ولا احد فينا يحترم هذا الإبداع.. لذلك كل مشروع دوما يبدأ من الصفر و يجب من قبله.. تجريب و تجريب و تجريب.. حتى ضعنا و ضاعت اشياء كثر..!!
التصادم لم يحدث بعد..و كلما اراه الآن ..هو توفيقية و تلفيقية..و تبادل ادوار بصورة سلسة للغاية.. كلما اصاب الرهق احد الطرفين افسح المجال للطرف الآخر ليمارس دوره في التجريب..و بالطبع تكون مجازفة قاسية لو سألنا: من المسئول عن كل هذا الخراب؟..و هل هناك قدرة المراجعة؟ النقد؟ ابتداع المستقبل المتسامح الذي يقبل بكل الأطراف؟..
هنا يا صديقي.. ارحب بتدشينك للثيمة الثالثة في هذا الحوار العجيب..و هي ثيمة الحرية كفضاء..و انت تقول الحرية هي اثمن ما نملك.. اتفق معك.., لكن هل هناك حرية في السودان؟.. حرية بمفهوم اوسع للغاية.. القدرة على المفاضلة بين الخيارات و الإنحياز باطمئان لما نختار؟..هذه الفكرة لا اعتقد انها موجودة..و انما الموجود هو تصادم الكبسولات في فضاء الزريبة..و غياب الإختيار يرجع الى ان الخيارات الموجودة قليلة..و لو وجدت فهي تتميز بعقلية بطراياركية قابضة.. لا تعترف بغيرها و تريد تحشيد الجميع تحت فضاءاها..هنا يا صديقي ان اردت ان تشارك في العمل العام فكتون مثل الة القطار يريدونك ان تمشي في طريق لإتجاه واحد.. لا مساحة للتعريجات و المطبات..بمعنى لا تعددية للخيارات..و هذا الفعل بالطبع يسيطر عليه وعي المدينة المزيفة.. التي تهتم بالتدجين لأقصى الحدود..!
(2)
الذاكرة يا صديقي امرها مدهش للغاية ..و كثيرا ما استمتع بمراقبة الغرب الحضاري و هو يحافظ على ذاكرته بصورة مدهشة للغاية.. فعندهم انتاج العقل سلسلة متصلة..و الذاكرة هي الرابط الذي يربط بين حلقات السلسلة..احدهم اليوم ان اراد ان يفكر في شئ.. يرجع الى غاية سقراط.. أو ارسطو..او افلاطون..و يستهشد باشياءهم.. ثم يذكر لماذا هو فارقه قليلا و ماذا اضاف بالضبط..و احيانا الإضافة تكون رؤية مختلفة لنفس المشهد القديم..و لكن لكي تستمر الذاكرة.. لابد من ذكر الأصول و الفروع و فروع الفروع..هذه الممارسة لا نملكها في المجتمع السوداني..و المرجعية مستلفة.. اما من الثقافة العربية الإسلامية أو من الفكر الغربي (ماركسي أو ليبرالي)..كانما من ابتدع الممالك القديمة في السودان لم يقدم فكرة جديدة للعالم حتى نحافظ نحن عليها..! يمنعون الوعي من الوجود يا صديقي .. لأنهم اختلقوا فكرة الهيمنة بصورة جزافية..و اختلقوا ادواتها.. حتى تستمر هذه الهيمنة.. و لو كانت هي هيمنة فعالة مبدعة لكنا قبلنا بها..و و لكنها هيمنة مجترة و طفيلية تعتمد على منجز الآخر.. و تصر على ان تكون..!
كبر
06-23-2013, 05:12 PM
محمد عبد الله حرسم
محمد عبد الله حرسم
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 4492
Quote: فكرة صديقنا علي عبد الوهاب في توصيفنا كحال ثقافي/حضاري.. هي فكرة ذكية..و نتمنى أن يحضر هنا و يوفيها كثير من الإيضاحات..و هي بالطبع ما اورثتنا (العوقة/التشوه) و غياب لفكرة مشروعية الإختلاف..و فهم ملخبط لفكرة علاقات السلطة..![/QUOTE
هذا النداء من الحبيب كبر
ومنى انا ايضا ذات النداء للحبيب على عبد الوهاب
ودعوة للجميل محمد على طه الملك للتجول معا بعد ذان الجميل كبر حول
المثقف
والذاكرة
المدينة
وفكرة الحياة المزيفة التى نعيش بتاريخ مزيف وفكرة مزيفة وحياة غيرنا
ملاحظات مهمة
06-24-2013, 07:27 AM
محمد عبد الله حرسم
محمد عبد الله حرسم
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 4492
Quote: بان الذى جاء فى العام 1821م وعمل ليهو دائرة كدا زى الزريبة وقال انتوا كلكم خليكم جوه الحوش دا او الزريبة دى وسوا ليهو علم وموسيقى عكسرية وجيش ومنظرة بتاعت لوحة سريالية جدا هى واحدة من المشوهات الرئيسية التى ساهمت فى خلق الجنين المشوه
وفى عمل مواز آخر كان هناك فعل قوى لسجن العقل القيمى فى زنزانة الوحدة والوحشة والماضى معا
لذا ومن خلال كل الحكومات المسماة بالوطنية ظل السؤال بلا اجابة
وظللنا نرطض خلف العرب ورضينا بالذيل معهم
بينما ظلت افريقيا تطاردنا لنكون فى مقدمتها فابينا
المعنى اؤمن به
قاله سياسى مثقف فى ذات لحظة
واراه امامى واقعا
انه ليس سؤال الهوية كما يقولون لنا
فقط هو ان لا تكون فى موقعين مختلفين فى ذات اللحظة انه كمين منصوب بحرفية عالية مما وهبنا هذه (الترددية) بينما لو نظرنا لهذه (الخلطة) وحسمنا امرنا بها لكان خيرا لنا
ان حركة الفرد وحركة المجتمع هى حركة مستمرة وفى استراريتها هى حركة متفاعلة ودينامكية وهى فى حركتها تنتج تفاعلات كثيرة من خليط المتحرك الجسدى الجغرافى والمتحرك الثقافى القيمى
اذن ليست الحكاية ان انزع كل حركة التاريخ من ديمومته لافكك الحركة الجغرافية والثقافية والقيمية الى عناصرها الاولية التى بدأت فيها حركة النزوح والتشابك والتآخى والمصاهرة الحركة الاولية لبساطة الكائن الفطرى فينا
بجيك تانى
06-24-2013, 10:08 AM
محمد عبد الله حرسم
محمد عبد الله حرسم
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 4492
دعنا نضع مايكرسكوب بين المعانى المثقف كما رايته دوما واراه انه المدرك العارف لما حوله ..الواعى لهذه المعرفة والادراك ..الموظف لهذا الوعى
بهذا الفهم فان حركة المثقف حركة دائرية لا تنفصل فى اى نقطة من نقاط الدائرة
لان حركته داخل الادراك والعلم والوعى والتوظيف
ان انقطاع اى وتر من اوتار الدائرة فانه ينقطع بذلك القيمة
تعال معى
الآن لندرك كيف يحولون الانسان الى قطع
ان تكون مثقفا هو ان تكون مثقفا لا حاجة لك بالسياسة ولا الدين ان تفصل كل فضاء عن ا\لاخر انت تكون متدينا هو ان تكون ذا علاقة بالجامع والكنيسة فقط دون ان تمتد بحياتك الى مناخات اخرى
هنا يظهر جليا ان تقطيع الاوتار هى سمة لتكوين الفكرة التى تجعل من المثقف اداة وليس كائنا حياتيا متكاملا
هو بهذا التوجه قد جعلوه آلة فى خدمة افكار وتوجهات
ليت الفكرة واضحة
هذه الثنائية بحرفية عالية التقنية
06-24-2013, 10:26 AM
Mohamed Abdelgaleel
Mohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 10415
أجملُ الناجين من الذبح صار يعبدُ خنجرا ، والرجال على وشْكِ أن يبيعوا شيئا عزيرا ، فاحترس ! كلُّ شيءٍ يعرقُ تحت الجِناح سيمضي ، والنباحُ الذي دلّك على النبع ، دلّ الحرسَ. عصافيرُ الذي علّمتنا الغناء هَوَتْ ، أفزعتها يدُ الموت ، ألجمتها يدُ الخوف صارتْ مناقيرُها سبحةً في أيادي الخرس والبلادُ التي ضيّعت خاتما ، البلادُ التي دائما ستظلُّ محنيةً ، فوق تلك الجثث ونحن سنبقى هنا هناك ، سوف نعلو بالذنوب الخفيفةِ فوق هذا العبثْ هى الأرضُ المهملات ، وهم باعوا يبيعون ، فادرك سماءك يا خالقي قبل ذاك المزاد ، بعد هذا الجرس
عاطف خيري قطع شك : -
06-25-2013, 09:10 AM
محمد عبد الله حرسم
محمد عبد الله حرسم
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 4492
دعنى استعير ما كتبته يوما عن الفرق بين العاصمى والاقليمى فى ممارسة مهنة الدراما والمسرح ثم ننظر من كوة بالفكرة نحو المدن المزيفة والزرائب المعتمة
Quote: وها انا ذا اتوغل
ولنبدأ بالسؤال الذى يمكننا ان نلج من خلاله
لماذا يفتش الاقليمى ليكون عاصميا ؟ انه ببساطة البحث عن عناصر القوة فى الوجود والبحث عن اماكن السلطة ومنافذ القرار وبناء الجدران لخلق هالة وحالة لتفخيم الذات هى هكذا ومن خلال هذا البحث عن اناقة واماكن تجعل الانسان قادرا يدوس وينسى ويحارب لان القبيلة هنا لا مكان لها والعائلة ربما هنا انت فى مكان تقف فيه لوحدك لتقاوم وتدفع وترسم وجودك فيه كما تريد ربما تنجح وربما لا
هناك اناس كثيرون يعرفون انهم ملوك المدينة دون ان يظهروا فى وسائل الاعلام لانهم اصحاب نفوذ خلقوها بخلق منافذ مصالح ومسارات سياسية او اقتصادية او انهار منافع منه سبلهم هى حالة ان تكون بريئا ونقيا حتى وانت فى العاصمة فانت اقليمى بالمعنى الذى نريد لانهم حتى وانت بينهم يقولونها لك صراحة وانت بينهم لان الاقليمى هنا تعنى انك لم تستطع ان تجارى المكان ولا تتغير كما ينبغى
06-25-2013, 03:35 PM
محمد عبد الله حرسم
محمد عبد الله حرسم
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 4492
المثقف المتقدم المفيد العامل نحو اهدافه وامته هو المثقف الذى نبحث اما المثقف المتقيد بفكر وحزب كلما اراد انطلاقا قالت له القوانين والدساتير لا تطير
هو مثقف مرتبط بانتماء ضيق ومحدود
والانسان خلق لعمارة الكون كله لا لاضاءة حيز محدود
ولكن الفكرة هى ان رسم الطريق بدأ منذ فترة الاربعينات
عندما اراد الانجليز الخروج فانهم وضعوا منهج خروجهم بتسليم افكارهم لانية سوداء من بنى جلدتنا ساروا كما اراد لهم اسيادهم فلم ننعتق ابدا وحتى اللحظة من ذات الفكرة والمنهج
[QUOTE=معاوية محي الدين;156951]من امثلة المثقفين ............. ولك مثال آخر يحوي تجربة عميد الادب العربي (طه حسين) هذا الرجل وحسب شهادة تلاميذه (يمكنك ان تجد عشرات الكتب في نقد كل ما كتب طه حسين في مواقع الانترنت) لا نريد ان نخوض في النقد و لكن فلنعلم ان المستعمر ارد ان يعلو طه حسين الهدام و قد كان حيث انه اصبح عميدا للادب العربي وهو لا علاقة له بالادب بل هو ناقل غربي و لا يجيد النقل حتى(حسب قول تلاميذه) علما بان طه حسين له دكتوراة في التاريخ اليوناني القديم و نصبه الانجليز عميدا لكلية اللغة العربية (هذه هي ثقافة الغرب التي يصدقها جهلنا)
و الامثل كثير في عالم الجهل الثقافي
06-26-2013, 08:37 AM
محمد عبد الله حرسم
محمد عبد الله حرسم
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 4492
Quote: في تقديري تفكيك الهيمنة و ادوات تسلطها سيكون بالنظر نحو قيمة التنوع الحقيقي عندنا.. ليس بفهم التأفف و الرفض..ولا بفهم خلق هيمنة مضادة..و وانما بفهم الإستيعاب..حتى نستطيع تجسير ذلك بالإحترام المتبادل ليكون لنا وطن نحترمه و يحترمنا..!!
كلام جميل جدا يا صديقى كبر
ان فعل التفكيك مهم لكنه لا يكون الا عندما نفيق من الغيبوبة ومن الركض للامام وللخلف ومن حالة الهلع من الحاضر والمستقبل ومن الوقوف بجدية كما اشرت يا صديقى ليس بالغضب وحده ولا بالتاففولا بالمشاجرات انما بالبحث عن صيغة التوافق والتوافق هنا ليس على حساب الحقائق انما لتمكين الافكار من التعايش والتحرر من الهيمنة والتمرد على السكون وحالة الاحباط
شكرا جدا جدا
06-28-2013, 05:43 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
حرسم..حبابك يا صديقي كتر خيرك على الإضاءات هنا.. كتر خيرك و انت احرص على تذكيرنا بانسانيتنا التي احيانا تمتطي صهوة الجنون فتصبح عفريتا عائرا.. اثرت بعض الإضاءات هنا ، مثل المثقف المفيد ، و المثقف الحر المستقل ، و الأثر الكولينالي في وجود المثقف السوداني ، ثم في مساهمتك الثانية ، و في نهايتها ضرورة تعايش الأفكار حتى تتمكن ممارسة تحررها التام لتكون اكثر ايجابية في اٍحداث النهضة المرجوة..و اسمح لي بالتواصل تعقيبا على هذه النقاط الدسمة..
(1) تحدثنا كثيرا هنا ، ولازلنا في طور تحديد المكونات/المحددات ثم الإقدام على مقاربتها بتجارب الواقع و شواهده..فكرة الإلتزام الخاص بالمثقف.. هي فكرة مشوهة في السودان ، لأن المثقف دوما يجد نفسه محصور في خنادق محددة للغاية..خصوصا الجانب السياسي..فكما تعرف المنظومات التي تسمى احزاب سياسية في السودان لها عللها و مشاكلها الخاصة.. لذلك لم تتمكن من احداث التجاوز و بناء بيئة خلاقة صحية تسمح بالنمو الإيجابي و الطبيعي للمثقف كفرد..واظنك تتفق معي ان الفرد دوما محتاج لجماعة ما للتعبير من خلالها عن ذاته و رؤيته للكون..و اعتقد كثيرا في ان فكرة الأحزاب السياسية لو كانت قامت على تيارات فكرية واضحة تسمح بالإستقلال بدل التجييش العاطفي لكنا شهدنا نموا طبيعا للمثقف السوداني و بالتالي حدوث الإفادة للمجتمع..
كنت قد درست كورس في اللغة الإنجليزية و ادابها هنا في كندا في جامعة ريجاينا بمقاطعة سسكتشوان ، و كان عماده ثلاث روايات..المدهش فيها انها كتبت بواسطة كاتبات نساء من نورث امريكا .. اثنان من الولايات المتحدة و واحدة من كندا..و كلها تتحدث عن تيار روائي في الكتابة..عماده فكرة العبور..و الكاتبتان من امريكا هما من اصول افريقية..و كل عمل يوضح معاناة المثقفة الأفريقية مع الكتابة و القبول..خصوصا في الحديث عن الخلاسيين و الخلاسيات..الروايات جميلة للغاية (لدرجة ان صابني الغرور بارتكاب موبقة ترجمتها للعربي ، ثم ترجمة خاصة بالمزاج السوداني)..و القبول المعني كان يتحدث عن تفاصيل التفاصيل.. الثورة النسوية ، اللون ، الثقافات المتشابكة..العلاقات المتداخلة بين افراد من اثنيات مختلفة..و لأنه تيار ، او المجتمع سمح له بالتواجد المستقل فكانت فكرة التعبير عن الذات واضحة و بسيطة و تلقائية للغاية..!
في سسكتشوان..و هي مقاطعة تسمى ارض البراري (عشت فيها لمدة خمس سنوات)..الأرض منبسطة على مد البصر..و احيانا يمكن ان تسافر لمسافة مأئة كيلوميتر ولا ترى شجرة واحدة..هذه المقاطعة تتميز بفصل جليد طويل للغاية و باردة للغاية..و هذه الوقائع تؤثر كثيرا في حياة الفرد..و كنت احرص على حضور بعض من معارض الفنون التشكيلية..و لاحظت سيادة ثيمة واحدة: هي ملمح الجليد الأبيض..و معاناة الإنسان مع الجليد..و لقد تحدثت مع بعض اولئك الفنانين و الفنانات عن حضور ثيمة الجليد.. فقالوا: هذا ما يميزنا عن بقية سكان كندا ، و هذا تيارنا الفني الذي نعبر عنه و يعبر عنا..!!
و كنت اعود بالذاكرة للسودان و انا اتذكر اطياف مسامرة في سنوات بعيدة عن ضرورة تأسيس تيار للشعر الكردفاني ، ضرورة تأسيس تيار للتشكيل الكردفاني..و لكن غيري كان اشطر كما يقولون.. فورثة الكولينال في السودان تمارس هيمنتها الخاصة..و ترفض السماح بنمو تيارات ثقافية مستقلة و تعبر عن ذاتها بصورة خارج اطر المراكز الثقافية في السودان.. و لكم تمنيت كثيرا ان ارى مثل هذه التيارات تخرج عن الشرق و اقصى الشمال و الوسط و الغرب..و تكتب نفسها ، ترسم نفسها ، تكتب فلفستها الخاصة و فكرها الحر المستقل.. و تشتغل مسرحها الخاص..و هذا لو حدث ، هو حسن ادارة التنوع الذي نتحدث عنه بصورة نظرية فوقية..!
كبر
06-28-2013, 05:51 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
(2) التواصل مع نماذج روايات العبور و حركة التشكيل في مقاطعة سسكتشوان.. اضافة لثيمة المثقف المستقل..جعلتني اكثر حماسا لأحدثك عن بعض التجارب في السودان..فمدينة الدلنج هي مدينة صغيرة نسبيا..و لكن انسانها يتميز بحالة انفتاح ذهني مدهشة للغاية (اقول بذلك بعد زيارة مدن سودانية كثيرة و مقارنتها بالدلنج)..فالمدينة نمت فيها حركة تشكيل في السبعينات و الثمانينات..و كنا نرى المعارض التشكيلية تقام في المدينة في كل المناسبات العامة..و اللوحات تعرض..و الفنانين و الفنانات يحاورون الجمهور .. فكرة حوار تفاعلي ثرة للغاية..و لم تكن هناك تحفظات او قيود..من تلك الكوكبة اذكر الأستاذة المرحومة وداد وقيع الله.. الأستاذ سليمان حمودة.. الأستاذ سيد منوفل.. الأستاذ عباس عبدو.. الأستاذ عبد الرحمن حامد جمعة (بليا)..و اسمح لي بالإشارة للأخيرين و لهم اثر كبير في وجداني ووجدان الكثيرين و الكثيرات..
اغنية الجنزير التقيل ، و هي اغنية درملي ، اول من اهتم بها الأستاذ الفنان المثقف عباس عبد الحسب.. اخترنا نموذج بصوت و اداء استاذنا و صديقنا محمود الكردفاني لأنه ادق في مخارج الكلمات.. اما طريقة الرقص فهي ابعد ما تكون عن الدرملي.. لأن الدرملي غناء كورالي تشترك فيه النساء و يشترك فيه الرجل..و سوف نضيف نموذج لدرملي تلقائي لتوضيح الصورة..
الأستاذ عباس عبدو ، فنان عصامي للغاية..و عندي هو مثقف له طريقته الخاصة في التعبير عن ذاته وعلاقته بالكون.. فالرجل قنان تشكيلي..و في نفس الوقت له اهتمام كبير بالغناء..و منه تعلمنا فكرة الإنحياز للريف..و كانت له رؤية أن اغاني المردوم و الدرملي(تراث البقارة في جنوب كردفان).. هي بطبيعتها اغنيات لا تعتمد على الآلة الموسيقية ..و كان يؤديها محرجا بالعود و الكمان فقط..و اليوم حينما تتأمل بعض النماذج مثل اغنيات (الجنزير التقيل) ، (ام كحيل).. (حوالي الساعة خمسة) ، (حرة مؤصلة ، جميلة مفصلة)..و هذه النماذج اول من قدمها للمشهد السوداني العام (بعد عباس عبدو) هم اعضاء فرقة ساورا..ثم تداولها بعض الفنانين و الفنانات فيما بعد..و ما اود اقوله هنا.. ان عباس كان مثقف ملتزم و مستقل..و طور كثيرا في تيار الأغنية الكردفانية بصورة بعيدة كل البعد عن المدينة و تأثيراتها (عبد القادر سالم ، عبد الرحمن عبد الله ، صديق عباس و الأستاذ الكبير ابراهيم موسى ابا.. هم رواد تيار الأغنية الكردفانية ، و لكنهم دجنوها من حالها المتوحش الجميل و قدموها في مصاحبة الأوركسترا.. شغل جميل لكنا نحن ناس كردفان لا نرضى عنه لأنه ينطوي على شبهة تزييف لفنوننا دون مبرر..!!)..
الأستاذ عبد الرحمن بليا..و هذا قد شربك علينا كل ما قرأنا عن مفهوم المثقف من حكاية ثقف يثقف فهو مثقف لغاية فكرة المثقف العضوي التي قال بها انطونيو غرامشي.. فالرجل له نسق خاص..و تيار فيه كثير من التمرد و الحرية..و لقد بلغ مصاف العالمية بأشيائه الخاصة تلك..عبد الرحمن بليا نشاطه الأساسي هو الفن التشكيلي..و مزعمه الأكبر هو أن الريف يملك ادوات المفارقة و الإدهاش حينما يتعلق الأمر بالفن التشكيلي..و عالميته جاءت من تطويعه لأدوات محلية للغاية (نبات القرع)..و خلق مدرسته (التي نتمنى ان تكون تيار كامل) الفنية الخاصة..بيد ان الرجل مثقف ليس فقط بنشاطه العظيم في الفن التشكيلي ، و انما دوره كأنسان..منزله المتواضع هو مدرسة مفتوحة على سفح الجبل.. فيه مكتبة عظيمة.. مسرح صغير كنا نتدارس فيه امور الشعر و الثقافة و المسرح و الموسيقي(التقليد مستمر حتى الآن)..و فصل لتدريس اعمال القرع..و كنا في سنوات يا حرسم لا تدخل منزل في الدلنج و الأ تجد فيه اثر عبد الرحمن بليا..مزهريات.. اواني لتقديم الحلوى و كعك العيد..شمعدانات تعلق فيها الفوانيس الكهربائية و تجعل المنظر يحدث في الروح بهجة و حبور.. له اثر اكبر من أي حزب سياسي اشتغل في مدينة الدلنج ، من اقصى اليمين لأقصى اليسار..!!!
هذا المثقف السوداني النادر (و هو قدوتنا في هذه الحياة القصيرة اللئيمة)..لم يكتف بدوره الإنساني التعليمي.. فهو يذهب الى المعتقل لأنه جأر بالشكوى نيابة عن مواطني الدلنج.. يتحدث عن مشكلة المياه في مدينة الدلنج (و يقدم الحلول المناسبة) ، يتحدث عن الكهرباء في مدينة الدلنج (و يقدم الحلول) يتحدث عن نظافة المستشفى الرئيسي في المدينة (و يقدم الحلول)..يذهب الى المدارس الإبتدائية و الثانوية و الجامعة و يقدم المحاضرات لكيفية يمكن أن يكون الإنسان مبدعا و مستقلا و يملك اغلى ما يملك الإنسان : الحرية و الكرامة..!!!
تم انجاز فيلم وثائقي عن تجربة بليا و القرع ..و انتجته شركة روان..و سوف استأذنهم باعلان في هذا المنتدى لنشر الفيلم كتعريف بعبد الرحن بليا..!! امثال عباس عبدو الحسب و عبد الرحمن بليا و سليمان حمودة و وداد وقيع الله (كتبت عنها رثاء هنا ، ان رغبت سوف اضيفه في هذا الخيط)..هؤلاء مثقفون سودانيون.. كتبوا معنى المثقف كابهى ما يكون ، و علمونا التمرد و مساءلة الأشياء ..و كلهم لم يشهد لهم التزام سياسي..و المحزن هم ابعد ما يكونون عن ذاكرة المثقف السوداني في المشهد السوداني العام المجوبك .. لأنهم ابعد كثيرا عن مراكز الضوضاء و بهرجة المدينة الزيف..!!!
مؤكد يا صديقي ، مثل هذه النماذج موجودة في بورتسودان ، حلفا.. سنار ، القضارف ، كسلا ، الفاشر ، نيالا.. الأبيض ، كوستى.. كادقلي.. و غيرها من المدائن السودانية السعيدة..و يا ليت كل واحد منا يقدم نماذج منها.. و منها سنؤسس لتيار الريف ضد المدينة على بينة واضحة.. و الأكثر و الأهم نؤسس لمفهوم المثقف/ة السوداني/ة..!!
و ساعود لاحقا لثيمة التعايش.. تعايش الأفكار.. ماهي الخريطة الآن ..و كيف ينبغي ان تكون..! و بعد اذنك.. ساضيف هذا الخيط الى الربع القادم.. حتى يستمر التواصل..!!
و دمت.. كبر
06-28-2013, 06:15 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
هنا يا حرسم نقدم لك ، و للأصدقاء و الصديقات نموذج اغاني الدرملي على الطبيعة ، و من اغنية (الجنزير التقيل ) التي قدمها المثقف السوداني عباس عبدو الحسب..و اغنية الجنزير التقيل ، مثلما قلنا هي نموذج للغناء الكورالي الذي تشترك في ادائه النساء و الرجال (كا دايرنين نمسخ عليكم شغل مححمود الكردفاني أو بت ابا اسيا مدني أو ساورا..)..
و هنا نضيف نماذج من الدرملي.. الأول.. طبيعي..و الثاني نفس الأغنيات بعد أن دخل عليها اثر المدينة.. و الأغنية اسمها ( المندوب ميرغني)
هنا فرقة ملوك النيل ، التحية لهم ، و عالجوا الأغنية عشان تتماشى مع مزاد المدينة ، و اصبح عنوانها ( القردود).
و قردود امر ردمي هي منطقة اخونا بريمة محمد ادم..
المهم ، الفنان عباس عبد و ، قدم شئ صغير للغاية ، و لقد احدث الفرق..و هذه هي مسئولية امثقف التي نؤمن بها : يقدم المفارق الحقيقي ليكون له صوت ووجود..و هذا هو فعل المثقف الحر المتمرد المفيد للمجتمع..!!!
تحياتي محمد عبد الله حرسم كتب الأخ و الصديق محمد النور كبر الاتي
شخصيا يا حامد اؤمن بان الجماعية دوما اكثر ابداعا..و دي من ثقافتنا المحلية بتاعة الضرا..و كل زول يجي شايل قدحو..و من هذا المدخل .. مرحب بيك..
معليش خاصية الاقتباس لا تعمل عندي بشكل جيد و بالرغم من جمال الحوار و ضرورة اضافة و جهات نظر اخري لاثراء النقاش و تبادل المعرفة بشكل ايجابي و ديمقراطي مفتوح الا انك صاحب البوست قلت و كل زول يجي شايل قدحو.. و من هذا المدخل مرحب بيك... انت حددت لي مدخل محدد في حوار اسفيري أي زول ممكن ينط يقول كلامه ؟؟؟؟؟؟
و في مداخلتي الوحيدة في هذا البوست ذكرت بالحرف الواحد ( اتمني أن لا أكوت شايت غلط )
عموماً جملة من هذا المدخل مرحب بيك جملة مريبة و لها معاني كثيرة علي مستوي فهمنا للديمقراطية . لحرية الرأي , للبحث الجريء عن معني الوجود انت بترحب بي من مدخل واحد و حددته انت و انا شايف ان المداخل لازم تكون متعددة علي الاقل عشان نفهم بعض و انا ما بتكلم عن حامد و كبر بتكلم عن فهم مشترك نبحث عنه بجدية و علمية عموماً أتمني أن لا أكون شايت غلط للمرة الثانية لكم الود
06-30-2013, 06:44 PM
محمد عبد الله حرسم
محمد عبد الله حرسم
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 4492
Quote: ولا ارى تضاد بين ما هو كائن وما هو وافد ولا اريد ان افك الكبسولة التى تكونت عبر سنوات طويلة وكثيرة بمعملية وفنيات وتقنيات كثيرة لا اريد ان افكك هذه الكبسولة الى عناصرها الاولية
Quote: هناك مناطق الافضل تركها وان نعيشها لا ان نعبث بمحتواها
07-02-2013, 10:33 AM
محمد عبد الله حرسم
محمد عبد الله حرسم
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 4492
Quote: ان حركة الفرد وحركة المجتمع هى حركة مستمرة وفى استراريتها هى حركة متفاعلة ودينامكية وهى فى حركتها تنتج تفاعلات كثيرة من خليط المتحرك الجسدى الجغرافى والمتحرك الثقافى القيمى
اذن ليست الحكاية ان انزع كل حركة التاريخ من ديمومته لافكك الحركة الجغرافية والثقافية والقيمية الى عناصرها الاولية التى بدأت فيها حركة النزوح والتشابك والتآخى والمصاهرة الحركة الاولية لبساطة الكائن الفطرى فينا
نلتقى يا صديقى فى الربع الثالث ونحن لا زلنا نتهجى المشهد
ان المدينة المزيفة التى تنتج ثقافة مزيفة وانسان هش
هى ملاحظة جديرة بالملاحظة
عندما نذهب للعاصمة او المركز لحاجة نريدها نرى عجبا يا صديقى
ان هؤلاء (الآلهة) (الاصنام) التى تجلس خلف الكراسى تتحكم فيك من لحظة فرضهم لوجهة نظرهم وفهمهم للقضايا
وهم يضحكون دون ان تهتز لهم شعرة وهم يفجرونك ويقتلونك ويجرونك وراءهم من باب الى باب
ومن دهليز الى دهليز
ان دواهى فى جرك الى معتركاتهم لتترك معركتك والفرق بين المعركة والمعترك كبير جدا
لقيت مصادفة مقال انا كتبته فى العام 1980م فى مجلة الاذاعة والتلفزيون وبتكلم عن ذات الموضوع بصورة ثورية عجيبة كنت اخاطب الخرطوم واصرخ فى وجوههم بان زادهم هو من الاطراف لكنهم يسرقون كل شىء حتى الضحكة
ربما لو حاولت ان الخص المقال لجرته من صرخته
انما كنت احاول ان اوحد الرؤية بين الفنانين فى الاعلام فى الوسط فى الهامش فى المركز
كلهم فنانين او فنانون
والابداع هو الابداه
فقط احيانا نرى وندرك الفرق فى براءة القادم من الهامش وحرفية المركز فى سرقة الفكرة واضافة البهارات اليها لتبدو وكانها ليست تلك
هناك تجربة مرة جدا ساحاول ان احكيها من خلال تجربة مسرحية تهاشو
وهى مسرحية الفكرة وليست الحدوتة وتتناول الاسطورة فى سواكن كما سبق وحدثتك
ولكن حين تجد ذات المسرحية ببعض التعديل وبنفس المسمى
مكتوب فى ديباجته تاليف واخراج (......................) اسم لا يمكنك ان تتخيله ابدا انه يحتاج ان يسرقك دون ان يشير اليك حتى ولو من باب الامانى الادبية
كيف نثق فى امانة المدينة التى تحميك وتحمى منتجك
كيف ؟
07-04-2013, 08:31 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
عن الريبة/الخوف و مفهوم الحرية كفضاء انساني سوداني
صديقي حامد الصاوي..حبابك و رمضان كريم..
(1)
كتر خيرك على هذه الملاحظة التي اثرتها ، و احسب انها فتحت لي افق يفيد هذا الحوار الجميل..فكرة الريبة التي ذكرتها ، و فكرة تصورك أن مدخل واحد للحوار تم تحديده و قبوله ، فهذه الفكرة تقدم برهانا لما نقول به عن انسان المدينة و انسان الريف في السودان..و قبل أن اقول بمقاربتي هنا (لأن الفكرة فتحت افق لمقاربة مفهوم الحرية كفضاء انساني سوداني) اريد ان اوضح لك و للقراء.. ان فكرة شجرة الضرا هي فكرة شائعة في مجتمعات الريف السوداني ، و تعني مكان الإلتقاء أو اللقاء الجماعي ، و هي قريبة لفكرة الملتقي المديني مثل الديوان الصالون الندوة المنتدى..الخ.. في هذه الشجرة يلتقي الناس للمسامرة و الحوار و النقاش من غير تحديد اجندة مسبقة..طبعا الإستثناء يحدث احيانا ان يكون الملم (الإجتماع) لغرض محدد كمؤتمر فض النزاع أو التشاور في امر يهم القرية و اهلها أو عقد الزواج .. الخ..في اللقاءات العادية يأتي الناس و كل يحمل طعامه (مثل فكرة صينة الغداء في المدينة) و الماعون الذي يحمل فيه الطعام يسمى القدح..فيقولون كل زول يجي شايل قدحو..و هنا جوهر الموضوع هوقبول التنوع.. فاحدهم قد يكون لديه اطيب الطعام ، و اخر قد يكون لديه بليلة..و كلها تتساوى في القيمة..ولا احد يرفض طعام احد أو يقصيه..و هذه هي الديموقراطية الحقيقية التي نعرف عنها..بمعنى تنوع غني للغاية و تتم ادارته بصورة حسنة تحفظ كرامة الفرد كفرد من غير ابتزاز بالوضعية الإجتماعية 0فقير أو غني أو بين بين).. يعني يا صديقي مافي فرز طبقي بتاتا..!
(2)
مثل فضاء شجرة الضرا و تأكيد التنوع فيها (مسألة شيل القدح) هي ثقافات تؤمن بمفتوحية الفضاءات..يعني هي حرية مطلقة لا تحدها شروط..و هذه الفكرة ينظر اليها انسان المدينة بريبة..و الريبة ليست لأن انسان المدينة يكره انسان الريف مبدأءا و انما هناك جسور غائبة و هناك حاجة لتجسير المسافات..و هنا تحضرني المقولة التي نقول بها دوما أن واحدة من اشكاليات اهل السودان (المسكوت عنها تماما) أن الناس لا تعرف بعضها البعض.. فانسان المدينة لا يعرف انسان الريف..و في نفس الوقت تتم المحاكمة بناءا على القناعات و التهيؤات المسبقة..فمثلا في موقف صديقي حامد الصاوي.. فالرجل من المدينة..و في المدينة الخصوصية معيارها عالي للغاية.. يعني هناك البيت..و على البيت باب يقفل..و اذا اردت دخول البيت تحتاج الإذن من اهل الدار..و اذا سمحوا لك بالدخول..فهناك قواعد الإتيكيت و الهاجس الدائم بأنك غريب في هذه الدار(تشارك وفق اجندة مسبقة شرطها الإقرار باحترام خصوصية اهل الدار)..و هذه الوضعية عكس وضعية الريف..لا توجد حيشان تحدد الخصوصية ولا ابواب تغلق و تفتح بامر صاحب الدار..و دخولك القرية أو الفريق لا يحتاج اذن من احد.. بل هو وجود مرحب به و يتم استقباله بكل بشاشة..و يمكن أن تدخل من أي اتجاه ترغب الدخول عبره..!!
الخصوصية في المدينة ، قد تكون لها مبرراتها (وفقا لذهنية انسان المدينة)..و من ضمن هذه المبررات الخوف الدائم و الريبة تجاه الآخر..و هنا نلاحظ فكرة تفاوض بطريقة ما و مقايضة ، حيث يتنازل انسان المدينة عن حريته المطلقة مقابل الأمن و الطمأنينة الذاتية..هذه المسألة تشكل بنية الوعي الداخلي بتهيؤات و معايير لقبول الأخر ، و بالتالي تتم المعايرة على اساس هذه المعايير الذاتية .. لذلك حينما نجد التأفف و الريبة تجاه الآخر فهذه هي الأسباب الجوهرية لتلك الحالة..!!
يتبع.. كبر
07-27-2013, 05:32 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
في المشهد السوداني العام ، نلاحظ الفكرة مطبقة في حيازات كثيرة و متنوعة.. اولها الريبة تجاه الآخر (انسان الريف مثلا).. فانسان المدينة يجد نفسه في وضع لا يفهم هذه اللغة الغريبة عليه ، التفكير المختلف عنه في تصور الذات و الكون و الأشياء..و بالتالي تأتي عملية الخوف التي تتمثل في محاولة القاء الأخر أو تدجينه للإنصياع لقواعد انسان المدينة..و هم يسمونها التهذيب و التشذيب و التمدين و كل ذلك حتى يتمكنوا من التفاهم معك..و تكون الخلاصة القاء ذات انسانية تامة و تحويلها الى مسخ مشوه..!! فحينما نشكو في هذا الحوار و نجلب التجارب عن كيفية التعامل بين انسان المدينة و انسان الريف..فهذه هي الأسباب لكل ذلك.. فانسان المدينة (وفقا لمنطق الريبة الدائم) لا يعرف تصور غير تصوره للأشياء.. بل في بعض الأحيان لا يرضى غير تصوره للأشياء..و ما عدا ذلك يدخل في نطاق التخلف و عدم المواكبة و الغرائبية حتى..!
بيد أن المدهش للغاية حالات الإنتقال النادرة.. فمثلا اذا انتقل انسان المدينة الى الريف.. فيذهب في اعماقه تصور بانه هو الأفضل..و انه يجب ان يغير وضعية الريف لتكون وفقا لمزاجه هو الخاص..و من عجب يفتخر بانه احدث التمدين و الحداثة..و لكنه في اغلب الأحيان يداري فشله و قدرته على عدم مسايرة حياة القرية.. عدم قدرته على استيعاب فكرة الحرية المطلقة و الفضاءات المفتوحة.. لذلك تصعب عليه عملية التكيف.. في مقابل ذلك نجد أن انسان الريف حينما يذهب الى المدينة يستوعب شروط اللعبة بصورة سريعة و يتحور و يتكييف معها..و هذا في اعتقادي يعود لطبيعة التحولات المناخية و الحياتية التي تكثر في تجربة الحياة في الريف حيث هناك استعداد فطري لمجابهة كل الإحتمالات و التكيف معها..حتى لو اقتضى الأمر اجراء عملية مقايضة تقتضي التنازل عن الحرية المطلقة و الإنصياع لقيود الخصوصية و ضرورة احترامها حتى يتم القبول به و الإعتراف..!!
(4)
انسان الريف السوداني في وضعية قاسية فهو في حالة اعتذار دائم لإنسان المدينة.. لأن طرائق التخاطب مختلفة تماما..و ذلك لإختلاف طرائق التفكير في ذات كل منهما..السؤال: كيف يتسنى لصديقنا حامد القدرة على التواصل مع انسان المدينة بسهولة حتى لو كان في امستردام ، لندن ، موسكو ، مدريد ، و لكنه يجد صعوبة للغاية للتواصل مع مواطنه من انسان الريف في غشفروا ، وساطة ، غلة بره ، دبة عبيد ، جنقارو ، دميك؟..هذا هو المحك الذي يحتاج المعالجة.. خلاصة الأمر يا حامد يا صديقي ، مرحب بمشاركتك في هذا الحوار من أي زاوية تعجبك فنحن نؤمن بحرية مطلقة في حق الإنسان أن يعبر و يفصح عن ذاته من أي زاوية يختار..
و دمتم.. كبر
07-30-2013, 10:46 AM
محمد عبد الله حرسم
محمد عبد الله حرسم
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 4492
سلام اخ كبر وحرسم قرات كل ما كتب بمتعه حقيقية واتمني المواصلة لان ما تطرقون من بحث وحديث شيق اعتبره نقلة نوعية ونادر ة فانا ولدت بالمدينة لابا مولود بالريف واحببت القرية ولو وجدانيا كما المدينة وكان حبا من الزيارة الاولي وانا بخامسة أبتدائى وسبب الحب هونقاء و بساطة وطيبة وسهولة حياة ساكني الديار وكررت الزيارة ثلاثا ورباع وذاد الاعجاب وعند قرائتي مداخلتك التحت دي اخ كبر استحضرتني اسئلة
Quote: أن المدهش للغاية حالات الإنتقال النادرة.. فمثلا اذا انتقل انسان المدينة الى الريف.. فيذهب في اعماقه تصور بانه هو الأفضل..و انه يجب ان يغير وضعية الريف لتكون وفقا لمزاجه هو الخاص..و من عجب يفتخر بانه احدث التمدين و الحداثة..و لكنه في اغلب الأحيان يداري فشله و قدرته على عدم مسايرة حياة القرية.. عدم قدرته على استيعاب فكرة الحرية المطلقة و الفضاءات المفتوحة.. لذلك تصعب عليه عملية التكيف.. في مقابل ذلك نجد أن انسان الريف حينما يذهب الى المدينة يستوعب شروط اللعبة بصورة سريعة و يتحور و يتكييف معها..و هذا في اعتقادي يعود لطبيعة التحولات المناخية و الحياتية التي تكثر في تجربة الحياة في الريف حيث هناك استعداد فطري لمجابهة كل الإحتمالات و التكيف معها..حتى لو اقتضى الأمر اجراء عملية مقايضة تقتضي التنازل عن الحرية المطلقة و الإنصياع لقيود الخصوصية و ضرورة احترامها حتى يتم القبول به و الإعتراف..!!
والسوال هو ان اغلبية ساكني المدن بالسودان آليوم هم ذو اصول ريفية واغلب من سكنو المدن لو رجعت للجد بتلقاه اصله من الريف وان كثير جدا من القري نمت وصارت مدن عشان كده يا كبر المفهوم العام والسائد لنقل بالعالم الثالث وعموم السودان ان سكان المدن يدعون انهم متحضرون ويرمون ساكني الارياف بالبداوة وفي داخل المدينة الواحدة ساكني الاحياء الراقية يتاففون من الاختلاط مع الاحياء الاقل منهم لكن كان للعمل والدراسة دور ايجابي للاختلاط عشان كده يا كبر انا بشوف الذول الكان بجي من المدينة للريف بكون ذي المغضوب عليه وتم نقله للريف وانا وانت اظنك تعلم رفض الموظفين النقل للعمل خارج المدن لذلك اعتقد ان ذول ذي ده هو جاء كاره المنطقة قبل ما اعرفها ولكن اغلب من اعرف وبعد نذول المعاش شديدي الفخر بانهم عملو بمناطق نائية ولا يذكرون اهل تلك المناطق الا بالخير
وايضا لماذا لا يستوعب الاتي من الريف شروط لعب المدينة ويتحور لانه وبمفهوم المجتمع السائد انه يطلع اول درجات السلم للافضل فقد ذهب الالوف وهو رضيع ولم يعودو وهذه وحدها تفسر له سبب الذهاب فالي قريب جدا وقبل ثورة الاتصالات مجرد نيل تاشيرة السعودية او دبي يودع صاحب التاشيرة بالحفلات فالكل زهب مغتربا ولم يعودوا والله يا كبر المدينة بالسودان شرك كبير ساقية من البحر للبحر للقالبية الساكنة جري وحوش ويا دوب مكفية الاكل والشراب ده زمان هسع بتكون اكعب من زمان أس كم كده شرك المدينة استعباده لساكنيها والقادمين الجد فبعد ان تستقر عشرة او اعوام وتشربك بكم عيل والريف تدهورللخلف تتبخر احلام العودة ويبداء الصراع ويصير الريف او القرية ذكري لايام خوالي الا من رحم ربي وقس علي ذلك ان فكرت انت العودة من كندا للدلنج من غيرعودة انا اقرب منك بريطانيا ام درمان ودمتم
08-04-2013, 09:42 PM
محمد عبد الله حرسم
محمد عبد الله حرسم
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 4492
الذاكرة يا صديقي امرها مدهش للغاية ..و كثيرا ما استمتع بمراقبة الغرب الحضاري و هو يحافظ على ذاكرته بصورة مدهشة للغاية.. فعندهم انتاج العقل سلسلة متصلة..و الذاكرة هي الرابط الذي يربط بين حلقات السلسلة..احدهم اليوم ان اراد ان يفكر في شئ.. يرجع الى غاية سقراط.. أو ارسطو..او افلاطون..و يستهشد باشياءهم.. ثم يذكر لماذا هو فارقه قليلا و ماذا اضاف بالضبط..و احيانا الإضافة تكون رؤية مختلفة لنفس المشهد القديم..و لكن لكي تستمر الذاكرة.. لابد من ذكر الأصول و الفروع و فروع الفروع..هذه الممارسة لا نملكها في المجتمع السوداني..و المرجعية مستلفة.. اما من الثقافة العربية الإسلامية أو من الفكر الغربي (ماركسي أو ليبرالي)..كانما من ابتدع الممالك القديمة في السودان لم يقدم فكرة جديدة للعالم حتى نحافظ نحن عليها..! يمنعون الوعي من الوجود يا صديقي .. لأنهم اختلقوا فكرة الهيمنة بصورة جزافية..و اختلقوا ادواتها.. حتى تستمر هذه الهيمنة.. و لو كانت هي هيمنة فعالة مبدعة لكنا قبلنا بها..و و لكنها هيمنة مجترة و طفيلية تعتمد على منجز الآخر.. و تصر على ان تكون..!
كبر
08-18-2013, 05:25 PM
محمد عبد الله حرسم
محمد عبد الله حرسم
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 4492
وامة بلا ذاكرة هى امة متفلتة كما الورق يتقاذفها الريح كيفما اتفق
ومن هنا يا صديقى ان اى سودانى يواجه اول مشكل حياتى هو لماذا يحس بهذا الشتات والنقص ويحس بهذا التارجح ؟ ان عملية عزلنا عن تاريخنا امر مقصود وهذا العزل والتغييب هو امر مقصود ليبقى الجدار بين الانسان وذاكرته وتقدمه امر مفصود وبادوات يستعملها الفرد نفسه وبترتيب غير متعمد حتى وان كان واعيا
ان هذا التارجح يمنحنا دوما بان نمارس الشى وضده ببلاهة واحيانا بفهلوة وشطارة تجد كثيرون منا يشربون الخمر طول ليلهم ويصلون الفجر جماعة يمارسون الشىء ونقيضه دون وجل او ارتباك وكانه الطبيعى والاكيد انه من المسلمات يا صديقى بان ادوات هذا التغييب كثيرة ولكن الاهم دوما هو (المدينة) المزيفة كنموذج لذات الزريبة الكبيرة بينما هنا مصغر وبه التحكم اسرع واقوى بكثير من المنتجات اليومية والعادية مثل الاذاعة والشرطة والتلفزيون والصحف ان المدينة المزيفة تنتج ثقافة مزيفة وانسان مزيف وفهلوة مزيفة ووممارسة مزيفة وكتابة مزيفة ولذلك تجدنا نتاخر ولا نتقدم بل نغوص فى الوحل كلما امتد بنا الزمان لنرى ما يراد بنا عيانا بيانا
(2) الحرية كواحدة من مطلوبات الانسان ضرورة لممارسة العمر المكتوب لنا على هذه البسيطة ولنعيش هذا العمر فى ممارسة نريدها نحن لا ما يريده الآخرون منا ان اسوأ انواع السجون هى تلك التى يسجننا ويحاصرنا فيها الاخر اذن من هنا نكتشف بان الحرية هى ليست ممارساتنا فحسب بل هى ايضا كيفية التفلت من محاصرة الآخر ومحاولاته لسجن ممارساتك
(3)
وكنتاج ل (1) و(2)
فان المثقف فى مأزق ذاتى ومجتمعى ممارسة وتنظيرا
وراجع للمسرح والحياة
08-19-2013, 05:31 PM
محمد عبد الله حرسم
محمد عبد الله حرسم
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 4492
(4) واحدة من خوازيق السياسى وفى ذات الوقت المثقف وفى ذات الوقت الجماهير هى اننا لا نتحدث بمعرفة واحدة ولا نملك معيارا ثابتا واحدا لنحدد من خلاله التعريفات الكثيرة التى يجب أن.
ولكن
لأنك حين تريد ان تتحدث مع اى آخر
اى آخر
فانت محتاج لارضية مشتركة تتحول فيها الافكار والاشياء الى ملامح ممكنة الرؤية
حين تتحدث الى اى آخر فانت تحتاج ان تلبس نظارته لترى كما يرى
وتحتاج ان تستمع الى مايكروفانته لتعرف ما يقول
تحتاج ان تراه ويراك
لا تحتاج صورته ولا خياله ولا اوهامه
لقد خنقنا انفسنا حين تحاورنا حول الحرية ونحن لا نعرف عما نتحدث
لقد خنقنا انفسنا حين نتحدث عن وطن ونحن تنقصنا التصورات والمعنى للوطن
تمترس كل زول خلف رؤيته ونظارته وما يكروفانتاه يجعل كل الابواق تنطلق فى وقت واحد وفى لحظة واحدة فى تداخل وهياج لا يجعل لك اى فرصة لمعرفة ما يدور ليس نقصا فى فكرك ولا عقلك
ولكن لان المطروح متشنج وعاصى وفائر
08-19-2013, 05:33 PM
محمد عبد الله حرسم
محمد عبد الله حرسم
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 4492
قلت أن المسرح بدأ فى حضن الدين والعقيدة والحياة مزجا وبتوليفة عجيبة ودون تناقض
وحين تفلت الاوربى عن الكنيسة هرب من كل شىء متوازن واختار ان يكون آحادى
الا نحن صرنا نمارس هلع غريب ان ادوات الممارسة المسرحية كثيرة اهما التجريب لكننا سجنا انفسنا والا فى (الارسطية ) الشكلية والمضمون والارسطية ليست شكلا فقط ولا مضمون فقط انما هى سجن عقلى وعقدى وسكة يجب ان تسير عليها لتقبل من داخلك انك تمارس وعيك وانت فعليا تمارس ما يرده الآخر منك
ان الفعل المسرحى عندنا فى السودان به كثير من العلل والممارسون للدراما هم اكبر عللخاصة اولئك الذين يعتقدون انهم هم ذاكرة هذه الامة وطريقها للخلاص
ان الابتعاد عن العقيدة فى الممارسة والاحتفالية هى اول اسباب الانهيار ثانيا ان التجريب مرفوض جدا عند العقلية السودانية
حيث تتعجب من نجاح مسرحيات هزلية بسيطة ونكات
بينما تفشل عروض لها قيمة فنية عالية جدا
جمهور تابع للازمة التى نعيش
كيف نمارس التجرريب وانت تصتطدم بما يجعلك تجابع قدرك بمفردك
وبجيك تانى يا صديقى لانو المسرح هى واحدة من مكونات الفشل وادمانه فى العقلية السودانية السياسية والمثقفة
08-22-2013, 07:11 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
عبد المنعم..حبابك يا صديق كتر خيرك على المرور من هنا..و تشكر على هذه المفاكرة..و ناسف على التأخير.. لم نكن ندري أن الوقت يسرقنا و يتسرب بهذه الكيفية العجيبة.. فاخر مفاكرة لنا هنا كانت قبل شهر بالتمام..!! نعم قد تلاحظ اليوم أن كثير من اهل المدينة هم ولدوا في المدينة.. هم انتاج المدينة بمزاجها و طريقة تفكيرها و كيفيه تحديد علاقاتها بالأشياء من حولها..و لكن السؤال من اخترع هذه المدينة المجوبكة؟..تأريخ اجدادنا لم يعرف هذه المدينة العجيبة..فهي اختراع المستعمر و كل القوى التي غزت بلاد السودان في السابق..و مثل تلك القوى لم تكن بريئة ..و انما لها كانت اجندتها الخاصة.. فمثلما نقول ان انسان المدينة في السودان حينما يذهب الى الريف..يتأفف من حال الريف و تكون له اجندته الخاصة منها ان القرية و انسانها ادنى درجة منه في معيار التحضر و مقاييسه..و هذه الفكرة ليست مجانية..و انما لها تأريخها الخاص الذي يحتاج صدق و شفافية لمواجهته.. فانسان الثقافة الإسلامية حينما جاء الى السودان جاء بنفس الإدعاء الذي نقوله عن انسان المدينة اليوم.. جاء بفكرة انه يملك ثقافة و حضارة و غيره مجرد رعاع تحتاج الرعاية و الأخذ بيدها.. نفس الفكرة انطبقت على انسان المستعمر الأنجليزي.. فهو حينما وطأت قدماه تراب السودان ، كانت له ادعات مسبقة أنه يملك حضارة و مدنية غير موجودة في السودان ، لذلك كان ينظر الى انسان السودان بانه كائن بري و متوحش..هذا المستعمر هو الذي اخترع فكرة المدينة التي نراها اليوم في السودان..!
شكليا ، يا عبد المنعم لو قدر لك زيارة بعض المدن السودانية ، تلاحظ ذهنية المستعمر حاضرة.. المجلس (سلطة مددنية) و تــُمنة البوليس .. دوما تجدها في قلب المدينة..و الجيش في الأطراف..و في الخرطوم قد تلاحظ أن قصر غردون (الحاكم العام/رئيس البلد فيما بعد) في قلب المدينة و الجماهير في الأطراف تتحلق حوله.. لو دخلت محكمة.. ستجد القاضي يجلس على منصة..و الجمهور في وضع ادني من وضع المنصة..هذه المساءل لها ترميزات عالية القيمة و الدلالة..و هي ان المستعمر (مخترع المدينة في السودان) دوما يريد أن يكون في الصدارة و مركز الجذب مثلما هي وضعية الشمس مع الكواكب..و هذه علاقة لو نظرت لها من زاوية اخرى تراها هي علاقة الهيمنة.. فرض وضعية محددة و جعلها مركز جذب و بالتالي اخضاع الجميع لها..!! في الريف الوضعية مختلفة.. ليست هناك سلطة مركزية (سياسيا/اخلاقيا/اجتماعيا/قانونيا)..الناس في حالة تساوي تامة..و لك نشرح هذه الوضعية بصورة مبسطة..ناخذ مثال المحكمة.. أو الية فض النزاع..و هي مجالس الصلح و المشورة بين اهل القرية.. شكليا تجلس الناس في دائرة..و الدائرة كما تعلم تمنح فرصة التساوي..لا احد اعلا من احد..و لا احد يستطيع ان ينفرد بمركز الجذب.. و هنا تنتفي امكانية خلق الهيمنة..!!
و اذا جاز لنا ان نستعير مفردات اليوم و ادوات خطابه.. فان المستعمر خلق وضعية مركز (المستعمر نفسه) و هامش (الجمهور السوداني)..هذه الوضعية استمرت..و اصبح انسان الريف هامش.. ليس بالمفهوم السياسي فقط..و انما بالمفهوم الجمالي و الثقافي و الإجتماعي.. لأن المدينة هي التي تحدد شروط المعايرة و المقايسة و تفرضها على الناس..!!
و من هنا كانت فكرة سؤالنا على معنى الحرية كفضاء سوداني..فنحن لسنا احرار.. لأننا لازلنا امناء لذهنية المستعمر التي تقوم على ثنائية مركز/هامش..و هذا ما يفسر فكرة تأفف انسان المدينة السودانية من انسان الريف السودان..و الوضعية تحتاج عملية تفاوض طويلة للغاية..!!
كتر خيرك يا منعم..
كبر
08-28-2013, 07:46 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
صديقي حرسم..حبابك كتر خيرك على المثابرة هنا..و نأسف على التأخير.. كتر خيرك على هذه المفاكرات الدسمة ، و التي تحوي رؤوس مواضيع كثيرة تحتاج الحفر بتأني و مكابدة شاقة حتى نخرج على بر..! لقد ذكرت انت ثيمات مهمة للغاية مثل : فكرة التأريخ ، المدينة المزيفة و اثرها و منتوجها ، فكرة الحرية كشرط للتحقق الإنساني ، و فكرة ورطة المثقف السوداني..!!
(1)
اتفق معك أن امة بلا تأريخ هي امة بلا ذاكرة..و لكن لا اعتقد ان السودان بلا تأريخ ..التاريخ موجود..و لكن المتاريس و الفواصل نصبت بقصد و ترصد و سبق اصرار لفصل الإنسان السوداني عن ذاكرته..و مثل تلك العوائق هي مقصودة لذاتها لأنها واحدة من اهم ادوات الهيمنة و الحفاظ على وضعية الهيمنة تلك..الثقافة العربية الإسلامية حينما دخلت السودان دخلت بفهم الهيمنة.. لذلك خلقت ادواتها الخاصة (الدين و اللغة)..و الثقافة الإنجليزية (ثقافة المستعمر اللاحق) دخلت بادواتها الخاصة و منها فكرة المدينة (شرحناها اكثر في مفاهمتنا مع صديقنا عبد المنعم)..و خلق المركز في مواجهة الهامش..هذه الوضعية ورثها البعض..و هذا البعض امين للغاية للثقافة العربية الإسلامية..فاصبحت عنده ادوات اضافية (الدين ، اللغة ، ثقافة المدينة)..و هكذا تكونت المدينة المزيفة كما تقول و المجوبكة كما نقول.. فالمدينة ليست فقط عمران و تخطيط و شوارع نظيفة انيقة..و انما المدينة ذهنية..!!
(2)
تزييف المدينة السودانية انفضح في هذه الأيام الأخيرة في امرين خطيرين للغاية..فالنخبة التي صنعتها مدينة السودان احتارت في امرها فيما يحدث في دول الجوار.. تحديدا مصر.. فالمستعمر حينما خرج ترك للناس كيس منطلق في الرياح عشان الناس تسكو..و هذا الكيس اسمو الديموقراطية و قيم الديموقراطية..و مثل هذه الأمور في منبتها الأصلي هي امورة خطيرة و ذات شأن ولا مساومة فيها..و لكن عندنا يمكن ان تحدث فيها المساومة الباهتة..المضحك في نخبة المدينة السودانية انها صفقت لعسكر مصر..الذي قوض العملية الديموقراطية هناك..و نفس النخبة تقاتل عسكر السودان لإرجاع الديموقراطية..و هكذا الحال يا صديقي حال الإنشطار و النفاق الذاتي العجيب.. نفس المثال الذي ذكرته ان احدهم يمكن ان يعاقر الخمر حتى مشارف الفجر ثم يذهب للصلاة... هو نفسه مثال الإنسان المنشطر الذي يصرخ فجرا و عشية بحثا عن الديموقراطية و في نفس الوقت لا يحتملها ان لم تأتي به..مثل هذا الكائن لا يصنع حضارة..و سيظل مجتر بائس لحصاد الأخرين الذين دقوا حجر دغش لكي يخلقوا نموذج انساني ليكون قدوة لمن يحتمله..!
الأمر الثاني.. مع الفيضانات التي عمت السودان ، ظهرت فكرة مبادرة نفير..و مجرد الإسم فهو امر يشي بتقدم كبير..فالمدينة السودانية و بكل زخم تزييفها عجزت ان تنتج مفهوم سوداني يحظى بالقبول مثلما فكرة نفير تلك..و النفير هي فلسفة اصيلة في الريف السوداني ..و نكاد نزعم أن فلسفة التعاون في كوكب الأرض هي خرجت من فكرة النفير هذه..و سؤالنا: هل تستطيع المدينة السودانية و انسانها ان تقبل بمبدأ المراجعة؟ هل ستعترف المدينة السودانية بانها عجزت على تمرير فكرة التزييف و ينبغي لها ان تتوقف عن تروج البضاعة الكاسدة؟..
غردون ، يا صديقي ، قبل ان يصير حاكما عاما للسودان و يبني قصر ورثه الكثيرون من اهل السودان ، فعل فعلة عجيبة ، و هو ابن المدينة المدلل ، فجاب السودان على ظهر جمل بشاري ، ووقتها كانت انجلترا اخترعت السيارة و غيرها من الزوامل الحديثة التي تسهل من الحركة و السفر..و لكنه اختار وسيلة تشبه المزاج العام ، و الإنجليز من بعده حرصوا على استمرار هذا التقليد ، حيث جابوا السودان و جلسوا الى اهل الريف و دونوا ملاحظاتهم و سجلوها ، و كان اكثر فضولا من أي كائن مديني في السودان ، يسألون عن الظواهر و يكتبونها و يكتبون تفسيرها ، و يسألون عن الأعراف و يكتبونها ، و يسألون عن الغناء و التراث و يكتبون ، حتى المفردات اللغوية العادية كانوا يحرصون على تسجيلها و تسجيل معانيها ، لذلك عرفوا من يحكمون ، قبل أن يعرفوا كيف يحكمون..!!!!
السجن الذي ابتدعه الأخر ، مثله و مثل مدينة ابتدعها الأخر ، فكرة مزيفة..و لكن من عجب استمرت و اصبحت لها وجود لدرجة انها اصبحت اشكالية (بمفهوم طيب الذكر محمد عابد الجابري) ..لذلك اصبحت الحرية في ذات نفسها مفهوم يتم استغلالها وفقا لعقلية المدينة المزيفة..و حينما نصر هنا الدفاع عن الريف ، لأننا نوقن أن الحرية في الريف هي الأصل و هي الأسمى ، و هي التي يمكن ان تكون حجر الأساس لتعريف الذات السودانية..فالحرية في الريف مطبقة من اصغر تفصيلة لغاية اكبر تفصيلة..و تتجلى في فكرة قبول الأخر و احترامه ، و المساواة (كما شرحناها في مجلس الصلح الذي يقوم على وضعية الدائرة)..و تحديد رؤية تجاه الكون و الأشياء تقوم على الندية و ابتداع الذات و التعبير عنها..!!
(4) ورطة المثقف ، و اتفق معك في مسبباتها ، تأتي لأنه كائن هش..كائن مدجن.. قام و نشأ على فكرة المدينة المزيفة و ارضعته من شطرها الباهت..ثم منحته ذهنية داجنة كسولة..المثقف في السودان لايفكر بصورة مستقلة ، ولا يمتلك الذهنية النقدية الوقادية ، تلك التي لا تأخذ الأشياء على علاتها و انما ترهقها بالسؤال حتى تسبين الأمور..مثقفنا السوداني يجتر منجز الأخرين الحضاري و الثقافي ، و يكون موقفه مثيرا للشفقة حينما يحاول تطبيق تلك المنجزات على بيئة غريبة و لها اجندتها الخاصة (التي لا يعترف بها مثل ذلك المثقف)..فالمثقف عندنا كائن امين لإرث المستعمر ( سواءا منذ دخول الثقافة العربية الإسلامية أو منذ دخول ثقافة المستعمر الإنجليزي)..لذلك لا يستطيع أن ينظر حوله الإ وفق المحددات و المناظير المسبقة التكوين و النحت..!!
نظم العسكر من لدن الجنرال عبود ، مرورا بالجنرال جعفر نميري ، الى غاية الجنرال عمر البشير ، كلها انظمة تقف خلفها ثلة من المثقفين الذين صنعتهم المدينة السودانية المزيفة ، و كلهم لم يجدوا الإجماع الكافي ، لأن ما بني على زيف فهو زائف . و عند الأصل في كل تلك الأمور العصيبة هو المثقف السوداني الذي عجز عن الإبداع و اختراع طرائق تساهم في بناء الأمة و الوطن.. و اعتقد جازما لو تركوا الأمر لإنسان الريف ، لكان السودان اليوم شيئا كبيرا في الوجود..!!
اقول بهذا التصنيف العجيب ، لأني رأيت ان بعض من اهل النخبة السودانية يحاول ان يصنع حاجزا بين الأمور.. فهم يحاولون أن يسوقوا الى ان المثقف السوداني كائنا مسكينا الغنماية تاكل عشاهو..و هذه لعمري هي وضعية التدليس في ذات نفسها..!!.. مثل تلك الحواجز ، تمنح بعض من اهل النخبة السودانية طمأنينة مزيفة.. فهم يتبرأون من المنكرات التي صنعتها ذهنيتهم/ذهنية المدينة السودانية المجوبكة..هم يسوقون لنا ان العسكر و انظمة حكمه المتعاقبة في السودان ، هي اشياء لا علاقة لها بالمثقف..و في نفس الوقت يعجزون عن ضحد فكرة ان هذا العسكر هو صنيعة المثقف السوداني شئنا أم ابينا..!!!
ان كنت في ذات نفسي اجد مبررا لتدجين الجماهير الطيبة في السودان ، الإ اني لا استطيع ان اجد تبريرا لإختيار المثقف السودان أن يكون في خانة التدجين..و الأمانة المفرطة لإرث الآخر الثقافي و الحضاري..!! ان لم نخلق مثقف سوداني مستقل و نقاد و يملك قدرة على التفكير بصورة مستقلة.. فلن نخلق امة يكون لها شأن بين الأمم..و ان لم نهزم فينا روح المثقف السوداني الذي يكون اكثر حرصا على الإجترار بدلا عن اكتشاف ابداع مواطنه السوداني العادي ، فلن نتقدم..!!!
ذكرت انت يا صديقي شئ عن الحوار و قبول الأخر.. و اقول لك ، من هذا الحكي المرير هنا.. أن الأخر عندنا جبــــــــان و يخاف للغاية من الأفكار الجديدة..و خوفه لا مبرر له غير الإصرار على استمرار وضعية الهيمنة..الإسلام نظريا يقبل بالآخر ، و لكن الإسلام الذي وصلنا في السودان اصبح مجيرا لصالح الثقافة العربية..و العربي لا يقبل بالآخر..لذلك حينما ترى بيننا من يدعي انه يريد ان يقيم دولة الإسلام في السودان ، فهذا فرد متشرب بالثقافة العربية و تكتيكاتها الباهرة في الإلتواء على الأمور..لذلك لا تستغرب حينما تجد ادوات مثل التلفزيون و الإذاعة و الصحف و نظام التعليم ، انها ادوات لا تخلق قيم التسامح ولا تعمل على بلورة قيم التسامح الموجودة في الريف السوداني ، و انما تعمل لصالح اجندتها الخاصة..!!!
لا تستغرب يا صديقي أن كان معيار الغناء عندنا لا يتجاوز الحقيبة..و نحن نسأل من اخترع الحقيبة؟.. الم تكن هي مزاج امدرمان و اذاعتها بتاعة (هنا امدرمان)؟..لماذا غاب الأرث القمين الثمين في الشرق ، في الشمال ، في الغرب ، في الجنوب ؟ الم تنتج مثل تلك الأطراف ثقافاتها و غنائها الخاص الذي يدهش العالم طرا ، ما عدا المثقف المديني السوداني ،؟..و لماذا حينما يأتي هذا الغناء الى (هنا امدرمان) يكون غريبا في مذاقة و طعمه و مفروضا و مستهجنا؟!!!
كتر خيرك كتير يا صديقي.. و التحية من عبرك لمن يتابع هذا الخيط.. و دمتم جميعا.. كبر
اتفق معك أن امة بلا تأريخ هي امة بلا ذاكرة..و لكن لا اعتقد ان السودان بلا تأريخ ..التاريخ موجود..و لكن المتاريس و الفواصل نصبت بقصد و ترصد و سبق اصرار لفصل الإنسان السوداني عن ذاكرته..و مثل تلك العوائق هي مقصودة لذاتها لأنها واحدة من اهم ادوات الهيمنة و الحفاظ على وضعية الهيمنة تلك..
هكذا قلت لى يا صديقى
Quote: ومن هنا يا صديقى ان اى سودانى يواجه اول مشكل حياتى هو لماذا يحس بهذا الشتات والنقص ويحس بهذا التارجح ؟ ان عملية عزلنا عن تاريخنا امر مقصود وهذا العزل والتغييب هو امر مقصود ليبقى الجدار بين الانسان وذاكرته وتقدمه امر مفصود وبادوات يستعملها الفرد نفسه وبترتيب غير متعمد حتى وان كان واعيا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة