هل كانـــت الاديـــان ضروريــــــة؟؟؟!!

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 05:46 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-18-2007, 12:23 PM

omar ali
<aomar ali
تاريخ التسجيل: 09-05-2003
مجموع المشاركات: 6733

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هل كانـــت الاديـــان ضروريــــــة؟؟؟!!

    Quote:


    هل كانت الأديان ضرورية؟


    نضال نعيسة
    [email protected]
    الحوار المتمدن - العدد: 1889 - 2007 / 4 / 18


    يخبرنا التاريخ وبكثير من التفصيل، عن الحضارات العظيمة التي شيدها الإنسان هنا، وهناك، وبلغت شأناً من الرقي والتحضر ما يثير الإعجاب، والتوقف عنده طويلاً. وتلك الحضارات، وفي معظمها، لم تنشأ بأمر من السماء، وكان معظمها وثنياً ولا دينياً، ولم تقم على فكرة الغيب، بل كانت تتعامل مع الواقع بموضوعية وعلمية مذهلة، تراقب، وتتابع، وتحلل، وتعطي الحلول للكثير من المعضلات والمشاكل المعاشة. فحمورابي، مثلاً، سطـّر أعظم قانون وضعي عادلاً وموجوداً حتى الآن، وأقام حضارة ما تزال ماثلة في الأذهان، يتذكرها الجميع بمشاعر من الفخر والتأمل والاعتزاز. والفراعنة المصريون القدماء، أقاموا حضارة عظيمة منظـّمة، بنوا فيها الأهرامات الشاهقة التي تدل على تكامل رياضي وهندسي وإنشائي وحسابي فذ ومتناسق، يعكس مدى التقدم التقني الذي وصلوا إليه، وما تزال الكثير من فصولها وأسرارها ألغازاً تكرس لها مراكز البحوث العالمية، ميزانيات ضخمة لسبر أغوارها، ومعرفة مخبوءاتها، وقد تم كل ذلك دون، وبالطبع، دون فتوى من الأزهر الشريف، أو شرح وإطناب طويل من العالم الجليل محمد متولي الشعراوي.

    كما كانت هناك مثلاً الحضارات الإغريقية، والرومانية، والآرامية، والسيريانية، والآشورية، والسومرية، والبابلية، والفينيقية. ولا يزال فكر وفلسفة سقراط، وإفلاطون التي حرمها الفكر الديني أنموذجاً نادراً لتفتح العقل البشري الجبار. كما أن حضارة الأنكا تعتبرمن أبرز الحضارات القديمة التي نشأت في أمريكا الجنوبية في البيرو وتحديداً في جبال الآنديز، وما يزال الغموض يلف أوجهاً عدة منها. كما كان ازدهار الحياة الاقتصادية والتبادل التجاري والحركة الثقافية في شبه الجزيرة العربية مثاراً للإعجاب. وكان سوق عكاظ "غربالاً" لكل ما يستجد من إبداعات فكرية وشعرية خلال عام في تلك المنطقة، وكانت تـُكرّم تلك الإبداعات بوضعها على جدار الكعبة، وانطفأ ذاك التقليد الإبداعي الرائع بعد مجيء الإسلام. وهناك، أيضاً، حضارة تدمر العظيمة، التي بنت أوابد عملاقة في قلب الصحراء السورية، وتولـّت فيها "الإمامة الكبرى"، والزعامة، امرأة حديدية هي زنوبيا السورية الأشهر، وهناك الكثير من الحضارات والمجتمعات التي نشأت وازدهرت وتركت شواهد باسقة تدل على عظمتها، وتميزها، وكان معظم ذلك على أسس وثنية، وضعية، ولا دينية.

    جاءت الأديان على خلفية أن الأمم والشعوب قد بلغت من الفجور والفسق، والانحلال الخلقي، مبلغاً يلزم إعادتها لجادة "الحق والصواب". وقوضت تلك الأفكار الدينية الوحدة والأخوة الإنسانية من هذا الباب، وقسمت بني الإنسان، إلى مؤمنين وهراطقة وزنادقة وكفار وملل وأطياف، وحقنت الناس بمشاعر الكراهية والعنصرية البغضاء. وأشعلت، بذلك، أتون الحروب، والعداوات، والثارات، والانقسامات، وبثت الحقد والكراهية والعنصرية وفكر العصمة والاستعلاء بين الناس. وكل دين كان يأتي، كان ينسخ ويبطل ما قبله، ويعتبره في غي وضلال وبأنه هو الوحيد الذي يمتلك ناصية الحق وجادة لصواب. وانقسمت الأديان نفسها، بفعل التقادم الزمني، وتآكل إيديولوجيتها وتعثرها، وعدم قدرتها على مواكبة التطورات، إضافة إلى إغراءات التسيـّد والزعامة لدى بعض الشخصيات، إلى ملل ونحل، وطوائف، وعشائر، ومذاهب، وجماعات تشن الحروب فيما بينها، وسيبقى يقاتل، والحمد لله، بعضها بعضاً إلى يوم البعث، والحشر، والنشور، والحساب.

    إن قيام وازدهار حضارات ودول ومجتمعات على أسس لا دينية، كما نراه اليوم في كثير من دول العالم، وتخلف وكساح كثير من الدول تتمسك بأهداب الأديان، يبطل كلية تلك الخرافة السائدة القائمة على أن الحضارات يمكن أن تقوم فقط على أسس دينية تجلب الرفاه، والإزهار للإنسان. بل على العكس تماماً، لقد كانت الحضارات الوثنية، قديماً وحديثاً، أبقى، وأقوى، وخلـّفت أثراً بشرياً إبداعياً عظيماً. على عكس الحضارات التي قامت على أسس دينية وغيبوية فانتهت إلى انقسامات حادة ومذاهب متناحرة متصارعة وجغرافيات مفككة ومهلهلة ومتشرذمة. وغطـّت كثير من الأمم والشعوب والمجتمعات في سبات عميق بعد أن اجتاحها المد، والصراعات والخلافات التي لا تنتهي، والفكر الديني الهدّام، الذي شلـّها وعطل عقول أبنائها عن العمل، والعطاء، والإبداع، وبعد أن فوّضت أمرها، وكل شؤون حياتها إلى الغيب والسماء، الذي يبدو أنها، حتى الآن، لا تستجيب للدعاء.

    إن أكثر المجتمعات التي تعاني الفقر، و تفتك بها الأمراض، والحروب، والمجاعات، الآن، هي تلك المجتمعات التي ما تزال تعيش صراعات دينية وفي سكرة الفوز بالجنان، وتتخللها انقسامات مذهبية حادة، وتشغلها اختلاف التفسيرات، وحملات التكفير والاستبراء، وهيمنة الوعاظ ورجال الدين على مناحي الحياة، وعن اللحاق بركب الحضارة الإنسانية جمعاء. وتتخلف مثلاً دول في قلب القارة الخضراء، مثل ألبانيا، والبوسنة، والشيشان، عن أوروبا سنيناً ضوئية، بسبب حلمها الوردي بالعودة إلى "المنابع والأصول والأجداد". وفي الهند ما تزال الولايات التي ترزح تحت نير الاستبداد الديني تتخلف عن تلك الولايات والمقاطعات التي تنعم بشيء من الليبرالية والعلمنة. وأما دول أمريكا الجنوبية الكاثوليكية المحافظة، وتلجمها المحرمات والمحظورات، فتتخلف قروناً عن دول الشمال الأمريكي، ككندا والولايات المتحدة، المتحررة نسبياً من أغلال الأديان والتي اتخذت من العلمانية منهجاً لها في الحياة. وأما الباكستان، وبنغلادش، وكشمير فتتبوأ مركزاً سفلياً متدنيا يفصلها بمئات القرون عن جاراتها النمور والسباع والضباع الآسيوية الاقتصادية الأخرى. وفي إفريقيا السمراء حيث ما يزال المجال مفتوحاً للدجل والسحر والخزعبلات فإن الوضع لا يسر على الإطلاق، والصراعات القائمة على خلفية إيديولوجية وقبلية ما تزال جارية على قدم وساق. فيما نهضت أوروبا العلمانية من كبوتها الحضارية وسباتها القروسطي بعد أن خلعت أثواب الدجل والشعوذة والخرابيط والأساطير والخرافات عن كاهلها، ورمت جانباً بيزنس بيع صكوك الغفران، واتجهت للعلم وإعمال العقل في كل شيء، لتبني أعظم حضارة عرفتها البشرية على أسس لا عقيدية أو دينية حتى الآن؟ هل هناك سر في ذلك، أم أن كل ذلك محض صدفة عرجاء؟

    كما بنى الروس الشيوعيون "الكفار" أعظم إمبراطورية وقوة عسكرية في التاريخ، وأرجو ألا يقولن لنا البنلادينيون الموظفون أمريكياً، سابقاً، ولاحقاً، بأنهم هزموا هذه القوة الجبارة، فمن قوّضها هو بوريس يلتسين، ومن وراءه الإصلاحي الروسي ميخائيل غورباتشيف، وأعطى أوامره بسحب قواته بعد أن تيقن أن تلك الشعوب التي أتى ليحررها تبدو عصية على التقدم والتحضر، وترفض العصرنة، وما زالت تعيش في القرون الحجرية والظلامية السوداء. وكانت قنبلة ذرية واحدة، مثلاً، كافية لإبادة أفغانستان بمن فيها، وعن بكرة أبيها بمن فيهم الظواهري وبن لادن وابن عزام. ورغم أن طالبان، المتجلببة العصماء والناجية من النار، أعدمت تماثيل بوذا في باميان في بداية العام 2000 فهذا لم يغفر لها ولم تنتصر على طائرات البي 52 التي هزمت الميثيولوجيا الدينية شر هزيمة نكراء، ولن تقم قائمة لحضارة الطالبان بعد الآن وبعد أن جربها وخبرها الناس والمجتمع الدولي. وبنى، ويبني الصينيون الوثنيون، والعياذ بالله، اليوم، واحدة من أكثر الحضارات البشرية نمواً وازدهاراً. وينافس اليوم التنين الصيني اللاديني والوثني، المارد الغربي العلماني في كافة المجالات. ولا داعي هنا للتذكير بالعملاق الياباني صاحب البوذية الوضعية الذي فاق التصور والخيال، والنمر الكوري الجنوبي الجامح، والنسر السنغافوري الجارح. ويتراكض المتدينون من كافة الأديان، وفي كافة بلدان العالم، وأصحاب العمائم واللحى لاقتناء المنتوجات اليابانية والتفاخر بها على الملأ، وأمام الناس.

    لقد أثبتت التجارب الإنسانية العظيمة، والناجحة، والرائعة، إن كان على مر التاريخ، أو التي نعيشها الآن، أنه بمقدور الإنسان أن يعيش، ويبني أعظم الحضارات، ويحقق المعجزات في كافة المجالات، بعيداً جداً، وبمعزل عن الفكر الديني عامة، والذي نحترم، جداً، بقاءه خياراً شخصياً وحلاً نفسياً، لأي إنسان، إلا أنه لم يثبت، وللحق نجاعته، وفعاليته، وجدواه في هذا المجال.
                  

04-18-2007, 10:34 PM

Khalid Osman Jaafar
<aKhalid Osman Jaafar
تاريخ التسجيل: 01-18-2005
مجموع المشاركات: 1031

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل كانـــت الاديـــان ضروريــــــة؟؟؟!! (Re: omar ali)


    سلام،

    يغفل المقال عمداً الإشارة للحضارة الإسلامية، والتي -شاء البعض أم أبوا - تبقي أعظم حضارة عرفها العالم في كل نواحي الحياة ..

