هل الشعب السوداني أكثر الشعوب حبا للنبي (ص) ورؤية له مناما ويقظة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 06:44 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-09-2007, 06:12 AM

الرشيد حسن خضر
<aالرشيد حسن خضر
تاريخ التسجيل: 09-28-2005
مجموع المشاركات: 280

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هل الشعب السوداني أكثر الشعوب حبا للنبي (ص) ورؤية له مناما ويقظة

    تحية من هذا المنبر لإذاعة الكوثر – إذاعة محبة النبي صلى الله عليه وسلم ، ولقد كان لي شرف زيارتها إدبان وجودي بالخرطوم قبل شهرين وجلسوي إلى نائب مديرها الأخ عبد الرحيم ولعلهم إنتقلوا الآن لمقرهم الجديد بحي الصافية ليواصلوا رسالتهم المميزة والمتفردة ، وقد حظيت هذه الإذاعة بإلتفاف جماهيري غير مسبوق ووصلت للشرائح الإجتماعية في مناطقها ودخلت الطوابير المدرسية وأشاعت في الناس عمق محبة النبي صلى الله عليه وسلم والإكثار من الصلاة عليه والتذكير بشمائله العاطره وسنته الماضية وسيرته الباهرة ... وهي تطرح هذا العام الهجري 1428 حملة : شعب السودان أكثر شعب يصلي على النبي (ص) وروجت للحملة وملأت الحيطان بالملصفات وخصصوا أستديو لحاج الماحي من أعلام الإنشاد الديني الكبار بعد قدوره وهكذا فجزاهم الله خيرا .
    * تنويه : متى ما ذكرنا : (ص) للتخفيف نرجو أن يقرأها القاريء الكريم كاملة توقيرا له عليه الصلاة والسلام ورجاء للثواب .
    - المحبة في الأصل فضيلة عظيمة . قال العارفون بالله المحبة مقام عزيز بقي منه صبابة إنتشقها العارفون . وقيل هي نار من الفؤاد إلى المراد ، وقيل هيّ الميل بلا نيل ، وقيل هيّ محو صفات المحب في صفات المحبوب وغير ذلك.
    - قال تعالى على لسان نبيه الكريم ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) فلا شك أنّ الإتباع للنبي وموافقة شريعته من أعظم أسباب المحبة وأبوابها ودلائلها وهو ما يدين الله به كل عاقل . ولكن مجرد المحبة فضيلة ألا ترى لما أقام النبي (ص) حد الشرب على ماعز ، سخر منه بعض الصحابة ، فنهاهم النبي ( ص) قائلا : دعوه فإنه رجل يحب الله ورسوله .
    فالبلاء ربما يصيب العبد في معصية ما ولكنه مع ذلك يكره المعصية في نفسه ويتذلل لله تعالى بطلب الخلاص منها وقلبه ممتليء بمحبة الله ورسوله والتعلق بهما . نقول هذا لو قال قائل لماذا تهريج الكوثر ألا تعلم الناس الإتباع والفقه ، يريدونها أن تجمع وظائف جميع الدعاة والعلماء ويحملونها فوق طاقتها مع أنها تؤدي الكثير مما يرمون إليه .
    - الإنسان السوداني المسلم يشعر بتعلق شديد بجناب المصطفي بمحبة خاصة وكثرة صلاة عليه لا مثيل ولا نظير لها ربما في كل أرجاء الدنيا . فها هي المرحومة نادية بت الزوواوي في مدني وردها في الصلاة عليه (ص) مليون في اليوم والليلة ، وفد تعجب الأشياخ من حالها وعظيم غور محبتها فلما كلموني عنها أسرعت في صبيحتي لزيارتها بمدني ورأيت دارها مهيبة وأعلامها ترفرف عظيمة والعلماء والشيوخ يزورونها . والأشياخ أقرب من المصطفي من كل قريب فها هو الشيخ احمد الطيب ود البشير يقول : ما غاب عني (ص) إلا عند النساء وعند الخلاء ولا أقول قولا ولا أفعل فعلا إلا بأمره صلى الله عليه وسلم . وذات يوم بإجازتي نشطت في الصلاة عليه ( ص) بفداسي نحو عشرة ألف فذكرت ذلك لشقيقي الأصغر الشيخ الأحمدي خالد حسن ، فتبسم قائلا : ده عدد الشفع عندنا هنا