وبدأت العقوبات تسري في الأجساد المنهكة .. قرارات متلاحقة من بنك السودان بشأن الاجنبي

Quote: كمال حسن بخيت تحرير شارع البطل علي عبد اللطيف أول عقوبة سودانية ضد اليانكي الامريكي -------------------------------------------------------------------------------- بعد احتلال استمر طويلاً.. تم تحرير شارع علي عبد اللطيف الذي احتلته السفارة الامريكية في الخرطوم وحرمت سكانه من ضيوفهم واهلهم وحريتهم وحتى من نسمة الهواء الجميل. ما فعلته السفارة الامريكية من اجل حمايتها وحماية طاقمها وحرسها لم تفعله اية سفارة في العالم.. وهي في بلد عرف باستتباب الامن الكامل.. وكان سفيرهم السابق يركض عصر كل يوم بمفرده في شوارع الخرطوم ولم يحدث له أي مكروه حتى علق على الامن الذي تتمتع به عاصمتنا الخرطوم وكل السودان. والسفارة الامريكية في موقعها الحالي تمثل قلعة يجب الابتعاد عنها وعدم الاقتراب أو التصوير.. وتعطلت اعمال اصحاب المحال التجارية التي تقع بجوار السفارة.. نسبة للحراسة المشددة التي وضعتها الدولة على مداخل السفارة من كل جانب.. وكذلك حراس السفارة من المارينز. اهل السودان لم يعرفوا بضرب الاعداء من الخلف.. وعرفوا باحترام ضيوفهم.. عربا كانوا ام اجانب.. لا يتعدون على حرمة سفارة أو منزل دبلوماسي مهما كانت درجات الاختلاف من الحكومة وحكومات تلك السفارات. نحن في صحيفة (الرأي العام).. كنا من الذين تضرروا من احتلال السفارة الامريكية لهذا الشارع الذي يقع في موقع استراتيجي.. واطلق عليه اسم بطل من اهم ابطال السودان.. الا وهو علي عبد اللطيف احد قادة ثورة 1924م. انه احتلال.. ولم أجد كلمة تناسب الحالة التي كان يعيشها الشارع وسكانه الكثر. والذين سوف يتنفسون هواءً صحياً.. لا تخيفهم البنادق الامريكية ولا يخيفهم المارينز.. أصحاب العضلات المفتولة والصدور العريضة. لقد تضرر كثيراً سكان هذا الشارع ورفعوا احتجاجهم إلى المسؤولين مراراً وتكراراً. ولكن الحكومة كانت تهدئهم وتؤكد لهم ان الامر مؤقت. ولا يمكن ان تسمح الادارة الامريكية لسفارة السودان في واشنطن ان تحتل شبراً واحداً من الشارع الذي تقع فيه سفارتها هناك فيه. ولا تضمن حتى سلامة أعضاء بعثتنا هناك ولا تشدد عليهم الحماية. لكن هذا الوطن المتسامح اهله وحكامه مع الأشقاء والاجانب.. سيكون كما هو متسامحاً وطيباً معهم. لقد جاء قرار والي الخرطوم الدكتور المتعافي ضربة معلم ضد القرارات الامريكية الجائرة ضد السودان ونحن نجد لهذه الادارة المتخبطة العذر في معاداة السودان وفي تخبط سياساتها الخارجية لانها تبحث عن مخرج يخرجها من المأزق الذي ادخلته فيها المقاومة العراقية الباسلة وتريد ان تلفت الانظار عما يجرى لقواتها في العراق الذين تفتك بهم المقاومة العراقية الباسلة يومياً.. وتؤكد الاخبار هذه الايام ازدياد نشاط المقاومة العراقية واستهدافها المباشر للقوات الامريكية وآلياتها المصفحة. تريد ان تشغل الرأي العام الامريكي والرأي العام العالمي عما يجري لقواتها هناك وتحويل الانظار الى السودان بإصدار عقوبات اقتصادية ضد (31) شركة سودانية وللأسف فان بعضها شركات مساهمة لعدد كبير من المساهمين الحكومة من بينهم.. ولم تراع مصالح اولئك المساهمين من المواطنين العاديين. ان قرار والي الخرطوم بتحرير هذا الشارع العظيم قرار صائب.. كان ينبغي ان يتم منذ فترة طويلة استجابة لاحتجاجات سكان الحي التي رفعت لسيادته، وكان يُؤمل ان تحسن الادارة الامريكية تعاملها في السودان وتقدر ما تقدمه لها الحكومة لسفارتها بالخرطوم. لكن جاء القرار الخطير والمهم عقب العقوبات الاستفزازية التي اصدرها الرئيس الامريكي بوش. لقد وجد هذا القرار ارتياحا واسعاً وسط المواطنين السودانيين بمختلف اتجاهاتهم.. خاصة سكان الشارع والشوارع المجاورة لانهم شعروا الآن فقط انهم احرار بتحرير شارعهم الرئيسي. ولتعلم الادارة الامريكية ان شعبنا لديه كامل القدرة على اتخاذ قرارات ضد الصناعات الامريكية بمختلف انواعها.. ومقاطعتها والاستغناء عنها تماماً. ان سلاح المقاطعة سلاح فعال اثبت تأثيره الكبير. المطلوب وقفة قوية تجاه العداء الامريكي السافر ضد بلادنا.. لان ما يبدو في الافق ان الادارة الامريكية بعد ان فشلت فشلا ذريعاً في العراق.. وافغانستان واصيبت بخيبة كبيرة تجاه التحدي الايراني الذي لم تستطع ان تفعل أي شيء عنه تجاه ايران.. لأنها تعلم أن ايران اصبحت دولة قوية.. الآن ايران تمسك اهم ورقة في العراق وتستطيع ان تخرج القوات الامريكية منها بأسرع ما يكون.. لان ايران تمسك بورقة المقاتلين والحركات الشيعية.. وتمولها عسكريا ولوجستيا وماليا.. بحيث اصبحت قدرة عسكرية وسياسية هائلة.. وامريكا تعلم بخطورة الدور الايراني في العراق.. لذلك تنازلت من ذلك الكبرياء واجتمع سفيرها بالسفير الايراني بعد ثلاثين عاما من آخر اجتماع ايراني امريكي. وما زالت ايران متمسكة بورقتها القوية. امريكا فشلت تماما في مواجهة ايران في المحافل الدولية. ولم تستطع ان تصدر أية عقوبات ضدها.. ولن تستطيع ان تطلق طلقة واحدة تجاه منشآتها النووية ناهيك عن اطلاق صواريخ. ايران الآن أنتجت صواريخ طويلة المدى وبكثافة نارية هائلة وتستطيع ان تصل إلى كل القواعد الامريكية في أوروبا.. كما تستطيع ان تصل مفاعل ديمونة.. وكل المدن الاسرائيلية . لذلك نجد امريكا صامتة لانها تشعر بالعجز تجاه ايران وتخشاها. ان وجود الاساطيل الامريكية في شواطي الخليج ما هو الا تهديد لايران بقوة كاذبة.. تعلم امريكا قبل غيرها.. انها قوة كاذبة.. اذا اصابت ايران.. سيكون الرد الايراني اكثر قوة.. لذلك .. فهي الآن تتعامل.. وكان في رأسها عقل.. يتعامل بهدوء وعقلانية كاذبة مع ايران.. لكنها تريد ان تنتهز الفرصة المناسبة.. لاصطياد القادة الايرانيين المعارضين لبلادهم.. لانها لا تستطيع ان تنفذ انقلاباً يطيح بهذه الحكومة القوية والمتوحدة. لذلك على الحكومة في بلادنا ان تكون قوية وان توحد الجبهة الداخلية بكافة احزابها وتنظيماتها السياسية. حتى تواجه هذا الغرور الامريكي وهذا العداء الذي لا ينتهي، بل لا نهاية له الا باسقاط الحكومة كما يقول الطغاة الامريكان. صحيح ان المسافة بين الحكومة والمعارضة بعيدة لكن ليس ... مستحيلاً اذا ما توافرت النوايا الحسنة من اجل السودان، كي يبقى موحداً وقوياً، بعدها ستطير الضغوط الامريكية والعقوبات الامريكية كالعصافير في الهواء وسوف تبدل امريكا سياستها العدوانية ضد السودان.. وسوف تتصالح مع المجتمع الدولي كله. اللهم اجعل هذا البلد آمنا.