|
|
|
 Re: أنا ترزي يا أولادي .. ماعندي علاقة بشغلكم!!! (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
(1)
جئت مع عدد من أبناء الريف .. جاءت بنا سبل متفرقة
لنلتقي في مدينة أمدرمان للعمل في أي وظيفة تتاح
.. كنا في حدود الـ (15 – 16) سنة .. طوال القامات
.. بأجساد نحيلة وعيون عسلية أنهكها الفقر ليس لنا من لباس
إلا ما على أجسادنا .. وليس لنا من مال إلا ما حصلنا عليه
من أهلنا بصعوبة لا يعلمها إلا الله .. زجت بنا الظروف
لنلتقي في وظيفة (عمال يومية) .. حفارين .. بإحدى
المؤسسات (الوطنية) التي كانت في طور الإنشاء ..
وتم إبلاغنا بواسطة رجل في حدود الخمسين من عمره
مهندم بجلباب وعمامة ومركوب أبيض من النوع الرخيص
تم إبلاغنا بأنه رئيسنا (المشرف) .. يتأكد من حضورنا
السادسة صباحاً أو قبلها .. ومغادرتنا بعد الثانية ظهراً
بعد أن نكون قد أنجزنا حفراً تاريخياً مقدراً في تلك الأرض
الصلدة في أطراف أمدرمان حيث مقر المؤسسة (الوطنية)
المزمع إنشاؤها .. وبعد أن تكون عين شمس الله قد
صبت جام حرها على أجسادنا ونحن نحفر أو نحمل
الصفائح المعبأة بالصخور على الكتف .. وعين كل منا
تلتقط محجوب (المشرف) حتى لا يفوته إنجازنا التاريخي .. نرآه
وهو يعايننا ولسان (عينه) يبدي إعجاباً .. وضحكة يحاول
أن يلملمها ليحفظ رصانة ورهبة وجهه .. ونواصل
(2)
جمعنا (محجوب) في أول أيام عملنا وأبلغنا أنه مسؤول
بهذه المؤسسة ولكن نظراً لأنها لم تفتتح بعد، فقد كلف
للقيام بالإشراف على تجهيزها بأحسن شكل .. وهو سعيد
أن يرى شباب (مثلنا) يخرجون للعمل في المؤسسات
(الوطنية) .. وأنه لا خوف علينا فإن كنا قد تركنا
الدراسة، فالمستقبل ينتظرنا طالما روح العمل فينا قوية
بالشكل الذي يرآه في عيوننا .. كان كلماته تسري
لتشعل فينا ميت الأمل .. ولو الحياء لهتفنا بأعلى
أصواتنا (الله أكبر) ولكن لا يليق أن نهتف ونحن
الممدوحين ونواصل.
(3)
استأجرنا منزلا آيلا للسقوط .. به غرفتان كبيرتان ..
كان عددنا حوالي الـ (18) ولكنه وسعنا .. فقد كان
المبيت في الحوش .. وليس لدينا عفش .. لم نك نعير
إحكام إغلاق الأبواب عند الخروج اهتماما .. فليس
بمنزلنا شيء جدير بأن يسرق ..
واجهتنا مشكلة الأكل في الشهر الأول .. فليس لدى
أي منا ما يكفيه من المال لأسبوع .. ولكن كان بيننا
شاباً ذكي العينين أسمه (متوكل) قال لنا أنه سيحـل
مشكلة الأكل .. وذهب وأقنع صاحب مطعم شعبي
غاية في البؤس بأننا عمال بالمؤسسة المزمع قيامها
وأننا نتقاضى راتبنا آخر الشهر ولو وافق على أن
نأكل عنده الثلاثة وجبات فسنكون زبائن دائمين إلى
ما شاء الله .. وجاءنا متوكل بالرد الإيجابي فقد وافق
صاحب المطعم الشعبي مشكور وجاءنا متوكل
بأسعار الأطعمة كمونية فول عدس طعمية بلدي بأم رقيقة
جقاجق .. وأصبحنا نأكل الثلاث وجبات جماعيا في المطعم
متحسبين ألا نرهق الميزانية بعد أن ضمنا المسألة الأساسية
في البقاء أحياء وقادرين على المهمة التاريخية المناطة
بنا في المؤسسة (الوطنية) ونواصل.
(4)
شكرنا (مزمل) وأعتمادناه رئيسا مفوضاً ومستشاراً
خاصاً لكل منا في جميع قضايانا من شراء أزيار
الماء والكيزان وسارت الحياة بشكل طبيعي لبعـض
الوقت .. بعد أن عرفنا طريق السينما مرة في
الشهر .. فقد كنا نستغل ثلاث نهايات أسبوع للذهاب
لأهلنا الذين فرحوا بأننا قد تبوأنا مكاننا رجالا
عاملين في بناء (الوطن الحبيب) ولم يكن يعنيهم
كثيراً طبيعة المهام .. ولكنهم كانوا يدعون لنا
بأدعية كثيرة تطفح رضى وتفتح طرقاً للفأل .. وبدأ
إحساسنا تجاه وظيفتنا يتفاوت بين الرضاء القسرى
والرضاء التام .. فبعضنا لم يشم المدرسة أصـلاً
وبالتالي فلم يكن يطمح لأكثر من ما هو فيه من نعم
وراتب مضمون وجقاجق تتوفر متى طلبها طوال أيام
الشهر ..
سارت بنا الأيام لشهور عديدة على هذا الحال ..
ومحجوب في غاية الاستمتاع وهو يحكم قبضته
على أدائنا لواجبنا (التاريخي) وهو بين النظافة
والتجريف وضرب البلاط بالبولش بالإضافة لحفر الأرض
وإحضار تراب البحر بالقلابات بغرض زراعة
النجيلة والزهور حتى تكون المؤسسة (الوطنية)
غاية في الأناقة والجمال .. وبالشكل الذي يليق
بمحجوب وبنا نحن زمرة الشباب (الحفارين) الموعودين
بوظائف تليق بإخلاصنا في أداء الحفر وغيره من
الأعمال الشاقة التي تطلبتها المرحلة.
عندما ينادي محجوب على واحد منا ليرسله الدكان
للسجائر.. نضع الصفائح أو الويره (جمع وير) آلة
الحفر ويطلق عليها أبو راسين .. ونأتيه هرولة
وبعضنا من من أمتدت آمالهم للوظائف (السندسية)
كانوا يبالغون ولا يأخذون منه حق السجائر ..
بل يأتونه بخمسة سجائر أو علبة أحياناً من حر
مالهم .. وأي مال هو ؟!! كان محجوب يظهــر
الرضاء للجدية في العمل ويظهره أكثر لمن يحضر
له السجائر وأكثر من الاثنين من يحضر السجائر
من حر ماله .. وحفاوة محجوب بالسجائر
كانت تصل حد الشره ونواصل.
(5)
عندما انتهت فترة الأعمال الشاقة التي امتدت لحوالي
سبعة أو ثمانية أشهر .. جاء دور التوظيف فــي
المؤسسة ذهب .. كل منا لمحجوب مذكراً له كيف أنه
كان مجتهداً ومخلصاً في عمله وجالباً للسجائر من
حر ماله ..
أظهرت عيون الرجل بعض التأثر (لا أدري إن كان
حقيقاً أم لا) ولكنه ظهر عليه تأثراً بأن شيئاً غير
مفهوم لنا قد حدث .. واستمرت المسألة لأيام
أضطر لجمعنا كما جمعنا أول مرة وقال:
يا أبنائي .. جئت مثلكم للعمل بهذه المؤسسة
في مهنتي التي عملت فيها لأكثر من ثلاثين
سنة وهي ترزي .. يعني أنا ترزي يا أولادي وما
عندي علاقة بشغلكم!!!! ولكن ونظراً لأنه قد
تم إبلاغي أن العمل سيكون بعد عدة أشهر
والوظيفة الوحيدة المتاحة الآن هي عامل يومية
وفي ظروف صعبة وأنا شخص كبير ..
اقترح علي أحد المشرفين الكبار
على إنشاء المؤسسة أنه يمكن تعييني مشرفاً
على عمال اليومية (يعني إنتو) .. وقبلت
نظراً لأني محتاج .. وطلب مني أن أديكم
العين الحمراء .. لكنني رأيت أنو السياسة
أفضل من العين الحمراء .. وقد فعلت ما
قدرني الله عليهو .. فأعذروني يا أبنائي
.. لم نسأله .. لم نحرجه .. لم نطالبــه
بأن يرد حق السجائر .. لكننا أخذنا الدرس
ويا له من درس!!!! يعني تعب وسجائر
بالمجان هو ما قدره الله عليه .. لا حول
ولا قوة إلا بالله (انتهت)
قصة حقيقية بكل التفاصيل التي
أوردتها .. ولولا بعض الإعتبارات
لذكرت الأسماء الكاملة وأســــم
المؤسسة .. حتى لا يضيع الوقــت
في إنتظار محجوب ليأتينا بالعذر
الأقبح من الذنب
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أنا ترزي يا أولادي .. ماعندي علاقة بشغلكم!!! (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
كان السودان يصدر القطن والصمغ العربي
وكنا نأتي من الريف للمدينة ونحيــــا
في الأطراف بأقل القليل .. وأصبح السودان
دولة تصدر البترول وأصبحت العقرب أكثر نبلاً ..
فكيف حال القادمين من الريف للعيش في
أطراف المدينة هذه الأيام .. وإلى ماذا
تطور شكل الإستغلال الذي مارسه علينا
محجوب؟ وهل هنالك مطعم يوفر لهم الفول
والعدس والجقاجق بالآجل؟
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أنا ترزي يا أولادي .. ماعندي علاقة بشغلكم!!! (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
هذا البوست ظلم كثيرا قرأت التداعيات اول ما انزلتها وقد تنبأت لها بالرواج
ولكن يبدو انك يا عبد الجليل رجلا معزولا (من الشلليات ) التي تشيل افرادها وترفع لهم موضوعات
غاية في الاسفاف في عنان البورد
لكن اتعهد لك باني من اليوم ضمن شلتك وانت تملك هذه الذاكرة الخصبة والخيال الجميل والتداعي
الممتع بهذا السرد المتماسك وخلينا نقول
ليك يوم يا بلوم
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أنا ترزي يا أولادي .. ماعندي علاقة بشغلكم!!! (Re: اساسي)
|
الأخ أساسي - تحياتي .. ومرحباً بك رفيقاً على درب الحكي
في التجارب الحقيقية التخلينا نشوف الدنيا كويس ..
أعتقد بأن البوست قد وجد حظه (نسبياً) ولو ظلم فليس
كثيراً .. فعنواني أنا ترزي يا أولادي .. قد لا يجذب ..
من يشترون من محلات الجاهز فينصرفوا سريعاً .. كما أني
سعدت بإنزال هذه التجربة .. وكانت نفسي تحدثني فعــلا
بسرد حواشيها وهي تفوق المتن في كل شيء .. وآمل أن
تسير الأمور في إتجاه كتابة إضاءات حول تفاصيل حياة
فقراء الريف الشباب على هامش المدينة .. ومكائـــد
محجوب (غفر الله له فإنه لا يعلم مرارة الدرس الذي لقننا
إياه) ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أنا ترزي يا أولادي .. ماعندي علاقة بشغلكم!!! (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
Quote: لماذا كل الفرح يسكن في الماضي .. مهما
كان شكل هذا الماضي .. حتى لو لاقيــــت
فيهو زول زي محجوب في صباك الباكـــــر
ولقنك درساً في المكر والأنانية |
.
تعرف يا خو محمد الجليل
جماله في عبره
وخاصة انه زمن غير الزمن العلينا ده
والعولمه في ظل التكنلوجيا ..
في رمضان المضى كان أول رمضان
وحسن ولدي ما معانا في كنت حالتي
تحنن الكافر ( قلب الأم ) وكمان كان بساعدني
كثير في المطبخ وكل ما أعمل حاجة اقول
يا حليلك ياحسن ما دقتها جننت ليك البيت
والدموع ديك لمن اتحيروا فيني ..
حسام قال لي : ولا يهمك يا أم حسن لمن أنا
اوصل مرحلة حسن دي تكون في تنلوجيا جديدة
لمن تعملي كنافة أو أي حاجة حلوه من البحبها
بكون في جهاز كده ذي فتحة الشباك دي ..
بس ما عليك الا تختي الصينية فيها وتضربي
رقم الموبايل حقي طوالي الصينية تسحب وتجيني
في أقل من ثانية ..
تخيل محمد يا خوي جنس دهـ ..
كمل جميلك وذنا جمالاً يا جميل ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أنا ترزي يا أولادي .. ماعندي علاقة بشغلكم!!! (Re: خالدة البدوي)
|
الأخت - خالدة - تحياتي،
لكل زمان محجوبه وأطفاله وحسامه .. فالحياة
تسير من (أعلى إلى أعمق) .. ومزيد من الإبداع
التكنولوجي .. والخداعي أيضا .. ونحن فعــلا
أمام أجيال جديدة ومختلفة مش زينا ..
أحمــد ود الهندي طفل شفي طلبت منه حبوبته
بت المنا أن يدخل الأوضة ويجيب الصحن يملاهو مويه
ويختو للجداد .. دخل بسرعة ورجع قائلا: مالقيت
الصحن .. فغضبت حبوبته وقالت: طيب لو مشيت أنا
ولقتيو؟
أجابها ببساطة: أمليهو موية وختيهو للجداد
كان ينبغي أن نشك في محجوب .. ولكننا جئنا من
ثقافة أن كل كبير صادق!! الكبار لا يكذبون حتى
جاءنا الخبر اليقين.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أنا ترزي يا أولادي .. ماعندي علاقة بشغلكم!!! (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
الاخ محمد عبد الجليل تحياتي
كنت متابعة البوست دا بشدة، ثم حالت ظروف خاصة في احتجابي..
قصة صاحبكم الارزقاتي دا ذكرتني قصة شبيهة،
حكي احد زملائنا في الجامعة، انه في احدى القرى
القريبة من قريتهم توجد فتاة لديها مشكلة في نطق بعض الحروف كالسين
والشين والى حدما اللام..
وحسب رواية زميلنا كان اهل تلك الفتاة في حاجة الى عملها،
فذهبوا الى احد الشخصيات النافذة التي "غمتت" لمسئول التوظيف في المنطقة
فما كان منه الا ان قبلها على علاتها لتدريس طالبات الابتدائي..
وعهد اليها تدريس اللغة العربية..
حضرت المدرسة في اليوم الاول، فوقف الطلاب في الفصل لتحيتها،
فقالت المدرسة:ـ الشلام عليكم..
فرد التلاميذ مقلدينها:ـ وعليكم الشلام..
فاحتدت المدرسة وصرخت فيهم قائلة: هُوي شلموا بشلامكم.. ما تشلموا بشلامي انا..
انا مدلشة (مدرسة) بش..
فياخوي الراجل ترزي بس .. انتو الطُُُلَب والعمال (بش)...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أنا ترزي يا أولادي .. ماعندي علاقة بشغلكم!!! (Re: حليمة محمد عبد الرحمن)
|
_ سارت بنا الأيام لشهور عديدة على هذا الحال ...
ومحجوب فى غاية الأستمتاع _
_ ونحن يا محمد عبدالجليل يا أخى فى غاية الأستمتاع ( الوير) ( وتاكل بالدين)
( الأن الأكل اصبح ولا دين ولا حاضر ولا بعدين) الان اكل حق المساكين فى كل مكان
والله ليتنا عادت بنا الايام .
الى ايام الشباب . أيام ( الوير)( والحفير والمال الحلال ) ايام لها طعم
وناس اطعم من التمر البركاوى
تحياتى اليك
تحياتى الى العم محجوب فى زمانه النضر
وتحياتى الى المطعم. المطعم المسرح المطعم المدرسة
وتحياتى الى صاحب المطعم الذى فتح دفتر الدين بلا بطاقه شخصيه
أخى محمد تلك الأيام هل سمعت بكلمة ( كفيل)؟
تحياتى
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أنا ترزي يا أولادي .. ماعندي علاقة بشغلكم!!! (Re: Osman Musa)
|
Quote: وكانت نفسي تحدثني فعــلا
بسرد حواشيها وهي تفوق المتن في كل شيء .. وآمل أن
تسير الأمور في إتجاه كتابة إضاءات حول تفاصيل حياة
فقراء الريف الشباب على هامش المدينة |
أخى الكريم محمد عبد الجليل
والله متابعنك ...
( رغم إنى أنا مابحب الخياطة وبشترى الجاهز )
وأطالب بالكلام الفوق دا الكانت نفسك بتحدثك بيه.
وحالة الطيبة الكانت وما زالت عند أولاد الريف دى
مثل وقيم لايمكن جرفها وغرس غيرها فى نفوس أولادنا
وهى قيمة حضارية وبعيدة عن الوقاحة التى تعتبر بحساب
هذه الأيام ( فلاحة أو شطارة )..
ودا السبب البخليهم يسخروا من أولاد المغتربين !!!
فلا عجب فى زمن تبدلت فيه المعايير .
أستمر .. واصل .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أنا ترزي يا أولادي .. ماعندي علاقة بشغلكم!!! (Re: Osman Musa)
|
Quote: ( الأن الأكل اصبح ولا دين ولا حاضر ولا بعدين) الان اكل حق المساكين فى كل مكان
والله ليتنا عادت بنا الايام . |
الأخ - عثمان موسى - تحياتي لك
أراك تتابع تجربتنا مع محجوب .. كأنك
قد عشت مثيلاتها .. وخبرت رحمة مكرهـا
مقارنة بمكر هذه الأيام خاصة إن رفده
كفيل .. وكيف لم أسمع بكلمة كفيل ..
بالتاكيد سمعت بها ولها معان عديـدة
فالكلمات لا تعبر دائماً عن ما يمارس
تحتها .. فقد درسنا في الإبتدائية أن
الرسول (ص) مات أبوه فـ (كفله) عمـه
أبوطالب .. فهذه كفالة تربية ورحمـة
أما التي أشرت إليها فهي ترمي إلــى
معنى آخر بعيد عن هذا كل البعد والله
أعلم وسوف أواصل في حواشي تجربتنــا
مع محجوبنا التي (أرهقتنا قترة).
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أنا ترزي يا أولادي .. ماعندي علاقة بشغلكم!!! (Re: حليمة محمد عبد الرحمن)
|
الأخت حليمة - تحياتي،
وهو محجوب (تلشي بش) سوا فينا كده .. التماسيح
الكبار كيف؟ .. ولكن قصة المدلشة حلوة ..
ومن المحسوبية ما نفع .. فالشلام عليكم من أستاذة
العربي خلل كبير ولكنها وهبتنا إبتسامة عميقة في صباح
كان يريد أن يبدأ مكشراً..
كم آلمني صديقي (مدرب رياضي أصيب
في حادث حركة) أعاق حركته وظل رفاق دربه
يفسحون له المجال في كل سانحة ليقوم بالتدريب
رغم أن طبيعة التدريب تتطلب كفاءة جسدية أصبحت
غير متوفرة لديه .. وكانت حركاته تظهر مثل (الشلام
عليكم بتاعت المدلشة) .. ولسوء الحظ فكثيراً ما يكون هو المرجعية
في صحة الحركة وليس بإمكانه أن يقول للمتدربين
(شلموا شلامكم مش شلامي) .. أو أعملوا الحركة
ذي ما بتعرفوها مش زي أنا ما بعمله.. فهم لا يعرفون
الحركة على صحتها .. وهو لم يعد قادراً على تمثيلهـا
بشكلها الصحيح ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أنا ترزي يا أولادي .. ماعندي علاقة بشغلكم!!! (Re: محمد سنى دفع الله)
|
الأستاذ السنى – تحياتي لك،
عجيب أمر التجارب .. والحياة .. والله لا أدرى
إن كانت تجاربنا غنية أم كانت مدقعة ..
دخلنا لمعترك الحياة في عمر المدرسة .. فأستقبلنا
محجوب مثل (طائر الشؤم) .. نصل إلى محجوب
في السادسة إلا خمسة دقائق إمعاناً في الالتزام
وإظهار الطاعة والحرص على العمل .. يــرد
على تحيتنا بتثاقل مفتعل لتثبيت التفاوت الاجتماعي
ويرمقنا بنظرة متعالية يرمز لنا من خلالها أنـه
راض عنا .. (إن شاء الله يرضى عننا اللـــه
والرسول) .. نعمل حتى التاسعة صباحاً ونهرول
لتناول طعام الإفطار وبعد فترة إكتشفنا منــزلاً
قريباً تباع فيه (المريسه) فأصبحنا نحتسى عباراً
لكل ونتوهم أنه يعيننا على العمل في الحفر في الحر
.. أصبحنا رجالاً دخلنا السوق وأصبحنا ذوي
دخول مادية ترحب بنا ست الشاي وصاحـب
المطعم .. وأكثر من كليهما ست المريســـة
التي كان وجهها يشرق عندما ترى بضاعتهــا
وقد أصبحت تستقبل زبائن دائمين من شباب الغد
(الواعد) . نخرج من بيت المريسة وقد سرت فينا
حالة القوة المتوهمة وقد أمتلأت البطون فــولاً
وجقاجق وأبتلت العروق .. نعود لمحجوب وقـد
جهزنا حالنا لشوط جديد من الحفر ونقل التراب
ونواصل..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أنا ترزي يا أولادي .. ماعندي علاقة بشغلكم!!! (Re: سمية الحسن طلحة)
|
الأخت سمية – تحياتي لك ..
كان الشباب الثمانية عشر يستيقظون في الخامسة صباحاً
يحملون مساويكهم (الأراك) .. ويصطفون إما أمام
المرحاض الواحد أو ماسورة المياه
الواحدة بملابسهم التي عركها النوم التقيل على عناقريب الحبل
في الهواء الطلق .. لم يكن أياً منا يلاحظ كم كان الحال
بائساً (زير واحد وكوز واحد) في منزل لا أذكر أن
أوقدت فيه ناراً .. فكلنا كان يتحاشى دخول الغرف
(الآيلة للسقوط) .. وكان البيت مليء بالحجارة البيضاء
والصفراء التي استخرجت عند حفر المرحاض ..
.. والحمد لله الذي جعل للإنسان مقدرة التحــــور
لتحمل الظروف الصعبة والمسغبة والتعب والعطش ..
مثل نباتات الصحارى التي تتحور أوراقها فتصبح
شوكاً قوياً قليل النتح حتى تظل حية تحت عين شمس
حر الصحارى .. نخرج من المنزل مهرولين في
الخامسة والنصف بعد غسل الوجه ومسح اليدين..
لنجلس على البنابر أمام أمرأة جميلة في متوسط العمر
تبيع الشاي والزلابية وتعاملنا برفق وعطـــف
كبيرين وتضع لنا الزلابية في صحن كبير وتضع
عليها سكر زيادة (خصوصي) .. أظنها كانت تعطف
على الكلوح الذي يعتري وجوهنا .. كأنها كانت تعرف
أننا ضحايا جور مجتمع يضطر أطفاله للقيام بالأعمال
الشاقة تحت الشمس المحرقة في وقت كان ينبغي أن
يكون للإقبال على الحياة والمدرسة .. وأشكال الفرح ..
نضع الكبابي ونذهب لنبتسم لمحجوب بوجهه الطويل
وهو يتمنطق بالعمامة والنضارات والمركوب والخوف
الذي كان بحاجة إلى أكثر من حكمتنا لرؤيته خلف
عيونه وهو يدخن على حساب الفقراء أبناء الفقراء.
ونواصل مع الأعزاء محمد السني و (ضرب الهواء
بوهية) وواثق مكي الذي قال وبعد ده كلوا تغفروا له وتسامحوه !!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أنا ترزي يا أولادي .. ماعندي علاقة بشغلكم!!! (Re: Wathig Makki)
|
[نرآه
وهو يعايننا ولسان (عينه) يبدي إعجاباً .. وضحكة يحاول
أن يلملمها ليحفظ رصانة ورهبة وجهه .. ونواصل
[/
الاخ محمد صدقنى نحن جيل استفدنا الكثير من هذة التجارب
وانت تعلم جيدا حتى عندما تشيل التقيل وانت منهك
عندماتضعه ابوك او اخوك الكبير بقول ليك كان غلبك خلو
يعنى مافى حاجه اسمها انت وصلت للمطلوب ولكن كانت تتناسب مع
نفوسنا .اولاد اليومين ديل الواحد كان ناولك مويه عاوزك تقول
ليه شكرا .نحن مستعدين نتاقلم مع كل الظروف مش كده بلاهى يارفيقى
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أنا ترزي يا أولادي .. ماعندي علاقة بشغلكم!!! (Re: Wathig Makki)
|
Quote: وبعد ده كلو يا محمد تغفروا ليه وتسامحوه !!
البلد اسع بقت كلها محجوب |
والله يا أخوي الواثق مكي .. لو أتفقت معاك في كلامك ده
بكون ظلمت محجوب شديد .. محجوب لعب علينا صح .. لكين
محجوب لا مقارنة بين تمسحته وتماسيح الأيام ديل .. محجوب
سجارة أو هدية بسيطة يتوسل إليها بالحكمة وبعض حيـــاء
لم آتي عليه بعد .. أما هسع فقد أصبح الأكلة هم القداميين
يا عوذي بالله .. والقابض على قيمة كالقابض على الجمر ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أنا ترزي يا أولادي .. ماعندي علاقة بشغلكم!!! (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
اخى الحبيب محمد كلنا (ترزية )خرجنا من رحم الناس البسطاء مثلك ،وازعم ان كل سودانى لوقت قريب قبل ( الناس ديل ) كان يشتغل فى مهنة من المهن الهامشية التى تدفع به الى (توفير حق هدوم المدرسة ومصاريف المدرسة وامكن مساعدة ناس البيت ) لكنها ما كانت الطموح بل مرحلة للانتقال لاخرى
الان كل الناس فى بلادى ( على الهامش )
بل الاسوا ان تلك الوظائف باتت رهينة ب( البنغلاديش ، الهنود ، المصريين ، السوريين ، الما ليزيين، الصينيين ) وبت تجد من ابناء السودان فى تلك المهن قلة قليلة ، وسالت عن السبب فى وجود عمالة اجنبية فوجدت الاجابة (ان العمال الاجانب اقل تكلفة )وانهم ( ما بيسالو)
تعجبت للوضع المريب المهين لكفاءات ابناء السودان من العمال ، ووجدت انهم يعيشون على حواف الاسى والموت ،يقفون فى الشمس كل يوم يضعون (عدة الشغل )امامهم فى انتظار من يرحم ، ولا ياتى
فى الخرطوم تجدهم فى (فسحة خلف موقف الحافلات القادمة من امدرمان)يتمددون نهارا محتمين ببعض الاشجار التى تفيض ياعدادهم الكبيرة
تنظر اليهم ترى حزن الدنيا فى اعينهم لكنهم ياملون ينتظرون الذى ربما لا ياتى
حتى الترزية يا محمد يا صديقى لم يعد حالهم باسعد من هؤلاء العمال وتلك قصة اخرى
| |
|
|
|
|
|
|
| |
Mohamed Abdelgaleel
اساسي
خالدة البدوي
إسحاق بله الأمين
حليمة محمد عبد الرحمن
Osman Musa
محمد سنى دفع الله
Wathig Makki
هاشم أحمد خلف الله
سلمى الشيخ سلامة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست