|
|
 لو كان التصوف مشكلتي يا أبو حراز فبخ بخ ونعم المشكلة
|
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النور وآله
أخي العزيز/ أبو حراز عضو المنبر العام حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومتعنا وإياك بالصحة والعافية وهدانا وكفانا وأعادنا لأهلنا ووطننا سالمين غانمين ....آمين
وبعد
ففي قولك ( مشكلتك أخي رشيد أنك تدافع عن الصوفية بإستمرار ).
- أولا أشكرك على المداخلة وإهتمامك المستمر بما تكتب عن التصوف و بالموضوع الأصلي ( حملة جماهيرية لمحاربة الشعوذة والدجل ) فجزاك الله خيرا .
- أما مشاكل الرشيد فكثيرة وعثراته وفيرة ويسأل الله له ولإخوانه طرا الرفعة في الدين
والعزيمة في الرشد والثبات على الأمر وأن يلقوا الله غير مبدلين ولا مغيرين .... آمين
- أما التصوف فلو كان مشكلتي فأنعم بها من مشكلة وبخ بخ ولكن الناس أعداء لما جهلوا
- ويكفيني أنني في سرج واحد مع حجة الإسلام الغزالي في إعتقاده وهو يقول :
( لقد بان لي في الخلوات من الأمور ما لم يمكن إحصاؤه ولا إستقصاؤه . لقد ظهر لي أن طريق القوم أصوب الطرق وأن شرائعهم أفضل الشرائع ، بل أنه لو جمع علم العلماء وحكمة الحكماء وكلام المتكلمين والواقفين على الشرع على أن يأتوا بأفضل منه
لم يجدوا لذلك سبيلا لأنه مستفاد من مشكاة الشريعة وليس بعد الشريعة نور يستضاء به ) هذا بعد أنّ ترأس الإمام الغزالي رحمه الله العلماء ومدارسهم فعلم أن ّ الظاهر لابد له من باطن يقويه ويهذبه فقال قولته الشهيرة : لقد أضعنا عمرنا في الترهات .في إشارة إلى علوم الرواية والإقتصار على ظاهر النقول دون الدراية ببواطنها .
ومثله إبن عطاء الله السكندري رئيس علماء مصر حين صحب الشيخ أبي العباس المرسي فكمل حاله وبلغ أعلى المنازل وجمع بين علوم التعليم والتربية وانتشرت كتبه في الدنيا وشاعت بركاتها ونفحاته .
- وكان الإمام أحمد بن حمبل ينهى إبنه عبد الله عن مجالسة الصوفية فلما بات له أمرهم وعلو شأنهم وجهه بالعودة لهم قائلا : لهم علم ليس عندنا مشيرا بذلك للعلوم الباطنية الفخيمة التي منشأها سيدنا حذيفة بن اليمان الملقب بصاحب السر ، فينما كان الصحابة الكرام يسألون النبي صلى الله عليه مسلم عن أبواب الخير ليستبقوها كان سيدناحذيفة يسال عن أمراض النفوس وآفات القلوب التي هي أشنع العقبات في سير العبد إلى مولاه وإبتغاء رضاه .
- ألا يكفينا يا أخي أن نكون وعلماء الأزهر الشريف وجهابزته نحوا من ألف عام في سرج واحد أيضا في هذا المعتقد ونكون مع الحسن البصري والجنيد والشبلي وابراهيم بن ادهم والحارث المحاسبي والنوري وعبد القادر الجيلاني إلى جهابزة السودان أحمد الطيب ود البشير ، يوسف أبو شرا ، الكباشي ، المكاشفي ، إسماعيل الولي ، ودبانقا ، إدريس بن الأرباب ، حسن ود حسونة ، حمد المجذوب على سبيل المثال الذين هم على منوال الصحابة في الزهد والقوة في الدين والتربية وتهذيب العامة والجهاد في سبيل الله ودونك الإمام المجاهد محمد أحمد المهدي الصوفي المطبوع وأمرائه . و ما بلغوا غبار نعل الصحابه لشرف الصحبة ولتولية النبي صلى الله عليه وسلم لهم وتربيتهم ورؤيتهم له بالعين ذاتو جد الحسن والحسين وجهادهم معه ونشرهم للدين .
- التصوف أساسه العلم . والفقه شرط صحة في التصوف ، وطريق الفقير يبدأ من آخر طريق الفقيه . قالوا للإمام الجنيد سيد الطائفةالصوفية أن ّ اناسا تركوا التكاليف ( الصلاة والصوم والحج والزكاة ...) وفالوا أنهم وصلوا . قال نعم وصلوا ولكن إلى صقر .
- والتصوف شريعة وحقيقة لذا فهم الكمّل الأبرار . ومن تصوف ولم يتفقه فقد تزندق
- فعلم من هذا أن ّ التصوف هو الموافقة ( للشريعة ) وهو حجة على قومه وليس قومه حجة عليه .
- التصوف ليس لبس دلاليق ولا مرقعات ولا صياح ولاتواجد ولاجذبات فهذه أحوال لا يؤآخذ بها أصحابها فلهم فيها أصول ، راجع النصرة العلمية لأهل الطريقة الصوفية للشيخ عبد المحمود نور الدائم ( رجل طابت الذي نفوس القوم به طابت ) .
- والإيمان بالولاية ولاية كما قال المتصوفة وهذا علم عزيز وحال منيف ودرجة رفيعة من أوتيها فقد أوتي خيرا كثيرا ، وهو علم لا يأتي بالتشدق وقراءة الكتب والتعني في الطلب . بل هو ثمرة العمل المخلص لله تعالى على يد شيخ واصل وهو علوم ذوقية .
محلها القلب تدرك بأنوار الفتح ، وإني لأستحي أن أقول بعلوم من صفت قلوبهم ورقّّت أرواحهم وارتفعت همهم فوق الثريا فنالوا ما نالوا من الفتح والفيض والحكم والعلوم والفهوم والأسرار والأنوار والمواهب والدقائق والرقائق وهذه أبواب علوم محددة كالبحار لا ساحل لها من ذاق شيء منها في مقام واحد كان كالقطرة إلى البحر المحيط
في المقام الثاني الذي يرتقي إليه وذلك في ترقي مستمر وع ا؟لأنفاس – لسعة القدرة الإلهية الممدة - أبد عمر الدنيا وأبد عمر الآخرة .كما قال الشيخ الدباغ رحمه الله في الإيريز .
- ألأ يكفي يا أخي أنّ طريق القوم هو الطريق الوحيد الذي تكثر فيه رؤية النبي صلى الله عليه وسلم مناما ويقظة . ألم تسمع الشيخ الطيب ود البشير رصي الله عنه يقول : ما غاب عني صلى الله عليه وسلم إلآ عند النساء ( نسائه الأطهار ) وعند الخلاء لشدة نورانيته . وتكثر فيه الخوارق والكرامات ويكفي ما ورد في القرآن المجيد من كرامات أصحاب الكهف والسيدة مريم وصاحب عرش بلقيس آصف بن برخيا وغير ذلك .
- ودونك قول مربي العارفين السيد محي الدين بن العربي رحمه الله : لا زلت أذبّ عن الفقراء وأدفع وبذلك فتح علىّ . وما علم له طلب علم غير أنه دخل مقبرة رجل صالح بأرض المغرب وخرج منها بعلومه الكشفيه الرهيبة التي ملأت الدنيا ( خلافا لقائلين بالقبورية لعدم عهدهم بهذا وهم بعيدين عن العلوم الفتحية ) . ولقد ألف إبن عربي كتابه
الفتوحات المكية من عشرة أجزاء ووضعها فوق سطح الكعبة عاما كاملا وبرغم الأعاصير والأمطار أنزلت ولم يصبها شيء ، آية ربانية جلية ومن ثمّ أذن للناس في تدارسها .
- قال العلماء الجهابذة العارفين بربهم إن ّ الصالحين ينبغي للعبد نحوهم خمسة أشياء :
محبتهم و زيارتهم وصحبتهم والأخذ عنهم والتبرك بهم . ( الرحمن فاسأل به خبيرا ).
ومن خطر أمرهم أن ّ الشقي الذي سبق عليه الكتاب ( ألواح المحو الإثبات ) ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب )أي اللوح المحفوظ . هذا الشقي لا مخرج له من قيضة الشقاء ( هؤلاء في النار ولا أبالي .....) إلا بصحبة الخاصة العليا – أهل الحضرة الخاصة – أهل الرتب – رجال الدوائر . ذكره الشيخ عبد العزيز الدباغ قطب المغرب رحمه الله في كتابه الفريد الإيريز وهذا لعمري أنفس ما يقال في شأن هذه الطائفة النفيسة العزيزة لمن ألقى السمع وهو شهيد . فتوقف عتد هذا تغنم .
- مؤذي الأولياء متوعد بحرب من الله تعالى بصريح القرآن العظيم . قال العارفون بالله يموت على سوء الخاتمة لأنّ من حاربه مولاه لا يفلح أبدا . طبعا إن لم يتب . ( من آذي لي وليا آذنته بالحرب ) الآية الكريمة .
- أخي العزيز . لقد ظل التصوف من منشأه تحنث النبي صلى الله عليه وسلم بغار حراء
وزهده وورعه ومن بعده الصحابة أهل الصفة من فقراء المهاجرين وعبر كل القرون المتلاحقة مدرسة لتهذيب النفوس وتطهير القلوب وتعظيم الشريعة المطهرة وموافقتها
( راجع قوت القلوب لأبي طالب المكي ) وتزكية النفوس والجهاد ونصرة الدين وقضاء حوائج المسلمين وتأليف قلوبهم ( أنظر دور الشيخ البرعي في المجتمع السودانيي ) ولم يكن في يوم من الأيام دعوة للتبطل والجمود والتخلف لأنّ العلم شرط صحة في التصوف والتخلف والعلم لا يجتمعان . فمن كان به قعدة وتقوقع فإما لجهله هو أو لغلبة الأحوال عليه وإصطلامه بمولاه وتراكم الجذب عليه فهذا لا يؤاخذ ويعذر . راجع زواية الشيخ قريب الله في أم درمان وزاوية شيخ شاطوط في مدني وشيخ مكرم في الرميلة وغيرها وانظر مهابة مسيد اليعفوباب والشيخ برير ود الحسيت وفتش على دعواك بالخمول والتخلف فلن تجد لذلك أثرا .
- وحتي ما قبل الحكم الثنائي بالسودان كان التصوف على نقائة وأصوله ما إن يشب الصبي حتي يرسل لمراكز الفرآن ( الخلاوي لحفظ الفرآن المجيد دون العاشرة ثم يجالس العلماء لدراسة متون الفقه وشروحها ( عبادات ومعاملات ) ويختم عليهم مختصر الإمام خليل مرات ومرات خلاف المتون الأخرى والشروح كرسالة إبن أبي زيد القيرواتي وكتب التفسير والحديث وغيرها
حتي يصير الشاب فقيها يقطع العلماء بالأدلة بعهدها يعطى العهد ( كبيعة الشجرة ) على قولهم وتفريراتهم أنّ من تصوف ولم يتفقه فقد تزندق .
- التصوف ياأخي علوم ومقامات لا نهاية لها وهذ ا محل طلب العقلاء لهذا الطريق وبه يصح السير إلى الله تعالي ( السير بالأرواح لا الأبدان يا سالكا طرق العرفات) فإذا صدقت النية ( الطريق لمن صدق لا من سبق ) وصح العزم ( لهم همة لا ترضى بالدون ولو تعالفت همة أحدهم بالثريا لنالها ) ولزم الأدب مع أستاذه وأحبه محبة مجردة كمحبة الصبية لبعضهم بعضا صافية بريئة خالية من الغرض وقويت هذه الرابطة كانت هي المغناطيس الجاذب لما في باطن الشيخ فيحصل له من الفتح ما عسر عليه دهورا طويلة ( الفتح لا يكون إلا عن طريق أوراد الشيخ بخصوصها – لأنها مبرمجة وموصلة بالشبكة المتصلة بالنبي صلى الله عليه وسلم وهي المعروفة في إصطلاح القوم بالسلسلة . فينتفع بالشيخ حيا وميتا ( الميت سيف قاطع إذا أستغيث يغيث ) . أما رأيت سيد أولياء السودان أحمد الطيب ود البشير يقول أنّه يوصل لله تعالى بالنظرة الواحدة سبعين رجلا . فكما تربى الصحابة الأماجد بنظراته صلى الله عليه وسلم الإكسيرية فكذلك ورثته ونوابه من علماء الآخرة يفعلون . وكيف تعجب وقد جعل الله من عجائب صنعه ونفوذ مشيئته أنّ بعض الحيات تفقس بيضها من بعد بالنظر ويقتل بعضها الناس بمجرد النظر إلى عينيه – ريموت عجيب – فكيف بمن جعله الله تعالى وليه وصفيه وخزانة أسراره والدال إليه على بصيرة . ( لا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت عينه التي يبصر بها واذنه التي يسمع بها ويده التي يبطش به........إلخ.) الحديث القدسي وهذا ما يسميه الصوفيه بفتح الحواس الباطنة ،
- ما بالك يا أخي بطائفة لها مائتا ألف علم ( فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما ) اللآية من سورة الكهف وهو أبي العباس الخضر عليه السلام وهو جند من جنود الله تعالى في الأرض ولم يزل حيا . فهذا العلم اللدني الذي تتعلق به همم العافين بربهم وتشرف . وتحدوا منكريهم إن كان لهم عشر علومهم المذكورة ولو يذكروا فقط أسماءها !!! بعدا بعدا فالذي يستمد من الحق ليس كمن ينسب الأشياء لكسب نفسه .
- قيل لبعض الأمراء العباسيين وقد إحترقت مكتبته العظيمة وأغتم لذلك غاية الإغتمام : لا بأس فلان ( الصوفي ) يمليها عليك – أي رأسا وحفظا فلا عجب بمن إتصل بمن عطاؤه بلا مكيال ولا ميزان ( ولسوف يعطيك ربك فترضي ) . وقال قائلهم : أخذتم علمكم ميت عن ميت وأخذنا علمنا من الحي الذي لا يموت . ولا يعني قدحا في طلب العلم الشرعي الشريف بالكد والكسب ولكنه يوميء للوهب الذي هو أعظم من الكسب ففيه تولية الحق والإختصاص والإشارة تغني عن العبارة .
- يا لله . قيل للشيخ عبد الله العركي تلميذ اللعلامة إبراهيم البولاد الذي جلس يدرس جميع فروع العلم نحوا من خمسين عاما أن ّ السيد محمد ود عبد الصادق قد ظهرت له الكرامات بسلوك طريق الشيخ عبد القادر الجيلاني ( القادري ) فهلا ذهبت لأخذ الطريق على شيخه تاج الدين البهاري فقال لهم : عندنا العلم والإشتغال به وتدريسه فلما كثرت خوارق ود عبد الصادق وانقاد إليه الخاص والعام ، قام الشيخ عبد الله في طلب سيدي البهاري فوجده قد غادر للحجازفسار في طلبه هناك فوجده قد إنتقل للرفيق الأعلى فأخذ الطريق على خليفته بالحجاز فلما عاد قال له السيد ود عبد الصادق : كنا نريدك أن تكون أخونا بقيت ود أخونا – يعني بالأخذ معنا هنا على شيخنا البهاري فأخذت على خليفته !! ( راجع طبقات ود ضيف الله ) . ويستفاد من هذه القصة أن ّ العالم مهما بلغ في العلم شأوا لابد له من سلوك طريق التربية والتهذيب والسير الروحي لله تعالى حتى يكمل حاله ويرتفع مقامه ويصلح للوراثة النورية ويصسر من علماء الآخرة الربانيين نواب اترسل على التحقيق .
- التصوف ليس مدرسة واحدة ( وحدة في تنوع ) ولكن يمكن تمييز مدرستين على سبيل المثال :
مدرسة إختارت السير إلى الله تعالى بالمحبوبية وصفاء الفلوب وجعلت ذلك منهاجها
فلازموا الأذكارورسوم الطريق في هدوء وهم جلوس بلا مجهادات عنيفة وذكر جهري
قوي ومكابدة الليالي وشدة على النفوس ركوبا وقتلا . ومن أمثلتها الطريقة التجانية المنسوبة لسيدي الشيخ أبي العباس أحمد التجاني المغربي من بلدة تجانة ، والطريقة الشاذلية لسيدي أبو الحسن الشاذلي من بلدة شيذلة بتونس وكان يلبس الجميل من الثياب
ويقول للفقير الزاهد : إنّ ثيابك تقول للناس أنا مفتقر إليكم فأعطوني وثيابي تقول لهم أنا مستغني عنكم ويجلس على الوثير و يشرب الماء البارد الزلال ويقول : إنك إن شربت الماء الحار ودعوت الله تعالى فإنك تدعوه بكزازة وإن شربت الماء البارد ودعوت الله تعالى فإن كل عضو يدعو الله معك . أما طرق المجاهدات فمنها القادرية والسمانية والأحمدية فهؤلاء جعلوا مجاهدة النفس الأمارة بكسرها وركوبها وقتلها سببا في حملها على الترفي لمقاماتها الأكبر اللوامة ثم ّ الملهمة ثم ّ المطمئنة ثم ّ الراضية ثم ّ المرضية ثم ّ الكاملة وهي نفوس الأنبياء عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام . ولكل مقام لسان ، ولكل قوم مشهد ، وكل من عند رسول الله مقتبس ، فاختر منها ما يناسب حالك فكلها موصلة لله تعالى والطرق على قدر أنفاس الخلق لأنها ثمرة التجليات الإلهية ولا يتجلى الله تعالى على أحد تجلي يماثل الآخر . كما قرر الأشياخ وبما يشهد به العلم الظاهر- النظرية النسبية- فلا سبيل للإنكار أمام هذا المعترك الطامي والبحر اللجي فليحقر المنكر نفسة ويرمي بقياده للفقراء السادة ، كما قال النابلسي رحمه الله :
ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا هم السلاطين والسادات والأمراء
فاصحبهم وتأدب في مجالسم وخل حظك مهما قدموك ورا
. ففي التسليم السلامة وفي الإنكار الطرد والمقت والندامة ( من إعترض إنطرد ) وقولهم الإعتقاد أصل في كل خير .
- وهذا العلم غور عظيم وبحر لاساحل له . كان الشيخ احمد الطيب ود البشير راجل أم مرحي قدس الله سره إن سئل عن المسألة في العلوم الظاهرة أجاب على قدر السؤال وإن سئل عن المسألة في العلوم الباطنية ربما تكام فيها من الظهرإلى العشاء الآخرة ( الوقت خلا الصلوات بالطبع ) فكان فيها طودا بازخا وعلما لا يجارى كيف لا وقد جعل الله له جميع أسمائه طرقا للفتح ، بينا يفتح على أي ولي عن طريق إسم واحد فقط كالحي القيوم لسيدي دفع الله المصوبن ومع هذا فقط فإن مدده باق إلى يوم الدين بشهادة سيدي احمد الطيب نفسة ( راجع أزاهير الرياض للشيخ عبد المحمود نور الدائم – حفيده الأشم ) . ومن هذا المورد الأسنى شرب الخضر عليه السلام وتوضأ العارفين برفهم وشربوا فافهم تغنم .
- التصوف حال مع الله تعالى ورابطة مع خبير وسير مع رفيق وهمة علية وزاد طيب ( التقوى ) وسر تختصر به الطريق ويحلو لك المسيرحتى تقول : لنا حال لو علمها الملوك لجالدونا عليها بالسيوف . الناس يبحثون عن الأنيس والصوفي مستأنس بمولاه
ماض في عزمه مستغرقا في ربه ظاهره مع الناس وباطنه مع رب الناس قالت رابعة العدوية:
جعلتك في الخيال مجدثي وحبيب الفؤاد مني جليس
. يجلس على البساط ويترك الإنبساط ، أي لا يشغله قاطع عن الله تعالى حتي الإرتياح
للعبادة( الإنبساط ) وهذا غاية الصدق وخلوص العبادة لله تعالى : كقول الشيخ أحمد الطيب : نحن قوم قلوبنا بالله عامرة لا نعرف الدنيل ولا الآخرة . فيعبدون الله لله لا لغير ولا سوى ولا خوف من نار ولا طمع في جنة .
- ولو استطردنا لأخذنا الكلام ولكن قيل قليل من هداية خير من كثير من العلم والقليل يغني عن الكثير لللبيب الفطن .
** خلاصة الحواطر ولا نقول المبحث :
- التصوف حال شريف ونعت منيف وهو مقيد أصلا بالكتاب والسنة والعلم شرط صحة فيه .
- أفضل تعريف له مع كثرة تعاريفه أنّه : الموافقة فأكثر الناس موافقة للشريعة المطهرة أكثرهم تصوفا ( تحققا ).
- الصوفية أعلى الناس قدرا وأقربهم لله درجة ، طالما أنّ طريقهم يبدأ من حيث ينتهي طريق الفقهاء فزادوا عليهم بما ليس عندهم من العلوم الباطنية والأحوال السنية والترقي في المقامات العلية والقرب من سيد المرسلين ورب البرية .
- التصوف يصحب الكسب وعينه على الوهب ، والأحوال ثمرة الأفعال .
- الإعتقاد خير والإنكار يجلب السلب والطرد والمقت وسوء الخاتمة لأنهم خواص عباده
- التصوف مناهج شتى فاختر منها ما يناسبك ولا تحكم عليها بعين واحدة فترمد وتفسد .
- الأشياخ أمناء الرسل ووراثهم فلا تجعلهم في جنود الظلام من المشعوذين والدجالين فهؤلاء ليسوا منهم أئمتهم الشياطين وعن الحق عمين .
- الناس يتفاضلون في الآخرة (الجنة ) على قدر تفاضلهم في الدنيا . فابحث عن علو الدرجة وكثرة البركة ولا ترض بالدون فتهون .
- التصوف حال مع الله تعالى وحسن معاملة . فهو أيضا الطبيب في موقعه والمهندس في معماره وآلته والتاجر في متجره والمزارع في مزرعته والطالب في مدرسته وهلمجرا
وبهذا الفهم فالتصوف حال وزاد لكل في موقعه فلا تتهمه يا أخي زورا وبهتانا .
- الدفاع عن أخوك المؤمن والذب عنه من أفضل الأعمال لا سيما الفقراء المشغولة قلوبهم بالله تعالى أهل الشفقة بالخلق والرفق بهم فالدفع عن هؤلاء من أعظم أبواب الفتح الرباني .
- ألا بذكر الصلحين تتنزل البركات والرحمات لأنهم شهداء الحق وعرسان الحضرة هم رب أشعث أغبر ذو طمرين لو أقسم على الله لأبره وكما تقدم بعضهم شعث الظاهر وبعضهم شعث الرغبة في الدنيا جميل الظاهر وكلاهما حلو الباطن . فلله درهم
يا محبهم ما تكون بعيد من قربهم
كون الرسول ما بغبهم
والحمد لله أولا وآخرا والصلاة والسلام الأتمين الأكملين على نور الهدي ومصباح الدجي سيدنا محمد وآله وسلم
|
|
 
|
|
|
|
الرشيد حسن خضر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست