|
تقريظ لديوان عبد الواحد عبدالله يوسف
|
في تقريظ ديوان " قصائد حب للناس و الوطن " للدكتورعبد الواحد عبدالله يوسف صدر هذا الديوان الجميل ، وهو أول ديوان مطبوع للشاعر ، في نهاية عام 2005 م لكنّي لم أوفق في الحصول على نسخة منه إلا يوم أمس من الدار السودانيّة للكتب بالخرطوم . أعلم أن عدداً من كبار الأدباء و الكتّاب ، لعل أبرزهم شاعرنا الكبير محمد المكي إبراهيم ، قد احتفوا بالديوان وقت صدوره و أثنوا على قصائده من حيث المضمون و الأسلوب ، إلا أنه من فرط إعجابي بقصائد الديوان ، و بإضاءات الشاعر لنشأته و تطور حياته التي أثبتها في مقدمة الكتاب و في خاتمته ، رأيت أن أرفع هذا التقريظ المتأخر للديوان تعبيراً عن هذا الإعجاب ، وإعراباً عن الإعزاز و التقدير للشاعر ، و أخيراً و ليس آخراً ، تشجيعاً لمحبي الشعر الجميل للإطلاع على الديوان - بل ربما تشجيعاً للشاعر نفسه لإتحافنا بالمزيد من الدواوين . يقول عبد الواحد في مقدمة ديوانه : " إن هذا الديوان خلاصة تجربة امتدت أكثر من أربعين عاماً اشتملت على مراحل في حياتي في مواضع متنوعة جغرافياً و مهنياً لكن ظل هناك خيط واحد متين يربط بين هذا و ذاك .. ذلكم هو خيط الحب للناس و الوطن وهو حب انتظم كل أشعاري " ويوضح مذهبه في كتابة الشعر بقوله : " و لا شك أنني تأثرت بما قرأت و سمعت و ما حفظت من الشعر العربي الموزون المقفى . و كانت البدايات عندي في تلك المرحلة شعراً تقليدياً بالقوافي الموزونة منا يرى القارىء لهذا الديوان ، إلا أنني سريعاً ما أعتقت نفسي من قبضة هذه القوالب التقليدية ذلك أنني أحسست إحساساً صادقاً بأن هذه القوالب لا تتناسب و رغبتي في التعبير عن عواطفي في المواقف العديدة.. و لم أحتفظ من شعري المقفى إلا بمجموعة صغيرة منه. ولم يكن ذلك بمثابة خروج على الشعر العربي التقليدي ، أو ضيق بما في الشعر العربي من صور و معان رائعة ، لكني شعرت كما شعر قبلي الكثيرون من شعراء العربية أن أهم ما يجب على الشاعر مراعاته هو التحرر من كل قيد شكلي يحول دونه و إكمال فكرة أو معنى في باله.. و قد يتطلب ذلك تجنب الإذعان إلى قوالب التفعيلة المو
و إعادة ترتيب التفعيلات بأسلوب يتناسب و الفكرة و المعنى.. وقد يتطلب ذلك أحياناً أن يتحررالعمل الفني من التفعيلة تماماً " و يعلق أستاذنا الكبير الطيب صالح على ذلك في تقديمه للديوان : " و على الرغم من ذلك ، فقد ظلت القصائد التي يتضمنها هذا الديوان محتفظة كلها من أولها إلى آخرها ببناء شعري عربي واضح، و حدس شعري عربي أصيل ، و أوزان شعرية عربية ، قد تختلف قليلاً لكنها لا تخرج عن بحور الشعر العربي و أوزانه . و في ظني أن أهم ما يمتاز به شعر الدكتور عبد الواحد يوسف ، أنه شعر واضح سهل ، خال من التعقيد و خال من التكلف ، و هو شعر ليس صعب المنال على تذوق القارىء حتى لو كان قارئاً عادياً "
- - -
|
|
|
|
|
|