بداية ليعلم الجميع انى بهذه المداخلة لا ادعوا الى تثبيط الهمم عن خيار العودة ولكن هي دعوة أوجهها لكم للمشاركة بإبداء أرائكم بخصوص هذا الموضوع الحيوي جدا والذي يهم شريحة عريضة وواسعة جدا من السودانيين المغتربين.
والسؤال المطروح / هل قرار الهجرة العكسية بدون تخطيط ودراسة من الشخص المعني قرار صائب ؟ أم لأننا نحن السودانيين مشهورين بالعنتريات (وبكرة يحلها ألف حلاّل).
أنا هنا اتحدث تحديدا عن السودانيين المغتربين من ذوي المؤهلات العلمية الجامعية وما فوق.
كثيرا ما اسمع عبر تلفزيون السودان دعوة للعقول والخبرات السودانية بالعودة الى الوطن من اجل المشاركة في التعمير والبناء . وهذا في حد ذاته (كلام جميل ..كلام معقول.. مااقدرش اقول حاجه عنو)
لكن دعوني احكى لكم هذه الحكاية على لسان أحد الأصدقاء معي هنا في بلاد الغربة والتي تعّبر بحق عن عنوان هذا البوست
صديقي هذا وبعد سنوات طويلة في بلاد الغربة قام فيها بحفر الصخر وأفنى عمره في سبيل تعليم أبنائه وبناته والمتواجدون معه في بلاد الغربة حتى أوصلهم المراحل الجامعية. ولصديقي هذا بنت أكملت دراستها الجامعية خارج السودان ونالت درجة التخصص في قسم المختبرات الطبية ونظرا لتخصصها المهم جدا وجدت فرصة للعمل بعد تخرجها مباشرة في احد المستشفيات هنا في بلاد الغربة وفي بداية مشوارها العملي عملت ولمدة ستة شهور كمتدربة بدون مرتب. ثم بعد قضاء فترة التدريب تم تعيينها بهذا المستشفى ونظرا لتألق وإبداع السودانيين والسودانيات أثبتت هذه البنت السودانية جدارة وكفاءة عالية جدا في عملها لدرجة ان ادارة المستشفى أسندت اليها العمل في تدريب الطلاب في المستشفى في مجال تخصصها.(كل هذا الكلام خارج السودان) ونظرا لرغبتها في التفوق واثبات وجودها قدمت استقالتها من هذا المستشفى الحكومي وبدأت العمل في احد المستشفيات الخاصة حيث المرتبات أعلى والمزايا أفضل من المستشفيات الحكومية. وبشهادة الجميع اثبتت جدارة منقطعة النظير في تخصصها لدرجة ان مديرة المستشفى تمتلك مختبر تحاليل طبية خاص فقامت بتعيينها مديرة لهذا المختبر وذلك في زمني قياسي. والسبب يرجع لكفاءتها واثبات الوجود بكل جدارة واقتدار بشهادة الاطباء عنها
ثم قرر صديقي ان يرسل جميع افراد اسرته للسودان (هجرة عكسية) وبقي هو وحده في بلاد الغربة على امل ان تتوظف ابنته في السودان وتحمل عنه جزء من هم المسؤليات والمصاريف الاسرية ، وكان يحلم ويمني نفسه بأن تعمل ابنته في احد المستشفيات في ارض المليون ميل مربع .....
.....ثم قرر صديقي ان يرسل جميع افراد اسرته للسودان (هجرة عكسية) وبقي هو وحده في بلاد الغربة على امل ان تتوظف ابنته في السودان وتحمل عنه جزء من هم المسؤليات والمصاريف الاسرية ، وكان يحلم ويمني نفسه بأن تعمل ابنته في احد المستشفيات في ارض المليون ميل مربع .....
ألا أنه وبكل أسف ومنذ ان ارسل أفراد اسرته وحتى هذه اللحظة مازالت ابنته خريجة قسم المختبرات الطبية وبخبرتها تلك التي اكتسبتها في بلاد الغربة جالسة في البيت منذ أكثر من العام وحتى الان والسبب لايوجد عمل لا في مستشفى حكومي ولا خاص.. حيث كل الأماكن غير شاغرة.....حتى اشعار آخر.
والسؤال المطروح / عندما يتحدث هؤلاء المسئولين عن الهجرة العكسية هل قام هؤلاء باعداد العدة والدراسات والإمكانيات لاستقبال هؤلاء المطلوب منهم ان يهاجروا هجرة عكسية ؟ أم ان مصطلح الهجرة العكسية يستعمل للاستهلاك السياسي ليس الا.
ذكرت القصة المذكورة أعلاه كنموذج فقط واكيد هناك آلاف القصص تشبه القصة المذكورة أعلاه وكلها تحكي بشي من الحسرة عن الاوضاع المأسوية لمن افنوا عمرهم في الدراسة والتحصيل وفي النهاية ماعليهم الا أن يحجزوا مقعد شاغر وما اكثرها المقاعد الشاغرة في طابور العاطلين عن العمل .
الطريف في الامر بعد ان حكي لي صديقي عن قصة ابنته تلك اتصلت هاتفيا بالسودان لعل وعسى ان اجد من اصدقائي من يمد يد العون لبنت صديقي هذا بايجاد وظيفة في مجال تخصصها فرد علي صديقي في الطرف الآخر من الهاتف انه يعرف قريبة لهم تحصلت على الترتيب الأول بين دفعتها في نفس القسم المختبرات الطبية من احدى الجامعات السودانية وهي جالسة حتى اللحظة في منزلها والسبب لا يوجد عمل.
فضربت يدا بيد وقلت في نفسي لك الله ياوطن..
وهذه دعوة للحوار على نار هادئة حول (الهجرة العكسية) هل آن اوانها ام انها ستضيف لطابور العاطلين فردا اخر ؟ ودونكم القصة التي ذكرتها اعلاه.
وانت يا من تقرأ في هذه السطور هل مررت بهذه التجربة ، تجربة الهجرة العكسية؟؟ بعد هجرتك العكسية هل عملت في نفس تخصصك ام انك تركت شهادتك خلف ظهرك ونزلت السوق؟ هل ندمت على هجرتك العكسية؟؟؟ ولماذا هل تشجع الهجرة العكسية؟ وعلى أي اساس تشجعها ؟ هل العمل في السودان سيكون له نفس العائد المادي الذي كنت تتقاضاه خارج السودان؟. هل ستجد في السودان من المزايا مثل تلك التي كنت تحصل عليها في بلاد الغربة من سكن ، سيارة، تذاكر سفر سنوية ..و و و...؟؟؟؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
هشام حامد العبيد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست