|
نقولـها نعـم.. وألـف نعـم.. ليــك يا القائــد الملــهم..
|
السوداني: العدد رقم: 563 2007-06-12 حديث المدينة ركلات..!!
عثمان ميرغني كُتب في: 2007-05-28 بريد إلكتروني: [email protected]
تواصلت الركلات الترجيحية بين حزبي الأمة والوطني.. وسُجلت آخر ركلة أمس الأول بتصريحات للدكتور نافع علي نافع نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني قال فيها إن (حزب الأمة يحتضر).. على وزن (أمدرمان تحتضر) لشاعرنا الكبير د. الواثق.. ولمزيد من (الإغاظة!!) طلب د. نافع من السيد الصادق المهدي الإعداد لـ(فُراش) العزاء..!! والحقيقة.. أن ما ذكره نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني أمر تقديري لا حرج فيه.. فحزب الأمة.. كأي جسم سياسي معرَّض لدورة الحياة الطبيعية.. أن يولد ثم يحبو فيصير طفلاً فرجلاً كامل المهام ويهرم ويشيخ ثم -لا قدر الله- يموت إذا ما جرت به المقادير على هذا النسق.. معيار القوة أن يظل الحزب في كنف الشباب أطول ما تيسَّر.. وقد تستغرق دورة الحياة هذه لبعض الأحزاب عاماً أو بعض عام.. ولأحزاب أخرى قد يطول بها المقام عشرات السنين.. وقد يعيش حزب قروناً من الزمان حسب قدرته على إطالة عنفوان قوته وشبابه.. ليس هنا أي مأخذ على التصريحات.. ولكن..!! المشكلة ليس في أن يعيش حزب الأمة أو يحتضر.. بل في أن تظن الحكومة أن موت الأحزاب الأخرى دليل عافية لها.. أن تبني قوتها على ضعف غيرها من الأحزاب.. وكأني بالدكتور نافع يظن أن كل ما يفقده حزب الأمة من عافية يودع مباشرة في رصيد حزب المؤتمر الوطني.. هنا مهبط الإحباط في منهج التفكير الوطني عند الساسة.. ظنهم أن الأحزاب مملوكة لمالكيها السادة الكرام البررة.. لا أحد يمارس رياضة نفسية شاقة ليوطِّن في قلبه أن الأحزاب -كل الأحزاب- ما هي إلا منابر العمل السياسي الوطني وأنه كلما ضعفت الأحزاب -كل الأحزاب- ضعف العمل السياسي ويدفع الوطن فاتورة ذلك الوهن من حاضره ومستقبل أجياله.. السياسي الرشيد لا يستثمر في قتل الأحزاب الأخرى.. لا يطلب من الناس أن يخفضوا بيوتهم ليطول بناؤه أكثر.. فليكن حزبه قوياً بأعلى ما تيسر.. لكن ذلك لا يمنع أن يكون قوياً بين الأقوياء.. فمجموع قوة الأحزاب كلها هو مجموعة قوة الوطن.. لكن لو اجتمعت كل القوة في حزب واحد.. يصبح ذلك الحزب.. الاتحاد الاشتراكي (العظيم!!).. يستمد شرعيته من دستور (نقولها نعم.. وألف نعم.. ليك يا القائد الملهم..). ومع كل ذلك.. لو كنت في مكان حزب الأمة ورئيسه لأخذت قول نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني على محمل الجد.. لا بد للحزب أن يدرك أنه في حاجة ماسة لتجديد شبابه.. ليس بتبديل جلده بل في أطروحاته ومنهج عمله.. فمهما سكب الحزب من أدبيات تتحدَّث عن المعاصرة فإنه في نخاعه الداخلي لا يزال مكبلاً بكثير من خبرة الماضي.. ولا أدري لم الخشية من اختراق الوضع وممارسة إصلاح سياسي جاد وذكي.. من الحكمة أن يدرك حزب المؤتمر الوطني.. أن قوته لم تختبر بعيداً عن السلطة.. وربما ينطبق عليه قول أبي الطيب المتنبي (.. أن تحسب الشحم في من شحمه ورم..) والحزب (شحمه) من التخمة المالية التي تسنده فيه آليات الدولة.. وبالمعايير المهنية المحضة.. لا يمكن التمييز كثيراً بين ضعف (الهزال) عند الأحزاب الأخرى.. وضعف (البدانة) عند حزب المؤتمر الوطني..
|
|
|
|
|
|