|
نزار غانم يتذكر سنوات الدراسة بمدرسة كمبوني الخرطوم
|
كانت هي المدرسة التي ناسبني الانتقال اليها لانني كنت في لبنان ادرس العلوم باللغة الانجليزية فالتحقت بها في خريف 1974م و اكملت فيها الثانوي العالي كمبوني هو اسم المبشر الكاثوليكي الايطالي الذي احب التبشير في السودان و توفي فيه في ثمانينات القرن التاسع عشر الميلادي و تنتشر مدارس كمبوني و رديفها النسوي سسترس سكول في اكثر من مدينة سودانية و تمكنت شخصيا من زيارة المدرسة التي في عطبرة و بورتسودان كمبوني خليط عجيب من الاعراق و الاديان و المذاهب و الثقافات و لذلك فليس لها هوية واضحة في ذلك الزمان من الادلجة كمبوني مدرسة متفوقة في الرياضة ابن بونا ملوال و ياسر سيد احمد عبدالهادي في كرة السلة و طارق عزالدين شاه في كرة القدم و عادل طوبيا في التنس و خالد جابر ابو العز في تنس الطاولة و حسام محمد عبدالماجد في الجودو و الكراتيه كمبوني كانت تحتضن مواهب فنية و ادبية اذكر زكي لبيب زكي في الجيتار و طارق عزالدين شاه في العود و الجيتار و صلاح عبدالغني في الشعر العربي الفصيح و كاتب هذه السطور اروع المدرسين هم من الاقباط السودانيين كاستاذ اللغة العربية عدلي منسي الذي كان ينشر بعض اشعاره في الصحف السيارة و هو قومي عربي مع وقف التحزب و ايضا الاستاذ محمود مدرس الرياضيات الذي ساعدني كثيرا في تجاوز عقدة الرياضيات الحديثة التي كنت ادرسها في لبنان و قد انضم للجيش و اصبح فيما بعد مدير عام التلفزيون القومي بامدرمان هناك ايضا استاذ الاحياء القسيس دنيكولا الذي رافقته الى بورتسودان و سواكنو كان يقول لي انه يرى تشابها كبيرا بين التوارة و كتب اليهود و بين القرآن الكريم اما المدرس السيء فكان القسيس بسكينو الذي يحول حصة الجغرافيا الى محاكمة من طرف واحد للاسلام و المسلمين و يهمل تدريس المادة. هذا الشخص فقط الاحظ انه كان مهزوزا احيانا سكرانا و احيانا في الكنيسة يبكي و يتبتل و يدخن في الفصل ثم يمنع الطلاب من التدخين فيضطروا اليه في الادبخانات كنت قراي شديد بحيث طلعت الاول على المدرسة كلها في آخر سنة ثالثة لكنني لم احقق تفوقا في الشهادة السودانية و جائت نتائجي افضل في شهادة الجي سي اي و الذي يريد ان يعرف كيف تتكون الشخصيات بما فيها الشخصية السيكوباتية عليه ان يدرس تلك الفترة من حياة الناس , و ملاحظة اخرى هي انه لو كانت كمبوني مدرسة مختلطة لكان الوضع الاجتماعي و النفسي و التربوي افضل فقد كان طلبة كمبوني يبالغون في ردة الفعل حتى لو جاءت فتاة تمشي جوار المدرسة كما كان هناك هوموفوبيا اي تخوف مرضي من الشذوذ الجنسي بين الرجال و اعود و اقول ان الدراسة المختلطة التي تعودت عليها في لبنان كانت افضل في هذا المجال و لله في خلقه شئون
|
|
|
|
|
|