( لو أصبح السودان كسويسرا في ظل الحكومة الحالية لا نقبل به).
قال لي أحد الإخوة المثقفين هذه المقولة ..حقيقة... وقفت عندها كثيرا ..وتأملت هذه الكلمات..أذن ماذا نريد ؟ قد يتفق كثير من الإخوة أن تاريخ وسياسة هذه الحكومة لا تجلب الخير للسودان ...أن كان ذلك بالممارسة أو غيرها ..لان التجارب كثيرة ..وربما تكون قد أفرزت واقعا مرا ..أفقدت الكثيرين الثقة..لكنني فكرت في الأمر من زاوية أخري..قد تكون مختلفة تماما ..فكرت بدور المثقف السوداني وتذكرت ما قاله ( سان سيمون ) أحد المفكرين الأوربيين ( سيأتي اليوم الذي اصنع فيه فردوسا )...هل هذا الفردوس كسويسرا ..مثلا..بما تتمتع به سويسرا من جمال طبيعة .. وعدل ..وحفظ حقوق الإنسان ..واستقرار ..وغيره.
نعلم جميعا أخوتي ..أن تجاوز الواقع السياسي بهدف تغييره هو سمة من سمات المثقف الذي يجب أن لا يتخلى عنها...لكن التغيير الواعي ..والمؤسس علي معرفة وأدراك ..هو المطلوب .وليس كما قال صديقي المثقف!... لان ذلك قد تكون ..معارضة من اجل المعارضة فقط... علاقة المثقف السوداني بالسياسة ..قديمة ..قدم تعاقب الحكومات العسكرية الشمولية ..والديمقراطية ..ومشاركة المثقف في النضال ضد الحكومات الدكتاتورية المتسلطة أخذت أشكالا كثيرة ..نجح فيها المثقفون مع فئات الشعب الأخرى ..بتغيير الواقع السياسي ...لكن هل استمر هذا النضال ؟ ..سؤال ..صعب الإجابة عليه ..!! لأن الواقع يقول :أن المثقف تجده في المطبخ السياسي أكثر من تواجده علي المائدة السياسية..وقد ينكفئ المثقف علي نفسه ..محاولا تلميع النظام السياسي ..وهنا يضيع دوره ..وتصبح العلاقة ..علاقة منافع متبادلة..حيث يبدو التقارب بينهما من اجل تقوية النظام ..لا تستفيد منها الجماهير بشيء ..غير المزيد من المعاناة...ونماذج المثقفين الذين شاركوا ..في ظل الحكومات العسكرية ..أو الديمقراطية ..بالسلب والإيجاب .. كثيرة جدا...
أخواني ..نحلم بوطن واحد ...تتجسد فيه معاني السلام والمحبة والاستقرار والعيش الكريم.. والتقدم.. والنماء ..والازدهار...فهل نحن فاعلون...! الفاتح عبد الله طه/القرير
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة