دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
ما قالته سـبأ للشفق:كلام في تفاصيل كائن يسمى الشوق
|
الي الاستاذة فاطمة السنوسي ومن بعضه الى ن.ع السمندل ومن بعضه الى ميرفت نصر الدين ومن بعضه الى كل من يهمه امر الشوق كثيرا ثـم.. الى ســبأ..بت ال..ك..ل..ب
خلعت المدينة ثوب نهارها..وامتشقت غلالات المساء الشفيفة بتؤدة..الدروب امتلأت بهذيان حميم ، يؤسس مملكة الهدوء بخفة النملة وصبرها .. ولم ينسى ان يضاد ضجيج النهار اللاهث.. في الواقع لم يكن حضور النسيم ، وقتها، تماثلا مع اكاذيب الجغرافيا .. وتعاريج الطقس ذات التمردات الاستثنائية..بالعكس ، كان النسيم منتشيا بحضور الفرح النوراني..وقرر من باب التضامن ان يعلم خصلات سـبأ رقصة التأرجح والتعرجن..وخلق الفضاءات اللانهائية التي تغري خيالات المجانين يالتحليق في مداها..وليزيد النسيم من مسألة اصراره تلك ، قرر ان يهز ثوبها الآسود بكل خطوطه الذهبية السافرة ، هزة ارتجت لها جوانح الكون طربا..وبعدها اعلنت مشاكل العالم هدنة صغيرة..ثم كان مشوار الشوق اكثر حضورا.. قالت سـبأ..الشوق ود الكلب.. واكمل هو بكائية الشتائم السائبة تلك بقوله..والدهشة بت الحرام.. ثم امتطيا اول برهة صمت عارضة.. قال لها..حينما يعز التواصل..كيف لي ان القاك؟.. ابتسمت..احتوته بنظرة اضاءت تفاصيل صدر المساء ، ذاك الغريب الذي رفض ان يكرر ذاته ولو لمرة واحدة، وقالت .. عندها عليك ان تنظر لقمر اربعطاشر..ستجدني باذن الشوق حاضرة.. وجم هو برهة .. وتذكر متاهة المدارات وتبدلها وتصاريفها العصية الثبات..ثم قال لها..القمر تعتريه آفة الغياب ..وتطول الليالي من غير حضوره.. لم ترد سـبأ عليه..فقط مارست عربدة لغوية متقطعة المفاصل..وقالت عبارة باهتة الملامح..اصحـى يا بريش..بريش..بريش والقون..هو القون.. بعدها..تماهت في دفء ما ، ربما تواطؤ مع نسيان ما، وبترت بادرة الجنون المعتمة تلك..أغمضت عينيها وتنبأت له بفيافي الجليد ..ثم رتبت مداخلها وما تسارع من نبضها المتلاحق الخطى..وغطته بدفء الشوق.. افادت قائلة.. صدقني ..دفء الشوق له قدرة فائقة على قهر الصقيع والجليد والغربة ..وكل ما انتجته قواميس البرودة طرا.. قال هو في ذات نفسه..فكرة حقو الواحد يعمل دفايات شوق كتيرة.. في برهة الصمت التالية ، بالت النجمة البعيدة ضـوءا خافت..ناش بعض نثاره ثوب سـبأ الأسود بكل خطوطه الذهبية السافرة..وتضامنت هي الأخرى مع بهاء اللحظة الملوكية..مددت النجمة وميضها العصي ثم كتبت حضورها في تلك الاحتفالية الشفيفة.. ثم قالت ســبأ.. أكثر ما يزعجني ، تلك المدائن المغرورة بشوارعها النظيفة ، الغارقة في أضوائها الدفيقة..انها ضـرتي الحقود التي احس بانها ستهزمني فيك يوما ما..ثم تحسست قبتها اليسرى ،سيدة الاستدارات قاطبة ، وتضاريسها التي يحتاج العالم كثيرا من التأمل لكي يعرف عنها..تلك الاستدارة التي اخجلت الجغرافيا في عقر دارها وهزمتها ان تأتي بوصف يليق بمقامها وتمامها.. تحسست ســبأ ، قبتها اليسرى تلك ، وشهقت بروعة تعاطفت واتسقت مع تراتيبها وقالت..لا توجد قوة في الكون لها القدرة على مصادرة نبضي وتفتيش تعاريجه وتعريشاته المخضرة ابدا.. قال هو..نعمة باللـه.النبض دواخل وما عداه ظواهر عوارض مصيرها الفناء.. ثم قال ، على ذكر الهزيمة ، ما هو يا بت الناس انا الشوق هزمني فيك من زمــــــآآآن.. رشـفا جرعة الصمت المسكوبة في فنجان الوهج/الحضور ..بعدها..غامر هو بالاحتجاج قائلا..لكن كيف لي ان القاك؟.. همست ســبأ..(بالمناسبة تعلم هو لحظتها ان الهمس له ما له من الضجيج العميق)..وقالت.. اذن عليك ان تنتظر ما يقوله الشفق عني..ولك منذ اللحظة ان تختار من المسافات ابعدها..ومن المنافي امرها..ومن الغربة اقسـاها..مارس ما تيسر لك من رهانات الاختيار الخاسرة ..ولكن ..فقط تذكر ان تراقب حضور الشفق اليوماتي.. لم يحتاج هو ان يبكي في ذاك المساء الغريب الذي رفض ان يكرر ذاته ولو مرة..ضغط على يدها اليسـرى وتمتم بصلاة ملعونة ..عمادها الخوف والقول/الملح وهمس لها ، وللدنيا فيما بعد ، مشكلتي اني بتذكرك وبدور اعيش لحظة من غير ما اتذكرك.. ... ... ... ... في ذات غـربة ، وفي مساء ما..اعتصره ضجيج الشمال العاتي..في زمن التداخل انتظارا لمواسم الجليد الصفيقة.. تصبب عليه مطر الرهق الكافر..ورغما عنه حدق في الافق الغربي..ابهره حضور الشفق الحاذق..وكان الشفق واقفا يقول له ماقالته ســبأ.. مشـــتاقة م ش ت آ آ آ ق ة ولم ينسى الشفق ان يؤكد له انها بالجد مشتاقة.. خلعت المدينة ثوب نهارها..وامتشقت غلالات المساء الشفيفة بتؤدة..الدروب امتلأت بهذيان حميم ..يؤسس مملكة الهدوء بخفة النملة وصبرها..ولم ينسـى ان يضـاد ضجيج النهار اللاهث..
محمد النور كبر الخامس من تشرين اول 2003
|
|
|
|
|
|
|
|
|