مقتطفات من كتاب الطباشيرة والكتاب والناس

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 11:24 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-31-2007, 06:46 PM

هلال زاهر الساداتي
<aهلال زاهر الساداتي
تاريخ التسجيل: 04-08-2007
مجموع المشاركات: 225

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مقتطفات من كتاب الطباشيرة والكتاب والناس

    في بورتسودان
    و أذنت حياتنا في ابقيق بالانقضاء و تضافر علي ذلك رهق في العمل شديد , وحنين إلى الأهل و الوطن عميق , وكانت الأحوال في الوطن حينذاك هنيئة رضية حتى أن السودان كان يعتبر من دول الاغتراب للرزق لبعض دول الجوار ! و ما كانت هجرتنا للعمل إلا طمعا في دخل وفير فقد كان راتب الواحد منا يعادل ما يتقاضاه وكيل الوزارة في السودان في ذلك الوقت و استقلت و معي اثنان من الزملاء هما حسن و الأمين و بقي ثلاثة ثم لحق بنا أحدهم وهو عبد الرحيم و الذي درس القانون بعد ذلك و اشتغل بالمحاماة , و رجعنا إلى قواعدنا للعمل بالوزارة , وعينت في بورتسودان بالمدرسة الحكومية الوسطي , وحزمت متاعي وكان شيئا يسيرا يتكون من شنطة و فيها ملابسي و بعض كتبي و سرير حديدي و مرتبة ومخدة و بطانية و أخذت القطار بالدرجة الثانية وهي المخصصة لدرجتي الوظيفية متوجها إلى بورتسودان و الرحلة بالقطار إليها تستغرق نحوا من أربعة وعشرين ساعة , ووجدت في استقبالي ناظر المدرسة و نائبه واحد المدرسين وخلص المدرس عفشي المتواضع ووضعه في سيارة تاكسي واصطحبوني إلى داخلية المدرسة حيث خصصت لي حجرة في الطابق الثاني , ومدرسة بورتسودان الأميرية الوسطى من المدارس القديمة والعريقة في السودان ومبناها فخم وبها نهران أي 8 فصول وبها داخلية حديثة من طابقين وزودت بمرافق حديثة من حمامات ومراحيض سيفون وأحواض غسيل للوجه وقال لي زميلي نائب الناظر وضابط الداخلية أنهم جمعوا التلاميذ أعطوهم درساً في كيفية استعمال المراحيض فكلهم أتوا من البدو ويسكنون بيوتاً من الشعر ويقضون حاجتهم في العراء .. واسند إلى الناظر وظيفة ضابط للداخلية ومسئول عن استلام الغذاءات من المتعهد ومشرف على الطباخ والسفرجي والمطبخ , كما يشرف زميلي نائب الناظر على النظام وحل المشاكل بالداخلية .. واسند إلى في جدول الحصص تدريس الإنجليزي لصف من الفصول الروابع وصف من الثواني .. وكانت تجربة أولية لي في العمل بمدرسة داخلية وكان من واجباتي كضابط داخلية أن اعد ( الراجعة ) وهي بيان بكمية الغذاءات اليومية من طازجة كالخضروات والخبز واللبن واللحم والبهارات والزيت والسمن يقوم بتوريدها المتعهد , وغذاءات جافة كالفول المصري والعدس والرز والشاي والسكر والصابون وهذه نأخذها من مخزن الغذاءات بالمدرسة والذي يشرف عليه أحد المدرسين , والمقادير من كل صنف من الغذاءات محدد بالجرام لكل فرد من التلاميذ وقامت بهذا التحديد وزارة الصحة كي تضمن للفرد غذاءً صحياً متوازناً , وتأتينا الغذاءات الجافة من مصلحة المخازن والمهمات بالخرطوم بحري وهي التي تمد كل المدارس الداخلية في السودان , وأما الغذاءات الطازجة فتطرح في عطاءات ومن يفوز بالعطاء يتعهد بتوريدها , وعملية الراجعة عملية حسابية مرهقة وهى ضرب نصيب كل فرد من كل صنف في عدد التلاميذ الداخلية ليعطينا الكمية المطلوبة , وهذه الراجعة كمياتها ثابتة ولكن تتغير في يومي الخميس والجمعة حيث يذهب بعض التلاميذ إلى ذويهم , فنخصم نصيبهم من الراجعة التي تحتوي على عشرين صنفاً , وتتم العملية الحسابية بالورقة والقلم ولم تكن الآلة الحاسبة قد استعملت عندئذ , ووقعت في شر كراهيتي للحساب مكرهاً ! وقد أعانني في فهم الراجعة وإعدادها ناظر المدرسة الأستاذ مصطفى حميدة وهو طراز نادر من البشر فهو إنسان بمعنى الكلمة بشوش ومتواضع صبور ومتفهم عالي الكفاية في إدارته , وكانت لحظة الحساب العسير علىّ هي في نهاية كل شهر حين نجلس الناظر وشخصي والمتعهد لنعد الحساب لما ورده المتعهد بالنقود فنقوم بضرب الكمية اليومية من كل صنف في ثلاثين يوماً ومن ثم نضرب الحاصل في السعر المبين في العطاء وبعد ذلك نجمع الناتج ليكون استحقاق المتعهد من النقود ونوقع نحن الثلاثة على دفتر الراجعة , ويقوم الناظر بكتابة إذن صرف بالمبلغ ليصرفه المتعهد من خزينة البلدية , وكنت وأنا اتعثر في عملية الضرب والجمع أجدهما يفرغان بسرعة ويقارنان الناتج مع بعضهما .. وجدير بالذكر أن دفاتر الراجعة المنتهية تحفظ لدي الناظر لعرضها على المراجعين الذين يأتون من مكتب المراجع العام من الخرطوم في كل عام لمراجعة حسابات جميع الوحدات الحكومية .
    أما في التدريس فقد كانت الإنشاء Composition معضلة بالنسبة للتلاميذ و بالنسبة لي , فتلاميذي من شعب البجة وهؤلاء لغتهم الأصلية ليست العربية و لهم لغتهم الخاصة (رطانة) , فالواحد منهم يفكر بلغته و يصوغ أفكاره بها , ويترجمها إلى عربية مكسرة , ثم ينقلها إلى الإنجليزية , و لذلك كان تصحيح كراسات الإنشاء يأخذ مني وقتا طويلا و جهدا مضنيا لفك طلاسم الكتابة و مع العلم أن موضوع الإنشاء نعده شفويا في الحصة السابقة لكتابته .. و أمر آخر حدث لي فقد شاهدت تلميذا من الصف الثاني وهو يبصق سفة التنباك (سفة الصعوط) في حوض غسيل الوجه , واستدعيته وصفعته علي وجهه و أنا أقول له مستنكرا ((بتسف صعوط يا ولد)) , أجابني بثبات ((ايوه , نسف صعوط)) , و غضبت وقلت له ((كمان بتصر علي كلامك)) , و صفعته مرة أخرى , وقال لي : ((يا أستاذ ! أبوي بنفسه يسف , أمي بنفسها تسف , اخوي بنفسه يسف , أختي بنفسها تسف )) , وإزاء هذا السيل العائلي من تعاطي (السفة) , سكت و قلت له ((خلاص ! سف)) , و بعد ذلك علمت من الناظر و من الزملاء ان تعاطي التنباك شئ عادي لديهم . و مما سبب استنكاري انه لدينا من حيث جئت تعاطي التنباك أو التدخين للصغار مستهجن و عيب خاصة إذا كان المتعاطي تلميذا أو طالبا , هكذا كانت المعايير الخلقية و السلوكية .
    مدرسة بورتسودان الحكومية مدرسة ممتازة بها ناظر مقتدر و مجموعة ممتازة من المعلمين و ان كانوا جميعا من الوسط و الشمال و العاصمة و لم يكن بينهم من أبناء البجة إلا واحدا تعين حديثا .. و مخازن المدرسة تكتظ بالكتب و الأدوات و الأثاثات و الغذاءات مما يمكن من فتح مدرسة جديدة . و العمل في غاية الدقة و الانتظام و الجودة , ولم يشذ من هذه المجموعة إلا واحدا فقط أفلحنا كلنا في تقويمه فقد كنا حريصين علي سمعة مدرستنا .. و تفتح المدرسة ليلا من السادسة إلى الثامنة مساء للمذاكرة للتلاميذ الداخليين و لطلبة الروابع و يحضر معظم الأساتذة كي يحضروا دروسهم للغد أو لتصحيح الكراسات .
    و من طريف ما حدث هو أن المدرسة كانت مقرا لقبول التلاميذ الجدد بالصف الأول و كانت هناك مدرسة أهلية وسطي في بورتسودان وضمت للحكومة , وكانت تشكل لجنة القبول من مندوب من مكتب التعليم ببورتسودان و ناظري المدرستين الحكومية و الأهلية و عضوين من المدرستين , وكنت عضوا في اللجنة , ويتم القبول من كشف الناجحين في امتحان الدخول للمدارس المتوسطة ويؤخذ الأول للحكومة و الثاني للأهلية و هكذا نزولا في الكشف حتى يكتمل العدد المطلوب و كان ابن ناظر الأهلية من الناجحين و لما جاء دوره كان نصيبه ان يذهب إلى الأهلية , و لكن والده و الذي هو ناظر الأهلية أصر أن يكون ابنه بالمدرسة الحكومية , وقد كان ‍. وحدث في لجنة القبول شئ من هذا القبيل و لكن في اتجاه مغاير فقد أصر والد أحد التلاميذ ان نقبل ابنه بالداخلية و لما كان القبول للداخلية مكرس للتلاميذ الذين يأتون من خارج المدينة ولا يقبل بها من كان أهله من سكان مدينة بورتسودان , و حاولت اللجنة إفهام ذلك الرجل و لكنه أصر إصرارا عنيفا علي قبول ابنه بالداخلية , وقلنا له انه لا يوجد سبب وجيه يستدعي قبول ابنه داخليا , وبعد جدال القي (بقنبلته) و قال انه يسكن في بيت يتكون من حجرة واحدة هو و زوجته و ابنهما و أن الولد الآن قد كبر و أدرك مما يهدد خصوصية علاقته الزوجية , ورغم وجاهة السبب لم يقبل ابنه فليس في أسباب القبول انفراد والد التلميذ بزوجته ! و تركت اللجنة الرجل ليحل مشكلته بنفسه !
    كانت بورتسودان مدينة جميلة نظيفة وكان يطلق عليها لقب عروس البحر الأحمر , وكانت الميناء تكتظ بالسفن وتلقي البحارة يتجولون في سوق المدينة وهو عامر بالبضائع كما كانت هناك الحديقة الرائعة وتطل على صف من المطاعم والبارات الأنيقة وفيها المشروبات الروحية والمشروبات الغازية والعصائر , وكان بالمدينة حوض سباحة فخم , وكانت هناك أندية اجتماعية راقية إضافة إلى الأندية الرياضية وهناك أيضاً فندق البحر الأحمر Red Sea Hotel العريق الفخم , وهناك نادي الخريجين العظيم الذي يضاهي نادي الخريجين بأمدرمان شيخ الأندية , وفي أول ليلة لي في بورتسودان اصطحبني زميل لي إلى نادي الخريجين ووجدنا النادي عامراً بالرواد ومعظمهم منهمكين في لعب الورق أو الطاولة والضمنة وآخرين جالسين على الكراسي الوثيرة يتسامرون أو يستمعون للراديو , ودعوني للعب لعبة الورق المسماة ( وسْت ) وهي لعبة محبوبة ولسوء حظي أو حسنه لا أدري انهزمت أنا وزميلي ( أسنافيك ) وهذه كبيرة في هذه اللعبة , وكانت هناك لوحة في مكان بارز يكتب عليها أسماء من يتلقي ( أسنافيك ) , فيمسح أسماء القدامى ويكتب أسماء الجدد وكان أن كتب أسمي وأسم زميلي على اللوحة , فكان كل واحد يسأل عن هذا الهلال زاهر ويدلونهم علىّ وعلى هذا النحو شاعت معرفتي بين الجميع , فهذا من حسن الحظ , واما (( أسنافيك )) فمن سوء الحظ !
    وتجد التمايز والتناقض في هذه المدينة الأنيقة الجميلة فواجهتها القريبة من البحر وفي أحيائها الشعبية ذات البيوت من الصفيح ويعشش الفقر والبؤس بين سكانها وتنتشر الأوساخ انتشار الذباب والهوام .. وكما قال الوزير الاتحادي نصر الدين السيد في ليلة سياسية بالمدينة في خطبته : (( بورتسودان وما بورتسودان ؟ أنها قصور وحولها أكواخ وردد هذه الجملة ضاغطاً على كلمة أكوآآآخ )) وارجع إلى المدرسة والداخلية فقد كنت استلم الغذاءات وازنها بنفسي ولا أكل هذه المهمة للطباخ , وكنت ارجع الصنف الرديء واطلب من المتعهد استبداله بصنف جيد وفي هذا القبيل وجدت اللبن عبارة عن ماء ابيض ورفضت استلامه , واحتج المتعهد قائلاً أن بهائمهم لا تجد علفاً تأكله ولذلك لا تجود بلبن جيد , ورفضت حجته وقلت له أن يلتزم بشروط العقد الذي ارتضاه ووقع عليه .. واشتكاني للناظر على تشددي , وأيدني الناظر في موقفي وقال له أن نحرص جميعاً على غذاء هؤلاء الأولاد لأنهم مثل أبنائنا وأنهم أمانة في أعناقنا ..
    اتخذت صديقاً لي من المدرسين شاباً ظريفاً مهذباً درعمياً وهذه الأخيرة تعني أنه خريج دار العلوم بمصر وكان الأستاذ حسن يدرس اللغة العربية وهو من سكان بورتسودان , وكنا بعد انتهاء المذاكرة نذهب إلى فندق البحر الأحمر الفخيم ونجلس في التراس المطل على البحر ونتناول شيئاً من الشراب , وبعد ذلك نرتاد مطعماً في السوق نجده يقلي في السمك الطازج , ونتعشى سمكاً ساخناً شهياً ..
    وكان لي صديق أرمنياً ولا أدري كيف تمت صداقتنا , وكان يعمل في لحام حظ الأنابيب , وكان شخصاً بسيطاً طيب القلب , وكنا نجلس مع جماعة من الأجانب من جنسه في محل خاص بهم حيث يسمرون ويتناولون الشراب والعشاء . وقال لي صديقي ( يغاشي ) أن أمله بعد أن ينتهي من عمله في السودان هو أن يذهب إلى بلده ويبحث عن شجيرات معينة بأوراقها صبغة ذهبية طبيعية , وقال أن الأغنام التي تأكل من أوراق هذه الشجيرات تصطبغ أسنانها باللون الذهبي , وقال أن هذه الشجيرات توجد في أعالي المرتفعات , وقال أنه سيبحث عن هذه الشجيرات ويحصل على أوراقها ليؤثث مصنعاً للصبغة الطبيعية ..
    وغادرت بورتسودان وانقطعت صلتي بيغاشي ولكن آمل أن يكون أمله قد تحقق .
    وعندما حدث انقلاب الفريق إبراهيم عبود العسكري في نوفمبر 1958 كنت ببورتسودان وذات صباح ونحن في الحصة الأولى وكنت أدرس في الفرقة الرابعة سمعت جلبة وضجة وأصوات عربات ودخلت إلى فناء المدرسة سيارتان ممتلئة بجنود الجيش المدججين بالسلاح وتبعتهم سيارة أخرى نزل منها عميد من الجيش ومعه ضابط آخر وخرج الناظر لاستقباله وسري الخبر كالبرق أنه الحاكم العسكري لمديرية البحر الأحمر جاء في زيارة تفقدية للمدرسة .. وتعجبت هل هذا الحاكم جاء لتفقد مدرسة أم هو قائد جاء داخلاً مدينة مقهورة بعد انتصاره ؟! وكان من حظي العاثر أو ماذا لا أدرى أن بدأ تفقده بالفصل الذي كنت أدرس له , وكان درسي عن الكتاب الإنجليزي المقرر في الشهادة على التلاميذ , وسلم على التلاميذ بعد أن قاموا لتحيته وسلم علىّ باليد , ثم سألني إن كان التلاميذ متأخرين فأجبته بالنفي , واستأنفت تدريسي , ومكث الحاكم العسكري نحو خمس دقائق , ثم غادر ومعه حاشيته والناظر ليتفقد بقية الفصول ..
    وجاء إلى بورتسودان رؤساء الشعب بمعهد التربية ببخت الرضا فهم ينتهزون فرصة توقف العمل في المعهد لفترة للطواف على مدارس منطقة معينة في السودان لتفقد العمل في التدريس وتطبيق المناهج والإدلاء بنصائحهم وتوجيهاتهم وأذكر منهم الشيخ الجيلى في التربية الإسلامية ومستر هوبسن في الرياضيات ومستر برين في اللغة الإنجليزية والأستاذ كمال فريد وزاروا المدرسة وحضروا حصصاً مع المدرسين وهم يهتمون بصفة خاصة بالمدرسين خريجي بخت الرضا , ولقد كانت زيارتهم مثمرة ومفيدة لنا . وأولم الناظر عشاءا بمنزله حضره المستر هوبسن والأستاذ كمال وكان من المدعوين الأستاذ الطيب شبيكة نائب ناظر الثانوية الحكومية وكنت ضمن المدعوين , وكان العشاء فاخراً و تحلل الجميع من تزمت الرسميات وأنطلق الكل على سجيتهم وكان هناك شراب من البيرة والويسكي مع أن الناظر ليس من الشاربين , وكانت مفاجأة مدهشة لنا عندما غنى لنا مستر هوبسن أغاني سودانية بلهجة سودانية فصيحة ولحن محكم وهو الذي كان لا يتحدث أمامنا إلا باللغة الإنجليزية ولم نسمعه يتكلم مرة واحدة بالعربية !
    وكانوا ينزلون في فندق البحر الأحمر بينما كان ينزل شيخ الجيلى في أحد الفنادق الأخرى , ولقد نجا بأعجوبة من الموت عندما أخذ أحد نزلاء الفندق يطلق النار عشوائياً ثم أنتحر دافناً سره معه ..
    جرت العادة أن تصدر الوزارة كشف تنقلات المدرسين العام قبل نهاية العام الدراسي حتى تكون هناك فسحة من الوقت ليستعد المدرسون المنقولون للذهاب إلى مدارسهم الجديدة والتي تكون في جهة من أنحاء السودان وذلك بعد انقضاء العطلة الصيفية , وصدر كشف التنقلات ووجدت أسمى مترقياً لناظر ولفتح مدرسة جديدة في المناقل , وتلقيت التهاني من الزملاء , وكانت تلك الترقية في الربع الأول من عام 1959 , وأذنت شمس وجودي ببورتسودان للمغيب لتشرق مرة أخرى على بقعة جديدة من سوداننا الرحيب ..
    وجاء الناظر وجميع مدرسي المدرسة لوداعي وكان وداعاً مؤثراً تحركت معه دواخلي واغرورقت معه عيناي بالدموع وتحرك القطار نحو الخرطوم يحملني بعيداً عن زملاء أحمل لهم في صدري ذكريات حبيبة ومشاعر عطرة لعام قضيته معهم فكانوا نعم الصحبة وخير اخوة .
    في بورتسودان
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de