|
|
 فاطمة أحمد إبراهيم: الجمرة بتحرق الواطيها
|
فاطمة أحمد إبراهيم: الجمرة بتحرق الواطيها
حوار: عوض جاد السيد
from araay alaaam
تحت الضوء
فاطمة أحمد إبراهيم: الجمرة بتحرق الواطيها
حوار: عوض جاد السيد
تعددت الروايات حول موقف الراحل الشفيع أحمد الشيخ من إنقلاب يوليو 1971م الذى كان أحد ضحاياه هو إعداماً مع من أعدموا.. وإعدام الشفيع نفسه كان هو الذى جعل الألسنة تلوك القصة في الأيام الماضية بعد ان اصطدمت أرملته فاطمة أحمد ابراهيم بأبي القاسم محمد إبراهيم أحد حكام تلك الفترة، وجعل الحكايات تتقاطع.. «الرأى العام» جلست إلى فاطمة الرمز النسائي القائدة المناضلة تحاورها حول الموضوع وأشياء أخرى:
* بداية نرجو أن تصفي لنا شعورك في اللحظة التى أقدمت فيها على الاشتباك مع أبي القاسم محمد إبراهيم؟ وهناك من استغرب هذا التصرف وأدانه؟
- أولاً أقول لمن استغرب وأدان ذلك «الله لا ورّاهم الظلم» لأن الظلم قاسٍ وخاصة ظلم القتل والتعذيب وفقدان أعز إنسان لديك بدون ذنب، و«الجمرة بتحرق الواطيها». وأنا لم أكن أعرف أسماء أعضاء المجلس، ولم أكن أعرف أن أبا القاسم معي في المجلس.
* وكيف عرفت أنه معك في البرلمان؟
- في ذلك اليوم ذهبت إلى الكافتيريا ومعي زميلة فجاءت «بت صغيرة» واضح أنها ليست عضوة- وشككت أنها مرسلة مخصوص وسألتني: هل تعرفين ان أبا القاسم في المجلس؟
وقالت لي: هو في المجلس. فقلت لها: كيف عرفت؟ فقالت لي: أنا متأكدة أنه في المجلس. «حسّيت إنها محاولة لخلق فتنة». فذهبت للإدارة وأخذت قائمة بالأسماء والأرقام وعرفت أنه يجلس في الكرسي الذى يواجهني ولم أكن أعرف شكله.
* ولماذا أبو القاسم؟
- أبو القاسم ليه؟ لأن المحاولة الإنقلابية لهاشم العطا كان الشفيع يرفضها وضدها تماماً، وأنا لدى شهود منهم غازي سليمان يعرف هذه الحقيقة، وكنت في ذلك الوقت في منزل والدي في العباسية لوفاة والدتي وذهبت إلى الشفيع في بري لمناقشته في أمر الرحيل الى جانب والدي في العباسية لرعايته، فقال لي: دعيني استحم وآتي لتوصيلك لأنه لدينا اجتماع لجنة مركزية. فاعتذرت له عن حضور الإجتماع لأن المعزين ما زالوا يأتون. فقال لي: لدينا إجتماع لجنة مركزية وهاشم العطا قدم اقتراحاً للقيام بانقلاب وبعض الأعضاء موافقون لكن أنا رافض لأن خط الحزب ليس بالانقلابات وقال لي: انتظريني. وهو داخل الحمام طرق الباب غازي سليمان بانزعاج شديد يسأل عن الشفيع، فسألته ماذا به؟ فقال لي: قولي له إنني انتظره وأن هاشم العطا بعث بي إليه.. فقال الشفيع لي: «يا الله.. أوعى يكونوا عملوا انقلاب من خلف ظهر الحزب».. وجاء لغازي فقال له غازي: هاشم العطا قال ليك نحن عملنا الإنقلاب فاكتب لنا الخطاب. فقال له الشفيع: اذهب وقل لهاشم العطا الشفيع ليس جندياً لديك، وأنت تعلم أنه ضد الانقلاب، والانقلاب ضد خط الحزب لتقول لي أكتب.. لن أكتب.. فذهب غازي.
`* وماذا حدث بعد ذلك؟
- بعدها قال لي: أوصلك.. ثم أعود لأعرف ما الذى يحدث، وعندما وصلنا إلى الكوبري وجدناهم قد أغلقوه فقال لي: لا تبقى وحدك بالبيت لأنهم سيأتون إلينا للتفتيش والقبض فلنذهب بك إلى إخواني، فذهبت وولدي أحمد إلى منزل إخوانه. فقلت لإخوته: الأفضل أن تأتوا به إلى هنا. فذهبوا وأتوا به، فناداني وقال لي: «ها، الله الله على الجد.. المسألة خطيرة.. رغم إنه أنا وأنتِ ضد الانقلابات العسكرية، لكن سوف يضعونها في رقبتي، فالأفضل نذهب بك الى منزل شخص قريبي، لأنهم لو مسّوك بسوء سيأذونني أكثر من القبض على، وفعلاً حملوني إلى هناك.. ثم عرفت أنهم جاءوا للقبض عليه. وأبو القاسم اتصل بإخوتي وقال لهم: إئتوا بفاطمة وابنها أحمد لتلتمس له، لكن عرفت أنه يريد ان يؤذي الشفيع عن طريقي، فقلت لهم لن أذهب.. الشفيع لم يفعل شيئاً.. وأبو القاسم ضرب الشفيع بيده ومعه عساكره حتى الموت.. بعدها هتفت: «يسقط أبو القاسم الخائن القاتل» فقال لهم اجلبوها إلى الداخلية.. ولم يدخلني إليه.. وأغمي علي وبعد أن أفقت جاءوا بي الى مدير المديرية وكان شخصاً محترماً تأسف لي وقال لي: اعتقال منزلي عامين ونصف العام.. وقال لهم: اليوم تعتقلون إمرأة عظيمة وزوجها كان رجلاً عظيماً، فقلت له: لم أكن أتوقع شخصاً في مثل منصبك يقول هذا الكلام وبكيت تأثراً.. وبعد الأربعة أشهر ذهب بي الهادي الى المقابر ولم استطع زيارتها ثانية لأنني انفجرت وأغمى علي..
* ألم تلتق أبا القاسم خلال كل هذه السنوات؟
- إطلاقاً.. ولا أعرف حتى شكله.. ربما يكون جمعنا مكان لكني لا أعرفه..
* طيب.. أبو القاسم قال في حديثه لصحيفة «الوطن» ان الشفيع كان موافقاً على انقلاب هاشم العطا لذلك قدموهم للمحاكمة!!
- أولاً هل الانقلاب «حلال عليه وحرام على الآخرين» وهل يرى أنه على صواب..؟ ثانياً حتى لو كان مشتركاً فهل تضربه بيدك وببندقيتك؟ يجب ان تتحقق أولاً وتفهم وتسجنهم لكن لا تقتلهم أولاً، وكان الأجدى أن يكون هناك تحرٍ.
* ألم تساعدك كل هذه السنوات على النسيان؟
- أولاً أنا أعرف ان الشفيع برئ ودعا لاجتماع حتى لا يقوموا بانقلاب ورغم ذلك حاولوا إقحامه معهم رغماً عن أنفه حتى جماعته «غايظني» حتى الآن، ورغم أنه برئ إلا أنهم عاملوه بصورة أقسى مما عاملوا به من قاموا بالانقلاب، لذلك لم تكن هناك فرصة لتخفف مرارة الحدث وأنا أرهق نفسي نهاراً حتى أصل منهكة ولا أفكر كثيراً.
* وكيف اصطدمت بأبي القاسم في البرلمان؟
- عندما جلست وكان أتيم قرنق يرأس الجلسة كانت هناك ورقة مقدمة وعندما عرفت رقم أبي القاسم مّرت أمامي صور تعذيب الشفيع وكنت أرتجف ولم تكن فرص النقاش قد فتحت وعندما رفعت يدي سألني أتيم بالإشارة ماذا تريدين، فنزلت وذهبت إلى أبي القاسم وشتمته فجاء الناس وأخرجوني وهو لم يفتح فمه بكلمة وظل صامتاً.
* المجلس اتخذ قراراً بإيقافك والهيئة القومية للبرلمانيات السودانيات أدانت تصرفك وجهات كثيرة أدانته.. كيف شعرت حيال ذلك؟
- ضحكت ثم قالت: حقيقة «ضحكت»، الظروف أصبحت صعبة وكل شخص يجد وظيفة وماهية «يكنكش فيها» ولم يعد هناك تعاطف مع بعض، والمال أصبح أهم من الزمالة وكأنهم لا يعرفونني، وبعضهم صرح وقال «عاقبوها»! لكن حدث شئ عظيم، فقد جاء لزيارتي نائب رئيس المجلس أتيم قرنق وزوجته وابنه ولم يخف على منصبه ولا على وضعه وعبّر عن مشاعره التى رفعت معنوياتي، وهو رجل عظيم.
* كيف هي علاقتك بحكومة الانقاذ؟
- ليست لدي علاقة بالسلطة الانقاذية وأنا انتقدهم لأنهم يرفعون شعار الإسلام ولا يعملون به، وأنا لا أتصالح مع سلطة جاءت عن طريق الانقلاب العسكري منذ زمن عبود، لكن سلطة الإنقاذ أخذت درساً من السابقين وفتحت الطريق لإشراك الآخرين حتى لا تحدث ثورة. وبيني وبينهم السلام فقط.
* صرحت بأنك ستعتزلين النشاط في البرلمان والحزب، فهل ذلك صحيح؟
- كنت أريد ان اترك أي منصب قيادي وقلت للإتحاد النسائي إنني سأنزل من قيادة الإتحاد النسائى والحزب الشيوعي والتجمع للقاعدة لمساعدة العناصر الشابة واعطائها تجربتنا، وأريد كسر القاعدة ولن أرجع للمجلس ولا اللجنة المركزية ولا قيادة الاتحاد النسائي وبوعيي وإرادتي أريد ان أجد فرصة لكتابة تجاربي كلها.
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
 Re: فاطمة أحمد إبراهيم: الجمرة بتحرق الواطيها (Re: Mustafa Mahmoud)
|
- ليست لدي علاقة بالسلطة الانقاذية وأنا انتقدهم لأنهم يرفعون شعار الإسلام ولا يعملون به، وأنا لا أتصالح مع سلطة جاءت عن طريق الانقلاب العسكري منذ زمن عبود، لكن سلطة الإنقاذ أخذت درساً من السابقين وفتحت الطريق لإشراك الآخرين حتى لا تحدث ثورة. وبيني وبينهم السلام فقط.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فاطمة أحمد إبراهيم: الجمرة بتحرق الواطيها (Re: Mustafa Mahmoud)
|
ولماذا أبو القاسم؟
- أبو القاسم ليه؟ لأن المحاولة الإنقلابية لهاشم العطا كان الشفيع يرفضها وضدها تماماً، وأنا لدى شهود منهم غازي سليمان يعرف هذه الحقيقة، وكنت في ذلك الوقت في منزل والدي في العباسية لوفاة والدتي وذهبت إلى الشفيع في بري لمناقشته في أمر الرحيل الى جانب والدي في العباسية لرعايته، فقال لي: دعيني استحم وآتي لتوصيلك لأنه لدينا اجتماع لجنة مركزية. فاعتذرت له عن حضور الإجتماع لأن المعزين ما زالوا يأتون. فقال لي: لدينا إجتماع لجنة مركزية وهاشم العطا قدم اقتراحاً للقيام بانقلاب وبعض الأعضاء موافقون لكن أنا رافض لأن خط الحزب ليس بالانقلابات وقال لي: انتظريني. وهو داخل الحمام طرق الباب غازي سليمان بانزعاج شديد يسأل عن الشفيع، فسألته ماذا به؟ فقال لي: قولي له إنني انتظره وأن هاشم العطا بعث بي إليه.. فقال الشفيع لي: «يا الله.. أوعى يكونوا عملوا انقلاب من خلف ظهر الحزب».. وجاء لغازي فقال له غازي: هاشم العطا قال ليك نحن عملنا الإنقلاب فاكتب لنا الخطاب. فقال له الشفيع: اذهب وقل لهاشم العطا الشفيع ليس جندياً لديك، وأنت تعلم أنه ضد الانقلاب، والانقلاب ضد خط الحزب لتقول لي أكتب.. لن أكتب.. فذهب غازي.
| |
|
|
|
|
|
|
| |
Mustafa Mahmoud
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست