دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
فـــانــتــــــــــازيا: هــــــويــدا الجـنــــرال
|
الي اٍقبــال اليــاس..مــرة أخــرى و الي علي الحـــلاوي، فالدهشــة يا صــديقي جنــون.. و الجنــون آفــة
علمــتني ..
علمـــتني هــويدا الجنــرال..أن الســاق الجميل ، ليس هو ، فقط ، أجمل ما تملك امرأة ..
الـقلــــــوبيــــة :
كــنا صــغارا.. نطارد الطيور و الفراشات.. نقفز فوق الجداول.. نطـأ العشــب الطري.. نتســلل خلف أشــجار المســكيت المتشــابكة.. نتحــاشــا أشـواكها الصلبة..و كانت هـويدا تركض معنا في كل مغامراتنا الطفولية.. يوما.. نصــبنا القلوبيات..و كنا نغني للقماري ..و لود أبرك ليقترب أكثر..أنصرفنا عن مشاغلنا الصغيرة تلك..تفرقنا في الغابة الصغيرة تلك.. أجتمعنا على صراخ أحمد..و ركضنا نحوه..وجدناه يتشاجر مع هويدا..وقد حسمت هي ذاك الشجار بوسائلها الخاصة .. صفعة ، كانت أثار أصابعها الصغيرة تمتد وشما فوق خد أحمد.. قال صــلاح السماك ، يسألها: مالك يا هويدا؟ قالت بحسم : قلــوبيتي قبضــت ود أبرك !! قال السماك : لكن القلوبية دي حقة الأولاد .. أمشي شوف ليك بت أم لعاب وين..! أحتقن وجه هويدا بغضب طفولي صــادق.. و قالت : لكن أنا أجرتها منو ..! نظرنا في وجوه بعضنا باٍستغراب و دهشة.. قلت أنا.. أسألها : أجرتيها كيف يعني ؟ قالت بوضوح : دفعت ليهو قرش و نص.. و هو قال لي خلاص شيليها شركي بيها الليلة بس..
علمتنا هــويدا ..جميعا .. أن القلوبية يمكن أن تســتأجر ، مثلها و مثل أي خـدمة في هـذه الدنيا.. نسيت أن أقول.. في تلك اللحظة ..ذبحت هــويدا ود أبرك.. و أرتجفت أوصال أحمد من الخوف.. و قالت هي تزجره : ده شــنو يا عوير.. يا خواف.. ح تفضل طول عمرك دلقان..! و من وقتها ، صــرنا ننادي أحمد.. بأحمد الدلــقان ..
نــواصل
كبر
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فـــانــتــــــــــازيا: هــــــويــدا الجـنــــرال (Re: Kabar)
|
3. الجنـرال :
كانت هويدا تلعب معنا .. في حرب الطين .. في الشجار .. في المرح .. و كانت تصنع عربات السلوك بيديها.. في أحد الأعياد ..رفضت أن تلبس الفستان المزركش ، الذي احضره لها اخوها حيدر الضابط..و أخذت تبكي بحرقة في ذلك اليوم.. , أصرت أن تلبس بزة ضابط في صباح العيد.. الشئ الذي أجبر خالتي حرمين بالنزول الى السوق في منتصف ليلة الوقفة .. و احضار بزة ضابط لهويدا .. و هي تقول : هاكي ألبسي يا العويرة العوقة .. يا الما بتشبهي البنات.. اصلك اللـه خلقك محمد ولد..! و نات أنا جزائي من تشبيهها بمحمد ولد .. لكننا صرنا ، منذ تلك اللحظة ، هويدا الجنرال.. و نواصل .. كبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فـــانــتــــــــــازيا: هــــــويــدا الجـنــــرال (Re: Kabar)
|
4. البــــزوغ :
في زمن المرحلة المتوسطة و الثانوية .. كنا نخال أنه الزمن الذي يتم فيه فرز الكيمان .. و هو الزمن الذي يقل فيه خروج البنات بعد المغربية .. و لكن هويدا الجنرال كانت تشاركنا متعة الجلوس على أكوام التراب.. و ظلال الحيط العتيقة يوم الجمعة صباحا.. و كنا نتقاسم حكاوي مغامراتنا بكل وضوح.. كأنها لم تكن في معيتنا.. نجمع الأغاني في كراسات عديدة .. و نزخرفها بألوان جميلة.. نتفاكر في جولباتنا التي نسربها خلسة نحو البر الآخر..و هويدا تشارك في تعديل أي مسودة من مسودات جواباتنا تلك.. تضحك .. وتقول : أنا لو جاني جواب زي ده ..ح أقطعو و أحشيهو في خشم الرســلو !! و تضيف قائلة : أنا ح أقول ليكم الكلام البتتمنى أي بت تسمعو..الكلام البيفرح أي بت.. يعني الكلام البتحب البنات سماعو..!! و دوما ما تكون نظرتها صــائبة .. تذهب معنا الي الســنما.. الى الحفلات.. الو مباريات دار الرياضة ، وذلك ، طبعا ، بعد أننلبسها عمة و جلابية..لقد تعلمنا فيها اجادة فن التنكر.. فقط ..لم نتمكن من اشراكها معنا في فريق الكرة بالحي.. نعم .. عرضت عليها ذلك الأمر كذا مرة و معي أحمد الدلقان.. لكنها كانت تشيح عنا .. وتقول : الكورة مل بتشبهني .. و ما بلقى فيها نفسي.. لكنها مرة .. كادت أن تعدل عن ذلك الرأي و تلعب معنا الكرة..و ذلك حينما غاظها صلاح السماك قائلا : ما قلنا ليك يا بت الناس ..الكورة دي شغلة رجال ..! و أعترف .. أنها بسبب ذلك خاصمت صلاح السماك لمدة ستة أشهر ..بأيامها و لياليها..
كانت هويدا .. تحرص على أن نحضر أي عرض مدرسي يقام في مدرستها.. و كنا نتلفع بتياب أمهاتنا ونقدر داخل مدرسة البينات ( زي الماحاصل شئ)..! و كانت هي في كل مرة ، قبل أي عرض ، تحذرنا بصوتها القوي و هي تقول : عاينو هنا .. أي واحد فيكم يتلفت جاي ولا جاي .. ولا يعمل ليهو أي غباوة من أي نوع .. بيني و بينو الموت ..! و حينما تذكر هــويدا الموت .. فاننا جميعا كن نوقن تماما أنها فعلا تدرك ما تقول ..
و نواصل..
كبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فـــانــتــــــــــازيا: هــــــويــدا الجـنــــرال (Re: Kabar)
|
5 . صـــوت :
في أحدي الليــالي ، جاءتنا هــويدا الجنرال.. و قالت : عاينوا.. عايزة أعمل لي جريدة في المدرسة.. ممكن تختاروا معاي اسم ليها؟ قال السماك بسرعة : سميها أزاهر.. مطت هويدا شفتيها بسخرية و قالت تسأل : ليه؟ .. بلاش كلام فارغ معاك .. قول كلام عدل يا السماك و لا اسكت..! ضحك الدلقان و قال : خلاص يا زولة .. سميها صـرخة .. قالت هي باستغراب : صرخة .! .. يعني شنو؟.. دي علامة مستضعفين ولا شنو يا الدلقان؟ قال الديك : خلاص يا الجنرال .. سميها أقلية ..! هزت هي رأسها باستعجاب كبير و قالت : فكرة و اللـه .. لكن أقلية دي شنو يا الديك ؟ قال الديك ، معفرا أشداقة من يخطب ، : حاجة واقعية جدا.. يعني مثلا انتي .. معانا هنيا أقلية .. في البيت أقلية .. في الشارع أقلية .. في المجتمع أقلية ... و هلم جرا .. كانت فكرة الديك مزعجة .. و محرجة في نفس الوقت .. بالرغم من وجاهتها .. و كان حسين كلوكه يتوسد التراب .. فقال : الديك .. و ديني كلامك ده قمة العنصرية .. و أضاف : يا اخي نحن ذاتنا ما ياهو أقليات في البلد دي .. المهم اقتراحي ليك يا الجنرال .. سميها صوت ..صوت واحد مش أصوات .. صوت لا فيهو زعيق الأغبياء .. ولا استغاثة الضعفاء..ولا فيهو نفاق الجبناء .. صوت واضح و بس ..! في الواقع راقت لنا جميعا فكرة حسين تلك .. و صرنا نحرر معها صحيفة " صوت " .. نجمع مادتها .. نرتبها .. و نخرجها ..
و نواصل.. كبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فـــانــتــــــــــازيا: هــــــويــدا الجـنــــرال (Re: Kabar)
|
6. ذات شـــكلة :
هويدا الجنرال ، كانت لها مزاج حاد في بعض اللحظات .. أحيانا تختلف مع أفراد اسرتها .. خصوصا خالتي حرمين .. و حينما تغتاظ من أمها بشدة .. كانت تنادي من فوق الحائط الفاصل بين منزلهم و منزلنا.. و تصيح باعلى صوتها : عصام .. يا عصام .. يا الكات .. تعال .. أنا عاوزاك ضروري .. مرة جئتها مستجيبا لاحد نداءتها تلك .. كانت بالجد مغيوظة من أمها .., اول ما فتحت أنا باب منزلهم داخلا .. هاجمتني هي تصفعني .. و تركلني بحنق .. و كنت في كل خناقة من خناقاتنا المشتركة تلك أبادلها الضرب و الركل بعنف .. و الغريبة لا أحد يجرؤ على التدخل .. في ذاك اليوم .. مزقت هي قميصي " التحرمني منك " .. و كان جديدا و عنوان من عناوين القشرة البارزة في الحي .. و الأحياء المجاورة .. شعرتي بالغيظ الجارف من فعلتها تلك .. أقتربت منها .. و مزقت فستانها تجاه ناحية الصدر .. و حينما أنكشف صدرها .. توقفنا نحن الأثنان عن مواصلة العراك .. اخفضت أنا بصــري .. و شعرت بالقئ يداهم حلقي .. و تقيأت .. ! أيام ، بعد ذلك ، كانت تداهمني الحمى .. خصوصا ، كلما تذكرت قبتيها .. و كنت أتساءل : متي نبتت هناك؟ بعد تلك الشكلة .. اعتراني تصور غريب .ز و لا أدري من أين أتي .. و ظننت أن الجنرال لن تجرؤ على الجلوس معنا على اكوام التراب بعد تلك الواقعة .. ! لكنها بعد يومين .. كانت تمـلأ مجسلنا بضحكتها الصافية القوية .. و هي تحكي عن غباء ست نوال أستاذة الكيمياء في مدرسة البنات .. في تلك الأمسية .. كنت أنا مرتبكا .. و شعرت هي بحرجي .. قامت و خطت خطوات تبتعد عنا .. ثم نادتني قائلة : الكات .. دقيقة .. أنا عاوزاك في كلمة سر .. و قمت أنا .. أحتحت ما علق من تراب عن بنطالي الجينز .. ثم مضينا سويا .. ابتعدنا .. و غبنا في الظلام .. بعد مسيرة ما .. توقفت هي فجأة ...و تقول : عاين دايرة أسألك .. قلت : اٍتفضلي .. قالت : حصل كلمت واحد من الجماعة ديل عن شكلتنا الأخيرة ؟ قلت : ياتو يوم أنا قاعد أكلم زول بشكلاتنا يا هويدا؟ سكتت هي برهة .. ثم قالت : أنا مقتنعة من الحتة دي .. لكن شكلك الليلة ما عاجبني ..! صمت أنا .. و كنت أبرم شعر رأسي بحيرة .. و قلت لها متمتما : بس ما كنت متصور .. قالت هي بحدة : ليه عشان قامت لي شطور ؟.. متخلف .. جزمة .. ما أي واحدة في الدنيا دي بتمر بالمرحلة دي .. اشمعنا أنا بس ؟ شعرت أنا بغضب حقيقي .. و أنفجرت فيها قائلا :مش كده يا بليدة انتي .. كنت متصور انو آن الأوان عشان نبطل السخف البنعمل فيهو ده ..! لم ترد هي .. و لكن .. كانت لكمتها تستقر أسفل عيني اليسرى .. و أنهارت تركلني ..تشتمني و هي تقول : حمار .. جبان.. ده ما سخف يا متخلف انت ..! و كنت أبادلها الضرب و الشتيمة.. حتى فصل بيننا أحمد الدلقان و صلاح السماك ..و كانت هي تصرخ فينا و تشتمنا : كلكم حمير .. جبناء .. مافي واحد فيكم يلمسني ..! و مضت هي .. تورمت عيني .. و أستدارت حولها هالة داكنة .. و كنت أسأل نفسي بحيرة : هل حقا هو سخف ؟!! حاولت أن أفاتح السماك بهواجسي تلك .. و لكني كنت أخاف .. أخاف من نفسي .. فما يدور بيني و بين هويدا.. هي مملكة أسرار خاصة جدا .. تعرفها أسرتي و أسرتها .. أعرفها أنا .. و تعرفها هي .. و نواصل..
كبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فـــانــتــــــــــازيا: هــــــويــدا الجـنــــرال (Re: Kabar)
|
7.. الســيجارة و أشياء اخرى : 1.
تعلمنا التدخين السري على أكوام التراب.. و هي خصلة لم تشاركنا فيها هويدا الجنرال .. و كنا نتقاسم و نتبادل أكياس الصعوط بشغف مراهق.. يوما كنت خرمان .. بالجد خرمان.. صلاح السماك سافر الى الأبيض لزيارة خالته في الأبيض .. و أحمد الدلقان ذهب الى خشم القربة.. كنت أقرأ ماركيز بشغف .. و متعة طقوسية .. بالطبع قراءة ماركيز تحتاج صفاء لن تحققه لي الا سيجارة.. في تلك اللحظة اللعينة.. دخلت هويدا.. و كانت ترتدي بلوزة خضراء يا نعة .. و تنورة مشجرة .. أتكأت على الباب .. و قالت : معليش يا الكات .. مشغول و لا فاضي .. عشان تمشي معاي مشوار؟ قلت ببرود : مشغول جدا.. كانت هي تتأملني و تضحك بشدة.. تقهقه بصوت عالي .. و كنت أنا أنظر الي حذائي لأحدد المسافة بيني و بينه .. و كانت هي تدرك جيدا عن مخططي ذاك .. خطفت هي حذائي بسرعة و جدعته خارج الشباك.. ثم قالت : بلاش عوارة معاك .. لكن بالجد حاسة انك خرمان .. شكلك بيقول ده .. !! قلت بحنق : دينك و دين اهلك.. و لو خرمان انتي ح تعملي لي شنو؟ ردت هي على بنفس الشتيمة .. و قالت بلغة انجليزية واضحة: Let me tell you something .. don’t ever dare to underestimate me ..!! نظرت اليها مليا .. و قلت متراجعا : طيب يا الجنرال.. ايوه انا بالجد خرمان .. داير لي سيجارة .. تقدري تجازفي لي حاجة؟ ابتسمت هي .. ابتسامة زاهية ..و قالت : حاجة زي شنو مثلا ؟ قلت : حق سيجارة ..سيجارتين .. انشاء الله علبة.. ضمت هي شفتيها بخبث و قالت: ارحك معاي بيتنا .. قلت أغيظها : الدنيا نهار يا بت الناس .. ! لكمتني هويدا على بطني بقوة و هي تقول : ابوك على ابو اهلك.. انت كلب ولا شنو؟ ذهبنا .. و كانت خالتي حرمين تقلي البن بشهية .ز دخلت هويدا مباشرة الى غرفتها.. و مكثت أنا اتحدث الى خالتي حرمين .. بعد قليل .. نادتني هويدا قائلة : الكات عليك اللـه املا الجك موية و تعال.. ملأت الجك .. و دخلت عليها .. لم أصدق ما رات عيناي .. وقفت مشدوها و أنا أحدق ببلاهة في علبة البنسون الكبيرة و الولاعة الذهبية الفارهة التي تقبع بالقرب من كتاب غادة السمان " الجسد حقيبة سفر " .. أشعلت هويدا سيجارة لها .. و اخري لي.. و كنت أنا مرتعب .. ترتجف اوصالي كلها .. و تنتابني مبادئ الحمى.. ضحكت هي على حالي ..و قالت بصوت عالي : مالك؟ خايف من امي ؟ نظرت اليها بحنق و قلت : من متين قاعدة تدخني؟ ضمت شفتيها بسخرية و استهزاء و قالت: من اول يوم بديتو فيهو انت و السماك تدخنوا.. قلت ببلاهة بادية : و بتســفي؟ قالت بخبث : لأ.. دي حاجة مقرفة خالص ..! و أضافت : انتو كلكم جبناء .. قلت : كيف؟ قالت : اتحداكم لو أي واحد فيكم يقدر يقول لي انو ناس بيتهم عارفين انو بيدخن .. ! شفطت نفس من السيجارة بحذر .. و قلت بصورة أردت منها ابداء رغبتي في انهاء الحوار .. : عايني .. انا بديت ماركيز و بعد ما اخلص منو ح اباصي ليك قالت هي بتشفي : جبان.. حمار .. يللا غور من وشي..!! منحتني هويدا لحظتها خمس سيجارات فاخرة .. و خرجت.. و كنا فيما بعد نتقاسم كل علبة سجائر .. و احينا نخمس سيجارة.. و نواصل.. كبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فـــانــتــــــــــازيا: هــــــويــدا الجـنــــرال (Re: Kabar)
|
7. السيجارة و اشياء اخرى: 2.
يوما .. ما .. كان المساء جميلا .. و كنا .. أنا و هويدا ندندن .. هي تعزف على العود .. و انا أغني .. الأمسية كانت حميمة ..و لكن .. !! مددت يدي نحو كتفها .. كأني انفض الغبار عن طرحتها الحريرية .. طوقتها بزندي .. و لم تفعل هي شئ .. من حمقي ظننت أنها لا تمانع .. و هي بالمناسبة أكبر حماقة ارتكبتها في حياتي .. Because, I really underestimated her !! حاولت أن اقبلها .. رفعت هي العود بيني و بينها .. و كانت شفتي تلامس مفاتيح الأوتار .. أرتجفت اوصالي .. و تصبب مطر العرق هطال فوق جبيني .. صمتنا لحظة .. و كانت هي اطول اللحظات في تأريخ القساوة .. الغريبة .. ابتسمت هويدا بهدوء .. و قالت : انت صدقت انك فعلا جبان ولا شنو؟ صمت أنا تماما .. و لم تكن بي رغبة في الحديث .. ارتسمت تعابير غريبة و محايدة فوق وجهها .. ثم قالت : شكلك متوتر خالص..! و لم أنبث أنا بكلمة.. اضافت : عارف .. عندي ليك اقتراح .. رأيك شنو نقوم نتمشى ؟ و خرجت أتبعها .. صامت .. خائف .. و انا أحسب خطواتي المثقلة بالحرج.. دخلت هي منزلهم .. و عادة بسرعة .. و كنا نمشي .. الظلال الباهتة ..كانت تتراقص و تزيد من احساسي بالحرج .. الدوار كاد أن يهلكني.. توقفنا بعد مسيرة ساعة أمام منزل بعينه .. انتفضت كل شعرة في جسمي .. انتبهت لجغرافية المكان التي اعرفها عن ظهر قلب.. قالت الجنرال بحزم : هاك امسك .. ادخل اكشح وسخك ده .. و تعال خلينا نمشي نواصل غنانا ..! و كانت تمد لي برزمة من النقود.. تماسكت قليلا .. و قلت : لكن مش بالطريقة دي يا هبلة .. ! غضبت هي .. و انفجرت تقول : ليه ؟ مش نسوان؟ قلت : دينك و دين اهلك .. يا زفت الطين انتي .. المشكلة مش مشكلة نسوان.. وضعت هويدا يدها على خصرها .. و ارتعش صدرها من الغضب..و قالت: يا سلام يا سي الكات.. مش قبل شوية كنت بتفكر فيني كده؟.. مش قبل شوية حسيتني نسوان يا الكات؟ أدرت لها ظهري .. و كنت اخطو بسرعة تجاه الحي .. و كانت هي تركض من خلفي .. تشتمني .. تسبني.. تلعنني .. أمام دكان محمود الشناق .. تعاركنا تحت الإضاءة الخافتة .. فصل بيننا رجلان غريبان عن الحي .. صفعني احدهما بقوة و هو يقول : يا باطل .. يا قليل الحيا .. ما تخجل تقابض ليك بت ناس في نص الشارع ..! حقيقي .. لم أكن أدري بالضبط ما يمكن قوله ..
تدخل صوت هويدا الجنرال بكل جبروته و هدوئه.. و قالت : ده أخوي .. ! نظر الرجلان باستغراب و دهشة .. و أخذا يجيلان النظر بيني و بينها في محاولة مقارنة مفضوحة .. و رفعت هي ثوبها تغطي تقاسيم شعرها الطويل .. و زاد استغراب الرجلين.. قالت : ده شقيقي من امي ..! الجمت الدهشة نظرات الرجلين .. و كستهما علامة اللاتصديق..! قالت هي بحزم : البطن بطرانة يا اهل اللــه.. ! و مضينا .. ننفض عن خطانا اثر العراك المحموم .. بعد لحظت صمت قصيرة .. كنا ندندن و نغني بصفاء .. أمام بابهم افترقنا .. و قالت تودعني بتحية وداعنا المعهودة : تصبح على قيامة ليها ضل .. ! قلت : و انتي من اهلها .. عند الباب .. توقفت هي .. و عادة تسرع نحوي و هي تنادي :الكات .. الكات .. توقفت أنا بتعب عظيم .. و قلت بغيظ : شنو؟ .. الشنيني التمعط راسك .. قالت : الشنيني التمعط شعرتك .. ثم اضافت : عاين .. خليك جادي شوية .. انت زعلان مني ؟ قلت : خليك من زعلى .. اصلك فاقعة مرارتي من يوم ولدوك .. لكن ده ما المحيرني .. لكني المجنني و مطلع ديني .. انتي عرفتي المحلات دي متين و كيف؟ قالت بتشفي و انتصار : مش قاعدين تمشوا هناك يا كلاب بني مرة ؟.. كل يوم زايغين.. قال عندنا مؤتمر صحفي قال.. يا بتاعين المؤتمرات انتو..! قلت بنفاذ صبر : و بعدين معاك .. ضحكت هي و قالت : زريت الدلقان يوم .. و قلت ليهو الا توريني حكاية المؤتمرات الصحفية دي .. و بعد كفين مشى قدامي عدل .. قلت : انا عارف نفسي بمشي هناك بسوي شنو .. لكن انتي .. ! قالت بجدية : صاحبت بعض النسوان الهناك .. بالجد في كتار منهن .. شكلهن ما ده .. لكن .. ! قلت بسخرية : و انتي فاكرة نفسك ح تصلحي الحال .. يا فالحة ؟ مطت شفتيها .. و صفرت باستهزاء و قالت : طيب لو افترضنا.. لقيتوني يوم هناك .. ح تعملوا شنو؟ صفعتها بقوة على خدها الأيمن .. حتي كادت أن تسقط على الأرض .. و غصت في لحظة صمت بعدها.. محاولا أن أقي وجهي من ضربتها المحتملة .. الغريبة انها لم تضربني .. و لكنها قالت بهدوء عجيب لا يشبه تلك اللحظة : بس خليني أوصل ليك نقطة يا الكات.. كلكم جزم .. و منافقين .. ثم ذهبت .. و هي تنتحب .. و لم نذهب نحن من بعد الى تلك الأماكن .. و نواصل كبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فـــانــتــــــــــازيا: هــــــويــدا الجـنــــرال (Re: Kabar)
|
9. حق أدبي : كنا نتقاسم متعة الكتب.. الحكاوي .. و المغامرات اللذيذة.. كانت هويدا أحيانا تقرأ المسرحيات .. و تعرض علينا رغبتها في أداء ادوار بعينها بالمدرسة.. و كنا نقول لها رأينا بكل صراحة.. و نناقشها .. مرة .. جاءتنا و هي ترتعد غضبا.. و أخذت تشتمنا .. و تشتم ابائنا.. وقفت أنا أمامها.. و كان وجهي قريب من وجهها .. و قلت لها : عايني هنا.. مافي داعي للشتيمة دي ..روقي و اديها صنة .. و البقية كانت في غيهب صمت حذر .. لأنهم كانوا يتوقعون عراك عارم .. بعد صمت .. هدأت هويدا و قالت: مشرفة الجمعية الثقافية .. دايراني أقوم بدور المك نمر في مسرحية العبادي..! سكتنا برهة .. ثم قال السماك : فيها شنو يعني ؟ .. حد يرفض يبقى المك؟ قالت هي بسرعة : بس أنا ما راجل ..و ما عاوزة اقوم بالدور ده .. وجمنا جميعا.. في الواقع اندهشنا دهشة عظيمة.. قال الديك : القصة تمثيل يا الجنرال.. و ما في حد يقدر يقول ليك كده ولا كده .. قلت أسألها : انتي حصل حد حسسك بانك راجل ؟ قالت :ما في حد و لا يحزنون .. لكن بيني و بين نفسي ما مقتنعة بالدور ده .. قال حسين كلوكة ، متوسد التراب الدائم : عايني يا الجنرال .. عند ليك فكرة .. حبسنا أنفسنا جميعا .. فحسين دوما له أراء مبتكرة و مقنعة .. أخرج هو كيس الصعوط .. و كور سفة عاتية .. و أخذ يصلحها .. بصورة أشعرتنا جميعا بالرغبة في سفة..و وضعها تحت شفته العليا " شنقة " .. و اخذ ينفض الصعوط من يديه بتؤودة .. و قال : رأيك شنو ندي دور المك نمر للدلقان ؟ صمتنا دهشة .. و حقيقة لم نكن ندري ما يمكن قوله.. ثم واصل هو قائلا : نحن يا جماعة .. في أي منشط من مناشط مدرسة البنات دي .. قاعدين نمشي نجامل فيهو الجنرال.. و ياما عشان خاطر عيونها غامرنا و غامرنا .. لبسنا تياب امهاتنا و اخواتنا .. لمن ال غفر لينا .. و هي برضك خشت معانا كل مباريات دار الرياضة.. و في كل مرة سليمة.. يعني ياشباب.. باختصار مافي حاجة جديدة..!! قال السماك : بس دي جديدة يا كلوكة .. حضور العرض المسرح بيختلف من التمثيل فيهو .. قلت أنا بفضول : طيب يا كلوكه .. لو فرضنا انو قبلنا اقتراحك ده .. ح يتنفذ كيف؟ ضحك كلوكه و قال : بسيطة .. يوم العرض .. الدلقان يلبس ليهو توب من تياب اختو نجو السمحات ديلك..و يخش المدرسة و يعمل فيها صاحبة الجنرال.. قال الديك : و البروفات ؟ قال كلوكه : الجنرال تحضر كل البروفات.. و تعمل فيها المك نمر .. و نحن نعمل بروفات مع الدلقان في الحلة لغاية ما يحفظ دورو.. و يوم العرض يظهر ..
كانت فكرة كلوكه .. مجنونة بالنسبة لنا .. جنونها ينبع من جدتها و قةتها و مفارقتها .. تحمسنا لها جميعا .. و صعد الدلقان مسرح مدرسة البنات و أدى دور المك نمر .. بعد ذلك راقت لنا الفكرة.. و كانت هويدا تؤدي الدور النسائي في كل العروض التي تقيمها مدرستنا.. في مدرسة البنات .. كان يذاع اسمها في دور المك نمر .. و في مدرستنا كان يذاع اسم صلاح السماك في دور سهير .. بدلا عن هويدا الجنرال .. ذات يوم .. ثار الدلقان .. وحنبك حنبكة عظيمة .. و هو يطالب بحقوقه الأدبية المهضومة.. نواصل.. كبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فـــانــتــــــــــازيا: هــــــويــدا الجـنــــرال (Re: Kabar)
|
10. أســـنافيك :
تعاقبت الأجيال في دورة الحياة العادية .. و أصبحنا لا نستطيع الجلوس علي الطرقات و ممارسة سمر الليالي و حكاويها الجميلة .. و أفسحنا المجال لأخرين .. و ربما أخريات ..! في أيام الشهادة السودانية تعلمنا لعبة الوست .. و الهارت .. و كانت هويدا الجنرال في التشكيلة بصفة دائمة.. مرة كنا نلعب .. أنا و الديك في فريق .. و هي و السماك في الفريق الأخر .. ابتدأت التسمية مني .. فقلت : تسعة طويلة .. قالت هي : حداشر .. قال الديك : اطناشر .. و كان القبول هو قبول السماك .. فقال بسخرية لعبد الله الديك : ألعب يا كيشة البراري انت ..! و لعبنا .. و كانت المحصلة سيك .. غضبت هويدا .. غضبة عارمة .. و قامت .. و هي تقلب التربيزة في وجه السماك و تشتمه قائلة : يدوك سيك في قبولك يا غبي انت .. ! بعدها انهال ضربها علي أنا .. فلقد كنت ، ولازلت ، مذبلة غضبها الكبرى ..
بعد أيام اعتذرت لصلاح السماك .. و منها صرت أنا أزاملها بصفة دائمة ..
أيام الجامعة .. كنا نرجع الحلة في نهاية كل اسبوع .. نغني و نلعب الوست.. ثم ننسخ المناشير السرية و نقوم بتوزيعها حتى في الأماكن البعيدة .. و كانت أيام تعتلى الذاكرة بجمالها ..
بعد التخرج .. يوما كنت أشرب القهوة مع خالتي حرمين .. سكتت هي برهة .. و رشفت من فنجانها .. و قالت : عارف الجنرال دايرة تسوي شنو يا الكات؟ قلت بلا مبالاة : خليها تتنيل في ستين ألف نيلة.. عشان نستريح منها .. ! ضحكت خالتي حرمين و قالت : أنت جادي في كلامك ده ؟ بعدين خايفاك تاباهو.. قلت ك ايوه جادي .. بس خليها التقطع وشها ده مننا.. قالت خالتي حرمين : يعني .. انت عارفها دايرة تسوي شنو؟ قلت بغيظ : ما عارفها .. لمن بتك دي بتاعة كفاوي .. يا اخي دي اليوم الولدوها فيهو غطست حجر القمر .. قالت خالتي حرمين : الجنرال عاوزة تدخل الكلية الحربية ..! أنتبهت حواسي فجأة .. تلجلت في جلستي .. حتى اندلقت القهوة على قميصي .. قلت بلا شعور : كضابة ..! قالت بسهوم : و حياة وليداتي.. ووحياتك انت يا الكات .. شعرت بظعم القهوة بالجد غريب في مذاقي.. و خرجت .. الدوار تملكني .. قابلتها في مساء ذلك اليوم.. قلت لها بحنق حقيقي : يا زفت الطين انتي .. ليه مادايرة تقولي لي عن مشاريعك الهباب دي .. ضحكت و قالت : قصدك الجيش ؟ قلت : ايوه الزفت ..! قالت بهدوء : و انت مالك .. بيخصك في شنو .. دي حياتي و أنا حرة فيها .. المسألة مستقبل يا باشا.. قلت : الجيش ما فيهو مستقبل يا هويدا .. صمتت هي برهة .. و قالت : انت عارف .. انو ناس بيتنا عاوزين يعرسوا لي واحد من البلد زي و زي فاطنة اختي ؟ قلت : بطلي انصرافية.. و خلينا في موضوع الجيش .. قالت : موضوع الجيش محسوم .. و أنا ما ح أتزوج من البلد .. ! أحسست بالضحك يملأني .. و قلت لها بسخرية : أما حتة نسوان.. ! صفعتني هي بقوة .. ضربة لم أتمكن من تفاديها .. و أضافت بغضب حقيقي : انت فاكرني بستجداك ولا شنو .. يا فقر انت؟ و كنت أنا ادعك صدغي من شدة الألم .. قلت : انتي عارفة يا الجنرال .. المحيرني .. طيلة السنين دي .. لا اتلوى لي حنك .. و لا اتكسرت لي سن .. ! الغريبة ضحكت هويدا بصفاء ادهشني .. و قالت : " المرة كن بقت فاس .. ما بتشق راس " أبقى راجل و قولها!! قلت : انتي عارفة كويس.. الرجالة معاك تب مافيها بصارة .. صمتنا لحظة .. قلت و أنا استجمع كل قطرة جرأة في دواخلي : ما تجي نحب بعض و نخلص .. ! قامت هويدا الجنرال .. كأنها لم تسمعني .. مشت خطوات .. ثم عادت كأنها تذكرت شيئا .. و ركلتني حتى انطرحت أرضا .. و أمتدت قامتها فوقي .. طويلة .. تلامس النجوم .. كالمارد العظيم .. و قالت : تحبك الشكولاتة..! ثم مدت لي يدها تساعدني على النهوض .. كانت يدها دافئة .. قوية .. ضغطت على يدي بصورة مؤلمة .. قلت ضاحكا : حيلك .. انتي قايلة نفسك خلاص سوك جنرال ولا شنو.؟.. و مضت و هي تقول : بكرة المسا .. ح نغني مع بعض .. أوعك .. تمشي تطين لي .. و تصبح على قيامة ليها ضل .. ! قلت : و انتي من أهلها ..
حينما رقدت على سريري .. أمتلأت مخيلتي بصور عديدة لوجه هويدا الجنرال .. تتالت الصور عبر السنين .. حينما كانت تطاردها ضفائرها بمرح .. و عندما تعلمت ارتداء أردية الجينز لأول مرة .. و حينما سلفتها ردائي الأسود سرا .. ويوم أن كفكفته .. , انخرطت تعجن معنا ملطم الطين .. و نحن نبني حائط جارتنا العجوز حاجة الرضية .. و ايام كانت تحفر معنا و نحن نجهز صيوانات الفرح .. و البكاء .. و هي تشاركنا في سلخ الخرفان.. و زراعة أحواض الأزاهر و الورود.. و تشجير الحي .. و يم أن ضبطتني و أنا أمد برسالتي الي منال في اول الحي.. و كيف أنها صفرت ، وقتها ، بصوت عالى .. و جعلتني أعدل تماما عن كتابة أي خطاب لأي فتاة كانت .. مشاريعنا عن تأسيس فرقة جاز .. و أنجاز قيم نحلم بها .. في كل ذلك هي حاضرة .. حاضرة بقوة .. كانت مننا .. و في نفس الوقت لم تنسى في يوم من الأيام انها امرأة ..! راجعت معها خطابها الوحيد الى عبد العظيم الوجيه .. و كنت أقول لها .. أنا اخبرك بما يحتاج الولد سماعه من البنت .. و انكسارها الكبير .. يوم عرفت ان عبد العظيم ذاك يراسل الكثيرات .. و ربما يفعل معهن .. ما لم تستطع فعله هي .. تحدر خيط الدمع مني .. و أنا أغوص في تلك الغياهب .. كنت أنتحب .. و اشهق بحزن حارق .. و خوف عظيم .. و كانت هي تقف فوق رأسي .. لآ أدري متي تسللت نحوي .. قلت : أرجعي نومي .. قالت همسا : بتبكي مالك؟ قلت بصدق : بفكر فيك .. ! قالت: بجد .. قلت : بجد طبعت قبلة على خدي الأيسر .. و تسللت .. و أنا أحس بفيض الدمع الذي بلل نهديها حرقة ..
و نواصل .. كبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فـــانــتــــــــــازيا: هــــــويــدا الجـنــــرال (Re: Kabar)
|
11. مـؤتمـر عائــلي :
صحوت يوما .. في منتصف النهار .. على جلبة و ضوضاء .. أقتربت مني أمي .. تحثني على استقبال القادمين .. أستقبلناهم .. بعد يومين اجتمعت الأسرة على أمر .. قالت أمي ، تفتح الجلسة : خالتك خديجة دي .. أبو وليداتها اتوفى السنة الفاتتة.. قلت : البركة فيهم .. و الفقد واحد .. قال أبي بصرامة : و خلى ليها البنات في يدها.. أعترتني حالة توجس غريبة .. و قلت بسخرية : و المطلوب مني شنو؟ أتزوجها مثلا ؟.. كسا الغضب ملامح أمي .. و أستدركت أنا بسرعة معتذرا : معليش .. أنا كنت بهذر يا حاجة .. قال أبي بصوت جهور : تتزوج بتها الكبيرة عفاف ..!! شعرت بالدوار .. و هذيت بكلام كتير .. و قلت فيما معناه .. نحن في عصر جديد.. و قيم جديدة.. , أساليب حياة مختلفة .. و لم يهتم أحد بما قلت .. و جاءني صوت أبي هادرا : العقد يوم الجمعة العصر باذن اللــه .. ثم خرج الى صلاة العشاء .. قالت شقيقتي أماني ، و هي تهمس : الكات .. خليني أقول ليك حاجة .. أوعك تحاول تضحي بحياتك .. قلت ، بعد أن اختنقت بسيل من الشتائم و السباب : المشكلة يا اماني .. أنا بقدر أقيف معاك .. لكن منو البيقدر يقيف معاي ؟ قالت بقلة حيلة ظاهرة : خليك أمين على حاجاتك .. ثم مضت منصرفة .. عند باب الصالون قالت بترجي : أنادي ليك الجنرال ؟ قلت بحسرة : دي اللحظة الوحيدة .. الماعاوزها تشوفني فيها ..!! و لكن الجنرال .. كانت لها حس قوي بالأشياء .. خصوصا أشيائي الصعبة .. كانت تقف بقوامها الفارع عند باب الصالون .. تبدت سطوة جمالها أكثر وضوحا ..و كانت تضحك بتشفي ..و قالت تسألني : أدخل .. ولا مشغول ؟ قلت بتوتر .. و أنا أفتش عن سيجارة : مشغول جدا.. مشغول جدا..جدا .. أخرجت هي علبة البنسون من شنطتها .. , أشعلت لي .. و لها سيجارة.. و كنا ندخن في صمت مرير.. قالت : انت عارف يا الكات .. دايما.. في موجة أقوى من شكل المجاديف .. ! و لم أقل أنا شيئا .. ثم و اصلت : ما تفتكر نفسك انكسرت .. لكن صدقني .. القراية .. الكتب .. النقاش .. الحوار .. الفهم .. ده كلو كوم .. و سلطة الواقع كوم تاني براهو ..! قلت بحنق : انتي في زول قال ليك أنا محتاج للرغي بتاعك ده ؟! صمتت هي برهة .. و قالت : أبدا .. ما اظني محتاجة عشان حد يقول لي .. قلت : ممكن تتفضلي تمشي ..! ضمت شفتيها بسخرية .. و قامت تمضي .. حينما بلغت الباب .. عادت .. أحتوتني بقوة في أحضانها .. و طبعت قبلت على شفتي .. و همست قائلة : خليها تمشي .. شكلك صعب خالص .. ! ثم خرجت .. و هي تقول : أبيت ما ح أعرسك يا الكات .. !! و كنت أنا .. أحس بالدمع الحار يملأ وجهها .. بكت هي بحرقة .. و لأول مرة في حياتي .. أراها تبكي بمرارة .. ! و نواصل .. كبر
..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فـــانــتــــــــــازيا: هــــــويــدا الجـنــــرال (Re: Kabar)
|
12. اٍدارة داخليــــة :
تزوجت أنا من عفاف ابنة خالتي خديجة .. و كانت حياة .. لآ أدري بالضبط كيف أصفها .. و لكني بيني و بين نفسي.. كنت أسميها.. مدارج الإنكسار و تعاريج الزمن الخراب .. و لم تتزوج هويدا الجنرال .. أخرج الى العمل .. أعود.. أنزوي .. , اعيد ترتيب مفاصل الوهم في عالمي الضيق .. الذي صار يتسلل مني خلسة نحو مدارات الفناء .. لقاءاتي مع الأصدقاء صارت قليلة .. و شبه سنوية .. و هويدا الجنرال تحس بمأساتي .. و تطل بين الفينة و الأخرى .. تملأ خلواتي و خوائي بالأنس الحميم.. أعترف أن ما تبقى من حياتي .. أصبح له معني واحد : أن أنتظرها تجئ .. !! و المأساة .. انها دوما كانت حاضرة .. أحيانا تذكرني بضرورة الإنضباط في شكلي / مظهري المنحدر نحو الإهمال .. تملأني بالحضور المرعب .. تشغل نفسها بالجيش .. و لكنها كانت تجئ في أكثر اللحظات غرابة .. ذات مرة .. كان اليوم جمعة .. زارتنا هويدا الجنرال في الصباح .. جاءت لتفطر معنا .. نظرت اليّ مليا .. و مطت شفتيها بخبث .. و قالت : لكن ما المؤتمرات الصحفية عند يا الكات ..!! أندهشت أنا .. و قلت بزفرة حرى : انتي لسه متذكرة..!! بالجد كانت .. كلماتي تلك جارحة .. و ابتلعتها هي بصمت .. و حاولت أن تضفي مرح على شكل الحوار .. و قالت : ح تجيب بت.. و أنا ح أختار اسمها .. فاهم ..! و كانت طفلتي ســــهى .. الغريبة بعد كل ليلة حاسمة .. تجئ هويدا في صبح اليوم التالي .. و تخبرني بالمولودة القادمة ..!!
في اجازات الأعياد .. نسهر الليالي .. و نلعب الوست .. و كنا نضحك على ما فعله عبد الله الديك بهويدا الجنرال في بداية حياتها العملية في الجيش.. فلقد كان يسبقها في الكلية الحربية .. و تخرج قبلها بسنوات .. لأنه حسم أمر الجيش بدءا .. و لم يذهب الى الجامعة .. كان الديك يضحك و يقول : عارف يا السماك .. أول ما الكات وراني ليك بقرار الجنرال و انضمامها لمؤسسة الرجال الجدجد.. ما صدقت ..! و بقيت حايم ليك معسكرات التدريب معسكر .. معسكر .. لغاية ما حددت ليك موقعها .. و بقيت كل أسبوع أشدها ليك اٍدارة داخلية .. لمن آمنت و عرفت حاجة .. ! و كنا نضحك بصفاء من تلك القصة العجيبة .. و الجنرال أكثرنا مرحا و صفاء ..
يوما ما .. في بداية تخرجها من الكلية الحربية .. كنا نلعب الوست.. كالعادة ..هي و أنا في فريق .. و الدلقان و الديك في الفريق الأخر .. و أنتصرنا عليهما .. و كانت هي بكل براءة تمارس هوايتها المحببة في الغيظ و المكاواة .. فجأة هب الديك واقفا .. أنتصبت قامته في وقفة عسكرية صارمة .. و قال موجها كلامه لهويدا : انضبط يا ملازم أول.. ! قامت هويد بكل جدية و انضباط.. و أدت التحية العسكرية .. و قالت : أمرك سعادتك .. قال الديك بنفس اللهجة الصارمة يأمرها : خلف دور .. ! خبطت هويدا قدمها اليمنى بقوة على الأرض و استدارت دورة كاملة .. قال لها الديك : الى الأمام معتدل مارش .. ! كنا نراقب الأمر بمشاعر متضاربة.. و سارت هويدا بخطوات ثابتة الى غاية منتصف دائرة الحوش .. ثم أمرها الديك بالتوقف .. كانت الشمس حارة .. و هويدا ترتدي بلوزة حريرية وردية اللون .. و تنورة حريرية سوداء .. و ربطت خصلاتها بطريقة ذيل الحصان .. شعرت أنا بحنق من فعلة الديك تلك .. و كنت أحسها اهانة .. فنحن جميعا أصدقاء .. و بيننا المقالب و الأحابيل.. و لكننا صرنا في عمر .. خلته لا يسمح بالحماقات .. بالرغم من ان عراكي معها لم يتوقف يوما .. و لم تعدل السنين في وسائله أو تهذبها .. " نفس الركل .. الضرب .. الشتائم .. المكاواة " .. حدقت في الديك بغيظ .. و أنا أقول له : مافي عدالة في القصة دي .. و مدام الأمر أصبح كده .. بلاش وست ولا زفت .. ! و لم يهتم الديك باٍفادتي تلك .. قال الدلقان هامسا : أحي أنا.. خلاص الحب قام بيك .. ! و لم أهتم أنا باٍفادة الدلقان المغيظة .. و مشيت نحو هويدا .. وقفت أمامها .. , أنا أقول : خلاص أمر الجيش اتنفذ .. يللا خشي جوه .. الحر دي ح تطلع دينك .. ! و كانت هي تقف بشموخ .. و صدرها يعلو .. و يهبط مع أنفاسها بانتظام .. و ساقيها تشتد كالصولجان .. بالجد كانت جميلة .. ! و لم ترد على اٍفادتي تلك .. بل بدر لي انها لم تسمعها أساسا..و كنت في غاية الحرج .. جذبني السماك من طرف قميصي.. و خرج بي .. ثم قال : انت زول ملكي ساكت .. و ده جيش يا أبوي .. يعني ح تخسر الديك و الجنرال أوانطة ؟ .. خليهم يا اخي يسوا البيعجبهم .. ترقرق الدمع في عيني .. و أنا أقول : لكن دي هويدا يا السماك ..! و عدنا .. بعد ثلاثة ساعات .. أمر الديك هويدا بالإنصراف .. كنت أخالها ستسقط من الإغماء و الدوخة .. و لكنها كانت قوية.. قوية بصورة أعجبتني وبددت ما بدواخلي من ارهاق .. ! جلست هي باٍحترام .. و مارسنا صمت ملتبس .. ثم أخرج الديك .. علبة البرنجي من جيبه .. و عزمنا على سيجارة .. و حينما مرت العلبة أمام هويدا .. أعتذرت بلباقة و قالت : شكرا سعادتك .. ما عاوزة أدخن ..! و كلنا كنا .. ندرك أنها فعلا متوترة .. ضحك الديك .. ضحكة هادرة .. يبدد الوجوم .. و قال يخاطبها : يا بت انتي عويرة ولا شنو ؟.. القصة خلاص انتهت .. ! قلت لعبد اللـه الديك : لو شكل الجيش كده.. تاني ماعاوزين كتشينة .. ! شفط الديك نفس من سيجارته ببطء .. ليطيل المتعة .. و قال : المسألة في غاية البساطة .. و ما تعقدها .. و تعقدنا معاك يا الكات .. ! أحست هي بضيقي .. و ضحكت بدبلوماسية .. بعد أن أشعلت سيجارة من علبتها الخاصة .. و قالت : أما حتة ملكي متخلف .. ! قلت :أنا جادي يا جماعة .. ! قال الديك : انت عارف كويس يا الكات .. أنو الجنرال دي ما قاعدة تدخن من علبة أي زول .. و لو افتكرتها حردلنة سيجايري .. تكون جيت فيها الطيش .. و بعدين معاك .. هي سعيدة .. و أنا سعيد .. و دي ما ح تفهمها الا لمن تكون في الجيش .. ! قلت بغضب : كسم .. الجيش .. !! قالت الجنرال بخبث : يا ساتر .. حاسب على ملافظك .. معانا شفع ..
و نواصل.. كبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فـــانــتــــــــــازيا: هــــــويــدا الجـنــــرال (Re: Kabar)
|
13. البيان رقم واحد : 1.
هيه .. هيه .. الكات هوي .. قوم بسرعة .. أصحي يا الكات .. كان اليوم صباح جمعة دافئ .. و النهار صافي .. تملمت أنا و أنا أستعدل رقدتي .. و قلت لعفاف : يا اخي الليلة الجمعة .. خليني أنوم شوية .. قالت : قوم تعال أسمع .. قلت من خلال النعاس : أسمع شنو؟ .. خلينا من جاكاتك دي يا عفاف.. و أضفت : عارف .. ح أحمي ليك البنات .. و أكوي الهدوم .. بس بعدين .. قالت باصرار : انت ما عارف الجمعة بيحصل فيها شنو في البلد دي ؟ قلت ، و انا أتقطع غيظا من اصرارها العجيب على الكلام: عارف .. محاضرة البروف عبد الله الطيب .. حقيبة الفن .. صلاة الجمعة .. و سوق الجمعة .. ! قالت : و الإنقلابات يا شاطر .. ! أنتبهت حواسي كلها .. و قفزت كالملدوغ .. و أنا أتعثر بغطائي .. و كانت عفاف وقتها .. قد وصلت الصالة .. و هي تجتهد لكي تضبط التلفزيون بيد .. و بالأخرى مؤشر الراديو .. هرولت نحوها .. و أنا اتســاءل : عندك فكرة دي ياتو قوة ورا الإنقلاب ده ؟ قالت بسهوم : هويدا الجنرال قلبت الحكومة .. ! أبتعلت أنا غيظي .. و عدت الى سريري .. و سحبت الملاءة لأحكم الغطاء حولي .. و أنا أقول : خلاص يا ستي .. بعد ما هويدا تخلص من قراية البيان الأول .. صحيني .. عشان أشاهد كورة البرازيل مع ايطاليا .. ! ثم أضفت بصوت عالي : بعدين معاك .. أنا من هسع معارضة .. ! أرتفع صوت التلفزيون .. و أنسابت النبرات قوية و هادئة .. صوت أعرف معالم نبراته عن ظهر قلب ووعي و ذاكرة .. يسري .. و يتخلل ثنايا الحس كلها في جواي .. قمت .. جلست .. رقدت .. ثم قمت .. ! و كنت أستمع اليها .. " باسم الله .. و باسم الوطن .. و باسم شعبنا الصابر الأبي .. اليوم ، و في خطوة تأريخية .. أنحازت قواتكم الباسلة الى صوت الشعب ..... ... ..." نفس النبرة الأليفة اياها .. و كانت هويدا تتلو قرارات البيان الأول .. التي قضت بحل جميع الأحزاب السياسية .. و النقابات .. و غيرها من منظمات ذات طابع سياسي .. ! كنت أدخن بقلق .. و أنا أتابع .. أجهزت على علبة البنسون الكبيرة في أقل من نصف ساعة .. و كانت عفاف .. فرحة و هي تقول : بختك .. ح يسوك وزير !! و لم أكن أنا في لحظة تمكنني من ممارسة المرح .. أعلنت هويدا الجنرال .. حالة الطوارئ في كل البلد .. و حظر التجول في كافة انحاء العاصمة.. بعد ساعة .. ذهبت أنا الي صلاح السماك .. و كان يغتسل بالحيرة .. قلت : يللا نشوف عبد الله الديك .. و جدنا منزل الديك يغوص في الصمت المتسائل .. و قالت لنا زوجته خالدة : الزول ده مرق قبل اسبوع .. و ما رجع البيت .. وما عارفين الحاصل عليهو شنو .. خرجنا .. و ذهبنا الى منزل خالتي حرمين .. وجدناها تبكي بحرقة .. تسكلب .. تولول في مناحة عظيمة .. طيبنا من خاطرها .. و قلت أطمأنها : الحركة نجحت .. و مافي عوجة .. و هويدا كويسة .. و انشاء الله يومين كده .. و تمر عليك .. قالت ، بيأس من خلال الدموع : حلفتك بالنبي يالكات .. يا ولدي .. هويدا..دي.. انت كنت عارفها بتسوي في شنو؟ أشعلت أنا سيجارة .. و قلت : والله يا خالتي حرمين .. ما كان عندي أي فكرة .. لكن خير انشاء الله و مافي عوجة ح تحصل ليها .. ! و أنفجرت خالتي حرمين تعاود البكاء بمرارة و هي تقول : البت دي جنت .. !
ونواصل.. كبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فـــانــتــــــــــازيا: هــــــويــدا الجـنــــرال (Re: Kabar)
|
Quote: قامت هويد بكل جدية و انضباط.. و أدت التحية العسكرية .. و قالت : أمرك سعادتك .. قال الديك بنفس اللهجة الصارمة يأمرها : خلف دور .. ! خبطت هويدا قدمها اليمنى بقوة على الأرض و استدارت دورة كاملة ..
|
صديقي كبر هويدا الجنرال قصة رائعة ، لكن طابور هويدا في البيادة ـ زي الزفـت ـ .. * وقفوها انتباه .. وقفت .. جاها الندا : - خلف دور تقوم تخبط رجلها اليمين و بعدين تدور ؟ .. دة كلام زول أديب ـ دلقان ـ ساي .. الحركة معكوسة فهي تدور اولآ و من ثم تخبط رجلها .. تحياتي ليك ، واصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فـــانــتــــــــــازيا: هــــــويــدا الجـنــــرال (Re: Kabar)
|
13.البيان رقم واحــد: 2.
بعد أسبوعين .. عادت هويدا الجنرال الى البيت .. و في معيتها مدرعات .. و جنود .. و أرتال من الحرس الخاص .. و كنت أنا .. أتحسس الجلبة العارمة التي أعترت الحي .. و لم أخرج .. شعرت بالرغبة الجارفة في الإنزواء في اخر ركن من دواخلي .. ! وكانت عفاف .. مبهورة بما تسمع ..و ترى .. و ما يحدث جملة بعد ساعة .. كانت هويدا الجنرال تقفز من فوق الحائط الفاصل بين منزلهم و منزلنا .. لمحتها من الشباك المقابل .. ضحكت في نفسي.. و قلت .. هي .. هي .. لم تتغير بعد .. ! عانقتني بلهفة هادرة .. احتويتها بين أحضاني ..و أنا أقول : كتلتيني بالخوف عليك .. ! قبلتني بعنف .. و جلسنا في غرفتي .. بعد أن أحكمت هي اغلاق بابها .. سألتها : عندك فكرة انو الديك وين ؟ ناس بيتهم قالوا ثلاثة اسابيع ما لامين فيهو .. ! قالت هي بابتسامة عريضة واثقة : الديك اتلحس زمان يا الكات .. و دونما أشعر .. أخذتها من تلابيبها .. و صفعتها في وجهها .. دفعتني هي بقوة الى الخلف .. و تحسست وضع الطبنجة القابعة على خصرها .. شعرت أنا بأن الموقف يبدو أكثر جدية .. أقتربت منها .. و نفضت أثار يدي من على بزتها العسكرية الزاهية .. و قلت معتذرا : آسف جدا يا سعادة الريس ! حدقت هويدا في وجهي مليا .. مطت شفتها ..و ضمتهما .. و أخذت تقبلني و هي تقول : آسف شنو يا الكات .. ياود ما تبطل حركات معاك .. و من متين كان بين الإعتذارات ؟ قلت أنا بخبث أغيظها : بعد اصلاحك لو ضع الطبنجة .. ! اكتست ملامحها بحزن .. و حسرة .. و ندم حقيقي .. و صمتت ثم قالت : أرجوك ما تفهمني غلط .. ! صمتنا .. هي تحدق فيّ برعب .. و أنا أتأمل المكان .. كأني أراه لأول مرة في حياتي .. قلت باٍنصرافية تامة : ممكن تتزوجيني .. ؟ قالت بسخرية : و بعدين معاك .. يللا فضفض .. قلت : نتزوج .. و نسيب البلد دي .. قالت: أها و بعدين .. قلت : تنسي قصة الثورة دي خالص .. صفعتني هويدا بقوة .. و طرحتني أرضا .. ووضعت بوتها اللامع على صدغي .. و هي تضم تنورتها العسكرية بيديها.. حتى لا أرى أنا ما لا تجب رؤياه .. و قالت بتشفي : انت حمار .. طول عمرك جبان .. و عمرك ما ح تكبر .. ! ثم رفعت الحذاء العسكري عني .. و هي تقول قوم .. تقوم نار في شعرتك .. ! ثم أضافت بدمعة حقيقية و هي تقول : مافيش واحدة في الدنيا دي .. تقدر تتزوج ليها زول ساكن في جواها زي لعنة أبدية .. ! و صمتت هي .. و كنت أتأملها بحزن.. بعد قليل .. عدلت هي من نبرة اليأس تلك و قالت : الديك مشى أسمرة عشان يقود حركة عسكرية مناوئة .. و ما ح يقدر يسوي التكتح .. البلد دي عمرها ما بتتغير من بره .. التغيير لازم يكون من جوه ..!! قلت ببلاهة ظاهرة : و ح تسوا شنو من مع ناس التمرد ؟ أشعلت هويدا الجنرال سيجارة.. ثم شفطت نفس ببطء.. و قالت : الجنوب حركتهم ح تتغير من جوه .. و عندنا ناس ح يعملوا فيها ثورة داخلية .. ! قلت : دقيقة .. دقيقة .. يا الجنرال .. واحدة .. واحدة .. يعني انتو عاملين انقلاب في الحكومة ..و ح تعملوا واحد في الحركة الشعبية كمان ؟ قالت بجدية ارعبتني : ثورة يا جزمة .. ثورة مش انقلاب .. و لو فضلت تفكر بالصورة دي .. عمرك ما ح تتقدم شبر .. ! قلت : و منو ح يقود ثورة داخل الحركة الشعبية ؟ و نظرت اليها .. بكل ما أوتيت من سخرية .. ابتسمت هي و قالت : المرة لو بقت فاس .. ما بتشق راس .. أبقى راجل و قولها .. ! قلت : يعني .. قصدك .. أفهم من كده انو .. في جنرالاية .. واحدة تانية .. برضك ح تقود ثورة في حركة التمرد ؟ تهللت أساريها بفرح طفولي .. و قالت : أيوه .. عليك نور .. ما هو انت كويس .. ليه جادعنك كده ؟ قلت باستهزاء : شكرا سعادة الريس .. ! ابتسمت هي .. و قالت : بس مشكلتك ما متابع الأخبار كويس .. قلت : كيف يعني ؟ قالت : التصحيح تم .. في الحركة الشعبية .. و في داخل حركات تحرير دارفور الخمس.. يعني على قولك .. الجنرالايات استلمن الأمور هناك .. ! قلت : بتتكلمي جد ؟ قالت : زي ما بقول ليك .. ! قلت : طيب و الأمريكان رأيهم شنو ؟ ضحكت هويدا الجنرال بصفاء .. و قالت : قصدك مجانين البترول .. ديل فصلوا من زمان .. ده انجاز عالمي بالنسبة لحركة حقوق النساء .. و كل المنظمات .. و ناشطي حقوق الإنسان رحبوا بينا .. ! قلت : But its kind of dictatorship .. لكمتني هويدا الجنرال على وجهي بقوة .. و قالت تشتمني : Man ! f.. you! كان خيط الدم يسيل من شفتي السفلى .. و فكرت أن أرد عليها .. اللكمة بأخري فوق نهدها .. و لكني تراجعت عن تلك الفكرة .. و قلت لها : انتي عارفة.. أنا كان ممكن أرد عليك الضربة .. وأسيّح دمك .. زي ما سيّحتي دمي .. لكن انتي بقيتي عنوان لشعب بحالو .. ! أعتدلت الجنرال.. و ابتسمت باٍنتصار و قالت : أحيّ فيك حسك الثوري العميق .. و خرجت .. و نواصل كبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فـــانــتــــــــــازيا: هــــــويــدا الجـنــــرال (Re: Kabar)
|
صــديقتي ملكة ســبأ .. حبــابك كتر خيرك على حسم صديقنا الطيب بشير .. و كلهم كده يا ملكة .. يشوفوا الفيل و يطعنوا في ضُـــلو.. وصيتي ليك ما تقري الفانتازيا دي مع الصباح .. و ننتظر قولك في بعد اٍنزال أخر جزء .. لكن ممكن تساعدينا بالمتاوقة ساكت و دمتِ يا صديقة كبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فـــانــتــــــــــازيا: هــــــويــدا الجـنــــرال (Re: Kabar)
|
14. في قصر الرئاسة: 1.
اٍعتكفتُ في منزلي .. لمدة ســنة بكاملها .. أشاهد هويدا الجنرال في التلفزيون و الجرائد العالمية و المحلية .. توقفت العمليات المسلحة في كافة أنحاء البلاد.. و صارت حركة الحياة دورية .. ذات اٍيقاع متناغم و هادئ .. مشاريع ..بناء .. أحلام تأخذ حيزها على أرض الواقع .. ملامح تغيير اٍجتماعي كبير تتلبس سحنات الناس جميعا .. و قد كست وجوههم تعابير تسامح واضحة ..
ذات ظهيرة .. كنت اطالع تقرير الأمم المتحدة عن الأوضاع في السودان .. أحاديث متفرقة عن بداية النمو المتسارع الخطوات في السودان.. و لهفة العالم المترقب .. و هو يتأمل بحيرة و شغف عارم لما يحدث هنا .. سمعتُ طرقا خفيفا على الباب .. خرجتُ .. وجدتُ مدرعتين تقفان بالقرب من الباب .. نظرتُ الي الشمس لأحدد موقعها من خارطة النهار .. و قلتُ في نفسي : فيما سبق كانت مثل هذه الأشياء تحدث في اخر الليل.. و لكن! أرتبكتُ بشدة .. قالت لي ضابط برتبة رائد : انت عصام مختار الشهير بعصام الكات ؟ قلتُ متلعثما : أيوه أنا .. قالت : ممكن تتفضل معانا .. عاوزنك دقيقة .. ! طنطتُ بحنق و أنا أقول : طيب .. انتو فرقكم شنو من الغيركم .. ! لكمتني بالدبشــك على بطني .. و قالت بحزم : تمشي معانا .. و لا .. و قبل أن تتم بقية عبارتها .. قلتُ : حاضر .. أمشي معاكم .. !
طافت بي العربة معظم نواحي العاصمة .. و كنتُ أتأمل الشوارع النظيفة .. التي لبستْ حلة من الإخضرار و اليناعة الزاهية .. و خطي الناس المنتظمة في تراتيبية هادئة وواثقة .. ! و نواصــل.. كبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فـــانــتــــــــــازيا: هــــــويــدا الجـنــــرال (Re: Kabar)
|
14. في قصر الرئاسـة: 2.
أخيرا دلفتْ بي الى القصر الجمهوري في شارع النيل .. و دخلتُ .. طبعا لأول مرة في حياتي أدخل هذا المكان .. وضعوني في غرفة ملحقة بمكتب الرئاسة .. في البدء خلتها ، من فرط أناقتها و نظافتها ، أنها غرفة هويدا الجنرال .. و لكن فيما بعد تأكد لي .. أنها غرفة للحبس .. زنزانة من طراز فاخر جدا.. زودتني الجنرالاية ، التي جاءت بي من البيت ، بصحف المســاء .. و أندهشــتُ أنا .. اٍبتسمتْ و هي تقول: شــكلنا طيبات و بنات ناس .. مش؟ قلتُ : القصـة مش كده .. ! قالتْ : طيب و القصة شنو؟ قلتُ : مندهش .. أول مرة أعرف انو صحف الخرطوم بقت عندها طبعات مســائية .. ! اٍبتسمتْ هي .. و عضتْ على شفتيها بدلال باهي ، لا يتناسب قط مع البزة العسكرية .. ثم غمزتْ عينها اليمنى و هي تقول : سعادة الريسة .. ح تكلمك بعد شوية .. و خرجتْ .. أندمجتُ أنا في قراءة الصحف .. أكتشفتُ أن لهجتها أصبحتْ غريبة بالنسبة لي .. غرابتها تكمن في موضوعيتها ..جديتها .. و قوة و تنوع طرحها .. و ألغرب من كل ذلك .. اٍختفتْ صورة هويدا الجنرال من صفحات الواجهة تماما .. ! في غمرة اٍنهماكي في تلك القراءة .. دخلتْ عليّ سعادة الرئيسة هويدا الجنرال.. ! كان التعب باديا عليها .. أحكمتْ اٍغلاق باب الغرفة .. ثم رمتْ بطبنجتها بعيدا .. و خلعتْ حذائها ..و أرختْ جدائلها السبيبية اللدنة .. ثم غســلتْ وجهها .. قالتْ بوجوم : البركة فيكم في الديك .. !! أشحتُ أنا .. الصحيفة عن وجهي .. و قلتُ : خلاص بدينا .. يللا يا فالحة أغمرينا بوجه ديكتاتوريتك الكالحة .. ! قالتْ بنفاذ صبر : أرجوك ما تفهمني غلط .. المسألة مش كده.. حصل خطأ يا الكات ..! قلتُ باٍستهزاء : يا ســلام .. بس أوع يكون technical fault ..! و أنفجرتُ أشتمها .. و علا صوتي قليلا .. و جاءت جنرالاية برتبة مقدم تهرول نحونا و هي تتوشح مدفعها سري الطلقات .. و أدتُ التحية العسكرية باٍنضباط تام .. ثم قالتْ تخاطب هويدا:اٍنشاء اللـه خير سعادتك .. في حاجة ؟ أعتدلتْ قامة هويدا و بادلتها التحية العسكرية و هي تقول : لأ .. ما فيش .. ! قالتْ المقدم : بس الأمن شكلو ما مستتب .ز ! قالتْ هويدا بحزم : مافيش .. ! صمتتْ المقدم بحيرة .. و تراجعتْ و هي تغلق الباب من خلفها .. صمتنا .. أنا و هويدا .. قلتُ لها بيأس : طيب .. أنا منتظرين بي شنو؟ .. ما تقضوا عليّ و ترتاحوا مني .. ! قالتْ هي بعصبية : المسألة مش كده يا الكات .. الديك .. اٍنفجر بيهو لغم في مناطق الحركة الشعبية السابقة .. ! قلتُ بحنق : طيب ما ياهو كضبكم مالي الجرايد.. و بتقولوا عندم كم فريق دولي قاعد ينزع في الألغام .. قالتْ : مافيش كضب يا الكات .. و المسألة دي ما بتم بين ليلة و ضحاها .. الحتة المات فيها عبد الله .. تابعة لفريق عمل نيرويجي .. و حكومتهم قدمت لينا اٍعتذار رسمي .. و عرصت تعويض أسرة المرحوم .. نحن قبلنا الإعتذار و رفضنا التعويض .. ! قلتُ بمرارة : يا ســلام .. ! قالتْ هي بمرارة أشد : التعويض مسئوليتنا نحن .. و لو تابعت الأخبار .. الحكومة السودانية اٍعتذرت للشعب السوداني بصفة عامة .. و لأسرة الديك بصفة خاصة .. عن الحصل ليهو .. و كرمناهو .. و رقيناهو لرتبو لواء .. و باقي الأمور جارية .. ! قلتُ بحسرة : بس ده ح تفيد في شنو ؟ اٍنجدرت دمعة دافئة على خد هويدا الجنرال .. و قالتْ : انت فاكر اٍنو الحصل ده عاجبني .. دي حاجة خارجة عن يدي و اٍرادتي .. قلتُ : الدوام للــه .. صمتنا .. قلتُ : و جبتوني هنا لي شنو؟ مسحتْ خديها .. و قالتْ : عشان نحافظ عليك .. ! قلتُ : و هي أنا أشكل خطر على نفسي .. و على أمن الدولة ؟ اٍختنق صوت هويدا بالغصة .. و قالتْ : عن اٍذنك .. دقايق و أرجع ليك ..
و نواصل.. كبر
| |
|
|
|
|
|
|
استفدت جدا من كلامك الموحي عن "السبارة", (Re: Kabar)
|
عزيزي كبار سردك مدهش واسف على تاخيري في الاعلان عن ذلك, فانا كما ترى مشغول بمعاركي وقد استفدت جدا من كلامك الموحي عن "السبارة", وتوصلت الى مصطلح لك الفضل فيه, وهو:
لعله سيكون واحدا من المصطلحات التي تشكل جهازا مفهوميا لمقاربة ظاهرة الانترنت وعلاقتها بالابداع وانتاج الكتاب محبتي المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فـــانــتــــــــــازيا: هــــــويــدا الجـنــــرال (Re: Kabar)
|
صــديقي و أســتاذي أسامة الخواض .. حبــابك كتر خيرك على المرور من هنـا.. المفارقة يا صديقي .. أن مثل هاتيك ثقافة .. هي ماكرة .. تتخفى .. و لكنها .. أكثر ما تكون وضوحا في ذلك التخفي الخائب.. شكرا يا أسامة .. ان رأيت في بعض ما أقول به ،هنا و فيما سبق ، شئ يحفز على النحت و المواصلة.. و دمت يا صديق.. كبر
| |
|
|
|
|
|
|
شديد حزني لأن سردك,يضيع بين دهاليز هذا المنبر (Re: Kabar)
|
عزيزي كبر قلت:
Quote: المفارقة يا صديقي .. أن مثل هاتيك ثقافة .. هي ماكرة .. تتخفى .. و لكنها .. أكثر ما تكون وضوحا في ذلك التخفي الخائب.. |
وهو كلام عميق ويعكس كيف يمكن للقارئ غير المتمكن ان يقع ضحية لثقافة السبارة. وشديد حزني لأن سردك, يضيع بين دهاليز هذا المنبر, ولكن عزاءنا ان "الاقلية الهائلة" تعرف قيمته محبتي بلا ضفاف المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فـــانــتــــــــــازيا: هــــــويــدا الجـنــــرال (Re: Kabar)
|
14. في قصـر الرئاسـة: 3.
صمتُ .. و أنا أحدق في فضاء الغرفة .. شعرتُ برغبة في البكاء .. و أنفجرتُ أبكي .. اٍنتبهتُ على صورة هويدا الجنرال و هي تملأ شاشة القناة الرئيسية في تلفزيون السودان .. و هي تتلو خطاب الإعتذار لشعب السودان عن ضحايا الألغام البشرية .. و توعد باٍصلاح الأمر .. ! عادتْ هي .. و قامتْ باٍغلاق التلفزيون .. قلتُ : خليهو .. عاوز أتابع .. قالتْ : تتابع شنو .. ما أنا وريتك الحاصل شنو .. أخرجتْ علبة البنسون .. و أشعلتْ لي و لها سيجارة .. و خلفتْ ساق على ساق.. بصورة لا تخلو من دلال قاتل و مستفز .. ! ثم قالتْ : رأيك شنو في الثورة ؟ قلتُ : ما بتعنيني في أي حاجة .. ! ضحكتْ هي و قالتْ : Come on! Its me Howeda the General ! قلتُ : دي رؤيتي للأشــياء .. قالتْ : يا الكات .. انت نسيت اٍنك مواطن ســوداني .. ! قلتُ : السماك و الدلقان وين ؟ قالتْ : السماك .. قاعد في السويد .. و حالف ما يرجع .. و الدلقان مشى كندا .. و حسين كلوكه في الرياض .. و كلهم محظورين .. ! ثم خبطتني على كتفي بدعابة و أضافتْ : just kidding قلتُ : بالجد الحصل للديك شئ محزن .. ! قالتُ بنفاذ صبر : يووه .. و بعدين معاك يا الكات .. ما قلنا ليك .. القصة دي كلنا طلّعت ميتينا ..خلاص فكنا منها يا اخوي ..! قلتُ : و عاوزاني أقول شنو عن الثورة ؟ تهللتْ أساريرها ، و قالتْ : بس وصّف لينا الشايفو بعينك .. قول لينا عن اٍحساسك بالتغيير .. صفّرتُ أنا بتؤودة .. و قلتُ : الثورة دي ثورتك .. و اٍنتي ستها .. ! ضحكتْ هي و قالتْ : عارفة .. الثورة دي حقتي و أنا ستها .. و مش ح أنافقك و أقول ليك اٍنها ثورة شعب .. ! قلتُ : و ناوين تعلمو خطة خمسية ولا عشرية ؟ اٍبتسمتْ هويدا الجنرال و قالتْ : لا خمسية .. لا عشرية .. و لا عشرينية ذاتو .. الإكليشهات دي زمنها ولى زمان .. ! أدرتُ أنا مفتاح التلفزيون .. و كانت الأخبار عن زيارة هويدا الجنرال لمناطق السودان المختلفة في الأسبوع الفائت .. كانتْ تأكل العصيدة مع البسطاء .. و تحمل الأطفال العرايا .. و ترقص الرقصات الشعبية بفرح حقيقي .. تفتح مشروع تنموي .. اٍجتماعي .. اٍقتصادي .. رياضي ..لا حرس شخصي .. لا زفة وزراء ضخمة .. و لا أعضاء وفد حكومي يغتنم مثل تلك المناسبات للفسحة و الفرجة المتأففة .. فقط هي .. اللــه و رقبتها .. ! ضحكتُ و قلتُ لها : البلد دي الظاهر عليها اٍتغيرت جدجد ..
اٍبتسمتء هي و قالتْ : ليه ؟ قلتُ : وين اللجان .. و اللجان الفنية .. و المنبثقة عنهما .. ؟ ضحكتْ و قالتْ : أما حتة زول قديم .. ! قلتُ : يعني ..كده أفهم .. اٍنو مافي تآمر أجنبي ح يحصل ؟ قالتْ : و ليه ما يكون تعاون؟.. اٍنت فاكرنا خايفين من حد .. Hell not قلتُ : طيب ما تديني وزارة أقزقز بيها .. ! ضحكتْ هويدا بجلجلة عالية .. و قالتْ : ما بتنفع معاك .. بالأحرى نوعك دي ما بينفع مع وزاراتنا .. ! صمتنا .. ثم قامتْ تودعني .. و هي تقول : تصبح على قيامة ليها ضُـل ..! صمتُ أنا .. و كانت هي تنتظر باقي التحية .. قلتُ بعد تفكير : تصبحي على ثورة ليها ضّل .. ! عادتْ أدراجها .. و أخذتْ تضربني بشدة .. و كنت أحاول التملّص منها بلا جدوى .. طرحتني على ظهري فوق السرير الفاره .. و كانت تستوي بكل قامتها فوقي.. ثم قالتْ ، و هي تداعب شعيرات صدري : يخسي عليك .. ! و أضافتْ : يللا نوم.. تصبح على قيامة ليها ضّل .. قلتُ باٍبتسامة حقيقية و هويدا على صدري : و اٍنتي من أهلها يا الجنرال ..! قامتْ .. و هي تصلح من وضع تنورتها المائل .. ثم خرجتْ !! قلتُ لنفسي : يا خيبتي يا الكات .. ما كان تتأخر في التحية شوية يا غراب الشوم انت .. ! و عدتُ لوحدتي .. كنتُ أدير مؤشر التلفزيون.. و أنا أتجول في قنوات العالم المختلفة .. أدهشتني الـBBC بتفاريرها عن السودان .. و التي تحكي عن مقترح السودان حول تخفيض نسبة التلوث في الغطاء البيئي على مستوى كوكب الأرض .. و كانت المغصة المغلفة بنفاق مفضوح تسود لهجة خطاب أهالي الـCNN و هم يتحدثون عن السودان الذي صارتْ أهله تعمل و تبني .. و في غمرة ذلك .. لا تنسى الـCNN التذكير بتأريخ الديكتاتوريات و الفقر المدقع الذي كان يسود في السودان.. ثم بلهجة يسيل لعابها .. تحكي الـCNN لمشاهديها عن ثروات هذا القطر المتوثب و التي تنتظر تدفق الإستثمار الأمريكي ..و تغض هذه القناة.. أن تقول شيئا عن ديكتاتورية عسكر السيدات في السودان .. ! في معمعمة ذلك التجوال .. أكتشفتُ أن قنوات السودان تجاوزت العشر قنوات .. تمتلئ بالإعلانات التجارية .. التي تدعو الى تعاطي الحياة بنهم .. و أستغربتُ من وجه الشلكاوية اٍستير.. و عرفتُ أن بنات الشلك لهن أجمل اٍبتسامة في هذا الكوكب ..! الإعلانات كانت تقفز بين الفينة و الأخرى .. قلتُ لنفسي : يللا .. يا مامة أمريكا .. دقي المزيكا .. !
و نواصل .. كبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فـــانــتــــــــــازيا: هــــــويــدا الجـنــــرال (Re: Kabar)
|
14.في قصـر الرئاسـة: 4.
بعــد أشهر .. لا أدري كم عددها .. فجأة تذكرتُ عفاف و البنات .. حاولتُ الخروج .. و لكن يبدو أن المكان لا منفذ به .. ناديتُ على الجنرالاية المناوبة و قلتُ أســألها : سعادة الريسة موجودة؟ قالتْ : عندها اٍجتماع مع وفد الإتحاد الأُروبي .. عاوز حاجة؟ قلتُ : لا .. أبدا .. ضحكتْ هي بصــفاء .. و قالتْ: بالمناسبة .. المدام بتسلم عليك .. لكن شكلها مشغولة شوية.. قلتُ : اللـه يسلمها.. و مشغولة بي شنو اٍنشــاء اللـه ؟ هزت أكتافها و قالتْ : بشــئون الأسرة .. ! قلتُ بسخرية : هي الأسرة .. فضل فيها حاجة ؟ .. ما ياهو نصها محبوس هنا .. ! كسـتْ الجديّة ملامحها .. و حدجتني بنظرة صارمة .. تتطاير شررا .. و بالتْ : بلاش اٍساءة معاك .. و البتقول فيهو ده .. ممكن يوديك في ستين داهية.. !
في المســاء .. جاءتْ هويدا الجنرال .. و كنتُ أخالها ستحدثني عن اٍجتماعاتها و مشاغلها الرئاسية .. و لكنها قالتْ بكل هــدوء : العود وين؟ قلتُ : اخر مرة كان معاك.. قالتْ : لا .. معاك انت .. : لا معاك انتي .. : لا معاك انت .. ! ثم قالتْ بفرح حقيقي : رأيك شنو نمشي نتفش عليهو في البيت ؟ قلتُ : كلام وجيه .. ما عندي مانع .. على الأقل نمرق من الراحة دي .. ! نظرتْ اليّ بصمت مجروح .. و قالتْ : أصبر لي الأيام بتوريك يا الكات .. ! و خرجنا .. كنا نتمشى .. و كانت هي ترتدي تنورة دمورية مزركشة .. يغلب علي الوانها البنفسج .. و بلوزة بنفسجية باهتة .. و تربط الطرحة السماوية اللون .. حول عنقها .. و تنتعل شبط جلدي .. له سيور رفيعة .. قالتْ : نحن ح نمشي بالمواصلات .. ! قلتُ باٍستغراب : و ليه ؟.. في الزحمة دي .. و عربات الحكومة قاعدة تسوي شنو؟ حدجتني الجنرال بنظرة طويلة تفيض معاني .. و قالتْ : ده مشوار خاص .. شنو دخل عربات الحكومة في قصة زي دي ؟ قلتُ : لزوم السرعة و كده .. قالتْ : انت وراك حاجة ؟ صمتُ .. و أنا أبتلعُ اٍهناتها القاسية .. كنتُ أتلفت ُ حولي .. المباني صارتْ تلبس حلة زاهية .. و الناس .. تمصي مسرعة .. تزاحمتْ البصات بكثرة .. و غابتْ عنها الزحمة التأريخية .. و التدافع .. اٍقتربنا من البص الأول .. و حاولتُ أنا أن أتدافع الى الأمام .. لأحجز مكان لي و لهويدا .. جذبتني هي من طرف قميصي .. و همستْ : بالصف .. يا الكات .. انتظر لغاية ما يجي دورك ! و كنتُ في اخر الصف .. و هي من خلفي .. ! صعدنا .. و كنتُ أخال ان البص سيمتلئ .. و لكن .. كانت المقاعد شبه خالية .. ! جلسنا .. و قلتُ لها : ده ح يطلع دينا بالوقفة.. ! اٍبتسمتْ هي و قالتْ : و ليه يقيف؟ قلتُ : ما عشان المقاعد دي تتملي .. قالتْ : ده كان زمان .. هسـه .. القصة بقت بالزمن .. لازم البص يتقيد بمواعيد .. و يتحرك فيها .. حتى لو فاضي .. ! تحرّك البص .. تحاشنا الكمساري .. و ندهت هي عليه .. قائلة : حق نفرين لو سمحت.. أستعدل السائق مرآته .. و قال يخاطب الجنرال: معليش مرة تانية .. و كانت هويدا مصـرّة على الدفع .. قال الكمساري : بس كده عيب يا سعادة الريسة .. ! كستْ ملامح صارم ملامح هويدا .. و قالتْ : العيب الأكبر .. انك ما تخلص مني حق التذكرتين..فاهمني ؟ قال الكمساري بقلة حيلة ظاهرة : امر ســعادتك .. قلتُ لها : طيب .. ما برضو .. أنا مفروض أدفع بنفسي .. قالتْ بهمس : جزمة .. جبان .. !
نزلنا في محطتنا .. و ظللنا نمشي بتؤودة .. نتهادي تحت ظلال المغربية .. و نفسح المجال لمد الذكريات الهادر .. و بدأنا نغني .. نغني بصفاء حالم .. عندما وصلنا بالقرب من منزلهم .. ازدادت دهشتي .. لم يتغير منزل هويدا الجنرال .. نفس حيّط الطين العتيقة .. التي تساقطتْ زبالتها .. و تعرّت .. قلتُ أسألها : ما ح تعملي حاجة لخالتي حرمين ؟ قالتْ : لسه .. في المستقبل اٍنشاء اللـه .. قلتُ : بعد ما تتملي كروش الحرامية و الحراميات بأموال الغلابة ؟ توقفتْ هي .. وو ضعتْ يديها على حصرها .. و قالتْ : اسمع هنا .. الكلام الفارغ .. التقول فيهو ده .. ما ح يحصل اٍلا .. على جثتي .. ! قلتُ : بس دي بنيّة اٍجتماعية .. و اٍرث راسخ في السودان .. ! قالتْ و هي تداري الإنزعاج و الغضب : الحاجات .. اٍتغيّرتْ يا الكات .. و ح تتغيّر أكثر .. قلتُ : بعد ما الناس تشبع من البيرقر و الفاست فــوود ؟! قالتُ : انت ليه .. دايما بتركز في سفاسف الأمور .. انت فاكر .. البلد دي ح تبقى زي أمريكا ..ولا .. زي دويلات العرب الطرش ديل؟ Hell not..That is the bare fact! الحقيقة .. نحن حاجة تانية .. و ح نفضل حاجة تانية .. ! قلتُ : و الجيش؟ ضحكتْ هويدا الجنرال .. حتى كادتْ أن تسقطْ على قفاها .. و قالتْ : الجيش .. أخلى الخرطوم من زمان يا غبي .. ! قلتُ : كيف يعني ؟ قالتْ : الوحدات اٍتفرقتْ في أنحاء السودان المختلفة .. و القيادة العامة سويناها في جبل الداير! قلتُ : يعني الثورة دي ما محتاجة حماية ؟ قالتْ : حماية من شنو مثلا ؟ قلتُ : من الطامعين من أعداء الثورة .. ! قالتْ : ما فيش طامعين .. و لا يحزنون .. انت نسيت .. انو .. في البلد دي .. النسوان ما عندهن عدو .. ! ثم أضافتْ بخبث : و انت لو عاوز تعارض .. عارض .. بس أوعك تخرّب ..و لو خرّبت ..ح نطلّع بيان .. و نقبض عليك .. !
كنا وقتها.. قد دخلنا منزلنا .. بناتي .. بدون .. فرحات.... جميلات .. قلتُ أسأل سهــى أكبرهن:عفاف وين؟ قالتْ سهى بكل براءة : عندها اٍجتماع المتطوعين في شنون الأسرة ! ألتفتُ نحو هويدا متســائلا : ما قلتوا ما قاعدين تحابوا؟ قالتْ : عمرك ما ح تفهم .. و البتسوي فيهو عفاف ده .. قاعدة تسويهو مليون واحدة في البلد دي .. الناس كلها شغالة مع بعض يا الكات .. ! دخلنا الى عمق الحوش .. و سلمتُ على أمي .. و التي كساها مرح لم أراه قط في حياتي .. ! قلتُ لها : يعني ما فاقديني يا حاجة ؟ ضحكتْ و قالتْ : مشتاقين ليك كتير يا الكات .. و كتر خير الجنرال .. كل يوم بتحكي لينا عنك .. قلتُ أسألها : و انتو .. قاعدين تلاقوها متين ؟ قالتْ أمي بصدق ما بعده صدق : كل يوم بتجي تسلم على حرمين .. و تشرب معاها القهوة ..! تدخلّتْ هويدا الجنرال قائلة : يا خالتي أم جلال .. بلاش فضايح .. ! أستأذنت أمي و هي تقول : عن اذنكم .. عندنا لمة في دار الـseniors citizens ! نظرتُ الي هـويدا مليّا .. ثم قلتُ لها : يبدو انو الحاجات .. فعلا اٍتغيّرت يا الجنرال.. ! أخذنا العـود .. و غنينا قليلا .. ثم نزلنا الى الشاطئ .. كان القمر .. في منتصف السماء .. و الخرطوم .. خاصمت سمواتها جيوش الغبار الى الأبد .. الإضاءات الكثيفة .. من ناحية امدرمان .. تتناثر على صفحة النيل .. الذي صار .. هو الآخر .. صافيا .. و اٍنكسار الضوء على مياهه .. يبعث الهدوء في الذات .. ترنمـنا .. دندنا .. و غنينا بعمق .. و عدنا الى القصر الجمهوري .. ! ونـواصـل .. كبر
[blud]
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فـــانــتــــــــــازيا: هــــــويــدا الجـنــــرال (Re: Kabar)
|
14.في قصـر الرئاسة: 5.
في فجر اليوم التالي .. صحوتُ بصفاء .. و مزاج تعتريه ضياء الروقة .. شربتُ القهوة .. تملّكتني حقيقة واحدة .. و هي اني .. سجين سياسي .. و أخذتُ أكتبُ الخطابات الى منظمات حقوق الإنسان .. أكتبُ .. و أكتبُ .. و كلما طرق طارق على الباب .. أخفيتُ ما كتبتُ .. !
جاءتني هويدا الجنرال .. ذات ضحى .. و قلتُ لها: أريدُ أن أراسل منظمة العفو الدولية ..! قالتْ بلا مبالاة : بخصوص شنو .. لو ما عندك مانع ؟ قلتُ : بخصوص وضعي السياسي .. قالتْ بجديّة : و مالو وضعك السياسي ؟ قلتُ : متدهور جدا .. حريتي الشخصية مكبلة.. و لمتين .. ح أفضل في الإقامة الجبرية دي ؟ صبتْ هي القهوة .. و أشعلتْ سيجارة .. ثم نفثتْ طويلا .. كانت حلقات الدخان الأزوق تعبق الغرفة بأريج غريب .. ثم قالتْ : خلاص أكتب .. و بكرة الصباح .. لو ربنا حيانا .. ح تجيك المقدم .. و تجيب ليك مكنة فاكس .. و ح تزودك بقايمة المنظمات المعنية .. و بعد داك .. الكورة في ملعبك يا بطل .. ! و بعد صمت .. تسللنا في مد الذكريات .. قلتُ : بتحبيني؟ دلقتْ هويدا فنجان القهوة على صدري .. و هي تقول : حبتك الشكولاتة .. ! قمتُ أنا .. و غيّرت ُ القميص .. و كنتُ أدرك في قرارة نفسي .. بأنه .. يغيظها جدا ألا أبادلها العنف .. ! قلتُ : عندي رغبة .. أمشـّط ليك شعرك .. ! اٍبتسمتْ هي .. و قالتْ بلهفة : مشاط كردفاني ..؟ قلتُ : أيوه .. قالتْ : بتعرف مُشاط الكباشيات ؟ قلتُ : جدا .. مشــّطتُ شعرها .. تماما كما طلبتْ .. ووضعتُ عليه خرزات ملّونة .. قالتْ ، وهي تتأمل نفسها في المرآة الكبيرة : شكرا .. بالجد حاجة جميلة يا الكات .. قلتُ : و انتي الأجمل يا الجنرال .. ! ثم قالتْ تستأذنني : تصبح على قيامة ليها ضُل .. قلتُ : و انتي من أهلها.. ! و نواصل.. كبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فـــانــتــــــــــازيا: هــــــويــدا الجـنــــرال (Re: Kabar)
|
14.في قصــر الرئاسة: 6.
في فجر اليوم التالي .. طرقت أمال المقدم باب غرفتي .. و هي تحمل ماكينة الفاكس .. و قائمة بعناوين المنظمات.. و قامتْ بتوصيل جهاز الفاكس .. اٍبتسمتْ عند خروجها و هي تقول : بالمناسبة .. نحن .. ما عندنا رقابة عليك .. أكتب الداير تكتبو ..و ما في حد .. ح .. يعتّب عليك .. ! و مضت ْ .. نسختُ أنا الخطاب .. و أرسلته .. و كانت النتيجة أسرع مما توقعّتُ .. أنهالت عليّ الردود من أطراف الدنيا القصيّة .. و كان البعض منها يسخر مني .. و من دعواي..و البعض الأخر .. ذكر لي أنه تلقى اْذن من حكومة السودان للتحقيق فيما أدعي .. و البعض يقول اٍنها فضيحة لو استمريت في هذا النهج .. ! كنت أقرأُ و أنا مذهول تماما .. عند الظهيرة .. جاءتني هويدا الجنرال .. و حدّثتني عن بعض الزوار الأجانب الذين يرغبون في مقابلتي .. أخذتني الى قاعة المؤتمرات الرئاسية .. التي كانت تغص بخلق من مختلف أنحاء العالم.. صعدتُ أنا المنصّة .. و أنسحبتْ هويدا الجنرال من القاعة .. جلستُ ، و أنا أتحسس نعومة الكرسي الوثير تحت اٍليّتيّ .. تقدمتْ اٍمرأة برازيلية .. من منظمة العفو الدولية و هي تسألني عن أساس دعواي.. قلتُ لها : أنا في هذا الحبس لمدة سنوات .. و غير مسموح لي بحق التعبير و المشاركة في العمل العام .. قالتْ : و لكن الحكومة ترعاك أتّمُ الرعاية .. و لقد سمحتْ لك باٍستخدام أجهزت الدولة لمراسلتنا! طفر صوت نسائي اخر .. لإمرأة بريطانية و هي تقول : سيد عصام .. ألا تشعرُ بالخجل ..و أنت تستخدم أجهزة مدفوع ثمنها من جيب دافع الضرائب العادي ؟ قالتْ أخرى من شيلي : سيد عصام .. سيد عصام .. هل تعرضت للتعذيب؟ قلتُ : نعم .. تعرضتُ للتعذيب بالحب .. ! صمت الجميع .. و ألّجمت الدهشة ألسنتهم .. ثم قالتْ صحفية فرنسية: من فضلك زدنا اٍيضاحا .. قلتُ : نعم أنا .. أحبُ رئيسة جمهورية السودان.. و هي تحبني .. و لكن على طريقتها الخاصة ..! قالتْ ، أخرى من الدنمارك : هل مارستما الحب ؟ قلتُ : أبدا .. لم يحدث ذلك مطلقا .. و لن يحدث .. المسألة ليست كما تتصورين يا سيدتي .. أقسم باللـه العظيم أنا سجين سياسي .. ! قالتْ أخرى ، من جنوب أفريقيا : هل تشعر بالحنق .. على أن السودان تحكمه اٍمرأة ؟ قلتُ بلا تردد : ثقافتنا .. و تربيتنا الدينية و الإجتماعية .. لا تسمح بذلك .. ! قالتْ اٍمرأة ألمانية : و لكنا .. تجولنا في كافة ربوع السودان.. و الحكومة لم تقيد خطواتنا .. و أجرينا جوارات مع مواطنين و مواطنات .. من مختلف الأعمار و الخلفيات .. و لم نسمع بما تقول به .. أنت هنا .. ! كنتُ أحسُ .. بأني قد وضعتُ نفسي في ورطة عظيمة .. و تأكد لي تماما .. صحة ما تقول به هويدا .. بأنني أحيا في زمن آخر .. ! ألتفتُ أبحثُ عن كوب الماء .. و ناولتني له أمال المقدم .. و التي تسللتْ بعدها مباشرة .. قلتُ : سيداتي .. آنساتي .. لآ أستطيع التحدث هنا .. لأن هذا المكان مراقب بأدق أدوات التصّنت.. قالتْ أحداهن : هذه دعوى مقبولة .. و لكن كيف تري أن يتم الحوار .. ؟ أين و متى ؟ أحسستُ .. أنني أستلمتُ زمام المبادرة .. و قلتُ لها : لا خيار لسجين .. كل ما أطلبه هو حريتي ..أريدُ أن أخرج من هنا .. ! قالتْ اٍحداهن ، و هي تقرأ من قصاصة صغيرة : سيد عصام .. لقد بلغنا للتو .. أن الحكومة السودانية .. تبدي رغبتها في مساعدتك في الذهاب الى أي مكان تختاره .. ماذا تقول ؟ قلتُ : أوفق .. فقط .. أريدُ أن أخرج من هنا .. قالتْ أخرى : و هل تنوي القيام بعمل معارض مثلا ؟ قلتُ : أمتنع عن الإجابة .. و أنفضّ المؤتمر الصحفي .. كنتُ أتصبب عرقا .. و شعرتُ بالتعب .. عدتُ الى الغرفة الملحقة بالقصر الرئاسي .. بعد برهة .. دخلتْ عليّ هويدا الجنرال .. و هي تقول : أها .. المؤتمر مشى كيف؟ قلتُ : يعني .. عاوزة تقنعيني .. باٍنك ما عارفة الحاصل ؟ قالتْ : و تربة أبوي .. و حياتك .. وحياة البينا يا الكات .. ما عارفة الحاصل .. ! قلتُ باٍستهزاء : يعني .. النسوان الكانن .. في المؤتمر ده .. بتغش عليّ و على روحها كمان؟ قالتْ : غش شنو يا ود الناس .. كدي روق وأهدا شوية .. و فهمني الحاصل بالضبط .. قلتُ : حكومة سيادتكم و عدتْ بالإفراج عني .. صمتتْ برهة .. و قالتْ : و مالو؟ .. نفرج عنك .. مُش انت .. متهيئ ليك اٍنك سجين سياسي .. ؟ طيب .. اٍختار ليك أي منفي .. أشحتُ عنها .. و قلتُ : سألوني عن التعذيب ..! صمتتْ هي و لم تسألني الإستمرار .. و قلتُ أنا مواصلا .. قلت ليهم .. أيوه اٍتعذبت بالحب .. ! ضحكتْ هويدا بصفاء .. و هي تربت على كتفي .. وتقول : ود الكلب يا الكات .. بذمتك الكلام ده قلتو في المؤتمر ؟ قلتُ : أيوه .. قلتو بضبانتو .. و اٍنو .. رئيسة الجمهورية بتحبني .. و عشان كده حابساني في قصرها الجمهوري .. ! صفّقتْ هويدا يديها باٍستغراب .. و قالتْ : حرام عليك .. ! واصلتُ و أنا أقول : و سألوني هل مارست معاها الحب ..ولا .. لأ.. قالتْ بلهفة : و ردك كان شنو على الحتة دي ؟ قلتُ : قلت ليهم .. ما حصل .. ولا .. ح .. يحصل ..اٍلا .. على جتتي .. ! احتضنتني هـويدا الجنرال بقوة .. و قبّلتني.. و هي تقول : جدع .. تعجبني .. ! ثم خرجتْ و هي تقول : أمال المقدم .. ح تجيك.. و حدد ليها المكان العاوز تطفش ليهو .. ! بعد قليل .. جاءتني أمال المقدم .. و قلتُ لها : أريد أن أذهب الى جزر الكاريبي .. قالتْ : خلاص .. نعمل فاكس .. و نرتب ليك أمور الإقامة هناك .. قلتُ بحنق : و هو .. اٍنتو برضو ح تكونول عارفين أنا ..ح .. أقعد وين..جاتكم داهية يا شيخة..! قالتْ بكل أدب : بسيطة .. نديك قروشك .. و انت .. ترتب امورك بطريقتك ..اتفقنا؟ قلتُ : أيوه.. كده أحسن .. و نواصل.. كبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فـــانــتــــــــــازيا: هــــــويــدا الجـنــــرال (Re: Kabar)
|
14.في قصــر الرئاسة: 7.
في فجر اليوم التالي .. جاءتني أمال المقدم .. بشيكات .. بها عدة مبالغ ..و قالتْ : على فكرة الجنيه السوداني بيساوي خمس دولارات ..و ما تقوم تدقس في الحساب .. ! قلتُ متجاهلا رطينها ذاك : جبتي القروش دي من وين؟ قالتْ : جزء بسيط من خزينة الدولة.. تبع بند الإعانة الإجتماعية .. وواحد من عفاف و ناس الحلة ..تبرع يعني .. و الباقي Sharing مننا .. نحن هنا .. من القصر يعني ..بالتحديد أنا و هويدا و معاني و منازل ..! اٍستغرّبتُ .. أمال .. تقول هويدا ..بدون تكلف و رسميّات .. ! ابتسمتُ .. و قلتُ لها : طيب .. عرفناك انتي و هويدا .. و منازل و معاني ..ديل يطلعوا منو؟ قالتْ : ديل طباظ الحراسة بتاعتك .. ! قلتُ : و هل كان عندهم .. اٍحساس .. باني سجين ؟ قالتْ : أبدا .. قلتُ : و هل عندكم .. اٍحساس .. باني .. بمثل خطر على الثورة ؟ قالتْ : مطلقا ..لأ .. قلتُ : و طيب .. حابسني ليه؟ قالتْ بصدق غريب : عارفنك .. ما .. ح.. تقدر تستوعب التغيير الحاصل في البلد دي .. عشان كده خايفين عليك تجن .. ! صمتُ أنا برهة .. أحسستُ تماما .. بأني أريد أن أقبّلها .. خطوتُ نحوها .. و جذبتها بعنف .. و كان وجهي قريب من وجهها .. و حينما أقتربت شفاهي من شفتيها .. كانت ماسورة الرشاش هي ما لامستْ شفتيّ ببرودة .. ! تراجعتْ و هي تقول : عاوز تعمل شنو بالضبط ؟ قلتُ ببجاحة أدهشتني من نفسي : داير أقبّلك .. ! ابتسمتْ هي بصفاء غريب .. ووضعتْ سبابتها اليمنى على خدها الأيسر و هي تقول : هنا ..! طبعتُ قبلة على خدها.. و خرجتْ هي .. و نواصل.. كبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فـــانــتــــــــــازيا: هــــــويــدا الجـنــــرال (Re: Kabar)
|
15.الرحيــــــل: 1.
لملمتُ أشياء.. و أكتشفتُ فقرها العجيب .. أتصلت بالخطوط الأمانية.. أسألهم عن أقرب حجز ممكن .. اعتذرتْ موظفة الحجز بلباقة و هي تقول : للأسف ما عندنا حجز قريب ..لكن لو عاوز الخطوط السودانية ممكن .. ! قلتُ بتقزز : شكرا .. الإ .. دي .. ! ثم صمتُ .. قالتْ الموظفة : ألو سيدي.. انت لسه هناك ؟ قلتُ : أيوه معاك .. و الخطوط السودانية أقرب ححجز فيها متين؟ قالتْ : مع انها مزحومة جدا .. لكن في اماكن لسه فاتحة .. انت عاوز حجز لي وين كن الله هون؟ قلتُ : أي حتة .. أوربا .. أمريكا .. أستراليا .. أسيا .. أي حتة .. قالتْ : في حتة فاتحة لهولندا .. و الطيارة .. ح .. تقوم بعد ساعتين .. ! قلتُ : موافق .. بس أجي عشان أدفع ليكم .. قالتْ : ما فيش مشكلة .. بنقبل كردت كارد .. و عايزين بياناتك الشخصية .. لو أمكن .. قلتُ : معاي شيكات .. و اٍسمي عصام مختار النيل .. قالتْ : تلفونك كم يا سيد عصام ؟ قلتُ : و اللـه .. يا بت الناس ما عندي فكرة .. أنا ضارب من بره البيت.. و بعدين الهولنديين ديل تأشيرتهم كيف ؟ قالتْ ضاحكة : انت اخر مرة سافرت من السودان متين ؟..التأشيرة ..ح.. يدوك ليها في المطار أول ما توصل .. قلتُ : و تأشيرة الخروج ؟ قالتْ : حضرتك مُش سوداني ؟ قلتُ : أيوه .. سوداني و نُص ..! ضحكتْ و هي تقول : العفو .. ما قصدي .. لكن النظام اٍتغيّر من زمان .. و انت ما محتاج لتأشيرة خروج .. صمتُ أنا برهة .. و قلتُ لها : عايني زي ما قلت ليك .. اٍسمي عصام مختار النيل ..و ضارب من القصر الجمهوري .. يبدو أن تهاليلها انجرت للاخر .. و قالت بود غريب : سجمي .. عصام الكات ؟! قلتُ : أيوه .. عصام الكات .. و انتي عرفتي من وين ؟ قالتْ ضاحكة : سمعنا بأخبارك .. و مؤتمرك الصحفي .. يعني خلاص عايز تسيب البلد دي ؟ قلتُ بحزم : أسمعي .. أنا ما فاضي ليك .. و عاوز أسافر بأسرع ما يمكن .. عندكم طريقة لسفري .. و لا .. ما في ؟ قالتْ : العفو .. خلاص حجزت ليك في السودانية .. و قدامك .. يا سيدي .. ساعتين الإ تلت.. قلتُ : شــكرا .. و قفلتُ الخط .. و جلستُ أحدق في الجدران .. دخلتْ على هويدا الجنرال .. و قلتُ لها بحزم : أنا خلاص حجزت .. و .. ح .. أسافر بعد ساعة .. مطتْ شفتيها باٍمتعاض .. وقالتْ : مستعجل للدرجة دي .. ! قلتُ : بتحبيني ؟ قالتْ : ما قلنا ليك .. حبتك الشكولاتة .. يا آخي .. و جلسنا ندخن بصمت ..
و بعد مضي ساعة .. قمتُ أستأذنها في الخروج .. قالتْ : خلاص .. نمشي نودعك .. أنا و الشباب ديل .. قلتُ : ما عاوز أي حد يودعني .. قالتْ باٍبتسامة : مالك جادي كده با الكات ؟ .. بلاش وداع .. أنا ..ح .. أوصلك براى و أرجع .. خرجنا عن الغرفة .. لأول مرة .. أكتشف وجود الحديقة الكبيرة من خلف مكتبها .. عند الممر .. كانت معاني و منازل .. تتحدثان بصفاء غريب .. و تمارسان ضحكة .. بالجد .. بريئة .. ! قالتْ هويدا تخبرهما : الزول ده .. خلاص مُسافر .. ! كستْ ملامح الحزن وجهيهما .. و عانقتني .. كل واحدة منهما بحرارة .. ووفاء نادر .. و قالتا بصوت واحد : ربنا يعدل طريقك . و مضينا .. أنا و هويدا .. في نهاية الممر .. خرجت أمال .. و سألتني : على وين .. يا الكات ؟ حدقتُ أنا في زجه هويدا .. و قلتُ : خلاص مسافر .. عانقتني أمال .. و هي تودعني بحرارة .. بعد خطوات .. نادتني أمال قائلة : عصام دقيقة .. لو سمحت .. رميتُ بالحقيبة على الأرض .. بصورة .. أردتها أن توضح مدى اٍمتعاضي ..و عدتُ اليها .. ابتسمتْ أمال برحابة .. ووضعتْ سبابتها اليمنى على خدها الأيسر .. و هي تبتسم .. طبعتُ قبلة سريعة على خدها .. و أنا أقول : كويس الليلة .. مافي رشـّاش .. ! ربتتْ على كتفي .. و هي تقول : يللا .. يللا .. أمشي .. انت منك خوف .. !! و مضينا .. و نواصل.. كبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فـــانــتــــــــــازيا: هــــــويــدا الجـنــــرال (Re: Kabar)
|
15.الرحيــــــل: 2.
حينما خرجنا عن باب القصر الجمهوري المواجه لحديقة الشهداء .. صفّرتْ هويدا الجنرال بصوت عالي .. و أقترب منا تاكسي ..! حينما دخلنا عربة التاكسي .. قال سائقها من خلال شلةخه البارزة : على وين .. يا سعادة الريسة؟ قالتْ هويدا : المطار لوسمحت .. قال السائق : القديم .. ولا .. الجديد؟ قالتْ : الجديد ..! قلتُ : بس التذكرة ما معاي .. ضحكتْ هويدا الجنرال .. و قالتْ : ما فيش مُشكلة يا الكات .. كل شركات الطيران عندها مكاتب في المطار .. ! كنتُ أنا .. أحدقُ في عداد التاكسي .. و هو يحصي المسافات و يدون سعرها .. و هي بدعة لم أراها قط في حياتي .. ! عند المطار نزلنا .. و دفعتْ هي أجرة التاكسي .. دلفنا الى صالة المغادرة الواسعة .. كانت نظيفة .. لامعة .. و أنيقة .. بها عدد قليل من المسافرين .. و كانت مكاتب شركات الطيرا ن تتراص .. بصورة أشبه بأكشاك البارد .. قلتُ لهويدا الجنرال متسائلا : الناس دي بطلت تسافر بالليل .ز و لا شنو؟ ابتسمتْ هي و قالتْ : و ليه تسافر أساسا؟ أقتربتُ أنا .. من موظفة الخطوط الألمانية .. و سألتها : الناس دي بطلت تسافر ولا شنو؟ ابتسمتْ الموظفة بلباقة .. و قالتْ : الظاهر عليك ما شفت زحمة صالة الوصول ؟ أخذتُ منها تذكرتي .. و حينما تقدمتُ بالشيك .. أرتبكتْ هي قليلا .. و دنتْ منا هويدا الجنرال تسأل الموظفة : بتقبلوا كريدت كارد ؟ قالت الموظفة بفرح حقيقي : طبعا .. و أخرجت هويدا الجنرال بطاقة خضراء ..و أجرتها على ماكنة صغيرة .. ثم وقعّت على ورقة صغيرة .. و جذبتني .. و هي تقول : يللا .. أرح يا باشا .. قلتُ : لكن .. لسه .. ما دفعت حق التذكرة .. ! ضحكتْ هويدا .. و هي تقول : قروش تذكرتك اندفعت يا الكات ..و ما عندك مشكلة تب .. ! فجأة .. طفر صوت أمال المقدم .. يجلجل من قيعان الذاكرة الخلفية " عارفنك.. ما .. ح .. تقدر تفهم التغيير الحاصل في البلد دي .. و خايفين عليك تجن .. !! "
في تلك اللحظة .. أمتلأتْ الصالة بجلبة عاتية .. صحفيون .. صحفيات .. مذيعون .. مذيعات .. كاميرات .. تتبارق أضوائها بصورة مدهشة ..! و لم أكن .. أنا .. أفهم الحاصل بالضبط .. كانت أقربهم .. مسافة مني .. مذيعة تقف أمام كاميرا التلفزيون .. و هي تقول : مشاهديّ الأفاضل .. هذه هادية الجمري تحيكم من صالة المغادرة بمطار الخرطوم الجديد .. و تنقل لكم هذا الحدث الحيّ .. اليوم تشهد بلادنا .. مغادرة السيد عصام مختار النيل .. الشهير بعصام الكات الى منفاه الأختياري خارج البلاد .. ! حــدّقتُ في الشاشات التلفزيونية العديدة .. رأيتُ صورتي في القناة التاسعة .. قناة الأحداث في شبكات تلفزيون السودان .. همستُ لهويدا .. و أنا أقول : الناس دي .. بتلقى الشمارات دي من وين ؟ ابتسمتْ هي و قالتْ : انت اتكلمتْ مع أيّ زول؟ قلتُ : أبدا .. بس موظفة الحجز .. قالتْ بلا مبالاة : مش .. جايز تكون بثت الخبر ؟ قلتُ بذهول : بالسرعة دي ؟ .. عالم شكلها فاضية على الاخر .. ! قالتْ هويدا : الخرطوم اٍتغيرت .. يا الكات .. ! سألتني مذيعة و هي تقول : سيد عصام .. هل تفكر في القيام بنشاط معارض ؟ قلتُ : طبعا .. سنعارض حتي يسقط النظام الحاكم في الخرطوم .. ! قالتْ اخرى ك هل يعني .. ذلك أنكم قد تلجأون لإستخدام العمل المسلح ؟ فاجأني السؤال.. و أرتبكتُ تماما .. ! همستْ هويدا تقول لي : قول ليها بكل صراحة يا الكات .. ! و حينما طال صمتي .. ابتسمتْ هويدا و هي تقول : معذرة يا شباب .. السيد عصام .. يبدو ان .. لم يستوعب الحاصل في البلد دي .. و ما عندو علم عن حرية التعبير المكفولة بنص الدستور و القانون .. و لا حتي .. ما ليهو علم بأنو من واجبنا كحكومة الدفاع عنو حتى يقول رأيو بكل طمأنينة .. دون وجل .. و دون أدني ذرة خوف .. ! أهتزتْ القاعة بالضحك الساخر .. و قالتْ احداهن من اخر الحضور : يعني .. سعادتك ..هو ما عندو فكرة عن عمل المعارضة الداخلية ؟ ابتسمتْ هويدا و قالتْ : صدقوني يا شباب .. السيد عصام ده .. ما عارف حتى عن .. وزراء و وزيرات المعارضة في تشكيلة الحكومة الحالية .. ! ثم أضافتْ هويدا تقول : شكرا ليكم يا شباب .. و يا ريت نقدر نقول كلنا .. نشيد سلامنا الوطني في وداع السيد عصام ..! فجأة هدأتْ الصالة.. خبا ضجيجها الصاخب .. و بعد برهة .. أرتفعت العقائر بصوت هارموني .. منسق.. و جميل .. تردد صداه جدران صالة المغادرة " نحن جند اللــه .. جنــد الوطن .. ... ... ... " و كنتُ أنا الوحيد .. الذي لم يضع يده على صدره .. و يحدو مع الحادي .. ربما لأني أجهل عن هذه البروتوكولات الوطنية .. ! و ربما لأني .. لم أغني نشيدنا الوطني في طيلة عمري .. حتى لو في الحمام .. !!
تفرق جمهور الإعلام ذلك .. و ضج هدير مكبر الصوت .. يعلن عن قيام سفرية الساعة الثالثة و العشرين .. حدّقتُ في وجه هويدا الجنرال بنظرة دات معاني و معاني .. و سلمتني هي العود و قالتْ : أوعدني اٍنك ح تغني في كل أمســية .. ! قلتُ : ح .. أغني .. قالتْ : تحديدا .. أغنية ابراهيم عوض .. يا خاين .. ! قلتُ : جدا يا الجنرال.. و ما تنسي تسوي الكرامة السنوية لعبد الله الديك ..! عضّتْ هي شفتيها بحسرة حقيقية .. و تحدر خيط الدمع .. حارا على خديها .. و قالتْ من خلال العبرة الخانقة : بتذكر فيهو كل يوم .. ! مسحتُ خيط الدمع عن عينيها .. و قلتُ بمرارة : و أنا برضك .. ! مدتْ يدها تودعني .. و هي تقول : تصبح على قيامة ليها ضُل .. ! قلتُ : و انتي من أهلها .. يا هويدا .. بس عندي سؤال .. قالتْ بلهفة عارمة : أسأل يا عصــام .. قلتُ : الرجال الفي البلد دي مشــوا وين ؟ ضحكتْ هويدا بخبث و قالتْ : قاعـــــديييييييييييييين ...! أحتضنتها .. قبّلتها .. ثم ذهبتُ ..
شعرتُ بفراغ عريض يمتد أمامي .. الطائرة كانت .. شبه خالية .. لكنها كانت نظيفة .. سألتُ المضيفة : طيارتكم دي ما في ناس .. و لا شنو ؟ ابتسمتْ برحابة انيقة و قالتْ : بس سفرياتنا كتيرة خالص .. و الإقبال عليها كتير .. قلتُ : يعني عندكم .. كم سفرية في الأسبوع .. ؟ قالتْ : قصدك .. كم سفرية في اليوم ؟ .. عندنا رحلة كل ساعة الى أوربا.. و كل ساعتين الو الخليج .. و كل ثلاثة ساعات الى أمريكا .. ! قلتُ : و من متين الكلام ده ؟ قالتْ : من زمان .. ! سحبتُ الصحيفة القابعة بالقرب مني .. تفوح منها رائحة الجبر الطازج .. و ججدتُ ثلاث نسخ منها .. بالإنجليزية .. و العربية .. و الفرنسية .. و صورتي تمتد في صفحات الواجهة .. و عنوان كبير يقول : "السودان يودع اخر سجين سياسي الى منفاه الإختياري" بكيتُ بحرقة .. و كانت صورة هويدا الجنرال تملأ خيالي .. قلتُ معتذرا : المسألة مش كده .. ! أحسستها تبتسم بقوة .. و شربتُ .. شربتُ .. و نمتُ ..
انتهت..!
م. النــور . ك 13.شباط.2005
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فـــانــتــــــــــازيا: هــــــويــدا الجـنــــرال (Re: Kabar)
|
شــــــهادة:
1.
لا أملكُ اٍدعاءا مسبق تجاه الكتابة كحرفة .. و قد كانت يوما ما .. تشكل حلم لمشروع يخصني ..و لكن ، كدأب جميع الأحلام المؤجلة في وجدان غالبية السودانيين و السودانيات ، صرفتُ النظر عنها . و لكني أبقيتها كجزء من دائرة اٍهتمامات أخرى ( و قد كان أبو حنيفة رضي الله عنه يمارس الفتيا و هو يعمل في حانوته ) . أما ما يخص علاقتي بها .. لا أدعي مكانة أبو حنيفة .. و لكني أقول قنعتُ بدور كاتب/قائل بالمشاهرة .. أو Casual writer-author .. هل يعفي ذلك عدم تحمل مشئولية ما أكتبُ؟ ..Hell not .. لديّ حساسية تجاه اسم المهنة الكاتب .. ببساطة لأني لم أفعل بعد ما يجعلني ضمن خانة اولئك الكتاب الصفوة .. لم أنشر كثيرا .. و لا أعتقد في نيتي فعل ذلك .. وهل التواصل ، بالضرورة يحتاج الإعتراف الرسمي من قبل المؤسسات؟ لا أدري بالضبط .. و لكني لا أخطبُ ود المؤسسات ، ليس اٍستهتارا بقيمتها و دورها .. و لكن تجنبا لصرامتها و اٍدعائها الأجوف على أنها تملك براءة تحريرنا ، و بالتالي الإعتراف بنا كذوات تقولُ . الكتابة قول .. و القول رسالة .. و الرسالة تواصل يزعم تأسيس فضاء للتفاعل بين ذات تقول و أخرى تتلقى .. و في فعل ذلك ، تسعى الى تأسيس فضاء للحميمية .. و أنا أقنعُ بذلك ما وجدتُ اليه سبيلا ..
2.
قد تكون الكتابة / القول نزيف خصوصي نمارسه بسرية في فضاء وحدتنا الذاتية.. و فوق ذلك ، فهي خطر على الحياة .. أنجزتُ فانتازيا هويدا الجنرال في خلال 4-5 ساعات.. و هي متعة حققتْ لي وجه من وجوه الذات.. تلك الوجوه التي نقضي العمر لهثا لتحقيقها و لو هنيهة .. كتبتها في صالة بيتي .. تحت ضوء الشمس الربيعية ، المتسللة خلف النافذة العريضة .. كنتُ أجلس على الأرض و أمامي تربيزة صغيرة coffee table .. كلفتني علبتين سجائر .. العلبة تساوي خمس و عشرين سيجارة .. و ارتفاع في معدل ضغط الدم .. و من هذه النقطة اكتشفتُ أن الإصرار عليها ، الكتابة / القول ، بهذا الصدق يشكل خطر على حياتي و لا أريدُ أن أفقدها (وراي شهد و شروق يا جماعة ) .. ثم كانت هناك موسيقى ، مصادفة وضعت ثلاثة اسطوانات تلعب تلقائيا .. موسيقى فريق البوب الشهير Bee Geese .. و مجموعة Temptations ..و أسطوانة موسيقى علاجية.. يغلب عليها الفلوت .. بعد الفراغ منها.. شعرتُ باٍرهاق عظيم .. و لم أتورط في قيادة سيارة .. الإحتراق ، يا أصدقائي و صديقاتي ، قدر .. و هل يملك الإنسان منا خيارا أمام القدر؟
3.
ماذا قلتُ ؟ .. و ماذا كنت أنوي أن أقولُ ؟ هي اٍعتذار .. لأمرأة ما .. , أرجو أن يفيد الإعتذار بعد مضي السنين الطويلة ( لا تؤجلوا اٍعتذار اليوم الى الغد) ..
كانت وجوه عديدة .. قد احتلت خلايا الذاكرة .. فانتازيا هويدا الجنرال .. فيها شيئ من وجه حبوبتي أم سماح بنت نصر السكران ( والدة أمي ) ..و فيها شيئ من وجه حبوبتي جالية بنت معلا أبو أم خيان ( عمة أبي ) .. و هي سبب لمثل شهير في دار المسيرية يقول ( البلا الجابتو جالية ) .. لأنها صرعت اثنين من الهمباتة .. و جندلتهما.. و جاءت بهما الى الفريق و هي تتوشح بندقيتهما الخرطوش المرمطون .. تقول الأسطورة .. نالتْ جالية علقة ساخنة و كان جدي الفضل الشايب ولد شــنة يقول لها في ما معناه ( ده شنو البلا الجبتيهو ده يا بت معلا .. الهمباتة ، مهما كانوا سراريق .. هم رجال و أولاد قبايل .. !) .. و لكم أن تتخيلوا شكل المفارقة / المأسـاة .. و أيضا كان هنالك وجه المغنية / الممثلة الأمريكية Eve .. و هي أفركان أميركان .. و بالمناسبة اسمها جيهان جيفرسون .. من فلادلفيا .. شغلت جيهان ذاكرتي بحضورها في فيلم Barbershop.. من اخراج توم استوري ..و أنا أزعم أن جيهان تلك ، فيها شيئ من دم أهلنا دينكا أبيي .. ! و لكن حضورها رفد شيئا من هذه الفانتازيا .. و لكن الحضور الأكبر ، كان حضورها هي .. هويدا الجنرال .. و قد تقاطعتُ معها في مسيرة حياتي المتعبة .. , أرجو أن يعفيني الجميع هنا من مغبة الخوض أكثر .. ما أفرحني .. و أظن أنه سيفرح الأصدقاء و الصديقات هنا .. أنها حدثتني بعد نزول الجزء الأول و الثاني بالتلفون .. بالمناسبة هي الآن في السودان .. و ظني أن أجمل ما فيها ، اْضافة لساقها الممتلئة و جمالها النبيل، اصرارها على البقاء هناك .. هل تؤثر مثل تلك الإفادة على تصور من تابعوا/تابعن الفانتازيا .. و افسحوا / أفسحن لها وقت من زمنهم الخاص؟
4.
هنالك وضوح قليل قليل جدا في بعض من مفردات اللغة .. و اقصد بالوضوح ..المفردات التي قد لا ترضي ذوق بعض المتابعين و المتابعات لإعتبارات عديدة .. أقول ، وضوح اقتضته ضرورة أنسنة الأحداث و الشخوص .. و قول عاديتها.. و كان يمكن أن تُلغى مثل تلك المفردات من الحضور في القول/ الكتابة .. و لكن هل سيُلغيها ذلك من ذاكرة انسان السودان وواقعه اليومي المتحرك؟
5.
قد تكون فانتازيا هويدا الجنرال في جوهرها ، اضافة لكونها اعتذار ، هي قول عن حلم .. و الإصرار عليه ( الحلم ) .. و على أن لا قوة في هذا الكون تستطيع أن تصادر حقنا في أن نحلم.. أو تشل قدرتنا على ذلك ..
شكرا لكل من تابعها/ تابعتها بالحضور بين أجزاءها .. و لكل من جعلها/جعلتها فضاءا حميما للونسة مع الأصدقاء و الصديقات .. و لكل من خاطبني/خاطبتني عنها عبر التلفون – المسنجر- الإيميل .. و شكرا أيضا لكل من تجنبها/تجنبتها باٍعتبارها رغي لا يستاهل.. , أيضا شكر لكل من تعمد/ت تجاهها صمتا متجاهل ، تأسيسا لتواطؤ النسيان تجاهها و تجاه من قالها .. باٍعتباره قادم من لا مكان.. و من لا خلفيات مشتركة .. شكرا للجميع هنا .. مين عارف .. احتمال تكون فاتحة تشجيع لقول آخر .. علاه الغبار في دهليزي .. أعني تلك الأضابير التي أخاف منها كثيرا .. بيني و بين نفسي .. و عزائي الوحيد فيها .. اني كتبتها و سأكتبها انتظارا لزمن ما .. أقنعُ بدور المشاهد .. و رهاني محبة الناس الذين يلتمسون خيوط صدق فيما أهزى به هنا .. أنتم / أنتن معي .. و هذا يكفي.. و دمتم كبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فـــانــتــــــــــازيا: هــــــويــدا الجـنــــرال (Re: Ali Alhalawi)
|
ها قد عدت يا صديقى ..
تقرفصنا أنا و والدى على الأرض .. إستعنا ببعض الطوب الذى تخلى عن مكانه فى المبنى العتيق بفعل الزمن و الإهمال .. علنا نمنع بعضا من تراب الأرض من إفساد بياض جلاليبنا .. الجميع من حولنا يفعل ذلك إلا قليل .. منهم لم يجد الطوب و عدد أقلّ لا يخاف إتساخ جلاليبه .. لأنه لم يعد فيها موضعا يشكو البياض .. الكل متلهف لظهور النتيجة .. الأبناء أعمارهم شبه متساوية ككل التلاميذ الذين أكملوا مرحلة الأساس و يحلمون بوضع أرجلهم فى أولى عتبات سلم الرجولة .. الآباء إختلفت سحناتهم و أشكالهم و فعل الزمن فيهم .. قال أبى الذى كان واثقا من نجاحى .. أها بتجيب مجموع كبير؟ .. إبتسامتى التى كانت تحمل إستنكارا أكثر مما تحمله من إبتسامة أغنتنى عن الإجابة .. كما أننى إكتشفت لاحقا غرابة إجابتى لقريبى الطيب ود أحمد حين سألنى .. بتنجح إن شاء الله ؟؟ إجبته ببراءة طفولية .. لا لا ما إن شاء الله .. بنجح عديل كدا .. يد أبى التى لم تفارق جيبه إلا لوضع السفّة .. أنبأتنى أكثر من تلميحاته بوجود جائزة مقرونة بنجاح باهر .. أطرق رأسى و أحيانا أكف عن اللعب بالحصى مفكرا فى مقدار الجائزة .. لم يرضى طموحى بأقل من الطرّادة .. و فى أفضل لحظات تفاؤلى أحلم بأن تكون جنيها أخضرا بالتمام و الكمال .. تفاجأ أبى بالنتيجة و تفاجأت أنا بالجائزة و التى كانت ساعة يد
إندهشت حد الجنون كدهشتى بالساعة ماركة "جوفيال" بإهدائك لى هذا السرد الجميل و المجنون أيضا .. أنا الذى لم أرتق لمرتبة قارئ أعمال مجوّد .. دعنى أسمي عملك المتفرّد هذا "القطار" .. لأنه أوّل ما تخطو عينك فى أول حرف فيه و لآخر حرف تجدك متفاعلا مع كل شخوصه .. أحمد الدلقان .. صلاح السماك .. عبد الله الديك .. حسين كلوكه .. هويدا الجنرال ... و عصام الكات الراوى و الشخصية .. أعجبتنى اللغة الدارجة التى أدرجتها فى الحوار لأنها هبطت بالفانتازيا من علوء الخيال لأرض الواقع المعاش .. "ده شنو يا عوير .. يا خوّاف .. ح تفضل طول عمرك دلقان ..!" .. "ود الكلب يا الكات .. بذمتك الكلام دا قلتو فى المؤتمر؟" .."الشنينى التمعط شعرتك" .. ضحكت فى التعبير الأخير و إستحضرت قول محمد شكرى " أنتظر أن يفرج عن الأدب الذى لا يجترّ و لا يرواغ" .. إلى متى نظل نراوغ و نحن نسمح حبوباتنا ينادين الطفللات حين يغضبن منهن "تعالى إنتى بالتقطع جملك" .. "أمشى يا ود الغلفاء" .. فإلى متى نلف كلماتنا بالكتمان؟!! و إلى متى نذوّق الكلمات بالأكاذيب؟! .. ألا ترى تناقضا بين الدعوتين "قطع الجمل" و "الغلفاء" ....ألا يدل على إنفصام فى شخصيتنا؟!! .. هذا موضوع آخر يحتاج لقعدة مجيّهة
فيا صديقى .. أن هويدا الجنرال التى لم يتعدى عمرها الخمس ساعات .. لفتت العقول بجمالها .. لو صبرنا حتى قامت قبّتاها لقامت قيامتنا و هتفنا "الله حى"
و أخيرا يا صديقى "تصبح على قيامة ليها ضل ..!"
عرضة خارج الحلبة: أين فردتى صديق ود رحمة .. عله يصلح ما فسد من ذاكرتى و يذكّرنى إعراب إقبال الياس من كتاب الشواك
عرضة أخرى .. و برضو خارج الحلبة .. أين مولاى الملا عمـر ؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
|