|
إعتـــذر... أنت في ســودانيزأونلاين!
|
معروف عن اليابانيين أنهم يبدأون حديثهم بإعتذار: "عفوا" أو "معذرة".. سألت زائرة أحد اليابانيين عن ذلك.. قال إن الإعتذار في هذا السياق لا يعني شيئا.. إنه "كالإبتسامة"... أو "تحية الصباح".. لا يتوقف الشخص عندها كثيرا..
(اين نحن واليابانيين؟) ومع ذلك.. الإعتذار في أروقة سودانيزأونلاين.. لا يتوجّب التوقف.. لا يسترعي الإنتباه.. وقطعا لا يغيّر التوقّعات.. الإعتذار ممارسة حضارية.. فقدت قيمتها هنا، للأسف، لكل الأسباب..
من إستخدام التبريرات.. (والتي تفسد أي إعتذار وتجرّده من أي معنى) لتكرار نفس الفعل.. أو القول الذي إعتُذر عنه.. (مع نفس الشخص أو شخص آخر).. أو لتبنّي فعل يختلف عن السابق ظاهريا.. ولكن في الحقيقة يفوقه قبحا..
للأسف.. الإعتذار أيضا مجاني.. وحقيقة.. لو حُسب الإعتذار هنا بالفلوس وتكلفة أوراق الكلينكس.. لإقتصد البعض في صرفه.. أو تجنّبوا الحاجة لذلك..
يا ريت إن كانت هناك دراسة عن الأحوال بالمنبر.. لإضافة شئ من العلمية.. هل قللّت موجة الإعتذارات من حدّة الخلافات.. أو سيل الشتائم؟.. هل ضمدّت أي جراح؟ قرّبت وجهات النظر؟ شذّبت ثقافة الإختلاف؟
يقيني أن الإجابة ستكون سلبا.. فعدّاد الخسائر ما زال مشغولا.. وأهمها التشكيك في مصداقية قيمة أخلاقية وحضارية.. تسمّى إعتذارا في أماكن أخرى.. (لم أجد التسمية المناسبة لها هنا)..
العلاقة أكيد طردية بين نسبة الشتائم.. وتلك الخاصّة بالإعتذار لكن دون أي نقص في المعدّل.. over time
صدق من قال: الإعتذار الأجوف .. أسوأ من لا إعتذار على الإطلاق..
(وأعذروني إن أثقلت عليكم)..
|
|
|
|
|
|