حـكاية البنت التي ســكاها القـمر

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-12-2024, 05:07 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة محمد النور كبر(Kabar)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-17-2004, 08:38 PM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حـكاية البنت التي ســكاها القـمر


    الى..اقبال الياس..انتظارا وانحيازا لزمن الايراق..

    ثلاثة كان يمكنهم رواية هذه القصة بصورة افضل واجمل..زهاء الطاهر، بشرى الفاضل، وعادل القصاص..اما يحى فضل اللـه..فقد كان مشغولا بتعرجات المصير في تحولات في مملكة الأحـلام الى حين اشعار اخر..
    لم تكن التفاصيل تشهد شيئا من الاستقرار في رأسي..بل هي فورة خيال اضناه الركض في مدارات التسآل..فانهارت بنية الصورة انهيار فظيع..
    " البشرية انواع" ..كتبها هارون الفوراوي ،الذي كان يعمل طحانا في طاحونة حسبو الطويل، حينما زاغت منه نعمات بت الشيخ بحق الطحين زوغة مبينة..وتركت خشمه ملح ملح..يسب النواعم من خبيز ودقيق واوانس..او ربما عوانس..ولم يكن ذلك هو ما دعاني لكي اتداعى واتخاطر مع هذه الحكمة التي صدرت من حكيم لا يدرك قدر نفسه كحكيم..او بالعربي الافرنجي ..كفيلسوف تتساقط الحكمة من فمه بعد كل سفة تمباك يرمي بها على الأرض..او قل بعد كل حالة زهج عارمة..فالزهج يولد الابداع..
    ثـم..ترنحت تفاصيل النغم في خاطري..حاولت ان اغني ..ففشلت الفشل اياه..مثلما حدث لي من قبل مع كرة القدم..فضاعت مهاراتي الواحدة تلو الاخرى..ووجدتني في حال افضل منها حال ابليس في قمم العشم..العشم في الجنة طبعا..ولكن قد لا يشكل هذا مدخلا للخيبة والكسل الوجداني..فربما كانت في النفس بقايامن وهج..يستطيع..على الأقل..ان يكمل صورة تلك البنت..
    تلك البنت..هي..بلا شك..فصيل بحالها من تلك الفصائل التي شملها هارون الفوراوي بعبارته الظريفة تلك.. اما السك ..فهو الاخر كما الناس انواع.. ناس ساكة المعيشة..وناس المعيشة ساكاها..وناس ساكة الموصلات ..والمواصلات شاردة منها.. وناس ساكة كلب..وناس الكلب ساكيها..وناس ساكة الأمل والامل رهاب..وناس ساكة البلاوي..وناس البلاوي ساكاها..وهكذا دواليك..
    ومن تلك الدواليك..دالية هاجر بت الشم ..التي سكاهاالقمر..
    و قبل ان يتهمنا احد بالجنون ويدعو للحجر علينا من شدة السفه..دعنا نلبس التفاصيل ونغوص في اعماقها غوصاحميما ..تلتحفه البراءة وصدق الضحكة الصفو..
    ايام الضحكة الصفو تلك ..كان القمر يسكن حارتنا..ذلك في زمن قبل ان نعرف الغبار وغبش الرؤية وضيق المعيشة وبهدلة الغربة والاغتراب والهجرة الرهاب..ولم يكن الأوزون حينها مثقوب الرئة.. يتنفسنا ونتنفسه نقاءا زاهي..والأحلاف كانت قابعة في قمقمها الجني..ولم تتعلم بعد كيفية التحرش بالدنيا..
    اما النجيمات.. فكن يعجبهن ان يتبادلن التنافس كماالبنيات..ويلبسن الألق ويتسكعن في سماء صافية..كانت هي سماؤنا..
    والبنيات..هن الاخريات..يلبسن الحلم ويمارسن قدلات المساء البهية..تلك التي تولد في خيالات الشعراء المطاليق ـ مطاليق في مداين الجن طبعا ـ اغنيات من جنس "لي في المسالمة غزال"..أي واللـه..لي في الحلة الفلانية غزال كمان..على غرار ومـومو كمان..
    جلنا قد لا يعلم حكاية مومو هذى..فلقد حدث في عهد الرئيس السابق..ان تظاهرت اهالي قرية ام قرنا جاك ..والمدللة بام جاك..الواقعة شمال بابنوسة..وليست باب الانوثة كما يدعي بعض الخبثاء..
    تظاهرت اهالي تلك القرية..يحدوهم ا لعشم بالتنمية والتعليم واقتسام كعكة السم المسماة تهذبا ثروة..تظاهر الاهالي وبحت حناجرهم من الهتاف العجيب..ام جاك تحي رئيس..
    ولما كان اهالي مومو..القرية المجاورة..كسالى او قل زهاجة..فقد اختصروا الأمر برمته..وانتظروا بعد هتاف اهالي ام جاك..ليقولوا..ومومو كمان..مؤسسين بذلك فتحا جديدا في باب الاضافة النحوي..ونحن ايضا ننتظر اولئك الشعراء ليقولوا قولهم في جمال البنات السمحات..لنقول من بعدهم..واللـه نفس الشعور..الم تكن المسألة هي مجرد اضافة..
    نعم..مجرد اضافة ، كانت سماؤنا هي هكذا..صافية كحنايا الطفل الغرير..الذي لم يكن ي خطر بباله ان المسألة المعيشية في النهاية قد تجيب ليها ..بوش في الفطور..او ربما مجازفات اخرى لا يعلم مداها الا اللـه..
    لم يتقدم منافس للقمر..فكان حرا طليقا..
    هاجر بت الشم ، دبت الانوثة فيها دبيبا أشبه بدبيب الصهباء في عروق عشاقها الملاحيس..ارتسمت ألقة في خدها الأيسر..وكان اليسار حينها صفة مرغوبة غير ملعونة او متهمة في جمالها ودينها وخيالها..
    كانت تلك الالقة..يحلو لها التشكل والتلون والتنوع..مما حدا بالبعض منا ان يدعو فجأة باعتماد فلسفة التنوع كمبدأ لاقرار حقوق المواطنة..
    ولكن اصدق من وصف تنوع تلك الألقة هو بلا شك هارون الفوراوي..والذي قال "الألقات انواع"..فتارة تكون نصف قمر..او قل هلال استطاب الانحاءة في محراب الجمال.. وتارة تكون مثل نون اجتهدت بشدة لكي تحتضن نقطتها وتحميها من حملات التفتيش والتنقيب..والكشات ـ حماكم اللـه ـ وتحت تحت حملات الخدمة الالزامية..!!
    هذه الألقة..والتي فرتقت مياسم الدهشة في خيال احد المطاليق وجعلته يسميها النونة المجنونة..كثيرا ما كانت تولد في دواخل مشاهدها نوع من الالفة والصلوات الجوانية..التي تتناثر لهفة وشهقة وشكر للـه وصلاة علي النبي..وكثيرا من الحيحيات..مثل..احي علي سماحتك دي..
    عرفت هاجر قيمة تلك النونة..وجعلت توزع البسمات على كل من هب ودب ـ هب مذعورا من وهج الجمال ودب مجنونافي مساربه ـ وتمارس ضحكتها الرنانة تلك في حضرة المريدين من شعراء ومحبين وناسا قيافة..!!
    اما خصلاتها ..فكانت ضفائر تطاردها الريح المسعورة..فتركض هي بدورها لتطارد هاجر..بالواضح المافاضح..كانت هاجر هي البنت التي تطاردها ضفائرها..!!
    امتلأت هاجر بالالق.. وفاض ما تبقى منه ليبلل هذه الاوراق التي نحاول ان نرسم فيها صورتها..ولكن هيهات..
    و من تلك الهيهات..ان عيونها لم ترى شـيئا غير الرقيقات من ورد وزهر وريحان وقطائف ومخمل..و يوم ان رأت خـوذة السـواري وبوت العسكر..صابها الرمد..فبكت هي على القبح..وبكينا نحن من حرقة البمبان ..وتأزمنا كثيرا من فكرة البيان رقم واحد..!!
    اسبلت هاجر رمشها ذات مرة في حضرة عزالدين التوير..فركبته حالة من الهيجان والثورة..فقرر الموت في شــان اللــه..وصاح فينا.."ما شفتوهو رمش هاجر يوم انسبل واتدلا..ها ياناس ها..الموت واللـه اولى"..
    في الحقيقة .. منذ صرخة التوير تلك..توالت كتائب الموت وارتال الشهداء في سبيلها..
