وداعا إدريس الشرايبي المسكون برد سلاح الفرنسية إلى نحرها!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 10:11 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-24-2007, 05:17 AM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
وداعا إدريس الشرايبي المسكون برد سلاح الفرنسية إلى نحرها!

    Quote:

    في مديح الأب العالي


    الرباط: جلال الحكماوي

    رحل عنا أبو الأدب المغربي الحديث عن سن تناهز الواحدة والثمانين. خرج هذا الكاتب من رحم بلاد كانت ما تزال تحت نير الاستعمار، متمردا، قويا، كريح صرصر عاتية أتت على الأخضر واليابس في غابة الأفكار الجاهزة التي كانت تمور في المجتمع التقليدي المغربي آنذاك. نزلت به السماء كالقدر على قراء لم يجففوا بعد عيونهم من دموع زمن كانت فيه العربية لغة المقاومة الوطنية والفرنسية لغة الاستلاب والخونة. تقسيم مانوي للعالم سهل الخوض في منطق الخير والشر. تقسيم هدهد ولادة عسيرة للأدب المغربي الحديث. من أين أتى وكيف ظهر بيننا هذا العملاق الذي أدخل الأدب المغربي إلى الحداثة من بابها الواسع؟


    رأى إدريس الشرايبي النور في مدينة الجديدة، عاصمة دكالة سنة 1926 وسط أسرة برجوازية من فاس. تابع دراسته في ثانوية «ليوطي» بالدارالبيضاء التابعة للبعثة الفرنسية، معقل أبناء الفرنسيين والأعيان المغاربة. حصل على الباكالوريا العلمية سنة 1945 بامتياز، ورحل إلى باريس لتحقيق حلم والده ليصير مهندسا في مجال الكيمياء. حصل على الدبلوم السحري سنة 1950 وطوّح به في الهواء ليبدأ رحلة الألف ميل في جحيم الكتابة. ماذا دار في رأس هذا الشاب الأنيق، الذكي والغني؟ وكيف قايض مصيرا ذهبيا في بيت الأعيان ليركب أمواج مغامرة لم يخرج منها إلا حرا بهيا كنسر المطلق، منذ بضعة أيام؟ إنه «نداء الجذور» محرك النوابغ والمجانين. جذور مهرها التمرد الحقيقي على أقنعة مجتمعات عربية سبت نساءها وقهرت شبابها وشردت قبائل طالعة من تراب الأرض الأسود لحساب أعيان تحميهم جبال الدراهم البيضاء من سحنات البؤس السوداء. لم يقبل إدريس الشرايبي أبدا سيف القمع الأبوي الذي كان مسلطا على رقبة أمه ورقبته هو ورقاب شعوب بأكملها باسم الدين والتقاليد واحترام الأسلاف. قضى الكاتب الشاب ست سنوات للتخلص من هذا الصراخ الذي ملأ وعيه الشقي رافضا أموال والده الغاضب من تغييره لمسار تاريخ القبيلة إلى أن قطع عنه مورد الرزق. فاشتغل في كل الحرف الحقيرة من حارس ليلي إلى بائع متجول مرورا بمعلم للغة العربية أو صباغ، ليكبر في عين نفسه. بعد هذا الكر والفر مع جسد الكاتب الآخر تمخض الجبل، فولد جبلا آخر زلزل مغرب ما قبل الاستقلال بكتاب غير طريق الأدب في المغرب يحمل عنوان: «الماضي البسيط».

    صفّت هذه الرواية الصادرة سنة 1954 الحساب مع المجتمع المغربي التقليدي. لوت عنق التقاليد البائدة والسلطة الأبوية الاعتباطية والتزمت بلغة فرنسية جديدة قلبت الاستعمار رأسا على عقب. لكن الوقت لم يكن مناسبا لهذا الزلزال غير المنتظر. كان المغرب في قمة مقاومته لنيل الاستقلال والحركة الوطنية اعتبرت أن الكتاب لا محل له من الإعراب في تلك المرحلة. أو بعبارة أخرى ضربة خائنة في الظهر. هنا يدخل مكر التاريخ، إذ تحتفي الصحافة اليمينية المناوئة لتحرر المغرب بالرواية لغرض في نفسها وتحاربه الصحافة الوطنية المغربية. فخ مزدوج فغر فاه ليبتلع باكورة الشاب المتمرد. لم يحتمل إدريس الشرايبي ظلم ذوي القربي واضطر تحت ضغوطات رسمية أن يسحب اعترافه بـ«الماضي البسيط». غير أن هذا المعمعان السياسي الملتبس لم يمنع العارفين بالاعتراف الغامز بولادة كاتب كبير. توالت الروايات وكبر الشاب المتمرد ليصير رجلا يحمل نار الرؤيا الأبدية في قلبه. كان يكتب بمطرقة حقيقية تهشم رأس كل المواضعات التي تقف في وجه شلال الحياة العربية. كان يحلم بعالم خفيف، كأحلام يقظة، يحمله على كتفيه ويطير به بين ضفتي المتوسط. طائر رقاص بين العقل والحداثة؛ بين التمرد والجنون، بين السماء والأرض إلى أن صار كاتبا أبدع لغة فرنسية مغايرة. لغة لا تهادن، تكسر التابوهات وخزف الحيل الإثنية وأوهام المركزية الأوروبية، وتملق كتاب الفرنسية العبيد متخصصي الاقتيات على فتات موائد ثقافة لم تطلب منهم أن يكونوا خدما، بل أسيادا مثل أسيادهم، بما أن اللغة «غنيمة حرب»، كما قال أحد كتاب مستعمرات فرنسا السابقة. كبر الكاتب وتفرعت شجرة كتابته المفتوحة على الآدمية. بعد قنبلة «الماضي البسيط»، ألف «التيوس» سنة 1966 حيث حلل مشاكل الهجرة المغاربية بفرنسا بمبضع طبيب جراح لا تنقصه الجسارة أو الدقة العلمية. فإذا صارت الكتابة عن الهجرة اليوم موضة، فقد خرجت من أنامله التي لم تكن تفارقها السيجارة. وتلت الهجرة، المصالحة مع الأب في روايته «الإرث المفتوح» بعد أن عاد لدفن والده الحاج الفاطمي الشرايبي الذي لم يمنعه غضب الكتاب/الزلزال من وده والوفاء لصلبه. ثم عاد إلى الغرب في رواية انكمش فيها على نفسه «سيأتي صديق لرؤيتك» سابرا العلاقة الزوجية من زاوية التحليل النفسي الفرداني. وكانت هذه الرواية الأولى والأخيرة التي ابتعد فيها الكاتب عن جذوره المغربية، ليعود بعدها متوهجا بنداء المغرب الأقصى حضارة وأشجارا وذاكرة لا تلين: تشريح الجسد المغربي. «أم الربيع»، «موت في كندا» حيث فكك العقلية التقليدية ليحرر نساءه من قضبان ثقافة لا تعترف بهن سوى كزوجات أو خانعات في عتمة البيوت الأبوية العتيقة. هذا السفر الجذري في ذاكرة لم تنهكها 24 سنة من المنفى الاختياري لم يكتف فقط بصرامة المهندس الكيميائي، صاحب الكتاب/الزلزال المتجهم، الذي قذف بدبلوم الحياة الراقية إلى المجهول، بل تحصن بسخرية لاذعة وضحك على ذقون العادات والسلوكات الميتة في رواياته وسيره اللاحقة. وهكذا ابتدع شخصية المفتش علي الذي يجوب العالم لحل قضاياه المعقدة والمضحكة بأسلوب مرح وساخر يفتح النفس ويشرح الصدور. إدريس الشرايبي المرح هي الصورة التي ترسخت عنه عند قرائه، إذ لم يبخل عليهم بأسراره الصغيرة والكبيرة في سيره «سمعت، قرأت ورأيت»، «والعالم الذي بجواري»... عندما نتحدث اليوم عن إدريس الشرايبي ننسى أنه توأم للكاتب الروسي غوغول في امتلاكهما معا لنفس المعطف الذي خرجت منه الأجيال اللاحقة. فبدون صاحب «الماضي البسيط» لم يكن ممكنا أن نقرأ للطاهر بن جلون، عبد الكبير الخطيبي، عبد الحق سرحان، محمد لفتح، محمد حمودان، إدريس جايدان أو عبد الله الطايع. أب لم تكن تهمه هذه الذرية الأدبية بما أنه ظل متمردا على الجاهز في الأفكار والبشر والأحلام. هذا الموقف يكشف لنا عن الوجه الآخر لهذه الذرية الضائعة في عالم بلا خرائط. فإذا تجاوز الجيل الجديد إشكالية الكتابة باللغة الفرنسية، باعتبارها اختيارا وجوديا، فإنه عاجز إلى يومنا هذا عن الوصول إلى مدينة الكتابة المغايرة التي شيدها إدريس الشرايبي وجيل الرواد الذي جاء بعده. لسنا أمام حنين إلى الماضي، بل أمام جدار لغة لم تعد تغذيها حروب التمرد الصغيرة والكبيرة في الجسد والحياة والرموز. نعم. إننا أمام لغة تبحث عن مريدين بفضة المنح والمساعدات التي لن تخرجها من غرف الإنعاش المركز التي اعتصمت بها في مستعمراتها السابقة. إذ نادرا ما نضع اليد على كتاب مسكونين بالحقيقة؛ كتاب يعيدون سلاح الفرنسية إلى نحرها، كما فعل إدريس شرايبي أو كاتب ياسين أو محمد خير الدين، ليعمدوا حريتهم بدم لغات جديدة تطلع من أرض الاختلاف المتوحشة.

    كاتب الزلزال لم يترك أبدا المغرب. لذلك لما اشتد به المرض أصر على إعادته لرحم الأرض التي بعثته سفيرا إلى العالم ليدفن بها. قال المرحوم لمجلة «أنفاس» في أيام عزها النضالي ضد الاستعمار الفرنسي: «لقد لزمتني عشر سنوات لأذهب إلى أقصى تمردي. أنا،أذهب دائما إلى نهاية المطاف، إذ لا أتنازل أبدا عما أومن به». تمرد الكاتب عموما ليس فرقعات نزين بها بعض المحافل الرسمية، إنه نار متقدة دوما في أعماق من وصل إلى سرّ كرامة الإنسان السحيقة. عاش متمردا ومات وفيا لتلك المغامرة الكبرى التي جعلت منه فاتحا لبلدان وجغرافيات لم يصل إليها أصحاب اللغة الفرنسية عينهم. نأتي من التراب ونعود إليه. بيد أن الشرايبي ترك إرثا حرا من كل الولاءات لا يعود إلى تراب النسيان، بل يبقى حيا في قلوب مجتمعات تتحرك في اتجاه أفق مشع كالشمس. في المغرب، احتفى القراء دائما بابن الشمس هذا، فكتب الرجل تأتي على رأس مبيعات الروايات المكتوبة بالفرنسية في المغرب. وهذا يعني أن التكريس الرسمي إذا لم يأت في يوم من الأيام ولاسيما في حياة هؤلاء الكتاب الكبار، فإنه يبقى في حالة شرود بالنسبة لهدير التاريخ الذي لا يأكل أبناءه الحقيقيين. إدريس الشرايبي كاملا بالعربية، مثلا. محمد خير الدين؟ يجوز لنا طبعا الحلم في حضرة كاتب خاصم دائما الأطباق البروتوكولية التي يلحسها الجميع، لأن طعامه كان يأتي دائما من أرض بعيدة تسمى: التمرد على الأعراف التي أكل ونام عليها الزمن. مات إدريس الشرايبي. عاش إدريس الشرايبي... قال العراف وصدق.
                  

04-24-2007, 06:40 AM

NAZIM IBRAHIM ALI
<aNAZIM IBRAHIM ALI
تاريخ التسجيل: 05-21-2004
مجموع المشاركات: 594

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وداعا إدريس الشرايبي المسكون برد سلاح الفرنسية إلى نحرها! (Re: jini)

    شكرا (جنى)

    رحم الله الكاتب الكبير (ادريس الشرايبى)
                  

04-24-2007, 06:51 AM

سفيان بشير نابرى
<aسفيان بشير نابرى
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 9574

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وداعا إدريس الشرايبي المسكون برد سلاح الفرنسية إلى نحرها! (Re: jini)


    سلاماً علي روح الحرية
    سلاماً علي روح الثورة
    سلاماً علي روح التمرد
    سلاماً علي إرادة النغيير
    سلاماً علي مثقف انتمي لابناء شعبه
    سلاماً عليه يوقد الامل ويصارع

    سلاماً علي روح من ارواح التحرير.




    ـــــــــــــــ
    تحياتي ياجني .
                  

04-25-2007, 07:43 PM

حليمة محمد عبد الرحمن
<aحليمة محمد عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 11-02-2006
مجموع المشاركات: 4052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وداعا إدريس الشرايبي المسكون برد سلاح الفرنسية إلى نحرها! (Re: سفيان بشير نابرى)

    "Le Passe Simple"
    او (الماضي البسيط) للكاتب المغربي إدريس شرايبي والتي اعتبرها النقاد
    سيرة الذاتية للكاتب نفسه، ووضعتها دور النشر في مصاف الروايات العالمية..
    كانت أول عهدي بالأدب المغاربي..
    (الماضي البسيط) إمتاع مدهش ودهشة ممتعة لقارئه، سواء كان ذلك في المرة الأولى
    أو التالية أو تالية التالية.. فالرفض والثورة اللذن نفثهما يراع ذلك الكاتب
    الشاب (آنذاك)، يتجدد أوارهما كلما اطلع القارئ على الكتاب واستزاد منه.

    المهندس الكيمائي شرايبي وابن تاجر الشاي الميسور الحال بمدينة الخريجة ، جاء
    ولوجه إلى الساحة الأدبية عام 1954 بروايته (الماضي البسيط) ، مصحوبا بعاصفة
    كبيرة، وصفت بانها (مفاجأة مثيرة) و(محاسبة غاضبة) للعادات والتقاليد المغربية ،
    التي تجسدها شخصية الاب والابن كل من منظوره الخاص.

    لا أريد اجترار ما تطرق إليه كاتب المقال أعلاه، وغيره، فقد أوفوا المناسبة بعضا من
    أسبابها.. لكنني انوي إلقاء بعض الضوء على هذه رواية (الماضي البسط)، من وجهة نظري
    الخاصة والتي أتيح لي الاطلاع عليها قبل عقدين من الزمان.

    الرواية تحكي، كما أسلف المقال المنشور في صدر هذا الخيط، قصة تمرد شرايبي على بيئته
    والتي بدأت، منذ المشهد الأول بالبيت، حيث كره الشاب إدريس والده الذي يعيش كل ازدواجية
    التقليدي والمثقف، السيد في المنزل والعبد لنزواته.. صورة القوي الضعيف، تقابلها صورة
    الضعف الدائم للمرأة والتي تمثلها شخصية أمه..
    المرأة التي أطّرها المجتمع خادمة فقط، وافهمها أنها خُلِقَتْ لتكون تحت أقدام سيدها الرجل...
    يقضي وطره منها ثم يركلها مثلها مثل أي أثاث يعترض طريقه في المنزل..ورغم ذلك لا تبدِ ا
    عتراضا على الإطلاق..وفي المقابل وبالإضافة إلى الدور السابق، فالمرأة عبارة عن (فقاسة)
    لتفريخ الأطفال ..
    يتوج الكاتب هذه الفرضية بمشهد يحكي قمة المعاناة والمأساة، والاستلاب الاجتماعي والاقتصادي
    والفكري للمرأة (إن جاز لي إطلاق كلمة استلاب على، خصوصيتها، على هذه الأوضاع الغريبة)..
    ففي الليلة التي قبض الله روح احد إخوته (إخوة البطل، إدريس)، وبدلا من أن تعيش الأم حزنها
    على ابنها، ما كان منها إلا إن تحاملت على نفسها وتعطرت وتجملت، واتت زوجها بحثا عن بديل
    للطفل الغائب، وإكمال عدد الأبناء المتناقص..!!

    (الماضي البسيط) سخرية مريرة يطلقها الكاتب في وجه المجتمع المغربي، الخاضع للتناقض
    والاستعمار والاستلاب الثقافي.. قذارة في قذارة.. في الخارج (أي الشارع) وفي المنزل..وهو
    المشهد الذي يطل عليه إدريس بطل الرواية من نافذته..والقمع والقهر والتسلط الذي تمثله
    شخصية الأب داخل المنزل.. بينما الخنوع والاستسلام المطلق والمهانة تمثلها شخصية الأم،
    والتي لعلها تشير إلى حال المغرب البلد والذي حط عليه الاستعمار الفرنسي الاستلابي
    بليله وناء بكلكله.

    حسب معلوماتي المتوافرة الضئيلة ( والقديمة)، فقد تناولت العديد من طروحات الدكتوراه
    هذه الرواية بالدراسة والتحليل والنقد والتقييم، كما تمت ترجمتها إلى أكثر من 26 لغة..
    رغم كل هذا الاحتفاء ببزوغ شمس شرايبي الكاتب العظيم، إلا إن ذلك كان إيذانا بتتويج معاناة
    الكاتب الشخصية منذ ان كان طفلا يافعا إلى (حلو) شبابه. فقد تسببت جرأة الكاتب الكبيرة
    في جعل كثير من المحرمات الاجتماعية ، مصدرا لسخط بطله ادريس، في ان باء بغضب والده والذي
    تبرأ منه (من ادريس الكاتب). يشير كثير من النقاد إلى ان (الماضي البسط) ماهي إلا تصوير
    وانعكاس طبيعي لحياة شرايبي، والتي جعلها نقطة انطلاق لبطله إدريس.
    غير أن المقال أعلاه، يوضح ان بعض الأمور قد عادت إلى نصابها بينه وأبيه في آخر المطاف..

    ليس لدى علم إن كانت الرواية قد ترجمت إلى العربية أم لا.. ان كان الأمر كذلك ، أتمنى أن
    لا تتغول الترجمة على جمالها وحبكتها الرائعة..
    الماضي البسيط تشبه أغاني الراحلة ام كلثوم، قد لا تستسيغها أو تلم بكل خيوطها منذ الوهلة
    الأولى، لكنك حتما ستعود إليها مرة ثانية وثالثة..مدهوشا ومستكشفا ومعجبا..
    ما بين ا15يوليو 1926 تاريخ ميلاد شرايبي إلى الأول من ابريل 2007 تاريخ رحيله عن دنيانا..
    أقام شرايبي الدنيا ولم يقعدها وحتى ساعات رحيله،
    ذلك منذ صدور روايته (الماضي البسيط) والتي تلاها عدد من الأعمال الأدبية التي قفزت إلى
    الأربعين عملا.

    قضي إدريس جل حياته في باريس منذ عام 1945 الى 2007 عندما توفاه الله إلى رحمته..
    ألا رحم الله الكاتب الكبير إدريس شرايبي ..

    شكرا لك أخي جني على هذا المقال الرائع عن الراحل المقيم إدريس أو (دريس) شرايبي
    كما ينطقه المغاربة ويكتبه صاحبه..

    مودتي...
    حليمة

    (عدل بواسطة حليمة محمد عبد الرحمن on 04-26-2007, 07:37 AM)

                  

04-26-2007, 07:40 AM

حليمة محمد عبد الرحمن
<aحليمة محمد عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 11-02-2006
مجموع المشاركات: 4052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وداعا إدريس الشرايبي المسكون برد سلاح الفرنسية إلى نحرها! (Re: حليمة محمد عبد الرحمن)

    وفاة الكاتب المغربي إدريس الشرايبي (1926؟ - 2007)

    لقاء مع الكاتب الشَبَحْ



    الكاتب المغربي إدريس الشرايبي توفي إدريس الشرايبي أهم روائيي الأدب المغربي المعاصر يوم الأول من نيسان/أبريل الجاري عن عمرٍ ناهز الثمانين عامًا. ريغينا كايل-ساغافه، مترجمة أعماله إلى الألمانية تقوم باسترجاع ذكراه.

    كلا، لم تكن هذه كذبة الأول من نيسان: توقف قلب إدريس الشرايبي، عميد الأدباء، عن الخفقان اثر نوبة قلبية أصابته يوم الأحد، الأول من نيسان/ أبريل في مدينة كرِست الصغيرة، في جنوب شرق فرنسا، حيث يعيش منذ عام 1986 مع زوجته الأسكتلندية شينة ومع خمسة من أبناءه وبناته العشرة.

