من اجل إنقاذ مصداقيته; السفير السوداني ببروكسل مطالب بتوضيح تصريحاته حول تعرض سفارته "لاعتداء"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 12:37 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-12-2007, 07:08 PM

تاج الدين عبدالله آدم
<aتاج الدين عبدالله آدم
تاريخ التسجيل: 01-18-2007
مجموع المشاركات: 1591

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من اجل إنقاذ مصداقيته; السفير السوداني ببروكسل مطالب بتوضيح تصريحاته حول تعرض سفارته "لاعتداء"

    من اجل إنقاذ مصداقيته; السفير السوداني ببروكسل مطالب بتوضيح تصريحاته حول تعرض سفارته "لاعتداء" في يوم دارفور العالمي الاحد 29/4



    لقد جاء مشاركة كل من رابطة دارفور ببلجيكا ومنظمة دارفور للعدالة والتنمية في فعاليات يوم دارفور العالمي الذي نظم في اكثر من 35 بلد حول العالم في إطار سعي اهل دارفور والشرفاء من بني السودان في دول المهجر لإستقطاب الرأي العام العالمي للوقوف مع ضحايا المجازر بدارفور, وكذلك الضغط علي المؤسسات الدولية الفاعلة و تحريكها للقيام بمسؤلياتها لوقف ما يتعرض له شعبنا من عمليات تدمير وإباده لم تشهد القارة الافريقية مثيلآ لها علي الاطلاق.

    ومن اجل تسليـط المزيد من الضوء علي معاناة اهل دارفور; قد تم بناء نموذج قرية دارفورية بمنطقة (فلاس دي لا مونية) وسط بروكسل ومحاكاة هجمات الجنجويد عليها بهدف تقريب الصورة للحضور. كما إستلقي جموع المشاركين صامتين علي الارض لمدة سبع دقائق في منظر مهيب يحاكي رمزية الموت الذي يتعرض له شعب دارفور الاعزل مطالبين المجتمع الدولي بضرورة التدخل باسرع وقت من اجل إيقافه.



    هذا الحدث الذي غطته معظم وسائل الاعلام العالمية ووصفته محطة RTBF التلفزيونية البلجيكية بالفريد; يبدو انه لم يعجب السفارة السودانية ببروكسل التي فاجأت الجميع واطلقت تصريحات مثيرة وغريبة علي لسان سفيرها نجيب الخير عبدالوهاب مفادها بان بعض المشاركين في ذلك الحدث قاموا بالإعتداء علي مباني السفارة السودانية في بروكسل والحاق الضرر بها! ومضت تلك التصريحات التي اوردتها صحيفة المشاهير وبعض المواقع الالكترونية لتقول بالنص "تعرضت سفارة السودان لدي بلجيكا لاعتداء قامت به امس مجموعة من المشاركين في مسيرة ما سمي بيوم التضامن مع دارفور من بينهم مواطنون سودانيون, وقال سفير السودان لدي بروكسل نجيب الخير عبد الوهاب ان الإعتداء الحق اضرارآ بمدخل السفارة و مكتب الاستقبال...الخ" قبل يصف التصرف بالمشين.

    من جانبنا- نحن كابناء دارفور-, وكمقصود بهم بهذا الخبر -الذي اقل ما يوصف بانه كاذب- قمنا بتحري الامر والتدقيق حول ما ورد فيه من مزاعم مع السلطات والجهات المعنية لمعرفة الحقيقة; ولكنها ابدت إستغرابها ودهشتها من هكذا خبر; بالنظر الي ان الحادثة لم ترد في وسائل الاعلام البلجيكية من صحف وتلفزيون وراديو الخ...وما زالت التحريات جارية لمعرفة الحقيقة. كان هذا من الباب الاحتياط فقط; لاننا كنا متأكدين منذ الوهلة الاولي بان الخبر مفبرك ومدسوس, ويهدف الي التعريض بسمعة ابناء دارفور ببلجيكا وتشوية صورتهم بتصويرهم وكانهم مجموعة من المخربين وثلة من العابثين; وذلك من اجل ضرب عدة عصافير بحجر واحد; منها تخريب علاقتنا الممتازة مع السلطات البلجيكية إن امكن; وتوجية رسالة للشعب السوداني من خلال تلك التصريحات بان اهل دارفور لا قضية لهم إطلاقأ; وهو ما يتسق وسياسة النظام الذي يعترف ويقر بكل شيء عدا حقوق اهل دارفور .

    و بالرغم من هذا; إلا اننا لم نستغرب لهذا الاسلوب الرخيص الذي لجأت اليه السفارة لتصفية حسابات قديمة واخري متجددة مع ابناء دارفور ببلجيكا; لاننا ندرك تمامآبان التحركات السياسية التي ظللنا نقوم بها سواء علي مستوي الاتحاد الاروربي او المحلي البلجيكي تزعج السفارة ايما إزعاج; فقد قمنا فيما مضي بتعرية الكثير من المواقف والسياسات الحكومية المتعلقة بقضية دارفور; وافشلنا بعض الزيارات التي قام بها بعض المسوؤلين في النظام لبلجيكا وعلي راسهم نائب البشير علي عثمان.

    كل هذا جعلت السفارة السودانية تترصد بنا الدوائر, وتسعي لعمل المستحيل للحد من انشطتنا ولكن هيهات.. وليعلم القائمون علي امر سفارة النظام ببروكسل باننا- كدارفوريين- سوف لم تغمض لنا جفن ولن نستكين ابدآ في سبيل سعينا من اجل قضيتنا المقدسة حتي تعود لانسان دارفور كرامته المسلوبة وينال جميع حقوقه كاملة غير منقوصة. سوف نعمل بكل ما اوتينا من جهد وطاقة وسنتبع كل السبل المشروعه ونطرق كآفة الابواب من اجل هذا الهدف النبيل, كما نعلن عن مساعينا لتقديم كل من ساهم فعلآ او قولآ في جريمة القرن التي تعرض لها اهلنا في دارفور للعدالة.. ومن هنا ننصح السفير بان ينصرف الي شأنه ويدعنا في في حالنا, فنحن اصحاب قضية وطلاب حق وليس لدينا وقت لنصرفه حتي في الحديث عن ما يدور في سفارته من فساد ومحسوبية وامور اخري لا تحصل حتي في سفارات بلاد الواق الواق, ناهيك من ان نتحامق ونرمي سفارته بالحجارة. نقول هذا لاننا لواردنا الحديث حول تلك الاشياء لما منعنا احد, ولكننا مع ذلك آثرنا غض الطرف والانشغال بما يعنينا ويعني اهلنا في دارفور المنكوبة. إذآ, ماذا يريد منا هذا السفير الجديد صاحب تلك التصريحات الداوية?



    لا شك بان السفير نجيب الخير اصبح اليوم مطالب بالكشف عن حقيقة ما اطلقه من تصريحات بشأن الاعتداء المزعوم علي سفارته لانها -اي التصريحات تجاوزت- الان هدفها- وهو الإساءة وتشويه سمعة ابناء دافور- واساءت الي الدولة البلجيكية ذاتها ممثلة في المنظمات التي شاركت في الحدث بالاضافة الي الوزراء والبرلمانيين الذي كانوا هناك, وكذلك السلطات الامنية المعنية بمثل هذه الاشياء. فبلجيكا دولة لها إسمها وسمعتها وتاخذ مثل هذه الاشياء علي محمل الجد حتي ولو كانت كذبة إسفيرية اطلقها سفير في ساعةغفلة ..لان المؤسسات الدبلوماسية في بلجيكا وغيرها من الدول المحترمة ليست مجرد بنايات سامقة يطل منها الضيوف لاطلاق تصريحات حمقاء من شاكلة قصة الاعتداء وتنتهي المسألة وكان شيئآ لم يحدث, فالقانون هنا لا يرحم احدآ.

    هناك سسب آخر يدعونا لمطالبة السفير لتوضيح ما اورده وإنقاذ مصداقيته قبل فوات الاوان! فهو علي ما اعتقد ليس جزءآ اصيلآ من هذا النظام وان لحق به الآن, وثانيآ هو من " قبيلة" المهمشين وقد ظل معارضآ للنظام لفترة ما; ومن هنا يجب ان يحترم ماضيه علي الاقل وان لا يكون ملكيآ اكثر من الملك..كما ننصحه بان يعيد النظر في من حوله من المنتفعين; لاني متاكد بان هناك من غرر به وورطه في في محنة تصريحاته تلك; إبتغاء مرضاته ولـكن جرت الرياح بما لا تشتهي سفنه( م)
                  

05-12-2007, 07:19 PM

تاج الدين عبدالله آدم
<aتاج الدين عبدالله آدم
تاريخ التسجيل: 01-18-2007
مجموع المشاركات: 1591

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من اجل إنقاذ مصداقيته; السفير السوداني ببروكسل مطالب بتوضيح تصريحاته حول تعرض سفارته " (Re: تاج الدين عبدالله آدم)
                  

05-12-2007, 07:41 PM

تاج الدين عبدالله آدم
<aتاج الدين عبدالله آدم
تاريخ التسجيل: 01-18-2007
مجموع المشاركات: 1591

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من اجل إنقاذ مصداقيته; السفير السوداني ببروكسل مطالب بتوضيح تصريحاته حول تعرض سفارته " (Re: تاج الدين عبدالله آدم)

    الاستاذ كمال الجزولي يتناول في رزمانته الاسبوعية تحت عنوان " طاقيتي التشادية" تعليق احدهم عن حكاية
    هذا" الإعتداء"



    Quote: الجمعة:

    أحد الناقمين على تصرُّف بعض السودانيين برشق سفارة بلادهم في بروكسل بالحجارة ، أثناء مسيرة تضامن مع دارفور جرت ، مؤخراً ، في العاصمة البلجيكية ، لم يجد ما يشجب به هذا الاعتداء سوى أن يكيل لهم السباب ، في أحد المواقع الاسفيريَّة على الشبكة العالميَّة ، بتوقيع (واحد زهجان من الأجانب) ، واصفاً إياهم ، حرفياً ، بأنهم "مجرَّد (عـ .. د) تشاديين (كـ .. ب) عاملين فيها سودانيين ما تركوا وسيلة إلا فضحونا بيها ، وواحد (زغـ .. ي) قال أسقطنا طائرة سودانيَّة ، إتخيلوا هم عارفين نفسهم ما سودانيين"!

    نفس هذا المعنى المُستعلي والمرذول كان قد شكل لحمة وسداة خطاب النخبة السياسيَّة والصحفيَّة (المايويَّة) ، فى عقابيل هزيمة حركة 2 يوليو 1976 بقيادة المرحوم محمد نور سعد ، ابتداءً من (وصمها) بأنها غزو (مرتزقةٍ) يفتقرون للانتماء إلى السودان ، حسب تصوُّر غلاة مستعربي تلك النخبة لما ينبغي أن تكون عليه صورة (السوداني) ، وانتهاءً بجمعهم الأدلة على ذلك من ألسنة المقبوض عليهم من محاربي (الجبهة الوطنيَّة السودانيَّة) ، آنذاك ، والتي كانت تضم حزب الأمة والاتحاديين والأخوان المسلمين. ومِمَّا حصر عبد الله علي ابراهيم مِن تلك الأدلة البائسة ، ضمن كتابه القيِّم (الماركسيَّة ومسألة اللغة في السودان) ، أن (اللغة) قد استخدمت للتفريق بين (المواطن) و(الأجنبي) ، حيث كتبت الصحف تحت بعض الصور: "إدعى هذا المرتزق أنه لا يفهم كلامنا!" (الصحافة ، 8/7/1976م). وأشار مذيعو التلفزيون إلى معتقل أو آخر قائلين: "هذا لا يتكلم العربيَّة!" ، وقال بعض مواطني قرية العجيجة إنه ليس ثمَّة مِمَّن ألقوا القبض عليهم (سودانيٌّ) واحد ، "فكلهم يتحدَّثون (لهجة) غير مفهومة!" ، وقالت مذيعة تلفزيونيَّة تصف من احتجزوها: "إثنان منهم سودانيان ، واثنان لا ينطقان حرفاً عربياً!" (الأيام ، 20/7/1976م). وهكذا ".. ضاق ، عند (ود العرب) ، تعريف .. (السوداني) ليصبح هو .. ذلك الجزء من الكل (الدولة) الذي يتكلم العربيَّة ، لا غيرها ، وساهمت السلطة .. وإعلامها .. بالقسط الرئيس في استثارة تلك الشوفينيَّة العاميَّة وإلهابها .. (حيث) أشهرت بيِّنة اللغة فوق الرءوس .. وتضرَّر مواطنون سيقوا إلى معسكرات الاعتقال التي أطلقت فيها السلطة كلَّ سعار غوغائيَّتها ونزعتها الانتقاميَّة .. وبقي .. آخرون يتمنون ألا يخونهم لسانهم أو يدل عليهم" (ص 72 ـ 76).

    بعد مرور أكثر من ثلاثين سنة على جردة (مايو) تلك ضدَّ مواطنيها من الناطقين بغير العربيَّة ، وبتاريخ متقارب مع كلمة ذلك (الزهجان من الأجانب) مؤخراً ، نشر خالد المبارك مقالة آية في الهيافة والضحالة والتفكك. وإن جاز لنا أن نميل عن موضوعنا الرئيس شيئاً ، فإننا نستأذن القارئ لنفتح جملة اعتراضيَّة ، نلاحظ فيها أن الرجل راح يراوغ ، في مقالته تلك ، يمنة ويسرة ، وبأقصى ما وسعته الحيلة الفقيرة ، في مسعىً مفضوح لحرف الانتباه إلى مسائل لا تمتُّ بصلة إلى ما نحن فيه معه ، متقافزاً ، بما يدعو إلى الرثاء ، بين التجريح الشخصي لمبدعين في قامة بشرى الفاضل وعيسى الحلو ، تارة ، وحديث الجهالات الكاسدة حول (الماركسيَّة والدين) ، تارة أخرى ، والمحاولات الماسخة (لتخفيف الدم) بإطلاق تسميات لم تضحك أحداً إلا عليه ، تارة ثالثة ، وهكذا دواليك! أما غايته الحقيقيَّة ، من (فرفرة) المذبوح تلك ، فقد كانت الهروب ، فحسب ، لو استطاع إلى ذلك سبيلا ، مِمَّا كنا واجهناه به من أسئلة مباشرة في رُزنامتنا تحت عنوان (العقربة) ، ظاناً أنه يستطيع ، بمثل ذلك (التذاكي) المُمِل ، أن ينفكَّ من أسرها ، أو يفلت من حصارها ، ولكن .. هيهات ، ففي الناس فطانة ، ومنهم مَن نصح له ، كما اعترف هو نفسه ، بالمسارعة للردِّ الواضح على تلك الأسئلة ، وإلا فستبقى ، إن شاء الله ، ناشبة في عنقه ، ظفراً وناباً ، إلى يوم يبعثون!

    الآن نغلق الجملة الاعتراضيَّة ، مشدِّدين على أن المقالة جاءت ، في عمومها ، عاطلة عمَّا يستحق الالتفات ، دَع الرَّد ، لولا أننا وقفنا ، في بعض طربقاتها ، على ما يستدعي ضرب المثل السئ به ، سواءً بسواءٍ مع كلمة (الزهجان من الأجانب) قبل أيام ، وعمايل نخبة (مايو) في يوليو 1976م ، بجامع (الاستعلاء) العرقيِّ والثقافيَِّ في هذا كله. فقد وجدنا المسكين ، عندما غلبته الحيلة ، وضاقت به الوسيعة ، ينزلق ، في سياق هضاريبه تلك ، ليشير ، ببلاهة معهودة ، إلى أنني أضع (طاقيَّة تشاديَّة!) ، ظاناً أنه ، بمثل هذا (الاستعلاء) الثقافيِّ المُخزي ، و(التفاخر) العِرقيِّ البغيض ، يُعيِّرني بأصل يعتبره هو (وضيعاً) ، ويُخرجني ، نفرة واحدة ، من أمَّة (مستعربي) السودان الذين هم وحدهم ، في نظره ، أهل البلاد الأماجد ، وسادتها النبلاء ، دون غيرهم من خلق الله فيها!

    مع ذلك ، فلن أبرِّد بطنه بالانزلاق معه إلى هوَّة سجال فجِّ غاية مراده البئيس التباهي المتوهَّم بالانتماء إلى عرق أنقى أو ثقافة أرفع ، وذلك لسببين رئيسين:

    أولهما: يقيني أن هذه هي ذات طريقة التفكير التي ظلت تشكل العامل الرئيس في أزمتنا الوطنيَّة الشاملة ، طوال قرون من الممارسات السلطويَّة/الاستعلائيَّة/التفكيكيَّة التي تكرَّست تاريخياً ، على يد الجماعة المستعربة على الشريط النيلي ، من مثلث الوسط (الذهبي) وإلى الشمال الجغرافي ، بفعل عوامل اقتصاديَّة سياسيَّة واجتماعيَّة ثقافيَّة محدَّدة. وأكثر ما تحتقن به ذهنيَّة الفرد من هذه الجماعة هى أوهامه الفادحة عن ذاته (كود بلد) ، وعن الآخر ، إما (كحلبى) أو (كعبد) ، وكلاهما ، فى النهاية ، محض مُساكن عرَضىٍّ لا يؤبَّه له فى مقام المواطنة! لكن أجيالاً من مثقفي هذه الجماعة من الوطنيين الديموقراطيين ما زالت تجهد في تعرية هذه العوامل ، رافعة لواء الدعوة المستنيرة لخوض الصراع ، ابتداءً ، داخل الحقل المفاهيمي لهذه الجماعة نفسها ، كشرط ابتدائيٍّ لازم لتجاوز واقعنا الوطنيِّ المؤلم ، وخلق الظرف الملائم للتعارف ثمَّ الحوار بين مكونات أمتنا ، الأمر الذي يستحيل أن يتحقق بمجرَّد إبراءً الذمَّة عن صراعات هذه الجماعة مع مساكنيها في الوطن ، أو حتى بمحض التعاطف العاطل مع ظلامات هؤلاء المساكنين! فلا مناص من أن يسهم كلُّ مثقف وطني ديموقراطي في الحراك الفكري الذي يهدف إلى فتح هذا الجرح النازف عن آخره حتى يمكن علاجه ، الأمر الذي يقتضي ، أوَّل ما يقتضي ، المجاهرة ، ضربة لازب ، بالمسكوت عنه في ثقافتنا ، فإن أكثر ما يفرِّقنا ، حقاً ، هو الذى لا نجرؤ على الحديث عنه ، كما في قول سديد لفرانسيس دينج! وأكثر هذا الذى لا نجرؤ على الحديث عنه ، صراحة ، هو واقع الاستعلاء الجهير فى حمولة الوعى الاجتماعى العام لهذا القطاع النيلي من المستعربين فى بلادنا!

    ثانيهما: إقتناعي بضرورة أن يتجاوز الوعي بـ (الانتماء الحضاري) شوفينيَّة ضيق الأفق التي ما انفكَّ يرزح في أغلالها ، للأسف الشديد ، كثير من مثقفي هذه الجماعة. ذلك أن (بلاد السودان) كمفهوم جغرافي برز في كتابات الرحَّالة العرب ، أو (الحزام السوداني) كمفهوم حضاري استخدمه الرحَّالة الأوربيون ، كلاهما مفهوم تاريخيٌّ شامل لمنطقة واحدة ممتدَّة أفقياً من المحيط الأطلنطي غرباً إلى وادي النيل والبحر الأحمر والهضبة الاثيوبيَّة شرقاً ، وتقع إلى الجنوب مِمَّا كان يُعرف بمنطقة (البيضان) المتاخمة لسواحل البحر المتوسط ، وإلى الشمال من المنطقة الأفريقيَّة جنوب الصحراء. ولئن تدخلت يد التجزئة الاستعماريَّة لتشطر هذا (السودان) ، في بعض الحِقب التاريخيَّة ، إلى (سودان شرقي) و(سودان غربي) بفاصل يقع عند بحيرة تشاد ، وفي بعضها الآخر إلى (سودان فرنسي) و(سودان إنجليزي) وكيانات وسطى بينهما ، ثمَّ لترتب لتقسيمه إلي كيانات سياسيَّة وإداريَّة أصغر ، حسبما تكرَّس ، لاحقاً ، في مؤتمر برلين (1884 ـ 1885م) ، حيث أصبحت المنطقة تضمُّ السنغال ومالي وموريتانيا وغانا وغينيا وغامبيا وسيراليون والكاميرون ونيجيريا والنيجر وتشاد والسودان الحالي وغيرها ، فإن منطق الحضارة والثقافة قد اشتغل باتجاه معاكس لذلك المخطط الاستعماري ، حيث حافظ على الكثير من الخصائص المشتركة ، في ما يتصل بالتديُّن ، والتصوُّف ، والتقاليد ، والعادات ، والملبس ، والايقاعات ، والسلم الخماسي ، والتداخل اللغوي ، والمزاج العام ، وغيرها من القيم الفريدة الناتجة عن عمليات التفاعل التاريخيِّ الطويل عبر الممالك والامبراطوريَّات التي شهدها (الحزام السوداني) ، ما بين القرنين التاسع والتاسع عشر الميلاديين ، كممالك غانا ومالي وصنغاي وكانم وبرنو والفور وسنار وغيرها ، مِمَّا يمكن التماسه باستفاضة لدى عبد الهادي الصديق الذي خلص ، بعد دراسة مضنية ، إلى جدوى اعتبار المنطقة بأكملها (حزاماً سودانياً) واحداً يستعصي على التجزئة ثقافياً وحضارياً.

    الحديث ، إذن ، عن (طاقيَّتي) يبقى محض جهالة إن لم يضع في حسبانه كلَّ هذه الاعتبارات ، فيستوجب ، بالأساس ، تصويباً معرفيَّاً مفاده أنها ليست (تشاديَّة) ، في حقيقتها التجزيئيَّة الاستعماريَّة ، وإنما (سودانيَّة) بهذا المعنى الحضاري! فالمنطقة بأسرها تعرف الطاقيَّة المستديرة أو المخروطيَّة ، المخططة متعدِّدة الألوان أو السادة ، كتانيَّة الخامة وذات اللون الواحد. وقد تكون هذه الطاقيَّة جزءاً من زيِّ (الكبتاني) ، الأشبه ببعض أزياء شبه القارَّة الهنديَّة ، وهي الامتداد الطبيعي لـ (الحزام السوداني) ، أو من زيِّ (القراند بوبو) ، الجلباب الواسع المنتشر في كلِّ بلدان المنطقة. وعلى كلٍّ فهي كلها تنتمي إلى حضارة واحدة .. رضيَ المستعربون المستعلون أم أبوا! هذا ما فهمه الخليل ، حسب انتباهة عبد الهادي السديدة ، حين أنشد: "من برنو للريف اب علال/ فرسان خلا وأولاد حلال"! كما فهمه عبد القادر تلودي ، أيضاً ، في أنشودته العذبة: "الأغلى شئ عندي/ من برنو للهندِ"! فهل ، يا ترى ، فهم القط الكلام؟!


    المصدر سودان نايل
                  

05-12-2007, 07:57 PM

تاج الدين عبدالله آدم
<aتاج الدين عبدالله آدم
تاريخ التسجيل: 01-18-2007
مجموع المشاركات: 1591

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من اجل إنقاذ مصداقيته; السفير السوداني ببروكسل مطالب بتوضيح تصريحاته حول تعرض سفارته " (Re: تاج الدين عبدالله آدم)
                  

05-12-2007, 08:28 PM

محمدين محمد اسحق
<aمحمدين محمد اسحق
تاريخ التسجيل: 04-12-2005
مجموع المشاركات: 9813

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من اجل إنقاذ مصداقيته; السفير السوداني ببروكسل مطالب بتوضيح تصريحاته حول تعرض سفارته " (Re: تاج الدين عبدالله آدم)


    الاخ تاج الدين لك التحية و التقدير

    Quote: وليعلم القائمون علي امر سفارة النظام ببروكسل باننا- كدارفوريين- سوف لم تغمض لنا جفن ولن نستكين ابدآ في سبيل سعينا من اجل قضيتنا المقدسة حتي تعود لانسان دارفور كرامته المسلوبة وينال جميع حقوقه كاملة غير منقوصة. سوف نعمل بكل ما اوتينا من جهد وطاقة وسنتبع كل السبل المشروعه ونطرق كآفة الابواب من اجل هذا الهدف النبيل, كما نعلن عن مساعينا لتقديم كل من ساهم فعلآ او قولآ في جريمة القرن التي تعرض لها اهلنا في دارفور للعدالة..


    كلماتك هذه لخصت المسألة ..
    و فعلأ علي السفير السوداني في بلجيكا ان يرد علي تساؤلات كثيرة
    مثلأ ..كيف لم يتم القبض علي اي من المعتدين (المفترضين) ؟
    الاعتداء حصل كما قيل نهارأ جهارأ و في وسط بروكسل ..فكيف لم يتم
    القبض علي اي دارفوري او سوداني او تشادي شارك في الهجوم !!!
    بروكسل هذه عاصمة الاتحاد الاوربي و ليس منطقة صحرواية معزولة عن الكون
    كاميرات المراقبة موزعة علي كل الطرقات ...فلا يمكن لمجموعة من الافراد
    القيام بهجوم و اعتداء بالصورة التي ذكرها السفير دون ان تصورهم و لا كاميرا
    هواة !!
                  

05-12-2007, 09:15 PM

تاج الدين عبدالله آدم
<aتاج الدين عبدالله آدم
تاريخ التسجيل: 01-18-2007
مجموع المشاركات: 1591

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من اجل إنقاذ مصداقيته; السفير السوداني ببروكسل مطالب بتوضيح تصريحاته حول تعرض سفارته " (Re: تاج الدين عبدالله آدم)

    عزيزي محمدين, لك التحية.

    Quote: كلماتك هذه لخصت المسألة ..
    و فعلأ علي السفير السوداني في بلجيكا ان يرد علي تساؤلات كثيرة
    مثلأ ..كيف لم يتم القبض علي اي من المعتدين (المفترضين) ؟
    الاعتداء حصل كما قيل نهارأ جهارأ و في وسط بروكسل ..فكيف لم يتم
    القبض علي اي دارفوري او سوداني او تشادي شارك في الهجوم !!!
    بروكسل هذه عاصمة الاتحاد الاوربي و ليس منطقة صحرواية معزولة عن الكون
    كاميرات المراقبة موزعة علي كل الطرقات ...فلا يمكن لمجموعة من الافراد
    القيام بهجوم و اعتداء بالصورة التي ذكرها السفير دون ان تصورهم و لا كاميرا
    هواة !!

    إسئلتـك هذه منطقية جدآ ومشروعة
    ولا افهم لماذا التزم من اطلق تلك
    التصريحات غير المسؤولة الصمت حتي الآن.

    قبل ان يدلي السفير نجيب الخير بتصريحاته الغريبة
    كنت لا اعرف عنه شيئآ البته; ولكن
    احد الاخوة ذكر لي اليوم بانه التقي السيد نجيب
    عندما كان معارضآ في اسمرا قبل ان يصبح جزءآ
    من النظام حيث شغل منصب وزير دولة فيه, ثم التقيا
    مرة اخري مع الاخ المذكور في مفاوضات ابوجا 2005

    ونحن بدورنا نتساءل; هل ممارسة التلفيق والاساءة لانسان
    وقضية دارفور هما كانا السبب وراء إختياره ضمن الوفد الحكومي
    لابوجا? وهل إختياره الآن لمهمته الحالية في بروكسل له صلة
    بمواقفه من قضية دارفور? نقول هذا لان دارفور صارت الآن هي التي
    ترسم سياسة النظام الخارجية في هذه الفترة.
                  

05-13-2007, 08:33 AM

محمدين محمد اسحق
<aمحمدين محمد اسحق
تاريخ التسجيل: 04-12-2005
مجموع المشاركات: 9813

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من اجل إنقاذ مصداقيته; السفير السوداني ببروكسل مطالب بتوضيح تصريحاته حول تعرض سفارته " (Re: تاج الدين عبدالله آدم)
                  

05-13-2007, 10:51 AM

تاج الدين عبدالله آدم
<aتاج الدين عبدالله آدم
تاريخ التسجيل: 01-18-2007
مجموع المشاركات: 1591

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من اجل إنقاذ مصداقيته; السفير السوداني ببروكسل مطالب بتوضيح تصريحاته حول تعرض سفارته " (Re: تاج الدين عبدالله آدم)

    شكرآ اخي محمدين
    واليقف المتفرجون علي حجم الدمار الذي احدثته
    تصريحات نجيب الخير ...بالله هل هذا سلوك يصدر من رجل
    يفترض انه اتي في مهمة دبلوماسية لتمثيل
    بلده في عاصمة مثل بروكسل?

    لماذا يا نجيب????

    (عدل بواسطة تاج الدين عبدالله آدم on 05-13-2007, 11:51 AM)

                  

05-13-2007, 09:06 PM

محمدين محمد اسحق
<aمحمدين محمد اسحق
تاريخ التسجيل: 04-12-2005
مجموع المشاركات: 9813

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من اجل إنقاذ مصداقيته; السفير السوداني ببروكسل مطالب بتوضيح تصريحاته حول تعرض سفارته " (Re: تاج الدين عبدالله آدم)


    ***
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de