رزنـامـة الأسـبوع وابـداعـات الكـاتب الكـبيـر كـمال الـجـزولـي.

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 07:57 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-22-2007, 07:36 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رزنـامـة الأسـبوع وابـداعـات الكـاتب الكـبيـر كـمال الـجـزولـي.

    الثلاثاء15مايو2007.

    صحيفة "الرأي العام"

    رُزنامة الأسبوع: كمــال الجـــزولي.
    -------------------------------------
    أوع نكون لبخنا يا لطف

    ضيف على الرزنامة

    بقلم: د.مكي سيد أحمد



    الثلاثاء:
    ----------------

    في مهرجان المعرض والنغم ومهر اللوحات الخمس ، ذلك الذي جعلته ممكناً ، بصورة متميزة رؤية وشكلاً ، مناسبة خطوبة ولدنا الصغير إسماعيل حسن إسماعيل من بنتنا الصغيرة مي محجوب شريف ، إلتقيت بخال العروسة ، الأخ العزيز الأستاذ كمال الجزولي ، الذي دعاني مشكوراً لأن أحل ضيفا على رزنامته المقروءة هذه.

    أعلم أن في كتابة الرزنامة مخاطرة كبيرة ، خاصة بعد الذي أورده عنها الأستاذ عادل الباز ، رئيس تحرير (الصحافة) ، في (على كيفه) الممتع بعدد الجمعة 6/4/2007م ، قائلأً: ''كمال مقدرة فذة في الكتابة ذات الطول والعمق والأبعاد'' ، علماً بأنني شخصياً أميل ، كما في عمودي بصحيفة (الوطن) ، إلى ''التحبيب'' (من حبوب) ، وإلى ''التحقين'' (من حُقنة)! فأرجو ، إذن ، أن تسمحوا لي بأن أقوم بـ (حقنكم) أو (تحقينكم) ، كضيف على رزنامة هذا الأسبوع!

    وأود بعد ذلك ، بل قبل ذلك ، أن أجدد التهنئة للحبيبين مرتين: مرة على خطوبتهما نفسها ، ومرة أخرى على اختيارهما الإعلان عنها بهذا الشكل البسيط والجديد ، والذي يحمل كل هذه المعاني العميقة ، حيث يكشف ، من ناحية ، عن قدرات شبابنا الهائلة ، إذا ما وجدوا التشجيع ، على الجمع الجيد بين الخاص والعام ، كما يكشف ، من ناحية أخرى ، عن إمكانية توظيف العملية الابداعية لتلعب دوراً إيجابياً إضافياً ، ضمن أدوارها العديدة الأخرى ، والتي لا حدود لمردودها في كافة مجالات حياتنا الاجتماعية ، وبالأخص في هذا المجال الحيوي بالذات ، تأسيساً للعلاقة الزوجية بعيداً عن ضغوط الماديات ، وإثراءً لها بالحب والتفاهم والرحمة والرفاء والبنين والاحترام المتبادل والتقدير العالي للحياة الأسرية.

    ولا يفوتني بالطبع أن أجدد التهنئة ، بهذه المناسبة السعيدة حقا ، للأخ العزيز ورمزنا الشعري والإنساني الكبير الأستاذ محجوب شريف ، ولشريكته السيدة أميرة الجزولي ، ولصديقي كمال (خال الأمورة مي).



    ُُُِِالأربعاء:
    ------------

    معرفتي الخاصة برجل الأعمال المعروف الأستاذ صلاح أحمد إدريس حديثة العهد ، تعود ، بالتحديد ، إلى العام الماضي ، عندما زار جوبا على رأس قافلة ثقافية وفنية ورياضية وإعلامية ضخمة ومتميزة عطرت حياة المدينة في أكثر من موقع ، خصوصاً جامعتنا الفتية ، حيث كنت أعمل رئيساً لقسم الموسيقى بكلية الفنون والموسيقى والدراما بها ، وهي الكلية التي رأت النور عام 2002م ، بعد أن كانت قسماً للفنون والموسيقى بكلية الآداب والعلوم الإنسانية التي يتولى عمادتها الأخ العزيز البروفيسور عبد الرحيم خبير ، والتي ما تزال ، مع غيرها من الكليات ، بمجمع الكدرو وغيره ، في انتظار العودة إلي جوبا ، جواً أو بحراً أو براً ، إذ لابد من صنعاء وان طال السفر!

    على المستوى الانطباعي أستطيع القول بأن صلاحاً إنسان بسيط ، لطيف ، ودود ، يتمتع بخفة الظل ، وحداقة الفنانين ، ولا بأس من ذكر عضويته لمجلس جامعة جوبا. أما معرفتي به كملحن اختار لنفسه اسم (علي أحمد) ، فقد بدأت ، فقط ، أمسية الأربعاء الرابع من أبريل الماضي ، بمقهى الصحفيين ببحري ، والتي خصصت لتداول تجربته اللحنية ، بمشاركة عدد كبير من الموسيقيين والنقاد والمهتمين. وكانت مفاجأة كبيرة لي حين طلب مني عريف الأمسية مخاطبة ذلك الجمع النوعي حول الموضوع المطروح. ولأهمية الأمر أرى من الضروري للغاية أن أوثق هنا لما قلته وما أود إضافته في النقاط التالية:

    (1) لظروف خاصة لم يتح لي أن أتابع تجربة صلاح الموسيقية في السابق بشكل وثيق. ولكنني وعدت بان أضع ذلك على رأس أجندتي القادمة ، ولذا طلبت من الأخ صلاح تزويدي بمعلومات أرى انه لا بد منها لموضوعية النظر وسلامة التقويم.

    (2) وصفت تلك الأمسية الجميلة التي غنى فيها من ألحانه مطربون كبار ، كصلاح بن البادية وسيف الجامعة وحسين شندي ، وواعدون كبار كعادل مسلم وجمال فرفور وياسر بورتسودان والطيب مدثر ، لشعراء كبار كإسحاق الحلنقي وأزهري محمد علي ، وبمصاحبة عازفين كبار في فرقة موسيقية جيدة ، كأسامة و د. البشير صالح ، وصفتها بأنها (شاهد إثبات) على دوره الواضح في حركة الغناء والموسيقى. وهو في تقديري دور إيجابي بشكل عام. لكن ، لأجل تحديد مدى ذلك الدور ونوعيته بشكل دقيق ، لا بد من وضع التجربة بأكملها في إطار دراسة تمكن من النظر إليها في المسار العام لحركة الغناء والموسيقى ، ومحطاتها التاريخية والإبداعية الرئيسة في بلادنا ، ابتداءً من الطنبرة ، مرورا بأغنية الحقيبة ، ووصولا إلي الأغنية الحديثة. طبعاً لا يمثل هذا وحده كل (الموسيقات) السودانية ، لكنه قطعاً ، يمثل جزءاً كبيراً ومؤثراً منها. ولهذا وعدت ، وأكرر الوعد ، بإنجاز تلك الدراسة قريباً ، راجياً أن يساعدني مقهى الصحفيين ببحري على تحقيق المدخل المناسب إليها من خلال محاضرة/مفاكرة أعرض فيها لخلفيتها التاريخية (الوصفية والتحليلية) اللازمة تحت عنوان (نحو آفاق جديدة للموسيقى السودانية).

    (3) تحدث صلاح عن تجربته اللحنية ، من حيث النشأة والبيئة والمؤثرات الأسرية والمجتمعية وما حولها من فضاءات مختلفة. ورغم فائدة ذلك الحديث العذب لتسليط الضوء على جذور ومقومات ومعينات التجربة ، إلا أنه لا صلاح ولا غيره مطالب بأن (يتحدث) عن (أهليته) لممارسة التلحين أو غيره من ضروب الإبداع! فمثل هذه الممارسة الإبداعية لا تحتاج إلي تصديق من أية جهة مهما كان قدرها ، حيث أن الإبداع الحقيقي والمبدع الحقيقي يفرضان نفسيهما مهما كانت المعوقات أو المحبطات! وحتى اللجنة التي أتشرف برئاستها في المجلس الاتحادي للمصنفات الأدبية والفنية ، وهي (لجنة الألحان والأصوات الجديدة) ، ليس من مهامها أن تقف ، بل ولا يمكنها ، حتى لو أرادت ، أن تقف عائقاً في طريق صوت جديد أو لحن جديد! فالموضوع في مجمله لا يتجاوز ، وبشكل غير ملزم ، حدود إبداء النصيحة والتوجيه ، مع خالص التحية والتقدير للأخ الدكتور الماحي سليمان ملحن أغنية (قول النصيحة) الرائعة ، وكذلك لشاعرها الأخ الدكتور عز الدين هلالي ، وللأخت زينب الحويرص ، أول من تغنى بها. ما أريد تأكيده هو أن صلاحاً لا يحتاج لشهادة ما لتأكيد انتمائه لحركة الغناء والموسيقى. وظني أنه تأثر سلباً بمفاهيم خاطئة وظالمة وبالية تحصر المبدعين في دائرة معينة! واعتقد أن دفاعه عن (أهليته) ، وبتلك الصورة ، قد حرف الأمر من (حقه) الطبيعي في ممارسة التلحين إلي مقارنته بزيد أو عبيد! وهذه ، في رأيي ، مسألة ثانوية لا شأن لها بما هو أصل في ما يتعلق بـ (القدرات) الابداعية. فأن يكون الشخص (مرتاحاً) لا يعني إسقاط جدارته بالتلحين! وأمر (الأهلية) رهين بمستوى الألحان ، أما المسئولية عن ذلك فتعود بالكامل لصاحبها ، ولمن ارتضوا غناءها ، ولمن ارتضوا عزفها ، فجميعهم مسئولون عنها على صعيد تذوق المتلقين ، والنقد الفني الموضوعي المتروك لمن يملكون أدواته ، خاصة الدارسين عن موهبة. وعليه لم تكن هنالك ضرورة ، في الأساس ، لأن يضطر صلاح للاستشهاد بمبدعين (مرتاحين) ، داخل وخارج الوطن! فمفهوم (الراحة) أو (عدم الراحة) ، كمعيار لجودة الابداع أو عدم جودته ، ضيق وضار ومتطرف ، بصرف النظر عن مصدره!

    (4) تجربة صلاح اللحنية ، مثلها مثل تجارب غيره من الملحنين ، يحتاج تقويمها إلي النظر المتمهل في مساهمات بقية المشاركين فيها ، شعراً وأداءً وعزفاً. لكن يمكن القول ، بوجه عام ، بأن هذه التجربة أحيت تقليداً قديماً في اتخاذ ورش العمل أداة لتجويد العمل الفني ، وأنها أكسبت (محيط الوسيط الموسيقي) المتمثل في (الفرقة الموسيقية) عوامل الوجود والاستمرارية. وأن (التقليدية) التي تدور في فلكها ، والتي أشاد بها صلاح ، هي في الحقيقة تقليدية حميدة ، إذا صح التعبير ، ولا يعني تجاوزها الغاءها.

    يتبقى أن نشير ، في ختام هذه الملاحظات ، إلى ما هو مطلوب ، بوجه خاص ، من (الأرباب) ، باعتباره (رجل أعمال متنوعة) و(رجل أعمال فنية) ، أن يسهم ، بما لديه من قدرات ، في تهيئة الأجواء لنهضة موسيقية عميقة الجذور ، طموحة الأهداف ، وطنية الشكل ، إنسانية المحتوى. وبنفس لا يلهث ولا ينقطع!



    الخميس:
    -------------

    الذين كانوا في عطبرة في ذلك الزمان الجميل ، عندما تم توحيد كل فعالياتها الفنية في (دار الفنون) ، وتحركت منها (الفرقة القومية للشمالية) صوب المسرح القومي بأم درمان للمشاركة في مسابقة المديريات ، لابد أن يذكروا بالتقدير كله صديقنا د. إدريس البنا ، كبير ضباط الاستعلامات في ذلك الوقت ، والذي لعب دوراً بارزاً في عملية التوحيد ، واكتشف الطيب عبد الله وإسحاق كرم الله وكيجاب ، وقام بتصميم (رقصة العمل) البديعة التي أدهشت الجمهور ، وجمع بين المرحومين أبو داؤود والعطبراوي في ترنيمة دينية رائعة من كلماته وألحانه إسمها (القلب الذاكر). وأذكر من أغنياته المفضلة ، آنذاك ، (الدنيا حلوة يلاك نغني) من كلمات شقيقي المرحوم ابراهيم ، والحان المرحوم أحمد عكاشة ، وأداء ثنائي عطبرة في ذلك الوقت وداعة ودرويش ، إضافة لأغنية (قلبي الحزين) لعبد الله احمد ، و(أيها الشادي) لأحمد فحل.

    والذين عايشوا ذلك الزمان ، أيضاً ، وشاهدوا (فرقة فنون كردفان) ، في الأبيض أو من على خشبة المسرح القومي بأم درمان ، لا شك سيتذكرون على الفور الموسيقار والباحث الموسيقي الكبير المرحوم جمعة جابر. أما بالنسبة (لفرقة أعالي النيل) فستتجدد لديهم ذكرى المرحوم الفريق جعفر فضل المولى التوم. وبالأمس مرت ثلاث سنوات على رحيل الموسيقار والأكاديمي المتميز ، تأليفاً وعزفاً وتوزيعاً وتدويناً وتدريساً وبحثاً ، المرحوم عبد الله ابراهيم عبد الله (أميقو) الذي كان من طلابي ، ثم من زملائي المتميزين في هيئة التدريس ، ولا زال مقعده خالياً في العديد من المواقع.

