كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: الاوادم..فى سوق الضمير..ودعوة لانشاء حزب جديد!! (Re: عبد الغفار عبد الله المهدى)
|
Quote: د. عائض القرني
يهدد مجتمعنا اليوم سرطان العصبية القبلية التي أصبحت تُثار بشكل بشع ممقوت، يقوم بذلك بعض الشعراء الشعبيين العوام تساندهم بعض القنوات التي لا تفكر في العواقب، فأصبحنا نُمطر صباح مساء بقصائد هوجاء يمدح بها الشاعر قبيلته ويمجدها ويرفعها فوق النجوم وكأن هذه القبيلة صاحبة البطولات في بدر والقادسية واليرموك ويعرِّض بغيرها من القبائل. وإذا نظرت إلى هذا الشاعر وجدت تعليمه لا يتجاوز (خامس ليلي) من محو الأمية، في يساره سيجارة يشعلها بسيجارة، قد تفحِّمت أسنانه واسودت شفتاه وأعفى شنبه حتى وصل أذنيه، ثم تقوّس حتى كأنه قرن خروف نعيمي، لماذا هذه الصرخات القبلية والعصبية الجاهلية؟ لماذا تُثار الآن بعدما وحّدنا الإسلام ثم اجتمعنا تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله ؟ هل يؤمن هؤلاء حقاً بمبدأ (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)الله أعلم بما في قلوبهم، أنا أعرف أن الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقِهوا، لكن أن نسلم ديننا ومبادئنا ووحدتنا واجتماع شملنا لبعض الشعراء الجهلة السفهاء وبعض القنوات التي لا تفكر إلا في الشهرة وابتزاز الأموال فهذا أمر خطير، جد خطير. أنقذوا البلاد والمجتمع من سرطان العصبية القبلية ومن ريح العنصرية الجاهلية، سمع رسول الله رجلين يفتخران بالقبيلة على حساب القبيلة الأخرى فقال: «دعوها فإنها منتنة». من أشد الحرام أن نربي أجيالنا على النعرات الجاهلية، ومن أعظم المنكر أن نسعى في هدم كيان الدولة المسلمة بمعاول الهدم والتفرقة، عيب علينا أن نفرّق الصف بالفخر بالقبيلة والتعريض بالقبائل الأخرى، إن الفاسد في حياته والمحبط في نفسه والذي يشعر بمركَّب النقص يريد أن يعوّض ذلك بمدح قبيلته فحسب، وإضفاء الثناء عليها وحدها، وإهمال غيرها من القبائل. إن المجتمعات التي ما زالت القبائل فيها تكوِّن بذور المجتمع كدول الخليج عموماً سوف تقع فريسة لهؤلاء الحمقى الذين سوّل لهم الشيطان تقديس القبيلة، حتى أن بعضهم لا يحفظ له قصيدة في الثناء على الله عز وجل أو الدفاع عن رسوله المصطفى والمجتبى، أو الإشارة بالرسالة الخالدة، أو الدعوة لمكارم الأخلاق أو التنويه بالوحدة وجمع الكلمة، وإنما قصائده كلها نعرات جاهلية وعصبية قبلية، فمثل هذا يُوقف عند حده ولو قالوا له: لا تلعب بالنار أيها السفيه. فمثلاً نحن في المملكة العربية السعودية جمعنا الله بفضله في كيان واحد ودولة واحدة فضلاً من الله ونعمة وكنّا قبلا نتقاتل ونتهاجى بأبشع السّب وأقذع الشتم حتى قامت القبائل ببناء حصون الحرب مع القبائل الأخرى وما زالت بعض هذه الحصون قائمة للعيان وأدعو إلى هدمها؛ لأنها تذكر بالإحن والعداوات والثأر، فلما تمّت الوحدة واجتمع الشمل صار الثناء على الكيان كله والمدح للمجتمع بأسره حتى استيقظ الشيطان في رؤوس بعض الشعراء الأغبياء فقاموا بتقسيم البلاد في قصائدهم وتشتيت الشمل في أبياتهم وعادوا إلى كهنوت القبلية ونسوا الدين والدولة وأغفلوا التوحيد والوحدة، ولو كان عمر حيّاً لبطح الواحد منهم على بطنه وأدبه بالدِّرة حتى يخرج وساوس الشيطان من رأسه. ماذا نفع أبا لهب الهاشمي القرشي نسبه؟ وماذا ضرَّ بلال بن رباح المولى الأسود الحبشي نسبه؟ أيها الشعراء احترموا أنفسكم، ارفعوا رؤوسكم، طهِّروا ألسنتكم، قبل أن تؤدِّبكم سياط الدولة، ومن أنذر فقد أعذر، نحن أمة واحدة، ربنا واحد، ورسولنا واحد، وديننا واحد، وقبلتنا واحدة، فلماذا التفرقة والعنصرية والدعوة الجاهلية وبث بذور الفرقة والفتنة:
