|
إقرأوا هذا المقال... بتمعن
|
لويل كودو لماذا نتعامى؟!
قير تور كُتب في: 2007-06-18
لا أنكر وجود عيون هدفها تمييز كل فعل وتصنيفه إلى هذا جنوبي وهذا شمالي، لكن ذلك الشيء ليس هو الحكم العام في السلوك الشعبي خاصة في وسط السودان وشماله وشرقه، واستثنيت غرب السودان لأنه من أكبر المناطق التي يواجه فيها الجنوبيون اقصى أنواع التمييز العرقي في المعاملات المباشرة مع بعض الفئات، وللاستدلال على ذلك يكفي أن ابشع المجازر المسجلة في جبين البلاد هي حوادث بابنوسة والمجلد1969 وحوادث الضعين 1988م. عندما عادت الحرب بعد 1983م كان يوجد عدد من الجنوبيين في عدد من مدن السودان المختلفة، سكنوا واستوطنوا في المحال التي يقطنها سكان هؤلاء القرى حتى إنك إذا ذهبت اقصى الشمال في حلفا ودنقلا ومروي تجد هناك الكثير من الجنوبيين موجودين هناك، إذا واجه هؤلاء صعوبات بسبب انهم من الجنوب فلم يكن ذلك من كل الموجودين هناك، فهناك من يرحب وآخر يرفض، وهذا شيء طبيعي في المجتمع الإنساني، لا يمكنك أن تكون موضع ترحيب من كل الناس. في منتصف الثمانينات ازدادت موجات النزوح إلى الشمال، وللأمانة فإن أكبر موقع واجه فيه الجنوبيون المعاناة كان الخرطوم، لم تكن المعاناة بسبب سكان العاصمة الشماليين الذين لا يريدون الجنوبيين، بل المعاناة كانت بسبب سياسات عقيمة تتخذها الحكومة حيال هؤلاء القادمين الجدد، عاش الجنوبيون في الكراتين وتم ترحيلهم كالحيوانات بالجرارات إلى أطراف المدينة..تم استبعادهم تماماً عن المدينة. هذه كلها لم يكن للمواطن الشمالي يد فيها، وحتى لو افترضنا جدلاً وجود هذا الشيء فأصحاب مثل هذا التفكير قليلون، على الرغم من هذه الصعوبات صمد الكثير ضد الظروف الصعبة، واقول الصعبة لأن المواطن الجنوبي ضحية ما بعده ضحية، فهو لا يلقى الترحيب من الحكومة المركزية في الخرطوم لأنه شقيق المتمرد الموجود في الغابة. ومن جانب آخر لا يلقى الترحيب من المناضلين ضد الحكومة المركزية الظالمة التي همشت الأطراف: إنه يموت برصاص أي من يلقاه منهما اولاً. هذه ماسٍ عاشها المواطن الجنوبي.. فأنتجت هذه المآسي أجيال مشوهة لا علاقة لهم بالجنوب سوى الوان جلدتهم التي تثبت انهم فعلاً من هناك.. وليسوا شماليين سوى ببعض عبارات اللغة العربية التي تعلموها في الشوارع.. ولا هم هنود سوى ببعض عبارات السينما مثل (النهي)، ببساطة شديدة نتج لنا جيل لم يترك لنا ذرة صغيرة نفتخر بها لانتمائهم لنا.. عزيزي القارئ.. وعزيزتي القارئة هذه بأمانة كيف يمكن الدفاع عن هؤلاء البؤساء التعساء الذين إذا ارتكبوا أية جريمة في الشارع فهم مني وأنا منهم ولا ضير إن قبلت أو رفضت فالحقيقة ثابتة. لكن ما لا ادافع عنه.. ولن يدافع عنه كل محب للحرية والمنادي بها، سلوك البعض من أخواني المنتمين لقبائل الجنوب، ولا أقبل أيضاً سكوت كبارنا وهم يرون ممارسات غير جميلة تبدر من بعض الفئات التي نزعت عن نفسها الوازع الأخلاقي لنكون نحن الضحايا كلنا عندما يتم نسب كل ماهو قبيح للجنوبيين. لقد صارت الحفلات والمناسبات الاجتماعية مصادر خوف وهلع بسبب المعارك بالسواطير التي تتخللها فلماذا السكوت؟، ولماذا يروح الأبرياء هدراً؟!.
|
|
|
|
|
|