دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل (Re: محسن خالد)
|
محسن امثالهم / ن لا يعرفون / يعرفن الموت لكن كيف نكون بخير ونحن نفقد مناغمتهم الودودة ؟
من آخر ما كتب هيثم نص عن البردوني
Quote: البردوني
كيف اشق حنيني بين مرارات الروح وانت تروح وحواليك ملائكة ينعون سماءك لكن ترجع كالعادة والفضة حبرك وغنائك سلسال بين أقاحٍ وبيوت والعكفة حول الياقوت والثكنات تنوء بخطوة رجل اعمى ينسى كيف يموت
محمد هيثم |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل (Re: محجوب البيلي)
|
شكراً اخي محجوب
وعصم الله قلب احبابه بجميل الصبر
********
Quote: عبد العليم اذا مات
مات عبد العليم وعبد العليم إذا مات في أي وقت يموت بحرفنة ويموت كما يحلم الموت أو يشتهي الميتون يموت كثيراً كثيرا يفيض من الموت يمتد موتاً من المهد شرقاً إلى الغرب من يومه المرتقب
عبد العليم إذا مات يرتد منصقعاً لا يصدق حشد عزاءاته كان عبد العليم يصدق ريبته وحدها كان يتبع خط توجسه ويذّوب ايامه في الظلال ويمشي وحيداً وإن صادفته المدينة في قلبها ذات وهج زوى وجهه وانزوى واحتجب
عبد العليم إذا مات ينهض أعداؤه في الكمائن ، ويأتون من غيبه كان يحصي المذلات اعدائه ثلة : رجل غامض في الجريدة والعسكري وهذا الغراب الذي فوق ناصية البيت بقال حارته بائع اللحم والعابر المتلفت وإبن المؤجر في اول الشهر ثم المؤجر في كل رشفة ماء وذو الراحة المستطيلة والجار والمخبر العسلي وهذا المدير الخشب
عبد العليم الذي مات منفرداً ومديداً كان يحلم أن سوف يحلم : أن نساء ... وأن نهودا... وأن مناطق معشبة بالتوقد يحلم أن سوف يحلم : أن ... وأن... وتخرج أحلامه في الصباح وتجلس في الباص ترسل بعض الدخان هنا أو هناك ترتاب من حلم جالس وحده قربها ثم تنزل نحو الوظيفة أو تتمشى هنالك بين الفتارين تبتاع وتكتري وهما تنثني في الأزقة ناشدة لفتة شردت شرفة أفلتت آهة وإذا فاجأته امرأة بين أحلامه امرأة من عقيق ونار وسارت تضج بكل حنين النساء إلى يومه كان ينسل في أفقٍممعنٍ في الهرب
عبد العليم إذا مات يجمع كل بنيه الذين سيحلم أن سوف يأتون من صلبه بعد موت طويل كان يجمعهم حول جثمانه ويوزع ثروته بينهم : كل موت تكدس أو كل رعب وما جمعته يداه من الريب أوهامه كلها والتوجس كوم الهواجس ثم يموت كما قد تدرب منذ طفولته هكذا دونما ضجة او سبب
وعبد العليم عليم بكل اصول الضيافة حتى إذا مات يحمل قهوته ويوزعها بيديه ويعزي المعزين ثم يهيئ أكفانه ويسير مع النعش في اول الصف ويمشي ثقيل الصدى صامتاً ويحوقل ويذرف أوقاته كلها دفقة...دفقة ثم من فتحة القبر ينزل معتذراً لانه يشغل الآخرين بأوهامه ويسبب للناس هذا التعب.
محمد حسين هيثم من ديوان : رجل ذو قبعة ووحيد |
عبد العليم إذا مات .. إلى متوكل توم واخرين / اخريات
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل (Re: abubakr)
|
عندما اعدت إنزال نص عبد العليم إذا مات قبل اكثر من عام سألني الصديق عصام جبر الله
Quote: من هو محمد حسين هيثم يا امانى |
قلت :
Quote: هيثم يا صاحبي ، صاحباً لينا من جنوب اليمن ، شاعر مجيد من شعراء الثمانيات ، الأمين العام السابق لاتحاد الادباء والكتاب اليمنيين ، ونائب رئيس مركز البحوث والدراسات اليمنية . ناقد ذو قدرة فذة على القراءة واستنطاق النصوص ، اب رائع ، اصدرت هند ابنته ذات السبعة عشر عام روايتين فتامل . ستجد في وبوست لاهوت الوردة قراءة له لاحد قصائد الشاعر عبد العزيز المقالح انزلها الصديق اسامه الخواض . |
عبد العليم إذا مات .. إلى متوكل توم واخرين / اخريات
شكراً يا أبو بكر على ادراج الرابط عن سيرته
Quote: محمد حسين هيثم (8 نوفمبر 1958 - الجمعة 2 مارس 2007) شاعر يمني من أعلام قصيدة التفعيلة في اليمن.
فهرست [إخفاء] 1 نشأته و دراسته 2 عمله 3 شعره 4 روابط خارجية
[تحرير] نشأته و دراسته ولد في مدينة الشيخ عثمان في عدن، إنضم إلى المدرسة سنة 1965, لينهي الثانوية العامة في عام 1978. تخرج من قسم الفلسفة، كلية التربية العليا في جامعة عدن عام 1983.
[تحرير] عمله عمل بمهنة الصحافة في خلال فترة دراسته الجامعية, و بعد التخرج تم تعينه في القسم الثقافي في صحيفة الثوري. في عام 1990 عمل في مركز الدراسات والبحوث اليمني,بوظيفة باحث في دائرة الدراسات اللغوية والأدبية.
شغل منصب أمين عام لإتحاد الأدباء و الكتاب اليمنيين، و كان عضواً في المكتب التنفيذي للإتحاد، بالإضافة إلى ترؤسه تحرير عدد من المجلات الأدبية في اليمن. وعند وفاته كان يشغل منصب نائب رئيس مركز الدراسات والبحوث اليمني.
[تحرير] شعره ينتمي محمد هيثم شعرياً إلى جيل سبعينيات القرن العشرين، حيث يتداخل الهم الذاتي بالهم العربي العام، و يستخدم الرمزية فيه.
له ستة دواوين هي:
الحصان إكتمالات سين مائدة مثقلة بالنسيان رجل ذو قبعة و وحيد رجل كثير استدراكات الحفلة وديوان شعري باللهجة الشعبية بعنوان: حاز بحزيك. |
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%...87%D9%8A%D8%AB%D9%85
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل (Re: الجندرية)
|
له الرحمة هذا الشاعر المجدد والمتجدد. لكم الصبر وحسن العزاء يا اهل صنعاء الوداع يا جندرية الوداع يا هيثم. بنته هند، كما خبرتنا امانى، روائية مدهشة. كتب عنها النقاد اليمنيون ومنهم د. عبد العزيز المقالح
Quote: ومضات:هند هيثم معجزة روائية
د. عبدالعزيز المقالح هند هيثم، صبية لم تتجاوز الخامسة عشرة من عمرها، صدر لها قبل عامين مجموعة قصصية للاطفال، وهذه هي روايتها الاولى وقد استقبلتها الاوساط الادبية بفرح عارم وبهجة لاحدود لها، وبعد ان اكملت قراءاتها- منذ ايام- تذكرت الاحتفال الجميل الذي لقيته صبية مهرية مبدعة في مثل عمرها تقريباً، وكان الاحتفاء من جهات عديدة،رسمية وشعبية واعلامية وثقافية تشجيعاً لموهبة في طريقها الى النضج والاكتمال. والمواهب كالاشجار تموت وتذبل ان لم تجد من يرعاها وبمدها بالتشجيع والحنان.. وما اكثر المواهب التي تذبل في بلادنا وتتوقف عن العطاء في بداية الرحلة لاسباب عديدة في غياب الرعاية الكافية وضآلة التشجيع المعنوي الذي هو ابسط مانقدر عليه انطلاقاً من المبدأ الذي ارساه شاعرنا العظيم ابو الطبيب المتنبي « فليسعد النطق ان لم يسعد الحال»!! «ملوك لسماء الاحلام والاماني» هو عنوان الرواية التي كتبتها هند هيثم بلغة عذبة واسلوب رقيق، ومهارة فنية « تكنيك» تثير الدهشة ، تقع احداث الرواية، ان كان لها احداث بالمفهوم التقليدي، في مدرسة بنات، والعنوان يحدد اسماء بطلات الرواية وهن« اسماء واحلام وأماني» ربما كان «ملوك» اسماء للرواية التي لاتكتفي بموقف السارد بل تأخذ دورها في البطوله وفكرة الرواية تقوم على احلام وكوابيس الطالبات الاربع والتى تأخذ - اي الاحلام والكوابيس- بعداً اسطورياً بديعاً يعتمد على احداث متخيلة ووقائع تاريخية مخبوءة في الزمان، وابطالها من الشخوص التي يتعامل معها التلاميذ والطلاب في فترة متقدمة من التعليم العام، وفيها اللغوي والادبي، امثال سيبويه عالم النحو الشهير والمتنبي وابي نواس الشاعران المعروفان،وفيها السياسي، عبدالرحمن الداخل المعروف بصقرقريش والحجاج بن يوسف وهارون الرشيد وغيرهم وبتخيل منقطع النظير لسرد الكاتبة الصغيرة وقائع مثيرة وتستدعي عوالم وكشوفات تعجزمخيلة الروائيين الكبار عن الامساك بها. ومن هنا، فإنني ادعو الى العناية الفائقة بهذه الروائية المبدعة واتمنى ان تنال على هذا العمل الروائي الجميل جائزة من الجوائز المحلية والعربية وان يتم تسليم الجائزة وسط احتفال رائع ليس تشجيعاً لهذه الموهبة الفذة وحسب وانما تشجيعاً لمواهب في طريقها الى الظهور وتحريض الجيل الجديد على ان يتحمل مسئوليته الادبية والعلمية باقتدار بعد أن وجدنا الغالبية الساحقة من افراده- بنين وبنات- يعانون من التمزق واللامبالاة ، ولايكفون عن الشكوى من الاهمال وهو مايجعلهم يندفعون وراء التافه والحقير من الامور
|
http://arabi.ahram.org.eg/arabi/ahram/2004/1/31/CULT2.HTM
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل (Re: Adil Osman)
|
شكراً يا عادل على التعازي وعلى إدارج مقال المقالح حول هند
عدت من عندها قبل قليل
تدهشني هذه الصبية بتماسكها وقدرتها العجبية مع فاجعة رحيل والدها هند هذي قصة اخرى وهاك مني نص هيثم الذي اهدائه لزليخا أبو الريشا الشاعرة الاردنية
Quote: زليخا
ٍ ٍٍ[ إلى زليخا أبي ريشة]
تصعد على درج الأمسية بأطمارٍ كثيرة بأوراق مسنونة وعصا هاشةٍ
لم تكن نبية تحت أي ظرف ليست عرافة من أية ماركة ولا شاعرة من أي نوع
كانت راعية كنعانية تصعد بخرافها جبل جلعاد وتهش بعصاها على الرعاة تهشهم بعيداً عن أعشابها الهائجة بانتظار يوسف ما؟!
هيثم من ديوان : استدراكات الحفلة ملاذات كنعانية |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل (Re: الجندرية)
|
يا الله يا أماني
انه خطب جلل وفقد أليم
لقد فقد الشعر اليمني والعربي عموما واحدا من أميز ألأصوات الشعرية
قصائده عامرة بفضاءات الرحيل والشجن
Quote: أين تمضي بأيامنا .. يا غزال
الذين أتوا خلسةً هرّبوا في الكلام غزلاً صغيرا ومروا ظلالا |
أعزيك يا أماني وأسرة الشاعر وكل الأصدقاء المبدعين اليمنيين
وأعضاء منتدى النيلين الثقافي بصنعاء وكل معجبي ومتذوقي شعره المتفرد.
ألا رحمه الله واحسن اليه وأكرم نزله.
وانا لله وانا اليه راجعون
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل (Re: عبدالغفار محمد سعيد)
|
ألاستاذة جندرية البركة فيكم.. ودعينى أردد أغنية ابوبكر سالم من يشبهك من من يشبهك من أ نت الحضارة أنت النضارة والفن من يشبهك من من يشبهك من ... يا دافنشى دينا الصبرية ما اروع لوحة بايعة القات وما اجمل تصويرك وانت فى سوق الملح ياملح اليمن وياخيالك فى نحت ملوك الجان سيبعث التاريخ من بذور لوحك ياهيثم محبة أقوى من كل العروش يا ايها الشاعر الضاحك فى نور الشمس والخالد في كتف اليمن السعيد.. حزين اليمن السعيد اليوم حزين بعد ان افاق الناس من نوم عميق بعد ان فرح الناس فى حضرتك بعد ان قلنا ها قد ولى الليل. لكن الهيثم رحل قبل الشروق الله ياشلال مارب يا جندرية لقد نطل عنى الكلام واصبحت الدنيا عندى ( ساع القمقمى)(ومابش بعدك هدر) اخيك عثمان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل (Re: adil amin)
|
رحل عنا مبكراً له الرحمة
اللهم أنزل عليه شآبيب رحمتك وعزائم مغفرتك والسلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار اللهم أجمعنا به في جنتك انا لله وانا اليه راجعون آللهم أرحمه وأسكنه فسيح جناتك آللهم باعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقه من الخطايا والذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسله بالثلج والماء والبرد اللهم أبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله اللهم اجمعنا وإياه في مستقر رحمتك اللهم انا نسالك بأسمك الاعظم ان توسع مدخله اللهم آنس في القبر وحشته اللهم ثبته عند السؤال اللهم لقنه حجته اللهم باعد القبر عن جنباته اللهم اكفه فتنة القبر اللهم اكفه ضمة القبر اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار اللهم إن كان محسنًا فزد في إحسانه، وإن كان مسيئًا فتجاوز عن سيئاته اللهم ألحقه بالشهداء وحسن أولئك رفيقاً اللهم افتح عليه نافذة من الجنة** واجعل قبره روضة من رياضها آمين يا الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل (Re: mekki)
|
البركة فيكم يا جندرية هو شاعر عظيم بكل المواصفات. لم اتشرف بلقائه عندما كنت في اليمن. لكنني سعدت بنصوصه التي كان ينشرها في منابر مختلفة. هننا ما قاله سعدي يوسف عن نيأ رحيله:
أواسطَ شباط ( فبراير )، وفي القاهرة، حيث كان الملتقى الشعري، التقيتُ الشاعر اليماني عبد الكريم الرازحي الذي تربطني به صداقةُ أعوامٍ وأعوامٍ . كان لديّ الكثير ممّـا يستدعي الأسئلة عن اليمن وأهلها، وأصدقائي الكثار فيها. إلاّ أنني اكتفيتُ بسؤالٍ واحدٍ: كيف حال محمد حسـين هيثم؟ أجابني الرازحي بلطفه المعهود: بخير. يعمل في مركز الدراسات كما تعرف. لكنه ازدادَ بدانة، حتى لم يَعُدْ يستطيعُ ارتقاءَ درْجتينِ إلى مكتبه في المركز. والحقُّ أن هذا الأمر يعود إلى سنين خلت، إلى أيامي في عدن التي امتدّت حتى نهايات ,1986 إذ كنتُ ألحَظُ محمد حسين هيثم يسير نحو البدانة بخطى بطيئة. وقد قلت له ذلك. آنَها لم تكن المسألة خطيرة، فالشباب شباب، ومحمد حسين هيثم في بدايات خطواته الشعرية الواثقة. ترافقنا، أنا، وهيثم، في رحلة استمرّت أياماً بين عدن وحضرموت، في محاولةٍ لقراءة المكان الشعريّ الأول للعرب: دمّون. قطن. حومل ... إلخ . وهيثم كان في محاولاته الشعرية الأولى. وفي تلهُّفه للإطلال على أسرارٍ من الصنعة. في رحلة الحجّ تلك، كنتُ أكتبُ قصيدةً طويلةً. أكتبُها مُـنَـجّــمة، حسب طريقتي في كتابة القصائد الطوال. حرصتُ على أن يتملّى هيثم ما أُنجزُه، يوماً بعد يوم. كنتُ أريد أن أُطْـلِعَه على مكامن معينة في كتابة النصّ . التجربة كانت نافعةً لنا، نحن الإثنين. مع الوقت، ظلّ الرجل، وقد اطمأنّ إلي، كما اطمأننتُ إليه، يُطْـلِعُني على محاولاته . والحقُّ أنه كان يتقدم في الطريق بخطوات متسارعة مذهلة. ولربما كان الأبرز حركةً بين رفقته من الشعراء الشباب في عدن: مقبل، وعبد الرحمن، وسالمين، والحنَكي، وحتى شوقي شفيق الأقدم تجربةً. وتمضي الأيام والقصائدُ بمحمد حسين هيثم ليغدو شاعر اليمن. نبأُ رحيله داهمَني كطعنةٍ في الخاصرة . (لندن)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل (Re: altahir_2)
|
نموذج من أعمال هيثم النقدية التوثيق الشعري في قصيدة قراءة في أوراق الجسد العائد من الموت للدكتور عبد العزيز المقالح محمد حسين هيثم ربما يوقعنا مصطلح "التوثيق الشعري" في تناقض بين عنصرين متنافرين، العلاقة بينهما ضدية، وقائمة على مبدأ الإلغاء، كل منهما يلغي لآخر، وهناك ارث كبير من الشعر الذي "يوثق " وقائع وأحداثاً ومناسبات، ولكن لا قيمة فنية حقيقية له، ويفيد في معاينته كشاهد أو وثيقة تاريخية أو لغوية (1). غير أننا يجب أن نميز بين النظم الوثائقي، وهو نظم غايته تأطير الوقائع وتوثيقها تاريخيا لا أكثر وبين "التوثيق الشعري"، وهو بنية معرفية عقلية، يجري تأطيرها جماليا ضمن بنية شعرية اشمل، غديتها الإمتاع الفني والجمال وتحقيق مستوى أعلى من "الشعرية ". والتوثيق الشعري معطى تجريبي ينشأ عن الحاجة إلى المواءمة بين التاريخي والشعري، فثمة سؤال يطرح نفسه هنا هو: هل يمكن للقصيدة أن تمدنا بمعلومات حول موضوعها دون الإخلال ببنيتها الجمالية الفنية ؟ وهذا السؤال يقود بالضرورة إلى أسئلة أخرى مثل كيف تتموضع علاقة العقلي بالجمال في القصيدة ؟ والى أي حد يمكن أن ندمج بين الشعري والتوثيقي؟ هذه الأسئلة ليست مطروحة على الصعيد النظري فحسب، ولكنها مستمدة من واقع ازدياد النصوص الشعرية التي تتعامل مع المتغير التاريخي الذاتي أو العام على أساس تجريبي(2) ويكشف هذا الازدياد أن "التوثيق الشعري" يعتبر انجازا حدا ثويا هاما يجري اختباره وترسيخه. ولعل من الأهمية بمكان أن نقف أمام نص تجريبي، يتعاطى مع التاريخ والوقائع المعاصرة كبنية توثيقية شعرية، لنستجلي جوانبها وأهميتها في البناء الشعري ككل. والنص هو "قراءة في أوراق الجسد العائد من الموت ". (3) للشاعر الأستاذ الدكتور عبدالعزيز المقالح. يتعاطى النص مع حدث مأساوي كبير هو اليمن في أواخر 1982م، هو الزلزال الذي وقع في منطقة ذمار، واحدث خسائر مروعة آنذاك وامتد تأثيره إلى مناطق بعيدة. يعي الشاعر هنا خطورة المهمة الناهض بعبئها ويدرك أنها مليئة بمنزلقات وعثرات قد تودي بنصه إذا لم يتبصر موطىء قدمه، ولكنه انطلاقا من حدس شعري سليم ومن تجربة شعرية عريضة. يفتح نصه على مغامرة شعرية محسوبة يحتمها السياق، وتعتمد "التوثيق الشعري" للمواءمة بين الشعري والتاريخي، بهدف احتواء الحدث الكبير والحيلولة دون أن يحتويه الحدث. إستراتيجية العنوان منذ العنوان يلعب الشاعر لعبة "التوثيق " فهو يطرح منذ البداية أن ما يقوم به هو "قراءة " وهذه اللفظة تقود إلى عدد من الإحالات:- 1- أنها تفترض "قارئا يقوم بالـ "قراءة " و"مقروءا" تكون الـ"قراءة " فيه. 2- "القارئ". خارج "المقروء"، وثمة مسافة زمنية أو مكانية أو نفسية بينهما. 3-" القارئ" موضوعي ومستقل بإرادته ووعيه. 4- "المقروء" شي ء ناجز ومكتمل بذاته. وهذه الإحالات تنكىء عن المعرفي التوثيقي، وفعل الـ "قراءة" هو اقامة علاقة ما بين القارئ والمقروء، فالأول يسعى إلى امتلاك الثاني والاكتناز به، والثاني يعمل على "ابتلاع " الأول وإدماجه ضمن إحداثياته، وهي علاقة جدلية بالمعنى الفلسفي ترتكز على قانون "نفي النفي"، فالقارئ بعد القراءة غيره قبلها، والمقروء بعد القراءة غيره قبلها، فقد انضاف المقروء إلى القارئ، وانضاف القارئ إلى المقروء. إذن من هو القارئ وما هو المقروء في هذا النص ؟ في العنوان نرى لفظة "قراءة " غير معرفة بـ"ال" أو بالإضافة وغير موصوفة بأي نعت، مما يجعلها قابلة للتشكل وفق طبيعة القارئ الذي يقوم بها، كما يجعلها مفتوحة على كل الاحتمالات وغير مقيدة بزمان او مكان او بقارئ محدد، بمعنى أنها "قراءة" القارئ، أي قارئ، في لحظة اتصاله بالمقروء. أما المقروء فقد تضمنه العنوان "قراءة في أوراق..." لفظة "أوراق " هنا تؤكد على السياق المعرفي -التوثيقي للنص لتوصله الى حد الهيمنة، بل وتكاد تفسد إيحاء لفظة "قراءة "المتضمنة فلفظة أوراق، فالقراءة لا تكون إلا في أوراق أو ما شابه، والشاعر يدرك مدى ما يمكن أن تحدثه اللفظة من فساد في السياق فيلحقها بلفظة "الجسد" ليصبح المقروء "أوراق الجسد" محدثة بذلك "فجوة / مسافة توتر"(4). فلفظة الجسد "نقلت السياق إلى الشعري/ الجمالي مباشرة لتكسر النسق المعرفي - التوثيقي، ومكتنزة به في الآن نفسه، لتكسب لفظة "قراءة " طاقات إيمائية اكبر ودلالات أعمق لأن الـ"قراءة في أوراق الجسد" غير أية قراءة أخرى فهي قراءة استثنائية لأوراق استثنائية تنفتح على البايلوجي والانثروبولوجي والايديولوجي، على الطقسي والمقدس والتابو، على الجمالي والمعرفي، على الحسي والمجرد، على التاريخي والسياسي والاجتماعي والحضاري، على السري والمنتهك، على الحياة والموت، على الآني والأزل، وبين كل هذه الاحتمالات وغيرها، اختارت "القراءة " أن تتخذ وجهة ما لمسعاها لكي تتسق عنوانا لما سيأتي، ومن هنا جاء ترصيف الجسد بـ"العائد"، فيكون السياق "قراءة في أوراق الجسد العائد". و" العودة " لها إحالاتها وتداعياتها، وهي حركة في الزمان والمكان، تتضمن نقيضها الذي تنفيه، فكل "عودة " يسبقها "نزوح " أو "خروج " أو "اقتلاع" - قسري أو اختياري-. عملية الترصيف وتوجيه الدلالة هنا جزء من التناغم بين التوثيقي والشعري، حيث يناغم السياقان في سياق واحد منذ حدوث «الفجوة / مسافة التوتر» في تعبير أوراق الجسد ويستمر معنا حتى النهاية. وحتى لا تحيلنا لفظة "العائد" على احتمالاتها المتعددة،وحتى يكتمل السياق التوثيقي الشعري، فان كينونة " العودة " تتحدد بأنها عودة من الموت، هنا يكتمل السياق وتتحدد المسارات الأساسية للنص، وهنا أيضا تحدث هزة أو توتر بالتقابل بين لفظتي (الموت ) و(الجسد) الذي يصبح هنا مرادفا للحياة فتتسع دلالاته، ويكتسب بعدا أسطوريا يحيلنا على الميثولوجيا الاغريقية، هرقل واوروفيوس (5). إن قراءة للجسد في لحظة الـ" أسطرة "، في لحظة اكمال معاينة تجربة الموت، في لحظة العودة، ذلك ما يجسده استخدام اسم الفاعل "العائد" مما يعطي الـ"قراءة " طابع الاستمرارية، ويبين أهمية توثيقها شعريا، فالجسد تجاوز الموت هنا، ليتاح للقراءة أن تحيط بالتجربة من لحظة وقوعها حتى لحظة العودة منها، وفي لحظة العودة مازالت علائم النزوح المأساوي بادية على تضاريس الجسد وفي تلافيفه لتصل إلى أعماقه. كان يمكن للشاعر أن يستغني عن لفظة "أوراق " في العنوان، لأنها تبدو نافلة للوهلة الأول، ولكن بالترابط بين العنوان والنص نتبين أهميتها في السياق، حيث جاء النص - الجسد بشكل مقاطع، يمكن إن يمثل كل مقطع ورقة، وهي أوراق متناثرة متداخلة تجسد عنف التجربة وهولها، حيث يبدو الشاعر، أو يوهمنا بذلك، وكأنه يعتني بتدوين كل خلجة من خلجات الجسد، ويعني بتقديمها للقارئ باجتها وحرارتها، أكثر من اعتنائه بـ"تنسيق " و" تبويب "أوراقه، ولكننا نتبين انه يعتني بالاثنين معا بنفس الدرجة. هكذا يتسق شكل النص مع عنوانه مع التجربة المعنية. طبوغرافية النص اختار الشاعر بحنكة موقف "القراءة " ليقف خارج "الحدث " من اجل الإحاطة به والنظر إليه بشمولية، فتتسع إلى أقصى حد ممكن حريته وإمكانيته في اختيار زاوية أو زوايا تعاطيه مع "الحدث " وفي تحديد طبوغرافية النص. ولان الشاعر غير المؤرخ الذي يقوم بتسجيل كل المعلومات والمعطيات المتاحة، فانه بعد عملية مراكمة المعلومات والملاحظات وهي لا تحصى حول حدث كبير مثل الزلزال، يقوم بعملية غربلة وفرز وانتقاء وتوزيع لها، وهنا تبرز ذاتية الشاعر بما يخدم رؤيته أو غرضه الجمالي. يتكون النص من مقطع استهلالي، وستة مقاطع مرقمة، وبعبارة أخرى من ورقة استهلالية وست أوراق مرقمة من 1-6من "أوراق الجسد" بحسب العنوان، وعلينا أن نلاحظ هنا إننا أمام سبعة مقاطع أو سبع أوراق. ويتكون النص أيضا من مقاطع موزونة ومقاطع منثورة، وثمة فواصل بينها حيث تأتي الأخيرة مؤطرة داخل أقواس، وهنا يتساوى عدد المقاطع الموزونة والمقاطع المنثورة، سبعة مقاطع لكل منهما، هذا التأكيد على الرقم سبعة يحيلنا إلى طقسيته، إلى قصة الخلق، الأيام السبعة، كما تضمنتها الكتب السماوية، والتي يأتي الزلزال، كيوم الهول، نفيا لها، هكذا يبني شاعرنا نصا ميثولوجيا يرتفع بالزلزال إلى مستوى القيامة. والشاعر لا يطرح العلاقة مع الرقم سبعة بهذا الوضوح، سوى مرة واحدة عندما يشير إلى قوة الزلزال (سبع درجات بمقياس ريختر). بل يلجأ إلى حيلة فنية بارعة، يلجأ إلى التمويه، تاركا لنا متعة البحث والاكتشاف عن بقية مواقع الرقم "7"، ودلالاتها. فالنص، طبوغرافيا، ينقسم إلى ورقة استهلالية وست أوراق مرقمة من 1-6كما أسلفت الورقة الاستهلالية نثرية، بينما تتوزع كل ورقة من الأوراق المرقمة من 1-5الى قسمين، الأول موزون والثاني نثري، أما الورقة السادسة فان المقطع النثري يتوسط مقطعين موزونين، والعلاقة بين المقاطع النثرية والمقاطع الموزونة علاقة تواز، أو تعاقب مقطع نثري يوازيه أو يليه مقطع موزون. وتتضمن المقاطع النثرية معطيات توثيقية مثل الأرقام فى التواريخ والتواقيت وتحديد الأمكنة والمواقع والسرد والوقائع والأخبار والريبورتاج والتسجيل والمعلومات وغير ذلك. أما المقاطع الموزونة فتعتمد بحر المتدارك، وهو من البخور الصافية، والتفعيلة فيه تتراوح بين "فعلن " و" فاعلن ". غير أن الشاعر يبدأ نصا الموزون من المتقارب في السطر الأول لينتقل مباشرة إلى المتدارك ابتداء من السطر الثاني، وهذه حالة خاصة لا تتكرر في القصيدة، حيث يقول: " إذا زلت... وبكى جسد الأرض - أيتها النخلة اليمنية - امرأة البن كيف يباغتك الأصفر - الموت والأسود - الحزن(6) ويمكن للشاعر أن يتخلص من التداخل بين البحرين بإضافة حرف "واو" قبل الاقتباس القرآني الآنف الذكر، ولكن خبرة الشاعر تتدخل لإضفاء مزيد من الشعرية على المقطع، فالإضافة المذكورة، تفقد الاقتباس عنصر المفاجأة وتجعله معطوفا على كلام سابق، وملحقا به. كما أن الشاعر من ناحية أخرى يحافظ على مصداقية "الاقتباس / التضمين " بإيراده، كما هو دون تدخل أو إضافة لأنه عنصر توثيقي هام، وهو يحيلنا إلى صورة قرآنية (7) جليلة لأقصي درجات الهول، وهذا ما سنشير إليه لاحقا. عناصر التوثيق الشعري في النص لا يكتفي الشاعر باستخدام عناصر توثيقية في النص مثل التوثيق الزماني والمكاني، والتسجيلي، والتضمين، والقصدية، والسردي والرقمي...الخ، ولكنه يعمد الى استحداث بنى توثيقية كاملة في النص قائمة بذاتها، ومستقلة عن البنى الموزونة، كما مر بنا. وإذا استبعدت البنى التوثيقية، انتظمت البنى الموزونة المختلفة في بنية شعرية واحدة متصلة دون انقطاع، رتيبة إيقاعيا، رثائية، غنائية، أحادية البعد. غير أن إدخال البنى التوثيقية، يحطم النسق الرثائي الرتيب، ويلبس النص حلة زلزالية تقوم بخلخلة الذائقة الفنية السائدة، او تربكها على الأقل، لتعيد تنظيم نفسها وفق معطيات جمالية مغايرة، ولتتماهى مع أو تنفي الزلزال الواقعي لتفرض زلزالها الجمالي الأكثر شمولية وتجاوزا. وفي الحقيقة ليس هناك تقسيم أو تحديد مسبق للعناصر التوثيقية يمكن الاتكاء عليها ربما لان هذه الدراسة هي الأولى في هذا المضمار، وبالتالي فهي تؤسس لاستنباط بعض العناصر على ضوء النص، بل لعل لكل نص يتعاطى مع التوثيق الشعري عناصره التوثيقية الخاصة به، إذن ما هي العناصر التوثيقية المستنبطة من نصنا هذا؟ أولاً: التوثيق الزماني والمكاني: في الورقة الاستهلالية تصدم أعيننا منذ البداية جهامة التوثيق في أكثر صوره جفافا: (صنعاء: الشارع الدائري الزمن: 13 ديسمبر 1982م الوقت: الثانية عشرة و13دقيقة ظهرا..) هل نحن هنا إزاء مذكرات أم محضر ما أم رسالة أم....؟ أية وثيقة تنتظرنا بعد هذا التحديد الصارم ؟. إن الشاعر يطرحنا أمام ثلاثة معطيات توثيقية أولها التحديد المكاني (صنعاء: الشارع الدائري) وثانيها التزمين بشقيه التأريخ (13 ديسمبر 1982م ) والتوقيت: (الثانية عشرة...الخ ) وثالثها الكتابة الرقمية (13، 1982م، 13). وهذه المعطيات تربك النص الشعري عادة، وتفقده شعريته، غير أنها هنا تعمق اللحظة الشعرية وتعكس المدى الذي حفر فيه الحدث (الزلزال ) وعي الشاعر ليغرس نفسه، إن اللحظة توثق نفسها بقوة الزلزال وفجائيته، فالشاعر لم يبدأ من مركز الزلزال (ضوران ) وإنما بدأ من صدمته هو، من الصدمة الزلزالية التي ضربت محيطه، وهذا بداية تلقائية. إننا نلتقي هذا العنصر في مطالع المقاطع النثرية الثلاثة اللاحقة وبالذات معطى التحديد المكاني على النحو التالي:- - في المقطع النثري الثاني "جيبوتي: محطة الأرصاد الأولى "(9) - في المقطع النثري الثالث: "ضوران: الجامع الكبير"(10) - في المقطع النثري الرابع: "ضوران: المدرسة الابتدائية "(11) في التحديدين المكانيين الأولين (صنعاء، جيبوتي) نقف على امتدادات الزلزال وانعكاساته، وفي التحديدين الثالث والرابع نقف في مركز الزلزال وتأثيراته المهولة. لاحظنا أن الشاعر اكتفى بالتزمين في المقطع الأول فقط، ولم يقم بذلك في بقية المقاطع، فالنص يؤبد لحظة تاريخية معينة، وهي (الساعة الثانية عشرة و13دقيقة ظهرا) من تاريخ (3اديسمبر 1982م ) وأنها اللحظة التي ينبني فيها النص ويهدم "الجسد" وعلى أساسها تقوم القراءة. وهذه اللحظة تشد لحمة النص، بعضه إلى بعض، وتتيح للقارئ/ الشاعر أن يلعب لعبة "التزامن " بين التحديدات المكانية الأربعة المذكورة على النحو التالي:-
غير أن الشاعر قام بعملية "مونتاج " حتى يحقق "التزامن " حيث قام بعلمية قطع وتركيب كل تحديد مكاني على حدة، بحيث شكل كل مقطع نثري من المقاطع الأربعة الأولى بداية جديدة للنص نقطة انطلاقها الساعة "الثانية عشرة و13دقيقة ظهرا"، وكل بداية إضافة أخرى إلى ما قبلها بحيث ينمو النص حلزونيا وليس دائريا او بشكل حلقة مفرغة، ولم يكن ذلك ليتحقق لولا الترابط بين "التزامن " و" المونتاج ". لقد لعب معطيا "التحديد المكاني" و" التزمين " دورا أساسيا في بناء النص حلزونيا، فما الأهمية التي يشكلها المعطى الثالث لعنصر التوثيق المكاني والزماني ونعني به "الكتابة الرقمية " الذي اشرنا إليه آنفا. في الورقة الاستهلالية لاحظنا أن الشاعر استخدم الأرقام عند كتابة التاريخ والتوقيت على النحو التالي "13ديسمبر 1982- الثانية عشرة و13 دقيقة ظهرا". إننا هنا أمام معطيات رقمية هي 13- 1982م - 13، ألا يحمل تكرار الرقم 13 دلالة ما مع ما يحمله هذا الرقم من دلالة تشاؤمية. وإذا وقفنا في الأرقام المكتوبة بالحروف وبالأرقام نجد إننا إزاء معطيين: الأول: أن الرقم 12 مكتوب بالحروف مرة ديسمبر ومرة الثانية عشرة ". الثاني: إننا إذا قرأنا رقم "الثانية عشرة و13دقيقة " نجد أننا ندخل في رقم 13 حسب الترتيب الكرونولوجي التتابعي لتتشكل قراءة جديدة تحمل بعدا سحريا سوداويا لدلالة الكارثة -الزلزال إذ انه "في الدقيقة 13من الساعة 13في اليوم 13" من ديسمبر 1982م وقع الزلزال. هذا التكرار الثلاثي للرقم 13 يعمق البعد السحري المذكور. هكذا تتكرر سحرية الرقم 3بعد أن اكتشفناها في علاقة سابقة مع الرقم ا(القصيدة من 7مقاطع تتضمن 7 مقاطع موزونة و7 مقاطع نثرية، كما مر بنا آنفا). ونحب أن نؤكد هنا انه لإدلالة للرقم 13في الوجدان الشعبي وتكراره على النحو المذكور يعكس علاقة "تثاقف " قائمة في وعي الشاعر على أساس ثقافة إنسانية واسعة. ثانيا: العنصر السردي التسجيلي: وسمة هذا التوثيق إخبارية وصفية يقوم فيها الشاعر برصد عياني لمتغيرات العالم المحيط به، وأهميته انه يضعنا في صورة ما حدث فعلا ويرتبط بالعنصر السابق ارتباطا وثيقا في هذا النص إذ سيأتي استتباعا له وتوصيفا لماهيته. ويتبع الشاعر ثلاثة أساليب في نصه للتوثيق السردي التسجيلي هي: 1- الأسلوب التسجيلي كما في المقطع الاستهلالي (الأول ). 2- الأسلوب الخبري كما في المقطع النثري الثاني والمقطع النثري السادس. 3- الأسلوب الحكائي كما في بقية المقاطع النثرية. الأسلوب التسجيلي: في المقطع الاستهلالي (الأول )(12) يستفيد الشاعر تماما من تقنية السينما التسجيلية، حيث يقوم برصد تسجيلي يشبه حركة كاميرا تلاحق المتغيرات المتسارعة، فهو لا يخبرنا بما يحدث ولكنه يطابق بين أعيننا وعينيه لنرصد ما يحدث لحظة بلحظة، في محاولة للامساك باللحظة المروعة في اجتها، لتأبيد تلك اللحظة مستعينا في ذلك ومستعيضا عن عين الكاميرا بالاستخدام الكثيف والمتلاحق للأفعال المضارعة، لأكثرها حركية واضطرابا (تتمايل، يترنح، يتسع يضيق، يصعد، يهبط، تمسك، تتأوه، تستنجد، ترتعش، تنطلق ). وربما كان الفعل ( يخرجون ) غير منسجم مع سياق مضطرب وحركي كهذا، فالناس يخرجون عادة إلى الشوارع، بما يوحيه ألك الخروج من ألفة واعتياد ولعل الفعل المبني للمجهول (يقذفون ) أو المضارع (يهرعون ) أو الاستغناء عن الفعل نهائيا، انسب للمقام. هكذا نحس مع الشاعر بنبض الأشياء، ونسمع تأوهها، ونور دوائر الكلمات المكسورة وهي تنطلق من الشفة، لنخرج بوثيقة حية للحظة انطمرت تحت الزلزال. وفي هذا كله لسنا في مركز الزلزال، إننا في التخوم القريبة، في دائرة من الدوائر المحيطة به. إن استخدام السياق التسجيلي وبقية السياقات في مواقعها« يكشف عن خبرة الشاعر ومهارته العالية في استخدام التقنية المناسبة في الموضع المناسب، فالشاعر هنا في قلب الحدث وهو شاهد عيان عليه، ومن الطبيعي أن يستفيد من تقنية السينما التسجيلية لنقل ما يحدث، وكل ذلك حدث في لحظة خاطفة، غير أنها تبدو وكأنها دهر من الأهوال. الأسلوب الخبري: في المقطع النثري الثاني(13) ينتقل الشاعر إلى دائرة ابعد، إلى أقصى محيط رصد للزلزال، إلى جيبوتي، ولذا يعتمد في مهارة التقنية الخبرية المذاعة (سجلت مراصدنا...الخ ) ويكتفي بالتعليق الشعري على الخبر: بعد الولادة يغفو الزمن في أحضان الموت) مؤكدا في ذلك جدلية العلاقة بين الحياة والموت، ونفيد من السياق الخبري معطيات ومعلومات هامة عن امتدادات الزلزال ومركزه وقوته وزمن وقوعه ولعلها المرة الأولى التي يغامر فيها شاعر باستخدام تقنية إعلامية خبرية في نص شعري وهذه تحسب له. بينما في المقطع النثري السادس (14) يؤالف الشاعر بين التسجيلي والخبري مع ميل أكثر للثاني، ويخبرنا عن مرحلة ما بعد الزلزال والمساعدات التي كانت تصل الى مطار صنعاء، وفيها تعميق لكارثية الزلزال، من خلال الحديث عن الطائرة (الترابية ) التي تهبط (في خوف ) وعن الطائرات التي تهبط (في حذر) حاملة أطنانا من (الأكفان ) وكميات كبيرة من (الأحزمة ) المختلفة المقاييس والأحجام، حيث يضعنا الشاعر أمام مفارقة زلزالية، انه تصوير مروع لفداحة الكارثة، وسخرية مريرة من ضالة المساعدات ونوعيتها وسخرية اكثر مرارة من الإعلام، حيث يصبح الزلزال كارثة (للفرجة )، (بعد قليل نزل منها - أي الطائرة - عدد كبير من الصحفيين والمصورين ) تلك أول طائرة للمساعدات نزلت المطار تلتها طائرات الأكفان والأحزمة حسب تصوير ورؤية الشاعر. هكذا يعيد الشاعر بناء الخبر ليصور المدى الذي وصلت إليه كارثة الزلزال، معتمدا بنية المفارقة الشعرية في الصياغة الخبرية. - الأسلوب الحكائي - السردي: يرتبط الأسلوب الحكائي بالتحديد المكاني لمركز الزلزال (ضوران: الجامع الكبير) ( ضوران: المدرسة الابتدائية ) وأيضا بالحقل مرة أثناء الزلزال ومرة بعده، هنا نقع على أربع حكايات ثلاث منها مرتبطة بالزلزال مباشرة، و الرابعة من آثار الزلزال. في الأولى (15) حكاية الجامع والإمام والمصلين يسجدون ولا يقومون من سجدتهم وتذهب المدينة معهم في صلاة الموت. وفي الثانية (16) حكاية الثعبان الأسود الذي يخرج من جدران المدرسة ويزحف على الكراريس فيركض التلاميذ / الأطفال خلفه ويلتفتون فلا يجدون أثرا لمدرستهم ولا لكراريسهم ولا لمن تبقى من زملائهم. وفي الثالثة (17) حكاية المرأة التي تعود من الحقل ببرسيم لناقتها، لترى البيت فجأة يختفي وتختفي فاقتها ولا يبقى منها سوى رأسها بين الأنقاض. وثمة إحالة جزئية على (جورنيكا) بابلوبيكاسو ورأس حصانه الصاهل بألم وحرقة. أما الرابعة (18) فهي حكاية الرجل الخمسيني المجنون بفعل الزلزال والشارد بين الحقول المكلم نفسه والذي فقد زوجته وأطفاله في لحظة زلزالية مروعة، انه يعاتب اطباءه الذين يحاولون إبراء جروحه، انه يطالبهم بإبقائها لأنها (الخيط الذي يربط بيني وبين القبر، يصلني برائحة الأحباب ). يعتمد الشاعر في الحكايات على عنصر المفارقة الشعرية، ويقيم معادلات موضوعية فثمة سورة القارعة وتجلياتها الزلزالية، وثمة الثعبان الأسود الذي تنعكس دلالته فيصبح رديفا للحياة وثمة البرسيم الأخضر في صورته المجسدة للشوق والحنين والحلم فيصير الشوق لعابا.. والحلم نعشا) وهذا الأب الكهل الذي يشعر بعبئية الحياة وسخرية القدر فيصير الجنون وسيلته للتوازن والجرح خيطا يربطه بالقبر. إن تفاصيل الحكايات تكون في مجموعها لوحة (جورنيكا) يمنية هائلة حيث الزلال هو القوة القدرية الغاشمة التي تفجر أجزاء اللوحة وتبعثر أشلاءها. وفي الحكايات يحافظ الشاعر على ديمومة اللحظة الزلزالية ويؤبدها في سلسلة متصلة من الأفعال المضارعة التي تنتظم سلك الحكايات الأربع، وهي تقنية لطالما اعتمدها الشاعر في بناء نصه الزلزالي هذا. ثالثا: عنصر التضمين أو الاقتباس: مر بنا لجوء الشاعر إلى إقامة صلة بين نصه وبين الزلزال من خلال استحضار آيات القرآن الكريم وسوره الجليلة التي تصور مظاهر القيامة وخاصة ما جاء في سورتي "الزلزلة " و" القارعة ". انه يرتفع بالزلزال إلى مستوى يوم الهول المقدس مما يكسب نصه بعدا ميثولوجيا كما أسلفنا. وقد مر بنا كيفية استحضاره لسورة "الزلزلة " في المقطع الموزون، حيث استحضر مطلعها "إذا زلزلت." وترك لنا استحضار بقية السورة. بينما في المقطع النثري الثالث يحدث نوع من الاتساق بين الجامع وتلاوة الإمام لسورة القارعة. وهنا نقع على السورة كاملة وبين وقوع الزلزال لحظتها، فتصبح التلاوة نوعا من الاستحضار للزلزال او معادلا موضوعيا له. كما تحضر آية الكرسي في لحظة اختفائها عند وقوع الزلزال، إن هذه الآية الكريمة هي تعويذة المؤمنين وحرزهم في مواجهة ما يحيق بهم من مكاره ومصائب، إذ نحن في مواجهة أكثر من مجرد كارثة طبيعية. انه الوعي الجمعي في ضعفه وعجزه وعزلته في مواجهة لحظة من لحظات التغير الكوني المروع. رابعا: عنصر القصدية: القصدية عنصر توثيقي شعري هام وهو يعكس وعي الشاعر بالعملية الشعرية وتوجيها لها الوجهة التي تخدم غرضه الفني والجمالي، وترتفع قيمة النص جماليا كلما نجح الشاعر في إخفاء تصديته بل وأوهمنا بعكسها، وقد مر بنا بعض الإشارات التي تكشف لنا أن الشاعر كان مسيطرا على نصه وموجها له، ومن هذه الإشارات: 1- اتخاذ الشاعر موقف "القراءة " ليتق خارج النص من اجل الاحاطة به والسيطرة عليه. 2- التقسيم المتساوي للنصوص النثرية والموزونة، رغم انه يوهمنا بعكس ذلك. 3- الانطلاق من موقعه صنعاء ثم الاتجاه إلى أقصى محيط الزلزال جيبوتي ثم العودة والتركيز على مركز الزلزال (ضوران ) وهو تتابع منطقي، فالإنسان يشعر بالحدث ثم يسمع عنه ثم يبحث عن تفاصيله. 4- استخدام التضمين واللجوء إلى الآيات القرآنية الكريمة فيه من التوجيه ما يؤكد على قصدية الشاعر. 5- استخدام الأرقام على النحو الذي مر بنا رغم عمليات التمويه. كل هذه الإشارات وغيرها تؤكد قصدية الشاعر وخبرته في مراكمة الملاحظات والمعلومات والخبرات وقدرته على التمحيص والغربلة والاختبار والتوجيه في إطار من البناء الفني الشعري المتكامل والمحسوب بدقة. تلك هي ابرز العناصر التوثيقة الشعرية التي استخدمها الشاعر في نصه الهام هذا وبقي أن نقف على العلاقة بين المقاطع النثرية والموزونة: العلاقة بين المقاطع النثرية والموزونة في النص. مر بنا كيفية الاستخدام للعناصر التوثيقية في النص، ولكن من الأهمية بمكان أن نحدد العلاقة بين النثري (المقاطع التوثيقية الشعرية ) الموزون. كان وقوفنا طويلا أمام المقاطع النثرية باعتبارها تتضمن كل العناصر التوثيقية الشعرية ما عدا حالة التضمين التي وردت في المقطع الموزون الأول، ولا يعني ذلك انه لم توجد حالات توثيقية شعرية داخل المقاطع الموزونة، فهناك السرد الشعري: من رأى شجرا ميتا وبيوتا تموت ومن أبصرت عينه جبلا راكعا وتلالا تداعب في بهجة الموت أطفالها؟(19) وثمة إشارات مكانية إلى مواقع ومدن مثل صنعاء وجبل الشرق وضوران، ويمكن القول أن النص إجمالا، منثورة وموزونة، بنية توثيقية شعرية واحدة. غير أن السؤال يظل قائما، ما العلاقة بين النثري والموزون في النص ؟ قلنا آنفا إن النص ينمو حلزونيا فهو يبدأ في كل مرة بداية جديدة، وتتحدد البداية بالمقطع النثري ويلحقا المقطع الموزون ويمكن أن نجد مثلا على ذلك في المقاطع النثرية الثالث والرابع والخامس. حيث يجري الحديث عن المقطع النثري الثالث عن الجامع والإمام والصلاة يأتي المقطع الموزون اللاحق به على النحو التالي: للإله صلاة على شجر البن يرحل محترقا للنبي صلاة على مسجد كان يعشق لون الآذان يضيء إذا ما أتي الليل بكلمات وللشعر أسئلة وصلاة(20) وفي المقطع الرابع حديث عن المدرسة المنهارة والأطفال المطمورين فيصرخ الشاعر مكلوما في المقطع الذي يليه: من رأى شجرا ميتا وبيوتا تموت ومن أبصرت عينه جبلا راكعا و تلالا تداعب في بهجة الموت أطفالها(21) والمقطع الخامس عن الحقل والقرية والحجارة المنهارة، فنرى الشاعر يرثيها: يتشقق وجه القرى ينشق وجهي وصوتي والجبل الـ.. كان ذاكرة البن والشمس ذاكرة تحتسي خمر أوجاعنا يتشقق وجه القصيدة وجه الظهيرة يخرج نعش وتسترجع الأرض أشياءها وحجارتها(22) وإذا عدنا إلى المقطع النثري الأول نجد حديثا عن الزلزال دون تسميته وتهيمن على المقطع سمة المباغتة والذهول، ولذا يبدأ الشاعر نصه الموزون بتسمية ما يحدث بالاعتماد على النص القرآني وتهيمن عليه نبرة المباغتة والذهول:- "إذا زلزلت... " وبكى جسد الأرض. - أيتها النخلة اليمنية - يا امرأة البن: كيف يباغتك الأصفر - الموت والأسود – الحزن(23) كل ذلك يبين أن المقاطع الموزونة استمرار للمقاطع النثرية فهي إما تحديد وتأكيد أو استراد أو رثاء أو ابتهال أو تنويع لما جاء في المقطع النثري، رغم أن الشاعر يفصل بينها بالترقيم المقترح والمذكور في القصيدة وهو ترقيم وهمي كما تبين لنا سابقا، ولم نعتمده عند القراءة. ونجد أشياء مشتركة بين المقطع النثري والمقطع الموزون مثل استعادة بعض المفردات - المفاتيح في المقطع. بهذا تصل الدراسة إلى ختامها ونأمل أن نكون قد وفقنا في استخلاص عناصر التوثيق الشعري في النص وأهميتها بالنسبة للنص كاملا. الهوامش:. 1- أوضح مثال على ذلك قصيدة نشوان بن سعيد الحميري، وألفية ابن مالك، والشواهد النحوية، وشعر المناسبات والمراثي والمدائح وإلا القليل منه. 2- نجد ذلك في بعض من أهم نصوص سعدي يوسف وأدونيس ومحمود درويش. 3- ديوان "أوراق الجسد العائد من الموت " الدكتور عبدالعزيز المقالح - دار الآداب - بيروت الطبعة الأولى - 1986م. 4- «في الشعرية » كمال أبوديب - مؤسسة الأبحاث الثقافية - بيروت الطبعة الأولى 1987م ص 20 وما بعدها. 5- «أساطير إغريقية » الجزء الأول «أساطير البشر» د. عبد المعطي شعراوي- الهيئة المصرية العامة للكتاب - 1982، القاهرة حول رحلة اورفيوس إلى العالم السفلي، ص 217- 220، وكذلك رحلة هرقل لانجاز عمله الخارق الثاني عشر في عالم الموتى وذهابه وعودته بعد نجاحه ص 410-412. 6- ديوان "أوراق الجسد...» ص 5 /6. 7- سورة «الزلزلة » الآية 1. 8- ديوان «أوراق...» مصدر سابق ص 5. 9- السابق ص 6. 10- السابق ص 7. 11- السابق ص 9. 12- السابق ص 5. 13- السابق ص 6. 14- السابق ص 1 1/12. 15- السابق ص 7. 16- السابق ص 9. 17-السابق ص 10. 18- السابق ص 12/12. 19- السابق ص 9. 20- السابق ص 8. 21- السابق ص 9. 22- السابق ص 10/ 11. 23- السابق ص 5 /6. نقلاً عن مجلة نزوى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل (Re: osama elkhawad)
|
[B]في حوار لم تنشره الصحف الشاعر / محمد حسين هيثم : الشعارات لا تصنع الشعر محمد حسين هيثم, من أبرز شعراء اليمن الجدد, وهو يعمل نائبا لمركز الأبحاث والدراسات اليمنية, يتميز عمله الشعري بحضور المكان فيه بقوة, فهو ابن مدينة ساحلية عدن انتقل للعمل والعيش في صنعاء هذه التجربة صبغت شعره بكثير من الاغتراب, ورغم أنه لا يكتب قصيدة النثر وهي النوع الغالب الآن إلا أنه يري أنها شكل جديد يسهم في تطور الشعر العربي ولها مستقبل كبير, كذلك يهتم علي صعيد عمله البحثي بمشكلات المرأة المبدعة بخاصة, ويري أنها تحارب علي أكثر من جبهة سواء علي مستوي الإبداع أم التحقق الأسري, محمدحسين هيثم له ستة دواوين: استدراكات الحفلة, رجل كثير, رجل ذو قبعة ووحيد, مائدة مثقلة بالنسيان, الحصان, اكتمالات سين, وقضايا كثيرة يتناولها هذا الحوار: * الشعر اليمني الجديد, تتجاور فيه كل الأنواع, العمودي والتفعيلة وقصيدة النثر, كيف تري هذا التجاور؟ أولا الذين يتحركون الآن في المشهد الشعري هم أبناء وأحفاد عبدالله البردوني, وهو يمثل سلطة شعرية هائلة, ينطبق هذا علي من يكتبون قصيدة العمود, وبلدنا كما تعلم هو بلد التجاور, لكن عندما يتعلق الأمر بالشعر, يصبح هذا التجاور غير صحي, لكن تحت السطح هناك حوار حول أي شكل من هذه الأشكال سيهيمن علي الساحة, والآن كل هذه الأشكال في حالة حوار قوي باتجاه قصيدة النثر, وهي القصيدة الأجد, كما يسميها عبدالعزيز المقالح, استطاعت هذه القصيدة أن تسحب الكثير من أساطين القصيدة الكلاسيكية إلي مواقعها وتحولات الكثيرين تشير إلي ذلك بوضوح, لأن صوت الحداثيين الآن عال, وقادر علي التواصل مع كل الأنواع بشكل أو بآخر لدرجة أن بعض الشعراء العموديين يقتربون من آليات قصيدة النثر, ويستفيدون منها ومن طريقة بنائها ونبرها الإيقاعي, ومن طريقتها السردية, وتعدد الأصوات فيها, وهذا التجاور الذي تتحدث عنه, موجود حتي في إطار الشكل الواحد فقصيدة النثر ليست تيارا واحدا, وكذلك العمودية والتفعيلة. * ولماذا لا تديرون حوارا جادا حول فكرة هذا التجاور ومستقبله؟ نحن نحاول ذلك لكن ليس بشكل عميق, لأننا لدينا إشكالية وهي أننا مجتمع حاد, ذو بناء قبلي, ولابد أن يتم الحوار فيه بهدوء لأن الحدة في الحوار تؤدي إلي ما لا تحمد عقباه سواء في السياسة أم الفن. * هناك في شعرك تأثيرات خارجية كثيرة ما منابعها؟ كما قلت: لسنا منقطعين عن محيطنا العربي, فقد وجدت نفسي في البداية أميل إلي خليل حاوي, ثم بعد ذلك أعجبت بنزيه أبوعفش, وفي فترة ثالثة سعدي يوسف, وتم التواصل بعد ذلك مع تجارب عربية مثل عباس بيضون, وذلك شأني مثل أغلب الشعراء اليمنيين كانت تأثراتنا طوال الوقت بالخارج سواء نص عربي أم مترجم إلي اللغة العربية, مثل نصوص يانيس ريتسوس, ولوركا, ونصوص أخري كثيرة. * لماذا يبدو وجود الشعر اليمني ضعيفا علي خريطة الشعرية العربي؟ هي في الأساس مشكلة المركز والأطراف فلا توجد عندنا وسائل توصيل, ولا صحافة ثقافية كما هو في الوطن العربي, ولكننا نحاول بوسائل عدة التواصل مع عالمنا العربي, ولعل ملتقي الشعراء الشباب الآن هو نافذة من هذه النوافذ التي نحاول فتحها للخروج إلي الآخر, لكن كحركة ثقافية ليست لدينا الإمكانية القوية للخروج إلي الآخر مثل نشر دواويننا في بعض المراكز, أو نشر دواوين شعراء عرب في اليمن, وما يطبع عندنا ينقصه التوزيع الجيد في الخارج, وتنقصه المنابر, والمنابر الموجودة أشبه بالشلل الخاصة التي هي مرض متوطن في العالم العربي. * هذه الحركة الشعرية الموارة في اليمن ليس هناك ما يواكبها نقديا, ما تفسير ذلك في رأيك؟ هناك نقاد عرب موجودون في اليمن يحاولون التعريف بتجربتنا ودربها, مثل حاتم الصكر وعلي الحداد, وإبراهيم الجرادي, يحاولون إلقاء الضوء علي الشعر اليمني وتقديم أطروحات حوله وكذلك محاولات د. عبدالعزيز المقالح من خلال كتبه المتعددة أن يقيم جسرا بين الداخل والخارج, وحاول أن يقدم الكثير من الأصوات اليمنية للعالم العربي. * لماذا يبدو الأدب اليمني ملخصا في بعض الوجوه القليلة, مثل المقالح والبردوني؟ الكثير من البلدان العربية فيها نفس الإشكالية, لديها حركة أدب موارة لكن لا يظهر منها علي السطح إلا بعض الأسماء القليلة, وذلك نظرا لظروف اجتماعية, وفيما يخصنا هناك سعي الآن للخروج, فسعي المقالح للتعريف بأدبنا بدأ يثمر, وبدأنا في إقامة المهرجانات الثقافية والشعرية التي تقيم حوارا أشمل مع الآخر, الآخر الذي هو منا أيضا, وتؤسس لتواصل عربي, كان مفتقدا كثيرا والآن أنتم بدأتم تعرفون أسماء بعض الأدباء في اليمن ونحن أيضا بدأنا نتعرف عليكم أكثر من ذي قبل. * عملك في مركز الدراسات اليمنية كباحث لغوي هل أثر علي قصيدتك؟ القصيدة هي عملي الأول والأخير, وهي عملي البحثي أيضا, أحاول أن أنجز من خلالها ما لم أحققه في أي شيء, هناك أشياء في القصيدة لها علاقة بالبحث وهي إدخال عناصر غير شعرية فيها مثلما فعل أدونيس ومحمود درويش وسعدي يوسف, وتحويل هذه العناصر إلي إطار شعري مثل التاريخ والوقائع ومفردات الأدب الإنجليزي, ولكن علي صعيد عملي البحثي هو ليس يوميا بمعني أنه ليس ملحا وضاغطا, فليس هناك ضغط وظيفي إنما هو عمل خاضع لمناخ عام, لدينا فقط ثلاثة أبحاث في السنة وهو مدي زمني واسع يتيح لنا الكثير من الحرية, وذلك ليس بعيدا عن المناخ الشعري. * يحضر المكان في قصيدتك كثيرا كيف تصف علاقتك بالمكان؟ نشأت في بيئة ساحلية, حيث إنني عدني الأصل, وهي فضاء مغاير, صادم, بسبب تناقضات المكان والزمان, فعدن بيئة كولونيالية, نشأت في ظل وعي منفتح علي العصور, وكأي بيئة ساحلية هي مفتوحة علي العالم, بينما صنعاء منطقة مغلقة تمتاح من تاريخها الخاص علاقتها بالزمان, لذلك عندما تعاملت مع بيئة صنعاء أول ما خطر في ذهني كشاعر هو أن أستحضر بحر عدن مع التأكيد علي حبي للمكان الجديد( صنعاء) وفرادتها المكانية من الزمن, لأنها فتحت أفقا جديدا, مغايرا بالنسبة لي وهو كيف يمكنني أن أتعايش مع الأزمنة والأمكنة المختلفة, وكأنني أبحث في نصي عن الفردوس المفقود. * كيف أثرت الشعرية العربية خارج اليمن عليكم كشعراء؟ صنعاء رغم بعدها المكاني عن المركز, إلا أن إنجازات المركز تغلغلت فينا, وتم التواصل مع تجارب شعرية عربية رائدة في وقت مبكر, وهناك شعراء مثل البياتي وسعدي يوسف وصلاح عبدالصبور, وأمل دنقل ومحمود درويش أثروا علي الشعرية اليمنية حتي شعراء الصف الثاني مثل سليم بركات ونزيه أبوعفش, وحلمي سالم وعبدالمنعم رمضان أثروا فينا والتواصل مع المنتج الثقافي العربي يوميا, عندنا حتي آخر إنجازات قصيدة النثر, ونحن نكاد نعرف الشعراء خارج اليمن بالاسم وهو ما لا يتحقق معنا, رغم أن لدينا شعرية طالعة وفتية بإمكانها لو أتيحت لها منابر النشر خارج اليمن لاحتلت مكانة لائقة بها بين التجارب العربية الرائدة وكذلك التجارب الجديدة, وأظننا في الفترة الأخيرة بدأنا نخرج للعالم. * كيف تقيم تجربة قصيدة النثر كشاعر وباحث؟ إشكالية قصيدة النثر هي إشكالية خلق وتأسيس شكل مغاير, يظل له أعداء يرفضونه, ويجتهد مناصروه لتلمس بداياته في التراث العربي القديم, وهو أمر غير صحيح, حتي ولو تلمسوه في التراث الصوفي, وهي في رأيي نص وشكل أوروبي وافد إلينا, وهي تنويع علي إيقاعية شعرية عربية قائمة, ونفس إشكاليات قصيدة التفعيلة عندما نشأت, تكررت مع قصيدة النثر, مشكلة النمطية, مشكلة عدم بروز شخصيات مستقلة في قصيدة النثر تؤسس لمشهد شعري مغاير, مما أدي إلي استنساخ بعض التجارب, مع التأكيد علي بعض التمايز هنا وهناك. * هل هناك تناقض في تسمية قصيدة النثر؟ التناقض قائم طبعا بين طرفي التسمية, لكن هذه مشكلة مصطلح يحاول أن يتأسس, وهو الآن أكثر التعبيرات ملاءمة لما يكتب, ويتم التعامل معه كأمر واقع, لكن هل يكون هذا المصطلح نهائيا؟ لا أظن ذلك والأبحاث التي تتم حول هذه القصيدة ستكشف عن الكثير مستقبلا. * هل الوزن الخليلي شارط للشعر؟ لا, فالقصيدة تبني شعريتها من عوامل عدة من بينها الوزن بالطبع لكنه ليس كل شيء, فربما تكون هناك قصيدة موزونة لكن لا علاقة لها بالشعر. * من أين يأتي الشعر بالتحديد في قصيدة النثر؟ من بناء النص نفسه, من المخيلة, من بناء الصورة بناء خاصا, من خلق بني إيقاعية داخلية, من تكثيف العالم, لخلقه من جديد في النص, وبعيدا عن المتكآت الخارجية مثل الوزن والقافية, ومن المفارقة, كل هذه أدوات لبناء قصيدة النثر. * د. حاتم الصكر له رأي يري أن قصيدتك تنطلق من فكرة في الأساس, هل توافق علي ذلك؟ لا, فقصيدتي تنطلق من لحظة غامضة, في إطار فكرة شعرية خاصة تنبني داخل القصيدة, لكن أن تنطلق من فكرة خارجة عن النص أو سابقة علي النص, فهذا لا يحدث أبدا, ويتشكل النص ببنيته الخاصة من اللحظة الغامضة التي أشرت إليها, ثم تأتي بعد ذلك الفكرة التي يتحدث عنها ـ ربما ـ د. حاتم العصكر. * وكيف إذن يتشكل موقف الشاعر في القصيدة؟ الشاعر يكذب عندما يقول إن نصه مفصول عن الواقع أو عما يحيط به, لكن هل تعبر بشكل مباشر عن هذا العالم, أم تخلق هذا العالم, أنا لست مع التعبير عن العالم, بل مع خلق العالم في النص الشعري, وهذا الخلق يفرض موقفا شعريا معينا ويأتي برؤي واتجاهات معينة, تظهر في النهاية موقف الشاعر الأيديولوجي, لكن الهتافات والشعارات لا تصنع شعرا, ونحن في البداية ـ عن جيلي أتكلم ـ اختلفنا واصطدمنا مع الرؤي الأيديولوجية القائمة لأننا كنا أكثر حزنا وأكثر مأساوية واتهمنا كثيرا بسبب موقفنا هذا باعتبارنا ضبابيين ومكتئبين لا نري جمال وأهمية الاشتراكية القادمة, وهذا كان في فترة سابقة, الآن الجميع حر في التعبير عن موقفه, والنص الشعري يخلق موقفه, فنحن الآن نكتب موقفنا من احتلال العراق مثلا, لكن من خلال الشعر نفسه. * لاحظنا أن تمردكم الشعري ينصب علي السلطة الاجتماعية؟ أنت تشاهد الآن المشهد الاجتماعي والمتغيرات التي تجري فيه, حيث السلطة الاجتماعية طاغية, سلطة العادات والتقاليد, سلطة الثأر والتخلف, مازلنا نعيش الكثير من المشكلات التي تجاوزتها أغلب أقطار الوطن العربي, فالشاعر هنا قد يصطدم مع مشكلة ربما هي حلت في بلد عربي آخر منذ القرن التاسع عشر, مثل تحرر المرأة, فالدعوة للحب تعتبر دعوة للإباحية, ولو كتبت ذلك في نصك ستلعنك المساجد صباح مساء ويصبح نصك حتي لو كان كلاسيكيا, نصا حداثيا لأنه تعدي علي التفكير في حالة أخري مغايرة لم يتعارف عليها المجتمع, وكذلك هناك سلطة القبيلة التي تتدخل حتي في السياسة* *عن موقع إب الخضراء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل (Re: ابوعسل السيد احمد)
|
له الرحمة والمغفرة
بقدر ما قدم من عطاء
اثري به الوجود الانساني
ومشاوير الادب.
وهذه آخر القصائد التي
بذلها
Quote: علي بعد ذئـب كلنا عابرٌ في القصيدة لكننا لا نقيم بها، ونقيم القيامات فيها نشاورُ أحجارها أو نساير أشجارها أو نحاورها أو نسير حفاة علي الجمر بين الكناياتِ نهمسُ أنَّ كمائن أعشابها قطرةٌ من مجازٍ وأنَّ السياسةَ بيتُ القصيدْ. كلنا عابرٌ في البياضِ نؤلفُ مجداً، ونطفح موتاً، وندعو القصيدة أن تحتفي بالبعيدْ كلنا عابرٌ في القصيدةِ نسألُ عن قربنا من مشانقَ مجدولةٍ من حبال السياسةِ أو من خيوط الوعيدْ كلنا عابرٌ قربهم فالغزاةُ هنا، كلهم داخلٌ، والبداوة فينا، فمن جمرتينِ نقيمُ الممالكَ مملكة إثرَ أخري، وننثرها في حقول البروق وبين الجبالِ قلاعاً ونرضع من ذئبةٍ ثم نهوي إلي قصعةٍ من ثريدْ. كلنا عابرٌ قربهم لا نراهم ولكنهم من سماءٍ ملونةٍ يبدؤون الحكايةَ أو يبدؤون علي بعد ذئبٍ يبللُ أيامنا بالجنودْ. كلنا عابرٌ حيث لا ظلَّ يبقي إذا أيقن الساقطون علي مائنا إنهم يرشفون الثمالة من حدسنا يسرقون من الغيم زهوَ الرعودْ. كلنا حجرٌ يرتضي أن يكون الفتي أو فتي ليته حجراً أو فتي حجر ليته في صعودْ. كلنا في الصبا آية، جعدُ هنديةٍ، رنةٌ تتراقص من وقعها ساقُ جاريةٍ كأنَّ بخلخالها جنّ أسئلةٍ، وكأنَّ بإيقاعها دندنات الحشودْ
كلنا في المرايا عبور الوعول إلي هاجسٍ من نساءٍ و ليلٍ مديدْ. كلنا عابرٌ في رصيفٍ سيعدو وثمة ما سوف نتركهُ ها هنا أو هنالكَ من أزلِ الكلماتِ ومن خيلها، من فوارسَ ترفعُ أسيافها للطواحينِ أو تقتل الغولَ في غفلة السردِ، أو تسرد الغولَ في برهةٍ للشرودْ. كلنا سوف يعرفُ أن القصيدة تبدأُ منا و تبدأ ُ فينا وترسلُ في أوّلِ العشقِ سهمَ الصدودْ. كلنا سوف يسألُ: كيف تقودُ القصيدةُ هذا الذي لا يُقادُ وكيف تسوس قطيعَ البداهةِ كيف تروِّض جيشَ الحذاقةِ، كيف تهدهدهم في المهودْ. كلنا عابرٌ والغزاة سيأتون، من ثغرةٍ سوف يأتون، تهوي سيولهمو من أعالي الخرافةِ، لكننا سوف نجمع ما سوف يطفو هنالك من جثثٍ ثم نجثو نلملم ما سوف يبقي علي صفحة السيلِ: بعضَ حنينٍ، ودمعاً قديماً وشيئاً من القلبِ نعصرهُ ثم نفرده ثم ننشره في الهواءِ ونتركه يابساً كلنا عابرٌ في القصيدةِ من غيبها لا نعودْ. من آخر نصوص مجموعة هيثم الأخيرة (علي بعد ذئب) التي لم تنشر بعد.
القدس العربي 8-3-2007
|
والبركة فيكم يااماني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل (Re: خالد الطيب)
|
الأخ خالد الطيب
شكراً لك من نهر هيثم :
Quote: الأقاصي
القتيل الذي مر في نومنا والصديق المؤثث بالحرب والمرأة المزة والأخوة الطير والطاولات الشجية والبحر منتصباً والهبوب المخبأ تحت حوافرنا والملاك كلهم عبروا عبروا في الاقاصي بعيد التخوم على طرف السهو بين الشراك كلهم عبروا لا عراة فنسطو على نأيهم لا غزاة فنغسل أرجلهم بالحنين ولا يشبهون الأغاني فنذرعهم بالهلاك كلهم عبروا كلهم عبروا مرة كلهم عبروا مرة من هناك
من كتاب سفر هيثم ، صادر عن اتحاد الكتاب والأدباء اليمنية بمناسبة اربعينيته |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل (Re: الجندرية)
|
عدلت كثيراً لاكتب هذا النص صحيحاً لكن كلمة( ط زاج ة ) رفض ان يظهر على الصفحة ولا اعرف السر ؟!!
[B]إرث
هذي تواريخي : مسلاًت الرماد . مسيرة الزمان في وقت انبلاج الرمح . سيل المعدن الصاعق . رمل يحتفي باجة الهذيان . بحرٌ ظاعنٌ دوني. فتخففي يا هذه الغمرات من جسدي . وكوني هنالك مالم تكوني وتلبثي ، يارايتي ريث انهمارِ الشمسِ . واستتري بأغصان حنيني. وقتي توابيتٌ من الضحك. وعنواني جنوني
محمد هيثم من ديوان : رجل كثير ، باب : المشاء العالي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل (Re: الجندرية)
|
الأخ عثمان موسى
Quote: لقد نطل عنى الكلام |
صدقت ، اي كلام نجده ليعبر عنا في فقد كهذا
صبرك الله اخي عثمان فقد لمست حزنك جلياً
لك من بحر هيثم :
Quote: مقيل
على أسنة القات يرفعونها أعلى أعلى من الساعات السليمانية من الدخان المختبي في السقف أعلى فأعلى يرفعونها يرفعون رؤوسهم يرفعونها ليروا ليروا خلل الرماد ليروا الكلام بملابس الميدان يجرجر رجليه وعلى اكتافهم يومض القتلى.
محمد حسين هيثم من ديون : إستدراكات الحفلة ـ الباب المعنون تسويات |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل (Re: الجندرية)
|
الأخ مجدي شبندر
شكراً على التعازي
استدعت عبارتك هذه Quote: حالة التوهج العالية في نصوصه تعلن عن موت قريب |
عنوان لحوار اجرته احدى الصحف مع هيثم كان كما اذكر كالتالي ( يصعب على الشاعر ان يرى اكتماله في حياته ) هيثم ربما كان يرى اكتماله في الموت ( وهل في الموت اكتمال ؟!!! )
وكان الموت كثيمة حاضراً بقوة في نصوصه انظر إلى ما نشرته هنا فقط .
وإليك نصه :
Quote: مشيعون
مقهى
زجاجات
تراب صاخب
ليل
صعاليك
ملوك للهشاشة
عابرو ليلٍ
سكارى
أصدقاء يحشدون خطيئتي
نهرٌ
حدائق ما نسيتُ جنونها
بيتُ السواحل
عسكرٌ
طرقٌ مبللةٌ
وثم مشيعون على الرفوف
لكنهم لم يحملوا نعشي ولم يمشوا قليلاً في جنازي واختفوا تركوا خلائي وحده يبكي ويبتكر الصفوف
مارس ـ 1986
محمد حسين هيثم من ديوان : رجل كثير ـ باب المشاء العالي |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل (Re: الجندرية)
|
الأخ عادل امين
سلام واحترام
تقبل الله منك ورحم هيثم واسكنه مع الصديقين
إليك نصه
Quote: ثلاثة مقترحات بقصيدتها في دمه
ماذا يفعل رجل تتسرب من عينه امرأة أولى ؟ ماذا يفعل رجل تتركه الوردة في حفلته منفرداً بيديه ماذا يفعل رجل يترشف وهم المرأة في عتمته القصوى ماذا يفعل رجل ستجف قصيدتها في دمه
(1) قد يسقط من دمعته ويعلق عينيه على الحائط يرمي بيديه هنالك في زاوية لكن سيجمع كل بقاياه ويجمع ضحكتها من عتبات هواءٍ منسي ويلملم عطر خطاها من غرفٍ يابسةٍ فتهب قصيدتها في دمه ماذا يفعل رجل ماذا يفعل رجل في العادة
(2) قد ينسف : * خيط ضراعته * وشراين حنين تشعل تلك المرأة في حرقته * ومرايا تطلقها عبر خلاءات يديه قد يذرفها دمه لكن سيرمم ثانية دمه ليراها ترفل في : * خيط بداهته * وشرايين مشتعلة في لحظتها ومراياستؤسسها من دمه فترج قصيدتها دمه
** ماذا يفعل رجل ماذا يفعل رجل في العادة
** (3) قد يقترح امرأة أخرى يلقاها في سهو أو في مقهى أو في هذيان ما وستضحك أو ستحلق في عينيه وترقص أنئذ سيفكر : ((آهٍ لا تشبهها)) وسينأى في وحدته ويرتب ، ثانية ، أسماء القلب الأولى فتشب قصيدتها في دمه
** ماذا يفعل رجل ماذا يفعل رجل في العادة ؟ ماذا يفعل ماذا يفعل رجل لايفعل شيئاً في العادة ؟
محمد حسين هيثم من ديوان : رجل ذو قبعة ووحيد |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل (Re: الجندرية)
|
الأخ عثمان محمدين
سلام
Quote: رحل عنا مبكراً له الرحمة |
هذا ما يضاعف حزننا ، اخضراره ، ويانع إبداعه
له الرحمة ، ولك نصه
Quote: يا.....
هذا العراء يحك جلده بضجري : يا لأسياخ المباهاة يا للمحارق الجاهزة جداً يا لأشجاري وسلالاتي القصية يا للقلق يطأ ظلي يا للرعدة تزحمني بألكترونها يا لحديدها الشبحي يا لكلسونات مادونا الزجاجية معلقة فوق صهيلي الشاحب يا لحنجرة الـ " وول ستريت " الأيام . يا لسترة الجنرال شارون ستون يا لبنطالها اللامرئي يا للأوثان في السترات يا للقيامات بالفاكسميل يا لأمريكا يا ....
محمد حسين هيثم من ديوان : استدراكات الحفلة ، الفصل المعنون ملاذات كنعانية |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل (Re: الجندرية)
|
الأخ عثمان موسى
سلام قلت :
Quote: اكتبى اكتبى لنا اكتبى من بحر الهيثم |
سافعل يا اخي فقد احتفيت بشعر هيثم قبل رحيله ونشرت العديد من نصوصه هنا ، وكان يسعده ذلك ، وساواصل ما استطعت.
لك نصه :
Quote:
ولعبد الله مساء واحد
إلى إبنتي هند
لا شأن لعبد الله الليلة بالشجر الملحي خرجت أسراب البحر إلى البحر وماعادت صفصافته من غيبتها لا شأن له سيجيء الأعداء إلى هدنته وسيرفعهم نخباً .. نخباً ويسوّر بالهذيان حروباً تتسلل من كأسه بسيوف فارهة لا شأن لرأسه لا شأن للحظته القصوى بشوارع صافنة تطعنه برهتها
ما كان لبعد الله سوى حظً مخروق وبلاد صلده جلست صدفته القمرية ـ ذات مدار ـ تحت النهر ولم تبزغ؟ هل يبزغ نهرٌ من عبد الله ؟ وهل يبزغ عبد الله الليلة من جذرَ الموسيقى؟ لا شأن لوردته بعمارات (1) تنتخب رماد الأقيانوس خلف محارته يصطفق الآجر الناري وتنش امرأة عن فخذيها أسراب المعدن ذهب النوم إلى الحرب ولم يعلن عبد الله رصاصته علق انهاراً أنهاراً في سقف مرايا ليرى غصته عاريةً ومضى ما أشجاك الليلة يا عبد الله وما اكمل صحوك مشتجراً بمروق شاهق
**
منذ ثلاثٍ وثلاثين غواية لبست أحلامك خوذتها وانتبذت طرقاً حائلةً ومضت فاحتفل النمل بسكر ايامك بين مراثيك انتشر الحطابون لم تنهض صفصافتك الليلة واختبأت انخابك خرابك ووحيداً غادرتَ إلى رعد ما أرجأتَ الأصحاب إلى مرثيةٍ قادمةٍ وبنيت هلاكاً ورددت إلى غفوتنا السرطانات الطبل البازلتي نحاس البحر القتلي الجيريين الشجر الصحراوي الراكض تحت عيونٍ مطفأةٍ جرذان الخبتِ أراملناالممتشقات الأثداء وبيكاسو ما اقساك الليلة ما أوجع صمتك منتشياً بحرائق لا تتقنها
**
لا شأن لعبد الله الليلة بالأعداء لا بحر هنالك خلفه ولعبد الله مساءٌ واحد كان يقطره منذ ثلاثٍ وثلاثين غواية ويجمع قش الضحكات ليبني هرم الأنخاب كم نصب الأيل شركاً لفحيح رؤاه كم نبض الحائط بامرأة أعلى من نهدته كم جن النيزك تحت خطاه. لكن لا شأن الليلة لامرأةٍ بجنون النيزك وبعد الله الليلة لا شأن لعبد الله
ــــــــــــــــــــــــــــ (1)العمارات نوع من السفن الحربية .
صنعاء 27/12/1990
محمد حسين هثيم من ديوان : رجل كثير . الباب المعنون : جمهرة الأمثال |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل (Re: الجندرية)
|
ما أبسط اللغة عند هيثم ولكن ما اكثف دلا لاتها وايحاءاتها ما اعظمك وانت سارح فى غيبوبة الشعر. ما اعظمك وانت تحاور احجار اليمن وقصور صنعاء وأبوابها وتقرأ الرسائل على الناس فى سوق القاع _ لك الرحمة لا اكتم فرحتى ياجندرية وانتى فى صنعاء .. وجودك هناك هو الشى الذى يبقى كتاب هيثم مفتوح الصفحات .. بوجود جندرية ياهيثم سوف تزداد الكتب ويعم الانتشار . وانت فى القلب يادافنشى الصبريه الاخت الجندرية اكتبى اكتبى اكتبى ( كتاباتك حاليه مثل بنت الصحن ) تحياتى _ أخيك عثمان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل (Re: الجندرية)
|
العزيز اسامة
رغم عدم لقائكما ، الا انه كان حفياً بنصوصك اذكر انه نشر لك نص ابتهاج في مجلة الحكمة عندما كان رئيس تحريرها
والحظ كثير من التناص في نصوصكما
ثم شكراً على اعادة نشر بعض اعمال هيثم النقدية هنا
وإليك نصه :
Quote: نوستالجيا
كيف اردهم عن عتمتي وهم يتقاطرون من حروبهم ومن نسياناتي ومن أقطاري القصية في هوائي يحتشدون يتركون أحذيتهم النتنة قرب كبريائي ثم يجوسون حفاة بين أحلامي يقشرون الكلام هنا وهناك ويكسرون فخارهم كله ولا يدعون لسبابتي أن تمرر عوائها بينهم غير أنهم يلغقون سرائرهم دوني يغلقون أهدابي عليهم يغلقون أصابعي على أرق ما وقبل أن تحتملهم باصاتهم يجمعون قشور كلامهم في أكياس ورقية ويكنسون خرائبهم يوارونها تحت الموكيت ويرشونني ـ فجأة ـ بالصباح كيف أردهم عن عتمتي ؟
هيثم من ديوان : استدراكات الحفلة . الباب المعنون : حروب دائخة |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل (Re: الجندرية)
|
اللهم أنزل عليه شآبيب رحمتك وعزائم مغفرتك والسلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار اللهم أجمعنا به في جنتك انا لله وانا اليه راجعون آللهم أرحمه وأسكنه فسيح جناتك آللهم باعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقه من الخطايا والذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسله بالثلج والماء والبرد اللهم أبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله اللهم اجمعنا وإياه في مستقر رحمتك اللهم انا نسالك بأسمك الاعظم ان توسع مدخله اللهم آنس في القبر وحشته اللهم ثبته عند السؤال اللهم لقنه حجته اللهم باعد القبر عن جنباته اللهم اكفه فتنة القبر لا اراك الله مكروهايا غالية ام وضاح
| |
|
|
|
|
|
|
|