|
|
 حصدنا العيش طلعنا مطالبين الخيش
|
حصدنا العيش طلعنا مطالبين الخيش
أنه حصاد السراب بعد الأعمال الشاقة المؤبدة و الاستغلال البشع الذي يتعرض له للأسف المزارعين في ربوع بلادي في مزارعهم المطرية والمروية.
قال السيد وزير الزراعة والغابات الاتحادي بعضمة لسانه:أنه بفضل النفرة الخضراء شهد الموسم الزراعي الماضي طفرة غير مسبوقة في الإنتاج وبخاصة في الذرة وأصبح لدينا فائض إنتاج يبلغ 3 مليون طن من الحبوب.ونواجه الآن مشكلة في تسويق هذه الكمية.( أو كما قال سعادته).
هكذا نحن دائماً من سعادة الوزير ومروراً بكافة المستويات وصولاً إلى أصغر غفير تفاجئنا الأحداث، يفاجئنا الخريف،ورمضان والامتحانات وجميعها كان لها كتاباً موقوتاًَ، ولا يمكن أن نضع خطة متكاملة تغطي كافة جوانب الموضوع، نستنهض الهمم و نستنفر الناس سعياً وراء أعلى إنتاجية ممكنة وعندما يتحقق ذلك تصبح لدينا مشكلة، عجب!!!.
وعندما تستمع للأخوة المسئولين يعجبك قولهم ولكن الواقع يخالف ذلك وليس من رأى كمن سمع، الحديث عن الخطط الإستراتيجية، الخمسية، العشرية وربع القرنية، كيف يتم التخطيط للمقدمات ويغفل النتائج؟. أفيدونا أفادكم الله.
المزارعين الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل إنجاح هذا الموسم وعاشوا على الأمل يمنون أنفسهم بمحصول وفير وعائد مجزي، قد أسقط في أيديهم الآن وباعوا البصل بما حصل والبطاطس تركوها في الأسواق ليتم التخلص منها بالمكانس.
يذكرني ذلك بأن أحد أخواننا من مالكي اللواري، تم استئجاره ليقوم بنقل حمولة عربة كاملة من المانجو من منطقة سنار إلى الخرطوم، وقام صاحب البضاعة المرافق له في اللوري باستلاف مبلغ من المال منه في الطريق طبعاً على أمل، لأنه كما يقولون الحاري ولا المتعشي) وعند وصولهم للسوق المركزي بالخرطوم نزل صاحب المانجو ليستطلع السوق، ولكنه فوجئ بأن سعر المانجو كله لا يعادل قيمة إيجار اللوري فما كان منه إلا أن اختفى تماماً، وبعد طول انتظار أدرك صاحب اللوري أنه قد شرب المقلب وقام بإفراغ الحمولة وتركها على الأرض في وسط السوق، ولسوء حظه ضبطته سلطات البلدية قبيل مغادرته واضطرته لتحميلها مرة أخرى ورمي هذه المخلفات خارج المدينة.
أما الذرة وما أدراك ما الذرة فبحساب بسيط تكلفة زراعته و إنتاجه أقل بكثير من سعره الحالي في السوق، ويصدق فيه قول الشاعر حميد ( بشيش وبشيش حصدنا العيش ...طلعنا مطالبين الخيش). أما الوقت المهدر (والآمال العريضة المشتته) فلا عوض لها إلا (في الجنة يا حسين) كما يقول عادل إمام.
ونتاج هذا الحصاد المر، لا بد أن ينعكس في هذا الموسم أو المواسم التالية عزوفاً عن الزراعة وفجوة غذائية وأسعار خرافية وإعانات دولية.
والشكر أجزله للأخوة في مجالات التخطيط المختلفة على ما بذلوه من جهد مقدر ومزيداً من الإبداع أقصد المفاجاءات ونطالب بتكريمهم بصفة عاجلة واستثنائية. أما المزارعين فصبراً جميلاً والله المستعان.
الطيب الشيخ
[email protected]
|
|
 
|
|
|
|
الطيب الشيخ
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست