الطرق الصوفية في السودان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 10:35 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-14-2007, 02:21 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الطرق الصوفية في السودان


    الطرق الصوفية في السودان

    صفاء الصالح
    بي بي سي


    السودان بلد التصوف بامتياز، إذ يتسم الإسلام في السودان بصبغة صوفية خاصة، بل أن الحياة اليومية فيه تصبغ بهذا الطابع في الإيمان الفطري بالمشايخ والأولياء الصالحين.

    إما الأذكار والمدائح فتسمعها أنى سرت في الشوارع، في المطاعم المحلات التجارية المختلفة وفي باصات النقل وسيارات الأجرة وفضلا عن الإذاعة الخاصة بالمدائح النبوية تمتلئ الإذاعة والتلفزيون السودانيين بها.

    انتشرت الطرق الصوفية في كل أرجاء السودان حتى وصل عددها حسب بعض الباحثين إلى حوالي أربعين طريقة أساسية وفرعية ، لعل أشهرها القادرية بفروعها المتعددة والختمية والسمانية والشاذليه والمكاشفية والمجذوبيه والادريسية الاحمدية والرشيديه والتيجانية والإسماعيلية وعدد من الطرق الثانوية.

    ويرى الدكتور حيدر إبراهيم رئيس مركز الدراسات السودانية ، إن الطرق الصوفية في السودان في الفترة الأخيرة أصبحت انشطارية وقد تحولت إلى فرق إقليمية وقبلية بعد أن كانت قومية حيث يخترق رجال الصوفية التنظيم القبلي ويفرزوا تنظيما اجتماعيا أوسع. دخول الصوفية الى السودان

    وتعد الشاذلية من أولى الطرق التي انتشرت في السودان قبل سقوط مملكة علوة عن طريق صهر الجز ولي المسمى شريف حمد أبو دنانه والذي استقر في بربر في عام 849 (1445م ).

    ويشير محمد الريح شيخ الطريقة القادرية العركية في الخرطوم إلى ان القادرية جاءت بعدها على يد الشيخ تاج الدين البهاري الذي نقل الطريقة من مركزها في بغداد وعاش في (وادي شعير) في الجزيرة لمدة سبعة اعوام.

    تعد القادرية بتفرعاتها من أكثر الطرق انتشارا في السودان


    اما الطريقة القادرية العركية فقد نشأت على يد الشيخ دفع الله بن الشريف مقبل وقد جاء من الحجاز وقد اخذ بيعة الطريقة هناك من الشيخ حبيب الله العجمي خليفة الشيخ عبد القادر الجيلاني آنذاك، ثم جاء الى السودان لنشر الدعوة واستقر في كردفان في منطقة تدعى (بئر سرار) ثم انتقل الى منطقة (ابو حراز)، حيث مركز الطريقة العام الان .

    وتعد القادرية بتفرعاتها من أكثر الطرق انتشارا في السودان ،ويقدر الشيخ الريح أتباع القادرية العركية في السودان بأربعة ملايين شخص .

    ويرى المستشرق ج سبنسر تريمنجهام ان مرحلة ثانية من المد الصوفي جاءت نتيجة لأحداث خارج السودان قد بدأت مع مستهل القرن التاسع عشر، كرد فعل للتوسع الأوربي السريع داخل الأراضي الإسلامية وظهور الوهابية ودعوتها للعودة للإسلام الأصلي ومهاجمتها لتأليه الأولياء والخرافات التي شابت الممارسة الإسلامية.

    ويصف السيد احمد بن ادريس الفاسي (توفي عام 1836 ) الصوفي والمصلح الديني الذي تاثر بالوهابية بانه الشخص الأكثر تأثيرا في السودان رغم عدم دخوله اليه، اذ اسس الطريقة الادريسية التي انتشرت في السودان كما كان معلم الرجال الاخرين،

    وهم من اسس وادخل الى السودان طرقا أخرى ، كمحمد المجذوب الصغير (1796-1832 ) حفيد مؤسس المجذوبية ، والذي اعاد احياء طريقته ونشرها في الشرق وسط البجا والشيح ابراهيم الرشيدي (توفي عام 1874 ) وهو شايقي اسس الطريقة الادريسية في السودان من بين أماكن أخرى ومحمد عثمان الميرغني (1793 -1853 )مؤسس الطريقة الميرغنية او الختمية إحدى أهم الطرق في شرق السودان وشماله وفي الخرطوم بحري.

    كما ادخل احمد الطيب البشير الجموعي وهو قادري درس في المدينة على يد الشيخ محمد بن عبد الكريم السمان ، الطريقة السمانية الى السودان عام 1800والتي انتشرت في وسط السودان.

    ودخلت التيجانية من مصر إلى بربر قبل المهدية بوقت قصير، على يد محمد بن المختار (المتوفى عام 1882 ) والمعروف بود العلية ونشرها آخرون من عرب أفريقيا أمثال عمر جانبو من الهاوسا في دارفور وكردفان ، وتعد هذه الطريقة من أنشط الطرق في غرب أفريقيا واحد العوامل الأساسية في نشر الإسلام فيها.

    وهناك طرق أخرى اقل حجما كالبرهانية والتسعينية والدندراوية والعزمية والطرق المصرية كالابراهيمية الدسوقية والرفاعية والاحمدية البدوية والبيومية. المسيد والخلوة

    يعد المسيد حيث يقيم شيخ الطريقة والخلوة حيث يتم حفظ القران الكريم وتعلم أسرار الطريقة المراكز الأساسية في بناء الطريقة ، الذي يتم على وفق تراتبية هرمية يقف في أعلاها (شيخ السجادة)، الذي عادة ما يكون له خلفاء يجيزهم لتولي شؤون الطريقة ونشرها في مناطق أخرى ،ومقدمون يتولون إدارة شؤون المسيد وأداء بعض الفعاليات نيابة عن الخليفة.

    وينقسم اتباع الطريقة الى قسمين، وهما نخبة محددة من الدراويش أو الحيران الذين سلكوا الطريق ونذروا أنفسهم كليا له وانقطعوا عن الدنيا للعبادة واخذ أوراد الطريقة وإسرارها تحت توجيه شيخهم.

    والقسم الثاني الذي يضم الاغلبية من اتباع الطريقة ، ويسمونهم أولاد الطريقة ، وهم من يمارسون حياتهم وأعمالهم العادية ولكنهم يشاركون في شعائر الطريقة واحتفالاتها.

    تعد منطقة (ام ضو البان)، على بعد أكثر من اربعين كيلومترا عن الخرطوم ،مثال للمنطقة الصوفية ، فهذه المدينةكما يتحدث الناس فيها، قد أسسها الشيخ العبيد منذ أكثر من مئة وخمس وستين سنة عندما أقام خلوته لتعليم القران فيها كما يحدثنا الشيخ الطيب خليفة الشيخ محمد البدر في ام ضو البان،

    اذ يشير إلى أن الشيخ العبيد هو صوفي قادري كان سائحا في العبادة ونشر القران ، وكان برفقة زميل له يدعى الشيخ المقابلي حيث باتا في ضيافة رجل من هذه المنطقة قدم لهما الطعام، وقد قام هذا الرجل بمسح أرجلهما بالزيت، وإثناء المنام رأى الشيخ رؤيا دعته لان يؤسس خلوته في هذا المكان.

    وواصل الشيخ العبيد طقس هذا الرجل فكان يمسح بالزيت أرجل طلبته إثناء منامهم ، كما اخذت المدينة اسمها الجديد من النار التي أشعلها في الخلوة لقراءة القران، ولم تنطفئ في المكان منذ ذلك الوقت ، حيث بات القادمين يستدلون على الخلوة في الليل عندما يرون تلك النار فتحول اسم المدينة من ام ضبان (ذبان ) الى ام ضو البان ، في إشارة إلى نار القران عندما يراها المسافرون فيقولون (الضو بان).

    هذه الخلوة استحالت الى مجمع ديني كبير كان الاساس في تكوين المدينة يضم مسجدا ومراقد شيوخ الطريقة بدءا من الشيخ العبيد المؤسس في القرن التاسع عشر وعدد من خلفائه.

    وفي الخلوة ألان كما يؤكد الشيخ الطيب حوالي ألف وخمسمائة طالب من مختلف أنحاء السودان او من بلدان مجاورة تتراوح أعمارهم بين سن خمسة أعوام إلى السبعين، ينصرفون لدراسة القران لسنوات تتوزع على ست سنوات لحفظ القران وسنتين للتجويد وأربع سنوات للقراءات تتوزع بين الخلوة ومعهد ديني يعقبها.

    وتقوم الخلوة بتوفير الطعام والملبس والعلاج لهم تراهم يمسكون بألواح خشبية يكتبون عليها الآيات القرآنية ثم يقومون بغسلها بعد حفظ الآية لكتابة آيات جديدة.

    محمد بلولة احد طلاب هذا المعهد ، وقد انتقل إليه بعد ان قضى سبع سنوات في الخلوة ، حدثنا عن نظام الدراسة في الخلوة ، التي تبتدأ فجرا مع صلاة الفجر وبعد هذه الفترة ينتقلون إلى فترة الضحوية التي تنتهي في الساعة العاشرة والنصف صباحا.

    ثم القيلولة وبعد القيلولة تأتي صلاة الظهر وتبدأ القراءة من الظهر حتى الساعة الثالثة والنصف ثم يأخذون استراحة لنصف ساعة ينتقلون بعدها إلى العصرية ومن ثم البركة التي يقوم بها الطالب بمراجعة حفظ لوحه.

    وتأتي صلاة المغرب وتتواصل القراءة حتى صلاة العشاء وتتواصل بعدها حتى الساعة العاشرة والنصف ليلا ثم تأتي فترة (الأسبوع) حيث يقوم الطالب بمراجعة الأجزاء التي قام بحفظها من القران.

    العباس الحسين محمد عثمان طالب أخر جاء من دارفور وقضى في الخلوة سنة ونصف وأكمل حفظ أربعة وعشرين جزءا من القرآن، ويقول انه سيكمل ثلاث سنوات ثم يذهب إلى زيارة أهله ليعود بعدها إلى الخلوة من جديد. الشعائر: اذكار واوراد

    يمثل الذكر جوهر الممارسة الصوفية، منذ تطورها في القرن الثاني الهجري، وتعني كما وردت في القران الكريم عبادة الله، كما يورد المستشرق تريمنجهام انها ترتبط ايضا بكلمة (ذكران) التي استخدمها السريان بالمعنى ذاته وينقسم لدى الطرق الصوفية الى ذكر صامت او خفي وذكر جلي.

    التأثير القوي للطرق الصوفية في الحياة السودانية، جعل مختلف الأنظمة والقوى السياسية حريصة على استثمار قوتها في معاركها السياسية


    وقد تحول الذكر لدى بعض الطرق الصوفية من ممارسة صوفية تعبدية تأملية إلى طقس جماعي يشترك فيه أبناء الطريقة . ويرى بعض الباحثين أن الطرق السودانية قد أدخلت عناصر افريقية مميزة في ترديد الأغاني والذكر تخلو منها الصوفية المشرقية.

    وتشتمل حلقات الذكر على قراءة الأوراد (مفردها ورد ويعني الصلاة الصوفية الخاصة ) والأحزاب القرآنية التي تتلى في أوقات مختلفة في اليوم او في أيام معينة ، وقد طور بعض المتصوفة الكبار أحزاب خاصة كما هي الحال مع الشاذلي والرفاعي والنواوي.

    ويستخدم التيجانية مصطلح (الوظيفة )التي يبدأون بقرأتها كما ألفها مؤسس الطريقة وتستعمل الاسماعيلية مصطلح (الراتب) للدلالة على شعائرها الخاصة.

    ويبدأ الاستعداد للذكر بترديد كلمات (لا اله إلا الله ) وكلمة الله مع صفات معينة مثل الحي القيوم .. الخ ويصاحب الذكر ترديد أشعار ومدائح نبوية او لأولياء وشيوخ الطريقة على ايقاع الدفوف ، الذي يبدأ بتكرار بطيء ، يتصاعد تدريجيا حتى يصل الى إيقاع متسارع في (النوبة) يرافقه أداء حركات عنيفة ، ووصول الدراويش إلى حالة انجذاب روحي خاص قد يصابون بغيبوبة ، او يؤدون حركات راقصة صعبة.

    وقد حدثنا عنها الدرويش عوض موسى إسماعيل وهو يرتدي ثوبا رقع بقطع مختلفة الألوان وامتلأ ثوبه بالأزرار والمسابح قائلا أن الدراويش يشعرون خلالها بروحانية عالية،فيتواجدون أي تحدث لديهم أحوال لاشعورية ويقومون بحركات غريبة وقد يغمى عليهم وقد يصرخ أو يترجم البعض منهم أي يتحدث بلغات قديمة وانه كدرويش انه يشعر بسعادة طافحة ولا يشعر بأي تعب جسدي في هذه الحركات.

    ويقول الشيخ محمد الريح خليفة الطريقة القادرية العركية في الخرطوم : ان هذه اللغة التي ينطق بها الدراويش هي السريانية، لان المتصوفة الأوائل اعتادوا على استخدامها كلغة خاصة يتحدثون بها في ما بينهم، ربما بسبب القمع الذي تعرضوا له واتهامهم بالزندقة والتجديف اتجهوا إلى تعلم هذه اللغة حتى يكونوا في تقية من أمرهم عند تشاورهم في شؤونهم التي كان البعض يرى فيها خروجا ويتهمهم بالخروج عن الدين.

    وتتباين الطرق في أورادها ومواعيد أذكارها ففي الطريقة السمانية تبدأ الأوراد في الثلث الثاني من الليل ، ثم ورد السحر ثم الشروق فالخواتيم مع الصلاة ، كما إن لديهم ورد المغرب بين صلاة المغرب والعشاء.

    ويقيم الختمية أذكارهم بانتظام يومي الاثنين والجمعة وتسمى (الحضرة) التي تعقد في المجلس أو الزاوية أو في حوش الخليفة او الشيخ او لدى احد أعضاء الطريقة حين تكون لدية مناسبة خاصة فيطلب إقامتها لدية ،وحين ذاك تستهل ب(الزفة ) التي تبدأ من منزل الخليفة حيث يتجمع المريدين.

    وتقام حلقات الذكر لدى القادرية كما يحدثنا الشيخ الطيب محمد البدر في ليلة الجمعة في السحر بعد منتصف الليل حتى آذان الفجر حيث تتلى المدائح للرسول ومشائخ الصوفية وعصر الجمعة بعد صلاة العصر وتسمى (العصرية) حيث تضرب النوبة.

    وغير ذلك تحيى ليلة (المولد) وكذلك (الرجبية) في ذكرى الاسراء والمعراج وعقب كل عيد يكون هناك ذكر عصر كل يوم ولثلاثة أيام وصبيحة العيد تقام ضحوية كبيرة بعد صلاة العيد . التصوف والسياسة

    ولعل هذا التأثير القوي للطرق الصوفية في الحياة السودانية، جعل مختلف الأنظمة والقوى السياسية حريصة على استثمار قوته تلك في معاركها السياسية، ما جعل الفرق الصوفية في السودان ليست بعيدة عن الممارسة السياسية ، بل أن نشوء الأحزاب السياسية التقليدية في السودان ارتبط بهذا التوزيع فتحدر الحزب الاتحادي الديمقراطي عن الطائفة الختمية وتحدر حزب الامة عن طائفة الانصار.

    كما كان للحياة العصرية تداخلاتها مع رجالات الفرق الصوفية في السودان، إذ عمل البعض منهم أو أبناؤهم في مؤسسات الدولة وصار البعض منهم مستشارين ووزراء وسفراء.

    وبرع البعض الآخر في الحياة الأكاديمية، كما هي الحال مع الشيخ حسن الفاتح قريب الله احد مشايخ الطريقة السمانية الطيبية، الذي وصل الى درجة الأستاذية في الحياة الأكاديمية وترك أكثر من مئة مؤلف علمي . والشيخ كمال عمر الذي كان أمينا للشؤون السياسية في الاتحاد الاشتراكي في عهد الرئيس السوداني الأسبق جعفر النميري.

    ويصف الدكتور حيدر إبراهيم لحظة نميري بأنها كانت مثالا للاستخدام السياسي للطرق الصوفية في المعارك السياسية لأنه عجز بنظره عن أن يبني حزبا سياسيا يجمع الناس حوله.

    ويضيف ان الطرق الصوفية لا تلعب دورا سياسيا إلا عندما توظف وتستخدم من قبل السياسيين ، ويبدو أن ذلك هو ديدن السلطات والساسة الذين تعاقبوا على حكم السودان.

    ويرى الدكتور إبراهيم ان هذه السلطات استخدمتهم لمحاربة مجموعة المثقفين الذين ظهروا بعد ثورة عام 1924 ونادي الخريجين ثم مؤتمر الخريجين ، وأنها نجحت في ذلك بل انه حتى الخريجين والانتلجنسيا السودانية قد وجدوا انهم لا يستطيعون التعامل مع الجماهير الا من خلال الطرق الصوفية.

    فانقسمت الانتلجنسيا نفسها إلى جزأين ،جزء ذهب مع عبد الرحمن المهدي والجزء الآخر مع عثمان الميرغني . ولم يخرج عن ذلك إلا جزء بسيط مع الأحزاب العقائدية إلا انه لم يؤثر سوى في أوساط محددة من الطلبة والطبقة الوسطى.

    ويتحدث عن ما يسميه بصوفية (الافندية )، حيث دخل عدد من المثقفين الحديثين والموظفين والأكاديميين في سياق الطرق الصوفية لتحقيق مصالح خاصة، ويضرب مثلا بالطريقة البرهانية التي كانت تضم كبار الموظفين ولذلك كان يتم تحقيق مصالح مشتركة من خلال تداخل الأخوية الصوفية مع بيروقراطية الدولة.

    ويخلص الدكتور حيدر إبراهيم الى انه إزاء الانشطارات والتي عاشتها الطرق الصوفية وتوزيعها الافليمي، وتوزع استخداماتها بين اتجاهات سياسية متعددة، فان دورها سيقتصر على الجانب الثقافي والاقتصادي ولن تلعب دورا سياسيا مهما في المرحلة القادمة.

    موضوع من BBCArabic.com
    http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/world_news/n..._6650000/6650291.stm

    منشور 2007/05/12 17:22:42 GMT

    © BBC MMVII
                  

05-14-2007, 03:06 AM

هاشم نوريت
<aهاشم نوريت
تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 13622

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطرق الصوفية في السودان (Re: Deng)

    Quote: التأثير القوي للطرق الصوفية في الحياة السودانية، جعل مختلف الأنظمة والقوى السياسية حريصة على استثمار قوتها في معاركها السياسية


    هذا هو الهدف الرئيس لوجود هذه الطرق.
    Quote: الذي يبدأ بتكرار بطيء ، يتصاعد تدريجيا حتى يصل الى إيقاع متسارع في (النوبة) يرافقه أداء حركات عنيفة ، ووصول الدراويش إلى حالة انجذاب روحي خاص قد يصابون بغيبوبة ، او يؤدون حركات راقصة صعبة.

    تقول الزول دا شايل كميرا ويصور.
    وايضا الانقاذ استغلت هؤلاء البسطاء فاقامت لهم مؤتمر سمته الرقص والراقصين او الذكر والذاكرين حاجة بالشكل دا

    Quote: ويتحدث عن ما يسميه بصوفية (الافندية )، حيث دخل عدد من المثقفين الحديثين والموظفين والأكاديميين في سياق الطرق الصوفية لتحقيق مصالح خاصة، ويضرب مثلا بالطريقة البرهانية التي كانت تضم كبار الموظفين ولذلك كان يتم تحقيق مصالح مشتركة من خلال تداخل الأخوية الصوفية مع بيروقراطية الدولة.

    وهذا ما نقوله ان كل من ينتمى الى تجار الدين هو اداة لتحقيق مارب الطائفية البغيضة مهما بلغ من العلم المعرفى
                  

05-14-2007, 03:09 AM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 25074

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطرق الصوفية في السودان (Re: Deng)

    Quote: ويضيف ان الطرق الصوفية لا تلعب دورا سياسيا إلا عندما توظف وتستخدم من قبل السياسيين ، ويبدو أن ذلك هو ديدن السلطات والساسة الذين تعاقبوا على حكم السودان.


    عزيزي دينق

    اتفق تماما مع ماورد في الاقتباس الوارد باعلاه

    تقرَب أهل السلطة لهذه الطرق الصوفية يأتي من ايمانها لقوة تأثيرهم في المساحة التي ينشطون فيها

    ظل النميري يتردد على العديد من شيوخ الطرق الصوفية طيلة سنوات حكمه بغرض الحصول على (بركاتهم)

    للحماية من كيد اعدائه وللبقاء لفترة اطول في سدة الحكم

    لم يعهد لهذه الطرق مقارعتها لاي نظام حكم مر على البلاد

    وكون أنهم في مأمن من شرور هذه النظم، أخذوا يتغاضون عن اية مثالب يراها فيها غيرهم من البشر

    هناك حادثة مشهورة كانت وراء عزل الدكتور ابراهيم هباني حين كان مسؤلا كبيرا في احد الولايات اوئل

    عهد الانقاذ، و كان السبب وراء عزله بحسب ماتوارد من انباء آنذاك ... احد هؤلا الشيوخ
                  

05-14-2007, 10:40 AM

حليمة محمد عبد الرحمن
<aحليمة محمد عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 11-02-2006
مجموع المشاركات: 4052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطرق الصوفية في السودان (Re: حيدر حسن ميرغني)

    الاخ دينق
    تحياتي
    رغم ان الموضوع ليس قاصرا على السودان، لكنه يحوي معلومات هامة.. لذا ارجو المعذرة في نشره، هنا واتمنى ان يفتح المجال واسعا للنقاش في الطرق الصوفية في السودان، وخارجه.. واتمنى كذلك ان يلتزم الاخوة المتداخلون الحوار الجاد، بعيدا عن الاسفاف الذي اصبح ديدن معظم المتداخلين في المنتدى.. وذلك حتى تعم الفائدة الفكرية المرجوة الجميع..
    مودتى..


    حليمة

    التصوف الإسلامي:

    الإسلام المبسط؟


    درويش مصري في عرض في القلعة في القاهرة يحظى التصوف الإسلامي بشعبية كبيرة في الغرب، وفي ألمانيا أيضا. ويبدو أن أحد أسباب ذلك هو الظن بأن الصوفية تختلف عن الإسلام المحافظ. لكن هذا الظن لا يتمتع بالصحة الكاملة كما تراه كاتبة المقال انغا غيباور

    إن تاريخ الصوفية يعتبر في واقع الأمر تاريخا ناجحا لأن التصوف الإسلامي استطاع الإنتشار في أجزاء كبيرة من العالم، من الهند حتى إيران، ومن تركيا حتى شمال إفريقيا، وأكثر من ذلك هناك العديد من الطرق الصوفية في أوروبا.

    من ناحية أخرى اتسم تاريخ الصوفية بحالات الإضطهاد، ففي الأزمنة الأولى عانى المتصوفون من اضطهاد حكام بعض البلاد الإسلامية حتى درجة القتل. وكان الحكام غالبا ما يبنون ذلك على حجج وبراهين دينية، مثل الشرك بالله وهو أحد الذنوب الكبيرة في العقيدة الإسلامية.

    أدرك المتصوفون الآله حقا في كل الأمور، لأنهم يرون أن كل شيء مبدؤه الرب الخالق الواحد. مثل هذه الآراء فُهمت خطئا على أنها شرك بالله. أضف إلى ذلك أن بعض المتصوفين يحترقون شوقا إلى الفناء في ذات الله وعند بلوغ هذه الحالة تصدر منهم عبارات يُحكم عليهم من خلالها بالالحاد. فعلى سبيل المثال أُعدم الحلاج، المتصوف الكبير، عندما قال "أنا الحق" أي أنه يرى الله في شخصه.

    علاقة متوترة مع الحكام

    كانت هناك أيضا أسباب سياسية مهمة وراء هذا الإضطهاد. فبدءا من القرن الثاني عشر الميلادي نظم الصوفيون أنفسهم إلى طرق وحازوا بحب المواطنين البسطاء ونالوا تقديرهم لدرجة أنهم أنزلوا بعض الصوفيين منزلة الأولياء. لهذا اكتسبت الطرق الصوفية نفوذا روحانيا وماديا كبيرا وتأثيرا قويا على المواطنين أصبحوا من خلاله خطرا قد يهدد الحكام الفعليين.

    والعلاقة اليوم بين الصوفيين والحكام ليست منسجمة في كل البلاد. فعلى سبيل المثال هناك مؤشرات في إيران لوجود ضغط على الطرق الصوفية بحجة نشرها أفكار منافية للإسلام، كما أنه من المعروف عداء الوهابية المهيمنة في المملكة العربية للصوفية والحد من حرية أعضاء الطرق الصوفية في المملكة.

    إلا أن الصوفية تتمتع في كثير من الدول الأخرى باحترام كبير. فعلى سبيل المثال اقترحت كل من تركيا ومصر وأفغانستان اعتبار عام 2007 "عام مولانا" تكريما لمولانا جلال الدين الرومي، الصوفي الكبير مؤسس الطريقة المولوية للدراويش الصوفية المعروفة برقصها الدائري.

    الروحانية العميقة ذات الأثر القوي

    لا تزال الصوفية تأخذ بالقلوب حتى يومنا هذا. فمقومات الصوفية الغامضة والروحانية العميقة لها تأثير قوي. إن الصوفي لا يهتم كثيرا بالبحث عن الله بطريقة نظرية ولكنه يريد أن يحس به روحانيا وجسديا.

    يجد الصوفي نفسه في الطريق إلى الله أو على الأقل في الطريق إلى القرب منه. ذلك لأن الهدف الأسمى للصوفي هو إزالة الحجاب بينه وبين الله والفناء في حبه. من أجل ذلك يقوم الصوفي بعبادات مختلفة مثل الصوم فترة طويلة أو الذّكْر وهو الإستمرار في ذكر الله بصيغ معينة مصحوبة بتمارين للتنفس.

    لا يزال التصوف الإسلامي يتهم بالخروج عن الإسلام القويم بسبب التصور القائل بوحدانية الوجود والبعد عن الإسلام المحافظ التقليدي.

    على الرغم من ذلك فإن الصوفيين راسخين في العقيدة الإسلامية. فهم يسيرون على نهج القرآن والشريعة التي يأولونها حسبما يتفق معهم. هذا الإرتباط الوثيق بالإسلام يؤكدها حبهم وتقديرهم الذي يكنوه للنبي محمد. فهم يعتبرونه المتصوف الأول والقدوة المطلقة للمؤمنين. وبعض الصوفيين أمثال إبن عربي ذهبوا أبعد من ذلك ووصفوه بـ"الإنسان الكامل".

    بهذا يعتبر وصف الصوفية بالإسلام المبسط أو بالغير إسلامي من الخطأ بمكان. فالصوفيون مسلمون يطبقون الشريعة ويعيشون حياتهم اليومية طبقا للإسلام. وعلى المرء أن يعتبر التصوف الإسلامي كصورة أخرى من الصور العديدة للإسلام، وبناء عليه يعتبر المتصوفون راسخين في العقيدة مثل أتباع الطرق الإسلامية الأخرى.

    بقلم انغا غيباور
    ترجمة عبد اللطيف شعيب
    حقوق الطبع قنطرة

    نقلا عن القنطرة.. الرابط التالي:ـ
    http://www.qantara.de/webcom/show_article.php/_c-471/_nr-532/i.html
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de