    ولكن هناك سؤال بسيط يطرح نفسه

    بعد كل الحضارة والتقدم الذي نراه اليوم، هل ينعم البشر بالأمان، ولا يوجد جائعون أو مشاكل؟ قطعاً لا. بل دعونا نركز علي الحضارة الغربية التي لا يخفي المقال إفتتانه بها. كم من البشر في دول تعد في مقدمة ركب الحضارة اليوم يعانون من الإكتئاب والأمراض النفسية؟ كم منهم يعيشون ليومهم، بلا هدف أو دليل؟ إن أراد المرء أن يري الوجه الآخر للحضارة الغربية فما عليه إلا أن ينظر إلي القوم مساء أيام الجمعة وفي عطلة نهاية الأسبوع. بل ما عليه إلا أن ينظر إلي حال من تقدمت سنه منهم وأُحيل إلي المعاش، فاصبح وحيداً كئيباً بعدما انتهي الهدف الذي عاش عمره كله من أجله. اُنظر إلي من يموت منهم فلا يُعرف أنه قد مات إلا إذا أنتن أو عندما يكتشف مسؤولو الرعاية الإجتماعية -وليس أبناؤه - ذلك. بل انظر إلي لهثهم وراء الدنيا ومكابدتهم للعيش. كيف يعيش السواد الأعظم منهم؟ يعيشون علي الديون. بداية من المنزل الذي يستدينون قيمته من البنك بفوائد ربوية وحتي المشتروات اليومية التي تُستخدم فيها بطاقات الإئتمان.

    بل وأزيد من الشعر بيتاً ...

    للدين مكانه في قلوب البعض منهم. ومن هؤلاء من هو في مراكز قيادية رفيعة. ودونك الرئيس الأميريكي مثالاً ..

    إحقاقاً للحق، فإني لا أقول أن الحضارة الغربية كلها شر. ولكن أحببت أن أركز علي النقاط السيئة في حضارة يزعم المقال أنها لادينية وقمة في الرقي ..

    قمة في الرقي المادي، نعم. ولكن ما عدا ذلك، فلا. أقر أنه توجد العديد من الخصال الحميدة -التي يفترض بالمقام الأول توفرها فينا كمسلمين - عند البعض منهم. لكنها تبقي علي مستوي الأفراد. وعندما تنظر للحضارة ككل من الجانب الإنساني، فإنك تري الوجه الآخر

    لهذا تري ما يعانيه الناس حول العالم ..

    ولهذا إستعمرت تلك الدول دولاً أخري وامتصت خيراتها ..

    ولهذا يلقي القمح في المحيطات ليظل سعره مرتفعاً في الأسواق ..

    السؤال الذي يطرح نفسه هو: لو كان الناس سعداء تحت ظل الحضارة اللادينية المزعومة، ففيم إقبالهم علي إعتناق الإسلام؟ ومكابر من ينكر إنتشار الإسلام بصورة متنامية في أوروبا وأميريكا

    إذا كان مقياس الحضارة هو التقدم المادي، فيمكننا القول أن الحضارة الغربية في القمة

    ولكن ..

    إذا كان مقياسنا إنسانياً، فلا

    فما فائدة حضارة لا يحس الناس فيها أنهم سعداء. ولا أعني بسعداء العيشة المرفهة فقط - وحتي هذه لا يعيشها أهل الحضارة الغربية جميعهم ...

    ليس لي مشكلة بعينها مع الحضارة الغربية. وأعترف بتفوقها المادي، ولا أري غضاضة في السعي للتعلم منها في الجوانب المادية.

    ولكن أن يتم تقديمها علي أنها هي الحضارة وما عداها لم يكُ شيئاً، فلا ..

    بيد أني أترك هذا جانباً وأعود للمقال الذي يزعم أن أعظم الحضارات هي التي إنبنت علي أسس لا دينية. فدعونا ننظر إلي الحضارة الإسلامية ..

    إذا بدأنا من باب المساواة بين الناس، نجد أن مقياس التفاضل في الإسلام هو التقوي، وليس الجنس أو اللون. قارن هذا بالتفرقة العنصرية غير المعلنة في كثير من الدول. وأفضل من يعلق علي هذه النقطة هم من يعيشون في تلك الدول. نعم القانون لا يسمح بهذا، ولكن ألا يحدث؟ أترك الإجابة لمن عاش هذه التجربة بنفسه، فليس من رأي كمن سمع ..

    بل حتي غير المسلمين الذين كانوا يعيشون في ظل الحضارة الإسلامية كانوا يجدون حقوقهم كاملة. فإن وقع ظلم عليهم ولو من حاكم مسلم، فإن ولي الأمر كان ينصفهم. ودونك قصة القبطي الذي ضربه إبن عمرو ابن العاص وأنصفه سيدنا عمر بن الخطاب، أمير المؤمنين وقتها. بل وأمر عمر أيضاً بهدم جزء من مسجد بُني علي أنقاض جزء من بيت إمرأة قبطية، وأُعيد بناء بيتها. وإن كانوا يدفعون الجزية مقابل حماية المسلمين لهم، فانظر إلي خالد بن الوليد وهو يعيدها لهم لما هاجم الروم دمشق بعد أن فتحها المسلمون. وانظر إلي عمر بن الخطاب وهو يسقط الجزية عن العاجزين من أهل الكتاب ويأمر بالإنفاق عليهم من بيت مال المسلمين ..

    فإن أتينا إلي القوة الإقتصادية ورفاهية الناس، فانظر يوم اكلت الطير من خير المسلمين. يوم أن لم يجدوا مستحقاً للزكاة من المسلمين في عهد عمر بن عبد العزيز. هل يمكنك أن تتخيل دولة كاملة، متمددة بين قارتين أو ثلاث ليس فيها فقير أو مسكين! يومها أمر سيدنا عمر بن عبد العزيز بتجهيز الجيوش من فائض أموال الزكاة، ففعلوا وما زال المال فائضاً. وأمر بإعانة المديونين من المسلمين، ثم من أهل الكتاب، وما زال المال فائضاً. وأمر بإعانة من يريد الزواج وما زال المال فائضاً. فأمر بشراء حبوب ونثرها علي رؤوس الجبال لتأكل الطير من خير المسلمين! هل سمع أحدٌ بمثل هذا في أي حضارة من قبل؟

    بل وانظر إلي المسلمين في أخلاقهم الحربية. لم يكونوا يهاجمون رغبة في المغانم. وإنما يريدون أن يُخلّي بينهم وبين الناس ليدعوهم للإسلام. لذلك لم يكونوا يهاجمون إلا بعد أن يعرضوا علي الطرف الآخر أن يختار بين الإسلام، أو الدخول في حكم المسلمين ودفع الجزية، أو الحرب. وحتي في حربهم، لم يكونوا يقتلون العزل والشيوخ والنساء والأطفال. قارن هذا بما رأيناه في أبو غريب ونراه في غوانتانامو وفي البوسنة وفلسطين؛ وقارنه بإلقاء القنابل الذرية علي الجميع في هيروشيما وناجازاكي، ... إلي آخر القائمة ..

    نعم هناك مواثيق دولية في هذا الخصوص. لكن هل هي مطبقة؟ أترك الجواب لكم ..

    هل يعجبنا الرفق بالحيوان في الحضارة الغربية الآن؟ إذاً اسمعوا. حيث أنشات الدولة الأموية مزرعة كبيرة لكل حيوان يريد صاحبه ان يقتله، حيث يعيش فيها حتي يأتيه الموت!

    بل وحتي التقدم العلمي الذي تبرع فيه الحضارة الغربية اليوم، بلغت فيه الحضارة الإسلامية يوماً شأواً عظيماً. بل ووضعت الأسس لكثير من العلوم، يوم كان الغرب يرزح في الجهل ويعيش في العصور المظلمة. انظر كم من إختراع واكتشاف أهدته الحضارة الإسلامية للبشرية ..

    كل ذلك وهي حضارة مبنية علي الدين من ألفها إلي يائها. بل إنها لم تتراجع إلا لما بدأ المسلمون يتخلون عن دينهم ..

    إن كانت حضارة أخري هي السائدة اليوم، فإن الحضارة الإسلامية عائدة لا محالة يوم أن يعود المسلمون لدينهم..

    ولا أعني بالعودة للإسلام التدين فقط

    بل والعمل وبذل الجهد في كل مناحي الحياة. فإن هذا من صميم ديننا. حتي نعود كما كنا ذات يوم ...

    أبعد كل هذا يأتي من يقول أن أعظم الحضارات البشرية إنبنت علي أسس لادينية؟!

    أعود لباقي المقال وما إذا كانت الأديان ضرورية أم لا مرة أخري إن شاء الله ما لم يكفني ذلك أحد الإخوة ..

    بقي أن أقول أن مصدر معظم ما أوردته هنا هو هذه الكلمة عن الحضارة الإسلامية، والتي أنصح الجميع بالإستماع إليها ليعلم المسلمون إلي أي حضارة ينتمون. وأقولها بعلو صوتي: إني والله لأفخر بانتمائي للحضارة الإسلامية. ولئن كان المسلمون اليوم في مؤخرة الركب فإنهم عائدون لا محالة. فدوام الحال من المحال. ولكن يجب علينا أن نعود إلي الأساس الذي إنبنت عليه حضارتنا، وهو الإسلام، وأن نعمل بجد ونسعي للحاق بما فاتنا ...

    سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ...

    ----------

    نقطة أخيرة لناقل المقال:

    وددت لو أنك تكتب رأيك الشخصي في ما تنقله من مقالات؛ علي الأقل إثراءً للنقاش - بافتراض أن نقل هذه المقالات للنقاش طبعاً ...


                  

04-18-2007, 10:56 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل كانـــت الاديـــان ضروريــــــة؟؟؟!! (Re: Khalid Osman Jaafar)

    نعم كانت ضرورية ..
    اذا نظرنا لها بنظرة تاريخية وعلمية
    وكجزء من تطور الروح البشري والعقل البشري
    وكمرحلة من مراحل صعود الانسان مراق جديدة في تطوره الفكري والروحي
    واخراجه من عالم الحيوان والغاب الى مراقي الانسانية والتمدن ..
                  

04-18-2007, 11:06 PM

أحمد الشايقي
<aأحمد الشايقي
تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 14611

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل كانـــت الاديـــان ضروريــــــة؟؟؟!! (Re: Abdel Aati)

    بســـم الله الرحمــن الرحيــم



    (إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما) سورة النساء- 105.


    - (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون( سورة المائدة- 8.


    - (ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفسا إلا وسعها وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون) سورة الأنعام- 152.



    - (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون) سورة النحل- 90.



    - (لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط) سورة الحديد- 25
                  

04-19-2007, 00:35 AM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل كانـــت الاديـــان ضروريــــــة؟؟؟!! (Re: أحمد الشايقي)

    الدين كعقيده موجود منذ بداية الخليقة ، حتي العقائد الوثنية هي ديانات كانت تتخذ من تلك الأوثان واسطة او وسيله تقربها من الإله , اما الديانات التوحيدية فقد بدأت مع أدم وكلما ابتعدت البشرية عن ديانة التوحيد يبعث الله نبيا او نبيا رسولا يعيدهم لحظيرة التوحيد .
    الكفر يقين قاطع بعدم وجود إله , اما الشرك فهو يقين بوجود إله يتوسل اليه المشرك بوسيلة مادية , ولعل اغلب ما ينتظم عالم اليوم هو الشرك ، وابواب الشرك واسعة يمكن للمرء مسلما كان ام مسيحي الوقوع فيه .
    عقيدة الأنسان لا علاقة لها مطلقا بتخلفه او تحضره ، فالحضارة لها معايير ومقومات مادية ليس من بينها الروح .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de