الكتابة بالأسماء المستعارة في الصحف الإلكترونية "جٌبن"

Quote: الكتابة بالأسماء المستعارة في الصحف الإلكترونية "جٌبن" عبدالغني بريش فيوف الولايات المتحدة [email protected] من فضائل وحسنات الصحف والجرائد الإلكترونية أنها اتاحت الفرص لكل الناس ان تشارك برأيها في كافة المواضيع سياسية كانت أم اجتماعية أو غيرها من شتى المواضيع الحياتية - وذلك أما عن طريق كتابة مقالات أو عن طريق مناقشات مباشرة في ملايين المنتديات المنتشرة - حيث ساهمت هذه الصحف الالكترونية والمنتديات المختلفة في نشر واشاعة الأخبار وتقريب الهوة المعلوماتية بين المساهمين في هذه الحوارات والمناقشات - لكن بعض الناس استغلوا هذه السانحة العظيمة ليكتبوا ويخوضوا حوارات ومناقشات في هذه الساحات بأسماء وهمية مستعارة . و الاسم المستعار أو ((Alias) false name ,an assumed name that somebody usesهو المصطلح الذي يطلق على الأشخاص الذين يدخلون إلى فضاء الانترنت وعالمه خصوصاً في ساحات الدردشة والمنتديات فيتستر أحدهم خلف اسم غير حقيقي يختاره لنفسه . هناك اسئلة كثيرة تتكرر وتدور من وقت لآخر حول استخدام اسم مستعار خاصة بالنسبة لكٌتاب المقالات الجادة التي يتناول صاحبها أمورا مصيرية ؟ وهناك من رفض استخدام الاسماء غير الحقيقية سواء في كتابة المقالات أو في منتديات الدردشة المختلفة ويستند هؤلاء على ان : * تستغل هذه الأسماء في الإساءة للآخرين أحيانا . * عند شطب أحد الاعضاء لمخالفته لوائح ادارة احدى المنتديات بامكانه الدخول الى نفس المنتدى باسم آخر . * يتخفى بعضهم وراء الاسماء الوهمية للتهرب من المواجهة والمحاسبة إذا أخطأوا في حق الغير وهم يستعملون هذه الاسماء غير الحقيقية . * معظم هؤلاء الذين يتخفون وراء الأسماء الوهمية يفتقرون الى الثقة بالنفس وعادةً ما لهم أجندة خفية غير مشروعة . الكاتب الحقيقي ليس بحاجة اطلاقا لاسم مستعار لكي يتعامل مع القارئ، ولا نجد له عذرا البتة في استخدام اسم مستعار بدلا عن اسمه الحقيقي، لأن اذا كان للكاتب شيئا يقوله فلماذا لا يعبر عن رأيه ويعلن اسمه الحقيقي على الملأ ؟حتى يستطيع القارئ ان يضعه في المكانة والمنزلة التي يستحقها ،وحتى يكون له المصداقية التي يتمناها كل كاتب يحترم نفسه ، ويؤمن بنبل الرسالة التي يريد ارسالها . ان استخدام اسم مستعار في الكتابة ربما له دواعيه وأسبابه ، وان كانت هذه الأسباب والدواعي عند تمحيصها والتأمل فيها تبدو ضعيفة وواهية لا ترقى الى مستوى التستر بإسم غير حقيقي ، لكن اصحاب نظرية الاسم المستعار يقولون ان صاحب الاسم المستعار يستطيع قول ما يشاء كيف ما يشاء ، دون أن يخشى تعرض اسمه الحقيقي للتجريح وللنقد من بعض القٌراء ، وهنا تظهر معاناة الكٌتاب الذين يكتبون بأسماءهم الحقيقية حيث أنهم يراعون في كتاباتهم أمورا وأشياء لا يراعيها صاحب الاسم المستعار لانه ليس لديه ما يخسره فهو يكتب اليوم بإسم وغدا بإسم آخر . ان صاحب الاسم المستعار بإمكانه ان يعتدي ويهاجم من يشاء بكل حرية ، فتستره تحت اسم وهمي يضمن له مساحة من التحرك بحرية وهذه المساحة غير متوفرة لصاحب الاسم الحقيقي الذي دائما ما يكون مستهدفا لصراحة أراءه . ان هؤلاء المستعارون يقولون انهم يجدون في الاسماء المستعارة متنفسا لهم للتعبير عن ذواتهم ورغباتهم وآرائهم الحقيقية - ولكن تتضخم القضية وتكبر اذا كان من يستخدم الاستعارة يتحدث ويكتب عن قضايا سياسية ترتبط بمصائر الشعوب " كمن يمارس معارضة سياسية ضد نظام من الأنظمة ويتخفى باسم مستعار " هل تفيد مثل هذه المعارضة طالما الناس لا يعرفون الاسم الحقيقي لصاحب هذا الصوت المعارضي ؟ كما ان الأمر يزداد خطورة وتعقيدا اذا كان صاحب هذا الاسم المستعار يتخذ هويته غير المكشوفة مبررا لإرتكاب المحظورات والتفاهات والسخرية والشتائم السؤال - لماذا يجتهد أحدهم ويتعب نفسه في كتابة مقالات ويدخل مع آخرين في حوارات ومناقشات آسفيرية طالما هو غير مستعد ان يكشف عن هويته الحقيقية ؟ أليس جٌبنا وعدم شجاعة ان يمارس احدهم نضالا بإسم مستعار ؟ اننا في عصر لا نحتاج فيه الى التخفي وراء الأسماء الوهمية - انه عصر الشفافية والوضوح فمن يؤمن بما يقوله هو عين الحقيقة - فعليه اذاً ان يقولها صراحةً وعلنا رغم انف الجميع ويستخدم اسمه الحقيقي حتى لو جلبت له هذه الخطوة مشاكل مع سلطات دولته - لأنه بهذه الخطوة سيصبح بطلا في نظر الشعوب التي يدافع عن حقوقها . نعم نتفهم انه في ظروف العمل السياسي السري الاستثنائي خاصة في الدول ذات الأنظمة العسكرية والبوليسية قد يضطر العديد من السياسيين لأسباب أمنية خاصة بهم او بأسرهم أو التنظيمات التي ينتمون اليها الي استخدام اسماء وهمية أو حركية - لكن في ظل ظروف سياسية تسمح ولو بهامش ضعيف من الحريات ليس هناك مبررا ان يستخدم أحدهم اسما مستعارا في التعبير عن قضاياه وأراءه كما في حالة السودان مثلا - فهناك بعض الناس الذين اعتادوا على كتابة مقالات بأسماء وهمية وتسجيل عضوية مشاركة في منتديات الدردشة والحوارات والمناقشات بأسماء مستعارة رغم وجود هذا الهامش الضعيف من حرية التعبير في سودان البشير - مما قد يعني ان لهؤلاء الناس أجندات خفية يسعون لتحقيقها من خلال التضليل والتوهيم غير المبرر - فصاحب القضية لا يرتدي لباسا غير لباسه بل يرتدي لباسه المعتاد مرفوع الرأس غير مكترثا بالعواقب . من آمن بضعف شعبه وبقلة حيلته وقرر التحدث بإسمه في المنابر الالكترونية وفي محافلها عليه ان لا يخف في الحق لومة لائم حتى لو وقع في ورطة الإتهام بالعمالة من قبل حكومته التي تسعى الى اسكاته وحتى لو تتطورت الأمور ووصلت الى سجنه ومن ثم محاكمته

Quote: الكتابة بالأسماء المستعارة في الصحف الإلكترونية "جٌبن"