    وعندما زارت أم كلثوم السودان ، أوائل عام 1969م ، أصدر الأديب الراحل حسن الطاهر زروق كتيباً ، بمناسبة تلك الزيارة التاريخية ، بعنوان (أم كلثوم موحدة العرب). وفي نقاش جرى ، ذات يوم ، بينه وبين أحد الكارهين لغنائها ، قال لحسن: ''المرة دي ثقيلة وبتردد البيت عشرين مرة'' ، فرد عليه أبو علي ، وكان كلثومياً من الدرجة الأولى ، بقوله: ''ثقيل انت القاعد تعدهم''! وعلى ذكر الثقلاء أبلغني ، ذات يوم ، الأخ العزيز نعمان على الله بوفاة أحدهم ، ثم اقترح ، ضاحكاً ، أن يُكتب في نعيه: ''مات إثر علة أمهلته طويلاً''!

    وأذكر أنه ، عندما توفي عبد الحليم حافظ ، كان وردي يغني على خشبة مسرح قاعة الصداقة ، وعندما أبلغ بذلك أوقف الغناء ، وأعلن النبأ الفاجع للجمهور ، وترحم على روح العندليب الأسمر. وفي الذكرى الثلاثين لرحيله أصدرت مجلة (صباح الخير) عدداً خاصاً بعنوان (حليم: غناء إلي الأبد).

    وأثناء إعدادي لهذه الرزنامة ، وبالتحديد أثناء تذكري لرحيل المبدعين بكل قسوته ، جاء في الخامس من هذا الشهر يوم شكر الراحل المقيم حسن خليفة العطبراوي الذي ترك في أيدينا من زهور الابداع زهرة متميزة نغماً وطعماً وروحاً عطبراوياً متفرداً ، حيث أسهم ، على مدى سبعين سنة ، على الأقل ، من سنوات عمره الثمانية والثمانين ، إسهاماً ضخماً في صياغة الذات السودانية ، وشارك ، صوتاً وصورة ، في طرد المستعمر من البلاد ، وسيبقى مشروعه الغنائي المُنجز شامخاً تحت عنوان: (يا وطني العزيز) و(نحن رواد الجمال أينما كان الجمال).


    الجمعة:
    --------------

    نظار المحطة بالسكة الحديد ، سواء في عاصمتها عطبرة أو في غيرها ، منهم من هو ناظر (كامل الدسم) ، وساعات عمله بالنهار ، ومنهم من يقل عن ذلك شأنا ويطلقون عليه (ناظر ليل) ، حيث تبدأ ورديته في الليل وتنتهي عند بعض الساعات من صباح اليوم التالي. ولما تم تقديم أحدهم ، ذات يوم ، إلى بعض الضيوف بنادي العمال ، بوصفه (ناظر ليل) ، إحتج مضيفاً: ''وجزءاً من النهار''!

    وفي الحقيقة فإن طرائف عطبرة والسكة حديد لا تكاد تنتهي ، وهي ذات مذاق خاص مجبول من (الحديد والنار) اللذين يشكلان السمة الأساسية لهذه المدينة العمالية. من ذلك أنه ، عندما تمكنت الشرطة ، ذات مرة ، من اعتقال المسؤول التنظيمي للحزب الشيوعي بعطبرة ، ووجدت معه بمخبئه (مكنة الرونيو) ، ابتسم الضابط لهذا النصر المبين وقال له: ''طبعا دي المكنة القاعدين تطبعوا بيها المنشورات''! فابتسم (الكادر) ، بدوره ، ورد قائلاً: ''لا .. دي القاعدين نطبع بيها كروت أفراح الطبقة العاملة .. مكنة المنشورات في أمن وأمان طرف عبد الخالق بأم درمان''! رحم الله عبد الخالق ، مع تحياتي لـ (نقد) وأمنياتي له وللمؤتمر الخامس بالتوفيق.

    ومن المعروف أن السكة الحديد تعمل بلائحة عمل شبه عسكرية ، ولعل ذلك من الأسباب التي أكسبت هذه المؤسسة ، التي تتهددها (الخصخصة) في كل لحظة ، صفة الضبط والربط من ناحيتى المواعيد وسلامة الركاب. وكان مدير عام السكة الحديد ، وبعنوانه التلغرافي (حديد عطبرة) ، على علم بكل كبيرة وصغيرة تجري في أقصي محطة في السودان! وتتم ملاحقة المعلومة المطلوبة بإلحاح إذا تأخرت لأي السبب من الأسباب. وكان ناظر محطة سنار مستغرقاً في قضاء (شهر عسله) الثاني ، عندما لاحقته برقية من تلك البرقيات ، وهو في (سرير النوم) ، تطلب الإفادة عن حالة حاجة كبيرة السن كانت قد أصيبت بوعكة في قطار داخل منطقته. فرد بتلغراف مستعجل قائلاً: ''الحاجة ماتت فاستراحت فاسترحنا فاستريحوا''! وقد دخل ذلك التلغراف أدبيات السكة الحديد من أوسع الأبواب!

    ويحكى أن مناضلاً كان يقود مظاهرة من المظاهرات العديدة التي كانت تخرج في المدينة ضد الاستعمار ، أو الأنظمة الشمولية ، أو غيرها من الحكومات التي فشلت في التصدي لقضايا الوطن والمواطنين ، وبالأخص تلك التي طرحت شعارات خاطئة يتقدمها شعار (تحرير لا تعمير)! لكن أحد أفراد البوليس السري إندس في تلك المظاهرة ، وشارك في رفع ذلك المناضل على الأعناق ، حتى يتمكن ، في ما بعد ، من الإدلاء بشهادة غير مجروحة عندما يقدم ذلك (المخرب) إلى المحاكمة! وأخذ ذلك المناضل ، وكان حلفاوياً ، يهتف بسقوط الاستعمار ، وأذناب الاستعمار ، وبحياة الشعب السوداني والطبقة العاملة. وكانت جماهير عطبرة مشهورة بهتافاتها جيدة السبك شكلاً ومضموناً وإيقاعاً ، دلالة على وعيها السياسي العميق وروحها النضالية العالية. وعندما لاحظ مناضل آخر تلك المكيدة أسر للمناضل الحلفاوي بذلك ، فما كان منه إلا أن طلب إنزاله ، ثم أخرج علب سجائره وقدم منها واحدة لرجل البوليس السري قائلاً ، بلهجة حلفاوية ظريفة: ''أوعى نكون لبخنا يا لطف''؟!

    ومن طرائف ذلك المناضل الحلفاوي أنه ، في رده على زملائه المحتجين على عدم نجاح ورشتهم ، وهي ورشة الخراطين ، في تصعيد زميل لهم إلى لجنة النقابة ، وكان مكلفاً بالعمل لتحقيق ذلك ومعه بعض القادة الآخرين ، أفاض في سرد العديد من الأسباب والمبررات. ولما لم ينجح في إقناع زملائه بإبعاد مسئولية التقصير عن شخصه ومن معه ، إختصر الأمر تماماً بقوله: ''والله لما لينين قالت يا عمال العالم اتحدوا نست تقول ما عدا الخراطين''! وعلى ذكر العم لينين يُروى أن أحد العمال من غير الشيوعيين قصد الأخ العزيز محمد إبراهيم عبده (كبج) في خدمة ما عن طريق أحد أقاربه من الشيوعيين. وكان (كبج) ، أيامها ، هو المسؤول السياسي للحزب الشيوعي بعطبرة. فدخل عليه في مخبئه ، آنذاك ، وهو يفكر في طريقة يستميله بها ، ويكسر الحواجز بينهما ، حتى يسهل عليه الكلام معه. وكانت أول ما وقعت عليه عيناه صورة كبيرة لفلاديمير ايلتش لينين معلقة على حائط الغرفة. فما كان منه إلا أن أقترب من (كبج) هامساً بحميمية: ''طبعاً دي صورة الوالد''! ويُروى ، أيضاً ، أن أحد العمال قصد الشهيد عبد الخالق لإرسال إبنه للدراسة .. في السويد! فقال له عبد الخالق ضاحكاً: ''أنا ذاتي لو لقيت السويد دي حأسيب الشيوعية خالص''!

    ولعطبرة رموزها الكبيرة في كافة مجالات العمل السياسي والاجتماعي والنقابي والفني والرياضي ، ولعل الكثيرين قد قاموا بالتوثيق لذلك ، وما زالوا مدعوين لاستكمال ما لم يتم توثيقه. فعطبرة ترتبط ، إلى جانب السكة الحديد ، بمؤسسات عريقة كشركة الأسمنت ، ومعمل الألبان ، ونقابة عمال السكة الحديد التي خرجت من رحم هيئة شؤون العمال. وبشخصيات عظيمة كالقادة النقابيين المناضلين الحاج سليمان موسى وقاسم أمين والشفيع أحمد الشيخ وابراهيم زكريا والحاج عبد الرحمن وعلي محمد بشير ، وبالزعماء السياسيين الشعبيين ابراهيم المحلاوي وهاشم السعيد واحمد خوجلي. وعلى ذكر الحاج سليمان موسى الذي كان يتولى مسؤولية امتحان قيادة السيارات ، وكان مشهوداً له بالكفاءة والحزم ، تحضرني طرفة للعازف الماهر حسن الخواض ، فقد سأل عبد العظيم (حركة) ذات يوم ضاحكاً: ''إنت يا عبد العظيم أغانيك دي قاعد يلحنها ليك سليمان موسى''؟!


    السبت:
    ------------

    الوسط الفني ملئ بالفنانين والعازفين الذين جمعوا بين (الكفر والوتر) ، وأبرزهم الكابلي ومحمد ميرغني وحمد الريح. أما العازف الذي كان من الممكن أن يكون ، بالجد ، نجماً لامعاً في (الملعب الكروي) ، فهو محمدية. غير أنه ، كما قال بنفسه في سهرة تلفزيونية جمعته مع عبد الله عربي والكابلي ووردي ، قد قرر الانحياز إلي (الملعب النغمي)! ويبدو أن محمدية حسبها صاح ، ليس فقط لأن لاعب كرة القدم السوداني قصير العمر الكروي ، بل ولأن محمدية نفسه قد خلق في تقديري ليكون عازفاً ماهراً ، وعلى آلة الكمان بالتحديد. وأعتقد أن سر نجاحه لا يكمن فقط في موهبته الموسيقية الكبيرة ، وحسه الجمالي الرفيع ، بل وفي تعامله مع الأمر بمسؤولية تامة ، قبل وبعد دراسته الأكاديمية.

    ومن الفنانين الذين جمعوا أيضاً بين (الكفر والوتر) الراحل عبد العظيم حركة. وكان ، إلى ذلك ، يمتاز بخفة الروح وسرعة البديهة. ناديته مرة قائلاً: ''يا عبد العظيم انا دايرك'' ، فرد علي ضاحكاً: ''لكين أنا وأindirectس! أما العازف الماهر (اب قوسين) المرحوم الخواض فقد كان لماحاً وكريماً و(بتاع مقالب) وتروى عنه الكثير من الطرائف ، منها أنه شارك ، ذات ليلة ، ضمن فرقة موسيقية ، في إحياء حفل ساهر بسينما القضارف. وبعد الحفل دعاهم أحد المعجبين بالفنانين عموماً إلي طعام العشاء في منزله ، حيث أكرم مثواهم كثيراً. وبعد فترة طويلة حضر ذلك الشخص إلي العاصمة ، وزار (دار الإذاعة). وما أن لمح الخواض هناك حتى اندفع نحوه يعانقه عناقاً حاراً. لكنه ، لما شعر بأن الخواض قد استقبله بفتور ، استغرب وامتعض وقال له: ''يظهر انك ما عرفتني''! فحاول الخواض قدر المستطاع التهرب من الإجابة بذلك النوع من العبارات المسهوكة ، من شاكلة: ''كيف ما عرفتك ياخي'' ، و''إنت إنت بتتنسي'' .. وما إلي ذلك. غير أن ذلك الشخص لم يقتنع ، ومضى يسأل قائلاً: ''طيب انا إسمي منو''؟! فما كان من الخواض إلا أن رد عليه بسرعة بديهة: ''يا خي إذا إنت ذاتك ما عارف اسمك منو .. دايرني أعرفو ليك أنا''؟!

    ولعل أكثر المهن التي ينافس أهلها الفنانين في خفة الظل وكثرة الطرائف مهنة الطب. ولعله لهذا السبب لم يكن صدفة أن جمع الفقيد عوض دكام بين المهنتين ، فقد كان ، إلى جانب تميزه كطبيب أسنان ، عازف إيقاع ماهر أيضاً! ومن طرائف الأطباء أن المرحوم الدكتور عبد الكريم المنشاوي كان حكيمباشي مستشفى الفاشر ، وحدث أن أحضروا له ، ذات يوم ، مريضاً في حالة خطرة للغاية ، لكنه نجح ، والحمد لله ، في إسعافه إلى أن (فتح وتكلم) ، فطلب من أهله أن يحضروه له بعد أسبوعين بشرط ألا يتأخروا. لكنهم حضروا به بعد شهرين في حالة ميئوس منها ، فاستشاط عبد الكريم غضباً وقال لهم: ليه إتاخرتو بالشكل ده'' ، فردوا عليه ببرود: ''والله يا دكتور شفناهو بقى كويس خليناهو على الله''! فازداد غضب عبد الكريم وصاح فيهم قائلاً: ''لمن كان علي خليتوه علي الله ولما بقى على الله جبتوه لي''؟! ثم التفت إلى زميله المرحوم د. أسامة إبراهيم اسحاق قائلاً: ''صحيح الأعمار بيد الله ، ولكل أجل كتاب ، لكين يا خي ربنا جعل لكل شي سببا)! وكان عبد الكريم وأسامة يشكلان ثنائياً إنسانياً رائعاً ، وما أكثر ما عالجا وأسعدا مرضاهما بمستشفى الشعب التعليمي بالخرطوم.


    الأحد:
    ----------------

    في أواسط الستينات سافرت إلي صوفيا ، عاصمة جمهورية بلغاريا الاشتراكية سابقا ، بمنحة وفرها لي اتحاد الشباب السوداني لدراسة الموسيقى في كونسرفتوار الدولة البلغارية. ولا يمكن أن يمر ذكر اتحاد الشباب دون أن أذكر بالوفاء والعرفان مناضلين عظام ، كمصطفى أحمد الشيخ ومصطفى محمد صالح وحامد عبد العزيز عليهم الرحمة ، وكذلك خليل الياس وجلال السيد وعبد الفتاح زيدان أمد الله في أعمارهم. وفي صوفيا عاصرنا كتابة المرحوم الشاعر المهندس عبد العزيز سيد احمد (بحر العلوم) لقصيدته الجميلة (هلسنكي) ، وقد جاء فيها من وحي العاصمة البلغارية الجميلة: ''في صوفيا تهوى الأشعار/ وتبيع بشارع لوممبا باقات الورد المختار'' ، كما جاء فيها عن بومباي: ''في كوخ ولدت بومباي/ عملت سنتين بحقل الشاي/ مازالت تذكر لحْنَيْن/ أحدهما حقلي المترامي/ والثاني قد ضاع غرامي'' ، وعن هلسنكي: ''يا للعشاق/ هلسنكي مازلت أغني/ لفتاة لا تعرف عني/ وفتى تقتله الأشواق''!

    والقصيدة طويلة وجميلة ، وقد قمت بتلحينها مع رائعة أخرى من أكتوبريات شاعرنا الكبير محمد المكي إبراهيم ، وعنوانها (عريس المجد) ، وقد خص بها شهيد الثورة الأول أحمد القرشي طه ، وينشد في مطلعها: ''بهذا عريس المجد جاءك يا ردى/ فافتح ذراعك واحتضنه مزغردا''. وكان مما لحنت أيضاً في تلك الفترة قصيدة لشاعر المقاومة الفلسطينية الكبير محمود درويش يقول فيها: ''شدوا وثاقي/ وامنعوا عني الدفاتر والسجاير/ وضعوا التراب على فمي/ فالشعر دم القلب ، ملح الخبز ، ماء العين يكتب بالأظافر ، والمحاجر ، والخناجر/ سأقولها/ في غرفة التوقيف ، في الحمام ، في الإسطبل ، تحت القيد ، في عنف السلاسل/ مليون عصفور على أغصان قلبي يصنع اللحن المقاتل''. كما لحنت لبدر شاكر السياب: ''عيناك غابتا نخيل ساعة السحر/ أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر''.

    ويبدو أنني ، بإيرادي لكل ذلك ، إنما أستعيد ذكرى بدايات المشروع الفني الفكري الذي ما زلت عاكفاً عليه منذ ذلك الوقت ، وقد عاودت تنشيطه في السنوات العشر الأخيرة ، خاصة في جانب الموسيقى البحتة تحت عنوان (دراما سودانية). وهو مشروع أبشر ، من خلاله ، بتفكير موسيقي جديد يؤسس لما أطلقت عليه (التفكير الموسيقي التأليفي التفاعلي) في مقابل (التفكير الموسيقي التلحيني التراكمي) الذي انتهى عمره الافتراضي منذ ما لا يقل عن العقدين من الزمان. وأرجو أن أتمكن ، عما قريب ، من طرح نماذج مكتملة لهذا المشروع ، من الأعمال القديمة والجديدة ، ومن بينها معزوفة لتوفيق زياد يقول فيها: ''كأننا عشرون مستحيل/ في اللد والرملة والجليل/ هنا على صدوركم باقون كالجدار/ وفي حلوقكم كقطعة الزجاج ، كالصبار/ وفي عيونكم زوبعة من نار/ نجوع ، نعرى ، نتحدى ، ننشد الأشعار''!

    وعن صوفيا يحلو الحديث ، خاصة عن جامعتها التي يجلس على مدخلها تمثالان لأخوين لهما أياد بيضاء عليها. وكان قدامى خريجيها الذين زاملوا الأستاذ محمد إبراهيم نقد ، عندما يلتقون بنا ، ويعرفون أننا من السودان ، ينطلقون في الحديث عنه ، ويشيدون بتميزه من كل النواحي.

    والبلغار أولاد نكتة. وأذكر أن صديقاً بلغارياً قال لي مازحاً ، يوم اجتاحت قوات حلف وارسو العاصمة التشيكية براغ: ''بالله شوف التشيك ديل دايرين يهربوا من الاشتراكية''! ثم أضاف بحماس شديد: ''كيف يمكن ذلك؟! بل كيف يعقل ذلك''؟! لكنه ، لما سألته عن مدى التزامهم هم أنفسهم ، كبلغار ، ببناء الاشتراكية ، أجابني ضاحكاً: ''شوف يا صاحبي ، نحن عاهدنا الحزب على بناء الاشتراكية وسنقوم ببنائها ، أما الشيوعية فعليه أن يبحث عن مقاول لها''!

    في ذلك الوقت من عام 1968م كانت صوفيا على موعد مع مهرجان الشباب والطلاب العالمي ، فانتظمت المدينة ، بل بلغاريا بأسرها ، حركة نشطة في جميع المجالات ، عمرانياً وفكرياً واجتماعياً وثقافياً وسياسياً ورياضياً. وقد حضرت شخصيات مرموقة في جميع هذه المجالات. وأذكر أن المرحوم لطفي الخولي قام بتقديم الشاعرين محمود درويش وسميح القاسم بصورة مؤثرة وجدت تجاوبا وتقديرا من الحضور الذين ضاقت بهم القاعة على سعتها ، كما وأذكر أن الناقد الكبير المرحوم غالي شكري قدم دراسة متميزة ، آنذاك ، بعنوان (المنتمي: دراسة في أدب نجيب محفوظ).

    ومن الذكريات الطريفة لتلك الأيام الجميلة أن طالباً سودانياً لا يخلو من (كشكشة) كان على علاقة حب بفتاة فيتنامية. وتصادف حضور المستشار الثقافي السوداني من مقره ببراغ لتفقد أحوالنا في صوفيا. وبعد لقائه بالطلاب انفرد به ذلك الطالب المكشكش ، وراح (يشكو) له من علاقة الحب التي تربطه بتلك الفتاة! لكن الملحق سأله مندهشاً: ''هذه مسالة طبيعية ، فلماذا الشكوى''؟! إلا أن الطالب أجابه ، وبصورة جادة ، بأنه يجد صعوبة في التعرف عليها عندما تكون بين زميلاتها ، وطلب منه إيجاد حل لهذه المعضلة الأممية! عند ذاك أخذ الملحق يحدق فيه محتاراً ، قبل أن ينصرف مقرراً عدم العودة إلى صوفيا بعد ذلك أبداً ، و''الدايرني يجيني في براغ''!


    الإثنين:
    ----------------

    والله العظيم لقد سلت هذه الرزنامة روحي ، وعلى رأي عابدة الشيخ (أنا كنت مالي ومال كده)! لكن ، وقد مرت بنا قبل أيام الذكرى الثانية والعشرون لانتفاضة الجماهير العظيمة التي أطاحت بسلطة الفرد المطلقة في السادس من أبريل 1985م ، لا بد لي من تحية إجلال لشعبنا البطل الذي أنشد أستاذنا محجوب شريف مخاطباً إياه: ''عمق إحساسك بحريتك/ يبقى ملامح في ذريتك''! كما ولا بد لي ، ومن باب تجديد ذكريات ذلك الحدث التاريخي ، أن ابعث بالتحية لصديقي كمال ، وللذين كانوا معه بسجن دبك ، وأن أخص بالذكر مدير السجن الذي روى كمال حكايته ، والذي كان يمثل ، في الحقيقة ، بوطنيته الدافقة ومهنيته العالية ، السجان والسجين معاً ..!

    * باحث موسيقي وكاتب صحفي وأستاذ جامعي.
                  

05-22-2007, 07:47 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رزنـامـة الأسـبوع وابـداعـات الكـاتب الكـبيـر كـمال الـجـزولـي. (Re: بكري الصايغ)

    ''كمال مقدرة فذة في الكتابة ذات الطول والعمق والأبعاد''.
    " عادل الباز ، رئيس تحرير (الصحافة).


    ..... وقـطـعـت جـهـيـزه قـول كـل خـطــيـب.
                  

05-22-2007, 07:56 AM

نيازي عبدالله مرحوم احمد
<aنيازي عبدالله مرحوم احمد
تاريخ التسجيل: 08-25-2006
مجموع المشاركات: 1006

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رزنـامـة الأسـبوع وابـداعـات الكـاتب الكـبيـر كـمال الـجـزولـي. (Re: بكري الصايغ)

    الاخ بكري الصايغ
    اولا شكرا علي ايرادك لموضوع الاستاذ كمال الجزولي
    وكمال الجزولي يتمتع بمقدره لغويه عاليه في صياغة وتركيب الجمل بالاضافة الي حس جميل في صياغته الكلام وطرفه تتعدي حدود المالوف في عالم اللغة والكتابه لك الشكر مرة اخري
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de