    المغرب بأكمله وطائفة قراءه في الانترنت الممتدة إلى كل أنحاء العالم حزنوا لنبأ وفاة كاتبهم الموصوم بـ"الولد المتمرد" للأدب المغربي منذ أكثر من خمسين عامًا، وهو الحيوي، الذي لا يقيم للتقاليد اعتبارًا، وذو النزعة المولعة بالإستفزاز والتحدِّ.

    "لقد كان معلِّمًا لنا جميعًا..."

    بهذا صرح الطاهر بن جلون إلى وكالة المغرب العربي للأنباء، مضيفًا: "لقد مهد إدريس الشرايبي الطريق، بتصميمٍ وشجاعةٍ، لعدة أجيالٍ من الكُتَّاب المغاربة"، وكان أكثر اتقانًا من أيِّ كاتبٍ آخر في وضع المرآة أمام المجتمع المغربي.

    التمرد سمته المميزة

    حامل دبلوم الهندسة الكيميائية، وابن تاجر شاي ميسور من مدينة الجديدة، وخريج المدرسة الثانوية «ليوطي» Elite-Lycée Lyautey بالدار البيضاء التابعة للبعثة الفرنسية، دخل الساحة الأدبية في عام 1954 بمفاجأة مثيرة من مدينة باريس حيث كان يعيش منذ عام 1945، حيث نشر روايته "الماضي البسيط" Le Passé Simple، التي كانت بمثابة محاسبة غاضبة لابن مع والده -المغرب- ومع تقاليده البالية.

    وقد أثارت الرواية عند صدورها سجالاً حادًا نظرًا للظرف السياسي الذي كان يعيشه المغرب آنذاك، حيث كان كان الصراع محتدًّا في المحمية الفرنسية (1912-1956). فاعتُبِرَ الشرايبي آنذاك مُشَوِهًا لسمعة شعبه وخائنًا لوطنه، إلى أن تم إنصافه فرُدَّ اعتباره في عام 1967 من خلال عددٍ خاصٍ للمجلة الطليعية "مجلة أنفاس المغربية" (Souffles). إلا أن الرواية ذاتها، التي تُعدُّ بداية مرحلةٍ جديدةٍ للأدب المغربي الحديث، بقيت ممنوعةً حتى عام 1977.

    المجرِّبُ والرَّائد

    لم يفارق إدريس الشرايبي حب التجربة ابتداءً من الكيمياء التي استبدلها بعد التخرج بالأدب والصحافة حتى آخر أيامه (كتب إلى جانب ذلك على مدى ثلاثين عامًا تمثيليات إذاعيةً لإذاعةِ فرانس كولتور). وجعل موضوع نزاع الثقافات موضوعه الرئيس، وتناول الجدل بين الشرق والغرب، وبين التقليد والحداثة، وذلك في تركيبات متغيِّرة من كتاب إلى آخر.

    حيث عرض في رواية "الماضي البسيط" عام 1954 موضوع صراع الأجيال في الأدب المغاربي الناشئ في ذلك الحين، وفي عام 1955 ساهم في توطيد رواية المهجر عبر رواية "التيوس" Les Boucs التي تُظهِر بلا هوادة ظروف معيشة العمال المغاربيين البائسة، العمال المهاجرون إلى "البلد الأم" الفرنسية والمقيمين فيها، وفي عام 1972 غدا مع رواية "الحضارة، أمي!" La Civilisation, ma mère! طليعيَّ الحركة النسوية المغربية، وفي عاميّ 1967 و 1975 كتب روايتي "سيأتي صديق لرؤيتك" Un ami viendra vous voir و "موت في كندا" Mort au Canada وهي روايات تتناول العلاقات. علاقاتٌ لم يعد المغرب إطارًا مرجعيًا فيها، فكانت الأولى من نوعها على الإطلاق في تاريخ الأدب المغاربي آنئذ، كما أنها لا زالت نادرةً حتى اليوم.

    ليست نبرات متمردة وحسب، بل روحانية أيضًا...

    ليست نبرات متمردة وحسب، بل نبرات روحانية أيضًا، يمكن سماعها من إدريس الشرايبي. المواطن العالمي والمتجول في أنحاء العالم، الذي بقي في قرارة نفسه وثيق الصلة بموطنه الأم، يشغله على وجه الخصوص السؤال عن مسار أقدار البشر والشعوب، وكذلك السؤال عن رسالة الإسلام الحق.

    وهو يغوص في روايتين تاريخيتين مفعمتين بالأسطورة عميقًا في القرون المغربية الوسطى، ويروي عن التقاء الثقافتين العربية-الإسلامية والأمازيغية في "أم الربيع، 1982" La mère du printemps/ L’Oum er-Bia، وعن العصر الأندلسي الذهبي في "مولد الفجر، 1986" Naissance à l’aube، وحتى أنه كتب بعد تسع سنوات عن حياة الرسول وعن وحي القرآن في "رجل الكتاب، 1995" L’Homme du livre.

    اخترع القصص المغربية البوليسية الساخرة لمرحلة ما بعد الاستعمار

    اخيرًا وليس آخرًا، رسخ إدريس الشرايبي من خلال سلسلة "المفتش علي" ذاك النوع الأدبي المابعد استعماري، حيث لعب في السلسلة البوليسية على وتر الكليشيهات الغربية إزاء الشرق. وقد عرَفَ القُرَّاءُ شخصيةَ "علي" عبر "تحقيقات في الريف"، 1981 Une enquête au pays. ومثَّلَ علي شخصيّةً مغربيّةً غير أصيلة، عظيمة الولع بالمفاتن، وأخ لبيبه كارفالو Pepe Carvalho فاقد للمسلك السياسي الصحيح.

    وطور الشرايبي شخصية علي لتغدو أكثر الشخصيات المحببة لديه، والتي تقوم بأبحاثها في النقاط الجيواستراتيجية المشتعلة على الكرة الأرضية، فجاءت في انكلترا في رواية "المفتش علي في كلية الثالوث المقدس"، 1996 Inspektor Ali in Trinity College ، وفي الولايات المتحدة في "المفتش علي والاستخبارات المركزية الأمريكية"، 1997 L’Inspecteur Ali et la CIA، ووصل حتى إلى أفغانستان في "الإنسان القادم من الماضي"، 2004 L’Homme qui venait du passé، ويمتدح الشرايبي نفسه وروايته الأخيرة بقوله: "إنها رواية كوميدية رائعة تتناول العالم الإسلامي الراهن وتلك الحرب الزائفة التي ينخرط بها ضد الغرب".

    "تتمثَّلُ طريقتي في المزاح على قول الحقيقة"

    بدعابته المميزة التي تمحي الحدود الفاصلة بين الجد والدعابة، مازح إدريس الشرايبي قرَّائه بسعادةٍ تامة طوال حياته. واستدرج المؤولين إلى مدارج خاطئة، المؤولون الذين يولون رواياته السبعة عشر مصداقيةَ سيرةٍ ذاتيةٍ أكثر مما يفعلون تجاه مذكراته التي وردت في مجلدي "قرأ وشوهد وسمع"، 1998 Vu, lu, entendu، و"العالم جانبًا"، 2001 Le Monde à coté.

    الكاتب الذي وصف نفسه دائمًا وبسرور بـ"الكاتب الشَبَحْ" „écrivain fantôme“ مشيرًا إلى تاريخ ميلاده، الخامس عشر من تموز/يوليو 1926 على أنه واهم بالفعل. وإذا شئنا الحديث بكلمات المفتش علي، فقد انسحب نهائيًا من قبضة المُشرِّح "المفتش الذكي". وقد وُرِيَ جثمانه الثرى في مقبرة الشهداء في مدينة الدار البيضاء بحضور حشدٍ كبير يوم السادس من نيسان/أبريل الجاري، في ذات اليوم الذي كان يفترض أن يقرأ فيه في الرباط. بيد أنَّ الكثير يشير إلى أنَّ الشبح لن يتركنا بهدوء بهذه السرعة.

    ريغينا كايل-ساغافه
    ترجمة يوسف حجازي
    حقوق الطبع قنطرة 2007

    http://www.qantara.de/webcom/show_article.php/_c-367/_nr-363/i.html

    (عدل بواسطة حليمة محمد عبد الرحمن on 04-26-2007, 07:42 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de