بيسوه بالصباح بس !!! وذكر لي أنّ بعض شبابنا هنا من أورادهم قراءة ( لقد جاءكم ) الآية - 35 ألف مرة في اليوم فصار هو وشقيقاته بالبيت يرون النبي (ص) يوميا ، أما فلانا – م أ ب - وهوأستاذ بجامعة ( ) فإنه يرى النبي (ص) يقظة / جهرة من شدة صفائه ومحبته وطاعته وكثرة الصلاة عليه (ص) . وقيل لعمنا المرحوم الصافي ود الحر أنت ذهبت للبلدة الفلانية فكم المسافة ، فقال : لا أدري كم ولكنها بسبحتي عدد مليون من الصلاة على المصطفى (ص) ، وكنت أرى خفير مسجدنا شمس الدين الدرديري رحمه الله إذا أشرقت الشمس ونحن خروج من المسجد يقول (متحدثا بالنعمة ومحرضا لنا ) أكملت الان عشرة آلاف – عربون اليوم !!! . وحتى أنّ بعض عوامنا لقي إبن خالتي الأستاذ قاسم عبد الرحيم وهو يريد الدخول للحرم للعمرة سائلا عن أي باب يدخل فقال له قاسم تدخل من باب السلام ندبا أما هذا الذي دونك فهو باب النبي فصاح الرجل وجدا : آآ باب النبي ؟ أنا أخلي باب النبي وأدخل من غيره !! فانظر شدة محبة عوامنا ( قال العلماء العوام مرحومون ) حتى أنّ بعضهم قال : والله النبي ده لو مات عندنا والله لي يوم الليلة ما كان فراشو إترفع !!!
    - قال الشيخ عبد الوهاب الشعراني أنّ جماعة من أشياخ مصر ( في القرن العاشر الهجري ) كان وردهم من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم خمسون ألفا فأورثمهم ذلك رؤية النبي (ص) يقظة .
    - وكان الشيخ محمد البصير – السماني – بالحلاويين يرى النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا ويشاوره في جميع أموره وقد كان ضريرا فسماه شيخه سيدي أحمد الطيب راجل أم مرحي بالبصير .
    - وهذا ينسب لكل الأشياخ الأفذاذ ببلادنا من عركيين وقادرية وبرهانية وإدريسية وأحمدية وتجانية إلخ وكذا تلامذتهم الصادقين المحبين المتعلقين بالنبي (ص) وجنابه الفخيم ، فلا تصير يا أخي تطلق عنان لسانك للهواء تعترض وتنكر على الناس منن الله تعالى عليهم وخصوصيتهم مع رسولهم ومحبتهم الخاصة له فيفوتك قطار العمل والقرب من خير البرية وتركب قطار النقد والطرد !!!!
    - الرؤية والحلم :
    إهتم المحبون برؤية النبي (ص) من فرط حبهم وعدم صبرهم على الحرمان منها وراحة قلوبهم بها
    وهم يشهدون أحاديثه الشريفة تقرر : الرؤية الصالحة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة . ف
    فإذا كانت الرؤية الواحدة تقذف في باطن الرائي جزء واحد من ستة واربعين جزء من انوار النبوة فبخ بخ وأنعم . والمؤمن الحق يدرك أنّ النبوة أنوار سبعة ( كما يقول الشيخ البرعي في قصيدته العرفانية : بدر الكون لابس حلل عاشقك دائما في ملل ) كما يقول الشيخ الدباغ هيّ أنوار ؛ النبوة والرسالة والآدمية والعلم والحق والحياء والإيمان ) وكل نور منها مركب من سبعة أنوار
    ( لاحظ مفهوم قوس قزح العلمي ) حاصلها 49 نور منها ثلاثة أنوار مشتركة فيكون الحاصل 46 نور هيّ المشار إليها في الحديث الشريف المتقدم . وهذه الأنوار في ذات النبي (ص) لا تطاق ولا تكيف ، ثم تستمد منها أمته بقدر طاقتها وسابق قسمتها ، فمثلا نور الإيمان أكثر الناس إستمدادا منه من النبي (ص) سيدنا أبو بكر الصديق ثم ّ يتفرق منه النور إلى سائر الأمة وهكذا نور الحق عند سيدنا عمر الفاروق ثم نور الحياء عند سيدنا عثمان ذو النوريين وهكذا .
    - قال الشيخ الدباغ رحمه الله إني أعجب لعالم مثل ابن حجر يفسر حديث الرؤية الصالحة...
    بأنّ النبي (ص) بديء بالرؤية المنامية قبل النبوة التي أتته في سن الأربعين إلى ستة أشهر لذا فهذه الستة أشهر جزء من السنة الواحدة ومن ثمّ تكون الرؤية جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة ، يقول فهذه علاقة حسابية جافة ، والتحقيق ما ذهب إليه الشيخ الدباغ في تفسير الحديث بمسألة أنوار النبوة المتقدم ذكرها ، وكل يتحدث بما يفتح الله به عليه . والقاعدة العرفانية تقول أنّ المزية بعلوم بعينها لاتعني الأفضلية كما يستفاد من قصة الخضر عليه السلام وهو رجل صالح مع سينا موسى وهو نبي ورسول .
    - والرؤية خلاف الحلم ( الرؤية من الله والحلم من الشيطان) الحديث . فالرؤية مشاهد في عالم المثال يتولاها ملك مخصوص بها يعرضها على النائم بكسبه كتعلق خاطره بها وإنشغال باطنه
    وتعلق همته بها وربما يستخدم لذلك أذكارا وأدعية أو بغير كسبه وطلبه لمراد الله منها .
    قال العارفون بالله : لايستهين بالرؤية إلا جاهل ، لمراد الله منها من تربية وتقويم وتذكير وتوبيخ
    وإستخارة إلخ . وكان صلى الله عليه وسلم يرشد صحابته الأكرمين بالإعتناء بها ويتفقدهم إذا أصبحوا بقوله : هل رأى منكم أحد رؤية صالحة فأعبرها له أو كما قال . وكان أكثر الصحابة معرفة بتعبيرها سيدنا أبو بكر الصديق . قال العارفون بالله : لا يعبّر الرؤية إلا صديق أو من قاربه . يعني إلا من هوّ في مقام الصديقية الذي هو بعد مقام النبوبة ويبلغه كبار الأولياء وعلى رأسهم سيدنا أبو بكر الصديق . وما ذلك إلا لإحتياج التعبير لنور خاص وبصيرة نافذة . فأنت ترى ابن سيرين من قوة نورانيته وصفاء باطنه يفسر الرؤيا مرة بالقرآن وتارة بالسنة ومرة بالعرف
    وهكذا حسبما يؤدي إليه نور البصيرة . فما كل من هب ودب يفسر أو يعبر الرؤية .
    أما الحلم فهو من تصاوير الشيطان – أطغاث الأحلام – .
    وقد دلت الشريعة على كيفية التعامل مع الرؤية :-
    فالرؤية الصالحة تعد من جملة أسرار المرء فلا يفشي سره ولو نشر بالمناشير وقد قيل صدور الأحرار قبور الأسرار فلا يخبر بها إلا من يحب - إن رأى في ذلك فائدة له وتحريض وإئيناس ونحو ذلك . والذي لا يؤتمن على السر يسلب منه .
    أما الرؤية الرديئة والسيئة فلا يخبر بها فإنها تقع – أي لكونها معلقة في عالم المثال فتستحيل واقعا إن خالف وأخبر عقوبة له . وينبغي له إذا إستيقظ من نومه أن يفعل أربعة أشياء :-
    يتفل على شماله ثلاثا ، ويغير رقدته من جنب لجنب آخر ، ويستعيذ بالله من شر الشيطان الرجيم ويستعيذ بالله من شر هذه الرؤية .
    - رؤية النبي صلى الله عليه وسلم :_
    - يقول العارفون بربهم : أنّ النبي (ص) هو أول المخلوقات بروزا وآخرها ظهورا ويشهد بذلك حديث سيدنا جابر : كنت مخلوقا وآدم بين الماء والطين ( فاليراجع في موضعة من كتب الصحاح
    وأنّ أول من خلق الله تعالى من الكائنات النور المكرم وهو نور النبي صلى الله عليه وسلم وهو من نور الله تعالى لقوله (ص) : أنا من نور الله والمؤمنين من نوري ( ونفخت فيه من نوري ) . ومن النور المكرم إنشقت الأنوار فخلق الله من أول إنفلاقها أرواح الملائكة وهكذا إلى آخر الموجودات علويها وسفليها . لقول سيدي بن بشيش في صلاته المشهور : اللهم صل على من منه إنشقت الأسرار وانفلقت الأنوار ............ فرياض الملكوت بزهر جماله مونقة وحياض الجبروت فيض أنواره متدفقة ....).
    - وقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم حقيقتان : المحمدية والأحمدية فالمحمدية بحر لاساحل له يحوم حوله علم جميع العلماء ومعرفة جميع العارفين ولا يدركوا منه إلا القليل أما حقيقته الأحمدية فلا مطمع لأحد في دركها . وهذا لعمري بعيد عن دعوى الغلو التي يروج لها من لا ذوق له في هذا المهمه الفسيح وحقوق المصطفى أرفع من أن تدرك . وعبّر عن ذلك سيدي أحمد التجاني في كتابه العظيم الفريد جواهر المعاني بقوله : في تفسير قوله تعالى ( ولسوف يعطيك ربك فترضى ) ( وكان فضل الله عليك عظيما ) قال : فما بالك بعطاء من حضرة الحق التي لا تطاق ولا تكيف ولا تدرك ( كلكم في ذات الله حمقى ) إلى مقام النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو في غاية العلو . فلا تكن ياأخي ممن ينقّص النبي (ص) ويقع في حقه فتزل زلة الأبد وتلحق بأصحاب الرسوم الدنماركية وأشباهم . وقد شاع في السودان في الآونة الأخيرة كلام لبعض الخطباء في المنابر أو المحافل ينكرون نورية النبي صلى الله عليه وسلم وينسبون لأنفسهم العلم ويعتدّون به على تقدير أنّ الكلام في النورية فقط من قبيل المجاز والكنايات وأنّه (ص) بشر كالبشر . وقد عمد بعض المصلين في الجمعة ببلدتنا إلى إعادة صلاتهم ظهرا لما سمعوا ذلك في خطبة الجمعة ، من هول ما سمعوا من عبارات تنقيص طالت أيضا العارف بالله تعالى شيخنا البرعي في قصيدته : الأصلو نور من نور . وزعم الخطيب أن البرعي كغيره يؤخذ من كلامه ويرد إلا صاحب القبر الشريف .
    - وقد جعل الله تعالى من الخصائص الشريفة ما ينبيء عن حقيقته النورية وإندراج هيكله الجسماني الترابي فيها ومن خصائصة الشريفة كونه يرى من ( بفتح الميم ) خلفه كما يرى من أمامه وتنام عينه ولا ينام قلبه ، وتبتلع الأرض كل ما يخرج منه ( حال قضاء حاجته) ، ولا يتثاءب ، ولا يقع له ظل على الأرض ولا تحرن له دابة وهو راكب عليها ولا تتغوط .
    - وقد أكمل الله تعالى خلقة ( بفتح الخاء وسكون اللآم) وخلقه ( بضم الخاء واللآم ) كما ورد في شمائله الشريفه و أخفى الله تعالى جماله الحقيقي حتى لا ينشغل صحابته الأكرمين به عن الجهاد ونشر الإسلام فهو في حقيقته أجمل من يوسف وأتّم جمالا من كل مخلوق . كقول الشيخ
    أحمد الطيب في صلاته سر الأسرار ( الجزء الثالث) : اللهم صل وسلم على سيدنا محمد الذي لو ظهر جماله ما طاقت الصحابة نظره .
    - وقد تملى الصحابة الأكرمين برؤيته الشريفة ونالوا بذلك شرفا لايدانيه شرف وفضلا لا يوازيه فضل ، وتربوا بنظراته الإكسيرية واستمدوا من أنوار النبوة العظيمة وحللها الفخيمة كما تقدم فامتلأت بواطنهم علما وحياء وإيمانا وقوة في الحق وصاروا كالنجوم بأيهم إقتديتم إهتديتم كما في حديثه (ص) .
    - ولقد عرف العارفون قيمة الرؤية وفضلها العظيم معرفة كشفية حقية لا وهم فيها ولا تخييل . قال
    سيدي الدباغ : أنّ رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ألذ من نعيم الجنة ، لأنّ الجنة مخلوقة من نوره ( المكرّم ) ، بل انها لا صبر لها عليه وتهش نحوه كما تهش الدابة نحو علفها ولولا أمر الله لها لنزلت إليه في الدنيا وصحبته أينما ذهب . فيا أخي ألزم نفسك شرف التصديق وتوقير جاه نبيك الكريم والجم نفسك عن الشرود والميل الفطري نحو التردد والإنكار وسلم هذا العلم لأهله .
    - الرؤية المنامية لسيد الوجود وعلم الشهود :
    وتقريرها ما ورد في الحديث الصحيح : من رآني في المنام فسيراني في اليقظة فإن الشيطان لا
    يتمثلني . ا وهو أن يراه بحسب جلاء مرآة قلبه . فالذي يراه على هيئته التي رآه عليها الصحابة
    أو المبثوثة في الكتب من أوصاف خلقية مثل ما ورد من كونه : أبيض مشّرب بحمرة ،مربوع القامة لا بالطويل البائن ولا بالقصير اللصق ، مكتنز اللحم ، مدوّر الوجه أزهر اللون ، أغنى الأنف ، أكحل العينين ، مقرون الحاجبين أخمص القدمين ، دقيق المسربة ، طويل العرنين ، ألين شثن الكفين ، بعيد ما بين المنكبين ، عظيم الهامة ، شعره إلى شحمتي أذنيه ، يتكفأ في مشيته كأنما ينهط من صبب ،ما جاء بين طويلين إلاّ كان أطولهما إلخ . من يراه هكذا فمرآة قلبه مجلوة وباطنه شديد الصفاء وبه تشوق وإنشغال برؤيته الشريفة أو لمجرد المنّة الإلهية فضلا وكرما .ومن رآه بغير ذلك فقد رآه ولكن بمرآة كدرة وهذا هو التحقيق فأشدد عليه بكلتا يديك تسلم .
    ولا تزال الأمة خصوصا السادة الصوفية يبذلون الغالي والنفيس في طلبها وخطب ودها ويستخدمون لذلك آلاف الفوائد عند نومهم و في حال يقظتهم وفي دعائهم ( اللهم أرزقنا رؤيته مناما ويقظة وفي الدنيا سنته وفي الآخرة معيته وهكذا .) . فمنهم من يقرأ سر الكوثر – أي قراءتها
    ألفا عند النوم ،ومنهم من يجعل إسم محمد وأحمد نصب عينيه قبل نومه وصور لا حصر لها من الفوائد القاسم المشترك بينها جميعا كثرة الصلاة عليه وإشتغال القلب به والشوق . والذي يدرك الرؤية المنامية فقط يجد من الراحة القلبية والسعادة ما لايصفه الواصفون ، وقد وقع لأخي فلان ذات مرة فقال لي أنّ شعور الرائي بها يفوق شعور الحاج سبعة أضعاف وأزيد – مش حج مغتربين جاف – ده ببخوره وزغاريده تعظيما لا إبتداعا .
    - يقول العارفون أنه بحكم الأصل النوراني للكون وإشتقاقه من نور النبي (ص) فالكون كله مغمور بنوره المكرّم ، ومن ثمّ تتجسد صورة النبي (ص) الشريفة في كل ذرات هذا النور فيراه الالاف في ذات الوقت في أماكن كثيرة . وإن شق عليك درك هذا فسلّم فهو أنفع لك وأحوط ، ألا ترى الصور الأثيرية ترتسم في الموجات الأثيرية بحيث لو وضعت مليون جهاز تلفزيون لإلتقط كل منها نفس صورة الرئيس البشير فافهم تغنم . أمّا تعدد صور الرؤية للنبي الكريم وإختلافها من فرد لآخر فبحسب مراد الحق من كل رؤية والله أعلم .
    - الصالحون يتطلعون بعد مرحلة الرؤية المنامية ونعيمها وشكر الله تعالى عليها إلى الرؤية الجهرية
    إمعانا في محبته (ص) وشدة تعلقهم به ، إستنادا إلى نفس الحديث المتقدم ( من رآني في المنام فسيراني في اليقظة............ )رواه الإمام البخاري في صحيحه . قال العارفون : يراه في يقظته
    ولو عند النزع فلا بد من حصول وعد الصادق المصدوق الذي ما نطق عن الهوى . أما قول البعض
    من أهل العقائد الأخرى المخالفة بأنه يراه يقظة أي في الآخرة فهذا قول ضعيف طالما أنّ الآخرة دار إنكشاف يرى فيها المؤمن حتى ربه كالقمر ليلة البدر فلا مزية هناك لذلك للإنكشاف المذكور.
    وقد حصلت الرؤية الجهرية للصالحين وفاضت بها كتبهم ومجالسهم وشاع خبرها ولم يعد من الإنصاف إنكارها ، ووصف الصالحون طريقهم بأنّه الطريق الوحيد الذي تكثر فيه رؤية النبي (ص) مناما ويقظة وتكثر فيه الكرامات والخوارق ولا يوجد ذلك عند غير أهل هذه الطائفة الشريفة
    التي صدقت الله تعالى فصدقها وأنعم عليها بنعيم عظيم أوله المعرفة وأدناه المشي في الماء والطيران في الهواء .
