دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
تغيير نمط انتاج الرعاة و اثره في قضايا السلام في السودان
|
الصديقات و الأصدقاء..حبابكم جميعا.. و رمضان كريم..و بعد اثار الصديق ابوبكر احمد عباس سؤال وجهه الينا في بوست للصديق تبارك ، و لم نرى السؤال وقتها ، الى أن كرره الصديق ابوبكر في خيط اخر ، و نشكره على هذا السؤال المهم ، و هنا محاولة للإجابة ، ونرجو ان تفيد الجميع.
Quote: سلم يا كبر، يا سيدي، كتبت ليك مداخلة ببوست تبارك "المسيرية هل يصوتون..." ولم تعرني إهتماما، موضوع المداخلة كان: تغيير نمط الإنتاج لدى المسيرية من شأنه أن يسهم في حل مشكلة أبيي، أرجو منك بعد ما تخلص مشاكساتك هنا، ترجع للبوست وتدينا رأيك وهو بالتأكيد يهمني جداً
|
انطوى السؤال على قضيتين: قضية تغيير نمط الإنتاج في مناطق المسيرية ، و قضية هذا التغيير في حل نزاع أبيي. سوف نتحدث عن هاتين القضيتين ، و مبدئيا نقول أن عملية تغيير نمط الإنتاج لدي المسيرية ، على اهميتها ، هي عملية استراتيجية و تحتاج زمن طويل لإحداثها ، اما مشكلة أبيي فهي مشكلة آنية ، و ليس لتعقيداتها أي علاقة بنمط انتاج المسيرية. و سوف نبدأ الحديث عن مشكلة أبيي ، ثم نتحدث بصورة منفصلة عن ضرورة تغيير نمط الإنتاج في مناطق الرعاة عامة ، و المسيرية خاصة و اثر ذلك في قضايا السلام في السودان.
ان تغيير نمط الإنتاج في مناطق الرعاة ، سواءا كانت مناطق المسيرية أو غيرهم ، له اثر كبير في قضايا السلام في السودان ، و ذلك ان استقرار الرعاة يؤدي الى ارتفاع الإنتاج و بالتالي تمدين حياة الرعاة و فتح الفرص لهم في مجالات التعليم و الصحة و ادخال انتاجهم في الدورة الإقتصادية السودانية. و بالطبع الإستقرار يقلل من الإحتكاكات الدموية التي ظلت تحدث في تلك المجتمعا ت و لسنين طويلة للغاية. و لكن كيف يمكن أن يحدث هذا التغيير في نمط الإنتاج في مناطق الرعاة ، بالتركيز في منطقة المسيرية؟..و ماهي المعوقات التي تقف في تغيير نمط الإنتاج هناك؟..
كبر
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: تغيير نمط انتاج الرعاة و اثره في قضايا السلام في السودان (Re: Kabar)
|
أولا:
الفهم الخاطئ لطبيعة نزاع منطقة أبيي:
ان تعقيد مشكلة ابيي لا علاقة له بنمط انتاج الرعاة من المسيرية ، و انما الأمر له علاقة بثروة البترول و صناعة البترول في المنطقة . و هذا التعقيد يرجع الى تدخل الإدارة الأمريكية في اتفاقية نيفاشا 2005 و التي فرضت التعقيد عبر المقترح الذي تقدم به المبعوث الأمريكي جون دان فورث ، و هدف امريكا أن تكون منطقة البترول تحت ادارة طرف واحد ، و كانت تراهن على جنوب السودان و تريد أن تكون كل المنطقة تتبع لجنوب السودان. امريكا فعلت هذا الأمر لسببين اثنين: الأول اطماعها الظاهرة في السيطرة على ثروة النفط في المنطقة ، و الثاني الحد من التمدد الصيني في المنطقة ، خصوصا و ان حكومة المؤتمر الوطني لها علاقة جيدة بالصين. التصور الذي اقترحه جون دان فورث (و قبلت به الأطراف وقتها) تصور لم يراعي الحقائق على ارض الواقع ، و حاول تسويق مفاهيم جديدة و فرضها على الأطراف و هي ان علاقة المسيرية بالمنطقة هي علاقة رعي فقط ، و ان ملكية المنطقة تعود لدينكا نقوك و التي من حقها ان تسمح للمسيرية بممارسة حق الرعي التقليدي. و تم بلورة هذا الرأي بسند من محكمة العدل الدولية و التي بنت قراراها على المقترح الأمريكي ، و توصلت المحكمة الى تقسيم المنطقة بين الطرفين ، و لم يرضى المسيرية عن قرار التقسيم.
و الحقائق على ارض الواقع التي تجاهلها المقترح : طريقة تعريف المنطقة بانها منطقة دينكا نقوك ، و الواقع التأريخي يؤكد ان المنطقة هي منطقة المسيرية و ان الدينكا كانوا ضيوف فيها حينما استجاروا بالمسيرية قبل قرون. هذه الإشكالية عقدت مسألة الحدود و طريقة تحديدها ، فالمسيرية ترى ان حدودها جنوب بحر العرب (نهر كير) ، و الدينكا ترى ان حدودها تمتد في العمق الشمالي داخل مناطق المسيرية التي لم تكن جزء من النزاع سابقا. الحقيقة الأخرى التي تجاهلها المقترح الأمريكي و حاول التسويف فيها ، هي تعريف الحقوق ، فهو يعترف للمسيرية بحقوق تقليدية تتمثل في الرعي و حق التنقل ، بينما الواقع خلاف ذلك ، لأن الأرض التي فيها صناعة البترول و الأرض التي تم نزعها لصالح شركات البترول فهذه اراض المسيرية و بالتالي المسيرية لهم حق في الثروة التي خرجت من ارضهم. التعقيد استمر اكثر ، بعد اقتراح تعريف للمنطقة على اساس انها منطقة الدينكا نقوك ، تم ترسيم مسألة الإستفتاء ، و هذا الإستفتاء اصبح حق للدينكا نقوك ، و للمرة الثانية تم اقصاء المسيرية من تحديد مصير المنطقة .
و الإقصاء لم يكتفي فقط بالمسيرية ، و انما هناك اقصاء لكل الشعب السوداني و تغييب له عن المشاركة في مشكلة أبيي ، و لقد تجلى هذا الأمر في أن المفاوضات الأولية كانت بين الحكومة و الحركة الشعبية ، و تم اشراك بعض من ابناء المسيرية الذين ذهبوا الى التفاوض بالعمل لمصلحة الحكومة اكثر من العمل لمصلحة السودان عامة و المسيرية خاصة. هذه الوضعية هي التي خلقت جهل من قبل السودانيين تجاه المشكل ، لأن الغالبية استكانت لحقيقة زائفة أن المشكلة هي مشكلة حدودية و بين اثنيتين هما اثنية الدينكا و اثنية المسيرية. و لقد تم تحييد حتى اهل جنوب كردفان من المشاركة في امر أبيي. فيلاحظ أن الحركة الشعبية شمال ، و لها سطوة في جنوب كردفان لم تعمل على تبني خط لقول راي في المنطقة و اشكالها ، و هذه الوضعية جعلت كثير من ابناء النوبة لا يهتمون بأمر ابيي ، و لو اهتم بها البعض لذهب الى تعضيد موقف الدينكا اكثر من تعضيد موقف مواطني جنوب كردفان. القوى السياسية الأخرى ، لم تهتم بامر المشكلة ، و ايضا من يهتم ، حتى لو على قدر بسيط يذهب الى دعم موقف الجنوب و ذلك لإعتبارات غير معروفة للشعب السوداني. و الكل تجاهل أن الثروة الموجودة في أبيي ليست هي ثروة المسيرية فقط و انما هي ثروة قومية لكل اهل السودان.
في ظل هذه المعطيات المتشابكة ، يتوقف مصير أبيي (كأرض سودانية) على مسألة الإستفتاء الذي يزمع اجراءه في اكتوبر 2013. الحكومة السودانية اصبح موقفها اكثر تنصلا ، وهي قد اعلنت عودة ولاية غرب كردفان ، و هذا اتجاه لترضية المسيرية بالتنازل عن حقهم في منطقة أبيي و السماح باجراء الإستفتاء حتى و لو كان بصورة معوجة. الجنوب ، يجتهد اكثر في تجييش الدينكا و جلبهم من مناطق خارج المنطقة حتى يضمن استفتاء يخلص الى تبعية أبيي الى الجنوب.
و الدور الآن لم يعد هو دور المسيرية فقط ، و قد قاتلوا وحدهم طيلة الوقت في امر أبيي ، و انما الدور الآن هو دور الشعب السوداني و على كافة المستويات سواءا كانت رسمية أو مدنية أو سياسية ، و على كل القوى أن تتخذ موقف اكثر وضوحا تجاه أبيي : اما ان تدافع عنها كأرض سودانية و يا اما ان تفرط فيها و تتركها تذهب الى الجنوب.
كبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تغيير نمط انتاج الرعاة و اثره في قضايا السلام في السودان (Re: Kabar)
|
ثانيا:
تغيير نمط الإنتاج في مناطق الرعاة:
ان تغيير نمط الإنتاج في مناطق الرعاة ، سواءا كانت مناطق المسيرية أو غيرهم ، له اثر كبير في قضايا السلام في السودان ، و ذلك ان استقرار الرعاة يؤدي الى ارتفاع الإنتاج و بالتالي تمدين حياة الرعاة و فتح الفرص لهم في مجالات التعليم و الصحة و ادخال انتاجهم في الدورة الإقتصادية السودانية. و بالطبع الإستقرار يقلل من الإحتكاكات الدموية التي ظلت تحدث في تلك المجتمعا ت و لسنين طويلة للغاية. و لكن كيف يمكن أن يحدث هذا التغيير في نمط الإنتاج في مناطق الرعاة ، بالتركيز في منطقة المسيرية؟..و ماهي المعوقات التي تقف في تغيير نمط الإنتاج هناك؟..
1. انتاج الرعي: يتميز الرعي في افريقيا عامة ، و السودان بصفة خاصة على انه يعتمد على المراعي المفتوحة ، و هذا يختلف عن الأمر في استرالية و امريكا و كندا مثلا. و الإعتماد على المراعي المفتوحة ، يقود بدوره الإعتماد على تقلبات الطقس ، اضافة الى وضعية هشة في امر ملكية الأرض. فالرعاة في افريقيا يتميزون بحياة الترحال المستمرة ، التي تتوقف على مطاردة الأمطار و المياه ، و هذه الوضعية تجعل صلتهم بأمر ملكية الأرض ضعيفة للغاية ، هذا من جانب. من الجانب الأخر ، الرعي في افريقيا يتميز بانه اقتصاد معيشة و ليس عملية انتاجية تتم بفهم اقتصادي و تجاري. فمثلا نلاحظ أن تربية المواشي في افريقيا تقوم على اساس الإكتفاء الغذائي الذاتي للرعاة ، و بالتالي يتم التركيز في انتاج اللبن ، بينما الأمر في الدول الأخرى ، في امريكا و كندا مثلا ، يكون الرعي قطاع اقتصادي انتاجي لتوفير الغذاء اعتماد على اللحوم.
في السودان ، قطاع الرعي قطاع انتاجي معيشي قديم للغاية ، و طيلة المأئة و الخمسين سنة الماضية ، تعتمد الدولة على الثروة الحيوانية لتغذية خزينتها ، ولا تتدخل في طبيعة هذا النوع من الإنتاج ، سواءا بتطويره و تحديثه و الصرف عليه لتحقيق انتاجية اعلأ أ و بخلق صناعات مرتبطة به لتحقيق فائدة اقتصادية اكبر. و هذا الأمر يختلف في الدول الأخرى ، حيث اصبح الرعي قطاع اقتصادي و تم تحديثه و الإهتمام به. مثلا في مقاطعة ألبرتا في غرب كندا هناك ثلاثة مصانع تقوم على انتاج الرعي ، و تعمل في الذبيح و اعداد اللحوم و تسويقها ، هذه المصانع في اليوم الواحد تذبح عشرة ألف رأس من الأبقار ، و توفر فرص عمل لقرابة العشرين الف فرد. هذه الإنتاجية العالية ، جاءت لأن الدولة تدخلت بصورة مباشرة و اهتمت بتحديث الرعي كقطاع اقتصادي ، وحددت المدخلات اللازمة و عملت على توفيرها . مثلا هناك مزارع مخصصة لإنتاج العلف ، و هناك مراكز علمية تعد البحوث ، خاصة في جانب الهندسة الوراثية ، و هناك تسهيلات للمنتجين و تشجيعهم على الإنخراط في تربية الأبقار ، و هناك تسهيلات في استقدام العمالة الأجنبية حتى تتحقق صيرورة الإنتاج و تستمر بصورة عالية. و الطريف في الأمر ان الثلاثة مصانع المذكورة ، تعتمد في انتاجها في خمس سنوات مثلا على عدد مساوي لكل ثروة الأبقار في جنوب كردفان ..!!
فالمشكلة الرئيسية لقطاع الرعي ، كقطاع انتاج في السودان ، انه متخلف و تقليدي و يعتمد على الصدفة في استمراريته ، و هناك غياب تام للتخطيط العلمي الذي يهدف الى تحديث الرعي و تحويله الى صناعة حتى يحقق فائدة اقتصادية اكبر.اضافة لذلك ، فان طبيعة قطاع الرعي في السودان تعتمد على الموارد الطبيعية ، و هذه في حالة تناقص مستمرة ، و بالتالي خلقت اثار جانبية مثل النزاعات الدموية المستمرة و غياب الإستقرار الأمني في كثير من مناطق الرعي في السودان..
كبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تغيير نمط انتاج الرعاة و اثره في قضايا السلام في السودان (Re: Kabar)
|
2. ضرورة تغيير نمط انتاج الرعاة في السودان:
الثروة الحيوانية في السودان تشكل رافدا مهما في الإقتصاد السوداني ، و القطاع له مساهمة كبيرة في الخزينة العامة تفوق دخل البترول. و مع ذلك يلاحظ أن السودان يستورد منتجات متعلقة بقطاع الرعي (مثل الألبان المجففة ) و بمبالغ كبيرة للغاية (120 مليون دولار سنويا قيمة الألبان المستوردة). و لأن الثروة الحيوانية في السودان تقوم على اساس نط انتاج الرعاة ، فان هذه الثروة لم تحقق فائدتها القصوى و ذلك لتخلف نمط انتاج الرعاة ، و لكي يكون لهذه الثروة دور اكبر في الإقتصاد السوداني ، فان هناك ضرورة لتغيير نمط الإنتاج في مناطق الرعاة و تطويره بصورة تقوم على تدخل مباشر من الدولة. و تغيير نمط الإنتاج في مناطق الرعاة هي مسألة استراتيجية يجب ان تقوم على تخطيط علمي واضح ، فالحاجة تقتضي العمل على:
اولا: قيام عملية تعليمية واسعة ، لتغيير ثقافة الرعي ، و النظرة الى اليها ، من عملية اقتصاد معيشي الى عملية انتاج اقتصادية و صناعة لها ادواتها و اهدافها. ثانيا: توعية الرعاة و ضرورة تعليميهم عن ملكية الأرض ، و هذه المسالة تتطلب العمل على استقرار الرعاة في مجموعات صغيرة ، و الإهتمام بامر المزارع المختلطة. ثالثا: انشاء نظام احصائي دقيق ، يهتم باحصاء الثروة الحيوانية ، و الإنسان الذي يقوم بتربية الثروة الحيوانية ، و مهمة هذا الإحصاء تفيد في الجوانب التعليمية و الصحية و الضرائبية . رابعا: قيام مراكز بحوث علمية تهتم بتطوير الرعي من حرفة الى صناعة ، و ذلك بالعمل على زيادة انتاجية القطاع الى اقصى حد ممكن.
مثل هذه المبادئ لو تم التفكير فيها و انزالها الى ارض الواقع سوف تغير كثيرا في حياة الرعاة و نمط انتاجهم ، و سوف تعمل على زيادة الإنتاج ، ناهيك عن قيام صناعات مرتبطة بقطاع الرعي مثل صناعة الألبان ومزارع العلف ، و توفير فرص عمل منظمة لعدد كبير من الأفراد.
كبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تغيير نمط انتاج الرعاة و اثره في قضايا السلام في السودان (Re: Kabar)
|
3.معوقات في طريق تغيير نمط انتاج الرعاة:
و الأمر في جوهره يعتمد على عملية التنمية بصورة شاملة ، باعتبارها عملية تمكن الإنسان من التحقق من قدراته ، و بناء الثقة في الذات و قيادة حياة الكرامة و التحقق. وبالطبع مثل هذه العملية ، تحتاج دولة مؤسسات ديموقراطية ، تمكن المواطن الراعي من المشاركة في صناعة القرار الذي يتعلق به و بما مستقبل قطاعه كقطاع انتاج. اضافة لهذا التصور العام ، فان هناك معوقات محلية تقف امام تغيير نمط انتاج الرعاة في السودان عامة ، و في مناطق المسيرية خاصة ، منها:
اولا: الدولة السودانية لا تريد أن تكلف نفسها عبء تطوير الرعي من اقتصاد انتاج معيشي الى اقتصاد انتاج تجاري. ثانيا: الدولة السودانية لا تريد أن تخوض عملية تنموية و العمل على استقرار الرعاة ، لأنها تريد أن يستمر الرعاة في حياة الجهل و التخلف و بالتالي استغلالهم في الحروب السودانية العبثية. قبل بداية الحرب السودانية 1983 ، كان معظم ابناء المسيرية حينما يعجز عن مواصلة التعليم ، ينخرط في الجندية و القوات النظامية الأخرى ، و بعد بداية الحرب ، نفس الجنود قد بلغ الأمر بالكثيرين منهم الوصول الى مرحلة المعاش ، أو التخلي عن الجندية ، و بالتالي نفس الرصيد هو الذي تم استخدامه لتأسيس مليشيات مثل مليشيا المراحيل و الدفاع الشعبي التي استغلتها الدولة في حروبها مع الحركة الشعبية. اضافة الى كل ذلك ، ان الدولة على استعداد لتوفير السلاح و الرصاص بصورة تفوق الإستعداد لتطوير قطاع الرعي. ثالثا: الدولة السودانية لا تؤمن بالديموقراطية و مشاركة الشعوب السودانية في صناعة القرار العام ، فهي لا تريد للرعاة أن يمسكوا بزمام الأمر فيما يخص شؤنهم كقطاع انتاج ، لأن الدولة تريد أن تستفيد وحدها من قطاع انتاج الرعي و بالتالي تسخير الدخل المتوفر في امور اخرى و مشاريع لا علاقة لها بتطوير الرعي. رابعا: نظرة انسان الرعي الى نفسه متخلفة للغاية . مثلا في السبيعنات انتشرت ظاهرة الإغتراب و الهجرة الى دول الخليج ، و كثيرون من ابناء المسيرية تيسرت لهم فرصة الهجرة و الإطلاع على تجارب مجتمعات اخرى و اكتساب خبرات انسانية مهمة للغاية ، و لكن الواقع يقول بغير ذلك ، فالمغترب من المسيرية أول ما يرجع الى مجتمعه الصغير يكون همه امتلاك ابقار كثيرة ، دون التفكير بصورة اقتصادية و تجارية . اضافة الى ان الحس الإقتصادي لم يتطور ، فلم يفكر البعض في انشاء شركات صغيرة تتعلق بتسويق الماشية أو مصانع ذبيح أو مصانع البان.
و بالرغم من كل هذه المعوقات ، الإ ان الضرورة تحتم الإلتفات الى احداث عملية جرئية تعتمد على تغيير نمط انتاج الرعاة من نمط انتاج معيشي الى نمط انتاج اقتصادي فعال. و الدولة لها دور كبير في تحديث و تطوير الرعي ، كما ان انسان انتاج الرعي ايضا له في احداث هذه العملية الإستراتيجية المهمة.
و دمتم جميعا..
كبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تغيير نمط انتاج الرعاة و اثره في قضايا السلام في السودان (Re: Kabar)
|
الأخ كبر رمضان كريم وكل سنة وإنتو طيبين
الاستقراااااااااااار يا كبر لازم يستقر الرعاة ويتجهوا لاستبدال القطيع الضخم بقطيع صغير أكثر إنتاجاً وأقل كلفة 500 بقرة ما تنتج إنتاج عشرة بقرات فريزيان
بعدين ياخي الحكومة دي ما بتسوي أي حاجة، لازم تحاولوا ترموا طوبتا ما تعتمدوا عليها تسوي ليكم حاجة، وزي ما قال الشاعر (ما بتقضي الغرد لكن بنسمعا قالت) العكس لو غضت الطرف عنكم سنتين تلاتة بتكونوا في أحسن حال
موضوع المليشيات والجيش اعتقد إن المسألة لها علاقة أيضاً بثقافة البقارة .. ودي مشكلة كبيرة
تحياتي مثنى وثلاث ورباع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تغيير نمط انتاج الرعاة و اثره في قضايا السلام في السودان (Re: Nasr)
|
Nasr يا اخوى, المسيرية لا بتمر بابيى فى طريقها للجنوب اصلا إلا اولاد كامل. ابيي قصة مختلقة من قبل الخرطوم و كبر اللا القدامك بيعرفو جيدا. اخى نصار من اقصى الغرب الهبانية و التعايشة و الرزيقات و المسيرية الحمر و الذرقة و اولاد حميد و عرب الرفاعة و الفلاتة... دى كلها بتمر للجنوب و ما عندهم مشاكل مع الجنوبين الا المسيرية و ليست كل المسيرية, بل بعض النخب و السبب البترول كما قلته هنا مليون مرة. شوف القبائل ديل, من اقصى الغرب الى اقصى الشرق نشاطها مستمرة لاحد الان و الجنوب بتقوم بحمايتهم و ااستثناء هى المسيرية, الدينكا لن تسمح بدخولها الجنوب و لا كلام عن ابيي معها.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تغيير نمط انتاج الرعاة و اثره في قضايا السلام في السودان (Re: Zakaria Joseph)
|
يا جوزيف ما بالنا نعرض في غياب اهل العرس؟؟؟ ما علينا
Quote: دى كلها بتمر للجنوب و ما عندهم مشاكل مع الجنوبين الا المسيرية و ليست كل المسيرية, بل بعض النخب و السبب البترول كما قلته هنا مليون مرة |
واضح إنه البترول (يقرأ مع إنفصال الجنوب ) ممكن يسبب وفعلا سبب مشاكل أهو براك شايف الدهب عمل شنو في القبائل "العربية" في دارفور؟؟؟
هذا ما تفعله مثل هذه الثروات (مرات كثيرة بتكون نقمة وليس نعمة، A curse not a blessing)
طمع النخب في البترول مشروع ومفهوم (رغم أنه يقود إلي مزيد من التعقيدات) ولكنه حال البشر منذ أن وجدوا علي الأرض ومدخلك دا (بتخصيص الصراع وتحديد المطامع والطامعين) قد يساعد علي إنارة جوانب مظلمة من المشكلة ولكنه لا يقود إلي حل علمي وعملي للمشكلة
إستثمار البترول ، الثروة القومية الناضبة في تغيير أو إصلاح نمط الإنتاج الرعوي قد يكون مدخلا أكثر شمولية وأكثر علمية (رغم صعوبته الباينة، فمتي حصلت النخب علي نصيبها من الثروة فإنها لن تنداح لبقية السكان إلا نززا) (بالمناسبة كنت قد كتبت بحثا لدرجة الماجستير في موضوع توزيع الثروة القومية -البترول تحديدا، ولذلك أتحمس لمثل هكذا حوار)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تغيير نمط انتاج الرعاة و اثره في قضايا السلام في السودان (Re: munswor almophtah)
|
بدر الدين..حبابك يا صديق رمضان كريم ، كتر خيرك على المرور من هنا.. فعلا الإستقرار هو الطريق الوحيد لإحداث تنمية حقيقية في مناطق الرعاة ، و هذه العملية تحتاج جهد كبير و صبر و لسنوات ، فقط الآن نحاول أن نجعل منها قضية في المشهد العام.. الحكومة لا تفعل شئ ، و الحكومات في أي مكان اذا لم يقم المواطن بالشكوى المستمرة مافي حكومة من تلقاء نفسها بتجي تشتغل ليك حاجاتك..ابناء الرعاة ، خصوصا في مناطق المسيرية هم وحدهم من يقود التغيير ، و عليهم أن يلعبوا دور اكبر ، و ان يكون ناس مبادرة لا ناس رد فعل..المنطقة تغيرت كثيرا من وضعية الستينات و السبعينات و الثمانينات..و مثلما قلت الكثيرون هاجروا و اطلعوا على تجارب شعوب اخرى..و يمكن أن يستفيدوا..
الدولة كنا نظن انها يمكن ان توفر فكرة مراكز البحوث .. لأن المؤسسات التعليمية المتخصصة .. مثل الجامعات و كليات البيطرة و الزراعة هي مسئولية الدولة.. فهذه لو منحت فرصة انها تقوم بالدرسات و بحوث تحسين نسل الماشية أو تحويره (هندسة وراثية) ليتواكب مع طبيعة الإستقرار ..فهذا امر مفيد للغاية و سينفع الجميع.. استقرار الرعاة عندي يعني زيادة الإنتاج و التقليل من الإنفلات الأمني و النزاعات الدموية.. لو الحرب وقفت..و شعر بنسمة سلام لمدة سنيتين زي ما قلت.. العالم دي بنقدر نتفاهم معاها و نقنعها انها تكون مستقرة عشان تشوف مستقبلها..
المليشيات و الجيش.. ده فاقد تربوي يا بدر ، و فعلا ثقافة البقارة زمان كانت ثقافة بدو رعوية و تعتز بقيم الفروسية و الشجاعة و الدواس البلافهم..و لو كان هناك استقرار للرعاة و برامج تنموية مثل التعليم و الصحة ، و برامج تعليمية اعلامية يقودها ابناء الرعاة نفسهم ، فمن المكن التأثير في الثقافة بتاعة الدواس و تحويلها لتكون ثقافة سلام و استقرار و انتاج حقيقي..
كتر خيرك..
كبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تغيير نمط انتاج الرعاة و اثره في قضايا السلام في السودان (Re: Kabar)
|
نصر..حبابك يا صديقي رمضان كريم.. كتر خيرك على المفاكرة هنا..
صحيح الحكومات السودانية صعب الإعتماد عليها ، لكن يا صديقي لابد من تدخل قوة خارجية مثلما قلت.. الحكومة عندها وزارة كاملة اسمها وزارة الثروة الحيوانية ، و النظام الضريبي في السودان يعتمد اعتماد كبير على تحصيل ضرائب ضخمة من قطاع الرعي التقليدي ، و قولنا طالما الحكومة على استعداد لتحصيل اموال لدعم خزينتها العامة ، فيجب ان تقدم خدمات مقابلة ، و من تلك الخدمات حكاية تطوير الرعي التقليدي ليكون له انتاجية اعلا و دور اقتصادي اكبر..
تدخلت الحكومة في الستينات و ذلك بابتدار مصنع البان بابنوسة ، و لكن لظروف عديدة لم تنجح الفكرة ، لأن المصنع قام على فكرة ابقار كتيرة و البان كتيرة ..و تجاهل ضرورة العمل على استقرار الرعاة حتى يستمر المصنع في الإنتاج .. يتخيل لي كان عندهم لبن مجفف اسمو (بقارة) ، وجبنة معلبة اسمها (شوقارة) و سمن حيواني اسمو (الدعاش)..فعدم اعتبار استقرار الرعاة اثر في انتاج المصنع لدرجة تحويله الى مصنع للصمغ و الكركدي ثم لا ادري ماذا صار اليه الحال الآن.. لو في نفس الوقت اتجهت الدولة الى استقرار الرعاة ، و حاولة ادخال صناعة صغيرة مثل العلف واللحوم..و عملت على تحسين نسل الأبقار و تعليم ناس البقر انفسهم و محاولة تمدينهم ، لما كانت اليوم هناك اشكالات مثلما نرى.. الحكومة الحالية ، نظريا ، حاولت ان تربط الأمر بالنهضة الزراعية ، و بدات بحاجة اسمها خلق المؤسسات التنظيمية الإدارية كأجسام مثل اتحاد الرعاة (فيدرالي ، اقليمي ، محلي)..و لكن هذه الأجسام لا تعي طبيعة عملها و امكانية تأثيرها في تطوير الرعي من اقتصاد معيشي الى اقتصاد صناعي و تجاري..و كل شغل هذه الإتحادات انها صارت قنوات لتحصيل الضرائب ..و محاولة سطحية لتنظيم الأسواق (اسواق الماشية)..و محاولة خلق اسواق ..و كل هذا لا يعرف عنه المنتج الحقيقي و ليست هناك خطوات حقيقية لتطوير وعي المنتج الحقيقي حتى يطور من نفسه و من انتاجه.. اتحادات الرعاة ليست لها سلطة حقيقية في التحدث عن علاقة الرعاة كمنتجين مع الأرض التي يتحركون فيها ، يعني مافي اتجاه لتوعية الرعاة بقيمة المللكية المحددة للأرض..
و مثلما قلت لبدر الدين ، ابناء المنطقة عليهم أن يلعبوا دور اكبر في تغيير هذا النمط من الإنتاج ، و لو بصورة تدريجية ، لأن السودان لو استمر بهذه الطريقة ، بعد خمسين سنة ح تكون الثروة الحيوانية مجرد ذكريات.. البترول له اثر في المنطقة ، و لقد اثر في مساحات الرعي المفتوح في مناطق جنوب كردفان ، خصوصا مناطق المسيرية ، و بالطبع هو ثروة قومية ، لكن الخلاف يأتي في طريقة توزيع الأنصبة..و هذا امر يا صديقي مرتبط بالتنمية الحقيقية و هذه مرتبطة بالديموقراطية و ضرورة مشاركة الناس في صناعة القرار العام ..
نسبة البترول التي حددت للمسيرية مسالة عبارة عن ذر رماد في العيون ، فالأمر هناك لا يحتاج الى تحديد نسبة كاش ، و كان يمكن أن يتم خلق مشاريع تساعد على استقرار الرعاة بدل تحديد نسبة كاش لا احد يعلم من يقبضها.. شركات البترول عندها الإستعداد تقدم بعض الخدمات و المساعدة في ترقية المجتمعات المحلية ، و هي تفهم أن حدوث الإستقرار و السلام في مناطق صناعة البترول هو الطريق الأمثل لتحقيق انتاجية عالية ، فلذلك الشركات عندها الإستعداد تشتري سكون الناس هناك و التقليل من النزاعات..لكن الأمر يرجع للحكومة التي تتفاوض مع هذه الشركات و تمنحها الإمتيازات..فالحكومة هي التي تتخلي عن حقوق الناس في سبيل شوية عمولات تذهب لجيوب خاصة.. اخر مرة زرت السودان ، شايف كوابل الكهرباء العامة قد وصلت بعض مدن كردفان ، خصوصا غرب كردفان ، و هذه ايضا لو حدث الإستقرار قد تساهم في تغيير نمط انتاج الرعاة.. كل اهل السودان ، خصوصا القوى السياسية و المدنية و المثقفيين و المثقفات ، لهم دور تعليمي مهم للغاية و يمكن أن يخوضوا عملية تنوير تعليمية و بالتالي المساهمة في تطوير ثروات قومية تهم الجميع في السودان..
كتر خيرك..
كبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تغيير نمط انتاج الرعاة و اثره في قضايا السلام في السودان (Re: Kabar)
|
زكريا..حبابك يا صديق كتر خيرك على المرور من هنا.. نعم من حقك أن تقول عليها كذبة ، و من حقي ان اقو ل ان دينكا نقوك (بدعم من الأمريكان) صنعوا كذبة أبيي انها ارض الدينكا نقوك..و لكن هل يفيد هذا في شئ؟.. و حتى الأستفتاء الذي تعول عليه ، هل تظن أنه سيحل المشكل؟..ده الفهم الخاطئ لمشكلة أبيي.. الموضوع يا زكريا صناعة بترول ، و هذه تتحكم فيها اطماع اكبر منك و مني و من المسيرية و الدينكا.. بالنسبة للموضوع الأساسي هنا.. هو نمط انتاج سائد في كل القارة الأفريقية .. يعني حتى رعاة الجنوب نحن نطالب باستقرارهم حتى يستطيعوا الإستفادة من ثروتهم وذلك بتطوير الرعي من رعي تقليدي الى رعي صناعي تجاري..و كما تعلم حتى في الجنوب تحدث النزاعات الدموية بين الرعاة ، و الأستقرار سيمنح الجميع فرصة الأمن على النفس و الثروة..! صحيح كل مناطق الرعي في السودان ليس فيها احتكاكات مثلما تحدث في مناطق المسيرية..و بنفس القدر هل سألت نفسك عن حدوث احتكاكات بين المسيرية و النوبة؟..هل حدثت احتكاكات بصورة مستمرة بين المسيرية و قبائل الحمر في الشمال؟..لم تحدث الإحتكاكات لأنو مافي نزاع في ملكية ارض بين المسيرية و النوبة و بين المسيرية و الحمر.. كل زول عارف حدودو وين..بالنسبة لمنطقة أبيي الإحتكاكات بتحدث لأنو في اشكالية ملكية ارض كل طرف يدعي ملكيتها..!!
كبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تغيير نمط انتاج الرعاة و اثره في قضايا السلام في السودان (Re: Kabar)
|
منصور..حبابك يا صديقي رمضان كريم.. كتر خيرك على المرور من هنا.. نعم يا صديقي اتفق معك أن الأمر يحتاج سنوات و سنوات..و لكن لابد أن يحدث.. لم نقل هنا أن نبتر الأمر من جذوره ، و انما نقول بضرورة تطويره ، و مثل هذا التطوير يجب أن يكون اساسه الإنسان ، ليس بغرض محوه و محو ثقافته ، و انما بغرض تعليميه بقيمة ما يملك من ثروة و ان تتغير النظرة من النظرة الإجتماعية التفاخرية (كما كانت تحدثنا كتب الجغرافيا في دار ا مسودان) الى النظرة الإقتصادية.. يعني يا منصور الناس ديل لو سوينا لهم مزارع كبيرة.. فهذا لا يعني انو ح ندخل المدينة .. بالعكس ح يقعدوا في خلاهم و يستمتعوا بنجومهم و اشجارهم و حريتهم..و صدقني النجوم ياها ذاتها الفي ابيي أو الفولة و النهود..!! قريت دراسة عن الصواميل و اتعملت في الثمانينات..و خلاصتها بتقول لو رعاة الصومال استقروا البلد ح تفقد خمسين في المية من ثروتها الحيوانية..و يبدو اهلنا هناك صدقوا الحكاية دي..و اهو براك شياف الصومال مرقها وين..!! استقرار الرعاة مهم كطريق لتحوير نمط انتاجهم من نمط معيشي صرف الى نمط اقتصادي.. كبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تغيير نمط انتاج الرعاة و اثره في قضايا السلام في السودان (Re: Kabar)
|
قال كبر
Quote: فعلا الإستقرار هو الطريق الوحيد لإحداث تنمية حقيقية في مناطق الرعاة ، و هذه العملية تحتاج جهد كبير و صبر و لسنوات ، فقط الآن نحاول أن نجعل منها قضية في المشهد العام.. |
يعجبني إصرارك ان تجعل من إستقرار الرعاة الرحل قضية في المشهد عام وأتمني أن يثور حولها حوار (قومي/وطني) واسع (لأهميتها في قضايا الحرب والسلام وقضايا النهوض الإقتصادي ومكافحة الفقر والتخلف)
زمان (أول أيام مايو1969) كان في تجربة لإستقرار نسبي للرعاة تداعي لها بعض مثقفي الحضر (سميت رسميا بحملة مكافحة العطش) حفرت علي أثرها مئات الآبار في دراسات لاحقة أجريت لتقييم الحملة أشارت لأن المشكلة تختلف علي أرض الواقع عن تلك التصورات (والأحلام) علي الورق وعشان تنجح أي تجربة (تنموية، لاحظ أنني أتعامل بحذر مع مصطلح تنمية) لابد من المشاركة الفعالة للسكان المعنيين تجارب توطين وإستقرار البدو في السعودية وليبيا وبعض دول الخليج جاءت بنتائج مختلطة كلها تقول أن هناك إنعدام كامل للفعالية في إستخدام رأس المال وأن تنمية البروقراطيين في غياب أصحاب الحق حرث في البحر
للحزب الشيوعي إهتمام قديم بما سماه القطاع التقليدي (وفي قلبه طبعا الرعاة الرحل) وفي برنامجه الأخير إشارات وفقرات بمقترحات كلها تصطدم بمسألة أن الشيوعيين يعولون كثيرا علي الدولة والقطاع العام (ما عارفين إنه القطاع العام ممكن يلموا فيهو ناس زي الكيزان يسخروه لمزيد من لململة الفوائض الإقتصادية من الكادحين أنفسهم في شكل ضرائب وريع) مثلا هذا المقطع من برنامج الحزب للمؤتمر الخامس
Quote: • إعطاء أولوية خاصة لتوجيه الدعم نحو أصحاب الحيازات الصغيرة في القطاع التقليدي ومشاريع الطلمبات الصغيرة محصولياً ورعوياً بشروط ميسرة من تمويل وبذور محسنة ومصادر طاقة متجددة وتوفير المساندة لأصحاب الحيازات من رجال ونساء للحماية والتأمين ضد المخاطر والكوارث. • توسيع مدخلات القطاع العام في مجالات التمويل والتسعير والتسويق والتصنيع . • التمسك بالدور الريادي للقطاع العام الذي يبقي على الملكية العامة للدولة في الأرض والري والآليات لاستنهاض الإنتاج الزراعي بطريقة فاعلة شاملة وبشكل مستدام .
|
ملكية عامة للدولة للأرض هي مدخل خطر الثقة في البيروقراطين هي كأن تجعل الذئب حارسا لخرافك تجربة الكيزان في أستباحة القطاع العام وتحويله لإقطاع كان يجب أن تكون كافية لتفتيح العيون هذه كلها تخريجات عقلية (علنية حينا وخافية أحيانا كثيرة) تري في الرأسمالية شرا وبيلا وتحاول إستبدالها بحاجة إسمها التطور اللارأسمالي يعتمد في أساسه علي القطاع العام
دي نقطة مهمة
Quote: • توجيه عائدات البترول وتوظيفها لصالح المشاريع الزراعية والحيوانية بإعطاء الأولوية لتوطين النازحين بالمدن واللاجئين بدول الجوار في مشروعات للإعاشة خاصة بالقطاع التقليدي ، لإعادة تأهيل مشاريع الإعاشة المطرية والمروية بمختلف مناطق البلاد. سن قانون عاجل للاستثمار لا يجاري الرأسمالية الطفيلية والمستثمر الأجنبي على حساب ما تبقى من الرأسمالية الوطنية . |
ولكن زي ما شايف برضو في تركيز علي دور الدولة الخلاصة الهدف نبيل ولكن الطرق له ما زالت غائمة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تغيير نمط انتاج الرعاة و اثره في قضايا السلام في السودان (Re: Wael Jabir)
|
الأخوة كبر وضيوفه اتفقنا جميعاً إن المخرج الوحيد هو استقرار هؤلاء الرعاة (ود من الحاجات النادرة في البورد) الاختلاف جاء في الفروع أو التفاصيل الأخ نصر اعتقد إن الأمر أبسط مما نعتقد كل المعطيات تشير الى نجاح هذه الفكرة على الأقل في بعض المناطق، وربما إخفاقها في مناطق أخرى ما يجعل الفكرة (وأي فكرة) صعبة التنفيذ هي اعتمادها على الحكومة أو على مدد ترسله السماء .. الشغلانة دي دايرة زول شجاع يبدأ بتنفيذ مشروع صغير ونجاحه مضمون مئة في المئة تربية مجموعة صغيرة من الأبقار المحسنة والاستغناء عن القطيع الضخم بعدين السوق هين
تحياتي مثنى وثلاث ورباع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تغيير نمط انتاج الرعاة و اثره في قضايا السلام في السودان (Re: علي عبدالوهاب عثمان)
|
العزيز كبر رمضان كريم دراسة متأنية وضعت كل الاعتبارات والتحولات في حياة الرعاة في السودان والمحت للعراقيل التي شابت الحياة في بوادي السودان ومنطقة المسيرية تحديدا من اكثر المناطق تضررا من هذا الواقع البيئس ولعل الصراعات المتلاحقة جراء هذا التغيير جعل مستقبل المنطقة بين المرحاكة وبتها متابعين مع الود سوء شبكات الاتصال بالمنطقة منعنا المساهمة عبر المنبر تحيتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تغيير نمط انتاج الرعاة و اثره في قضايا السلام في السودان (Re: عبدالرحمن طبيق)
|
نصر..حبابك يا صديقي كتر خيرك على المثابرة هنا.. الحوار الوطني ضرورة للغاية ، واعتقد أن ابناء المنطقة اذا لم يبادروا فلن يتقدم احد لمساعدتهم او الإلتفات لقضايا مناطقهم..اما مسألة اشراك اهل الأمر في تطوير الرعي ، فهي الأخرى مسألة ضرورية ، و ايضا الدور الأكبر يقع على ابناء الرعاة الذين نالوا حظا من التعليم ، و هؤلاء يمكن أن يكون دورهم في تلمس الحاجات الملحة و الضرورية في تحوير نمط الإنتاج ثم بعد ذلك قيادة مشاريع توعية وسط الرعاة..و التجريب بمشاريع صغيرة ثم التطور تدريجيا..تجارب السعودية و ليبيا قد تكون مفيدة ، و لكن طبيعة مناطق الرعاة في السودان الإيجابي فيها انها ليست صحراوية ، و بالتالي بسهولة يمكن قيام المزارع..و في دراسة لدكتور اسامة الشيخ يسن (جامعة السودان/كلية البيطرة) تصورات جريئة لإقامة مزارع تربية الإبل في جنوب كردفان..و كذا الأمر لو خرجت دراسات مشابهة عن مزارع الأبقار اكيد سوف تكون هناك بدايات جيدة ممكن تشجع الناس..
نقطة ملكية الأرض و ضرورة تحديدها هي اس المشكلة..فالسودان و منذ 1971 اتجه لمسألة ان الدولة هي المالكة للأرض في السودان ، و ان علاقة المواطن بالأرض هي علاقة حيازة مسجلة..و اعتقد أن الدولة اذا ارادت التدخل لإحداث مصلحة عامة يمكن أن تتدخل باستثناءات قوانين الملكية.. كان تكون شراكات بين مواطنين (خشم بيت مثلا) و اعتبارها وحدة خاصة لها الحق في تملك الأرض..و في تصوري يمكن ان يكون للحكومة الإقليمية (في حالة نظام فيدرالي فعال) دور اكبر في تنظيم مزارع للرعاة و كميونات صغيرة تنشأ فيها مثل تلك المشاريع..
الجبهة الإسلامية و اهلها ، تتعامل مع المشاريع ذات العائد السريع ، لذلك تلاحظ جهدها لا يهتم بمشاريع الإنتاج الحقيقية ، اضافة لمسألة الفساد المستشرية ، و مع هكذا وضعية يصعب التفكير في مشاريع تهم مستقبل السودان.. في اعتقادي قروش البترول ممكن تعمل فرق لو تم توظيفها توظيفا صحيحا ، اما حكاية مشاريع الإعاشة فلقد تم تجريبها من قبل ولم تحقق نجاح يذكر (طبعا الناس الرجعت بعد مصالحة 1977 بعض منهم تم تمليكهم بعض من المشاريع في كردفان و لم تنجح)..و لكن يمكن استخدام عائدات البترول في مشاريع مياه و تعليم و صحة و استهداف الراعي المنتج اكثر من استرضاء اللاجئء في دول الجوار..
كتر خيرك على المساهمات الطيبة و مرحب بيك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تغيير نمط انتاج الرعاة و اثره في قضايا السلام في السودان (Re: Kabar)
|
بدر الدين..حبابك يا صديق كتر خيرك على المثابرة هنا.. و جيد ان تفق الناس..و هو امر سهل للغاية.. بالنسبة لتصورك.. هل تصدق حينما كنت اجمع بعض المعلومات لكتابة هذه المساهمة الصغيرة.. عثرت على تجربة رجل من غانا..و عامل ليهو موقع كامل بيتحدث عن تجربتو في مزرعة ماعز و هو يفتخر أنه يملك مأئة معزة بالتمام و الكامل..!! طبعا حزنت للغاية ، لأنو في فريقنا و في يوم ما بلغ عدد الماعز المملوك لأسرتنا ستمائة معزة..و الأغرب طريقة رعايتها.. فكانت تطلق لوحدها..و كنا نتأفف بسرحة الماعز.. تخيل يا بدر الدين ستمائة راس من الماعز الناس بتفكها براها و ما بتشتغل بيها الشغلة..لأن التركيز على الضأن و الأبقار..! نعم اتفق معك ، المسألة محتاجة جرأة..و مبادرة فردية ممكن تحدث الأثر ، لأن بعض الرعاة و ممن معايشتنا لهم و لثقافتهم أي حاجة نجحت ممكن يقلدوها لكن مافي واحد عندو الإستعداد بالمبادرة..و كنت زمان ايام الشباب كان لي حلم بسيط.. مزرعة صغيرة.. وابور موية لستر.. تلاتة بكاسي بحالة جيدة.. و تزرع خضروات و تربي ليك شوية ماعز و شوية بقيرات و تعمل ليك مصنع جبنة صغير.. و مدبغة صغيرة..و المنطقة التي اخترتها كنت اتصور ان تجد مناطق تسويق بسهولة في مدن مثل ابوزبد ، النهود ، الأبيض ، و الدلنج..!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تغيير نمط انتاج الرعاة و اثره في قضايا السلام في السودان (Re: Kabar)
|
ول ابا على عبد الوهاب..حبابك يا صديقي و رمضان كريم.. كتر خيرك على المرور من هنا و المطايبة.. و كتر خيرك على النصيحة.. مافي طريقة يا علي نزوغ جاي ولا جاي .ز لأنو الموضوع مهم للغاية..و صدقني البيدخل يسمعنا فارغة ما ح نشتغل بيهو (بقول كده لأنو في ناس فكرتها كلها انها تجي تشلع)..! المنطقة التي نتحدث عنها غنية للغاية ، و اهل قاعدين يستهلكوا طاقات كبيرة في الترحال والدواس..و كل سبب ذلك هو الجهل و عدم التوعية..و هنا بتكون المسئولية مسئولية ابناء و بنات المنطقة.. يعني حتى لو عروضوا امكانياتها ساكت يمكن تلقى ليها راسمالية وطنية و تجي تفيد و تستفيد..!! و نشوفك طوالي يا علي..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تغيير نمط انتاج الرعاة و اثره في قضايا السلام في السودان (Re: Kabar)
|
ول ابا عبد الرحمن طبيق.. حبابك و بالجد سعيد بي شوفتك في هذا المنبر و يا ريت تداوم.. كتر خيرك المطايبة..و بالجد المسيرية امورهم صعب للغاية..و محتاجين اولادهم و بناتهم يقيفوا وقفة كاربة.. عشان الناس تراجع مسيرة المأئة سنة الماضية.. و تمرق بحاجات صلبة عشان تفكر للمأئة سنة الجاية.. و نشوفك ياولد ابا..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تغيير نمط انتاج الرعاة و اثره في قضايا السلام في السودان (Re: Kabar)
|
أستاذي كبر التحية لك وانت تفتح لنا منافذ الرؤيا وتثير فينا كل جميل لأنك جميل وكتاباتك جميلة .. أخي كبر البقرة عندما تدخل في دائرة اقرب الى القداسة ( ليست بقرة بني اسرائيل ) ولكنها كانت مرتبة بحياة البشر وبدونها لا حياة ابداً .. كم الاجيال تربوا وتعلموا بفضل هذه البقرة التي تضع تلك الخشبة على رقبتها وتسمى ( اسلانج .. انسلانق ) وتدور بالساقية ليل نهار .. فقط بقرتان في كل ساقية تجلبان كل اسباب الحياة والرفاهية ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تغيير نمط انتاج الرعاة و اثره في قضايا السلام في السودان (Re: علي عبدالوهاب عثمان)
|
وهنا بعض خواطري عن البقرة كنت كتبتها لمنتديات دنقلا ..
بقرة حلوبة تتضرع وليها ضرع ..
البقرة لها قداسة عند نوبة الشمال :
كما تغزل الشعراء بجمال المرأة هذا اسماعيل حسن يدلل البقرة ويجعلها تتبختر في مشيتها وكأنها سيدة منعمة مكتنزة الجسد،لأنها رمز الخير والنماء وخاصة تلك التي تستخدم في تدوير الساقية وتسمى بالنوبية ( تي همرا ) تي بالنوبية البقرة ، وهذا النوع من الابقار تكون من سلالات معينة محفوظة لدى أهلنا بتسلسل الاناث وليس الذكور، وتتمتع بذكاء اكثر من السلالات الاخرى ولهذا السبب كانت لاتباع ابداً بل تعطي بالشراكة او بالأسهم ولكن البيع الكلي لم يكن متاحاً، وكنا في مقتبل العمر نجلس على ( توكوم) كرسي قيادة الساقية او مكان (الاروتي) الذي كان دائماً ما يتمتع بصوت جميل يطلقه مع نسمات الصباح او الفجراوي ويكون حداءه مثقلاَ بعمق ديني أقرب الى المديح ، ويسمى بالنوبية (سلاد)، والبقرة لاتصبيها الاعياء او التعب عندما تسمع مثل هذه الكلمات المنغمة وكأن لها حس موسيقي وتضبط ايقاعها مع صوت الساقية وانهمار الماء من القودايس، ويستمر الحال هكذا طوال موسم الشتاء وبعد هذا العناء الطويل من العمل ومع بداية الفيضان كانت البقرة تمنح اجازة او فترة راحة، وهي من الممارسات التي يستغرب لها الانسان عندما يستحضرها في الوقت الحالي، كيف كان أهلنا يراعون حقوق الحيوان، والبقرة تستغل هذه السانحة وتتمدد بإرتخاء في مراحها تأكل اطيب انواع العلف كاللوبيا الخضراء والقصب حتى بداية ما يسميه المزارعون بظهور نجم ( الثريا) وهو مؤشر لتدشين موسم زراعي آخر مرهق، ويقال ان البقرة تعرف انتهاء فترة الاجازة وقرب ظهور نجم الثريا قبل المزارع الذي يشعر بذلك من خلال تصرفات البقرة التي تتبدل عن الروتين المعتاد وتزيد كمية الإفراز البولي للبقرة وبدون تحكم، كل هذه دلالات رمزية على إنتهاء فترة الراحة وبداية الموسم الزراعي ، وفي المثل يقال ( أن التربال اذا أراد أن يعرف ظهور نجم الثريا ودخول الموسم الزراعي ألا ينظر الى السماء بل عليه ان يتابع كمية افرازات البقرة برفع ذيلها وبعد ذلك يبحث عن النجم في السماء) ، هذه صورة في الذاكرة عن البقرة او بالاخص مايسمى بالنوبية ( تي همرا) ، وأستغرب ان تكون هي السبب في إشعال الحروب الاهلية ودخلت البقرة كمفردة في الصراع السياسي ووصلت الى منابر مجلس الامن لتحديد مساراتها وحدود مراعيها ومشاربها ، ففي كل ساقية كانت بقرتان لتدوير الساقية وإدرار اللين ، ويمكن ان يعيش اكثر من مائة شخص على عائد البقرتين ( مأكل مشرب ملبس مصاريف التعليم )
أخي كبر سوف آتي بكتاباتي عن بقرة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تغيير نمط انتاج الرعاة و اثره في قضايا السلام في السودان (Re: علي عبدالوهاب عثمان)
|
هذه أفكار (أو بالأخري تفكير بصوت عال في الموضوع بالغ الأهمية )
1/ تتكون جهة تقوم بتجميع الدراسات والإحصائيات والحوارات حول موضوع الرعاة و"رفاهيتهم" حاجة كدا زي ال ( Think Tank ) ودي بالتحديد ممكن يقوموا بيها أولاد المنطقة الموزعون "هجرة وإغترابا لا إرتحالا" في أنحاء الدنيا. ومتي تكون ذلك فالموقع علي الشبكة الإلكترونية سهل ومقدور عليه
2/ وتتكون جهة تانية تمثل السكان تمثيلا ديمقراطيا لقيادة المفاوضات في عملية توزيع الثروة القومية (البترول تحديدا)
3/ نسبة 10 في المية أو أكثر من دخل البترول يعود للمنطقة المنتجة نسبة معقولة ومعمول بها في أنحاء كثيرة في العالم
4/ متي توفر المال من البترول والدراسات من العارفين تبقي سماع أراء السكان (وإقناعهم) بالتغييرات الممكنة
ماهو الممكن ؟؟؟؟ يجب التذكير بأن الحلول الفردية في المجتمعات القبيلة (شبه أو قبل الرأسمالية) صعبة لسبب أساسي أن الناس هناك يفكرون ويتصرفون جمعا (في غالب الأحيان). وأيضا يجب تذكر أن المجتمعات عموما والمجتمعات الرعوية والزراعية خصوصا محافظة في الغالب الإعم. الناس هناك يخافون من تغيير نمط الحياة ذلك الذي خبروه وعاشوا فيه وبه لألاف السنين
وهكذا تبقي لنا أولا التغيير تدرجا والتغيير غالبا إن تعذر جمعا
من أمثلة التغيير تدرجا أن تزداد مثلا الشهور التي يقضيها الرعاة في مناطقهم الأصلية (وذلك ممكن متي توفر الماء والكلأ). بمرور السنوات تزداد هذه الشهور حتي تؤول للصفر من الممكن أيضا أن يكون إرتحال العائلة (والعشيرة) جزئيا يعني (وهذا معمول به في أجزاء كثيرة من غرب أفريقيا) يرتحل الشباب في سن معين ولشهور معينة ويستقر باقي العائلة في (ديارها) حتي إرتحال الشباب ممكن أن يتم بالتناوب
ما عارف بالضبط عدد وكمية الافندة المزروعة مطريا (تقليديا ولا بالتراكتورات والحاصدات) لكن زيادة الرقعة المزروعة ممكن زراعة الفتريتة في موسم الأمطار بتوفر محصول نقدي وبتوفر علف ممكن تحزينه وإستخدامه في الاشهر التي ينعدم فيها المطر (هذا معمول به كثيرة في مناطق الدالي والمزموم في النيل الأزرق)
وبالمثل كذلك مشاريع حصاد المياه ( Water Harvesting ) من سدود وحفائر وآبار ممكن تتكامل مع مشاريع الزراعة الراسمالية المطرية (التراكتور والحاصدة) وتربية الأبقار وباقي الحيوانات
التنوع بعيدا عن الأبقار نحو الماعز كثيرة التأقلم علي ظروف الجفاف والخراف ذات المردود النقدي العالي من نفس المرعي (مقارنة بالابقار) والدواجن
إدخال صناعات منتجات الألبان (من صغيرة لمتوسطة) في البال صناعة الجبنة (سهلة ولا تحتاج لرأسمال كبير) وصناعة الزبادي والسمنة
لو في مسيري عنده قطيع من ألف رأس لو بقدر يبيع نصفه حيتوفر علي رأسمال بين 300 وال 500 ألف دولار دي بتعمل ليها مزرعة (أكثر من ألف فدان) بتشتري ليه تركتور وبابور مياه بتعمل ليه حفير صغير يقضي باقي القطيع باقي العام وبتعمل ليه مصنع جبنة وجرن كبير لتخزين العلف ومأوي للقطيع (دا من الحلول الفردية لو في شجاعة ووعي كما قال بعض المساهمون هنا)
وناس الالف راس ديل كتار
ولي عودة إن تواصل الحوار
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تغيير نمط انتاج الرعاة و اثره في قضايا السلام في السودان (Re: Kabar)
|
ول ابا على عبد الوهاب..حبابك يا صديقي
و كتر خيرك على هذه الخاطرة عن البقرة..و ليت يا علي تجد بعض الوقت و تمشي تشوف حياة اهلك البقارة هناك في الخلاء..ياخي الخلق دي البقرة عندهم هي الحياة..و الرعاة يتحدثون مع ابقارهم كأنما يتحدثون الى اصدقائهم..و للأبقار اسماء معلومة..و بتسمع النداء.. تقول ليها تعالي بتقوم بتجيك تقول ليها امشي بتمشي .. تقول ليها اقيقي بتقيف..و هكذا يا صديقي..هم يسمونها الفضة ام صوف..و البقارة لا يحبون الذهب و انما يحبون الفضة اكثر..
المجابدة و كون البقرة تكون طرف في الصراع و حريتها تبقى مشكلة ، فهذا امر طويل و متشابك..الأبقار في غرب كردفان مثلا كثيرة للغاية..و العمل معها يعتمد على الطبيعة و تصاريفها ..و عندهم رحلتين رحلة الصيف و التي يتوغلون فيها الى الجنوب بحثا عن المأء و الكلأ.. و رحلة الخريف التي يتجهون فيها الى الشمال (ارض القيزان)..و قد يستغرب البعض طالما الخريف تكثر فيه المياه و تنمو الأعشاب فلماذا يرحلون شمالا؟..و السبب انهم يهربون من الذباب و الذي يهلك الثروة.. يعني لو واحد جازف و قعدر بكل ابقارو في النواحي الجنوبية في فصل الخريف و لمدة ارابع اسابيع سيفقد هذه الثروة..و و ربما يكون نوعية سلالة الأبقار لها اثر في ذلك.. اهلنا في جنوب السودان ، يقومون ببناء بيوت كبيرة اسمها الوكات (مفردها وك)..و يطردون الحشرات بالدخان.. لذلك تصمد ابقارهم في ظل تلك البيئة.. اما البقارة من المسيرية مثلا.. فهم كسالى و لا يريدون بناء بيوت كبيرة لحفظ ابقارهم..لذلك يتجولون بها..و فكرة بيوت ابقار الدينكا هي السبب الذي يدعونا للتفكير في امكانية استقرار الرعاة !!
كتر خيرك على هذه الخاطرة..و اتمنى ان تتحفنا بخواطر اخرى..
و دمت.. كبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تغيير نمط انتاج الرعاة و اثره في قضايا السلام في السودان (Re: Kabar)
|
نصر..حبابك يا صديقي و كتر خيرك على هذه المساهمة الطيبة..و هي اتجاه ايجابي للغاية.. وياريت تحدثني اكثر عن تجارب النيل الأزرق.. لأنو واحدة من الأشياء التي سقطت حجر السودانيين انهم لا يعرفون بعضهم البعض ولا يعرفون تجارب بعضهم البعض..و اعتقد ان طبيعة النيل الأزرق الجغرافية قريبة من طبيعة جنوب كردفان.. سوف انقل هذه الأفكار لبعض من قنوات التواصل بتاعة عيال و بنات المسيرية..و اكيد سوف تحرك البركة الساكنة..
فكرة البحوث مهمة للغاية ، خصوصا لو وضعت في الإعتبار فكرة فهم سايكولوجيا الرعاة انفسهم ، و فكرة تحسين سلالة الحيوان عندهم..واحدة من مشاكل سايكولوجية الرعاة.. انهم يحتقرون الماعز..و تجد الواحد فيهم لديه قطيع كبير من الماعز يصل المئات..و اذا سألت عن استخدام الماعز فلن يخرج الأمر عن لبن شاي الصباح او ذبيح للضيوف او المناسبات..بخلاف ذلك لا يستخدمون الماعز في أي وظيفة اخرى..الضان كثير للغاية و هذا يربى لأغراض مشابهة لأغراض استخدام الماعز اضافة لتسويقه لجلب شوية مصاريف..و التركيز يكون اكثر على الأبقار.. كثيرون من اهل المنطقة ، و هم من يجب ان نستهدفهم بالحديث ، تسنت لهم ظروف الهجرة و الإغتراب..و لكنهم حينما يعودن بمدخراتهم الى الوطن ، لا يفكرون تفكيرا اقتصاديا ، يعني العودة الى مجتمعات اهلهم الصغيرة و محاولة التأثير فيها ايجابيا ، و قليلون منهم من يفكر في زراعة متطورة أو اعمال تجارية مستقرة أو حتى شراكات صغيرة..و هذه العقلية هي التي تجب ان تكون بداية التغيير.. يعني لو قدرنا نفهمهم بان المزارع المختلطة و صناعات الألبان الصغيرة ممكن تحدث الفرق ..فهنا نكون نجحنا خطوتين..!
الأمر يحتاج جرأة كبيرة ، و في بداية التسعينات.. اجتمعنا شباب خريجين (بنات و اولاد) من مختلف التخصصات ومن اسرة واحدة و كنا نفكر في نفس الإتجاه.. ناس الهندسة اتكلموا عن قرى نموذجية ..ناس الإقتصاد عملوا دراسات جدوى لحصر الثروة و طرق التسويق و انشاء تعاوينات ذات اغراض متعددة..ناس القانون اتكلموا عن حيازات الأرض غير المسجلة و كيفيه تسجيلها.. ناس التعليم اتكلموا عن كيفية انشاء مدارس .. ناس الطبي اتكلموا عن نوعية المراكز والوحدات الصحية..و حددنا اربعة مواقع للبداية..و كان العثرة الوحيدة هي كيفية اقناع الرعاة بالتخلص من جزء من ثروتهم و المساهمة في هذه المشاريع..من جملة مئتين و سبعين مالك ثروة.. رحب بالفكرة ثلاثة افراد فقط.. البقية بالرغم من انو بيكون فيهم عمك أو خالك أو جدك ، كلهم اعتبروا الموضوع استهبال افندية ساكت..!
و الآن قد تم انشاء بعض الطرق في بعض من مناطق الرعاة..و الفكرة ممكنة ، و ظروف تطبيقها اصبحت اكثر يسر..و نفكر في استغلال البنوك الموجودة في بعض مدن المنطقة و خلق شراكات معها بسبب توفير بعض التمويل..! الحكومات المحلية طريقة التمثيل فيها تغيرت كثيرا..و اليوم هناك مسئولين كثر في المنطقة هم اساسا ابناء و بنات رعاة..و ديل لو قدرنا نتفاهم معاهم بعيدا عن المزايدات السياسية ممكن الناس تعمل حاجة..!
كتر خيرك على المساهمة و مرحب بمزيد من الحوار.. فهي ثروة ضخمة و سائبة و تنظيمها سيفيد السودان كثيرا..
كبر
| |
|
|
|
|
|
|
|