سفير الانقاذ في الولايات المتحدة يصبح اضحوكة الواشنطون بوست

Quote: سفير السودان في الولايات المتحدة يصبح اضحوكة الواشنطون بوست ترجمة: بحر عربي تحت عنوان: ينكر الابادة في دارفور - والا سيحرم الاميريكيين من الكوكا كولا": كتبت دانا ميلبانك مراسلة الصحيفة التي حضرت المؤتمر الصحافي الذي عقده السفير جون اوكيج في نادي الصحافة الوطني تقول في مقالها الذي نشر علي الصفحة الثانية – عدد 31 مايو2007م : لقد عرفنا من خلال الحرب العراقية، بوب بغداد – وهو لقب اطلق علي وزير الاعلام العراقي السابق – الذي كان يعقد مؤتمراً صحافياً في بغداد في وقت تجوب فيه القوات الاميركية شوارع بغداد القريبة من موقع مؤتمره ويعلن للعالم "لا توجد قوات اميركية في المدينة." وبوب بغداد- او محمد سعيد الصحاف، قد احتل مكانه بين فطاحلة الدعاية من امثال حنا هانوي، وروس طوكيو. الان لدي الحكومة السودانية شخص يدخل هذه القائمة، دعنا نسميه كارل الخرطوم، كارل واسمه الآخر جون اوكيج لويث اوكيج– سفير السودان لدي واشنطون- عقد مؤتمراً صحافياً في نادي الصحافة الوطني، ليرد علي قرار العقوبات الاقتصادية الجديدة، الذي اعلنته ادارة الرئيس بوش علي نظامه . في حديثه والذي امتد لساعة كاملة، وصف الوضع في بلاده بطريقة لا تمت الى الواقع بصلة ".. ابادة في دارفور؟!" يتساءل جون اوكيج صائحاً .. " .. ان الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي تقول ان ما يحدث في دارفور ابادة.." وقد بدت علي وجهه وحشية وعرقاً يتصبب من علي صلعته التاجية.. ويستطرد : " اعتقد ان هذه زريعة ". وعن اﻠ 400000 قتيل ؟ يقول : " .. انظروا كم من الناس يموتون في دارفور، لا احد.." وعن اﻠ 2 مليون نازح يقول " لست بعالم احصاء".. ويمضي كارل الخرطوم " ان كل الادلة تثبت العكس.. ان الخرطوم لا تدعم الجنجويد.." ويستطرد : " لا يمكن ذلك .. استبعدوا ذلك.." حول نظام الخرطوم يقول كارل الخرطوم " اننا رسل سلام، انا وزملائي في الحكومة المركزية" ويمضي في القول "ان القيادة السودانية طيبة ومحبة للسلام، وعلي استعداد للمعاملة بالمثل .. وستوقف شحنات الصمغ العربي، وبالتالي حرمان العالم من الكوكا كولا " ويصيح رافعاً زجاجة كوكا كولا مليئه " ان الصمغ العربي الذي يدخل في صناعة كل المشروبات الغازية في العالم، يتم استيراد 80% منه من بلدي السودان "، وفي سؤال من صحفي حول ما اذا كان السودان يهدد بايقاف تصدير الصمغ العربي وبالتالي سيركع العالم الغربي، يقول كارل الخرطوم " .. بامكاني ايقاف الصمغ العربي .. عندئذ كلنا سنحرم من هذا" - رافعا زجاجة الكوكا كولا- ويحذر كارل الخرطوم، مشيرا باصبعه الي زجاجة الكوك امامه " لكني لا اريد المضي في هذا الاتجاه".. ويمضي في تهديداته الدبلوماسية وكاْنه يقول اذا حاولتم ايقاف القتل في دارفور فاننا سنحرمكم من الكوكا كولا " ويبدوان يوكيج رجل ذوابتكارات ايضا،ففي وقت يعيش الملايين من الدارفوريين في حالة جوع، يقول هو ان عقوبات الولايات المتحدة ستسبب ندرة في السكر الذي يحتاجه الدارفوريون كثيرا، ويقول " ان الدارفوريين يحبون السكر كثيرا.. لقد اعتادوا عليه".. وفي صياحه اخذت اسنانه تتكشف وتختفي في شفتيه، ويستطرد " ان السودان سلة غذاء العالم.. انه في طريقه لاقامة افضل ديموقراطية في العالم " ويمضي " اننا قد فتحنا زراعينا للعالم .. كل هذا الكلام عن الابادة انما هوفكرة مختلقه.. ودارفور نقطة صغيرة جدا، اننا لسنا دعاة حرب .. " ويضيف كارل الخرطوم " اننا نضع الحقائق فقط امامكم " ويصيح ويقابض مع الميكروفون امام المجموعة الصغيرة المكونة من 12 صحفي وعدد مماثل من اعضاء سفارته تجمعوا في غرفة صغيرة استاجرها ب 600 دولار ووزع عليهم فيها منتوجات الكوكا كولا. في صياحه شكي من ظلم العقوبات الاميريكية، وهويفرد ويقبض راحتي يديه تارة ويرسل لكمات في الهواء تارة اخري، ومن حين لاخر تظهر علي معصمه ساعة ذهبية لماعة ..ومع مضي الزمن تقل فصاحته في الحديث.. ويلوم اللوبي الدارفوري في الكونقرس والذي – حسب قوله- سيطر علي الحزب الديموقراطي، والنتيجة ، يضغط هذا اللوبي علي الرئيس بوش ليتخذ اجراءا ضد السودان .. ويمضي "ان الديموقراطيين لا يريدون لبوش ان يمضي في نجاحه الذي حققه في السودان .. ". كلما يجد نفسه في ازمة بلاغية – وهي دائمة التكرار معه- يلجاء يوكيج الي العراق لتبرير القتل في دارفور، ناسيا انه كان قد نفاه قبل هنيهة .. ويتساءل " كم من مرة شاهدنا في التلفاز المدنيون يقتلون في العراق، ويبررون ذلك بانه اثر جانبي غير مقصود ونتيجة غير مباشرة للحرب في العراق.. اذن لماذا ينطبق الامر علي الولايات المتحدة ولا ينطبق علي الجيش السوداني ؟"، ويتزايد ضيق السفير مع محاولاته للاجابة علي الاسئلة عن القتل في دارفور ويقول " كل الامر، دارفوريون يقتلون بعضهم بعضا، انه بمثابة انت وابن عمك تقتلون بعضكم". وفي سؤال من صحفي حول : كيف يصف الوضع في دارفور؟، يقارن السفير الوضع بالغرب الاميريكي ويقول: " مزارعون تم ضغطهم من الرعاة مثلما كان يحدث عندكم هنا في 1800 وكسر، عندما كان رعاة البقر يتقاتلون مع المزارعين حول الارض.. " دون شك فان كارل الخرطوم يعاني هذه الايام من ضغوط هائله .. ومع اقتراب نهاية حديثه ، يكشف الطبيعة الشخصية لشكواه، قائلا " انكم تجعلونني افشل .. ان الشعب السوداني قد ارسلني اليكم لانه يعلم ان لدي علاقات طيبة معكم.. لهذا جئت والان اواجه بهذه العقوبات! " ويقول الكاتب : يبدو ان هذا الكلام الاخير هو الشئ الوحيد الصادق الذي قاله السفير باخلاص تام ..ويختتم السفير " انني صاحب اصعب مهمة في العالم ..". طالما ان بوب بغداد خسر الرهان، يبقي هذا الحديث الاخير هوالصائب.

Quote: ترجمة: بحر عربي

Quote: ويختتم السفير " انني صاحب اصعب مهمة في العالم .."