وجدت الرجل النقى والأستاذ الدكتور "ابو حريرة " متداخلا فى احدى البوستات ، وما كنت اتمنى ملاقاته فى مثل ذلك (البوست)، فالرجل احفظ له فى قلبى مكانه كبيره لما لا، وهو من اطهر الذين تقلدوا منصبا وزاريا فى بلادى منذ الأستقلال. والحياء منعنى من الرد عليه هناك، لهذه أذكر هذه القصة لا اظنه يتذكرها بسبب البعد الزمنى ومعها قصيدة لشخصية يعرفها الدكتور/ ابو حريرة. فى عام 1999 كانت لى شركه سياحة وشحن بدبى فى موقع مميز، ولدى (كرت) جوازات يسمح لى بأستخراج تاشيرات لمدة 15 يوما وبتوقيع منى شخصيا، يعنى كنت اكفل الناس فى دبى كما يقولون. وتستخرج تلك التأشيرات عادة للتجار القادمين لشراء بضائع وشحنها للسودان. المهم فى الأمر عن طريق احد الأخوان فى دبى وصلتنى صور جوازات لثلاث أشخاص فقدمت لهم طلب تاشيرة وأستخرجت تلك التأشيرات خلال يومين لا أكثر، وجاء الثلاث اشخاص ومن بينهم رجل وقور تبدو عليه ملامح الطيبة والصلاح، مكثوا فى دبى فترة الأربعة عشر يوما، مدة صلاحية التأشيره وكانت لديهم بعض المشاغل أظنها لم تنجز بعد. فطلبوا منى اصدار تأشيرة جديده فقلت لهم الحل يكون كالتالى:- ان تسافروا الى جزيرة ايرانية "حرة" قربية من دبى أسمها "كش" حتى تختم جوازتكم بختم الخروج وفى نفس اليوم أقدم لكم تأشيره مستعجله نستلمها ثانى يوم مباشرة أن شاء الله. وفعلا سافر الشيخ ومرافقيه الى جزيزة "كش" وتكلفة تذكرتها زهيدة للغايه. وقدمت لهم طلب التأشيرة الجديده، وأستلمتها فى نفس اليوم وبعثت لهم صورتها بالفاكس فى الفندق الذى يقيمون فيه، وانتظرتهم فى المطار، وعادوا الى دبى مرة أخرى. شعرت بأن الرجل ومرافقيه كادوا أن يطيروا من الفرح، حكوا لى انهم صادفوا اناس فى تلك الجزيرة من جنسيات متعددة بينهم سودانيين وعدهم البعض بأستخراج تأشيرات ولم تصلهم لمدة شهرين، فخافوا أن يحدث لهم ما حدث لأؤلئك!! لذلك كتب الشيخ عمر أحمد قصيدة اعتز بها قال فيها:-
*سرالختم لى وطنو أفنى شبابو عامل مجتهد ما فى زولا عابو الحب للوطن حصدو وجمع عنابو من أصلا عزيز مروى ونجح تيرابو كل السودانيين شاكرنك وكافة الأصحاب يا صادق اللسان الحاشا ما كضاب كفك فى السخا مطر الحريق الصاب يا النيل المزرقن دودا شالو سحاب يا اخوى تعال نتحاجا للولد الفى ليالى الضيق بيقضى الحاجه قضاى القروض عندو الفيز مى حاجه يديك طوال للناس الضعاف وحواجه
وبعد أن قضوا حوائجهم، جاءوا وودعونى متجهين صوب " عمان" عن طريق البر عبر مدينة " حتا" الأمارتيه، وكنت أحسيهم سوف يستغلون الطائرة، والأمر يفرق كثيرا!! وقتها ما كانت توجد نقطة جوازت اماراتيه، مع الحدود العمانيه لذلك لم تختم جوازتهم بختم الخروج، ولهذا حينما قدمت طلب تأشيره بعد 3 ايام، رفض الطلب وكان السبب بانه لدينا ثلاثة حالات over staying ولا بد أن يغادروا دولة الأمارات حتى نمنح تأشيرات جديده. عرفت المساله ان الشيخ ومرافقيه سافروا عن طريق البر، لذلك لم يظهر على كمبيوتر الجوازات أنهم قد غادروا دولة الأمارات، وما كانوا يدرون أن ذلك الموضوع سوف يسبب لى مشكلة. عموما ذهبت بسيارتى الى " عمان" وبدأت بحثى عن مكان ذلك الشيخ الطيب ورفاقه، وفى الحقيقه كنت امنى نفسى برؤيته ربما أكثر من أن انهى موضوع دائرة الجوازات والهجرة، فلقد تعود الرجل ان ياتى الى مكتبى فى كل يوم يؤانسنى ويلقى على شعرا جميلا. ولى اهل كثر فى عمان لكن ما ان وصلت " مسقط" وكانت الساعه حوالى السابعه مساء بدأت فى رحلة البحث، فاتجهت نحو بقالة وجدت فيها عدد من السودانيين، سلمت عليهم، وقلت لهم:- انا قادم لتوى من دبى وأبحث عن ثلاثة سودانيين بينهم شيخ وقور وصفه كذا وكذا، فبدأ السودانيون بسجيتهم وعفويتهم وطيبتهم المعهودة يحاولون مساعدتى، حتى قال احدهم:- الجماعة ديل (باقى لى) كانوا قاعدين أمس مع دكتور (ابو حريرة) فى النادى السودانى. ولم يقصروا اخذونى لبيت الدكتور، فاكرمنا الرجل وأحسن استقبالنا، وبعد فترة قليلة اخبره احد الذين جاءوا معى بأننى قادم من دبى من اجل كذا وكذا. فسالتى الدكتور ابو حريرة:- هل تقصد الشيخ (فلان)؟ فقلت له نعم . فرد على :- وصلت قلت له فى سرى:- أرحتنى اراحك الله. __________________
* مثل هذا الرجل أعتز وافتخر حينما أسمع اسمى ينطقه على هذا الشكل!!
نواصل ...
(عدل بواسطة تاج السر حسن on 04-22-2007, 10:33 PM) (عدل بواسطة تاج السر حسن on 04-22-2007, 10:36 PM) (عدل بواسطة تاج السر حسن on 04-22-2007, 11:23 PM)
فأشار لنا الدكتور الفاضل ابو حريرة بمكان تواجدهم، وحينما لمحنى الشيخ الوقور انفرجت أساريره فرحا وسالنى عن سبب قدومى؟ فقلت له : انتو يا شيخ عمر سبب قدومى .. جيت اسلم عليكم واسمع منك شعر. وفعللا جلسنا فى مقهى قريب لمكان تواجدهم وشربنا شاى بالحليب، ثم اخبرتهم بالحكايه وأخذت الجوازات الثلاثه وصورتها ومن بين ذلك " ختم" دخولهم لعمان، وودعتهم وزرت اهلى وعدت راجعا الى "دبى" فى ذات الليله. فى هذه العجاله نسيت أن أذكر الأهداء الذى كتبه ذلك الرجل فى مقدمة الفصيدة ، التى أسعدتنى لأنها صادقة وصادرة من القلب، حيث الفها بعد عودته من جزيرة "كش" مياشرة، وبعد أن لمس بنفسه معاناة الكثيرين على تلك الجزيره. كتب الشيخ/ عمر أحمد:-
Quote: اهداء من الشيخ عمر أحمد للأبن - تاج السر - الذى وجدنا منه كل عوان ومساعدة أثناء زيارتنا لدولة الأمارات العربيه المتحده، والذى هو بالتأكيد خير سفارة لوطنه السودان والسودانيين مع تمنياتنا له بدوام التوفيق وأن يرد الله غربته مع امنياتنا له بموفور الصحة والعافية. مع خالص شكرنا وتقديرنا. الشيخ عمر أحمد
____________
ومن هنا ابعث بسلامى للشيخ عمر أحمد أينما كان. ودى ياها الباقيه اما الزبد فيذهب جفاء
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست