قصـــــــــه لعــــــــزيز (امـــــــــــــانة الشعب)!!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 10:41 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-24-2007, 05:10 PM

د.معاويه عمر

تاريخ التسجيل: 08-09-2016
مجموع المشاركات: 11

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قصـــــــــه لعــــــــزيز (امـــــــــــــانة الشعب)!!!



    امانة الشعب للساخرعزيز نيسين

    كان يا ما كان, كان أو ما كان... في قديم الزمان، مكان ما في العالم، مكان ما كان فيه شئ، في هذا المكان الذي ما كان فيه شئ، كان ثمة سلطان، السلطان عنده خزينة، في الخزينة أمانة الشعب الغالية.
    الشعب يفخر بهذه الأمانة الآيلة إليه من أجداده... يتناسى فقره و بؤسه و يتباهى بها قائلأ: و حتى لو لم يكن عندنا شئ, يكفينا أن تكون عندنا هكذا أمانة من الأجداد.
    لا يفعل ذلك شخص أو شخصان.. و إنما كل فرد من أفراد الشعب يستأثر بحصة من المباهاة بهذه الأمانة القيمة الباقية له من أجداده... يحميها بروحه و جسده.
    و طالما أن أحسن مكان لحفظ الأمانة التي هي ملك الشعب هو خزينة السلطان, فقد خبئت فيها، يحرسها رجال مدججون، لا يغمض لهم جفن و لا يدعون الطير تطير فوقها.
    السلطان و الصدر الأعظم و ذوو المراتب في القصر يقسمون بشرفهم مرة كل عام على حمايتها.
    و دارت الأيام، و مرت الأيام ...حتى جاء يوم فكر فيه السلطان بمعرفة ما هي هذه الأمانة التي يستفديها الناس بأرواحهم و دمائهم, فصار يتحرق شوقا إلى معرفة ما بداخل خزينة الأمانة تلك. و لم يعد يطيق صبرا فدخل جناح الخزينة.
    لا يستطيع الحراس القول للسلطان" ممنوع " فالسلطان و الصدر الأعظم و الوزراء يدخلون متى ما شاؤوا ليرو ما إذا كانت الخزينة لا تزال في مكانها. السلطان فعل هكذا..
    الأمانة موجودة في غرف متداخلة, كل غرفة تؤدي إلى أخرى حتى الحادية و الأربعين، حيث الخزينة.
    الخزينة في خزائن متداخلة كل خزينة تفتح عن خزينة... حتى الحادية و الأربعين.
    فتح السلطان الأربعين غرفة و دخل الحادية و الأربعين .فتح أربعين خزينة... و بينما كان يفتح الحادية و الأربعين، أخذ قلبه يضرب... ذلك أنه كان يمتلك الكثير من الفضول لمعرفة الشئ الذي يحمونه طيلة هذه السنين. فماذا رأى؟
    كانت جوهرة لم تقع عين بشر على مثيلها حتى ذلك الزمان, جوهرة تتلألأ و تضطرم كألسنة النار... لو قلت من ذهب ما حزرت، أو قلت بلاتينا لأخطأت، أو قلت من فضة ما أصبت.
    لم يتمالك نفسه, قال: سآخذ أمانة الأجداد هذه لي، لتصبح ملكي.. و من الذي سيعرف و كيف؟
    أخذ الأمانة المقدسة التي كانت تتلألأ كقطعة من الشمس و دسها في جيبه. لكنه بدأ يتخوف ماذا لو اكتشفوا أنني سرقتها ؟.. سأضع مكانها قطعة من الذهب مزينة بالماس و اللؤلؤ و الزمرد و الصدف و الياقوت. و طالما أنه لم يسبق لأحد أن رآها فلن يفهم أنها مسروقة، فيما لو فتحت الخزنة ذات يوم..
    و مثلما قال فعل.. أقفل إحدى و أربعين خزينة متداخلة، و فوقها واحدا و أربعين باباً، و هو يرتعش من خشية أن يشك أحد أنه سرق الأمانة.
    حتى ذلك الزمان كان يقسم يمين واحد في السنة على حماية الأمانة، فضاعفها إلى يمينين.. يجتمع أبناء الشعب و المديرون و السلطان و يقسمون على أنهم سيحمون الأمانة المقدسة الباقية من الأجداد، بأرواحهم و دمائهم.
    الصدر الأعظم رجل داهية. داخله الشكل فقال لنفسه: كنا نقسم مرة في السنة, فلماذا رفعها السلطان إلى اثنين ؟.. و في يوم من الأيام دخل جناح الخزينة موسوساً: ما هي هذه الأمانة التي نحميها طيلة هذه السنين ؟.. مر من إحدي وأربعين غرفة، فتح إحدى و أربعين خزينة, رأى الأمانة. وقف مشدوهاً أمام قطعة الذهب ( تلك التي وضعها السلطان لئلا ينتبه لفعلته أحد ). آخذ هذه الأمانة و وضع مكانها قطعة ذهب مزينة بحجارة لماعة. قال في نفسه: كيفما كانت، و طالما أن الأمانة لا يعرفها أحد، فإن من يفتح الصندوق يوماً سيعتقد أن هذه هي الأمانة المقدسة..
    و مثلما قال فعل. و خوفاً من أن تكشف عملته أزمع أن يرفع عدد المرات التي يقسم فيها اليمين إلى أربع, في الصيف و الشتاء و الربيع و الخريف، مثلما سبق للسلطان أن رفعها إلى اثنتين.
    و مثلما قال فعل. أقفل إحدى و أربعين خزينة متداخلة، و فوقها واحدا و أربعين باباً، و هو يرتعش من خشية أن يشك أحد أنه سرق الأمانة.
    أحد الوزراء رجل داهية. دخل الشك نفسه: كنا،حتى الآن نقسم مرتين فلماذا زادوها إلى أربع ؟
    هو الآخر، و طالما أنه يستطيع الدخول دون اعتراض من أحد، فقد دخل يوماً عبر الإحدى و الأربعين غرفة، فتح الإحدى و الأربعين خزينة، فلمعت عيناه بفرح إذ رأى قطعة الذهب المزينة بالحجارة اللماعة, قال في نفسه: لو آخذها وأضع مكانها قطعة فضة، فمن سيعرف ؟
    و مثلما قال فعل, و رفع مدفوعاً بخوفه من أن يكتشف أمره عدد مرات الحلفان إلى مرة كل شهر.. صار الشعب يجتمع في الساحات العامة مرة كل شهر، و يقسم على أنه سيحمي الأمانة المقدسة حتى آخر رجل و آخر قطرة دم.
    مشرف القصر شخص داهية، توسوس من رفع معدلات القسم إلى مرة في الشهر, قال: ثمة ما يريب. لأذهب و أر .. مر من إحدى و أربعين غرفة، فتح الإحدى و أربعين خزينة.. رأى أمانة الأجداد المقدسة فأعجب بها, قال في نفسه: لو آخذها و أضع مكانها قطعة نحاس فمن الذي سيدري ؟..
    و مثلما قال فعل، و خوفا من افتضاح أمره، و لكي يعتقد الناس أنه حريص عليها، فقد جعل اليمين يقسم مرة في الأسبوع.
    الضابط الذي يحمي الخزينة_ هو الآخر _ داهية, فكر في نفسه: ما الذي يجري ؟ كل أسبوع نقسم. لأذهب و أر هذه الأمانة المقدسة..
    و كما فعل الآخرون, مر من إحدى و أربعين غرفة, فتح إحدى و أربعين خزينة. رأى قطعة النحاس اللامعة ففرح بها, و قال لنفسه: إذا أخذتها و وضعت مكانها قطعة حديد، فمن سيعرف ؟..
    و مثلما قال فعل. و لكي يملص من عملته، و ليعتقد الناس أنه غيور على الأمانة يفتديها بروحه و جسده، فقد رفع معدلات الحلفان إلى مرة في اليوم.
    و دارت الأيام، و مرت الأيام.. ظهر من بين الناس رجل قال :كل يوم و نحن نقسم على أننا سنحمي الأمانة الباقية من الأجداد بدمائنا و أرواحنا.. و نحن في واقع الحال نخبئها في الخزينة و نحميها على نحو جيد.. لكن ما هي هذه الأمانة ؟.. ألسنا نحن المؤتمنين عليها ؟ تعالوا إذن نفتح الغرف و الخزائن لنر ما نحمي.
    أحدثت كلمات الرجل تأثيراً كتأثير القنبلة. الذين خانوا الأمانة، و على رأسهم السلطان، تقدموا نحوه و طوقوه، الذين أخذوا الأمانة، على التوالي، و استبدلوها بأشياء مزورة، كل واحد منهم يعتقد أنه فعلها دون علم الآخرين، ارتعشوا خوفاً من اكتشاف السرقة، فقالوا للرجل الذي قال لنر الأمانة التي نحميها: آخ يا خاين.. و أنت من أنت حتى ترى الأمانة المقدسة التي انتقلت إلينا من الأجداد ؟؟
    ألبسوه تهمة الإقلال من هيبة الأمانة.. و ما بقى إلا شئ قليل حتى يتحول الرجل إلى ممسحة..
    قال السلطان: إذا كنا سنقتل هذا الرجل فلنقتله وفق القانون...
    و لكي يعدموا الرجل سنوا قانوناً خاصاً، و قتل الرجل بقرار محكمة خاصة.
    بيد أن المسألة لم تنته بإعدام الرجل. كلماته انتقلت من فم إلى فم.. و الفكرة أخذت تكبر كجرف ثلجي .
    في يوم من الأيام فكر رجل من الناس لنذهب و لنر هذه الأمانة طالما أننا سنموت في سبيلها, لكنه و لأنه يعرف ما جرى للذي قبله, لم يتفوه بكلمة أمام البشر، وضع في رأسه أنه سيتسلل إلى الخزينة و يرى ما بداخلها سرا .
    السلطان و الصدر الأعظم و الوزراء، و كافة حرامية الأمانة بمن فيهم الضابط الذي استبدل قطعة الحديد بتنكة صدئة, و لكيلا تظهر سرقتهم ، أو بالأحرى لئلا يكتشف أنهم استبدلوها, صاروا يحرسونها على نحو أشد.
    و بينما كان الرجل _الذي نجح في الدخول سراً إلى الخزينة_ خارجا بالأمانة المقدسة ليريها للناس، رأى الضابط التنكة في يده، فصرخ: هذه ليست هي!
    الوزير قال أيضأ: هذه ليست هي !
    الذين في القصر، بمن فيهم السلطان، قالوا: هذه ليست هي !..هذه ليست هي !..
    فسألهم الرجل الممسك بالتنكة الصدئة: و كيف عرفتم أن هذه ليست الأمانة المقدسة ؟ و إذا لم تكن هي، فما هي..؟
    لم يتمكن أحد من الحاضرين من الإجابة على سؤاله، ذلك أن كل واحد منهم قد فهم أن الشئ الذي وضعه بدل الأمانة قد سرق فيما بعد.
    خنقوا الرجل الممسوك و أعادوا التنكة الصدئة الى مكانها ضمن إحدى و أربعين خزينة و إحدى و أربعين غرفة. و لحماية الأمانة المقدسة سنوا قانوناً يتوجب على كل فرد من الشعب بموجبه أن يحلف صباحاً و ظهراً و مساء على حماية الأمانة المقدسة.
    و لم يستطيع أحد من الذين يقسمون الأيمان أن يعرف أن الأمانة قد تحولت من سرقة إلى سرقة إلى تنكة صدئة.
                  

05-24-2007, 05:44 PM

مصطفي سري
<aمصطفي سري
تاريخ التسجيل: 03-07-2007
مجموع المشاركات: 2339

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصـــــــــه لعــــــــزيز (امـــــــــــــانة الشعب)!!! (Re: د.معاويه عمر)

    دكتور معاوية عمر سلام
    يا سلام عليك وانت تاتي الينا باصحاب الروائع عزيز ينسين الكاتب
    والروائي التركي الذي اخرج اورع القصص القصيرة بتلك الفانتازيا
    العجيبة وربط نقده للسلطة بطريقته الساحرة ، وقرأت لعزيز العديد
    من القصص واحببته جدا ، واظنك تتفق معي ان عزيز قصته برنامج سياسي
    معارض ليس بالشكل المباشر شأنه شأن المبدعين ، وللاسف بفعل اسباب
    مختلفة فقدت كتبه واحاول جاهدا ان اجمعهامجددا ، وليتك ان تنقل لنا
    احدي قصصه التي تتحدث عن الانتخابات والاحزاب علي ما اظن هي علي تلك
    الشاكلة ، واخري عن الرجل الذي ظل يرطض الي مسافات للوصول الي مواعيد
    ولك الود
                  

05-25-2007, 03:23 PM

مصطفي سري
<aمصطفي سري
تاريخ التسجيل: 03-07-2007
مجموع المشاركات: 2339

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصـــــــــه لعــــــــزيز (امـــــــــــــانة الشعب)!!! (Re: مصطفي سري)

    فوق
                  

05-30-2007, 02:13 PM

د.معاويه عمر

تاريخ التسجيل: 08-09-2016
مجموع المشاركات: 11

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصـــــــــه لعــــــــزيز (امـــــــــــــانة الشعب)!!! (Re: مصطفي سري)

    الرائع جدا سرى للغايه (مصطفى)
    احب عزيز نيسين حد الثماله
    وكان ان أهدانى جعفر عباس(ابو الجعافر) روايه ضلت طريقها
    وهى فى الطريق الى اذ انتزعها أحد اصدقاءه غصبا عن روعته
    ولكن بالنت العديد من القصص القصيره والكتابات لعزيز نيسين عليك بقوقل
    اشكرك للتواصل مع أمانة شعب
    وفووووووووووووووووووووق
                  

06-09-2007, 02:06 PM

د.معاويه عمر

تاريخ التسجيل: 08-09-2016
مجموع المشاركات: 11

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصـــــــــه لعــــــــزيز (امـــــــــــــانة الشعب)!!! (Re: د.معاويه عمر)

    فوووووووووووووووووووووووق
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de