|
رحلة العمر ومشوار السنين ( الفصل الثاني)
|
إن قلبي الحساس كان أس بلائي كله"
"إنني مقبل على مغامرة لم يسبق لها نظير، ولن يكون لتنفيذها مقلد، أريد أن أظهر لإخواني في الإنسانية إنسان في كل صدق الطبيعة، وهذا الإنسان هو أنا نفسي. أنا مجرداً من كل شيء. إنني أعرف قلبي، وأنا عليم بالناس. ولم أخلق كأي حي من الأحياء. وإذا لم أكن خيراً منهم، فإنني على الأقل مختلف عنهم. أما أن الطبيعة أحسنت أو أساءت بتحطيم القالب الذي صببت فيه، فذلك شيء لا يستطيع الحكم عليه إنسان إلا بعد أن يقرأني". "وأياً كان موعد الساعة التي سيُنفخ فيها في صور يوم الحشر، فسوف آتي وكتابي هذا في يميني لأمثل أمام الديان الأعظم وسوف أقول بصوت عالٍ: كذلك سلكت ، وكذلك فكرت، وكذلك كنت، لقد تحدثت إلى الأبرار والأشرار بنفس الصراحة، وما أخفيت شيئاً فيه سوء، ولا أضفت شيئاً فيه خير. وقد أظهرت نفسي كما أنا: حقيراً خسيساً حين كنت كذلك، وخيراً سمحاً نبيلاً حين كنت كذلك، لقد أمطت اللثام عن أعمق أعماق نفسي) الفيلسوف جان جاك روسو
عادة ما يكون ابي مشغولا عند العصرية كبقية اهل الرزق بتجهيز العلوق ( العلف) للبهائم وغالبا يكون العلوق هو الذرة الدريش ( غير ناعم) . لم يكن العلوق ايام زمان مهما للسعية كما هو اليوم لوفرة المرعى السائب في ذلك الوقت . كنا ننشغل بربط العجول والبهمان وتجهيز التقابة ( حطب ومخلفات الابقار مغطاة بالحشيش الجاف ) لطرد الباعوض من الابقار وكنت اساعد والدي في احضار العجول . كنت امشى باطراف الحلة شائل سوطى لاحضارها كانت تعجبني دوما ترسة العجيل المولود جديد بعد ياخدلو ترسة ( قفزة) منى هنااااااااااك ويعاين لى ويجيني تانى تارس مع تنكيسة وزوغة حلوة ( آه من ايام زمان وانشاء الله ما نضوق راحة المغربية) . كانت لحظات نلتقي فيها مع بنات حلتنا وهن يقمن بنفس الدور و هى ايضا لحظات لا تقل حميمية اللقاء فيها عن حميمية اللقاء لحظات زيارات المرضى في المستشفيات في العصريات ....
بعد عودة السعية من الخلاء قريب المغربية متدلية الضروع ازداد صخب القرية من كل الاتجاهات لاسباب يعلمها اهل الريف والبادية اما لكم ، اهلي في البندر، فانه صراخ وضجيج حميمية الامومة التي غابت من طلوع الشمس وحتى مغيبها .. انتهينا من لحظة التعب الممتع بحليبها . صلي والدي المغرب وبقى جالسا في التبروقة تاكيا ( ملقيا) ظهره على هباب صغير وانا بجواره وعيوننا مع دخان التقابة. (يا ولدى ابقى نجيض وشد حيلك في مدرستك ونحن ما بنقصر معاك ) هكذا ابتدر ابي حديثه معى . ثمة بقية من حديثه لم يفصح عنها في تلك اللحظة ربما لهواجس تنتابه لاعتقاده بانها خطوة ربما تكون بداية لنهاية مبكرة لمشوار رحلتي الدراسية . رحلة كان يبنى عليها امال عراض رحله ماثله امامه فيها شخصية ابن عمي امبلي عبد الله العجب الطالب الوجيه الذى كان وقتها في كلية البيطرة بجامعــــة الخرطوم والذى كان يرعاه جده لابيه العجب امبلي . فجدنا العجب هذا بدوى قح ولكنه اسطورة وكل قادم اليه مهام كانت قامته يحسب جيدا قبل التحدث اليه كان رجلا نحيفا طويل القامة جميل المنظر تجده دوما لابسا السروال الابيض والعراقي الابيض والتوب الابيض وديوانه جاهز في اى لحظة لاستقبال اى ضيف ايا كانت قامته ولذا كانت مكانه دوما منزلة للرؤساء الزائرين لقريتنا .
نواصل
|
|
|
|
|
|