|
لا ترتوي العين من عطشٍ للحبيب
|
ما ليس غناءً وليس رثاءً
إلى روح الصديق الشاعر " محمد حسين هثيم "
منذ ألقى يديه بماء الكلام وآنس ناراً هناك وعيناه مترعتان بصمتٍ غريب وأحصنة تتراءى له في غيوم المكان تفتش عن مهرة اسمها في الفضاء البعيد القصيدة .
على " بعد ذئب " اتي وعلى " بعد ذئب" مضى كان طفلاً يغني يبوح بما ادخرت شهوة القلبِ ما اختزنته ظلال المعاني وينثر ملح الرياح على شفتيه لعل عواء الذئاب ينام وتمسح اشداقها، واظافرها من دماء القصيدة .
خبأ ضوؤه قبل أن يولد الفجر من رحم الليل، وهو الذي يكره الليل يكره عتمته والظلام الذي يتوغل، يدعو إلى عُزلة الكائنات ويدنو ليرسم لون عباءته في القصيدة.
لا السماءُ سماءٌ ولا الضؤُ ضوٌ كما كان قبل الرحيل ولا نجمتا صبح " صنعاءً" ترتعشان لصحو المكان كما كانتا لا ولا نجمتا ليل "غيمان" تتحتفلان ـ وقد هبطت شمسه ـ بمرايا القصيدة.
رجل من ضياءٍ حميم أفاض على الشعر من حبه وبراءته ثم نام، وبين رجال ذئابٍ وبين ذئابٍ رجالٍ أتى ومضى ثم الغى مواعيدهُ معنا، مع ذاك الهواء القليل وأودع آخر أنفاسه في القصيدة.
هند .... لا تقرعي بالبكاء وبالكلمات الجريحة بوابة الشعر، سوف ينام طويلاً حداداً على قمرٍ غابَ فانسد في البرزخ الصعب باب الكلام البهي ولم يبق تحت السماء الكئيبة من قبسِ أو قصيدة.
كان "منفرداً ومديداً" " ويتبع خط توجسه" مثل "عبد العليم" "يموت كثيراً ويحيا كثيراً" يداعب جيرانه ويخافُ الغراب و"يحصي غبار الحروب" ويشرب قهوته في رواق القصيدة.
"بنو عمه سبعةٌ" يتنادون عند الطعام ويحتشدون إذا امتلأت بالقدور الموائد، نحنُ بنو عمه نلتقي في المسراتِ لا في الملمات لا صوت يجمعنا او قصيدة.
يا كثير المواجيد، والشعر والحب، ماذا رأيت هناك وقد شفك الوجد للراحلين؟ أفي جنة الله من يُرهق الشعراء باحقاده وأراجيفه، هل هناك ـ وفي جنة الله ـ من يسحق الورد والياسمين باقدامه ويذل القصيدة؟
يا صديقي أهذي الحياةُ إذنْ، نفقٌ للوفاة ونعشٌ إلى الموت طقس من السير في جلدها المتفسخ لا ترتوي العين من عطشِ للحبيب ولا يرتوي القلبُ من عطشِ للقصيدة.
................................................عبد العزيز المقالح
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: لا ترتوي العين من عطشٍ للحبيب (Re: الجندرية)
|
يا صديقي
امس وانا اعبر شارع الرقاص " خيلت ان برق بسمتك لمع " وتراءيت لي يا صديق.
حدقت ملياً في المكان فـ " لا لا السماءُ سماءٌ ولا الضؤُ ضوٌ كما كان قبل الرحيل ولا نجمتا صبح " صنعاءً" ترتعشان لصحو المكان"
فليرأف الله بنا بعيون احبابك التي سيفقاؤها العطش
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لا ترتوي العين من عطشٍ للحبيب (Re: بابكر عثمان مكي)
|
..
Quote: يا صديقي
امس وانا اعبر شارع الرقاص " خيلت ان برق بسمتك لمع " وتراءيت لي يا صديق. |
موجعٌ هذا يا أماني .. ومضة الغائبون التي تفجأك في عادية التفاصيل الصغيرة .. يومضون كالصفعة .. و يخبون . لتدرك بعدها أن كتلة من قلبك فارغة و مجوفة .. و أنك حزين حد البكاء ..
له الرحمة .. ولك جميل الصبر .. إن كان للصبر جمال .
.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لا ترتوي العين من عطشٍ للحبيب (Re: Emad Abdulla)
|
كيف ترسمه ريشتى وهو أجمل من رسم الناس بالكلمات ؟ وكيف أحدث عنه الكتابة وهو الذى يكتب الصحو والغيم ؟! يصطاد كل مساء نجوما ويزرعها فى حديقة أشعاره ( كنت أعرفه منذ عشرين زلزلة) وأحب الجلوس الى دفء كلماته أتذكره قادما أتذكر وجه (الحصان ) الذى حملته القصائد خلف غلاف من الضوء فانداحت الكلمات رؤى وعناقيد من فضة ، تتدلى وتعلو وتعلو ... رجل مكتظ بالصحو رجل يكمن خارج ليلته فى الشرفة أو فى الطرقة أو فى البهو . رجل بين شوارع وحشته يتربص أويتلصص أو يتوزع بين خلاءات السهو رجل فى أقصى عتمته يتصيد حلما نسجته امرأة بخيوط الزهو . د/ عبدالعزيز المقالح .............. ............ رحم الله محمد هيثم لك التحية الاخت امانى .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لا ترتوي العين من عطشٍ للحبيب (Re: الجندرية)
|
استمعت لشعره في ليلة شعرية بصنعاء
قبل سنتين .. وكان أول مرة استمع واستمتع بشعره ..
وحروفة تأخذك بجمالها .. كما شخصيته المرحة ..
له الرحمة .. وما لنا يا حبيبة إلا الصبر
الدنيا لا تأخذ منا إلا الجميـــلين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لا ترتوي العين من عطشٍ للحبيب (Re: الجندرية)
|
غادر محمد هيثم الدنيا شاعرا بين محبيه ، كما عاش شاعرا بين محبيه له الرحمة _____ كيف حالكم اخوانى عثمان + الجندرية وكيف حال مدينتكم واتمنا أن لا يكون قد تبدل طعم البرقوق اليمانى واتمنا أن تكون الدنيا (سابره ) معكم ورمضان كريم اخوانى لكم التحية والاولاد
| |
|
|
|
|
|
|
|