مجـدنا ملـحمة عنـوانها*** نـحن في بـدرٍ قتلنا الوثنا وطنـي لا وطـن يشبهـه *** تعشق الأوطـان هذا الوطنا |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاوادم..فى سوق الضمير..ودعوة لانشاء حزب جديد!! (Re: عبد الغفار عبد الله المهدى)
|
Quote: مها فهد الحجيلان
حينما ظهرت منتديات الإنترنت بالنسبة لنا في السعودية منذ أواخر عام 1999 وأوائل عام 2000م كانت بمثابة المتنفس الذي اعتقد البعض أنه يستطيع من خلاله ممارسة حريته كاملة بعيداً عن عين الرقيب. ومع مرور السنوات التالية كثرت المنتديات الحوارية وتعود عدد من رواد تلك المواقع على الكتابة حتى أصيب عدد منهم بالملل؛ ولم تعد تمثل لهم تلك المنتديات مصدر إغراء كما كانت قبل الدخول فيها. وقد نشرت إحدى الصحف تقريرا مطولا عن عزوف عدد من رواد المواقع عن الذهاب إليها بسبب أنها كانت مجرد شيء جديد ما لبث أن تحول إلى شيء روتيني وعادي. وهذا أمر طبيعي يفسر لنا كيف أن كل ممنوع هو بالفعل أمر مرغوب ليس لذاته وإنما للسر الكامن في المنع. ولكن في المقابل كانت هناك ظاهرة بارزة تتصف بها بعض الكتابات في الإنترنت، وهي الكتابة التي تتجاوز حد المعقول وتصل درجة عالية من الغلو والتطرف في الفحش في القول والاعتداء على الأعراض والأنفس بالسب والشتم وتقديم التهم الزائفة وترويج الأكاذيب عن الأشخاص وعن الجهات. ويقوم بهذه الأعمال أناس يختبئون خلف أسماء مستعارة؛ وقد وجدوا في هذا القناع فرصة لا تعوض لإخراج ما في أنفسهم من سواد وما في قلوبهم من غل. ويبدو أن المحللين النفسيين سيجدون في مثل هؤلاء مادة مفيدة للبحوث والدراسات السيكولوجية التي يمكن البحث في دوافعها وتساعد في التعرف على سمات نوع أو نمط معين من الشخصيات العدوانية الكامنة أو الظاهرة. قد يقول البعض إن الإنترنت في هذه الحالة وبالنسبة لهذه الفئة من المستخدمين يعتبر بمثابة العلاج أو العيادة النفسية لهؤلاء المرضى للتنفيس عما في أنفسهم من مشاكل وإخراج ما في صدورهم من مكبوتات لعلهم بذلك يتطهرون من الأمراض التي تقيد حياتهم وتتحكم في تفكيرهم وسلوكهم مع أنفسهم ومع غيرهم. وهذا افتراض منطقي قد يتحقق مع البعض ولكنه في ذات الوقت قد لا يتحقق مع نمط آخر من الشخصيات التي تجد في عملها ذلك لذة لا تعادلها لذة؛ ويكون الإنترنت بالنسبة لها ليس مكانا للتنفيس بقدر ما هو بيئة خصبة لممارسة الإدمان على السلوك. حتى ربما يصل الأمر بالبعض أن يتحول التعلق بالإنترنت إلى حاجة أساسية لا يستطيع الفكاك منها. وهذا الصنف من الأشخاص هم في الحقيقة يمثلون بالفعل خطرا لأنهم من النوع السادي الذي يتلذذ بإيقاع الألم على سواه ويجد متعة في ممارسة الفحش والاعتداء على أعراض الغير وانتهاك شرفهم والتشكيك في عقائدهم وأخلاقهم. وكلما وجد صدى لكتاباته السلبية هذه زادت نشوته وتفاقم شعوره بالانتصار وبالتالي سيتعزز إدمانه يوما بعد يوم مع كل كتابة وكل فضيحة وكل تشويه سمعة يمارسها ضد الآخرين. وقد نشرت صحيفة الحياة الأسبوع الماضي مقابلة مع أحد مدمني الكتابة في مواقع المنتديات الحوارية، التي بدأها منذ عام 2000م ولم يكف عنها سوى هذا العام حسب زعمه على اعتبار أنه تاب من الكتابة، رغم أن من يدرس شخصية هذا الكاتب فسيجد أنه يصعب عليه أن يتوقف. ولهذا فمن المرجح أنه لن يكف عن الكتابة في المنتديات إطلاقا حتى لو فرض على نفسه التوقف الآن لأسباب معينة، لكن من المتوقع أن يعاود الكرة مرة ومرات لأن الكتابة في المنتديات صارت بالنسبة له بمثابة الحاجة النفسية الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها بأي حال من الأحوال. وبعد أن كشف عن شخصيته المستعارة التي كان يختبئ وراءها في كتاباته في المنتديات وشخصيته الحقيقية التي يعيش فيها أصيب عدد كبير من الناس المتابعين له بالفزع والرعب، ذلك أن شخصيته الحقيقية تبدو شخصية وديعة ومسالمة ولكن شخصيته المستعارة تعتبر بالنسبة لمن قرأ كتاباته هي من أفظع الشخصيات وأكثرها سادية وفحشاً في القول والسلوك. وقد طال أذاها عددا كبيرا من المسؤولين الكبار في الدولة ورؤساء تحرير بعض الصحف وعددا لا يستهان به من وجهاء البلد ومن الكتاب والكاتبات والمثقفين والمثقفات في السعودية. ومن هنا نتساءل إن كان يحق لمن تأذوا بسبب كتاباته في الإنترنت منذ عام 2000 إلى عام 2007 محاكمته على اعتدائه عليهم وإيقاع الضرر النفسي والمادي عليهم وما نال أسرهم من أذى وتشويه سمعة بسبب ما كتبه عنهم تحت اسمه المستعار. وهي كتابات طويلة وعديدة ومتنوعة، يغلب عليها طابع العنف والوصف المقذع واختيار العبارات الجارحة والموغلة في الهبوط إلى الحضيض؛ والواقع أنها أوصاف لم يسلم منها الشعب السعودي بأكمله حينما يوصف شعب كامل بأوصاف تأبى النفس الكريمة أن تخطر تلك الأوصاف على بالها فضلا عن أن تتفوه بها أو تكتبها. الحقيقة أن ذلك الكاتب الإنترنتي قد أعلن توبته عن الكتابة وربما يقصد كذلك التوبة عن سلوكه وفكره الذي عبر عنه في كتاباته الماضية، ولكن توبته تلك -كما أفهم- هي توبة تخصه وتخص عقيدته، لكن حقوق الناس الآخرين لا تسقط بها. إن من يتأمل هذه الشخصية ربما يجد أنها شخصية غير سوية بسبب التناقض الصارخ بين الوجه الذي يظهر به للناس وذلك الذي يتقنع به في الإنترنت، وهو تناقض يصل درجة التناقض الذي يصعب فهمه. فعلى سبيل المثال كان هذا الشخص يصلي كل يوم مع المفكر السعودي والكاتب في صحيفة الوطن البروفيسور حمزة المزيني ويبتسم في وجهه إذا رآه، وفي الوقت نفسه يذهب إلى الإنترنت ليكتب عنه كلاما لا يعقل ولا يمكن أن يصدر من شخص عاقل أو متزن. إني أتساءل عن سر هذا التناقض حد التشتت في هذه الشخصية؛ وعن سر ذلك السلوك الكامن والمكبوت، وعن الدوافع وراء مثل هذا التصرف المذهل الذي يحير العقلاء! ومما تنبغي الإشارة إليه أن هذا الشخص أو الكاتب الإنترنتي ليس هو الشخص الوحيد الذي يتصف بهذا السلوك الغريب، بل هناك عدد آخر من كتاب مواقع الحوار ومنتديات الإنترنت ممن يشبهونه في السلوك السلبي وفي السوداوية التي تملأ أفئدتهم ضد هذا الوطن وأهله ومقدراته. هذا الوطن العزيز الذي احتضنهم بكرم وسخاء فأكلوا من خيراته وعاشوا في أمنه ثم هم الآن يرجمونه بقذائف الانتقام والحقد. ولاشك أن هناك نوازع لدى بعض القراء تدعوهم إلى متابعة كل سلوك مخالف وكل رأي قوي معارض، وهؤلاء القراء قد يدفعون الشخص إلى التمادي في غيه وربما يشجع ذلك على بروز شخصيات أخرى تحب الشهرة فتسعى إلى محاكاة ذلك الكاتب الإنترنتي الذي اشتهر ببذاءته مثلا ثم تتحول كتابة القبح والتشهير بالناس ورميهم بالنقائص سمة تغلب على عدد من الكتاب ما لم يجدوا العبرة فيمن تمادى في نفث شروره وطال أذاه عدداً كبيراً من الناس الأبرياء.
|
* نقلا عن صحيفة "الوطن" السعودية
| |
|
|
|
|
|
|
|