    و في سبيلها.. لم تكن هاجر تغير من القمر..ولم تغشاها خوفة او رجفة بسبب المنافسة الحرة..ولكن ذات يوم..تبدلت تلك المعادلة واصبح القمر هاجس يهدد هاجر ويعكر صفوها السلسبيل..ربما تكون صدقت هي كذبة احدهم حينما ادعى..في وجود القمر ، تنطفئ كل الألقات..بما فيها تلك النونة المجنونة..!!..تخيل هذا الحقد..!
    واصبحت هاجر تهذى..ونهذى نحن ايضا..
    اول ما بدأت به هذيانا.. اعلانها بانها باتت تكره الظلام..!..وهل يوجد انسان عاقل يحب الظلام؟..اشك في ذلك..
    ثـم باتت تعلن عن محذورات اخرى..مثلا كراهيتها لليالي اوخر الشهور..قلنا جائز..هذا مشروع في اطار توجه هاجر ذاك..لأن مثل تلك الليالي قد تكثر فيها الظلمة والآفات الأخرى التي يدركها جلنا..!!
    وصارت هواجس هاجر معلنة على الملأ..وزادتها بالسخط على التتار المقتحمين لمواكب الزفة القادمة في مجالي الفرح..!!.. بيني وبينك..انا لا علم لي بالمقصود بالتتار..او مواكب الزفة..ولا حتى مجالي الفرح تلك..ولكن..ماذا نفعل..هو مزاج هاجر هكذا..وهاجر مزاجها قانون..!!
    ثم اضافة هاجر..بوضوح..سخطا اخر تمثل في السب على ملزمة رفع المعاناة ودرء الكوارث.. اضافت هاجر كرهها لهذه الملزمة اللعينة بعد ان تقدمت بطلب رسمي للجهات الرسمية اياها لكي تحميها من مغبة مخاوفها تلك..وتوفر لها الأمن النفسي (لأن هاجر كانت تعتقد جازمة بأن الأمن النفسي من المحميات التي تقع على عاتق الدولة تجاه مواطنيها..!!)..
    صار هذيان هاجر بت الشم..خبر تتداوله العامة والخاصة..وازدادت هواجس العامة هاجس اخر اضافة للهواجس المعلومة من جنس شظف المعيشة وزحمة المواصلات والأكاذيب المالحة والحرقات والمغصات والكشات ماظهر منها وما بطن..!!..واصبح الحوار يبدأ بهواجس هاجر..بدلا عن ان يبدأ بالعبارة المعهودة "الليلة المريخ لاعب"..بل حتى المريخ في ذات نفسه صابه الذعر وارتجف ..وارتجفت معه مهارات اللعب الى حد الارتخاء..!!
    الاطفال في المدارس صابتهم سكتة..وغشت العابهم وضحكاتهم البريئة موجة من الحزن النبيل..وكفت ايقاعات الفرح تدريجيا عن ارسال تواقيعها ..التي تجبرك على الرقص ولو كنت ملتحيا..!!
    باختصار ..حياتنا صابها شلل..وتحت التحت نصفي..
    احتجبت هاجر برهة عن الانظار.. وكفت الاذاعات الوطنية عن ترديد برامج المنوعات وما يطلبه المستمعون الافاضل..و المسلسلات خصوصا الوطنية منها..ولبست تلك الاذاعات ثوب من الجدية والتكشيرات ..لزوم الرسميات..وتمددت العبارات المنفوخة..التي توحي بأن امر جلل سيحل..وهل هناك اجل واعظم من زهج هاجر بت الشم؟..لا اظن..
    واصبحنا نتدافع نحو بيت حاجة آمنة بت الوكيل ود حسب الباري..والدة هاجر بت الشم.. وتدافت الاجتهادات..خصوصا بعد ان علمنا ان هاجر قد قررت الصمت..و في مغبة تلك الأحزان..حظي صحفي حريف بحوار معها..وذكرت له ..انها باتت ترى ان لا حاجة لخاصية الكلام عندها..برغم ان احد الشعراء كتب لها قصيدة تم تلحينها في نفس اليوم وادائها من قبل فنان مشهور.. وبثها على الهواء مباشرة من البرنامج الرئيسي العام الذي قطع نشرة اخبار الظهيرة من رأسها خصيصا لذلك البث الحي..
    الذي يطالب هاجر بالرضا ..حتى ترضى الدنيا عنا..ويعلن لها بانها لها الحق في الصمت..وللشعراء الكلام..لأن الشعراء هم اكثر خلق اللـه حبا في الكلام عن هاجر..ولم تحدث تلك الأغنية أثر يذكر..
    تدافعت الاجتهادات ..كما قلت..لتفسير حالة هاجر تلك..البعض قال بأن الأصفياء لا يحبون رؤية الأحزان المجانية ..ويمنعهم تأدبهم من رفع عقائرهم بالاحتجاج والادانة والشجب بشدة او بدون شدة..او حتى الخروج في المظاهرات..والبعض الآخر اعلن متحسرا بأن زماننا ليس فيه ما يغري بالفرح والانبساطة..اما الخبثاء ..فقالوا..انها البـورة ولا شئ في هذه الدنيا ام قدود يعدل زهج البورة في حنايا الأنثى..!! ..
    لكننا والنصيحة تقال..لم نجتهد في البحث عن علاج لحالة هاجر تلك..اللهم الا اجتهاد ذاك الشاعر صاحب تلك الأغنية المحظوظة..!!
    عفوا..لقد نسيت..هناك نفر منا دعى لتأسيس ميثاق اسماه "ميثاق حماية هاجر"..ولكن هذا النفر ابتلعه الجب ولم نعرف عنه بعد ذلك..!
    وعدم جدية اجتهادنا..ربما تعود الى واقعة كوننا امة تحب التشخيص اكثر من الاجتهاد فيما وراء ذلك التشخيص..كالبحث عن الحلول الناجعة مثلا..
    كتبت هاجر اثناء صمتها ذلك..تذكرنا..بأننا فعلا نجيد القاء الأسئلة و كيل سلال اللوم وتطفيفها..ولكننا لم نتمكن بعد من صقل موهبة صياغة الأسئلة بصورتها الصحيحة..لأن السؤال الصحيح يعادل
    90% من الاجابة..ولم نفهم ذلك..بل حسبناه باب من ابواب الشطحات وما اكثرها..!!
    أنشغلنا كلنا بأمر هاجر..وتعطلت المرافق العامة..الشئ الذي اجبر الجهات الرسمية بممارسة المجاملة واعلانها نفاقا بانها باتت يؤرق مضجعها ونومهاما اصاب هاجر بت الشم من سكوت..حتى باتت الحكومة في ذات نفسها تشعر بالخوف على نفسها وسمعتها من هاجر..مما حدا باحد المسئولين المتيمين بحب الثورات ـ ما مضى منها وماهو آت ـ أن يلقي خطبة عصماء .. يختمها بالتساؤل قائلا : ونحن في هذا المنعطف التأريخي نتسائل ايهما أجدى للجماهير الفتية..الثورة ام هاجر بت الشم؟.. والغريبة ان كل تلك الجماهير الفتية ردت بنفس واحد قائلة:هاجر بت الشـم..!!..الشئ الذي جعل الحكومة وخطيبها في وضع لايحسدان عليه..وكادت ان تنفسخ الخطبة..!!
    ولما طال صمت هاجر..صارت الحمى تداهمها..خصوصا في الليالي المظلمة اواخر الشهور تلك..ولكن هذه الحمى ازدادت في منتصف الشهر..وهو توقيت غريب..وكان القمر حينها مكتملا..والغبار اخذ صـنه مكرمة لحالة هاجر تلك..واذكر حينها ..ان هاجر كانت تنام في عنقريب هباب في داخل راكوبة..وتسلل الرقراق بحنية ..لغرض المجاملة والتحية..ولربما ليذكرها بان الضوء قيمة اقوى من الظلام..الا ان هاجر كان بداخلها تصور مختلف للأشياء..فشهقت شهقة عظيمة..يقال انها احدثت زلزال في بيوت الموردة العريقة و تشققت جدرانها بفعل ذلك..
    صاحت هاجر وقتها..مستغيثة" ووب علي..الحقوني من القمر..يا ابومروووووووة..القمر يا ناس !!"..وهبت تركض..ومن خلفها نسوة باكيات ورجال وصبية وشباب..
    صــار هتافنا يسد الآفاق بالصدى: مالو القمر يا بت الشم؟..فترد هي قائلة: القمر سكاني..امسكوا القمر مني..امسكوا القمر مني !!..
    وظللنا نركض من خلفها..ولم نتمكن من امساكها..
    ركضت نحو الغرب..ثم عرجت نحو الجنوب..ثم نحو الشرق .. ثم نحو الشمال..واخيرا دخلت النيل..كنا نراهاماشية..قائمة..وعيونها ممدودة نحو الأفق البعيد.. وصـراخها ندي..ندي..لم يبتلعها النيل ولكنها اختفت..!!
    بكينا من حرقة الفقد..و اصبحت الكوابيس تلازمنا..و حينما عدنا ..كان بعضنا قد اضناه الركض فعاد مبكرا..و اصبح السؤال مصلوبا على وجوهنا..بحت حروفه وماتت من عطش التكرار..

    قابلت الصادق الرضي في اول الحارة..كان مهدودا على اكتافه يرك تعب السنين وغبارها اللعين..قلت..ما سمعت بحكاية هاجر بت الشم؟..
    كان ساهما ..وقال لي : مالها بت الشم؟..
    قلت: سكاها القمر..!!
    تمتم كأنما يغالط مدا هادر في دواخله وشهق : آخ ..منك يا زمان العزلة..!
    قلت : نعم؟..
    قال: انها العزلة..فقد نحتاج الآن غناءا..!
    قلت: غناء شنو يا اخي..اقول ليك هاجر سكاها القمر ..تقول لي غناء؟..
    قال: انه غناء العزلة ضد العزلة ياحبيب..!!
    فعرفت انه في زمن اخـر..
    تدحرجت نحو باطن الحارة وتركته..
    عثمان البشرى..حينها كان يلاعب طفلة صغيرة ويراقصها على ايقاع التمتم الذي بات غريبا غربة ابوذر الغفاري..جذبته من تلابيبه..سكن الذعر قسماته ونطط عيونه بخوف حقيقي..سـألته: ما سمعت بحكاية هاجر بت الشـم؟..
    قال : سمعت..!!
    قلت :وقاعد تلعب؟..
    ترقرقت دمعة حبيسة في محاجره..وزفر يسألني..ولا ادري بالضبط هل كان يسألني ام يسألها ام ماذا..
    خرجت الحروف نديانة الملامح..يا توما من وجعي العنيد هل ازهر شجر الحديد؟..
    عرفت انه في زمن الأسئلة المؤجلة الاجابات..فمضيت..
    أمير بابكر عبد اللـه ..كان ذاهل..يحدق في الأفق .. يبحث عن نجمة غريبة الملامح..قبل ان اتحدث هشاني قائلا: هش..عرفت..انها واحدة من فقاعات زمن التصحر..!!
    مشـيت ..والخطى كانت ثقيلة..مكبلة بضجيج العتمة..
    عاطف خيري..كان متوهج الحدقات..ينسج حبال التماسك على منسج بالي..اجتهد الا يخسر قبل اتمام النسيج..
    بحت حنجرتي من الصراخ ببث الخبر والسؤال..
    شهق عاطف ..وأشر لي باشارة الدرويش المجذوب..الواضحة الى حد الفضيحة والخذلان : شهيق..شهيق !!
    وقتها جاء أبكر آدم..يحمل مخلاته التي خاطتها له حبوبته الزهيرة..حاول ان يخدعني بابتسامة تشي عن تماسكه..ولكنه انهار في منعطف السؤال الاول عن هاجر بت الشم التي سكاها القمر..
    قال : كانت عصية..اشبه بالمدن المستحيلة..!!
    ثـم رماني بسؤال كالنبل المسموم: هل تعرف الطريق الى المدن المستحيلة ؟..
    قلت : هاجر كانت مدينتي المستحيلة..!!
    قال صارخا: كذاب..هي كانت الضفة الأخرى..وقد ترجعت قبل ان نلحق بها..ما اتعسنا يا هذا..!!
    عرفت انها حالة الهذيان القصـوى..
    جاء ناس عقد الجلاد..وغنوا لآمنة بت الوكيل ود حسب الباري ..والدة هاجر بت الشم..وقالوا..يا حاجة آمنة اتصبري..اتصبري..
    حفر الدمع خدود آمنة بت الوكيل..واصبحت ذات شلوخ مطارق ..واضحة المعالم..وحينما غلبوا معها الحيلة..نادوا محمد ود الرضي..الذي نم نما حميما وقال: الأهلية كملت يا حبيب راحت..يا حليل شمس المحنة الغربت طاحت..

    تلفت انا ابحث عن القدال لأسـأله..ولكنه جرى مني..واختبأ في جوف عبارة عذراء..
    أما حميد..فلقد سكن حلق الدهشة وابى ان يقول كلمة في حكاية هاجر بت الشـم..!!
    قررت انا الانتحار تماما..وليأتي من بعدي..من يرغب في ان يكمل حكاية هاجر بت الشم ..البنت التي سكاها القمر..!!


    ثلاثة كان يمكنهم رواية هذه القصة بصورة افضل واجمل..زهاء الطاهر ، وبشرى الفاضل ، وعادل القصاص..اما يحى فضل اللـه..فقد كان مشغول بتعرجات المصير في تحولات في مملكة الأحلام الى اشعار اخر..!!


    ودمتم
    محمد النور كبر


    حاشية:
    قصاصون: زهاء الطاهر..بشرى الفاضل..عادل القصاص

    روائيون:
    ـ يحي فضل الله .."تحولات في مملكة الاحلام" ..رواية
    ـ امير بابكر عبد اللـه.."فقاعات زمن التصحر"..رواية
    ـ ابكر ادم اسماعيل.."الطريق الى المدن المستحيلة".. و "الضفة الأخرى"..روايتان

    شـعراء:
    الصادق الرضي..قصيدة "غناء العزلة ضد العزلة"
    عثمان البشرى.. قصيدة "الذكر التالتة لرحيل توما"
    عاطف خيري..قصيدة.."شـهيق"
    محمد ود الرضي..قصيدة"الأهلية"
    محمد طه القدال
    محمد الحسن سالم حميد

    الغناء:
    عقد الجـلاد..البوم "حاجة آمنة"
                  

01-17-2004, 10:45 PM

aymen
<aaymen
تاريخ التسجيل: 11-25-2003
مجموع المشاركات: 708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـكاية البنت التي ســكاها القـمر (Re: Kabar)

    العزيز كبر
    عندما اصبحت المتعة اكبر من مقدرة عقلي علي المواصلة في الاستمتاع، عرفت انه سم الفول الذي اكلته قبل قليل.. لذلك علي ان انام الان و غدا لنا لقاء
                  

01-18-2004, 05:09 AM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـكاية البنت التي ســكاها القـمر (Re: aymen)

    التحيه لكل اقمار السموات والاراضين

    ولك عزيزي .. إن لم تشملك التحية الاولي
                  

01-18-2004, 07:22 AM

shiry
<ashiry
تاريخ التسجيل: 07-05-2002
مجموع المشاركات: 3511

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـكاية البنت التي ســكاها القـمر (Re: HOPEFUL)

    سلام مربع

    تعرف يا كبر ليس للخيال ـ مطلق الخيال_ سطوة االامساك بما يمنع الافلات .الافلات في ضد ومعا . ان تكون حاضرا .. بذهنك
    ان تشحذ مد البصر عندك ان يلاحق هذا الايقاع المتسارع
    كانك وضوء القمر .. وخيالك .. وخيط من التماس اخر
    تتسابقان .
    انت نفسك لا تعرف ماذا تلاحق ..
    اللهم الا انك صرت كمن استيقظ من نومه على اصوات ناس بتسك حاجة
    ربما تلحق ان تدعك عيونك فقط لتسمح لك تلك الحركة لتقرر اي الاتجاه تسلك . غير هذا ... وحات الله مافيش ..
    ليس هناك هم .. الا الامساك بضنب النجم الهارب
    قد يكون احدى امنياتك تلك ان تمسه فقط .. لتعرف انك مازلت مع الناس الجاريه دي كلها ..
    هذا هو الاحساس الذي ادخلتني فيه هذه القطعة الجميله من الالق والخيال الجميل ..
    ذكرتني بتكنيك بشري الفاضل في حكاية البنت التي طارت عصافيرها
    ثم خيال ماركيز في خريف البطريك
    واخير جنون احمد الملك في الخريف ياتي مع صفاء
    هل قرأتها يا كبر ؟؟
    يجب ان تقرأها لتعرف .. كيف يكون الخيال محرضا على الانتحار دهشة
    لتعرف ايضا ان شهوة الايغال في تفاصيل الخيال الجامح وملاحقته
    في كثير من الاوقات تعني حتميه الموت بحد ذاته بشهقة تعادل تسعة درجات مقياس رختر
                  

01-18-2004, 11:55 AM

tmbis
<atmbis
تاريخ التسجيل: 10-19-2002
مجموع المشاركات: 24862

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـكاية البنت التي ســكاها القـمر (Re: shiry)

    كبـــــــــــر ودحلة الهنود الحمر

    حمد الله علي السلامة ياخوي .. وبركة الشفناك طيب ..

    Quote: كانت هي سماؤنا
    فرملته هنا ده .. برجع ليها لما الريق يكون مبلول ..
                  

01-18-2004, 01:03 PM

ابراهيم حموده

تاريخ التسجيل: 12-03-2003
مجموع المشاركات: 415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـكاية البنت التي ســكاها القـمر (Re: Kabar)

    هاي ولد ابا
    حمدالله علي سلامة العوده
    لست بحاجة للتربيت علي الكتف .. ولكنك قد حكيت كما عن لك
    وكما يطيب لنا ,
    ونحتاج حضورهم , الذين في الذاكرة
    محمد احمد زهاء الطاهر : جرجير خال الولد العوير
    عادل القصاص : ذات صفاء , ذات نهار , سادس ,اخضر
    وباقي الاولاد الذين يعرفون اسرار الحكي
    فهيج علينا الذاكرة بالله عليك
                  

01-18-2004, 09:29 PM

ملكة سبأ
<aملكة سبأ
تاريخ التسجيل: 06-18-2003
مجموع المشاركات: 3855

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـكاية البنت التي ســكاها القـمر (Re: Kabar)

    صديقي كبر
    تعظيم سلام
    وبركة باللمة
    ممتعة تلك (السكوكية) ومايزيدها متعة انها من غير (ميس)
    نسك المتعة لتسكنا الدهشة .. هكذا دواليك برضو
    مامستحضرة بالظبط الليلة يوم كم لكن البوست دا اوحى لى اننا يوم اربعطاشر
    وخسارة اصدقائي البورداب يفوتكم التسكع هنا

    صديقي كبر لن اقول سأعود !! انا هنا امارس عادتي والقراءة مرات ومرات
    وسأطل لمن اتفك من شبكة كلامك دا
    تحياتي

    (عدل بواسطة ملكة سبأ on 01-19-2004, 06:03 AM)

                  

01-19-2004, 03:50 AM

yasiko
<ayasiko
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 2906

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـكاية البنت التي ســكاها القـمر (Re: Kabar)

    Quote: لم تكن هاجر تغير من القمر..ولم تغشاها خوفة او رجفة بسبب المنافسة الحرة..ولكن ذات يوم..تبدلت تلك المعادلة واصبح القمر هاجس يهدد هاجر ويعكر صفوها السلسبيل..ربما تكون صدقت هي كذبة احدهم حينما ادعى..في وجود القمر ، تنطفئ كل الألقات..بما فيها تلك النونة المجنونة..!!..تخيل هذا الحقد..!

    لكننا والنصيحة تقال..لم نجتهد في البحث عن علاج لحالة هاجر تلك..اللهم الا اجتهاد ذاك الشاعر صاحب تلك الأغنية المحظوظة..!!

    كتبت هاجر اثناء صمتها ذلك..تذكرنا..بأننا فعلا نجيد القاء الأسئلة و كيل سلال اللوم وتطفيفها..ولكننا لم نتمكن بعد من صقل موهبة صياغة الأسئلة بصورتها الصحيحة..لأن السؤال الصحيح يعادل 90% من الاجابة..ولم نفهم ذلك..بل حسبناه باب من ابواب الشطحات وما اكثرها..!!

    ونحن في هذا المنعطف التأريخي نتسائل ايهما أجدى للجماهير الفتية..الثورة ام هاجر بت الشم؟.. والغريبة ان كل تلك الجماهير الفتية ردت بنفس واحد قائلة:هاجر بت الشـم..!!..الشئ الذي جعل الحكومة وخطيبها في وضع لايحسدان عليه..وكادت ان تنفسخ الخطبة..!!

    ولما طال صمت هاجر..صارت الحمى تداهمها..خصوصا في الليالي المظلمة اواخر الشهور تلك..ولكن هذه الحمى ازدادت في منتصف الشهر..وهو توقيت غريب..وكان القمر حينها مكتملا..والغبار اخذ صـنه مكرمة لحالة هاجر تلك..واذكر حينها ..ان هاجر كانت تنام في عنقريب هباب في داخل راكوبة..وتسلل الرقراق بحنية ..لغرض المجاملة والتحية..ولربما ليذكرها بان الضوء قيمة اقوى من الظلام..الا ان هاجر كان بداخلها تصور مختلف للأشياء..فشهقت شهقة عظيمة..يقال انها احدثت زلزال في بيوت الموردة العريقة و تشققت جدرانها بفعل ذلك..
    صاحت هاجر وقتها..مستغيثة" ووب علي..الحقوني من القمر..يا ابومروووووووة..القمر يا ناس !!"..وهبت تركض..ومن خلفها نسوة باكيات ورجال وصبية وشباب..

    صــار هتافنا يسد الآفاق بالصدى: مالو القمر يا بت الشم؟..فترد هي قائلة: القمر سكاني..امسكوا القمر مني..امسكوا القمر مني !!..

    خرجت الحروف نديانة الملامح..يا توما من وجعي العنيد هل ازهر شجر الحديد؟


    اخي كبر
    سلام
    أرى أحدهم يقول بركة بالعودة وبركة بالعودة
    فالمكتوب يقول ان رحلتك كانت معراجاً في عوالم
    الإنسانية والخيال والإبداع إن لم تكن على سطح المريخ
    لله درك
    (كان حاكى القمر محياها لو ما في القمر ضليمة)
    فهذا سبب سكه لها وان لم يفطن لقبح الخال الذي في وجه القمر
    الا ود ابنعوف الجنَّ حين صدَّ من فوق قيف المالح ليبدأ الاحرام من ديارها
    لا احسبك تركت للمذكورين شيئاً
    هل غادر الشعراء من متردم ام هل عرفت الدار بعد توهم
                  

01-20-2004, 06:12 AM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـكاية البنت التي ســكاها القـمر (Re: Kabar)


    صـديقي ايمن..حبابك
    كل سنة وانت بخير..كتر خيرك على الحضـور..وصدقني الفول في ذات نفسه ..احيانا ما يكون بؤرة التذكار..وما تقاسمناه مع الاصـدقاء من البوش والتسكع هو اجمل مايدعونا للحنين..وصدقني لو فصدت دمي في هذه اللحظة التي يلفها صقيع الشمال وجليده..حتما ستجد فولة وغير مكسورة كمان..
    كتر خيرك..

    صـديقي جمال ..بين قوسين منتهى الأمل..حبابك
    كانت صديقتي اقبال..التي اهديتها هذا النص المتواضع.. دائما ما تبتدئ رسائلها لي بعبارة شفيفة و تكتب لي..سـلاما قول من رب رحيم..
    وانا بدوري اقول لك..سلاما قول من رب رحيم..
    كل سنة وانت طيب..وكتر خيرك

    صـديقتي الشفيفة حد الحزن واللمعان..شـيري..حبابك
    كل سنة وانتي بخير..
    لكن المأساة يا شيري..تكمن عند حافة غرورنا وتهيؤنا بانه بالخيال والحزن والحلم يمكن لنا اعادة صياغة الدنيا..وقتها تغدو الأشياء مد من التماهي..حتى الجنون في ذات نفسه لا يستطيع استيعابه..
    كتر خيرك على التواصل..وبشرى الفاضل قد شـكل جزء كبير من وجداني وعلمني الصبر ومواجهة الخوف بسخرية عاتية..وكتابته دائما ما تؤكد لى بان الاشياء يمكن ان ننظر لها من الناحية التانية..التحية له..
    اما ماركيز..فانها حكوة اظرط من حكوة هاجر بت الشم..ولقد امتعني كبقية خلق اللـه..ولكن هناك اخرين شكلوا مدارات مباهجي الصفية..بورخيس..استورياس..ايزابيل الليندي..ولكن ادماني توقف عند المجنون جورجي امادو..
    اما صديقي احمد الملك..فهو الاب الروح لجيلنا المقهور باحزانه المجانية..وقد علمنا القدرة على القول بنبرة ثابتة الذبذبات..نعم يا شيري قرأت الخريف ياتي مع صفاء ولأربعين مرة..
    كتر خيرك يا حميمة وماتنقطعي..

    صـديقي علاء..يا ود الدهشة..حبابك
    انت عارف حصلت حاجة غريبة قبل شوية..طبعا اليومين دي الواحد بقت بتجيهو هلاويس جميلة خلاص..ومنها كنت استعيد في ذاكرتي واحدة من حفلات مهرجان الموسيقى الأول..وكانت في دار النشر بجامعة الخرطوم..وتوقفت عندلحن اغنية ثم ضاع الأمس منا..وكانت تؤديها فرقة الخرطوم وتري ..ان لم تخني الذاكرة وادائها رومانتيك..وطفر في خيالي عازف جيتار..وسالت نفسي ياربي الزول ده يكون قريب تمبس؟
    التحية ليك ..وللخرطوم لمن كانت تتحرش لياليها بتصيد الحاجات النادرة..كتر خيرك

    صـديقي واستاذي براهيم..حبابك
    لينا طـولة..وقرمانين..
    اللعنة على ابكر ادم..لقد قضى معي الاسبوعين الاخيرين من ديسمبر..وطفنا الدلنج شارع شارع..درب درب..وعزينا بعض في بعدنا عن مدينة العيون الجميلة..
    اما زهاء الطاهر..امنياتي له بالفرح اينما كان..خصوصا قدرته الحميمة على كلكلتنا بالدهشة..
    اما عادل القصاص..امنياتي له بصـفاء يمتد في اللامنتهى ..لكي يمارس استفزازنا بعبارته الأنيقة التي تجعلنا مد من الشهيق..
    وبالمناسبة ذات صفاء من القصص التي اداوم على قراءتهاباستمرار..سواءا كان النص المنشور بمجلة حروف..الله يطراها بالخير..او في مجموعته ..صليل غيابك..
    وبهم يا صديقي نباهي..و نقول لثقافة الـ dot.com طظين..
    كتر خيرك وما تنقطع..

    صـديقتي الحميمة..بلقيس..حبابك
    كومين من الفرح ليك..وتالتهم الشوق ود..
    كل سنة وانتي بخير..كتر خيرك على السلام العظمة..بالمناسبة عاجباني جدا اغنية السايقة العظمة..وبحوزتي تسجيل لواحدة من الشباب اسمها منال الأزهري..طبعا الفرق كبير..لكن اسـوي شنو..في غياب الماء وجب التيمم..
    Quote: سـأطل لمن اتفك من شبكة كلامك

    حبابك بالطلة..وعارف شــوفك دايما بيخلق الاختلاف..
    واللــه..من هسـع قلبي زادتـو نطاتو..وخايفك تشـوفي لي الحتة البتجيب الهـوى..
    ولو قدرت ارجعك الدلالة تاني..تب اكون ما قصـرت
    وحبابك كتير..وما تنقطعي..

    صـديقي ياسـيكو..حبابك
    نعم يا صـديقي..نتمنى جن ود ابنعوف..بكل صدق..عسـى ان يمنحنا القدرة على احداث لمحة التـوازن..
    كتر خيرك
    وياريت تسمع لى معاك ..اي حاجة..واكيد ح نتلاقى فيها..
    ابقى واصل وما تنقطع..

    كتر خيركم ..ودمتم
    كبر
                  

01-21-2004, 01:09 PM

أمير بابكر

تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 117

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـكاية البنت التي ســكاها القـمر (Re: Kabar)

    الأستاذ كبر
    أسمح لي بأن اهديك بعض من هلوساتي

    القطار المرََّ .. محطات في الذاكرة

    أمير بابكر عبدالله

    إهداء
    إلى روح جدي المرحوم أبوالقاسم عبدالرحمن الطيب "الوسيم"


    (1)

    كانت أمي حامل بي عندما قررت مصلحة سكك حديد السودان نقل أبي من محطة وادي حلفا إلى الخرطوم مرة أخرى. شيء عجيب كان يحدث أثناء أول رحلة لي بالقطار، خاصة وأن صرير عجلاته مع القضبان الحديدية يخترق شرايين أمي ويقتحم على موطني، داخل رحمها، ذلك الهدوء المخيم. وما بين المشيمة والحبل السري يبدأ إيقاع رحلتي المتلازم مع ذلك الإيقاع المثير لعجلات القطار وكأنه يقول لي " أخرج .. أخرج .. أخرج .. أخر ......". وفي مرات يتواتر إلي أمره "أضربها .. أضربها .. أضرب ......."، ليذهب الأمر إلى مفاصل قدمي الواهنتين التي تبدأ في محاولة التخلص من ذلك الوضع المتكور لترتطم قدمي اليسرى (لا أدري لم اخترت اليسرى) برحم أمي. أحس بأني أكثر ارتياحاً ويعود دمي في رحلة العودة إلى قلبها وينعم بالأوكسجين ليجده أكثر انتفاضاً، شيء أشبه بالابتسام يرتسم على تقاطيع وجهي غير المتماسكة "ربما راودها إحساس بأنني أفكر في الخروج الآن" معها حق أن يصيبها الرعب إن حدث ذلك، فأنا أول عناقيدها وفي القطار كمان، وربما رمت أبي بنظرة فيها كثير من اللوم لأنه لم يرسلها إلى أهلها في وقت مبكر. أضربها مرة أخرى بقدمي اليسرى وأقرقر في خبث. "هل وقفت؟؟" فوضعي صار أكثر تمدداً لحظتها.
    ينتاب التوتر بعض من أجزائي الآن ويسبح خيالي مع دمي "لابد أن أبي يقرأ مسرحية لآرثر ميلر، هل هي (كلهم أبنائي)؟" تنتفض خلاياي عندما يقرأ أبي بجوار أمي. أعلم أنه يقرأ لكاتب ما ولكن ذلك الصدر النافر عندما يتقافز أمام قدراتي الاستيعابية ألمح فوراً مارلين مونرو فلابد أنه يقرأ لآرثر ميلر. رغم أن مسكني الحالي معتم إلاَّ أن فضائي مبيض يحاول أن يتقاطع مع الظلمة ربما لأن القطار يستمد طاقته من الفحم الحجري ولكنه يفرز دخاناً أبيضاً يمتد كتلة أسطوانية إلى الخلف حتى يتلاشى أخره مع نهاية عربات القطار (هل لا زالت في ذاكرتنا أغنية من بف نفسك يا القطار!!)، أو لأن وقتها لم تكن مارلين بنت مونرو تصور أفلامها بالألوان. أما عندما كان أبي يقرأ رواية "كيف سقينا الفولاذ"، وكنت خارجاً وقتها من طور العلقة رأيت بافل يتجول بجانبي فأصابتني نوبة هيجان حتى كدت أن أندلق خارجاً وجزء كبير مني مجرد كتلة لحم. وخاطر أبي وقتها يجول فيه أن القادم مع الأيام سيكون ذكراً ويرجو أن يكون بجسارة بافل، أرى خواطر أبي بوضوح تام خاصة فيما يتعلق بي.
    طول الرحلة بين وادي حلفا والخرطوم، وأمي لم يأتها المخاض بعد، جعلت الهواجس تراودني من جدوى أن أخرج إلى عالم مجهول معلوم. وأول ما انتبهت إليه هو الرتابة، وما نبهني إليها هو الفواصل التي لا تتعدى السنتمترات بين القضبان الحديدية والتي تحدث ذلك الإيقاع عندما تمر عليها عجلات القطار.
    نعم، الرتابة ستجعلني أمانع في الخروج. تقاطعت رؤى هلامية غير واضحة الملامح واستغرقتني لدرجة أنني استسلمت قافزاً إلى أعلى رحم أمي حتى أن صوتاً قوياً صدر من داخلها كاد أن يخترق المشيمة، والتصقت هناك متشبثاً بتلك المادة اللزجة. تصاعدت انفعالاتي وكيمياء لا علاقة لها بكتلة اللحم التي بدأت في التشكل لتصير في خاتمة المطاف أنا، واستقر في تلك التجاويف، التي تراءت لي وكأنها أنابيب حلزونية غائرة العمق وبعيدة الطول، استقر فيها أن البقاء في رحم أمي أفضل بكثير من الخروج.
    عند بلوغي تلك المرحلة من الانفعالات "شفطت" كمية من الدم أكثر من اللازم وهمدت أطرافي التي بدات في التماسك بعد زمن من الحركة الأميبية، وصارت تهدهدني نغمات الإيقاع وهي ترتفع "ده دمدم .. ده دمدم .. ده دمدم ......."
    شعرت بالارتياح يسري في عروقي، فأمي قد إطمأنت بعد وصول القطار لمحطة الخرطوم وأنا ما زلت متشبثاً بداخلها ودواخلها. وقضينا – هي وأنا - ردحاً من الزمن، أرفسها مرة وأعض على جوانبها مرات وهي تصرخ في خيوط حبلي السري وتلعن "أبو خاشي" فما زال تأثير محطة وادي حلفا ملازم لها.
    أصابني في يوم غرور بقوتي بعد أن أدركت أن في مقدوري أن أزيد من آلامها، وقررت ذلك اليوم أن ازيد من مناوشاتي لها وتناسيت رغبتي في عدم الخروج. تأوهت بشدة وجاءها المخاض.
    بعد أن رفضت عضلات رحم أمي أن تتركني وشأني وبمساعدة قابلة لعينة، قررت في دخيلتها أن تخرجني مهما كان الثمن، خرجت ببطء لتقلبني القابلة رأساً على عقب وتضربني بشدة على عجيزتي. تزامنت اول صرخة لي مع انطلاقة صافرة حادة معلنة قيام قطار من محطة الخرطوم ليستقبل حي المرطبات أول مولود لأبي وامي وسط حضور جيد من الأهل. يقولون إن الطفل عند ولادته يصرخ نتيجة دخول أول هواء إلى صدره ولكني أشك في هذا الأمر، فربما كانت هناك أسباب أخرى وللمواليد عالمهم الغير قابل للإختراق.
    فأنا مثلاً كان يمكنني أن اواصل تمنعي بعد إخراجي قسراً لكن ضربة القابلة كانت مؤلمة وكانها كانت تقرأ أفكاري. هي تعلم أن أبي رجل سخي وسيجزل لها العطاء بعد ولادتي، ولا تريد أن تضيع مثل هذه الفرصة لذلك لن تسمح لي بتنفيذ أي أفكار شيطانية، وهي كذلك لن تترك لي مجالاً لمفارقة الحياة قبل "السبوع".

    أمير بابكر عبدالله
                  

01-20-2004, 07:07 AM

بت قضيم
<aبت قضيم
تاريخ التسجيل: 07-05-2002
مجموع المشاركات: 2048

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـكاية البنت التي ســكاها القـمر (Re: Kabar)

    تداخلت السلوك فكتبت هنا رداً على بوست آخر وفي بالي الرد على هذا البوست.. لكني لم انتهى من حالة الاستمتاع بهذا البوست بعد،، فاعذروني لهذه اللخبطة ودعوني استمتع بما يكتب كبر،، فهو عندما يكتب ،، يكتب صح.

    دمتم جميعاً

    (عدل بواسطة بت قضيم on 01-20-2004, 07:17 AM)

                  

01-21-2004, 06:38 AM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـكاية البنت التي ســكاها القـمر (Re: بت قضيم)


    صــديقتي بت قضــيم..حــبابك
    كـتر خـيرك على الحضــور..
    وليك كل ما تحتمله مسام الاندهاش..ثم مواسـم من الصمت الوســيم..
    و ما تنقطعي


    صــديقي ياسـيكو..حــبابك
    انت عارف يا ياسـيكو مرات كتيرة ..بجيني افتكار انو الغيم بالجد دموع ناس واحدين..وانو الموسيقى هي الحنين الحقيقي في هذه الدنيا ..
    ثـم..
    انه الشــوق يا صــديقي..ذاك الذي يجعل منا رقرقات حميمية تنداح في تعاريج الزمن / البـوح
    كتر خيرك على مكـتول هــواك يا كردفان..
    وقد كانت حجاب بالنسبة لي من شيطان الحزن العاتي..
    والتحية لاستاذي عبد القادر سالم..والتحية للأنامل الندية التي تعرف جيدا كيف تتحـرش بغيوم اشـواقنا وتسكب خفق دفوق عبر اوتارها..
    كتر خيرك يازول يا حنين


    صـديقي الشــفيف..رحمابي..حبابك
    Quote: العشق - الحنين - الشوق الحااار دااااك

    صــدقني هي مرتكزات دســتور الصـدق واحادية النقاء.. ومنها ديباجات السؤال الكاوية..
    كتر خيرك ..والصديق ابكر بخير..وسائل عن كل حميم..فقط مشغول ببعض التحولات ..واكيد ح افيدك اكتر

    ودمتم
    كبر
                  

01-20-2004, 07:12 AM

yasiko
<ayasiko
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 2906

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـكاية البنت التي ســكاها القـمر (Re: Kabar)

                  

01-20-2004, 09:59 AM

AlRa7mabi
<aAlRa7mabi
تاريخ التسجيل: 08-15-2002
مجموع المشاركات: 1343

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـكاية البنت التي ســكاها القـمر (Re: Kabar)

    صديقي كبر

    وعن ماذا تبحث ...؟؟؟؟
    عما أضعناه .. أم - ما - أضاعوه منا

    العشق - الحنين - الشوق الحااار دااااك


    النضمى السمح دا ، لو - تعرف - كم زيّن هذا الحوش
    وكلهو (مضروب جير ) الفرح والفال زي لما زول يرجع من بلد الرسول

    هذه المضغة - رغم صغرها - تشيل دا كلو يا كبر

    المحبة التسامح .. الحكمة من زولا بسيييييط

    استاذي كبر .. رجعت لي بعض توازني لك الشكر

    مهلا .. بتدورك تلمني في دربا لي شيخي د. أبكر

    اي - خيط - الكتروني على ماسنجري

    مشتاااق ليهو ؟؟

    سلام

    رحمابي
                  

01-21-2004, 07:11 AM

THE RAIN
<aTHE RAIN
تاريخ التسجيل: 06-20-2002
مجموع المشاركات: 2761

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـكاية البنت التي ســكاها القـمر (Re: Kabar)

    كبر

    ود النور كامل الدسم

    أنا، ترنحت تفاصيل الطرب في خاطري

    فطلبت كأسأ أخرى، وفى النية طلب غيرها أيضا

    إن النفس أمارة بالمحبة، وبالطمع

    وسأحتسى كل كأس من طربك البرمكى ذى الألوان

    حتى ثمالة الطرب ذاته

    ودعتك لى الله، وودعتك الله

    أبوذر
                  

01-21-2004, 07:28 AM

بت قضيم
<aبت قضيم
تاريخ التسجيل: 07-05-2002
مجموع المشاركات: 2048

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـكاية البنت التي ســكاها القـمر (Re: Kabar)

    كبر العزيز
    انت كتر خيرك أن تجعلنا نقرأك
                  

01-21-2004, 10:53 AM

ملكة سبأ
<aملكة سبأ
تاريخ التسجيل: 06-18-2003
مجموع المشاركات: 3855

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـكاية البنت التي ســكاها القـمر (Re: Kabar)

    والف كتر خيرك ياسيكو وانت تعطينا الوسادة
    لتحلو (رقدة) المبيت هنا
                  

02-14-2004, 07:37 PM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـكاية البنت التي ســكاها القـمر (Re: Kabar)


    صــديقي المطر..حبابك
    كتر خيرك وليك كل الكاسات..وكل ما تبقى من الزمن ليرسم بؤرة التوهج..لينضح الافق سلاما ومحبة..فلازلنا ياصديقي نؤمن بان الافق له وراء..ووراء جميل


    صديقتي بت قضيم..حبابك
    وكتر خيرك على التواصل..وليك وردة..

    صــديقتي بلقيس..حبابك
    كتر خيرك على التواصل..وليك اهتزازات النغم الحبيس البتحاول تكون رغم انف الوجع النازف..

    صـديقي امير..حبابك
    كتر خيرك على هذه المحطات..وليك كل الود وبينا قرايات كتيرة..بس اللـه يدينا العافية

    ودمتم
    كبر
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de