    - ولكن إختلفوا في الرؤية الجهرية فكل يتكلم بحسب مقامه . فمنهم من قال يراه (ص) كما يراه الصحابة ، ومنهم من قال يراه متشكلا بشكل الأشباح ( أي خلاف الأجرام الترابية البشرية ) ، ومنهم من قال بل هو لطيفة روحانية ، ومنهم من قال إنّ الرؤية جمعية روحية لا يكيفها إلا من شهدها وهكذا .
    - وذهب سيدي عبد المحمود نور الدائم إلى أنّ الرؤية الجهرية مقام ( عزيز ) لايبلغه السالك إلا أن يقطع نحو700 ألف مقام – أنظر عظمة النبي (ص) وطهارته وعزته . وقال سيدي الشعراني بأنّها ربما تحصل بجذبة إلهية لمن يعتني الحق به لسبوق المحبوبية والإصطفاء . وقد رأيت ذلك عيانا في قريبي ونديدي محمد عبد الرحيم رحمه الله، لم يكن مجتهدا في الطريق السماني كفيره ولكن إيمانه كإيمان الصحابة وكالغريب في الدنيا له حال عجيب مع القرآن ما أن يجلس مستمعا حتي يغيب فيه ويتدبره تدبر العارفين وفي هذا الحال ظهرت له الصورة الشريفة للمصطفى (ص) لأول مرة كما رآه الصحابة على هيئته الأولى لما وصل الشيخ عبد الباسط بالمسجل للآية ( الحمد لله الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ................) فهام بها وأخذ يكرها وهو يقول : هو رحمة هو رحمة مرارا بإستغراق عظيم فلا حت له صورة النبي الجمالية ، ثمّ فتح له بابها وصار يراه يوميا بل كلما تعلق بها وربما الساعة والساعتين في الرؤية الواحدة ومنذ ذلك الوقت صار في كنف المصطفي يرشده ويهذبه حتى أنّه قال لي مرة تعلق خاطري بشعر النبي (ص) أريد رؤيته فكان يراه دائما معتما ، فما إستتم خاطره حتى كشف له (ص) عن شعره الشريف فتملى برؤيته وجالت روحه في طياته . وبعد وفاته التي كانت قبل خمسة أعوام وجدنا
    بشنطته نحوا من ثلاثين كراسة دوّن فيها رؤياه الجهرية بالتفصيل ومن بينها تخطئة النبي الكريم
    لعالم إذاعة القرآن الكريم بالسعودية بإنكاره التوسل بالنبي(ص) لموته ، وذكر عليه الصلاة والسلام أنّ الحياة البرزخية أتّم وأكمل من الحياة الدنيوية وأنّه (ص) حي في قيره إلخ .
    - وكما أسلفنا قول الشيخ الشعراني أنّ طائفة من علماء عصره الصالحين كان وردهم من الصلاة عليه (ص) خمسون ألفا فأورثهم ذلك رؤيته يقظة . وفي قريتنا فداسي سأل الدكتور الطاهر محمد الدرديري
    الشيخ السماني الفكي الحسن : هل يرى بعض الناس النبي(ص) يقظة ؟ فرد عليه : هو يا ولدي في ناس ما شافوه !! وذلك من كثرة رؤيته له يقظة لكأنّ الناس كلهم يرونه . وفي أخبار الصالحين بالسودان وغيره وما طفحت به كتب الصوفية ما فيه الكفاية لمن أراد لنفسه خيرا ولا مجال في هذا المعترك لتخييل ولا أوهام فهذه أحوالهم التي هي ثمرة النوافل وصدق معاملة المحبوب والتعلق به .
    - ومن يريد هذا النعيم فعليه بما يلي :-
    - حسن الإتباع وقوة الهمة في الدين .
    - صحبة العارفين والمرشدين الواصلين .
    - قوة المحبة في الله ورسوله وأوليائه ( الصحابة أعلى الأولياء).
    - شدة التعلق بجناب النبي الكريم وبذل الوسع في طلب رؤيته
    - كثرة الصلاة عليه ويخرق في ذلك العادة .
    - أن يجعل الطهارة شعاره وصفاء الباطن دثاره
    - حسن الظن بالله تعالى .
    وللكلام بقية .
    وأرجو من كل المحبين للنبي الكريم أن يضيفوا ما عندهم لفائدة القارئ ورجاء للمثوبة والله ذو الفضل العظيم .
    وصلى الله على سيدنا محمد الياقوتة الفريدة والجوهرة العزيزة وآله وسلم
    اللهم أرزقنا رؤيته مناما ويقظة بمحض جودك وكرمك يا كريم .آمين



    ،


                  

06-09-2007, 06:25 AM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل الشعب السوداني أكثر الشعوب حبا للنبي (ص) ورؤية له مناما ويقظة (Re: الرشيد حسن خضر)

    اللهم صلي وسلم وبارك على أفضل الخلق أجمعين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين بعدد خلقك وسعة رزقك ومداد كلماتك،،،،
                  

06-09-2007, 09:25 AM

الصادق صديق سلمان
<aالصادق صديق سلمان
تاريخ التسجيل: 07-11-2006
مجموع المشاركات: 4010

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل الشعب السوداني أكثر الشعوب حبا للنبي (ص) ورؤية له مناما ويقظة (Re: الرشيد حسن خضر)

    الأخ الرشيد
    محبة الرسول المجتبى عليه الصلاة والسلام هي الوصلة المتينة التي توصل المحب إلى رب العالمين
    وهي زاد العاشقين.

    نسأل الله أن يجعلنا من محبيه وأن يزيدنا محبة فيه عليه الصلاة والسلام حتى نراه يقظة ومناماً.

    أبوفتحية
                  

06-09-2007, 09:52 AM

essam&amal
<aessam&amal
تاريخ التسجيل: 11-15-2003
مجموع المشاركات: 2579

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل الشعب السوداني أكثر الشعوب حبا للنبي (ص) ورؤية له مناما ويقظة (Re: الرشيد حسن خضر)

    - ومن يريد هذا النعيم فعليه بما يلي :-
    - حسن الإتباع وقوة الهمة في الدين .
    - صحبة العارفين والمرشدين الواصلين .
    - قوة المحبة في الله ورسوله وأوليائه ( الصحابة أعلى الأولياء).
    - شدة التعلق بجناب النبي الكريم وبذل الوسع في طلب رؤيته
    - كثرة الصلاة عليه ويخرق في ذلك العادة .
    - أن يجعل الطهارة شعاره وصفاء الباطن دثاره
    - حسن الظن بالله تعالى .

    جزاك الله خيرا
    اجزم اننا اكثر شعوب العالم محبة للرسول عليه افضل الصلوات والسلام

    ذكرت لى صديقة من الامارات ان احد الصحفيين الامريكان وهومسلم عمل بحث عن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وسط المسلمين العاصيين اللذين يشربون الخمر ويلعبون الميسر كتب فى بحثه بعد دراسة خمسة سنوات وجدت ان الشعب الوحيد الذى لا ينسى ذكر الله وهو فى قمة المعصية هو الشعب السودانى يكون الرجل مخمور ولا يعى شىء اذكر الرسول امامه يقول بصعوبة من شدة السكر عليه الصلاة والسلام فابكى بكاء شديدا وكم من تاب من السكر من كثرة حديثى معه عن الرسول من شدة محبته له يقلع عن المعصية والحمد لله .

    ربنا يرحمنا واياهم ويتوب عنهم ويهديهم الصراط المستقيم .

    اخى الرشيد لك التقدير
    ام وضاج
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de