الى امين محمد سليمان ، معاوية المدير..واخرين كثر ، الجمتهم وجعة الدهشة ، وفاتت عليهم غوايات الحداثة ، وبناء الذاكرة المتعبة..طوبة طوبة.. فألأمر معنى ، ولكن أي معنى؟؟؟؟!!
كبر
03-25-2015, 09:35 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
علي غير العادة ، التي اتبعناها مسبقا في تواصلات سابقة ، يأتي هذا التواصل مع نص الشاعر السوداني اسامة الخواض ، الموسوم (خسوف القمر الأتبراوي) ، فلقد كنا نؤمن حقا بموت الكاتب وحياة القارئ، لتكون تلك ذريعة تنجينا من سوابق الكاتب ، حياته ، احزانه ، الامه ، تكوينه النفسي والوجداني والسياسي والجمالي ، ولقد فعلنا التواصل بصور متعددة ، كنصوص مكتوبة (شوقي بدري ، ابكر ادم اسماعيل ، عثمان محمد صالح ، محمد المكي ابراهيم ) ، ونصوص مرسومة (ايمان شقاق)..و نصوص مسموعة في اغنيات مقتنيات بدقة من موسيقى افريقية تجوس بمعانيها ، في ركضها الخرافي نحو بئر المعنى، ثم نهز اكتافنا عجبا ونمضي في حالنا.. فتأكلنا البراغيت في ركضها الدوؤب في امتصاص الدم ، دم الغلابة الحزاني اياهم..!
هذا التواصل ، يأتي في منعرج غريب للغاية ، فاهالي امسودان ، من اصحاب العواميد الراتبة في صحف امسودان السيارة ، وصفنا باننا مجرد (نقاد صغار) ، لا لشئ جنيناه ، سوى اننا سولت لنا نفسنا الأمارة بالمشقة والمسغبة في البحث عن بئر المعني ، لنستقى ، أن نتخاطر ، تواصلا ، مع كاتب القصة القصيرة السوداني ، مصطفى مدثر ..!!
وان كان البعض يرانا مجرد (نقاد صغار) ، فهل هذا يمنعنا من انجاز تواصلنا؟..هل هذا يمنعنا من الإستمرار في تقديم الإشراقات التي قد تعين انسان امسودان في قراءة نصوص مبدعيه؟..بالطبع لأ..سننجز ما نؤمن به ، ولنظل مجرد (نقاد صغار)..وسوف نصل لبئر المعنى بوسائلنا ، طرائقنا ، وتواصلنا الخاص..!!
كبر
03-25-2015, 09:41 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
وهنا ، لابد من حياة الكاتب ، لو يسرا قليلا ، قد يشفى غليل بعضنا في حانة البحث عن المعاني المتواربة /المخاتلة / الممعنة في تمنعها ، الإ لمن رحم الرب ، ولسنا من ذاك النفر المحظوظ.. اقول ، والرعب يسكنني في ارتكاب هذه المخاطرة العجيبة المدهشة ، انه في اواخر العام 2014 ، اقام اتحاد كتاب امسودان ، فعالية خاصة ، للإحتفاء بتجربة الشاعر السوداني اسامة الخواض ، في كشفه المسمى (النص الملتميدي) ، ولم تنسى بطاقة تعريف الفعالية تلك ، ذكر اشارة مخاتلة للغاية ، وهي تذكير بعضنا بان اسامة الخواض هذا ، من احد مؤسسي اتحاد الكتاب في دار امسودان..!!..فالرجل له مشروع شعري قتلته الغربة في سوح اهله ، كانما هي مفارقة ذكية وحزينة ، لتطبيق مقولة (زامر الحي لا تطرب مزاميره البته)..!!
وان كان لنا الحق في جرأة التغول على توصيف ذلك المشروع ، فاننا نقول انه مشروع مسكون بالتجريب المستمر ، وكأنما الحداثة لم تفعل ذلك..!
فالحداثة ، عند اهلها ، في ابسط معانيها ، كما نفهم ، كانت فتح افاق التجريب على حل شعرها وجعل العقل منطلقا في فيافي التجربة ، الحداثة انجزت مشروعها ، لأنها هزمت في دواخلها الخوف من التجريب ، فانطلق عقلها مجربا ومجربا ، واستفدنا نحن اهل الحوافي ، من ذلك الإنطلاق اشياء واشياء واشياء ، سواءا كان معنى تلك الأشياء انجاز مادي ( عربة ، قطار ، طائرة ، كمبيوتر) أو امر معنوي يقوم على قيمة العقل والتعقل ( حرية الفكر ، القدرة على التجريب ، التسامح ، قيم الديموقراطية..الخ)..!!! ولكن ما شأن كل ذلك بتواصل مع نص شعري ، او قل نص ملتميدي ، مثل نص (خسوف القمر الأتبراوي)؟..
كبر
03-25-2015, 09:54 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
وحالي ، كحال ملاك يسوح في اصقاع البرية ، فيصادف انسي عطشان يسأل عن الطريق الى بئر المعني ، فيقول الملاك ، اقول انا ، اركض معي وسوف اوصلك الى بئر المعني ، فيقول متساءلا: في أي الإتجاهات نركض ؟ ، فاقول انا ، الملاك اليسوح في اصقاع البرية ، نركض معا في كل الإتجاهات..!!
فيقول الإنسي ، العطشان يسأل عن الطريق الى بئر المعنى ، حسبك مولاي ، فانا كائن محدود الأبعاد: اما ان اتجه اماما ،او يسارا ، أو يمينا ، او خلفا..!!
فأقول ، انا الملاك اليسوح في اصقاع البرية ، عليك أن تركض معي في كل الإتجاهات ، والإ لن تصيب بئر المعني ، فيقتلك الظمأ مأسوفا عليك..!!!
ثم ، ماذا قال الشاعر اسامة الخواض بالضبط في نصه الشعري/الملتميدي ، الموسوم ( خسوف القمر الأتبراوي)؟...
هنا ، سيدي الإنسي ، العطشان اليسأل عن الطريق الى بئر المعني، اقول انا ، الملاك اليسوح في اصقاع البرية ، ان الوصول الى بئر المعني ، هو مشقة ، تتطلب الركض في كل الإتجاهات..!!
كبر
03-25-2015, 09:52 AM
ibrahim fadlalla
ibrahim fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 2585
ثم ، ماذا قال الشاعر اسامة الخواض بالضبط في نصه الشعري/الملتميدي ، الموسوم ( خسوف القمر الأتبراوي)؟...
هنا ، سيدي الإنسي ، العطشان اليسأل عن الطريق الى بئر المعني، اقول انا ، الملاك اليسوح في اصقاع البرية ، ان الوصول الى بئر المعني ، هو مشقة ، تتطلب الركض في كل الإتجاهات..!!
***
واصل مع تحياتي
03-25-2015, 07:01 PM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
فالتجربة فيها تداخلات ، وتركيبات ، لا متناهية ، وصعب حيازتها جميعا ، ولكن سوف نضع المداميك ، التي نزعم قد تعنينا للإقتراب من المعنى في تجربة (خسوف القمر الأتبرواي)..
الأمر عندنا : مبنى (هيكل/خارجي) ومعنى (هيكل داخلي)..وسنبدأ بتوضيح معالم المبنى ، ثم ندلف الى معالم المعنى..
دمت..
كبر
03-25-2015, 07:09 PM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
القاموس غير الرسمي ، للنص الشعري/الملتميدي (خسوف القمر الأتبراوي) لصاحبه الشاعر السوداني اسامة الخواض..
هنا يجب الإنتباه لبعض المفاهيم التي يشتغل عليها اسامة الخواض في تجربة نصوص الملتميديا.. المفهوم الأول هو مفهوم الملتميديا نفسه ، والمفهوم الثاني ، ذي صلة بالأول ، وهو مفهوم (التناص) ..
قال صاحبنا اسامة الخواض ، ان هذا نص (ملتميدي) ، وهنا ، انا الملاك اليسوح في اصقاع البرية ، اسأل نفسي ، قبل أن اسألك ، انت الإنسي العطشان اليسال عن بئر المعني ، ماذا تعني/يعني : ملتميديا؟
ملتميديا ، تعني استخدام وسائط متعددة لتوصيل المعني ، او بالعدم اشراك القارئ ، الإنسي العطشان اليسأل عن الطريق الى بئر المعنى ..، في خلق ذلك المعنى عبر التواصل/التفاعل/القراءة الذكية (دي بتاعتي انا يا اسامة الخواض)..!!! ثم ماهي تلك الوسائط المتعددة بالضبط؟,,
في هذا النص ، نص الشاعر السوداني ، اسامة الخواض ، الموسوم (خسوف القمر الأتبراوي) ، فانها تعني: الصوت القارئ للنص ، ثم النص ، ثم الغناء، ثم الصور الثابتة التي تظهر ، ثم قدرتنا على استكشاف معاني النص المقصودة؟.. فكرة الملتميديا قديمة قليلا ، ظهر المفهوم في النصف الأول من ستينات القرن المنصرم ، ولقد طبقها البعض اول مرة في سنة 1966(بوب قولدستين /اعمال الضوء )..
استخدم الشاعر السوداني اسامة الخواض ، وسائل عديدة للغاية لكي يوصل نصه الموسوم (خسوف القمر الأتبراوي) الى القارئ ، ذاك الإنسي العطشان اليسأل عن الطريق الى بئر المعنى..!! ما فعله الشاعر اسامة الخواض في ذاك النص/الملتميدي ( خسوف القمر الإتبراوي) ، فيه بعض الصفات التي يجب ان يدركها ذاك الإنسي العطشان اليسأل عن الطريق الى بئر المعنى..!
نواصل..
كبر
03-27-2015, 07:24 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
المفهوم الثاني هو مفهوم التناص ، ويرجع نحت المفهوم الى الناقدة الفرنسية جوليا كرستيفا ، وتم نحت المفهوم في 1966..
ودون اخلال بالتراجم ، فان فكرة التناص تكمن في (انسيابيه المعنى/المعاني بين الكاتب والقارئ عبر شفرات تتمثل في استحضار نصوص اخرى)..
ويقوم التناص على عدد من اشكال البنيه ، او تقنياتها ، مثل التلميح/المداوره ، الإقتباس ، الإستلاف (استلاف مفردة أو عبارة من لغة اخرى) ، الغش (السرقات في النقد العربي القديم) ، الترجمه ، اللصق ، التهكم. عوضا عن تلك المفاهيم المهمة ، فان اسامة الخواض ينطلق من تقاليد ما بعد البنويه ، مع تركيز كبير على نظرية ادبية اسمها نظرية السيموطيقا..
(سيماءهم في وجوههم).. أي علاماتهم او اشاراتهم الداله عليهم..
وايضا دون اخلال ، فان السيموطيقا تقوم على فكرة ضرورة اكتشاف معاني العلامات/الإشارات.. فان كل علامة تتركب من (محال) و (محال اليه)..فانت حينما تذهب في طرقات المدن الحديثه تقودك الأشارات في الطريق (اشارة توقف ، اشارة ابطاء ، اشارة عبور..الخ)..وتستخدم وسائل عديدة لتنفيذ ذلك (الضوء/ الكتابة / الصوت..الخ)..وهذا ايضا ينطبق على فكرة قديمة تقوم على حكاية (صوى الطريق ) ومنها اسم الصاوي المعروف في الثقافات السودانية..
كبر
03-27-2015, 03:16 PM
الصادق اسماعيل
الصادق اسماعيل
تاريخ التسجيل: 01-14-2005
مجموع المشاركات: 8620
تعرفْ، حقيقة شكّل هذا البوست مفاجأة لي. عثرت عليه مصادفة.
لم أكن أعتقد بعد معاركي الأخيرة مع "المعوكابي" خاتف الألوان،
ومعلّمه "البروفيسور في عزلته الاختيارية"*، أن يشير أحد إلى نصوصي.
ولكن يبدو أنّ عليّ شكر "المعوكابي" ،كونه أظهر ما غاب عنه وهو "العطبراوي المعوكابي في زعمه" : أي:
"خسوف القمر الأتبراوي".
لا أدري وجهتك، لكني حتى الآن أعتقد أنها تسير في ما قلت به في حوار الطرشان مع "المعوكابي": أي حق أيٍ كان ، في التجريب،و إنْ أخطأ. وأن يتلقّى "النقد الرصين". و "العبدلله " على استعداد لذلك.
وأصلا،بالمناسبة، علاقتي بالنقد ليست علاقة قوية. ولجت إلى النقد، حتى أستطيع تقييم ما يقوله النقاد عن الآخرين، وعن "العبدلله" لو كنت في مقام النقد.
**التعديل لأسباب أخرى، فقد كتبتها "عزلته المجيدة".
ونعم بالحق ، انا الملاك اليسوح في اصقاع البرية ، لا شلة لي غير الإنحياز الى الجمال الصافي..!!
اتابع مداخلاتك في سودان فور اوول.. ومثلما يستغرب بعض الأصدقاء هنا في ركضنا في مطاردة الكيس الفاضي (ناس سياسة وشنو كده ما عارف) ، فنحن نستغرب عن اشراقات الصادق اسماعين التي تأتي بالمواسم.. شكري لأهالينا في سودان فور اوول.. انهم شغالين بفكرة المنافسة السمحه .. يعني تتعدد المواعين في اطار منافسة حره ، عشان شعوب امسودان تكسب الحسنين: حسنة التمتع بجمال الحاجة ، وحسنة تلقى ليها فكرة تنفعها ليوم باكر..!! فلنكن صغار يا صديقي ، وعزاؤنا ، كائن يوم باكر الح يقوم بفرز الحاجات..!!!
هل المخاطرة السمحة بين سيدنا محمد خلف الله (قدس الله سره) وبين صديقنا عادل القصاص..هل هي صدفه؟.. ما داير اقول ليك نحن ناس مغرورين ومزودنها حبتين..لكن تلك المناظرة سبقتها حاجات كتيرة دارت هنا في سودانيز اونلاين.. ولا نسأل عن منو الجا اول ولا جا تاني ..وانما نسأل عن الحضور..الحضور الدائم يا محمد خلف الله..!!
نعم شعب امسودان منهوك ، استهلكتو الحروب واقانيم الكضب المنظم وبيع الموية في حارة السقايين..ولكن هل هناك فرقة لأن ندي الشعب ده رحمان ذات من غير جغاميس ساسه ويسوس؟..ده التحدي يا صديقي..ده التحدي..بالجد ده التحدي..!! كتر خيرك على العبور والوعد بالمتابعة.. فهذى بضاعة قد تبدو اليوم كاسده ، ولكن بكره ح تبقى حاجة (شفت اليقين بيوم باكر ده كيف يا الصادق؟؟؟؟)..
ودمت طيبا...
كبر
03-28-2015, 08:25 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
ما غريبه علينا يا اسامه.. فلست انت اول من يتفاجأ..
ابكر ادم حينما كتبنا عن بنية السرد في رواية الطريق الى المدن المستحيلة.. تفاجأ بالقراءة.. استاذنا شوقي بدري ايضا تفاجا عن قراءتنا.. لرواية الحنق.. ابراهيم اسحق ابراهيم.. تفاجأ بقراءتنا.. لرواية (اخبار البنت مياكايا).. حامد بدوي بشير تفاجأ بقراءتنا لأحد قصصه القصيره... ايمان شقاق تفاجأت بتواصلنا مع لوحتها حجاب..!! مصطفى مدثر تفأجأ حينما قرأنا نصوصه..
واجمل المفأجاة ، لأنها حدثت شوف عين ، قدمنا قراءة لقصيدة قطار الغرب لأستاذنا محمد المكي ابراهيم..وتم تسجيل اللحظة بواسطة صديقنا النصري امين (عضو المنبر الغائب حردا وغضبا واستياءا على طريقه التفاعل هنا)..وموجوده في اليوتوب.. استاذنا المكي قالدنا وهو يهمس (وريتنا حاجات في قصيدتي دي ، غايبه عني انا ذاتي)..و الأجمل..حينما خرجنا..عن المنصة بفعل جلبه احدثها احد القدامي (ومن عجب يا اسامة يدعي انه من اهالي عطبرة ، وكان يحتج على اننا اسهبنا في كلام خارم بارم..!!)..قالدنا احد ابناء استاذنا محمد المكي ابراهيم..وهو يهمس (عمري ما كنت متخيل شعر ابوي ده فيهو معاني قدر ده وممكن يجي واحد سوداني ويفهمها..!!)..
وجهة البوست يا اسامه ، وجهة جمال صعب استكشافو باخوي واخوك..والأغرب منجز الجمال ده ، هو في ذات نفسو صابو اليأس..فزامر الحي يا قريبي لا تطرب مزاميرو باخوي واخوك..!! ويظل الحال ، ياهو الحال يا صديقي..
فما بين (بهجة ) التفاجؤ اليطب خلسة ، و( بهجة ) الحزن المرير اليبقي خنجر الوضوح والتساؤل والتمني البعيد المرام .. بينهما فركة كعب يا اسامة ، وهذا اقصر ما تجود به ذاكرتنا الجمعيه في قياس قصر المسافة في صغرها..!!
اين هم ، كتاب العواميد اياها ، من تجليات الفاتح مبارك ، عبد اللطيف على الفكي ، محمد ابراهيم شمو ، عالم عباس ، صلاح حسن ، فضيلي جماع ، الياس فتح الرحمن ، عاصم حنفي ، محمد نجيب علي ، يوسف الحبوب ، ازهري شرشاب ، جعفر اسماعيل ،عبد المنعم الجزولي ، محمد عبد القادر سبيل ، عبد القادر الكتيابي ..وغيرهم كثر..غيرهم كثر..!!
فكنا وكانت اضابير الوصل المحال بين مواقيت الممكن والمستحيل.. ابكر ادم اسماعيل ، امين صديق ، عبد الله الزين ، الصادق الرضي ، عاطف خيري ، عثمان البشرى..!!
ثم اضابير الإنغيما التي حدثتنا عنها ذات يوم صديقتنا الجملية ميسون النجومي ،الله يطراها بالخير ، وهي تحدثنا عن تلافيف التغامض.. نصار الصادق ، احمد النشادر ، مامون التلب..!
فيزداد حزننا حزن ، ونحن نطارد النونات المشرقات..سيداتي الجميلات.. نجلاء التوم ونهله محكر ، وفي مغبة التخاطر ، تسلونا في غربتنا اللعينة اشراقات عالية عبد الكريم ، وايمان احمد.. وحي ووب رقية وراق..!!
فما بين (بهجة ) التفاجؤ اليطب خلسة ، و(بهجة ) الحزن المرير اليبقي خنجر الوضوح والتساؤل والتمني البعيد المرام .. بينهما فركة كعب يا اسامة ، وهذا اقصر ما تجود به ذاكرتنا الجمعيه في قياس قصر المسافة في صغرها..!!
لهم شعراؤهم وشاعراتهم الرخو ، الطحلب ، السلعلع الطفيلي الذي يلتصق في وجوده على شجرة اكبر..ولنا شعراءنا وشاعراتنا ، اليقين الينضج في مجامر الترقب والإحتمال..!!
Quote: ومهيرة: بائعة المريسة، أول سلطة للغيب تمتهن الغناء المستغيث دعارةً، وتمارس التعريص في الليل البهيم، ونكون أولاد الحرام! طوبى لنا! فالله في هذي المدينة ضابطٌ في الجيش، وبطانة الشعراء من جنس الطحالب والكلاب ولا تثق بالجامعة واللافتات اللامعة والوزن والشعر المقفي والصدور القانعة إرفق بنفسك من غباء اليافعين ومن تفاصيل التدحرج للوراء، إن الوراء مقسمٌ بين القيامةِ والعدم، بين الترقب والذهول.. والليلُ أوغل حين طال لكي يطول.
عساي ، انا الملاك اليسوح في اصقاع البرية ، وفقت في توضيح وجهة الخيط..والله اعلم..!!!!
كبر
(عدل بواسطة Kabar on 03-28-2015, 09:11 AM) (عدل بواسطة Kabar on 03-28-2015, 09:12 AM) (عدل بواسطة Kabar on 03-28-2015, 09:16 AM)
03-28-2015, 08:46 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
ثم نعود ، الى نزيفنا الناصع المالح ، اليشبه مياسم الإشتهاء الى شموس جزر الهاواي والكاريبي معا..*
كبر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* من عاش في نورث امريكا ، تغتاله بؤرتا لؤم غريب: الأولانية بؤرة ثقافة الدوت كوم والإستهلاك وخبائث الراسمال ، ماظهر منها وما بطن ، والثانية لئامة الصقيع والجليد التي تجعلك تنوح وتنوح كما ناحت ، من قبل ، صديقتنا الجميلة رقية وراق ، حينما اكتشفت بشاعة البرودة ولؤم الجليد ، فقالت (حي وووب..!!) ، وهذا نواح لن يدركه من عاش في اجواء امسودان ، بلاد الشموس المشرقة والكتاحة والدفئ البراح..ببساطه لأنه لم يتيسر له ان يعرف يعني شنو جليد..اوان تكون في طقس درجة حرارتو عشرين تحت الصفر..!! لمن درجة الحرارة تكون هكذا ، الإنسان المنفي المنحدر من افريقيا بيكون حزين ، متشاءم ، وتنطبق عليهو فلسفة اهلنا بتاعة (ميتة وخراب ديار)..ياخي حالة شينة بي شكل..!!! الخواجات ، في نورث امريكا ، في زمن الجليد يمارسون هروب /اشتهاء فيرحلون الى جزر الهاواي والكاريبي بحثا عن الشموس المشرقة الناصعة الدافئة..!! كبر
03-28-2015, 08:50 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
واول ما ابتدأ اسامة الخواض نصه ، فلقد ابتدأ باحدى تقنيات التناص ، تحديدا الإستلاف ، فاضاف وصف على هوية النص بانه نص (ملتميدي)..ولكن سؤالنا هل هو نص واحد فقط أم نصوص عديدة ذات تراكيب عديده؟..
في النص الملتميدي (خسوف القمر الأتبراوي) اسرف اسامه الخواض في تتطويع مفهوم التناص ، فلقد جلب مأئة وستة منظر مرئي (صورة أو لوحه) ، واستجلب خمس نصوص غنائية (بعضها معروف وبعضها غير معروف)..ثم استخدام صوته في قراءة النص والغناء عند الضرورة (بتلاوين مختلفه)..كل هذى التراكيب تم حصرها في مادة مسموعة ومرئية تقل عن عشرة دقائق بحساب الزمن الذي نعرف..
ركز اسامه الخواض على واحدة من تقنيات التناص ، وهي المداوره/التلميح..وترك براح واسع للمتلقي في الإجتهاد في خلق العلاقات بين العلامات المتكاثفه في النص..ترك البراح للقارئ/المتلقي في ان يستكشف العلاقة بين النص الأصلي والنصوص المصاحبة (صوت ، صورة ، اغاني ، مفردات ترتبط بذاكرة السوداني العادي:منامات ، طنبره ، مسادير ، شبال..الخ).. وبالتالي يستولد المعاني التي تتوافق مع اجندته الخاصة (جماليه ، لغوية ، فنية/تشكيليه ، ايدولوجيه ..الخ ) ولكن لماذا كل هذا الكرم في الثقة بالمتلقي (قارئ ، مشاهد ، سامع )؟..
ذاك يعود الى انصياع اسامه الخواض للتقاليد التي يكتب فيها ، وبها ، وعنها ..فنظرية السيموطيقا في احد تعريجاتها تذهب الى ان تعدد العلامات بداهة تعني تعدد المعاني ، وتعدد المعاني بداهة يقتضي تعدد القراء في استيلاد تلك المعاني..فاسامة يدرك جيدا ان نصه الملتميدي (خسوف القمر الأتبراوي) هو اصلا نص موجه تجاه التلقي المفتوح..فقد يقرأه قارئ يعرف السيموطيقا بعض الشئ ويستمتع به في تلك الحدود ، وقد يقرأه قارئ تشكيلي تجذبه اللوحات المرفقه ، وقد يقرأه قارئ سياسي فيولد المعاني الأيدولوجية في النص..وهكذا..!
من المفارقات الطريفة ، ان بعضهم ، ولا ادري هل يدرك ذلك ام لأ ، قد استخدم احد تقنيات التناص (التهكم/الإستهزاء) في تعامله مع احد نصوص اسامه الخواض..!!
نواصل..
كبر
03-28-2015, 08:52 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
ثم ، ماذا قال الشاعر اسامة الخواض بالضبط في نصه الشعري/الملتميدي ، الموسوم ( خسوف القمر الأتبراوي)؟...
هنا ، سيدي الإنسي ، العطشان اليسأل عن الطريق الى بئر المعني، اقول انا ، الملاك اليسوح في اصقاع البرية ، ان الوصول الى بئر المعني ، هو مشقة ، تتطلب الركض في كل الإتجاهات..!!
كبر
03-28-2015, 09:01 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
نعم وللشعر اغراض ومعاني.. فما هو غرض النص الملتميدي (خسوف القمر الأتبراوي)..؟
النص يعتمد ، في بطاقه هويته التعريفية ،على ظواهر طبيعية مالوفة للمتلقي (خسوف/قمر)..ثم اضافة الصفة (اتبراوي) ، هنا الإحالة ان مدينة عطبرة في امسودان ، تعرف بانها (عاصمة الحديد والنار) ، ومعظمنا يعرف لماذا سميت عاصمة الحديد لأن بها اكبر ورش سكك الحديد السودانية في الشمال.. اما لماذا هي عاصمة (النار)؟..هنا الإشارة معنوية ، فلقد كانت المدينة ، أي عطبره/اتبره ، بها نشاط نقابي عمالي مشهور في تاريخ امسودان ..
من اغراض النص الرئيسية انه نص رثاء.. بعض من ملامحه رثاء (حال) وبعض من ملامحه رثاء (ماده)..فالماده قد تعني ان النص يتحدث عن انسان فرد عاش في عطبره ثم انتابه الخسوف (الموت المؤقت) أو قد تعني قطار (اشارة الى انهيار سكك حديد امسودان بفعل ايدولوجي واضح وفاضح ، قمعا للنار التي تنطلق وتحرق عروش الطغاة)..
اما الحال ..فهو رثاء لحالة (شاكوش ) ، أي والله الشاكوش الواحد ده ، وبحذلقة اللغة العربية ، فهو رثاء لحال قصة حب فاشلة ..!!
الإشارات في النص المتلميدي (خسوف القمر الأتبراوي) تدعم بقوة غرض رثاء سكك حديد السودان ، فالنص يشكل هويته عبر استلاف النسب الى مدينة عطبره ، ثم تظهر صورة قطار من قطارات سكك حديد امسودان في اول النص ، ثم صورة سكين ودم في اخر لوحة مرفقه في النص..
اضافة لكل ذلك..فان النص يفتتح بتعريف الهوية بقول الشاعر (الى روح اضرابات عمال..الخ)..!!
نواصل..
كبر
03-28-2015, 09:32 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
معظم نصوص الحداثة التي انتقلت الى مشهد ثقافة الناطقين باللغة العربية ، ترجع تأسيساتها الى الشاعرة العراقية نازك الملائكة ، ثم تشعبت التنظيرات الى تصنيف النص الشعري الى قصيدة نثر او قصيدة تفعيله ، ولكن الأصل في كل التأثر في انتقال الشعر من حالة التقليد الى حالة الحداثة ، يرجع التأسيس في ذلك الأمر الى الشاعر الإنجليزي ت.س.اليوت..وفي توصيف شعر ت. س. اليوت ، يذهب النقاد الى انه يميل الى استخدام تقاليد التناص (طبعا ذلك بسنوات قبل نحت مفهوم التناص ) لأنه كان يستخدم المداورة/التلميح ، الإشارة الى اسماء (نصوص اخرى) ، استجلاب المناظر (الصور)..الخ..
فان كان ت. س. اليوت موجودا اليوم فسوف يستخدم تكنيك نصوص الملتميديا دون أي تردد..ولكن هيهات فان اليوت ذاك مات وشبع موت..ولكن اثر تقاليده موجود ، وهنا الشكر الى الشاعر السوداني اسامه الخواض الذي احي تلك التقاليد..! في المشهد السوداني (مثقفي اللغة العربية) ، اناس كثر قرأوا تجربة الشاعر اليوت ..وقرأوا النقد الذي يذهب الى اضاءاتها وتوضيح معاني شعره حتى يستوعبه القارئ..
اسامة الخواض ، في اعتقادي ومزعمي الخاص ، تجاوز الشاعر الإنجليزي ت.س. اليوت ، في انه يستوعب تماما ان النص (سواءا تقليدي مكتوب أو ملتميدي) ، اساسا هو نص يذهب الى متلقي يتعدد كما وكيفا..!! اضافة الى كل ذلك ، فلقد اكتشف الشاعر السوداني اسامه الخواض ، وهو كائن يعيش في زمن ما بعد الحداثة ، ان الشعر اصبح غريبا في التعاطي وبعيدا عن مشاغل الإنسان في عاديته المفرطه في الإستهلاك ومظاهر العولمه النتنه ، فاخذ التحدي الذاتي ، بسؤال وجودي:هل يمكن ان نجعل هذا الشعر ينطلق بين اولويات انسان ما بعد الحداثة؟..
في اعتقادي الخاص ، انا الملاك اليسوح في اصقاع البريه ، ان تجربة اسامه الخواض في النصوص المتلميدية (الرجل له تجربه في انجاز نصوصه الخاصه ، وله تجربه في انجاز نصوص شعراء اخرين ، كل ذلك انجازا لنصوص ملتميدية)..تذهب الى ان الشعر ليس بكائن وحش يحتاج زمن خاص من شاكلة ( الماء والوجه الحسن والخضرة ، بتاعة سيدنا على الجهم قدس الله سره في الأعالي ..!!) وانما هو خطاب جمالي يمكن ان يكون جزء من حياتنا اليومية ، مثله ومثل مشاهدة مسلسل درامي يومي أو دعايات تجاريه أو مباراة في كرة القدم او اخبار العنف اليومي الذي اصبح ثيمة ميديا زمن ما بعد الحداثة المحببة..!!
اسامه الخواض يزعم ان الشعر كائن عادي للغاية ولإثبات ذلك ، فالرجل اجتهد في ابتكار تجارب النصوص المتلميدية..!!
كبر
03-28-2015, 09:34 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
(10) هنا ، سيدي الإنسي ، العطشان اليسأل عن الطريق الى بئر المعني، اقول انا ، الملاك اليسوح في اصقاع البرية ، ان الوصول الى بئر المعني ، هو مشقة ، تتطلب الركض في كل الإتجاهات..!!
فهل تستطيع ابهة ذاك الركض؟..
انتهي (مؤقتا)..
كبر
03-28-2015, 09:42 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
Quote: من المفارقات الطريفة ، ان بعضهم ، ولا ادري هل يدرك ذلك ام لأ ، قد استخدم احد تقنيات التناص (التهكم/الإستهزاء) في تعامله مع احد نصوص اسامه الخواض..!!
نواصل..
كبر
03-28-2015, 10:32 AM
عادل البراري
عادل البراري
تاريخ التسجيل: 01-07-2013
مجموع المشاركات: 4051
كبر حبابك يا فرح أي ذهول يعتريك وكم من الوسائط تجاذب .. أمامك تعدد غير منتهي ها أنت تكتب ما تقتبسه عيناك ويرن صوته في حبل مسامعك اللوحة الفضية تنسل ليس من عتمها صوت مشحون بالصدى .. يتدفق كنيل يفتر ضوء الليل دس ثغره الملتمع هذه فتنة النص .. هل من دون الهدم يتعرى أم بهدم يتعرى فيكشف ساقه الصبحي دهشة ؟ هذا ما نتظر أن كنت لمحت بعض من تحت وسادة الضوء
03-28-2015, 01:00 PM
معاوية المدير
معاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411
Quote: الأجمل..حينما خرجنا..عن المنصة بفعل جلبه احدثها احد القدامي (ومن عجب يا اسامة يدعي انه من اهالي عطبرة ، وكان يحتج على اننا اسهبنا في كلام خارم بارم..!!)
كنت يومها حاضر يا كبر وإستنكرت ما صدر من الرجل، ومن حقك ان تعجب في إنتساب الرجل لعطبرة لأنك لا تعرف عطبرة ولا تعرف أهلها، فخليك في حدود نص الخواض هذا، وكان الله يحب السلآم ...
النص الشعري المكتوب ل"خسوف القمر الأتبراوي": * خسوف القمر الأتبراوي إلى أرواح إضرابات عمال سكك حديد السودان. ************************************************************************************************ -قمرُ المحطّات-القطاراتِ اللطيفة غادر-الآنَ-المدينةَ.. -غادر-الآن-المدينةَ؟ -إنَّه في النهر يقرأ وِرْده الشجريَ، يركعُ، و"المناماتُ" الأليفةُ حول لحيتهِ تزقزقُ، -"طنْبرتهُ" الخائفاتُ، -رأيته في النومِ، و امرأة الضفاف بصدرهِ، تبكي"المسادير"-الزمرُّدَ، -عانق الكفن المضيئَ، "الأتبراوي" ارتمى في الدمِّ، غنَّى دامعاً: "يا عبدالله أخوي أغشى البنادر شوفنْ بنّوت "المتمّة" اجدّلنْ صفّوفنْ و بعد خُمْرة و جلادْ سال القملْ في رفوفنْ" ...و تقول فاتنةٌ عن الفقراءِ، عن ذُرة الودادِ، عن المحطّةِ: "كان يقرأ للبنات غناءهُ، و كتابهُ بيمينهِ: " "مدني" ثمانونَ، "الأبيِّضُ" وردةُ من طين هذا القائظ المنساب من ردف الحبيبةِ، هدَّت الأمطار "عطبرةَ "-التكاثرَ، إنّ موج النيل آلافٌ"، و لاقته القطارات البطيئةُ، " من يبارزني بقرب النهرِ، أخرج أتبراويا يشمُّ عطور "شبّال" التي نسجتْ مفاتنها عفافا للنساء المومساتِ"، -و حاصرته الطائراتُ-، "....و حين أنهض متعبا من شطِّ صدركِ، أغسل الأوهامَ، يستاك اشتهائي باشتهائكِ، يا "المهيرةُ"، إنها القيثارة الحبلى بأوساخ التسكُّعِ، هل أغيِّر ياقتي؟" أهديتُ أشجار "الفريع الزين" أسورة الأغاني، ثمَّ جاءتني على قمر القصيدةِ، قلتُ"إني لا أحب الآفلينَ"، فيا صلاة الخوفِ ، سوقيني إلى قمر "المهيرةِ"، عقدها أُنسي، و خارطة "الجلَاد"، و "قرمصيصُ " ضيائها سككٌ تؤانسها القطارات الشهيَّةُ"...... ........................................و "الفريعُ الياسمينُ" تمرُّ من رمل الضلال الموسميِّ-الطائرات تحوك أسمار البيوتِ-إلى الرحيل اللؤلؤي-فيألف النجمُ الغياهبَ، ".......تحرث العربات مصلاتي، تدنّسها، و هذا السيف-يا امرأتي الالوف-مخبأٌ تحت المحطَّةِ، ....و القطارُ مخادعٌ" "من بفْ نفسك يا القطارْ و رزيم صدرك أنا قلبي طارْ و ينو الحبيبْ إنت شلتو جيبو يا القطارْ" ................"البيت نسَّقه الرصاصُ، و قلتِ في عام المجاعةِ، "سوف نبني بيتنا من وَردنا الأمميِّ، و التجّار يبتعدون عن ملح الغرامِ، و قلتِ ...لكنَّ القطارَ مخادعٌ، إنَّ "القطار المرَّ" لم يحملْ مرادي، إنّ "عطبرة" الجميلة "حمَّستْ "دلّوكتي"، كلُّ القطارت اغتباط بالسماحةِ، و انتظرتكِ، -إنَّ كوكبةً من الفقراء تنتظر الزمرّدَ،................. .................................و المدافع تفصل الأعراس عن جسد "الحريرةِ"، ..."و القطارُ مخادعٌ": "جسمي انتحلْ فكري انشغلْ دمعي انهمرْ أبقى "قمرة" جوّة القطرْ يجوا عايدينْ إن شاء الله عايدين يا الله يجوا عايدينْ إن شاء الله عايدين يا الله" ".....ساقيم –هذا الليل- في صخبٍ، و أنتِ-الآن-خائفةٌ، تراقبكِ المحطةُ، ...و المدافع بين أقمار الكمان "الأتبراوي" استجمَّتْ....، "...قلتِ في عام المجاعةِ "سوف نطلي بيتنا ب"المحلبيةِ"، و الرذاذِ، ذهبتِ حافيةً إلى العشَّاق ِ، بلَّغت الرسالةَ، قلتِ، لكنَّ القطار مخادعٌ: "ما هو عارف قدمو المفارقْ يا محط آمالي السلامْ يا جميل يا نور الشقايقْ املا كاسكْ و اصبرْ دقايقْ مجلسكْ مفهوم شوفو رايقْ عقدو ناقص زول و لا تامْ "دُهِسَ القطارُ ، "الأتبراويُّ" الأنيس حديقةٌ بكماءُ، طلْع النخْل سيدةٌ سلاها حيضها، و تهادن "الكركارَ"، ...و انفرطَ القطارُ، ...و أُحبطتْ زمر الخيانةِ.."، و انتضى الركّاب أسمارا تؤرّقهم، و رتَّلَ سعدنا: "و النهرِ، و الذُرةِ الوفيرةِ، و "المهيرةِ"، إنَّ أنوار القطار لفي نعيمٍ، إنَّ أفواج الرصاص لفي جحيمٍ، هل أتى زمنٌ على الأنهارِ، لم تكُ غير عاشقةٍ تفتِّش عن حدائق للتخاصرِ..... هل أتي؟؟؟ ....شدَت الصفائح في ضفاف "الأتبراوي" المطّرَّز بالإبادةِ، كانت العربات تهذي، و ازدهى الإرهاق ب"القمراتِ"، كوْ كوْ كوْ كروْ، كوْ كوْ كروْ، كوْ كوْ كروْ، إنَّ القطار مكفَّنٌ، و العشق ينشر لحنهُ: "رحلوا أولاد حمدْ ال لي البلد رُكَّازةْ قطعوا اللتبراوي منويين البازةْ سِتات اللكيك العقلتنْ نزَّازةْ يبكنْ بي الدموعْ لي ريرةْ لي مِنْ حازة"
03-28-2015, 06:36 PM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
معاوية..حبابك يا صديقي كتر خيرك على المرور هنا.. واشكرك على استنكار ذلك الموقف ، كما اشكر كل الحضور وقتها وقد استنكروا الأمر ..وبعضهم ذهب لحد المواجهة الحادة..لأن الناس تؤمن تماما بحرية التعبير .. واشكرك في مواقف اخرى حدثت لي وكنت ايضا تدافع عن حقي في التعبير.. شكرا للتنبيه..ولنبقى في حدود النص.. اهديك طرفة بسيطة يا معاوية..لمن امتحنا الشهادة الثانوية كان عندنا مقر ر اساسو كتاب لشوقي ضيف..كل الكتاب هو دفاع عن الشاعر احمد شوقي..وفيه اقتباسات كثيرة لمن يعترضون على تجربة الشاعر احمد شوقي ، بعضهم يعتبره لم يقل شعرا اساسا ، بعضهم يعتبره شاعر بلاط ساكت ، وبعضهم يعتبره حنكوش ساعدته الظروف بان نشأ في بيت ملك مصر وقتها لذلك اعتمد على سلطة الدولة في فرض ذاته كشاعر ، وبعضهم يعترض على فكرة جعل احمد شوقي اميرا للشعراء..الخ..الخ.. الفكرة يا صديقي ، المعارك بين الشعراء والنقاد ، بين الشعراء والشعراء ، وبين الشعراء والقراء ليست جديدة..كل له الحق في ان يقدم فكرة وان يدافع عن تلك الفكرة بالحجة..لأن النقاش اليوم (ونحن اكثر حظا واوفره من جيل شوقي والعقاد وغيرهم) يقوم في فضاء مفتوح للجميع دون حجر ودون رقابه قبليه او بعدية ودون التجهيز المسبق لندوة اوفعاليه اكاديمية او محاضرة..فهنا يمكن لنا جميعا ان نستفيد من هذا الجو المتاح ونعبر عن افكارنا.. تجربة اسامه الخواض ليست شئ مقدس ، ومن حق الناس تقراها من كل الزوايا وتقول قولها في التجربة.. مظاهر الإيجاب فيها ، مظاهر الهنات فيها..الخ.. كتر خيرك على الحضور ولنكون في حدود النص كما قلت.. ودمت طيبا.. كبر
03-28-2015, 06:37 PM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
عادل..حبابك يا صديقي كتر خيرك على المرور البهي والمفاكرة.. نصوص كثيرة يا صديقي انتجت ولم تجد حظها من استكاشفها والتفاعل معها وذلك لظروف عديدة..ودوما نرجع لنشكو من الحال ويبدو اننا سنشكو الى ان نذهب من هذه الحياة.. في يوم ما السودان كانت فيه جريدتين فقط (الصحافة والأيام) ومجلة واحدة تعني بشئون الثقافة ، ولكن حركة النشر (والغريبة عمادها برضك دار نشر واحدة ناشطة هي دار النشر بجامعة الخرطوم) ولكن مع ذلك الناس كانت بتجد فرقة تقرأ الشعر والقصة وفصول الرواية والمناقشات حول المنتوج..ثم اطب علينا زمن الغيهب العجيب.. فاصبح النص الإبداعي مكبوت ومقموع بدعاوي كثيرة وكلها دعاوي من يملك السلطة هو الذي يسعى لجعل كل الشعب بمزاج واحد فقط..والمفارقة ان عهد الغيهب تكاثرت فيه ادوات التواصل..فتعددت الصحف وتعددت المجلات وتعددت قنوات التلفزة والإذاعات..لكن غاب القبول بالأخر.. فاصبحت تلك الأدوات تردد كورال واحد ومنشز تماما كما يقول اصحابنا ناس المزيكا..هنا الذاكرة الجمعية لم تجد ما يطورهاويحفظ صيرورتها ، وانما ساد التدجين الذي يمهد لإلغاء تلك الذاكرة تماما.. من الأشياء التي اذكرها في مشهد المثاقفة السودانية ، ان نشطت اصوات عديدة كانت تبشر بتقاليد البنوية وما بعد البنوية..وهذا التبشير لم يقف فقط في حدود الإنبهار والتبشير وانما ذهب للتجريب وانجاز نصوص تطبيقيه تمتثل لتقاليد التيارات النقدية التي تم تعريفها للمتلقي..وواحدة من التجارب هي تجربة صديقنا الشاعر اسامة الخواض ..ومعه بعض الشباب الله يطراهم بالخير..هذه التجارب امتد اثرها فيما بعد.. فمعظم الشعر الذي عاصرنا اهله في اواخر ثمانينات القرن الماضي والتسعينات من ذلك القرن ، وتقريبا حتى الآن..كلها تجارب ازعم انها متأثرة كثيرا بتقاليد البنوية وما بعد البنوية..ونظريات مثل السيموطيقا..لكنها تتفقد توثيق التجسير بين تلك التجارب..يعني ليست هناك اجتهادات لربط الأشياء ببعضها البعض حتى نكتشف الصيرورة ونضيف عليها.. نشكر لصديقنا اسامة الخواض انه يعترف بان النص ليس له معنى نهائي واحد..وانما معاني يتم استيلادها باستمرار .. ودمت طيبا.. كبر
03-28-2015, 06:36 PM
جلالدونا
جلالدونا
تاريخ التسجيل: 04-26-2014
مجموع المشاركات: 9661
استاذنا كبر حياك الله و بياك و ضيوفك الكرام حقيقة قد غم عليناالامر فيما يسمونه شعر حديث وياريت تسوق الحاجة من بدايتا لتعم الفائدة وهنا لدى سؤال هل التزم رواد الحداثة فى الشعر بالحدود الفاصلة بين الشعر المنثور النثر الشعرى قصيدة النثر كقيم فنية نقدية ابتدعوها و بنى عليها انتاجهم الادبى
03-28-2015, 08:56 PM
osama elkhawad
osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885
معاوية..حبابك يا صديقي كتر خيرك على المرور هنا.. واشكرك على استنكار ذلك الموقف ، كما اشكر كل الحضور وقتها وقد استنكروا الأمر ..وبعضهم ذهب لحد المواجهة الحادة..لأن الناس تؤمن تماما بحرية التعبير .. واشكرك في مواقف اخرى حدثت لي وكنت ايضا تدافع عن حقي في التعبير.. شكرا للتنبيه..ولنبقى في حدود النص.. اهديك طرفة بسيطة يا معاوية..لمن امتحنا الشهادة الثانوية كان عندنا مقر ر اساسو كتاب لشوقي ضيف..كل الكتاب هو دفاع عن الشاعر احمد شوقي..وفيه اقتباسات كثيرة لمن يعترضون على تجربة الشاعر احمد شوقي ، بعضهم يعتبره لم يقل شعرا اساسا ، بعضهم يعتبره شاعر بلاط ساكت ، وبعضهم يعتبره حنكوش ساعدته الظروف بان نشأ في بيت ملك مصر وقتها لذلك اعتمد على سلطة الدولة في فرض ذاته كشاعر ، وبعضهم يعترض على فكرة جعل احمد شوقي اميرا للشعراء..الخ..الخ.. الفكرة يا صديقي ، المعارك بين الشعراء والنقاد ، بين الشعراء والشعراء ، وبين الشعراء والقراء ليست جديدة..كل له الحق في ان يقدم فكرة وان يدافع عن تلك الفكرة بالحجة..لأن النقاش اليوم (ونحن اكثر حظا واوفره من جيل شوقي والعقاد وغيرهم) يقوم في فضاء مفتوح للجميع دون حجر ودون رقابه قبليه او بعدية ودون التجهيز المسبق لندوة اوفعاليه اكاديمية او محاضرة..فهنا يمكن لنا جميعا ان نستفيد من هذا الجو المتاح ونعبر عن افكارنا.. تجربة اسامه الخواض ليست شئ مقدس ، ومن حق الناس تقراها من كل الزوايا وتقول قولها في التجربة.. مظاهر الإيجاب فيها ، مظاهر الهنات فيها..الخ.. كتر خيرك على الحضور ولنكون في حدود النص كما قلت.. ودمت طيبا.. كبر
كبر يا صاحب، لك كامل مودتي ؤُ خلينا نشوفك يا اخ. بحكم إرتباطي بالقطر ؤُ عطبرة التي هي امي كنت يومها مستمتع بحديثك الذي حملني من ضيق المكان إلي رحابة أفاق ذكريات جميلة جداً، لكن الله غالب يا صديق. إن شاء الله نقعد يوم و نواصل ما إنقطع. حقيقة يا كبر أنا من سخر من بعض نصوص الخواض ولو ذكرتني بإسمي لا غضاضة لكن حزّ في نفسي إشارتك لي (ببعضهم)، لكن أرجع أقول، يمكن تكون فعلاً ما عارف الشخص لذلك أشرت بصيغة المجهول. عموماً هذا لا ينقص المودة التي بيننا . أنا لم استعمل تقنيات في تعاملي مع النصوص ولستُ أملك منها شئ أنا قارئ ومتذوق والأسافير اتحات لي ان أقول، بالدارجي كدا الشئ دا كعب إن لم يعجبني والشئ دا سمح إن أعجبني، واتاحت لي اكثر من ذلك ان وهبت لي فرصة للسخرية من الشئ الذي ارى انه يستحق برأي انا، زمان يا كبر الناس بتكتب في الصحف والمجلآت والبيعجبك والما بيعجبك ما بتقدر تصلو عشان تشكرو أو تسخر منّو او تقول رايك فيهو، لكن اليوم عكس الأمس. طلما الشي نشره صاحبه في أسافير رب العالمين دي يجب ان تكون عندو رحابة صدر يتلقى السخرية زي ما يتلقى الشُكُر، الذي يطرح هنا بين دفتي المدح والقدح . التجربة زي ما قلت ما هي شئ مقدس وهذه التجربة لم تخلو من الحنكشة، في رأي طبعاً. لا اخفي بل لم أخفي إعجابي بالنص مدار الحديث وسأكون حضور متابعاً ومشاركاً في هذه السياحة.
يا كبر حاول تعديل المدآخلة بتقطيعها لأنها فتلت البوست. أشكرك، ولك كامل مودتي...
03-28-2015, 09:53 PM
معاوية المدير
معاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411
Quote: الاستاذ كبر تحياتي وأشكرك على هذا البوست الذي يستند على "النقد الأدبي"، لا على "الابتذال" والسخرية"، كما في رد الأستاذ معاوية المدير: Quote: الخوويد كما قلنا قبل ذلك "الابتذال"، وأشكر الاستاذ "أبي سن"، على تنبيهنا إلى هذا المصطلح، إضافة إلى "الاستسهال"، بضاعة مزجاة لكل من هب ودب. يمكنني مثلا الرد عليه هكذا ب"ابتذال" اسم "المدير: Quote: المُدار أو المديرير أو المدوَّر أو المستدار أو المتدوِّر أو ..... ماذا سيستفيد "القارئ"، أو المنبر كله، أو العبدلله، مبتذل اسم "المدير"، من هذا "الابتذال"؟؟؟ من الواضح أن السيد معاوية المدير، يواصل إطلاق النار على نفسه مجدّدا. *التعديل بسبب "حروف الجر".
يا الخواض يا اخي حيرتني ؤُ جهجهتني عدييييييل كدا. والله صحي. خلاس مسكناك في بضاعة مزجأة دي بقيت شايلآ ؤُ حايم بيها ؟. يا زول رُد علي بي البيعجبك، إنت سبقتني بالتداخل في هذا البوست، دحين متذكر كتبت شنو ؟. ؤُ بعيدن إنت ناسي إنّك حايم من بوست لبوست تشتم في ؟، قايلني ما متابع واللآ شنو ؟. عشان ما تتجارى بالبوستات انا فتحت بوست وو صلت فيهو لنهاية، لكن إنت ما زلت تلهث وراي، عموماً السخرية بتاعتي العاجباك دي ما بخليها تب، ؤُ كلمّتك لو لقيتك كتبت شئ يستحق السخرية إياني الساخر مِنّو، وهذا من حقي.
Quote: ماذا سيستفيد "القارئ"، أو المنبر كله، أو العبدلله، مبتذل اسم "المدير"، من هذا "الابتذال"؟؟؟
و ماذا يستفيد المنبر من شتمي وإساءتك لي ؟. يا زول أُخُد راحتك بالكامل بعد وصفك لي بالخائب ونصف المتعلم ؤُ حاجاتك الكتيرة الإستعملتها دي، بس كان لقيتك كاتبلك شي معولق السخرية ياها الراجياك. شابكني إطلآق النار، إطلآق النار، إنت قايلني ديجانقو واللآ شنو ؟. يا العبد لله الخواض، أرقد عافية...
اسامه..حبابك يا صديقي كتر خيرك على احضار النص المكتوب (خسوف القمر الأتبراوي).. وسوف يساعد ذلك في اضفاء بعض الإضاءات حول النص..والتوقعات من قبل المتلقي..
كتر خيرك على تقريظ هذا الجهد المتواضع ، وهو محاولة بسيطة لتجسير المسافات بين النصوص والمتلقي.. واتمنى أن تضيف هذه التواصلات ابعاد اخرى قد يحتاج المتلقي وضعها في الإعتبار..
03-29-2015, 04:09 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
كتر خيرك على المرور..وكتر خيرك على هذه التساؤلات التي تحتاج قول كثير وكثير..لأن الأمر يتعلق بتطور تجربة عمرها الرسمي خمس وخمسين سنة..واعني تجربة قصيدة النثر.. ولقد دارت معارك كثيرة حول توطين المفهوم سواءا من ناحية التأسيس النظري أو من ناحية التطبيق..
وكل ما استطيع ان اقوله هنا هو تساؤل بسيط: لماذا بعد كل هذا الزمن الطويل ان قصيدة النثر لازالت متهمة في اشياءها ويصعب للمتلقي العادي التعامل معها بصورة ايجابية؟..
حينما تنظر حول فكرة شعر النثر فسوف تلاحظ ملاحظة بسيطة للغاية..ان الفكرة اصلا نشأت في احضان ثقافة اخرى وهي ثقافة الغرب..تحديدا فرنسا..وكل التنظير التأسيسي الذي يدور حول شعر النثر يعتمد اساسا على طريقة تفكير تلك الحضارة واسئلة انسانها وفلسفته وفكره وتصوراته للذات وعلاقتها بالأشياء..هذا الأمر في تلك المجتمعات مفهوم تماما لأنه تطور في سياق تجربة بشرية ممتدة بصورة متسلسلة ، لها تعرجاتها ومنعطفاتها..وعلوها وهبوطها..تلك التقاليد حينما تم استلافها و احضارها لجمهور المتلقي الذي يقرأ باللغة العربية..تم فرضها فرضا دون مراعاة لتجربة المجتمعات التي تقرأ باللغة العربية وانسانها ، ناهيك عن تجاوز نقطة مفصلية ان المجتمعات العربية ترى ان تجربتها في الشعر هي التجربة الوحيدة المتسقة لسنين طويلة..بمعنى تظن انها تملك افضل مما تملك مجتمعات اوربا مثلا في ناحية الشعر..
بالنسبة لأسئلتك حول هل اهل قصيدة النثر او شعر النثر يلتزمون بما يعتقدون من مناهج نقدية..فاقول الى حد ما نعم..وعندي ، راي شخصي للغاية ، شعر النثر استمتع بقراءة التنظير له والكلام حوله بصورة اكبر من التمتع بالنصوص نفسها.. لأنه شعر عقلاني بحت..والقصيدة هنا يتم التخطيط لها تماما مثلما التخطيط لكتابة الرواية او كتاب في أي شأن اخر من الشئون التي تكون فيها الكتابة.. فهم ملتزمون في ذلك الحد..مع الوضع في الإعتبار انه ليس هناك تعريف نهائي وواضح لمفهوم قصيدة النثر..لذلك يصعب المقارنة بين الأشياء..
اخر نقطة توصلت اليها في متابعتي.. ان هناك تقسيم الى مراحل: مرحلة اولى بدأتها نازك الملائكة وكانت تسميها شعر حديث..وتجربتها تعرف بشعر التفعيلة.ز فهي تمردت فقط على الشكل القديم ..واصبحت تكتب بطريقة جديدة يتم فيها التقيد بالوزن وفقا لمعاير الخليل بن احمد الفراهيدي..او ما يسمى بالتفعيلة.. ثم مرحلة قصيدة النثر..التي تم فيها تجاوز حكاية الوزن التفعيلي..ثم مرحلة ثالثة تذهب الى الغاء الحدود بين الأجناس الأدبية..ويستعاض عنها باسم الكتابة..
وفكرة اسامة الخواض تذهب في اتجاه الغاء الحدود بين الأشياء و استلاف بعضها البعض لتكون في وحدة موضوعية واحدة..لذلك ترى انه لم يستخدم مفهوم قصيدة وانما استخدم مفهوم نص..ثم استعار اشكال اخرى من النص (صورة ، لوحة ، صوت ، تنغيم..الخ)..وهذه المسألة قد تسامح في فتح افاق متعدد للمتلقي ليستولد المعاني اكمالا لعملية التفاعل او التواصل..
كتر خيرك..ومثلما قلت هو كلام كثير يحتاج مراجعات كثيرة..
03-29-2015, 04:11 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
معاوية ..حبابك يا صديقي كتر خيرك على الحضور ونثر بعض التفاكير..معليش الوكت زنقني شوية.. كنت انوى ان اجلب مقارنة صغيرة مع قصيدة محمد المكي ابراهيم (قصيدة قطار الغرب)..والمقارنة في موضوعة علاقة الناس بالقطار.. فصحيح مثل هذه القصائد او النصوص تتحدث عن ظاهرة لها وجود في حياة بعض اهل امسودان ، وفي نفس الوقت هناك من لا يعرف القطار كظاهرة اجتماعية او حداثية او سياسية حتى..فانسان في مدن مثل كادقلي ، الدلنج ، الجنينة ، الفاشر ، بارا ، سودري ، الدويم ، وغيرها مدن كثيرة..لم تتاح لأهلها التعرف على القطار ، ولكن في نفس الوقت يعرفون الشعر جيدا..فهنا بيكون التحدي صعب للغاية بان نجعل انسان مثل هذه المدن وغيرها ان يتفاعل مع غرض من اغراض الشعر يتحدث عن القطار..
شكرا ايضا على اثارة نقطة التفاعل ومساحاته بفضل تكنولوجيا التواصل التي اتاحت للناس فرصة التحدث مباشرة وبكل تلقائية ..وهذه واحدة من الأشياء التي احمد لصديقنا اسامه تواجده معنا هنا.. فكثر كثر حضروا الى هذا المنتدي بتوقعات محددة وبخلفية التقاليد القديمة في حفظ المسافات..ولم يطيقوا احتمال الأمر فذهبوا الى حالهم..
لست انت اول من سخر من نصوص اخونا اسامة الخواض ، وقد سبقك البعض سواءا تهكما من طريقة الشعر او تهكما من طريقة تناول مفاهيم لا علاقة لها بالشعر.. ومافي مشكلة يا صديقي ممكن نذكر اسمك حينما نستعين بماكتبت لمناقشة مفهوم التهكم كواحدة من بنيات مفهوم التناص وتطبيقاته..فعلا قد تكون انت فعلت ذلك دون التخطيط المسبق ، والظواهر يا صديقي احيانا تكون سابقة للتنظير ، يعني الظاهرة تحدث ثم نأتي لتفسيرها باستخدام النظريات ، وقد تكون النظريات موجودة وفسرت الظاهرة ، لكن لم ننتبه لذلك.. نعم اعرف ان لك رأي ايجابي حول (خسوف القمر الأتبراوي)..ويا ريت توضح لينا اكتر..لأن هناك كثر قد يرغبون في التواصل مع نص/نصوص (خسوف القمر الأتبراوي) لكن يحتاجون مدخل ما..وهنا يأتي دورنا في ان نكون وسطاء بين النص والمتلقي وذلك بتسليط الأضاءات ، ليست بفرضها كقانون اوحد لفهم النص ، وانما باعتبارها خيارات قد تساعد في ردم هوة الجفوة..
كتر خيرك ودمت طيبا..ونشوفك طوالي يا معاوية.. كبر
03-29-2015, 04:29 AM
osama elkhawad
osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885
وجّه الاستاذ كبر السؤال التالي نصه، إلى الأستاذ معاوية المدير:
Quote: نعم اعرف ان لك رأي ايجابي حول (خسوف القمر الأتبراوي)..ويا ريت توضح لينا اكتر..لأن هناك كثر قد يرغبون في التواصل مع نص/نصوص (خسوف القمر الأتبراوي) لكن يحتاجون مدخل ما..وهنا يأتي دورنا في ان نكون وسطاء بين النص والمتلقي وذلك بتسليط الأضاءات ، ليست بفرضها كقانون اوحد لفهم النص ، وانما باعتبارها خيارات قد تساعد في ردم هوة الجفوة..
هذه فرصة لكي تتعرَّف المتابعات\ون على آراء الأستاذ معاوية المدير النقدية.
03-29-2015, 10:50 AM
معاوية المدير
معاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411
Quote: وجّه الاستاذ كبر السؤال التالي نصه، إلى الأستاذ معاوية المدير:
هذه فرصة لكي تتعرَّف المتابعات\ون على آراء الأستاذ معاوية المدير النقدية.
سلآمات يا خواض.
يا ريت تعفيني من حكاية نقد دي، ؤُ ياريت تسقط نظرتك لي كناقد من حساباتك حتي نقدر نتحدث عن النص مدار البوست. سبق كثيراً ان نوهت واشرت إلي أنني لستُ بناقد ولا النقد هو مهنتي، أنا زول مُتلقي مُتذوق بعض الكتابات تطربني وبعضها لا يطربني وفي كِلا الحالتين قد اعبّر وقد لا اعبّر . بالنسبة للنص مدار الحديث في البوست تأثيره عليّ مثل تأثير قصيدة محمد المكي قطار الغرب وحديث الأخ كبر حولها الذي إنقطع، يمكن ان يكون حديثي هنا عن مدينتي عطبرة وقطار الشمال، ويواصل الأخ كبر حديثه عن قطار الغرب ويكون هذا في إطار النصين كمقاربة ومقارنة بين التصاوير التي هنا وهناك. يا أخي ليس بالضرورة ان يكون الحديث نقد، وليس بالضرورة ان أكون ناقد حتي أتحدث عن اشياء عشتها حوتها النصوص والقصائد. بالله عليك انساني من حكاية ناقد ونقد دي وأقبلني كسائح في مناحي النصين وكرافد للبوست بتجربتي مع القطار ومعرفتي بمدينتي عطبرة . إن قبلتني من هذه الزاوية سأواصل وإن لم تقبلني من هذه الزاوية اكُف، وعليك من الله السلآم ...
03-29-2015, 04:19 PM
osama elkhawad
osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885
Quote: بالله عليك انساني من حكاية ناقد ونقد دي وأقبلني كسائح في مناحي النصين وكرافد للبوست بتجربتي مع القطار ومعرفتي بمدينتي عطبرة . إن قبلتني من هذه الزاوية سأواصل وإن لم تقبلني من هذه الزاوية اكُف، وعليك من الله السلآم ...
مرحبا بك ك"سائح". لا أريد أن أبدو ك"عكليت". هذا لا يعفيك من مسؤوليتك عن والمساهمة في "ابتذال نصوصي"، و"إدارة حفلات الشواء الآدمي".
مرحبا بك مرة أخرى في مائدة "النقد" التي نصبها الأستاذ "كبر".
03-29-2015, 04:46 PM
osama elkhawad
osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885
سلام للجميع مفردة "خسوف" إلا تعنى بقاء الامل/إنتظار الاتى بعد انقشاع الغيمة/الضنك/ الوجع فالخسوف ليس دائماً/متواصلاً وتعقبه دوما إنيلاجات/عودة/إستقرار.. إلا يوجد بين ثنايا النص ما بفيد ذلك ؟
تحياتى
03-29-2015, 07:07 PM
معاوية المدير
معاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411
Quote: لا أريد أن أبدو ك"عكليت". هذا لا يعفيك من مسؤوليتك عن والمساهمة في "ابتذال نصوصي"، و"إدارة حفلات الشواء الآدمي". مرحبا بك مرة أخرى في مائدة "النقد" التي نصبها الأستاذ "كبر". قضايا مهمة مثل "ابتذال النصوص"، و"إدارة حفلات الشواء الآدمي"، لا تسقط بالتقادم.
سلآمات أُستاذ الخواض.
يا خواض أنا ما جيتك طالب إعفاء، سأستمر في إبتذال النصوص التي ارى أنها تستحق وقد وعدتك بذلك أكثر من مرّة . القضايا المهمة بحسب ما هي مهمة فإستمراريتها حتماً ستجلب فايدة . ودعتك الله نلتقيك إن شاء الله في بوست وآحدة من القضايا المهمة . كويس معاك ؟...
03-29-2015, 07:10 PM
osama elkhawad
osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885
Quote: Quote: ومن أنت حتى تنصِّب نفسك قاضيا "شعريا"؟
يا سيدي أنت تبتذل نصوص العبدلله الشعرية، وباعترافك انك تكره "العروض"، وبالفعل لا تجيده نظما إلا في نصوصك الشعرية العامية، وعلاقتك ب"النقد" واهية.
السؤال الآن:
ماهي مؤهلاتك في الكتابة بالفصحى الشعرية، على ضوء اعترافاتك، لكي "تبتذل" نصوص العبدلله الشعرية؟
والسؤال الأهم:
ما هو الهدف مما قمت به ، وماستقوم به لاحقاً*، حسب "تهديداتك" الاسفيرية؟؟؟ ____________________ *العبدلله على استعداد لإمدادك بنصوصي الشعرية،وغيرها، سواء كانت "هارد" أو "سوفت" كوبي، او "ملطتيميدية"، للمساهمة في دعم "تهديداتك" بالمزيد من "الابتذال". العبدلله جاد،و لا يسخر.
03-30-2015, 05:04 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
Quote: سلام للجميع مفردة "خسوف" إلا تعنى بقاء الامل/إنتظار الاتى بعد انقشاع الغيمة/الضنك/ الوجع فالخسوف ليس دائماً/متواصلاً وتعقبه دوما إنيلاجات/عودة/إستقرار.. إلا يوجد بين ثنايا النص ما بفيد ذلك ؟
امير ..حبابك يا صديق كتر خيرك على المرور هنا.. و كتر خيرك على اثارة معني مفهوم الخسوف ، واتفق فيه معك فان كنا نعرف أن الخسوف مجرد انمحاء/ اختفاء ، وهي الخصائص التي يشترك معها في فكرة الموت ، الإ ان الخسوف يتميز بانه انمحاء مؤقت ، عابر لا ياخذ حيز طويل من الزمن.. وبعده يتجلى وجه القمر يمارس اشراقه البهي..وهنا اتفق معك ايضا في ربط الأمر بالأمل وانتظار الآتي الأجمل.. وهكذا هي طبيعة الحياة ، خصوصا في الإجتماع البشري ، تتميز بالتعرجات ، الإرتفاعات ، الإنخفاضات..ثم الصيرورة المستمرة.. والتحدي في مثل هذه النصوص انها تجيد المداورة وتتطلب الدقة في استيلاد المعني وهذا ما اشرنا اليه في قولنا ، ( ان الوصول الى بئر المعني ، هو مشقة ، تتطلب الركض في كل الإتجاهات..!!)
وكل معنى ممكن طالما استطعنا ان نبرر له بصورة جيدة..
بالرغم من أن النص ابتدأ باهداء يتحدث عن (ارواح اضرابات) ، وهنا تكمن الخديعة ، لأن النص يلمح لفكرة الموت ، الإ ان اول جملة في النص تجري ن بصورة اخبارية ، هكذا:
فهي جملة/ خبر يلقيه صوت ما (من داخل النص) على مسامعنا ، بان القطار المعين المميز الذي يختلف عن القطارات الأخرى بتشبيهه بالقمر ، غادر الآن المدينة ، فالمغادرة هي ذهاب قد يكون مؤقت (يتفق مع فكرة الخسوف).. وفي سيرورة النص ، لأ يأتي الإخبار عن الموت بصورة مؤكده ، باعتباره انه واقعة حدثت فعلا.. او ان القطار (قمر المحطات والقطارات كافة) لم يمت ، وانما فكرة موته ظهرت في تصور اخر يتبدى في شكل حلم يحدثنا عنه صوت اخر في النص..ويظهر ذلك في جملة
Quote: -رأيته في النومِ، و امرأة الضفاف بصدرهِ، تبكي"المسادير"-الزمرُّدَ، -عانق الكفن المضيئَ،
فلو حذفنا الجملة الإستطرادية (وامرأة الضفاف بصدره ، تبكي المسادير الزمرد) ، فتسظل الجملة الإخبارية الأساسية تجري هكذا : (رأيته في النوم ، عانق الكفن المضئ)..ومعانقة الكفن هي الموت ، لأن الأحياء لا يتوشحون بالأكفان سواءا كانت مضاءة أم مطفأة.. اذن ، هنا فكرة الموت ، موت قمر المحطات والقطارات اللطيفة ، وهو القمر الأتبراوي ، لم يمت حقيقة وانما فكرة موته كانت مجرد كابوس او حلم راه احدهم مناما.. وحينما نكتشف ، من داخل النص نفسه ، ان موت القطار المعني ، هو مجرد حلم ، فهذا باب قد يدخل في فرح الإنتظار والأمر لواقع مختلف..!!
هذا ما ازعم انه ، قد ، يكون ذي صلة بما اثرته من تساؤل في قولك : الأ يوجد بين ثنايا النص ما يدعم ذلك..
واتمنى ان تستمر في التواجد ، لأن الصورة الكبيرة التي نريد ها ان تصل الى المتلقي ان القطار ظاهرة اجتماعية و حداثية وجمالية حتى في حياة بعض من اهل السودان ، والبعض الآخر يمكن ان يعرف عنها باستكشاف معانيها عبر المسامرة هنا.. كتر خيرك الى الأشارة الى حكاية قطار الشمال وعطبرة ، في مقابل لقطار الغرب لصاحبه محمد المكي ابراهيم.. فان كان محمد المكي وثق للقطار كظاهرة من مدينة الأبيض الى غاية الخرطوم ، فان خسوف القمر الأتبراوي تناول الظاهرة في الشمال (قد يكون من عطبرة الى الخرطوم) ، ومؤكد هناك ذاكرة يمكن ان ترصد لنا القطار من الدمازين الى الخرطوم ـ أو من بورتسودان الى الخرطوم أو من كسلا الى الخرطوم.. مثل هذا الرصد سيساهم كثيرا في كشف ذاتنا السودانية وتفاعلها مع ظاهرة حداثية كالقطار.. فالأمر لو صبرنا عليه سنكشتف انه ليس مجرد سفر والة تساعد الإنسان من نقطة معية الى اخرى (كما قلت سابقا في تواصلي مع قصيدة محمد المكي ابراهيم)..
النص حينما ينشر ، لا يعود ملكا لصاحبه ، ويحيا الحياة الثانية بافادات التلقي وتنوعها.. كتر خيرك كتير على الحضور واتمنى ان تواصل ..
كبر
03-30-2015, 05:41 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
تنبيه بسيط يا اسامه ، يا ريت تلاحظ حكاية حجم الخط ، لأن الحجم الكبير أو الضخم ، سيغير شكل أي مداخلة تأتي بعده ، وبتخلي البوست شكلو مفتول شوية..بصراحة لا اعرف كيف ان اكتب بخط كبير او ضخم.. حتى اجاري الأمر..
وبعد..
المعارك الأدبية ليست جديدة علينا يا صديقي ، فحينما كتب محمد الماغوط (حزن في ضوء القمر ) اثارت ضجيج المفاكرة ، بين مستنكر ، ساخر ، متهكم ، مدافع ، مبرر .. الخ.. و اذكر جيدا معارك نازك الملائكة مع الناقدة خالدة سعيد ، وما تبع ذلك من نقاشات مستمرة حتى الآن..
موقفك هنا يذكرني كثيرا بمواقف ادونيس..وهو موقف مشروع للغاية في ان يدافع الكاتب عن ما انجزه ، و نحن هنا نكتب بان هذه تجربة جديرة بالإعتبار والمراجعة والمساءلة ، نفعل هذا لأننا نوقن ان هناك كثر يتعاملون بحذر مع مثل هذه التجربة ، وهذا الحذر قد يكون مرجعه استنكار للتجربة وطريقة وسائلها في تحديد كيف تقول ومتى تقول ، وقد يكون مرجعه ان البعض منا يدرك ان هناك صلة روحيه وجمالية مبهمة مع هذى الكتابة في مكان ما تحتاج الى بعض الإضاءات حتى تساعد مثل هذا الرصيد في التفاعل مع التجربة..
قد يستغرب البعض منا هنا ، ولكني سعيد بتواجدكما الإثنين معا ، انت ومعاوية ، وفي النهاية كل معنى وله تبرير..لأني اوقن تماما أن المعاني هي مسألة اتفاقية ، والأتفاق لا يأتي الإ بحجة قوية..
عندي قول كثير ، ويتعلق بالصور ، وشكل الحوار المتخيل (اعتماد على بعض مقولات باختين) ، وطريقة حضور الأصوات المتعددة في داخل النص..وسوف اواصل فيها.. صراحة لم اكتب عن نصوصك من قبل ، لأني ادرك انها نصوص مستعصية ، وتكثر التكثيف في خلق اشاراتها ودلالاتها ، واخترت هذا النص بالتحديد ، لكي اقدم من خلاله تصورات قد تفيد كثيرا في مراجعة تجربة اسامة الخواض وتبيان ملامحها ، مواطن الجمال فيها ومواطن الهنات ، بالتالي محاولة جعلها تجربة قريبة وحميمة ، أي انها ليست تجربة مخيفة ومستشكلة كما يتصور البعض..
ودمت طيبا.. كبر
03-30-2015, 06:26 AM
osama elkhawad
osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885
Quote: عندي قول كثير ، ويتعلق بالصور ، وشكل الحوار المتخيل (اعتماد على بعض مقولات باختين) ، وطريقة حضور الأصوات المتعددة في داخل النص..وسوف اواصل فيها.. صراحة لم اكتب عن نصوصك من قبل ، لأني ادرك انها نصوص مستعصية ، وتكثر التكثيف في خلق اشاراتها ودلالاتها ، واخترت هذا النص بالتحديد ، لكي اقدم من خلاله تصورات قد تفيد كثيرا في مراجعة تجربة اسامة الخواض وتبيان ملامحها ، مواطن الجمال فيها ومواطن الهنات ، بالتالي محاولة جعلها تجربة قريبة وحميمة ، أي انها ليست تجربة مخيفة ومستشكلة كما يتصور البعض..
كما قال العبدلله قبل ذلك ،أن علاقته بالنقد ليست علاقة "أساسية". وتعرّفت عليه كي لا تنطلي علي "مقاربات" النقاد حول النصوص التي يقاربونها، و ما سيقولونه عن نصوص العبدلله مستقبلا "وكان ذلك تفاؤلا مني غير مشروع".ههههههههه الطيب صالح قال أنه لا يعبأ بما يقوله النقاد عنه.
من الواضح أنك "ناقد"، علينا أن نصغي إلى ما سيقوله.
نيابة عن الأاميرة بت مصطفى.. اود في هذه العجالة ان اشكرك على نعريفك لنا بقصائد الشاعر اسامة الخواض.. حقيقة انا ما زي بت مصطفى اهتم بالشعر ... ولكني مع ذلك اتذوق الشعر عندما يكون في دائرة اهتماماتي.. فوجدت العنوان الذي يحمل اسم اتبرا والأتبرواي والذي حفزني كي ادخل البوست ولكي اعرف ماذا في بطن الأتبراوي وفرحت بانني قد دخلت,.. فأنا اتبراوية المنشأ والتربية والدراسة.... فوجدتك اولا يا استاذ كبر لك معرفة عميقة جدا بالنقد الشعري والأدبي .. فقرأت الكثير من السهل والممتنع في توصيف شعر الاستاذ اسامة الخواض.. فسألت صديقتي الصدوقة بت مصطفى السيد .. من هو كبر... فقالت .. هو احد اعمدة سودانيز اون لاين في الثقافة والشعر والأدب والتقاليد والعادات السودانية .. وهو رقم صعب لا يمكن تجاوزه في المنبر العام... "" واتممت قراءتي لنهاية البوست.. فوجدت ان بت مصطفى قد قصرت في حقك ... فأنت فعلا يا استاذ كبر شوقتنا لقراءة قصائد الشاعر ود الخواض....فشكرا لك..
ولمن قريت :" خسوف القمر الأتبراوي " والمهداة إلى اراوح اضرابات عمال السكك الحديدية في السودان.. وجدته قد ابدع وابتكر .. وعرفت ان من يقول هذا الشعر لا بد انه يعرف اتبرا والأتبراوي عن ظهر قلب...
وعندما عدت لقراءاتي القديمة وتصفحي لروائع المنبرر العام ، وجدت ود الخواض وجدت دررا نفيسة .. ومنها::""
لسن هن للسرير فقط فأقداح النبيذ لا تشتعل إلا بوقعهن وانفاس الصباح لا تغني إلا بموسيقى تجولهن لسن هن للسرير فقط فهذا البيت الذي اسكن فيه منذ سنتين عاد مقبرة حين هاجرت سلوى وتلك الفسحة المديدة لم تعد سوى قبر للشراء وما وضعته لي في الفريزر كي لا أموت من الجوع لم يعد سوى طعاما للقطط الضالة ما تبقى من دمعها في المطار هو الذي يجعل لحيالتي معنى لسن هن للسرير فقط فخلف سرائرهن يقبع كنه الحياة فحزمهن هو جوهر الوردة وحرصهن هو جوقة الوجود...
فشكرا لك استاذنا ود الخواض( كما تقول الأميرة يت السيد).. واذا انت قلت فقط هذا السفر الشاعري المجيد الذي يمجد المرأة لكفاك .. ولكنك قلت الكثير.. من الروائع ومنها :" لاهوت الوردة""
بسمات الشيخ عبد الرحيم..( بت عطبرة)..
03-31-2015, 08:20 AM
عادل البراري
عادل البراري
تاريخ التسجيل: 01-07-2013
مجموع المشاركات: 4051
Quote: قمرُ المحطّات-القطاراتِ اللطيفة غادر-الآنَ-المدينةَ.. -غادر-الآن-المدينةَ؟ -إنَّه في النهر يقرأ وِرْده الشجريَ، يركعُ، و"المناماتُ" الأليفةُ حول لحيتهِ تزقزقُ، -"طنْبرتهُ" الخائفاتُ، -رأيته في النومِ، و امرأة الضفاف بصدرهِ، تبكي"المسادير"-الزمرُّدَ، -عانق الكفن المضيئَ، "الأتبراوي" ارتمى في الدمِّ، غنَّى دامعاً:
الأتبراوي قصيدة ذات قوام لين متموج يرتفع ويحملك بمعالم وأنفاس وينخفض بشجن من صنع أخر كأنه الخواض يفتح في مخايلتك أبواب لصدى لينهمر ليس منافساً لنص فقط مضيف موسيقى وبعداً يأتي من مكان بعيد في نفس الوقت قريب يمنح تدفقه إنسجام ليس عزلة تتربى خارج النص
Quote: "يا عبدالله أخوي أغشى البنادر شوفنْ بنّوت "المتمّة" اجدّلنْ صفّوفنْ و بعد خُمْرة و جلادْ سال القملْ في رفوفنْ"
فيرتبطت المغادة بأغشى مثلما ما أقترن الدم سال القمل رفوفن وتظل الحوارية قائمة بلا إنفصال لتجسد في نونه فتبقى امرأة الضفاف هي العالقة بالذهن والدم مشهد يفرض حاضره فتعدد الصور الخيالية كان هناك بعثره ثم تجتمع مابين الأستلاف والنص ثم تنخفض الموجه كاشفة عن صورة تبدو صغيره سرعانه ما تنكشف كساق امرأة إنتظر الشوق مجيها يقيم أخر صلوات العشق فيها فتبقى السكك ما تحكي به القطارات وتونس به عبر صرير الإنذلاق يأتي مسامعك والشهوة قائمة علي ريح الرحيل هاهو تعدد اللوحات يتداخل ويبني واقع يشد الإنتباه من جديد هنا يلعب الخواض بصورة عند مرادفة تخرج ثم تغيب وتنبثق من جديد كأنه يريد أن يصرخ فيأتي بصورة مستلفة تعبر عن مكنونه وينو الحبيب ورزيم الصدر الذي يعلو هنا وهناك تحت وفوق عجلات القطار "من بفْ نفسك يا القطارْ و رزيم صدرك أنا قلبي طارْ و ينو الحبيبْ إنت شلتو جيبو يا القطارْ" ثم ينخفض موج الخواض وقطاره اللا ساكن فيقطف صورة من الزمن المر لزمن المر في لوعة وأشتعال . هذا إبداع لم نألفه من قبل كما أشرت يا كبر رغم هذا كله وتلك الصور الإبداعية بشقيها المستلف والفتعل يمضي بنا الخواض إلى عالم صورة واحدة متعددة في مداخلها ومخارجها بمشاهد تنوم متجانسة في بعضها كأنه يحرك أياديه في في فراغ ساحب لنا من هنا ومن هناك عدداً من أصطفاف العربات القطارية نسيج يكمل لنا الشكل الواحد فقد كان حضورة الواحد دائماً متمثلاً رغم محاولات أخفاه بإبتكارية زي ما قلنا هي جديدة علينا نوعاً ما
Quote: في زمني .. ذاك القديمي .. إن آن الأوان هذا الذي أتي ... يا مولاتي ... الفجر أتي .. مشطي الريح فأنتظري مابين حاسة العشقي وجنبات بابي ...
04-02-2015, 03:50 PM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
كتر خيرك على المطايبة.. عارفة يا بسمات ، ناس واحدين بيكتلوك بالإيمان فيك ، ويزيدو عليك المواجع مواجع..منهم بت ابا اميرة السيد ، ول ابا محسن خالد ، وصديقنا اسامة الخواض.. بعض الكائنات تدهشك بقدرتها على الصبر والإيمان بما تبشر به ، ومنهم ، ابكر ادم اسماعيل واسامة الخواض ، ياخي ديل عالم مفارقة بشكل غريب خلاص.. وان كنت يا صديقتي ، تؤمنين بما تقوله عنا صديقتنا بت ابا ، اميرة السيد ، فياريت تدعي معانا عشان واحدة من صديقاتنا.. وهي استاذتنا اماني عبد الجليل (الجندرية) ، فالجندرية واحدة من اساطين الحداثة في دار امسودان ، واليومين ديل تمر بضيق الخراب والعنف اللامبرر في دار اليمن السعيد (الله يدرا بحالو وحال الجندرية وعقابها)..!! مزعمنا يا بسمات ، ان امثال اسامه الخواض ، يهدوننا رحمن الذات ، ويقولون لنا بكل بساطة:الحداثة ليست بعبع مخيف ، وان من حق ناشئة امسودان ، التجريب دون خوف ، والتعبير عن الذات دون خوف..!!
ولأننا عالم ، يسكننا طيف المزيكا معني ومبنى وجمال ، فاهديك تجربة عجيبة ، لطالما استغرقتني كثيرا.. تجربة الفنانة بت ابا عزيزة براهيم..!!
بي دلوكة ، يا بسمات ، بت ابا عزيزة ، تغني شعر الحداثة زي الترتيب..وتوب ، خضرة دقاقة ، قشاية (حاجة زي الزمام ، توضع على الأنف من باب الزينة ، وجمهور يحترم الفن والإبداع)..
وجه ممكن يلاقيك متلو مليون مرة في دار امسودان ، وومكن تعدي فيهو انتا ماشي..!!
(11) والبرية ، سيدي العشطان ، اليسأل عن بئر المعنى ، ليست هي مغفرة ووحشه وقاحلة ، وانما هي الحياة تنبض بتلاوينها ، باحزانها ، باشراقها ، ثم تمضى في حال سبيلها ، والمعنى حديقة مخضرة ويانعة ، بعضا يراها عشب ينفع البهائم ويدر البانها ، وبعضا يراها منظر بديع يخلب الروح ويجعل الواجدان يرفرف طربا ويرقص ، وبعضا يراها حلقة ، مجرد حلقة ، في نظام الإيكولوجيا ، يحفظ توازن البيئة ، وبعضا يراها مجرد مساحة ما..وهكذا.. فالنص المتلميدي ، خصوصا (خسوف القمر الأتبراوي) ، اشبه بذلك الوصف ، بيدا انه ليس مجرد سكون ، تتالي فيه المناظر والمشاهد والخفقات والمعاني ,انما هو حركة تعج بخفقها الخاص المتلاحق بالحياة..
كبر
04-03-2015, 08:23 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
يا ترى ماذا يعني النص المتلميدي (خسوف القمر الأتبراوي) ، حينما يكون اول مشهد فيه صورة لقطار بالوان معينة ( الأزرق ، الأصفر ، الأزرق)..؟ ولماذا لم تكن تلك الصورة لقطار اخر بالوان حمراء أو خضراء مثلا؟..
حينما نعود لربط هذا المنظر بمنظر اخر ، فليكن هو شعار الخطوط الجوية السودانية..قد نتذكر بعض الأشياء التي يريدنا النص ان نتذكرها ، فقد يذهب بعضنا في مجاهل الحنين ، والذكريات وبكاء الماضي الجميل الحنين ، وقد يذهب بعضنا الى تذكر ذكريات خاصة مع تجربته في القطار سواءا سفر (ترحال) أو صنعة (عمل) أو ايدولوجيا (سياسة).. كل ذلك سوف يخطر على البال ونحن نشاهد منظر القطار في مفتتح النص المتلميدي ، ولكن لو امعنا كثيرا في ربط الأشياء ببعضها البعض ، فقد نلاحظ أن تلك الألوان في القطار ، هي الألوان الغالبة في اول علم للجمهورية السودانية بعد الإستقلال ، وحتى الآن هو علم الحزب الإتحادي الديموقراطي في السودان ، دفقة الحنين هذى ، هي التي يعقلنها النص حينما يختار ان يكون الإهداء الى (ارواح عمال السكة حديد) ، والعقلنة قد تذهب اكثر بان تطالبنا بتأمل ذلك المشهد ، بان الوان العلم تلك كانت تنتقل وتجوب المحطات والسهوب والسهول والوديان في امسودان ، وكأنما ، حتى الأشجار والأشياء تقف اجلال لتلك الألوان/الرمز.. هل فكرة علم الدولة شيئا اخر غير الرمز الذي تتفق المجموعة البشرية على احترامه لحد التضحية من اجله؟.. قد يقبل الفرد أي اساءة عليه ، ولكنه لا يقبل الإساءة الى الرمز ، وقد يدفع الروح ثمنا ليفدي ذاك الرمز ليبقى محترما ومكرما ومعززا..!! وكانما النص الملتميدي في (خسوف القمر الأتبراوي) ، وهونص مخاتل لا يقول الأشياء مجانا ، قد توقف برهة ليجعلنا نركز في هذا المشهد وربطه بما سياتي لاحقا..!
كبر
04-03-2015, 08:26 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
ثم ، قد تسألني ، سيدي العطشان اليسأل عن الطريق الى بئر المعني : ماذا تعني تلك (الونسة) التي لا تتعدى سوى (شمارات) ، والتي ترد في مفتتح النص؟.. هنا اقول أنا ، الملاك اليسوح في اصقاع البرية ، فان اصرار النص على نقل هذى العادية ، انه يذهب الى الإفصاح عن انسانيته/انسانيتنا التي انسربت كثيرا في غابات التوحش والسراب.. فالحداثة الشعرية حينما ظهرت للوجود في اول امرها ، كانت تذهب الى النزول الى الأرض ، لأن تقاليد السابق كانت تذهب الى السماء ، التعالي ، واستحقار الواقع..والتهاويم التي تشبه الإلهام أو الوحي ، فالحداثة كانت تقول اننا نملك عقل ، وهذا العقل عليه ان يعيننا في معاينة الواقع..!
كبر
04-03-2015, 08:28 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
في (نظرية الأدب) ، يذهب الفيلسوف الروسي مخائيل باختين ، الى ان النص الأدبي احيانا تكون بداخله حوارات متخيلة ، تكسبه شئ من النبض والنصاعة والحياة ، وتجعله قريبا منا .. وفكرة الحوار ، هي خصلة بشرية طبيعية ، وتوجد في حياة الكائن البشري ، فلا فرد يعيش بلا اخرين (مجموعة) ولا اخرين يعيشون بدون تواصل فيما بينهم..لا تكتل بشري بلا حوار...!! في نص (خسوف القمر الأتبراوي) ، يبتدئ النص باستصحاب تلك الحوارية المتخيلة التي حدثنا عنها باختين ، فتأتي الصور في مسرح يتسم بالحميمية: اصوات تحدث بعضها البعض ، بدون كلفة ، والنص يريدنا بهذه الصورة ، ان نستصحب طبيعة الكائن العادي في امسودان ، الكائن الذي يحب ان يفصح عن ذاته في شكل نميمة صغيرة ، اخبار تافهة ، احاديث.. ومن عمق بعيد ، يمكن أن نسلم بان التشريح النفسي لكائن امسودان ، قد يقودنا الى خلاصة انه كائن يحب الثرثرة المجانية..!!!
كبر
04-03-2015, 01:13 PM
ibrahim fadlalla
ibrahim fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 2585
هي مداخل يا صديقي ، حين توفرها وتأسيسها بصورة طيبة ، قد تساعدنا في كسر الحواجز في التعامل مع النصوص الكثيفة والمتشابكة ، وهو تشابك يمليه قلق الوجود في عصر الحداثة وما بعد الحداثة ، حيث في زمن ما بعد الحداثة اصبحت التفاصيل دقيقة ومتعددة والبحث عن رابط بينها يجعل الأمر اشبه بلعبة ذكية تتطلب التعامل معها بذهن مفتوح..
سعيد انك استمتعت بتجربة الفنانة الصحراوية ، عزيزة براهيم ، وكالعادة دوما نوعد ولا نوفي بالوعد ، فلقد كنت انوي تقديمها ، ومقاربة نوع النقارة الذي تستخدمه ، وهو نوع كان موجود في امسودان تاريخيا ، وهو ما يعرف عندنا بنقارة النحاس.. حيث كانت النقارة وقتها رمز اشبه برمزية علم الدولة في واقع اليوم.. فالناس كانت تقاتل حتى لا يسقط النحاس في ايدي الأعداء ويتم امتهانه..!!
هذه الفكرة ، يمكن تقارب اكثر ، حينما نقرأ تجربة الفنانة عزيزة ابراهيم وربط ذلك بتجربة النضال في الصحراء الغربية ، واستخدام تلك النقارة في اغاني الحماس ورمز لنضال اهل الصحراء الغربية ، فهنا يمكن ان نستعيد تلك الرمزية المفقودة.. لها تجارب حميمة ، وبعضها فيها تنفيذ لمواد تشبه تماما فكرة النص المتلميدي ..
كتر خيرك كتير يا ابراهيم...وكثيرا ما اعاود ضل الأعمام باكين (بكين/مكين) وراكوكين.. بالجد خيال خارمس ، مرات فيهو مفارقات عجيبة خلاص..
كبر
04-03-2015, 06:59 PM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
كائن امسودان العادي ، يحب الجماعية ، يحبها في كل شئ ، في الخير ، في الشر ، في الحزن ، في الفرح ، وحتى في مجالس الأنس العادية..! وحينما نقارب افتتاحية نص (خسوف القمر الأتبراوي) ، فسوف نلاحظ: اربع اصوات (على الأقل) قبل حضور نص (الدوبيت/الغناء) الذي يفعل التناص مع النص الأصلي؟..
وصوت يتساءل ، وهو يتصنع البراءة ، ويدرك في قرارة ذاته ان طبيعة (القمر) الحضور والمغادرة ،
Quote: -غادر-الآن-المدينةَ؟
ثم يتدخل ، صوت ثالث ، جازما ، ويقول لنا:
Quote: -إنَّه في النهر يقرأ وِرْده الشجريَ، يركعُ، و"المناماتُ" الأليفةُ حول لحيتهِ تزقزقُ،
فهل هذا القمر الأتبراوي ، عابد متبتل في محراب الصمت والخشوع والهدوء والسكينة؟.. بهاء الصورة في وجود القمر في النهر ، يحتاج مقاربة انسية عادية ، تنزلها من بهاء التحلق ، السماوي المجيد ، الى غبار الأرض..التسكع ، العادي ، النغم الوضوح..!!! قد يكون هو وصف لقطار يخرج من عطبرة ، وقد يحدثنا اهل عطبرة ، حينما يخرج القطر عنها ، ويعبر النهر او يحاذيه ، كيف يكون شكله؟..هل يكون مقوس ، انحناء ، وتسامح مع قساواة الجغرافيا؟..هذا التقوس أو الإنحناء والتماثل والتعاطف مع طقوس الجغرافيا من اجل البقاء والإستمرار ، يصوره خيال الشاعر (اسامة الخواض) بانه ركوع ، والركوع ليست مفردة مجانية ، لأن من يريد أن يفهمها ، عليه ان يفهم صراع الروح القلقة مع الوجود والعبادة والأشياء كافة..!!
كبر
04-03-2015, 07:01 PM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
ثم تسألني: وما هي (المنامات)؟.. فاقول ، انا الملاك اليسوح في اصقاع البرية ، في قطارات سكك حديد امسودان ، يوجد في اول الصف ، القطار (الوابور) ، وهو يقطر من خلفه كائنات اخرى تسمى (العربات) ، اول عربة بعد (الوابور) هي عربة لعمال القيادة (من يقودون هذا القطار/عمار تشغيل تلك الماكينة الحداثة)..وتلك العربة تسمى (المنامة) .. فيها يستريحون ، يأكلون ، يقضون حوائجهم ، يستكينون الى احلامهم ، يكتبون خطابات الشوق الى اهلهم ، ويتذكرون الحبيبات القصيات العائرات في برية التقاليد التمنع..!!! فيزيائيا ، وجود المنامات ، اشبه بموقع اللحية من ذات الإنسان ، بيد ان النص يجعلها كائنات اليفة تسكب انغامها الخاصة ، اسوة بزقزقة العصافير..!!
كبر
04-04-2015, 07:53 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
وقبل ان نخرج من مغبة الصورة الصوفية ( ركوع ،خشوع ، تبتل ، لحية ، فاللحية يا سادتي ليست هي عنوان ، فقط ، للإرهاب..!!!!!!!!)...
يطب علينا صوت من جوقة المسامرة اللطيفة تلك ، ويقول لنا:
Quote: -"طنْبرتهُ" الخائفاتُ،
فتسالني ، انت الإنسي العطشان ، الذي يسأل عن الطريق الى بئر المعني ، ماهي (الطنبرة)؟
هي اصلا نوع من الغناء في دار امسودان ، فيه يسجل الشعراء المطاليق ، احزانهم ، ولا ينسون ان يختزنوا بعض من ملامح الذاكرة فينا ، وحينما تذهب الي بقاع امسودان اليوم فسوف تلحظ ان الطمبارة (الطنبارة) ، هم جوقة من المغنين الذكور (الرجال) ،و ان النساء لا تغني..أ ي لا تفعل الطمبور(الطنبرة ، كما يحلو لعامة اهل امسودان نطقها)...!!
فهل لا تعني النساء ، نساء امسودان ، بفعل الذاكرة وحفظها؟.. اصلا المغنيات في ذاكرة امسودان البعيدة كانن نساء.. وهذا الملمح اليوم قد تجده في بعض ثقافات امسودان ، في غربه البعيد(كردفان ودارفور)..وهو ما يعرف بالحكامات.. أي الشاعرات المجيدات..!! اصلا ، ان ذكورية/بطرياركية ،انسان امسودان في وقت ما ،كانت تهزها، كثيرا غناء الشاعرات النساء/الحكامات ، والرجل منهم قد يهمل أو يجهل كل قول الدنيا حوله ، ولكنه لن يستطيع أن يجهل أو يهمل قول الحكامة ، وهذا امر يتعلق بسياق التنشئة الإجتماعية (بفهم سيوسولجي بحت).. هذا الفهم المركب المعقد ، ينقله لنا نص (خسوف القمر الأتبراوي) في صورة خبر/ثرثرة/نميمة عادية..يقولها احد الأصوات العابرة في ثنايا النص..!!! ولكن ، لمه كل هذه المشقة؟..جرب هذي: هل النص يريد ان يعيد الى ذاكرتنا ما سقط منها ، خصوصا في عادية الأشياء؟.. هنا ، تأتي صفة، مرفقة يفصح عنها النص في هذا الصوت ، من مدارج الحوارية البضة التي يحدثنا عنها الروسي مخائيل باختين ، ان تلك المغنيات ، حينما ، تيسر لهن الإفصاح/الغناء ، كن خائفات؟..
اقول انا ، الملاك اليسوح في اصقاع البرية ، ان الكائن البشري (الإنسان) اصدق ما يفصح عن ذاته ، يكون ذلك ، في لحظة الخوف..أي والله.. في الخوف تتجلي الذات البشرية عارية تماما..!!!!!
كبر
04-04-2015, 07:56 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
تستمر الحوارية ، في نص (خسوف القمر الأتبراوي) ، تستمر حميمة ، متشابكة ، تماما مثلما حدثنا باختين ، بان الحوارية المتخيلة تكسب النص حركة دوؤب و تجعله ينبض بالحياة ، ويمشى بيننا ، كائن مثلنا ، له الحق في الوجود.. نفس الثرثرة الحميمة ، يكتمل بناءها عبر صوت رابع ، يمارس عادية الحوار ويتدخل قائلا:
Quote: -رأيته في النومِ، و امرأة الضفاف بصدرهِ، تبكي"المسادير"-الزمرُّدَ، -عانق الكفن المضيئَ، "الأتبراوي" ارتمى في الدمِّ،
هنا الأتبراوي ، خرج من لحظة العادية ، الى لحظة الأسطورة ، فهو كائن يكون محل الونسة/الثرثرة اليومية العابرة ، وفي نفس الوقت ، كائنا اسطوريا يزور النوام طيفا مخاتلا ، فيا تري لمه ينشغل الناس العاديون بهذا الأتبرواي ، وبتلك الصورة العجيبة المدهشة؟.. القطار ، في كثير من محطاته في دار امسودان (هذا بعض من رأينا في تواصلنا مع رائعة محمد المكي ابراهيم – قطار الغرب) ،ل يس هو مجرد الة حداثية يستغلها الناس في تقصير المسافات والسفر من مكان الى مكان ، وانما هو ظاهرة اجتماعية/ثقافية /جمالية تعني الكثير في حياة اهل الشريط (او الأشرطة) السكه حديد الممتد كالشرايين في جسد امسودان (شرقا ، غربا ، شمالا ، جنوبا )..
لذلك لا نستغرب ان يكون جزء من حياة الناس الى درجة ان يعاودهم طيفا في المنام..!!
كبر
04-04-2015, 12:21 PM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
كنت اود ان ارفق نص للفنانة عزيزة ابراهيم ، لنستكشف بعد من ابعاد النص الملمتميدي.. ولكني سأؤجل ذلك الى قادمات اللحظات.. فنص (خسوف القمر الأتبراوي) مرهق للغاية ويحتاج تباصير/تفاكير دقيقة للغاية..! تحية لأختي الجميلة ، صديقتي واستاذتي اماني عبد الجليل (الجندرية) بوصولها الى مدينة صلالة في سلطنة عمان ،واماني كما ذكرت سابقا ، هي واحدة من اساطين الحداثة في دار امسودان.. حمدا لله بالسلامة يااماني ، انتي والعقاب، وامنياتنا لكل الأسر السودانية بخروج آمن من مناطق النزاع في اليمن..!! وان كان نص (خسوف القمر الأتبراوي) نص يدور ويصول في مجالي الحداثة ، فان مزعمنا الأساسي في التواصل هنا ، ان الحداثة ليست بعبع مخيف..بل هي كائن حميم يمشي بيننا ونحن لا ندري..!! هنا نهدي الجميع ، قمر اتبراوي باتع ، يصهل بالحداثة من زمن بعيد.. اخونا الفنان الأتبراوي خوجلي هاشم.. خوجلي هذا تغني بكلمات والحان عظيمة للغاية ، الحان حداثية ونصوص حداثية بمعنى الكلمة، ومأساته ان فنانين كبار في دار امسودان كانوا يرددون اغانيه / منهم علي سبيل المثال استاذنا مصطفى سيد احمد..!! فقام خوجلي زهج وابتدع خط بديع ومفارق (خط حداثي بمعني الكلمة) فعمد لإبتداع اغاني يصعب ترديدها البتة.. منها اغنيته الجميلة (عتقني يا عشق البنفسج)..!! تجربة الأتبراوي خوجلي الحداثية في (عتقني يا عشق البنفسج) هي اشبه بتجربة الصحراوية عزيزة ابراهيم..ترديد لنصوص حداثية بمعني الكلمة ، بيد ان عزيزة تفوقت على خوجلي في الجرأة والقدرة على طرح اعمالها على افق واسع يتجاوز المحلية..ّّ نصين بعد اذن الجميع ، حتى يتسنى لنا أن نسمع ونرى الحداثي العظيم خوجلي هاشم..!!
عتقني يا عشق البنفسج ، والغموض.. خلي المناديل ، التلوح ، تنثال على كف المسافة و تندهش.. خليني ابحث عن وطن.. خليني ابحث عن وطن..
الصحاروية عزيزة ابراهيم ، تقول ( اليأتي) ، هي تعني (الذي ياتي).. خوجلي يقول (التلوح) ، هي تعني (التي تلوح).. وهي مفردات الحداثة (على الأقل في وجهها المكتوب باللغة العربية)..!!
هي الحداثة ، تكمشى بيننا يا معاوية المدير.. خوجلي علمنا حاجات كتيرة ، فان لم يشفع النص ، فليشفع النغم..!!! اما كيف اتبراوي متل خوجلي ، يغني بمزاج مشابه للصحراوية عزيزة ابراهيم.. فتلك تلافيف تحتاج مباصرة ، بالجد دقيقية..
الف حمدا لله على السلامة يا اماني ، وعثمان تراث ، العقاب..
وبرضو.. خليني ابحث عن وطن...!!!!
كبر
04-04-2015, 12:40 PM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
النص الثاني ، للقمر الأتبراوي ، اخونا خوجلي هاشم... الفات زمان (طبعا خلق كتيرة ح تفتكر انو الغنية دي بتاعة ناس تانيين)...
سوف اسعى جاهدا أن تسمع الصحراوية عزيزة ابراهيم ، والصحراوي محفوظ عليان ، خوجلي هاشم...
هذا النص ، المفارقة فيه انه حي ، ويا ريت الناس تركز في ملامح خوجلي و ملامح عزيزة ابراهيم..و تشوف كيف ناس بملامح عادية ممكن تشتغل نصوص الحداثة زي الترتيب...!!
امنياتي بلحظات طيبة..
والى ان نلتقى ، في مواصلة التعاطي مع نص (خسوف القمر الأتبراوي)....
وكما حدثتنا الصديقة ، الفنانة ، اٍيمان شقاق ، في منبر سودان فور اوول..فهناك مؤتمر عن الحداثة في دار امسودان ، يفترض ان يكون بدأ قبل سويعات ، من لحظة هذا التخاطر..
عنوان المؤتمر (الحداثة ، وصناعة الهوية في السودان: استعادة حقبة الستينات والسبعينات)..!!!
وسوف نساءل ، في خيط منفصل ، ماذا قدمت حقبة الستينات والسبعينات من حداثة لجمهور امسودان ، فيبدو ان الحداثة المعنية ، هي ما انتاب اهالي صوالين الخرطوم فقط.. لأن تلك الحقبة يعرف عنها انسان امسودان انها كانت حقبة سادتها شمولية العسكر وديكتاتوريتهم المنتنة: عبود ، وجعفر نميري..!! والمزاج وقتها كان مزاج بنادر بحت ، لآ يعرف شيئا عن بقاع امسودان ، اللهم الإ بعضا من ـالإسقاطات ، التي تشبه الهذيان النفسي الذاتي ،
ولكن..!!
في سبيل الحداثة وقيمها النبيلة (حتى لو بالكضب ساكت) ،
نقول: الكحة اخير من صمة الخشم..!!!
كبر
04-10-2015, 08:47 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
هنا ، سيدي الإنسي ، العطشان اليسأل عن الطريق الى بئر المعني، اقول انا ، الملاك اليسوح في اصقاع البرية ، ان الوصول الى بئر المعني ، هو مشقة ، تتطلب الركض في كل الإتجاهات..!!
تذهب الناقدة المعروفة ، جوليا كرستيفا ، وهي تدشن مفهوم التناص كعماد لنظرية السيموطيقا وتقاليد ما بعد البنوية ، الى ان النص ، أي نص ، محكوم بمحورين: محور افقي (يكون في شكل علاقة تعاقدية بين الكاتب والقارئ ) ، ومحور رأسي (يكون في شكل علاقة تعاقدية بين النص ونصوص اخرى)..تلك المحاور ، محكومة بشكل علاقة تقوم على شفرات متفق عليها مسبقا ، شفرات بين الكاتب والقارئ (خلفية اجتماعية ، تاريخية ، ثقافية ، جمالية ..الخ ..مشتركة) وشفرات (بنفس الكيفية ) بين النص والنصوص الأخرى التي يـُختار فعل التناص معها..!!
بيد اني اضيف قليلا ، واقول ، ليت جوليا كرستيفا قرأت عبد القاهر الجرجاني .. فهو له سبق واصل للغاية في (علم المعاني وتفصيله) ، وهو من جمع ، منذ وقت مبكر فطن ، عكسا لموقف افلاطون ، ان العلاقة بين اللفظ ومعناه ، لا تتعدى ان تكون بين دال ومدلول (هذا هو جوهر السيموطيقا التي عرفناها في عالم الغرب الحضاري)..وكان افلاطون يرى أن العلاقة بين اللفظ والمعنى هي علاقة طبيعة ، بمعنى الأصالة ، بمعني أن معنى لفظ واحد هو امر قدري اشبه بقصة الخلق ، بينما يرى اخرون ، منهم عبد القاهر ، ان المعنى مسالة اتفاقية ، مسألة يتفق ويتراضي عليها الناس ، مثال من يومنا الحاضر: لماذا التوقف في اشارة المرور يرمز له باللون الأحمر؟..فهل هذا اتفاق ام معنى ذات، اصيلة، ترتبط بالإشارة ، باللون الأحمر؟...ا الواقع ان الناس اتفقت ، بالتراضي ، ان اللون الأحمر في اشارة المرور يدل على الزامية التوقف ، ونفس الناس ، كان يمكن ان تتفق وتتراضى على لون معين ، اخر ، ليدل على التوقف ، كاللون الأزرق أو الأبيض مثلا..!! واكثر من ذلك ، بالرغم من ان دعاة الحداثة يفتنهم كثيرا منجز الغرب الحضاري ، الإ اننا نقول ، بان البلاغة ،باقسامها الثلاث : علم المعاني ، علم البيان ، وعلم البديع ، هي حاضرة في كل الرطين الذي يمارسه علينا اهل الحداثة ، خصوصا اهل البنوية وما بعد البنوية والسيموطيقا ، خصوصا في افق الكتابة باللغة العربية..وصدق من قال: زامر الحي لا تطرب مزاميره البتة..!!
وقد تسالني ، انت، الإنسي العطشان اليسأل عن بئر المعنى ، انا الملاك اليسوح في اصقاع البرية ، ماذا تعني مفردة (تعاقدية) ؟.. فاقول ، التعاقد:هو اتفاق بين طرفين ، أو اكثر ، عماده شروط ،مسبقة ، واضحة لتحديد الأدوار..!!.. مثلا ، مباراة كرة القدم ، ما هو جوهرها؟..انها اتفاق بين طرفين للتلاعب/التباري ، مع اتفاق الطرفين تضامنا ، ان يكون هناك طرف ثالث ، يقضي (يحكم) بين الطرفين المتباريين(الحكم)..!!..ثم طرف رابع ، في تلك العلاقة التعاقدية ، يسمى الجمهور ، له شروطه في تحديد الإستطابة أو الإستهجان..!!
وبصورة ادق ، في البلاغة ، حينما تتحدث عن التشبيه مثلا ، فالشفرات المعروفة بينك (كقارئ) و بين الكاتب ، هي توفر عناصر التشبيه ألأربعة:مشبه ، مشبه به ، اداة تشبيه ، وجه شبه...!! فحينما تتوفر تلك العناصر ، تفهم الرسالة (كعالاقة بين منجز للرسالة ، ومتلقي للرسالة)..!!
كبر
04-10-2015, 08:52 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
الصوت الأخير(مؤقتا) ، في حوارية نص (خسوف القمر الأتبراوي) ، يحدثنا بانه رأي الأتبرواي مناما.. ثم يفصـّل لنا ملامح تلك الرؤيا..ثم تدخل جملة تواصلية وتفصح عن ذاتها في قول الشاعر:
Quote: الأتبراوي ارتمى في الدم ، وغنى دامعا..!!
الأتبراوي ، هي صفة القطار المنسوب الى مدينة عطبرة السودانية ، وهي المدينة التي يسميها اهل امسودان (عاصمة الحديد والنار) ، اي انها عاصمة قطارات سكك حديد امسودان ، وقوله ( ارتمى) و(غنى دامعا) ، فهنا استعارة ، تشبيه بليغ حذفت احدى اركانه الأساسية ( مشبه او مشبه به) ، فهي استعارة مكنية ، حيث شبه القطار بالإنسان ، فحذف المشبه به ( الإنسان) ، ولكن اتى باحد لوازمه ( الإرتماء) أو (الغناء المصحوب بالدمع) ، فهل يغني القطار؟ هل يدمع القطار؟ بالطبع لأ..!!!
ولكن ، قوله:
Quote: الأتبراوي ارتمى في الدم ، وغنى دامعا..!!
هذا جسر ، جسر للعبور ، والإنتقال من حال الى اخرى..! هذا الجسر ، يريد منه نص (خسوف القمر الأتبراوي ) أن يكون لحظة انتقال ، لحظة تناص مع نص اخر..!! فيتدخل صوت الدوبيت/الغناء..ليطلب من صديق ما (عبد الله اخوي) زيارة البنادر ، ويرى ما في تلك البنادر ، لأن مدعاة ذلك هو تحسر على بنات الريف ، بنات (المتمة)..وما حدث لهن..!!..
هنا تتجلي المقارنة بين حال البندر (المدينة) وحال الريف(بنوت المتمة المقملات)..!! الشفرة او الحيلة المتفق عليها بين النص ونص الدوبيت ، هي حال الرثاء والحسرة ، والشفرة/الحيلة المتفق عليها بين الكاتب والقارئ ، هي حال الحلم (رايته في النوم) التي يحكيها الصوت الرابع في حوارية نص (خسوف القمر الأتبراوي) ، وهي من طرف بعيد ، توصيف لكينونة انسان امسودان ، الذي يحب الثرثرة المجانية ، التي تبدأ باخبار عن واقعة ما ، ثم تتدرج الى ان تصل حال الرثاء والحسرة ..!!
نص الدوبيت ، هو ما تبقى من حلم الصوت الذي يقول (رأيته في النوم)..!!
كبر
04-10-2015, 11:04 AM
ibrahim fadlalla
ibrahim fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 2585
Quote: الإ اننا نقول ، بان البلاغة ،باقسامها الثلاث : علم المعاني ، علم البيان ، وعلم البديع ، هي حاضرة في كل الرطين الذي يمارسه علينا اهل الحداثة ، خصوصا اهل البنوية وما بعد البنوية والسيموطيقا ، خصوصا في افق الكتابة باللغة العربية..وصدق من قال: زامر الحي لا تطرب مزاميره البتة..!!
العزيز كبر ...شكرا ليك على الكتابة المستبصرة ...والأسلوب البديع ...
ومرورك المتعجل بما في المقتبس ...يدخل في باب " الغتاتة الأدبية " ..وعهدتك كريماً مجواداً ...واضحاً ...فلا تتوقف ..ودربك شاراته خضراء ...
حقيقة ..بي نهم للاستزادة والفهم ..بخصوص الحداثة وما بعدها ، البنيوية ، وليتك تعرب أو تعرف مصطلحات مثل " السيموطيقيا " ..وغيرها من مفاهيم ..نقابلها كثيرا ..في قراءاتنا الأدبية النقدية ...
معليش ...خلينا نستفيد من قراءات يا صاحب ...بدل البهدلة ورا قوقول ...وللا القراية أم دق ...التي فاتنا قطارها ...
شكرا لك ..على فلفلة ..خسوف القمر الأتبراوي ...بكل جمال وأناقة ...
و" سوط" الشكر واصل للخواض ....
04-10-2015, 05:13 PM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
العزيز ابراهيم..حبابك يا صديقي وكتر خيرك على المرور ، والفلفلة لما نقول..وهي يا صديقي عبارة صعبة خلاص..تلك التي توقفت فيها ، واثباتها قد يحتاج معارك ومعارك ولا قدرة لي على خوضها الآن..ولكن..! سوف اوعدك بالمفاكرة في تلك المفاهيم التي ذكرتها ، وتقديمها للمشهد السوداني بصورة حميمة تبعد كثيرا عن صرامة الروح الأكاديمية التي لها قوانينها الخاصة الجامدة في القول.. ومبدئيا يا صديقي السيموطيقا ، لا تبعد كثيرا عن فكرة علم المعاني..الفرق بسيط وهو ان علم المعاني يهتم فقط باللفظ وفق علاقة دال ومدلول ، بينما السيموطيقا تذهب اكثر لتناول وتشريح أي علامة اتفق عليها ومحاولة ربطها بمعاني عديدة يتم استيلادها بحسب قدرة من يتعاطى مع تلك العلامة.. يعني برضك الإشتغال على حكاية دال ومدلول..!! زمان يا صديقي ، مدخلنا لفهم الحداثة كان يركز على الشعر كمنجز انساني ، ولكن بعد ان جئنا ديار الغرب الحضاري ، اكتشفنا أن المسالة اكثر شمولا ، وليهم تفسيراتهم لكل شئ..فالحداثة عندهم يمكن ان تجد ملامحها في الفلسفة ، السياسة ، الثقافة ، الفن ، واسلوب الحياة..وهكذا.. التحدى هنا صعب ، ولازلنا نتعامل فقط مع النص المكتوب لأسامة الخواض ، ومعه نفعل جهد المقل بان نقدم له قراءة بالتفصيل لكل عباراته وصوره ، لن نجازف بالذهاب ابعد لتحليل بقية عناصر النص الملتميدي (صوت ، مناظر/صور) وربطها مع النص المكتوب ، لأن ذلك يحتاج وقت كبير وصبر.. مزعمنا ، اننا حينما نفرغ من كتابة هذا القاموس غير الرسمي لنص اسامة الخواض (خسوف القمر الأتبراوي) ، ربما نوفق في وضع اساس لمداخل جديدة تساعد في التعامل مع مثل هذا النوع من النصوص ، وربما نوفق في ان نخلق افق رحيم للقراءة.. ومؤكد بعد هذا القاموس ستكون افكار كثيرة صححت في اذهان بعضنا..
كتر خيرك يا صديقي..
كبر
04-10-2015, 05:29 PM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
اقول ، انا الملاك اليسوح في اصقاع البرية ، بعد تدخل/تناص صوت الدوبيت ، يظهر صوت اخر ، وهذا الصوت ليس اصيل في وجوده مثلما الأصوات السابقة (تلك التي تحدثنا مباشرة عن تفاعلها مع ذياك القمر الأتبراوي ).. صوت ، في هذه المرة ، يحكي لنا عن الأخرين..!!
وهنا يتماهي النص ، نص( خسوف القمر الأتبراوي)، مع خصلة موجودة في تاريخ الثقافة العربية الإسلامية ، قبل ابتداع صنعة الكتابة ، حيث كانت الروايات والتأريخ مساءل تقوم على المشافهة ، وحتى يحفظ تسلسل الأشياء وتأكيد مصادرها ، كانت تروى عن طريقة (العنعنة) ، وهو امر اكثر وضوحا في الأحاديث النبوية الشريفة ، حيث يكون الحديث معنعن الى ان يصل مصدره الأصلي وهو قول الرسول (صلعم) أو فعله ، او ما اقره من فعل الأخرين.. هذا التكنيك يظهر في نص خسوف القمر الأتبراوي بطريقة واضحة..
يقول الشاعر اسامة الخواض ، في نص (خسوف القمر الأتبراوي):
Quote: ...و تقول فاتنةٌ عن الفقراءِ، عن ذُرة الودادِ، عن المحطّةِ:
في النص المكتوب ، هناك علامة ثلاث نقاط (...) وهي تفيد الإستمرارية ، استمراية النص في ذات نفسه ، والذي بدأ الأن اقرب الى حكاية مروية شفاهة ، والمشافهة تكثر في حقل الثقافات السودانية، فهنا تتحول المسالة من حوارية مباشرة بين مجموعة من الناس ، الى مجلس يستصحب حكايات الأخرين ، الغائبين فيبدو الأمر حديث يروى عن اخر ، وهذه المرة المصدر( فاتنة) ما (لاحظ ديموقراطية الحوار ، فالأصوات الأولى كانت ذكورية وهي تتحدث عن القمر الأتبرواي) ، وتلك الفاتنة لا تحدث اصالة عن نفسها ، وانما عن (الفقراء) ، والفقراء يرون عن (ذُرة الوداد) ، والذُرة تروي عن (المحطة).. وهنا ايضا تتجلي فكرة انسنة الأشياء (الذرة) ، (المحطة ) ، واكثر من ذلك يعتمد النص تكنيك الأستعارة المكنية الذي قلنا عنه قبل قليل فتكون (الذرة) مشبه بالإنسان (لأنها تتحدث وتحفظ الذاكرة وتنقلها عن طريق العنعنة) ، وكذا المحطة التي تشبه بالإنسان في نفس خصائص الحديث والعنعنة وحفظ الذاكرة..!!
وسوف نحدث لاحقا ، عن شفرة (ذُرة الوداد) تلك..
انتهت سلسلة (العنعنة) الى مصدر واحد وهو (المحطة) ، ولأن المحطة ظاهرة لصيقة بوجود القطار ، فهي يبدو انها اكثر ما (من) يعرف القطار ، لذلك جاءت تفاصيل كثيرة بلسان المحطة وهي تحكي عن القطار..!
يمضى النص ، حكاية عن القمر الأتبراوي ، على لسان المحطة ، ويقول:
Quote: "كان يقرأ للبنات غناءهُ، و كتابهُ بيمينهِ: " "مدني" ثمانونَ، "الأبيِّضُ" وردةُ من طين هذا القائظ المنساب من ردف الحبيبةِ، هدَّت الأمطار "عطبرةَ "-التكاثرَ، إنّ موج النيل آلافٌ"،
هنا تتجلي انسنة القطار ، والتطابق بينه وبين حال انسان (وفقا لتكنيك الإستعارة المكنية اياه) ، فيكون (قارئ) و (مغني).. والشفرة التي تربطنا مع هذه الصورة المدهشة ، هي ذاكرتنا الغنائية ، خصوصا غناء البنات الذي كان يمجد القطار لمعاني عديدة تربط الإنسان بالقطار.. والصورة هنا كأنما يريد النص ان يقول لنا ، ان الغناء عن القطار المتواجد في ذاكرتنا الغنائية ، هو اصلا غناء القطار وتم تحويره ، او هو حوار مع غناء القطار..!! وقد ذكرنا ، ان الخواض تماهي مع عملية (العنعنة) ، والتي هي اشهر ما نعرف عنها فضاءها المرتبط بالأفق الديني في الثقافة العربية الإسلامية ، فايضا النص يختزن ذاك الأفق الديني ويخرجه في اشارات منها قول الشاعر (وكتابه بيمينه).. والفرد المسلم يعرف جيدا ماذا يعني ان يكون الكتاب باليمين ، فاقل ما يوصف انه الفوز ، أو بطريقة اخرى النجاح والقبول..!!
يكتب النص قاموسه الخاص في تعريف بعض من المدن السودانية ، خصوصا العواصم الإقليمية التي ترتبط بظاهرة وجود القطار.. فمدني تعرف ببعد المسافة عن مدينة عطبرة ، ومدينة الأبيض تعرف بانها وردة ملتهبة تخلب الألباب.. وهنا يتجلى بهاء مخلية الشاعر حينما يقول لنا (وردة من طين القائظ المنساب من ردف الحبيبة)..
وقد تسألني انت الإنسي العطشان اليسأل عن بئر المعني ، ماهي العلاقة بين المدينة ، والورد ، والطين ، حرارة الشمس والإنسياب ، وردف الحبيبة؟.. الطين ، علامة الخصوبة وبداية الخلق في قصة خلق الإنسان ، والوردة التي تنبت على الطين ، هي وردة ترتبط بمعنى الخصوبة والنماء ، واضافة (القائظ) اشارة للحرارة ، والنبت لكي يحيا يحتاج الأرض الخصبة والضوء والحرارة ، بيد ان هذا (قائظ ) عجيب ومدهش ، لأنه منساب من مكان ما..!! ولعمري هذا واحد من اكثر التواصيف التي تحدثنا عن حرارة الشمس ،لطافة وادهاشا ، بانها اشبه بلهيب ينساب من ردف الحبيبة..!!.. بالطبع مثل هذه الحرارة هي حرارة معنوية لا يدرك حدودها الى خيال الإنسان حينما يشطح في سماوات المعنى..!! ثم يستمر قاموس النص الخاص في تقديم تعاريف لتلك المدن ، فيقدم وصف غير مباشر لتعريف عطبرة بانها هي التكاثر ، أي النماء، و انها انهكتها الأمطار..وذكر معاناة المدن السودانية ، خصوصا مدن الشمال ، مع الأمطار هي شفرة يريدنا النص ان نستدعيها ، فكثيرا ما يحدث الخسران بسبب الأمطار ، فتهدم البيوت الصغيرة ويتشرد الناس وتنقطع سبل الإتصال والتنقل.. صورة عطبرة وارتباطها بالإنهاك بفعل الأمطار ، يعمقها النص حينما ذكر (ان موج النيل الآف) ، وهي ظاهرة الفيضان المعروفة ، التي تتمدد لمسافات طويلة في السودان..!!
كبر
04-11-2015, 08:28 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
يمضى النص راسما صوره المتشابكة ، ودلالاتها الكثيفة ، فيقول، حديث المحطة التي تحدث عن القطار:
Quote: و لاقته القطارات البطيئةُ، " من يبارزني بقرب النهرِ، أخرج أتبراويا يشمُّ عطور "شبّال" التي نسجتْ مفاتنها عفافا للنساء المومساتِ"،
صورة ملاقاة القطارات الأخرى ، هي صورة مستلفة من واقع بعيد عن واقع سكك حديد امسودان . في امسودان ، مسارات القطارات احادية ، بمعنى يستغلها قطار واحد فقط ولا مجال لوجود قطار اخر ، عكس تلك الواقعة ، فان خطوط السكة عديدة ، في اوربا او نورث امريكا مثلا، تكون عديدة ، ويمكن ان يتقابل قطاران يسيران في مسارين مختلفين ، وقد يكون التلاقي تعاكسا أو توازيا..ولكن..!
القطارات في امسوادان تتقابل في المحطات فقط ، والبطء ظاهرة ملحوظة في بعض قطارات السودان ، فهناك نوعين من القطارات:قطارات الركاب ، وقطارات البضائع ، والأخيرة تتميز بالبطء في حركة سيرها ، ودوما يؤجل ذهابها لتفسح الطريق الى قطار الركاب (كتابه بيمينه ، دوما)..! بيد ان النص ، وه يسعى الى انسنة القطار الى اقصى درجة ممكنة ، فهو يقرأ ويغني ، ويتحدث طالبا المبارزة ..!
طلب المبارزة مع القطارات الأخرى ، لم يكن مجرد طلب ، وانما لحقت به صفة الفخر والمفاخرة ، وهنا يبدو القطار مثل شاعر عربي قديم يفخر بمحاسن قبيلته..!
كبر
04-11-2015, 08:35 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
وهنا ، لابد من حياة الكاتب ، لو يسرا قليلا ، قد يشفى غليل بعضنا في حانة البحث عن المعاني المتواربة /المخاتلة / الممعنة في تمنعها ، الإ لمن رحم الرب ، ولسنا من ذاك النفر المحظوظ..
عكسا ، لتقاليد الحداثة وما بعد الحداثة ، التي تذهب الى ضرورة (موت الكاتب) و (حياة القارئ) ، بمعنى ان مسئولية الكاتب تتوقف فقط في انجاز النص ، ثم يكون النص كائنا مستقل الوجود ، وحياة القارئ تعني ان يتعامل مع النص ككائن مستقل ، يساءله ، يستنطقه ، يبارزه ، و يستولد المعاني بالطريقة التي يوفق في استخدامها..هذا المبدأ ، مبدأ استقلال النص ، قد لا يعنينا كثيرا ، خصوصا في نص مثل (خسوف القمر الأتبراوي) ، لأن هناك اشارات لا يمكن فهمها والتعامل معها الإ باستصحاب حياة الكاتب..استصحاب وجود الكاتب ، كظاهرة اجتماعية وثقافية وجمالية ، يتم تكوينها وفق مؤثرات عديدة ومتشابكة ، كل منها يضف معني من معاني الوجود..! ثمة هناك صراع قلق في ذات الكاتب في نص (خسوف القمر الأتبراوي) ، هذا القلق يتراوح ما بين التنكر لكل الماضي وتعويضه بحال جديدة للغاية (الحداثة) ، وما بين الموائمة بين الماضي (التقليد) والحاضر (الحداثة)..! فالحداثة لا تعرف (العنعنة) ، ولا تعرف قيمة أن يؤتى الفرد منا (كتابه بيمينه) ، ولا تعرف الفخر والإعتداد بقيم الماضي الإجتماعية والثقافية والجمالية، الحداثة ، ومنذ زمن مبكر احدثت قطيعتها مع مثل تلك الأشياء ، وذهبت في طريقها تستحدث معانيها ومنظومة قيمها الخاصة..! فالتقليدية هنا تتبدى في شكل اسقاط نفسي ، يتمظهر في النص المكتوب/المقروء/المسموع..
وان كانت القبيلة ، حتى الآن تتجلي في سماوات امسودان بصورة فاضحة للغاية ، فان النص حاول بصورة متواربة وخجولة أن يستبدل القبيلة بمفهوم جديد.. فبدل أن يقول(جعلي ،شايقي ، مسيري ، فوراوي، زغاوي ، بجاوي ..الخ)..قال (اتبراوي)..أي النسب الى المدينة (عطبرة) ، وهو اجتهاد طيب الى حد ما في تحديد مفهوم جديد للإنتماء..! ولكن ، ماذا يعني أو يفيد أن نختلق معنى جديد (شكليا) للإنتماء ، مثل تعويض مفهوم القبيلة بمفهوم المدينة ، وتظل الروح عالقة في تقليديتها؟..هذا سؤال ننتظر ان يجيب عليه اهل الحداثة في امسودان..! (الشبال) ، مفهوم عجيب ، بقدر ما هو واضح ومعروف ، بقدرما هو غامض ومخاتل..!
وحتى نستوعب معنى (الشبال) ، لابد من استصحاب ظاهرة الرقص في امسودان ، ففي بعض الثقافات السودانية ، يكون الرقص في شكل حوار..في شكل عملية تعاقدية تتكون من محورين:ايجاب وقبول..!! والإيجاب والقبول ، هي مفاهيم قانونية نستلفها من حقل القانون ، تحديدا قانون العقد..فنقول : مثلا في عقد البيع ، يكون هناك طرف يعرض البضاعة ، وهناك طرف يشتري البضاعة ، ولكي تتم هذه العملية لا بد من وجود (ايجاب/المعروض وتحديد الثمن مثلا) وقبول( دفع الثمن)..فهنا اذا لم يقبل المشتري بالسعر ، فهذا يعني انه لا يوجد عقد ، لأن العقد هو اكتمال العملية برمتها..!
اذا استصحبنا هذا الفهم ، فانه قد يفيد في شرح عملية (الشبال)..فيكون الرقص هكذا: تخرج امراة وتقف في منتصف الدائرة وترقص ، كاشفة عن راسها تماما ، ويكون الإستحسان ، بان يذهب رجل أو مجموعة من الرجال ، (فيهز) فوق راس الراقصة (الإيجاب) ، فتميل الراقصة وهي تهز خصلات شعرها بطريقة معينة ، وكانها ترتمي على صدره (القبول) ..!! حينما يهز الرجل فوق المرأة ، ينتظر مقابل (ميلها برأسها نحوه) ، فعملية الهز هي تعبير عن استحسان الرقص والراقصة معا ، وعملية ميل الراقصة برأسها ، يعني استلام الإشارة والإستجابة الى تلك الإشارة بصورة ايجابية..ولكن ماذا يحدث اذا لم تحدث استجابة؟.. أي اذا قررت الراقصة الأ تعطي شبالها لمن يطلب؟..اشياء كثيرة تحدث ..اشياء كثيرة تحدث..اشياء كثيرة تحدث..!!!!
وقد تسألني ، اين هو موقع العطور من هذه العملية؟..وكيف يكون للشبال عطور؟..العطور المقصودة هي عطور الراقصة ، خصوصا عطور الشعر ، ففي العهد القديم ، تعطر النساء خصلاتهن باطياب (عطور معينة) ، وبعض الرجال ، يذهب (بخبث) ليهز فوق الراقصة بقصد تنسم مثل تلك العطور التي يصعب استنشاقها في الأحوال العادية..!! بيد ان عملية (الشبال) ، لها مظهر اخر من المعاني التي ترتبط بزمن ما بعد الحداثة ، فله صلة بحق التعبير عن الذات ، نقول بذلك ، لأن مثل تلك المجتمعات هي مجتمعات محافظة وتقليدية للحد البعيد ، وهناك تضييق على المرأة بصورة كبيرة (صوتها عورة ، عطورها الصاخبة وهي تمشي في الأسواق مشكلة ، كشف راسها بدون مناسبة متفق عليها مشكلة) وكل ذلك بفعل الذهنية البطرياركية ، ويحدث الإستثناء في الرقص ، حيث تكون للمرأة حرية كبيرة في التعبير عن ذاتها بالرقص ، ولها حرية ان تجعل عطورها صاخبة وتفوح بحرية، ولها حرية في ان تعطي شبالها لمن تشاء من جملة طالبيه ، بمعنى ادق البحث عن شبال فلانة هي عملية منافسة (مبارزة)..الكل يسعى للإنتصارفيها (نيل الشبال)..!! ولكن من هي تلك الفاتنة التي يطلب الأتبراوي شبالها بكل هذا التكالب المجيد؟.. يوصفها بانها ، (التي نسجت مفاتنها عفافا للنساء المومسات)..وان كانت هي المحطة من يحكي لنا ، فلابد انها محطة/مدينة تعني شيئا في حياة (القمر الأتبراوي)..!! فالمدينة ، حينما تنسج مفاتنها عفافا لطائفة معينة (المومسات) فهنا يأتي معنى التسامح والقبول ، الغطاء (بفهم ثقافي بحت) ، ليس بفهم انها مدينة تشجع ظاهرة وجود المومسات ، وانما بفهم انها مدينة تتسامح كثيرا على وجود التنوع والتعدد ، وانها لا تعرف قيم الإقصاء والإستبعاد ، وانما كل من يدخلها يجد فيها الأمان والقبول ، فالمعنى هنا ، ان (مفاتنها) تشكل غطاء يحمي المومسات من ممارسة عملهن ..أي يحجبهن بحميمية وصبر ، ومنحهن خيارات اخرى للحياة والوجود..!! مثل هذه المحطة/المدينة الرحيمة في خصالها ومعانيها ، هي التي يطلب الأتبراوي شبالها ويفاخر به وهو يتحدى الأخرين..!! انسنة القطار ، هنا ، تظهر في عملية الفخر تلك ، ومعروف أن في كثير من الثقافات يتخذ الرجل مثلا اعلى ورمز يقاتل من اجلها ، فحينما يقول احدهم(انا اخو فلانة) ، فهذا تعبير للقدرة على تحمل المسئولية من اجل رمز ما (فلانة)..وفي نفس الوقت تعبير عن قبول تحدي الصعاب..وايضا من اجل رمز (فلانة)..وهكذا..!! هل تذكر ما قالته جوليا كرستيفا عن العلاقة بين الكاتب والقارئ عبر شفرات متفق عليها مسبقا؟.. مفاهيم مثل (شبال) ، (عفاف) ، هي الشفرات التي تحكم العلاقة في هذه الجزئية ، حيث ان النص (الكاتب) ، يدرك جيدا أن القارئ (خصوصا السوداني) ، سيستدعي تلقائيا الدلالات والمحمولات الثقافية والجمالية والإجتماعية لمثل هذه المفاهيم ، وبالتالي تقريب المعنى المقصود..!!
كبر
04-11-2015, 07:08 PM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
هنا ، سيدي الإنسي ، العطشان اليسأل عن الطريق الى بئر المعني، اقول انا ، الملاك اليسوح في اصقاع البرية ، ان الوصول الى بئر المعني ، هو مشقة ، تتطلب الركض في كل الإتجاهات..!! واحدة من مميزات نص (خسوف القمر الأتبراوي) ، كنص حداثي/ملتميدي ، وجود الصور والتراكيب المتعددة الدلالات..ولقد اثبتنا أن هناك حوارية داخلية تسكن النص .. تلك الحوارية ، دوما يمهد لها بمدخل انتقال من حال الى اخرى ، او من صورة الى اخرى ، او من حوار الى حوار اخر..وسوف نوضح هذا الأمر في هذه الجزئية.. قلنا ، ان (المحطة) هي اخر من كان يحدثنا عن القمر الأتبراوي ، وهي تحكي الحكاوي عنه..حكاوية المحطة تم ختامها بجملة خبرية تقول:
Quote: -و حاصرته الطائراتُ-،
هذى الجملة ، وضعت بطريقة قد تفيد بانها اعتراضية زائدة ، او من باب الإطناب ، ولكن سياق الحكاوي التي سردتها المحطة للفقراء ، ثم سردها الفقراء للفاتنة ، ثم سردتها الفاتنة لنا، بنفس اسلوب تسلسل العنعنة ، هذا السياق بفيد بان تلك الجملة هي اخر ما تقوله لنا المحطة عن القمر الأتبراوي ..!! حينما دخل القطار في حياة البشر ، كواحدة من ابداعات الحداثة ، كان يشكل عجيبة من عجائب الزمان في سرعته وتقصير المسافات وقضاء حوائج الناس..ولكن ، تطورت الأمور ، فاخترع الإنسان الة (حداثية) اسرع من القطار ، وهي الطائرة ، وقول النص بالحصار ، أي ان الطائرة قللت من سطوة وسطوع القطار ، وهذا المقتضى ، يتوافق تماما مع حال الرثاء التي قلنا بها سابقا ، وبالتالي اصبح القطار ، او كاد ان يصبح في حالة المختفي المفقود ، وهو ايضا يتوافق مع عنوان النص (خسوف القمر الأتبراوي)..!!! المفارقة المدهشة ، ان ذاكرة الغناء في امسودان ، تحفظ اغاني عن القطار ، السيارة (فيت ..بوباي ، هوندا ، تايوتا ، كامري ، اكس آر...الخ) .. ولكنها مطلقا لا تغني الطائرة (الطيارة)..اللهم الإ رائعة السر قدور (رحلة بين طيات السحاب)..!!!!!!!!!
ولكنها ، اي الجملة تشكل جسر للإنتقال الى حال اخرى..وان كانت الحوارية في السابق (من تدرجات النص وتعرجاته) تقوم على قول اخرين يحدثوننا عن القطار (القمر الأتبراوي) ، فاننا الآن ننتقل الى حال اخرى ، حيث يصير هذه المرة محدثنا ، يحدثنا مباشرة واصالة عن نفسه..فتأتي الجملة التي تقول:
Quote: "....و حين أنهض متعبا من شطِّ صدركِ،
وايضا النقاط ، وعلامة الإقتباس ، تفيد باستمرارية الحكي..أي كانما تحدثنا المحطة أن هذا ما قاله القمر الأتبرواي بعظمة لسانه..!! وقد يذهب البعض ، ان النهوض هنا ، هو استجابة ، او تكملة لصورة (ارتمى في الدم)..ولكن..!
صيرورة النص ، فيما بعد ، تذهب الى ان هناك صوت جديد في حوارية النص ، وهذه المرة يمارس القول مباشرة ، ويحدثنا وجه لوجه..!!
"....و حين أنهض متعبا من شطِّ صدركِ، أغسل الأوهامَ، يستاك اشتهائي باشتهائكِ، يا "المهيرةُ"، إنها القيثارة الحبلى بأوساخ التسكُّعِ، هل أغيِّر ياقتي؟"
حينما نقرأ هذه الجملة/ الفقرة بكيفيتها تلك ، قد تتبادر الأسئلة الى الأذهان: من ينهض؟متى كان راقدا/راكعا؟..وصدر من تلك التي ارتمى على شطه؟.. وماهي تلك الأوهام التي يتم غسلها؟..وهل لها علاقة باوساخ التسكع؟..ثم ما هي تلك القيثارة التي يأتي التوكيد عليها بالقول (انها)؟.. هنا اقول ، اقول انا ، الملاك اليسوح في اصقاع البرية ، ان الوصول الى بئر المعني ، هو مشقة ، تتطلب الركض في كل الإتجاهات..!! هذي الفقرة من النص ، كلفتني ان اراجع فكرة التشبيه المقلوب ، كما درسنا في علم البلاغة ونحن صغار يفع..فماذا يحدث لو تصرفنا في اعادة كتابة تلك الفقرة؟..
بتصرف ، اقول ، سيكون شكلها هكذا:
( يستاك اشتهائي باشتهائك ، يا "المهيرة" ، وحين انهض متعبا من شط صدرك ، اغسل الأوهام ، انها القيثارة الحبلى باوساخ التسكع ، هل اغير ياقتي؟)
كيف تقرأ تلك العبارة ، في مجتمع ، متخلف (غير حداثي) ، تسوده بنية الوعي التناسلي؟..حيث كل شئ مرتبط بالجنس؟.. واقول في عادة اهالي امسودان ، ان السواك يقتضى وجود عود الأراك ، او الفرشاة (لأهالينا من ناس الحداثة) ، وقد يذهب الخبثاء ، بان فعل السواك ، يشبه كثيرا فعل الجنس..خصوصا وان الأمر يرتبط بالإشتهاء الذي سبقه تمهيد بالحديث عن الشبال والعطور ، ويعقبه حديث باستصحاب تواصيف ترتبط بالجنس في ذاكرة انسان امسودان ، من شاكلة (قرمصيص) و(دلوكة) و(المحلبية ) و (الكركار) وغيرها من المتلازمات..!! غسل الأوهام ، ولا ننسى ان النص ذكر سابقا حكاية (كتابه بيمينه) ، متبيئا بيئة دينية ومرجعية مستلفة من حقل الدين (تحديدا الإسلامي)، فتكون فكرة الغسل اشبه بفكرة الغسل من الحدث الأكبر ، أو غسل الجنابة..!!
وحينما يتحدث النص عن (السواك) ، كانما يتحدث عن فعل الجنس الكامل..!!!.. خصوصا لو استصحب (الخبثاء) قرائن مثل (انهض) ، (متعبا) ، (شط صدرك) ، (اغسل الأوهام)..!!! كأنما ، النص ، يستبطن حكاية (كالمرود في المكحلة)..!!!!!! هذا ما قد تذهب اليه الخبثاء..وهو غير ما اذهب اليه انا ، الملاك ، اليسوح في اصقاع البرية..فهل الملائكة من رهط الخبث والخبثاء؟؟؟!!!!..بالطبع لأ..! عندي ، هي توصيف قبلة ، أي والله مجرد قبلة عادية ، بين حبيب وحبيبته ، وان اقتضت او استوجبت الغسل ، فهذا امر معروف ومتفق عليه وقد يحدث..!!!..ولكن..! اين موقع القيثارة من كل ذلك؟..
القيثارة هي عنوان الغناء والموسيقى ، فاي غناء أو موسيقى ، ذاك الذي امتلأ باوجاع التسكع؟... وان كان النص يخلق افق الشفرات التي تحكم العلاقة بين الكاتب والقارئ ، فاننا نرى ان شفرة اغاني التسكع تلك يمكن ان تكون اغاني مثل (الطيور المهاجرة)..
" والله ، نحن مع الطيور ، الما بتعرف ليها خرطة ، ولا في ايدا جواز سفر) ، كما حدثنا حافظ عباس محمد نور(الشقيق الأصغر للشاعر السوداني عالم عباس محمد نور) ، عليه السلام أينما كان ، وكيفما كان..!!
اللحظة الإنسانية ، التي يريدنا ، نص (خسوف القمر الأتبراوي) ، ان ننتبه لها ، هي حال البؤس التي كانت تطال المثقف/الشاعر/القارئ النهم/ تابع السيموطيقا اياها..!! حيث كان الفقر سيد الموقف ،وحيث كان الشاعر/المثقف ، كائن تدهسه سنابك الفقر والغبار ، لحد أن تنتبه الحبيبة الى ذياك المنظر غير المحبب (اتساخ ياقة القميص)..!!! ورغم قبح الوسخ المذكور ، هي ترغب /تعشق/ تشتهي ذاك الحبيب المنهوك بفعل الواقع..!!
كبر
04-12-2015, 01:18 PM
علي عبدالوهاب عثمان
علي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12500
و حين أنهض متعبا من شطِّ صدركِ، أغسل الأوهامَ، يستاك اشتهائي باشتهائكِ، يا "المهيرةُ"، إنها القيثارة الحبلى بأوساخ التسكُّعِ، هل أغيِّر ياقتي؟"
استاذ كبر .. تحياتي .. متابع لهذه القراءة التي أزاحت الكثير من الغموض عن بعض المصطلحات التي لا أفضل أن يستخدمها النخب في كتابة أشعارهم ومنتوجهم الأدبي مهما كان الظرف .. لقد مضى عصر الغموض اللغوي والتباهي بعمق وغرابة الألفاظ .. فقد أصبحت مقدرة الشاعر أو أديب تتلخص في كيفية إيصال الرسالة على طريقة السهل الممتنع حيث لم تعد هناك النخبوية التي كانت تعيش في البرج العاجي وتنفرد بحصرية شرح مدلولات المعاني ورموزها .. وإلا ضاع الشاعر في اضابير الغموض .. ومثال حميد رحمه الله هو المثال الناصع ..في الشعبوية ( هذا بحث آخر ) و حين أنهض متعبا من شطِّ صدركِ، أغسل الأوهامَ، يستاك اشتهائي باشتهائكِ، يا "المهيرةُ"، إنها القيثارة الحبلى بأوساخ التسكُّعِ، هل أغيِّر ياقتي؟" استاذي كبر .. هناك رمزيات وخاصة ( الانثوية ) عزة .. نورة .. مهيرة .. الكنداكة .. تمثل قيم حقيقية للكل أو البعض في مجتمع ( أمسودان ) .. فكان الأحرى بالشاعر إختيار رمز انثوي غير يا "المهيرة" .. لأنها مكنون في شعور البعض بل وفي اللاشعور (الذي لا يقاوم ) تمثل نموذج للاخت والام ورمز للفداء ( اختلفنا أو إتفقنا ) .. فغالبية الشعراء في الوطن لم يستخدموا الرموز السودانية في مواقع الإيحاءات الجنسية دعك من الصورة التي تبدو مباشرة في هذه القصيدة .. فكانت الاسماء الرمزية مثل .. مادلينا .. مارلين .. الخ .. وخليل عندما تغنى لعزة ( الوطن) ساق رمز ( المؤنث ) ليعبر عنه حبه للوطن وشوقه للوطن وإستحضار الاعذار والتبريرات ( كفاك نومك ) كناية الدلال والترف وخيلاء التي تليق بالانثى ( نؤوم الضحى _ الاعشى ) و ليعذر الوطن عن سبب تأخير الاستقلال ومقاومة المستعمر ( الكبرتوك والبنات فاتوك ) والمرأة (المكبرته تمشي على أطراف اصابعها بتوأده وهدوء ) .. وغيرها من الرؤى والاسباب الكثيرة التي جعلت الشعراء يشبهون الوطن بالانثى .. لأن الذكورة هي جدية وصارمة وليست بها مقومات جمال لا في الشكل ولا في التضاريس .. أستاذي كبر .. قراءاتك كانت هي الأعمق بالنسبة لهذه الابيات .. وحاولت أن أقرأ قراءة خاصة بي لأخرج من وعثاء النهايات ولكن نهاية القراءة وليس التاريخ كان في نفس الاتجاه وحاولت عدة مرات إستناداً إلى قول المتنبي : أنام مليء جفوني عن وشواردها .. ويسهر الخلق جراها ويختصم رمزية ( شط صدرك) .. ماذا كانت تلك الأوهام التي تتقمص شاعرنا وغسلها عن ذلك الشط .. هل هو وهم مناعة الانثى السودانية ؟؟ والتي تبدو أنها صعبة الوصول إلى شواطئها ؟؟ ولكن شاعرنا ربما بالمصادفة أو لمهارة خاصة به أو رجولة تتخطى المنافسين او ثقة بالنفس .. الخ ، أستطاع أ، يجد مرسى في ذلك الشط .. ثم بعدها تجرد من الأوهام وإنتصر على ( التوبوهات المصطنعة ) وأن هذه المهيرة سهلة المنال .. عفواً صديقي إذا تجاوزت بعض الخطوط .. ولكن رغم كل ذلك معجب بالشاعر وكلماته .. والشعر لا يكون إلا هكذا مؤثراً مستفزاً للمشاعر معولاً لسبر عمق القاريء ..
إستاذنا كبر .. دائماً ما تقودنا إلى حيث الفكر والعمق والاجتهاد الفكري ..
04-13-2015, 03:26 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
ول ابا علي عبد الوهاب..حبابك يا صديقي كتر خيرك على المرور هنا ، وتقديم قراءة تفيد في استخراج بعض من المعاني الواردة في نص (خسوف القمر الأتبراوي).. وهذا هو الغرض أو التحدي الأساسي الذي تقوم عليه فكرة السيموطيقا ، حيث تذهب ان العلامة الواحدة قد يكون لها اكثر من معني ، وان المعاني (لتفس الشئ الواحد) قد تختلف باختلاف وجهات النظر وخلفيات القراء (المتلقي) واختياراتهم للتعامل مع المعني.. وهذا ما جعلني اكرر ترديد لازمة / عبارة (، ان الوصول الى بئر المعني ، هو مشقة ، تتطلب الركض في كل الإتجاهات..!!).. وما ذهبت اليه ، انت ، هو بعض من طرائق استخراج المعني ، حيث استعدت ذاكرة رمزية..والنص اساسا يسعى لأن يفتح لنا البراح لإسترجاع ذواكر كثر..! الأطرف يا صديقي ، ان مثل هذا النص مكتوب باللغة العربية ، وهو بالضرورة يتوجه لكل من يقرأ تلك اللغة ويتعامل معها..فهل تتصور حال قارئ غير سوداني؟.. كيف سيتعامل مع المفاهيم والنصوص والتقاليد الإجتماعية التي يعج بها نص (خسوف القمر الأتبراوي)؟.. فالنص غارق في محليته ، لأنه يستخدم مفاهيم محلية للغاية ، واحتمال حتى بعض من اهل امسودان لا يتعامل معها بالصورة التي طفرت لأول مرة وقرر استصحابها ليرسم لنا صور معينة؟..
مثلا.. مفردة (المهيرة) قد تستدعي عندك رمز تأريخي جليل ، فهل تعني عند الأخرين نفس المعنى؟..
في النص وردت المفردة بين علامات الإقتباس..حيث كتبها الشاعر هكذا "المهيرة".. أي ان المفردة مستلفة من مكان ما وليس هي اصلا من ابتداع كاتب النص.. فمن اين جاءت تلك المفردة الى النص؟..وماذا يتوقع النص منا حين قراءتها ؟.. حينما نقرأ تراكيب اخرى وقرائن اخرى من داخل النص قد نذهب الى معنى اخر غير الذي ذهبت اليه.. فالعبارة بهذه الكيفية هي تناص او تضمين لمفردة من اغنية شائعة تردد في مناسبة الأعراس في السودان ، وفي عملية رقص العروس .. و التي يقول مطلعها (المهيرة عقد الجلاد يا عروسنا ، عريسك غلبو الثبات) ، وهذا المعني يمكن ان نتفق معه اذا استصحبنا قرائن مثل (عطور الشبال) ، (خارطة الجلاد) ، (قرمصيص) ، (تحميس الدلوكة)..!.. وهي امورشائعة و معروفة في طريقة العرس في دار امسودان..!
ولقد اشرت لهذه الفكرة في الفقرة التالية ، فالتواصل هنا ياتي منجما ، حتى نعطي الجميع فرصة التأمل..
كتر خيرك يا علي.. كبر
04-13-2015, 03:32 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
ذكرنا ، ان عنصر جديد تدخل في صيرورة النص ، ليتم الغاء الحوار ، بحوار جديد يكون فيه المتحدث يتحدث اصالة عن نفسه ، ويبث الشكوى والحسرة ، وهو جو يتسق تماما مع جو النص العام الذي قلنا ان غرضه هو رثاء الحال بطريقة او بأخرى..
يقول الصوت الأصيل ، من مراحل تدرج النص:
Quote: أهديتُ أشجار "الفريع الزين" أسورة الأغاني، ثمَّ جاءتني على قمر القصيدةِ، قلتُ"إني لا أحب الآفلينَ"، فيا صلاة الخوفِ ، سوقيني إلى قمر "المهيرةِ"،
وقد نلاحظ هنا تراكيب صور التشبيه ، حيث شبه الأشجار بالإنسان الذي يقبل الهدية ، وفي نفس الوقت شبه الأغاني بالمواد النفيسة التي تصنع منها الحلي والأساور ، ثم شبه (بطريقة بعيدة للغاية) الأغاني بالإنسان ، تحديدا المرأة ، التي يكون لها اسورة غالية القيمة ويمكن أن تقدم كهدية..! وتستمر التراكيب ، ليشبه الحبيبة بالأشجار (الفريع الزين) ، وهو الشجرة الطيبة..وعلامات الإقتباس ، تعني ان وصف المرأة/الحبيبة بالفريع الزين ، هو وصف مستلف من بيئة نص اخر ، على سبيل التناص..! بيد ان الحبيبة تلك ، لم تكن مجرد شجرة أوجزء من شجرة ، وانما هي مجموعة اشجار (اهديت اشجار..الخ).. وهو جائز في عالم الخيال ان يسقط على الحبيبة وصف الجماعية ، اي انها اشبه بامة بحالها..!! ومجمل الصورة تشبيه الحبيبة بالأشجار ، والتي اهداها اقيم ما يملك..فماذا حدث؟..
المجئ على قمر القصيدة ، يقصد به المجئ المتوارب ، والحضور المتقطع ، والوصل المتمنع ، أي انها قليلة الحضور ، بيد أن الصوت الأصيل ، يريده وصلا مستمرا لا ينقطع ، وتعبيرا عن هذا الشعور ، مارس الصوت الإحتجاج الصارخ ، وذلك تضمين جزء من القرآن (جزء من الآية 76 من سورة الأنعام )..والتضمين ، هو نهج معروف في ذاكرة الشعر العربية (خصوصا التي كتبت بعد نزول القرآن).. ومجمل الأية توضح قلق وحيرة سيدنا ابراهيم ، وهو يرى قومه يعبدون النجوم والكواكب ، وهي طائفة معروفة في تأريخ الأديان ، وحتى عصرنا هذا هناك من يتعبد بتلك العبادة (عبادة النجوم والكواكب)..!
فالتضمين ، لا شئ غير فكرة التناص التي تقول بها تقاليد النقد البنوية والسيموطيقية..!
تبيئة النص ببيئة دينية في المفردات والمعاني وتوصيف الحال ، يعود الى ذاكرة الشاعر التي تتماثل مع الصوفية بدقة وانسجام.. وطلبا للوصل المستمر غير المتقطع ، فانه يصلي..(يا صلاة الخوف)..والصلاة اصلا هي الدعاء والتقرب الى الله ، ولا نريد أن نحمل النص اكثر من طاقته ونذهب للقول بان الحب هنا اشبه بالعبادة..نترك كل ذلك لغيرنا في ممارسة التأويل..!
وايضا (صلاة الخوف) هي ممارسة معروفة في الحقل الديني الإسلامي ، وهناك شروحات كثيرة لكيفيتها وصورها..ولكن لماذا يذكر النص (صلاة الخوف)؟.. الشفرة التي يريدنا النص ان نتذكرها ، هي طبيعة المجتمعات التقليدية المحافظة ، تلك التي لا تسمح للحبيب أن يلاقي حبيبته الإ وفق نطاق ضيق (كالخطبة أو الزواج مثلا)..
ولأن الكاتب ، منجز النص ، الشاعر اسامة الخواض ، يدرك قساوة الواقع الإجتماعي الذي يكتب فيه ، فهو يمتثل الى رقابة ذاتية صارمة في تخير المفردات ، والمفاهيم التي يستخدمها..وهذا الأمر يتجلي في عبارة النص حينما يناجي الصلاة (صلاة الخوف) ويقول طالبا:
Quote: سوقيني إلى قمر "المهيرةِ"،
فهو لم يقل (قوديني) ، لأن شرطي الرقابة الداخلي في ذاته يعرف ان مفردة (قوديني) قد تدخله في اشكالات (اخلاقية مثلا) ، فالحديث هنا عن قمر المهيرة (أي عروس ذاك الصوت) ، وقمر اقرب الى فكرة قمرة الموجودة في قطارات امسودان ، وتظهر ايضا في نص غنائي يتناص معه نص (خسوف القمر الأتبراوي) ، ونعني (ابقى قمرة/اغنية يجوا عايدين).. فقمر المهيرة أي مخدعها (غرفتها الخاصة مثلا)..ولو قال (قوديني) ، لإرتبط ذلك في ذاكرة المتلقي بفعل (القوادة) وهو امر مستهجن للغاية ولا تقبل به الذائقة الإجتماعية كمتلقي..
عموما (قاد) اي سحب ، بينما ساق ، دفع ..وساق البهائم أي مشى خلفها ويحثها على الإستمرار في المشي.. فالصوت في النص يستبصر القوة والشجاعة من صلاة الخوف أن تعطيه القدرة للذهاب الى قمر المهيرة أي مخدعها.. ومثل هذا الذهاب ، عندنا لا يرتبط بالجنس مطلقا ، بقدرما يرتبط باستمرار وديمومة العلاقة (كالزواج/مثلا)..!!
كبر
04-13-2015, 11:34 PM
osama elkhawad
osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885
Quote: مثلا.. مفردة (المهيرة) قد تستدعي عندك رمز تأريخي جليل ، فهل تعني عند الأخرين نفس المعنى؟..
في النص وردت المفردة بين علامات الإقتباس..حيث كتبها الشاعر هكذا "المهيرة".. أي ان المفردة مستلفة من مكان ما وليس هي اصلا من ابتداع كاتب النص.. فمن اين جاءت تلك المفردة الى النص؟..وماذا يتوقع النص منا حين قراءتها ؟.. حينما نقرأ تراكيب اخرى وقرائن اخرى من داخل النص قد نذهب الى معنى اخر غير الذي ذهبت اليه... فالعبارة بهذه الكيفية هي تناص او تضمين لمفردة من اغنية شائعة تردد في مناسبة الأعراس في السودان ، وفي عملية رقص العروس .. و التي يقول مطلعها (المهيرة عقد الجلاد يا عروسنا ، عريسك غلبو الثبات) ، وهذا المعني يمكن ان نتفق معه اذا استصحبنا قرائن مثل (عطور الشبال) ، (خارطة الجلاد) ، (قرمصيص) ، (تحميس الدلوكة)..!..
ينصر دينك يا كبر :إعجاب بلا حدود من "المؤلف الفعلي".
04-14-2015, 05:03 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
وكتر خيرك على المرور..والإعجاب بهذي التفاكير.. ذكرتني استاذنا ود المكي (محمد المكي ابراهيم) ، وكان فرح من تواصلنا مع نصه (قطار الغرب)..
سعيد يا صديقي ان هنا امر قد يكون مختلف الى حد ما..وقصدنا النهائي ان نقدم طريق مغاير لكيفية التواصل مع النصوص الإبداعية..
انا زول بحب القطر شديد يا اسامة ، وحتى الآن يشكل جزء من تفاصيل حياتي اليومية.. كل يوم بركب القطر مرتين في اليوم..! فالأمر عندي حال تواصل وجودي ، وظاهرة مدهشة خلاص..!!
وهذا ما دفعني للتوقف امام النص الملتميدي (خسوف القمر الأتبراوي).. ودقائقه البليغة..
ودمت..
كبر
04-14-2015, 05:09 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
ويستمر النص في نثر تراكيب تصاويره المعقدة والمتشابكة..
Quote: سوقيني إلى قمر "المهيرةِ"، عقدها أُنسي، و خارطة "الجلَاد"، و "قرمصيصُ " ضيائها سككٌ تؤانسها القطارات الشهيَّةُ"......
ولازلنا في معية الصوت الذي يتحدث اصالة ، فهو يستقوى بصلاة الخوف ويطلب منها ان تسوقه (تدفعه حثا وشدة) الى مخدع المهيرة ، ثم ينداح في حكي بعض من اوصاف تلك المهيرة.. والوصف هنا لازال يعتمد ويطبق تكنيك التناص/التضمين ، فتكون الإشارات الى مفاهيم معينة وشائعة في ذاكرة انسان امسودان ، وهي مفردات يعول النص عليها كثيرا في ان ترفع وتيرة التوقعات في ذهن المتلقي..والتناص هنا يتنسم صورة الحوار الداخلي مع تلك المفاهيم/المفردات ، وهو امر شائع في تقاليد السيموطيقا ، والبنوية ، خصوصا في الأدب..
فالعقد (اداة لزينة المرأة) ، يصير مدار حديث الصوت وانسه الخاص الذي لا يمل الحديث عنه مطلقا ، وايضا من لوزام تلك المهيرة (خارطة الجلاد)..وهي صفة ذلك العقد الذي صار انس الصوت.. والفكرة التي يريدنا النص ان نسحتضرها في هذا الوصف هي مسالة (الجلاد) ، والمفردة تستخدم كثيرا في اغاني البنات في السودان ، خصوصا ، اغاني رقص العروس ، وايضا ورد ذكرها في اغاني سودانية اخرى..
كبر
04-14-2015, 05:14 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
وحتى نفهم عملية التناص/التضمين/الإستدعاء لمثل تلك المفاهيم في نص (خسوف القمر الأتبراوي) ، فلابد من استصحاب (تناص لشرح التناص) فكرة (الجلاد) وقد شرحها بابكر قدور* في منتديات عكس الريح ،ونرفق قول بابكر كاملا حتى نرى دقة الصورة الواردة في نص (خسوف القمر الأتبراوي) ، خصوصا تركيب الصورة البليغة (خارطة الجلاد)
ذهب بابكر يحدثنا ويقول:
Quote:
(الزباد .. الجلاد .. أو زباد الجلاد وكلها مسميات لمقصود واحد .. هو عطر غاية فى جمال الرائحة يستخرج من حيوان يعرف فى السودان ب " كديس الزباد " واماكن تواجده هى غرب السودان ....ويوجد هذا العطر فى شكل حبيبات مجموعة فى كيس يوجد تحت ذيل الحيوان بين أفخاذه .. وهذا الكيس ليس بغدة كما ذكر البعض وانما هو كيس مثل الكيس الذى يضع فيه حيوان الكنقارو اولاده .. والعالم كله ومنذ قديم الزمان يعرف هذا الحيوان ويعرف عطره .. جاء فى كتاب حياة الحيوان الكبرى للجاحظ : وأما سنور الزباد ، فهو كالسنور الأهلي ، لكنه أطول منه ذنباً، وأكبر جثة، ووبره إلى السواد أميل، وربما كان أنمر، ويجلب من بلاد الهند والسند. والزباد فيه شبيه بالوسخ الأسود اللزج، وهو زفر الرائحة يخالطه طيب كطيب المسك، يوجد في ابطيه، وفي باطن أفخاذه، وباطن ذنبه، وحوالي دبره، فيؤخذ من هذه الأماكن بملعقة صغيرة أو بدرهم رقيق. وقد جاء فى خزانة الادب للحموى : .... ومن هذا الجنس والضرب الذي ذكرنا الدويبة التي تسمى الزباد وهي مثل السنورة الصغيرة فيما ذكر لي تجلب من تلك النواحي وقد تأنس فتقتنى وتحتلب شيئاً شبيهاً بالزبد يظهر على حلمتها بالعصر كما يظهر على آنف الغلمان المراهقين فيجمع وله رائحة طيبة البنة . وهذا الحيوان يعرفه الاوربيون ايضاً ويعرفون عطره .. بل يدخل الزباد فى صناعة أرقى العطور على ظهر الارض وتعرفه جيداً مصانع العطور الباريسية .. ومصانع العطور فى ايطاليا .. وسائر مصانع العطور فى العالم .... تصفه مصانع العطور بالآتى : .. الزباد هو أحد المواد الحيوانية ذات الاهمية العالية فى صناعة العطور . وهو يستخرج من كيس تحت ذنب الذكر والانثى من سنور الزباد . والزباد له رائحة نفاذة جداً ولكنها تخفف وتستخدم بكميات قليلة فى صناعة العطور . ورائحته مثل رائحة المسك ولكن أريجه دخانى أكثر حلاوة من رائحة المسك . وهو مثبت ممتاز ويستخدم فى صناعة العطور ذات القمة فى الجودة اليوم .. ويوجد الزباد ايضاً كمادة مصنعة وغير طبيعية .. ويلاحظ من الناحية التاريخية ان العرب كانوا أسبق فى المعرفة بالزباد فصنفوا حيوانه بأنه من فصيلة السنور أى القط .. فانتقل الاسم لاوربا بنفس تصنيف العرب ، اى سنور الزباد أو قط الزباد وبقى هذا الاسم على حاله الى يومنا هذا عند الاوربيون بالرغم من انهم يصنفون حيوان الزباد بأنه من فصيلة النمس وليس من فصيلة السنور .. أى القطط .... وكما تشير الاغنية الاولى .. المهيرة عقد الجلاد .. فإن أولى استعمالات الزباد كانت لدى المجتمع السودانى .. فانه بعد أخذ الكيس من الحيوان يفرغ الزباد وهو فى حالة عطر شديد التركيز .. وهذا الكيس هو بالضبط مايسمى بالجلاد .. وتظل رائحته يفوح منها أريج الزباد مابقى هذا الكيس ولو لالف عام .. فكان يجفف ويكون فى شكل قطع مربعة الشكل فيصنع منها عقد تفصل بين كل قطعة واخرى قطعة من الذهب واحياناً تكون قطعة من الخرز المعروف باسم السوميت مع قطعة من الذهب .. وكان هذا النوع من العقود يصنع للعروس لتلبسه ليلة عرسها .. وهو عقد تفوح منه رائحة الزباد .. وهذا هو عقد الجلاد .... ومن هنا جاءت الاغنية .. المهيرة عقد الجلاد .. وبهذا العقد تسمت الفرقة الغنائية المعروفة .. فرقة عقد الجلاد .. كما كانت أيضاً تربط قطعة أو قطعتين من الجلاد بخيط وتربط حول رقبة الطفل الوليد فى شكل قلادة وليست تميمة كما يذكر البعض والغرض منها انه كلما ازداد عرق الطفل وابتلت تميمة الجلاد .. فاح أريجها وغمرت رائحته كل جسد الطفل فأصبح زكى الرائحة .. أيضاً كانت النساء يربطن نفس التميمة فلا يظهر شكلها حيث تكون تحت الثوب ولكن يفوح أريج رائحتها .. وهذا هو المعنى الذى جسده ود الرضى فى الاغنية المشار اليها سابقاً وذلك بقوله : عسف نيدن خفى جلادن .. ومعنى هذا البيت ان هناك رائحة شديدة الطيب تفوح من جلاد مخفى فى اجسادهن .. أيضاً هذا هو المعنى الذى جسده الجيلى العباس ود بدر بقوله فى قصيدته : للنفسه مسك وعرقو جلاد هذا فيما يتعلق بجلدة الزباد وهى ال " جلاد " أما الزباد نفسه فيستعمل بالنسبة للسودانيين فى صناعة العطور ايضاً .... المرأة السودانية هى ملكة العطر بلا منازع .. تتميز بصناعة العطر المعروف بالخمرة .. والذى لا يوجد له مثيل فى العالم .. فالزباد من أهم العناصر التى تدخل فى صناعة عطر المرأة السودانية .. الخمرة .. وإذا كانت مصانع العطور فى باريس والعالم المتحضر تدخل الزباد فى صناعة العطور كعنصر مثبت لرائحة أرقى العطور .. والمرأة السودانية تعلم علم اليقين ان الخمرة المضاف اليها عطر الزباد لا تتغير رائحتها مهما مر عليهاالزمن .. وأما تلك الغير مضاف اليها عطر الزباد فتتغير رائحتها بمرور الزمن وتفقد رائحة الخمرة .. فهل كانت جداتنا الاول اللائى اضفن الزباد للخمرة يعلمن بهذه الخاصية ولذلك أضفنها ؟ أم ان ذلك من قبيل الصدفة ؟ ما أعظم أجدادنا وجداتنا .. ! كما يدخل الزباد أيضاً كعنصر من عناصر تكوين ريحة الجرتق فيضاف الى الصندل والمحلب المطحون .. ويستخدم فى الجرتق .. أو مايعرف بال " ضريرة " وهذا هو المعنى الذى جسدته الابيات التى تغنى بها الكابلى بقوله: زباد جلاد جبنا فى الحق قسمنا فى الحق قسمنا طول عمرنا ماعبنا)**
فمثل هذا التصور الذي شرحه بابكر قدور ، يقتصد نص (خسوف القمر الأتبراوي) في امره ، بان يجعله تكثيف عالي للغاية ، ويتجلي في شكل اشارات (خارطة الجلاد)..وهكذا
كبر
*بابكر قدور ، منتديات عكس الريح ، (عقد الجلاد..زباد الجلاد..كديس الزباد) ، نشر في 18 ابريل ، 2009 ** نسبة للخلل في تنسيق المداخلات ، فاننا لم نتصرف في تقطيع حديث صديقنا بابكر قدور حتى يكون الشكل سهل المتابعة ، ونعتذر له وللقرأء..(كبر)
Quote: و "قرمصيصُ " ضيائها سككٌ تؤانسها القطارات الشهيَّةُ"......
وان كانت تقاليد الحداثة قد احدثت قطيعتها الخاصة (وهو مجال يحتاج حفر كبير) ، فهي في الشعر ايضا قد احدثت تلك القطيعة ، ليس فقط في اشكال الشعر وموازينه و تراكيبه اللغوية ، وانما ايضا القطيعة حدثت في خلق قطيعة نفسية ، تنزل بالشعر من التحليق في عوالم الخيال ، الى النظر الى واقع الأرض.. ومثل هذا النظر يستبصر تفاصيل الإنسان العادية ، تلك التفاصيل التي يغالي البعض في وصفها بالتفاهة وقلة القيمة..ولكن هل هي حقا كذلك؟..هل حقا لا قيمة لها؟.. فمثال..تفصيلة صغيرة ، كاستخدام ثوب (القرمصيص) في نص شعري..هل نحاكمه بانه تفصيلة تــــافـــــهة لا معنى لها ، ام نحاكمه بانه صورة مهمة ، تشكل جزء مهم من فكرة متكاملة يريدنا النص الوصول اليها والتفاعل معها؟.. القرمصيص ، ويسمى الفركة (منه اسم رواية فركة للكاتب السوداني طه جعفر) ، مفردة محلية للغاية ، هو نوع من الثياب تعرفه الثقافات السودانية ، ويرتبط بذاكرة الكثيرين والكثيرات من اهل ثقافات امسودان ، يرتبط هذا الثوب باحتفالية العرس (الزواج)..وهو تقليد شائع ، وحينما يذكر نص (خسوف القمر الإتبراي) مفردة القرمصيص فهو يريدنا ان نستصحب كل مخزون الذاكرة المرتبط بتلك التقاليد.. بيد أن الجمال ، ودقة التشبيه هنا ، ليست فقط في الإحالة الى الذاكرة والتقاليد المرتبطة بالقرمصيص ، وانما الإنتباه لألوان القرمصيص.. ففي مثل هذا الثوب توجد خطوط فضية لامعة ، تكون في شكل توازي ، وهي تشبه تماما لون قضبان السكة حديد التي تسير عليها القطارات في أي مكان كان في هذا الكوكب..!! والقرمصيص ، متعدد الألوان ، وتكون في شكل خطوط متوازية ، يغلب عليها اللون الأحمر ، البني الداكن ، الأسود ، والأبيض ، حيث تكون الخطوط البيضاء على اطراف الثوب وواضحة لا تخطئها العين.. كل الألوان في القرمصيص لامعة للغاية..! ذاك اللمعان في الوان القرمصيص ، هو ما التقطته ذاكرة النص ، خصوصا اللون الفضي ، وصار بؤرة ضياء ، وهي تشبه ضياء الحبيبة/العروس/الزوجة..
كبر
04-20-2015, 01:09 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
وكما نلاحظ ، في النص منذ البداية ، كان يعتمد خط الحكاية ، وكانما هو قصة أو رواية تروى ، وتحاول استقطاب السامع بالتصاوير المركبة ، والتناص مع نصوص اخرى ... ولاحظنا أيضا ان الصوت الذي يحدثنا مباشرة ، قد بدا في ذكر الحبيبة واوصافها ، واحيانا يتسلف لها القاب أو اسماء أو معاني من خطاب موجود قبل وجود النص ، نص (خسوف القمر الأتبراوي) ، فالحبيبة هي (الفريع الزين) ، وهي (المهيرة) ، والآن هي (الفريع الياسمين)..والتشبيه نظن انه سيكون اوضح كثيرا بعد المقاربات السابقة التي قلنا بها هنا..!! من المفارقات المدهشة ، ان الثقافات السودانية لا تميل لإستخدام (الغصن) كثيرا ، وايضا يلاحظ ان الثقافات السودانية ، خصوصا الناطقة باللغة العربية ، تميل الى توظيف واستخدام التصغير ، في كل اغراضه (تحقير ، تعظيم..الخ) ، والنص يميل الى هذا التوظيف ، حيث يستخدم التصغير بغرض التعظيم واضفاء قيمة ايجابية على الصورة المنتقاة..!! في هذه العبارة من النص تتشابك الأشياء وتتداخل بصورة مدهشة للغاية..فعلامات التضمين الإعتراضي ، يمكن قراءاتها باكثر من مرة..! فتلك العبارة ، يمكن ان تقرأ ، حرفيا ، بطرق عديدة ، مثلا.. يمكن ان تسحب عبارات الإعتراض الأولى (الطائرات تحوك..الخ) فتبدو هكذا: و"الفريع الياسمين" تمر من رمل الضلال الى الرحيل اللؤلوي..فيألف النجم الغياهب..! ويمكن ان تحذف عباراتي الإعتراض (الطائرات تحوك/ الى الرحيل..الخ)..فتبدو العبارة هكذا: و"الفريع الياسمين" تمر من رمل الضلال ، فيألف النجم الغياهب..!! ويمكن ان تحذف الجملة الأولى (والفريع الياسمين ، تمر من رمل الضلال)..فتبدو العبارة هكذا: الطائرات تحوك اسمار البيوت – الى الرحيل اللؤلوئ – فيألف النجم الغياهب..!
وهنا تسألني انت الإنسي اليسأل عن بئر المعنى..ماذا يحدث لو قرأنا العبارة بكاملها شكلا وصورة ومضمونا ، كما قال بها الشاعر؟..هل سنصل الى معنى؟.. وايضا لا نريد أن نمشى في طاقات الخيال الى غاياتها القصوى ونحمل النص اكثر مما يحتمل ..! فحينما ذكرنا في بداية الحديث ان النص هو رثاء الحال بكل ابعادها ، فاننا كنا نستصحب مثل هذه التصاوير المركبة من داخل النص..! مرور الحبيبة (الفريع الياسمين) من رمل الضلال ، هو شرط واجابته ان يألف النجم الغياهب..وهذا هو معنى الفراق...!! تذهب الحبيبة لأجندتها الخاصة (تبديل الخيارات ، الخوف من سلطة المجتمع ، الملل من الإنتظار الطويل..الخ)..وتخلق مفهوم الفراغ ، والإبتعاد عن هذا الحبيب المتحسر الذي يحكي لنا كثيرا عنها..وحينما تمضي هي ، استجابة لرمل الضلال الموسمي العابر ، والذي قد يعني التقاليد البالية التي تريد الحداثة تجاوزها ، حتى لو عبر شطحات الشعر ، حينما تمضى هي يغيب قرمصيص ضياءها ذاك الذي يؤانس سكك القطارات الشهية..!!
كبر
04-20-2015, 06:43 PM
الصادق اسماعيل
الصادق اسماعيل
تاريخ التسجيل: 01-14-2005
مجموع المشاركات: 8620
مرة ود صاحبنا ودفعتنا خلي المدرسة من الإيبتدائي، لاقيتو سايق حافلة في خط امتداد ناصر الوقت داك كان الموقف قريب من سينما كلزيوم.
المهم شافني ليك وجا جاري بكل الشوق بتاع الابتدائي وقال لي لازم نقعد مع بعض، قال دوره جا وحيمشي ويجي انا قلت ليه ما شي لي معرض تشكيلي في المركز الفرنسي قال لي خلاص حاجيك هناك. المهم جاني ليك في المعرض واتفرج معاي في اللوحات وسالني سؤال مباشر: انت فهمت الرسم دا كيف؟
ربك رب الخير الهمني بإجابة نابعة من (قميص صاحبي) قلت ليه قميصك دا اخترته ليه، قال لي عجبني قلت ليه العجبك فيه شنو؟ قال اللون بتاعه؟ قلت ليه الزول العامل المعرض دا أصلاً خريج فنون نسيج، يعني مفروض يصمم زي القميص دا والملايات وقلت ليه دا الرسم المشخبت دا كله بيعتمد إنه الزول دا بيشوفوا وبيعرف يختوا في الوان مع بعض. إنت بتمشي تشتري القميص المعتمد على شوف الزول دا، لكن ما ممكن تعمل الموضوع دا إنت لكن بيعجبك وبتختاروا من دون القمصان التانية.
هسع شوفك دا مختلف، وشوفك لرواية ابكر (جعلني فاغراً فاهي) وكلامك عن قصيدة محمد المكي (يا خي دا شوف عجيب)
والأهم من دا كله (كلامك الدائم عن الموسيقى)، دا بيخليك ناقد جدير بهذه التسمية.
يا ريت لو تركز لينا على الموضوع دا (ما ترجع لي الكورة تاني)، لأنه قصة إنك ناقد دي أوضح حاجة في عطاءك الكتابي، الباقي داك (ما في أي ويكة تلايقو)
فخليك في الموضوع دا
04-21-2015, 04:26 PM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
كتر خيرك على المطايبة يا صديقي.. وكتر خيرك على اشراكنا في طرفة قريبك..والفكرة نعاين التفاصيل بدقة عشان يكون الشوف المختلف..وسعيد انك مريت على تلك التواصلات..
الكورة امرها عجيب يا صديقي..وزمان انا كنت حارس مرمى (يعني الزول البيكون بعاين لواحد وعشرين لاعب اضافة للجمهور وجغرافيا المكان).. خانة حارس المرمي بتخليك تشوف الحاجات بصورة مختلفة عن الناس الجوه الميدان..! الرياضة مهمة يا صاحب..والكورة ح نرجع ليها مرة مرة..لأنو برضك عندها جماهيرها..
قراءة هذا النص ، نص اخونا اسامة الخواض هو تجربة بالنسبة لينا لكي نكون من زمرة الكاظمين للغيظ تجاه الكورة..لكن يا اخوي النفس مرات امارة بالغشامة..!
سعيد بمرورك ومتابعتك..
كبر
04-21-2015, 04:30 PM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
حتى الآن ، وحسب علمنا ، في تأريخ امسودان ، لم نتحدث عن ظاهرة الهجرة الكبيرة التي انتابت مجتمع امسودان ، ومنذ بداية سبعينات القرن المنصرم ، والتي تكاثفت وبلغت اقصى مداها في تسعينات ذاك القرن ..وهو مدى يراه البعض كانما اشبه بخروج اليهود الأكبر في الأزمنة الغابرة.. فلقد كانت اليهود امة مهاجرة ، تتبادل حمل تابوت العهد على اكتاف بنيها المدماة لمدة اربعين عاما.. ! هنا تبدو مسألة (الرحيل اللؤلؤي) ، هي الهجرة السودانية التي حدثت لمبررات كثيرة ومستمرة ، سواءا كانت لأسباب اقتصادية (بحثا عن اوضاع افضل) ، او لأسباب سياسية (لجوء وهروب من قمع الدولة و قهرها) أو لأسباب تتعلق بالحروب السودانية الكثيرة.. مثل تلك الهجرة ، والتي تشبه عملية الخروج في ادبيات اليهود ، هي التي تؤثر على مزاج الناس وطرائق تفكيرهم ، فتغدو اسمار تتحدث عنها الأسر ، تلك التي تشجع ابناءها وبناتها للبحث عن الأفضل.. وبالرغم من ان النص ذكر نجم واحد يألف الغياهب بفعل الهجرة تلك ، أن الواقع يشهد بان نجوم كثيرة هاجرت ، وكانما امسودان ، هي الدولة الوحيدة التي تطرد نجومها عماد مستقبلها كأمة ، تطردهم في شكل هذا الخروج الكبير.. وذاك (الرحيل اللؤلؤي) لم يكتفي كاجابة للحاجات الملحة (اصلاح الحال اقتصاديا ، السلامة السياسية ..الخ) وانما كانت له مظاهر جانبية في الوجدان ، فكم حبيب سرقه ذاك (الرحيل اللؤلؤي) وكما حبيبة سرقها ذاك (الرحيل اللؤلؤي) ؟؟؟ هذا الإتجاه تؤكده بعض الشواهد اللاحقة في سيرورة النص ، والتي يفعل معها فعل التناص..!
كبر
04-21-2015, 04:34 PM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
Quote: ".......تحرث العربات مصلاتي، تدنّسها، و هذا السيف-يا امرأتي الالوف-مخبأٌ تحت المحطَّةِ، ....و القطارُ مخادعٌ"
والحرث زراعة ، والزراعة انتاج ، ولو انه قد قال (تحصد العربات) ، فلكان المعني بسيطا وقريبا ، وفقا لتسلسل المزاج الداخلي للنص ، فكأن يكون ان (الفريع الزين) اصبحت حصادا للأخر ، اي تنعم بها غيره..ولكن..!
ذكرنا سابقا ان النص ، نص (خسوف القمر الأتبراوي) قد تبيأ بيئة الحقل الديني ، تحديدا الإسلامي ، حيث ظهرت الأشارات التي تحدثنا عنها سابقا ، وهنا ايضا يستصحب النص نفس البيئة واشاراتها..! فتلك المصلاة ، ما هي بالضبط؟..ورد في القران الكريم (سورة البقرة اية43 وسورة المائدة اية 7) تيمم الصعيد الطيب في حال غياب الماء..والفكرة هي فكرة كيفية الطهارة.. ولقد اشرنا اليها في عبارة النص (اغسل الأوهام)..ولكن ما يهمنا هنا هو الإشارة الى الأرض..وهذه الإشارة يعضضها حديث نبوي في بعض منه تذكر (وجعلت لي الأرض مسجدا طهورا).. فهل عرفت ، سيد الإنسي العطشان اليسأل عن بئر المعني ، ان تلك المصلاة هي الأرض؟.. ولكن كيف تحرث العربات الأرض؟..لأن المتبادر للذهن البشري ان فعل الحرث هو من خصائص الإنسان؟..او بعض منه..!! حينما تنظر الى عملية ادخال الماكينة في الزراعة ، ستلاحظ ان الأليات الزراعية تستخدم في الحرث ، وتكون الأرض في شكل (سرابات ) متوازية كانما خطوط مستطيلة.. هذه الصورة تم استلافها في النص ، واحدث التشبيه الخاص الذي يريدنا ان ننتبه له ، حيث اثر اطارات السيارات العادية ، في الطرق غير المسفلتة ، أي الأرض /الصعيد الطيب/المسجد الطهور ، قد غطت عليها اثار اطارات السيارات الكثيرة التي اخذت تجوب تلك الأرض..وكثرة السيارات هي الناتج الفرعي ، من نواتج (الرحيل اللؤلؤي)..!! ولأن ، الشاعر يريد أن يضفي قيمة سلبية على ذلك الحرث الذي تفعله العربات ، فلقد جعل الأرض هي مصلاته ، في اشارة الى قدسيتها وضرورة احترامها ، وهي الآن تعاني الحرث السلبي ، لذلك قال (تدنسها)..والدناسة المعنية هنا تماهي واستبطان لوعي الدفاع عن البيئة.. بمعنى النص في هذه الجزئية يستبطن وعي بيئ ايجابي يتحسر على حال الأرض والتي اصبحت تعاني من الحرث السلبي (الدنس)..!
فهل رثاء الحال لازال شيئا غامضا ، كواحد من اغراض النص الأساسية؟..الحال الذي يتداخل ما بين السياسي /الوجداني/الوجودي؟..
كبر
04-23-2015, 04:15 PM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
بعد ان كان الصوت الداخلي (كواحد من اعمدة الحوارية في النص) يفتخر بعطور شبالها ، عاد الآن يحدثها عن السيف المخبأ..! وقد تسالني: كيف يحدث الحبيب حبيته عن سيف مخبأ تحت المحطة ، والمحطة لازمة من لوازم القطار؟.. هناك تفاسير عديدة لرمزية السيف في الثقافة العربية الإسلامية ، واقرب معنى هنا ، هو السيف رمز لقوة الحجة والإقناع ، وان استطعنا سبيلا لبئر المعني ، سنقول هو الوعي بطريقة او اخرى ، خصوصا لو كان وعي جاهر وساطع ويتميز بالقوة..! ولأن النص ، ابتدأ بذكر اضرابات عمال عطبرة ، فهو يذهب الى تلك القوة السياسية التي تحدث اثرها بطريقتها الخاصة..! وهنا كانما النص يريد ان يخرج من حالة الضعف (الرثاء) بتذكر مصادر القوة والإمكانيات التي يمكن ان تكون متوفرة لفعل ما..! بيد ان النص ، يكاد ان يذهب في طريق اخر ، وهو طريق قوة الحب..وقد يكون ، عندنا ، الحب في ذات نفسه نوع من انواع الوعي النادر.. ثيمة الحب هذي يؤكدها شاهد التناص مع نص اغنية قديمة في دار امسودان ، وهي تتحدث عن الفراق (الرحيل اللؤلؤي ـ فيألف النجم الغياهب)..والتي مطلعها (من بف نفسك يا القطار..الخ).. والقطار صاحب (البف) هو قطعا ليس القطار الذي نعرفه الآن..فلقد عرفت سكك حديد امسودان نوعين من القطارات: القطار البخار (يعمل بالفحم الحجري) والقطار الديزل (وهو اكثر حداثة) ، فالأغنية القديمة كانت تنفعل بالقطار البخار..و التوصيف فيه كثير من الدقة ، خصوصا لمن رأي قطار البخار ، فيمكن بسهولة ادراك معني (بف) ، ومعنى (رزيم صدرك)..! وقتها ، كان حينما يتحرك القطار البخار ، يحدث شئ اشبه بفعل (البخاخ) الذي نعرف الآن ، فتكون هناك حلقات من دخان رقيق (غالبا رمادي اللون) ، ثم يعقب ذلك هدير كبير للغاية ، وقد يصيب الفرد (بالخلعة) ان لم يكن منتبها.. لذلك كانت بلاغة التشبية (من رزيم صدرك قلبي طار)..!! ونص (خسوف القمر الأتبراوي) يتماهي تماما مع تقاليد الحداثة ، خصوصا تلك التي تذهب الى ضرورة الإحتفاء بالتفاصيل العادية التي قد لا ينتبه اليها الناس ، من فرط عاديتها وتفاهتها..! التناص مع تلك الأغنية ، هو اتجاه يذهب لتعضيد حال (الرحيل اللؤلؤي) ذلك الذي غدا اسمار البيوت ، فظلت الصورة ، صورة الخروج الكبير التي انتابت شباب/شابات امسودان..!!
ظلت صورة الأحلام المؤجلة والأماني المجهضة..والفجائع المستمرة..!
كبر
04-23-2015, 05:02 PM
أبوبكر عباس
أبوبكر عباس
تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 3594
هوي يا كبر هوي، قرايتك لنصوص ود المكي، وأبكر والخواض دي ما قراية ولا شتين! البتسوي فوقو دا نصوص حقتك براك في رويحتك دي وغالبك تلقى ليها وعاء يستوعبا ويحتملها! فايلاتك اتشابكت مما يشي بجنون محتمل، ألحق الموضوع بجرعة سخرية عالية
04-23-2015, 05:29 PM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة