عندما يكون الحل هو إعادة تعليم خريجي الجامعات ....

Quote: وفرة في العدد وقلة في الجودة شركات تقنية المعلومات الهندية تعيد تعليم خريجي الجامعات - جو جونسون - 16/05/1428هـ دفع النمو الجامح في صناعة إسناد مهام تقنية المعلومات في البلاد إلى جهات خارجية بالموارد البشرية إلى حدود جديدة باستثناء الوضع في أوقات الحرب الشاملة، قامت مجموعة قليلة من المؤسسات بتوظيف أكبر عدد من الأشخاص بمثل هذه السرعة، كما فعلت الشركات الرائدة لصناعة تقنية المعلومات الهندية. من المتوقع لأكبر خمس شركات في القطاع أن تشترك في توظيف نحو 125 ألف مهندس شاب هذا العام. وهذا مؤشر معبر عن الوتيرة التي كان ينجز فيها العمل في مكاتب الدعم في البنوك الاستثمارية، شركات التأمين، بائعي التجزئة وشركات الإعلام والاتصالات الموجودة في أرجاء العالم والتي يتم إسناد مهامها إلى الهند. إذا كان الحديث عن الحمائية المنطلق من الحزب الديمقراطي الأمريكي موجهاً، فإن هجرة الموظفين في مهن ذوي الياقات البيضاء إلى مواقع خارجية أقل تكلفة يمكن أن يطفو على السطح من جديد، بوصفه مسألة سياسية ساخنة في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية التي ستجري عام 2008. لكن بينما تخلق ظاهرة إسناد مهام تقنية المعلومات إلى جهات خارجية تحديات للبعض في الغرب، فإن سوق العمالة الضيق في الهند، نقص الخريجين وارتفاع معدل دوران الموظفين أصبحت مشاكل أيضاً. خلال السنة المالية الماضية، كان التوظيف في شركتي "إنفوسيس تكنولوجيز" و"تاتا" للخدمات الاستشارية، أكبر شركتي تقنية معلومات في الهند من حيث قيمة السوق، مذهلاً. وحتى 13 آذار(مارس) من العام الجاري، ارتفعت المبيعات بنسبة 44 في المائة لتصل إلى 3.1 مليار دولار، ووظفت شركة إنفوسيس الواقعة في بنغالور، ما لا يقل عن 31 ألف موظف جديد، بحيث أصبح مجموع قوى العمل فيها يبلغ 72 ألف موظف. أما شركة تاتا للخدمات الاستشارية الكائنة في مومباي، والتي ارتفعت عوائدها بنسبة 41 في المائة لتصل إلى 4.3 مليار دولار، فوظفت 32 ألف موظف، حيث أصبح عدد الموظفين فيها يزيد على 98 ألف موظف. وفي المقابل، ومن أكبر خمس شركات في فورتشين 500 في الولايات المتحدة في العام الماضي، كانت "وال مارت" الوحيدة التي أنشأت وظائف أكثر مما أنشأت شركتا تقنية المعلومات الهنديتان. أدى التحدي الكامن وراء إدارة مثل هذا النمو وسط تفاقم النقص في العمالة الماهرة، إلى نقل الموارد البشرية إلى مركز الاستراتيجية المؤسسية. وسوف تقوم شركة إنفوسيس التي تبلغ قيمتها السوقية 27.5 مليار دولار، بتوظيف 24.5 ألف شخص هذا العام دعماً لنمو الإيرادات المتوقع أن يبلغ 28-30 في المائة وقامت بنقل مديرها المالي، مهندس باي ليشرف على الموارد البشرية. مثل هذه الخطوة من شأنها أن تعتبر تنحياً في شركات فورشتين 500 الناضجة، ولكن ليس في قطاع يواجه سوق عمالة أصبح ضيقاً بسرعة أكبر مما توقع العديدون. ويقول باي: "لا أعتقد أنه في أي مكان آخر في العالم سيسعى المدير المالي لشركة تنمو بالسرعة التي تنمو بها شركة إنفوسيس ، للعمل في وظيفة في الموارد البشرية." وأصبح التوظيف في " إنفوسيس" مؤتمتة وتم إسناده إلى جهات خارجية بصورة كبيرة. وقام برنامج حاسوب بفحص الغالبية الكبرى المكونة من نحو مليون شخص تركوا الكلية وتقدموا للحصول على وظيفة عبر الإنترنت في العام الماضي وتم السماح لـ 160 ألف شخص بالتقدم لاختبار القبول. يقول بيكرامجيت مايترا، رئيس قسم تنمية الموارد البشرية: "نحن نبحث عن أشخاص يمتلكون القابلية للتعلم." ويضيف: "إذا كان شخص ما لديه سجل أكاديمي جيد طوال 15-16 سنة، فإنه على الأقل يمتلك القدرة على التعلم من خلال التكرار، وسوف نقوم باختبار قدرتهم التحليلية وقدرتهم على حل المشاكل." يقوم "شريك بائع" خارجي بإجراء مقابلات مع نحو 80 ألف متقدم للوظيفة، منهم واحد من بين خمسة سيستلم فيما بعد رسالة إلكترونية تلقائية تحتوي على عرض عمل. يقول هيمانشو ناهاري، متقدم للحصول على وظيفة يبلغ 23 عاماً من مومباي: "حينما تلقيت الرسالة الإلكترونية، ضاعت مني الكلمات." ومثل آلاف الموظفين الآخرين الذين يتلقون معاش 230 ألفا -270 ألف روبية (5,660- 6,650 دولار) في مرحلة البداية، وسوف يقضي نحو 18 أسبوعاً في معسكر تدريب على تقنية المعلومات تابع للشركة في مايسور، جنوب غرب بنغالور. هناك، يتوقع أن يتعرض الأشخاص الذين يتم توظيفهم إلى أكثر من مجرد تعليم من الدرجة الأولى. حيث أنهم سيقيمون في مقر مترف يشبه منتجع نادي البحر المتوسط، حيث تزدهر الرومانسية، العديد من برك السباحة، طاولات السنوكر، قاعات البولينغ، دور السينما، والنوادي الصحية المجهزة بأحدث الأجهزة التقنية، ناهيك عن 14 مطبخاً مختلفاً تقدم أطباقها في "قاعات طعام" متنوعة. يقول باي: "إن الناس في هذا العمر يفكرون بأمرين، أحدهما الطعام." تعج شركة إنفوسيس، الاسم المعروف جداً في قطاع تقنية المعلومات الهندي، بالمتقدمين للحصول على وظيفة. وهو هدف رئيسي للصوص، وبعيداًَ عن كونه محصناً لضغوط ارتفاع معدل دوران الموظفين الذي يبتلي الصناعة. فإن معدل تناقصه تضاعف خلال خمس سنوات ليصبح 13.7 في المائة في 2006-2007. وباستثناء الموظفين الذين يعانون ضعفا في الأداء والذين تطلب منهم المغادرة ضمن نظام تصنيف إجباري يحاكي على نحو ضعيف، النظام المطبق في شركة جنرال الكتريك، فإن معدل التناقص يبلغ 12.2 في المائة. ولكن تلك لا تزال مرحلة ستربك أقسام الموارد البشرية في معظم المؤسسات. يقول ناندان نيلكاني، الرئيس التنفيذي: "إن سوق العمالة في الهند تنافسي جداً وقدرتنا على جذب الموظفين والاحتفاظ بهم مركزية بالنسبة لإستراتيجيتنا." تعتبر أعداد الخريجين الخام في الهند قياساً مضللاً لمهارات التوظيف. أما مجموعة المواهب الهندسية المتوافرة، على سبيل المثال، فإنها منخفضة نسبياً. تخرج كليات الهندسة الهندية نحو 400 ألف خريج سنوياً. ومن بينهم ستقوم أكبر خمس شركات تقنية معلومات، " إنفوسيس "، "تاتا" للخدمات الاستشارية، "ويبرو"، "ساتيام"، و"كوجنيزانت" بتوظيف أفضل 125 ألف خريج. كما ستوظف الشركات الأصغر في قطاع البرمجيات 100 ألف خريج آخر. وسوف يترك هذا مجموعة قليلة لقطاع التصنيع وجميع قطاعات الاقتصاد الأخرى. يعد نقص المهندسين جزءًا من مشكلة أوسع أنشأها نظام التعليم الذي يخرج خريجين لا تصنفهم غالبية الشركات بأنهم حتى " قابلون للتدريب" ناهيك عن أنهم مؤهلون. بينما يتخرج ثلاثة ملايين طالب من الجامعات الهندية سنوياً، فإن جزءا منهم يعتبر ملائماً للتوظيف في تقنية المعلومات عن بعد والصناعات التي تعمل على إسناد المهام من جهات خارجية. ووفقاً لدراسة أجراها الاتحاد الوطني لشركات البرمجيات والخدمات في الهند، فإن نحو 25 في المائة من خريجي الهندسة و10-15 في المائة من خريجي الكليات بصورة عامة ملائمون للحصول على الوظيفة. حذرت جماعة الضغط من أن قطاع تقنية المعلومات الهندي يواجه عجزاً بـ 500 ألف إخصائي مع حلول 2010، الأمر الذي يهدد سيطرة البلاد على خدمات تقنية المعلومات عن بعد. ويعتقد باي أن الحكومة بحاجة إلى القيام بخطوات ملحة لرفع مستوى الالتحاق في التعليم العالي من 10 في المائة من سن الذهاب إلى الكلية إلى 25 في المائة. في غضون ذلك، يقدر باي أن شركة إنفوسيس تنفق ضعفي ما تنفقه منافستها الولايات المتحدة على التأمين، أي نحو 4 في المائة من المبيعات. ويتجاوز استثمارها في معسكر مايسور مبلغ 500 مليون دولار. ولدى إتمامها لمركز التعليم العالمي 2، مبنى بمواصفات قبرصية –رومانية، فسوف تتمكن من تدريب 40 ألف موظف شاب في شركة إنفوسيس في العام. بينما يشعر باي بالإحباط من التكاليف التي يفرضها فشل نظام التعليم على العمل، فإنه يشعر بقلق أكبر إزاء الفجوة العميقة التي أنشأها بين الأغنياء والفقراء في المجتمع الهندي. ويقول في هذا الصدد: "هذه هي المأساة في الهند." ويضيف: "إن الحكومة لم تستوعب بعد حقيقة أن التحدي الأكبر المفروض في الوقت الحالي وفي العشرين عاماً القادمة هو كيفية تدريب الشباب في هذا البلد." ويضيف: "إن لم يكن لديك نمو يتخلل الطريق ليصل إلى الناس الموجودين في أسفل الهرم لأنهم غير مهرة أو شبه مهرة, فسوف يكون هنالك رد فعل اجتماعي. وهذا سيكون سيئاً للجميع."