إدريس بن زكري كان له قلب من ذهب يتسع لأحلام الأمير والفقير

Quote: حقوقيون وسياسيون مغاربة في حفل تأبين إدريس بنزكري: كان له قلب من ذهب يتسع لأحلام الأمير والفقير طنجة: رشيد مرون أجمع حقوقيون وسياسيون مغاربة ومعتقلون يساريون سابقون ممن عرفوا ادريس بنزكري في مختلف مراحل حياته، خاصة منها المراحل الصعبة خلال الاختطاف والتعذيب في المعتقل السري درب مولاي الشريف ثم المحاكمة والـ17 سنة من التي قضاها في السجن المركزي بالقنيطرة، على ان خير تكريم يمكن ان يقدم لروح المناضل المغربي الراحل، والرئيس السابق للمجلس الاستشاري لحقوق الانسان، هو مواصلة السير على درب العمل الحقوقي لعلاج جراح الماضي وتجاوز مخلفاتها، وتوسيع مفهوم حقوق الانسان ليطول الجوانب الاجتماعية والاقتصادية التي اصبحت تطرح نفسها بحدة في السنوات الأخيرة. ودعا جميع الحاضرين في الحفل التأبيني المنظم بحضور عائلة بنزكري، الذي احتضنته طنجة المغربية أول من أمس، إلى استكمال المسار الذي شارك الفقيد في اطلاق حركيته قبل 4 سنوات، ومواصلة البحث عن الحقيقة في مجموعة من ملفات الاختطاف والاختفاء القسري وتعويض المتضررين ماديا وأدبيا، ومواصلة السير على درب خلق «وطن يتسع لأحلام الجميع». وألقت الاخت الصغرى للراحل، فاطمة بنزكري كلمة مؤثرة بصوت غلبت عليه الدموع احيانا، قبل ان تثير انتباه القاعة الى كون ادريس بنزكري «غائب جسدا حاضرا روحا في نفوس الكثير من المغاربة، لأن شعاره كان: من يحبني فليحب هذا الوطن»، وتذكر مجموعة من المعتقلين السياسيين المغاربة الذين قطنوا نفس الزنزانات، التي كان بها بنزكري سنوات طويلة، قصصا مؤثرة عن زهده وحساسيته وابتسامته الدائمة رغم اعتلال صحته المزمن، وصلابته في مواجهة السجانين الى درجة تزعمه لمجموعة من الاضرابات عن الطعام الطويلة الأمد التي كادت تودي بحياته في مرات متعددة، وهو ما جعل المعتقلين السياسيين ينتخبونه كمحاور مع الإدارة السجنية. إضافة إلى ولعه بالبحث والدرس والتحصيل والقراءة. وفي حين تغيب أحمد حرزني الرئيس الجديد للمجلس الاستشاري لحقوق الانسان، الذي كان ينتظر مجيئه لطنجة للمساهمة في حفل التأبين، تكفل الحقوقي فيصل الخطيب بالقاء كلمة باسم المجلس الاستشاري لحقوق الانسان، دعا فيها إلى «استحضار مسار بنزكري الطويل من حيث المضمون والقصير من حيث المدة الزمنية، هذا المسار الذي كان عبارة عن رحلة معاناة من اجل ان يعيش الانسان المغربي واجبات وحقوق المواطنة كاملة غير منقوصة، ويحيا حرا في وطن حر». كما اضاف الخطيب ان المؤبن هو أحد «القلائل الذين استطاعوا الارتفاع بأنفسهم عن الآلام والاحقاد، وتمكنوا من دخول تجربة العمل الجماعي مع من يختلف معهم سياسيا ومذهبيا من أجل أهداف نبيلة». وقال عبد السلام البقيوي نقيب هيئة المحامين بطنجة ان بنزكري «مناضل شامخ عرف بعزة النفس، فعاش فقيرا ومات فقيرا، لم يغتن من المناصب التي تقلدها. وقد قضى ثلث عمره في الدفاع عن قيم حقوق الانسان داخل المعتقل وخارجه، عاش مع الشعب واختار أن يدفن الى جانبه». ووصف المعتقل السياسي السابق مصطفى مفتاح، في كلمة شاعرية رقيقة وقفت عند المحطات الاساسية في حياة الراحل، وهو ينظر الى الصورة الكبيرة لبنزكري التي كانت تملأ فضاء قاعة العروض، وصفه بـ«المكابر الوسيم النحيل الباسم، الذي دخل الضال وعمره 20 سنة، وارتمى في الخلايا والقضايا المصيرية، ثم خرج من السجن الى الحياة، وهو ابن الاربعين. وقال محمد المهدي، المعتقل السياسي السابق الذي عاشر بنزكري في السجن المركزي، ان الراحل «كان طيلة مدة السجن يبتسم ويضحك ويناقش ويخوض الاضرابات عن الطعام، رغم اعتلال صحته».

Quote: وقال عبد السلام البقيوي نقيب هيئة المحامين بطنجة ان بنزكري «مناضل شامخ عرف بعزة النفس، فعاش فقيرا ومات فقيرا، لم يغتن من المناصب التي تقلدها. وقد قضى ثلث عمره في الدفاع عن قيم حقوق الانسان داخل المعتقل وخارجه، عاش مع الشعب واختار أن يدفن الى جانبه».

Quote: التحية للمناضل بنزكري،نسأل الله له الرحمة والمغفرة