|
|
 الوحدة بين الحمار وسيده
|
»أحب في النهاية أن أؤكد للجماهير السودانية التي وقعت ضحية حكم الأنظمة السابقة والنظام الحالي على أهمية ايجاد طريقة شرعية لإنهاء الوحدة القاسية بين الحمار وسيده، ذلك أن الانفصال سيجلب الحرية للجنوبيين إلا إذا قام العرب بتغيير التاريخ واعطائنا الفرصة لحكم البلاد«. بهذه العبارات اختتم الكاتب الجنوبي »ايمانويل صندي« عموده المعنون »العين الثالثة« »the third eye« بصحيفة »الخرطوم مونيتر« بتاريخ 5/4/2007م ويقول صندي:»إنه لمن المؤلم جداً مواصلة العيش مع العرب وخاصة في وسط وشمال السودان فهم مصممون على رفض تغيير التاريخ القذر للسودان« ويواصل الكاتب :»يقال بأن الوحدة هي خيار الناس لكن علينا أن نقف بقوة ضد الوحدة لأنها لا تعكس سوى علاقة الحمار بسيده«»Unity was said to be the choice of the people but we have to stand firm aganist unity because it reflects nothing but a donkey-mastr relationship« يقول الكاتب كذلك »لقد ظللنا أذلة للعرب الذين ظلوا يوجهون إلينا الاساءات الحادة وظللنا نعتذر لهم بصورة هزلية في توسلنا من أجل الحصول على حبهم لكنهم حولونا إلى خدم«We have been humble to the Arabs and they have paid us with hot insults, we have also apologised humorously as we begged for love and they have turned us into servants. وقال إنه »سيكون تصرف مخجل منا أن نوافق على التصويت للوحدة وأقسم بأنني لن ألمس صندوق الوحدة إذا جاء اليوم الذي نقرر فيه مصيرنا ولن »ألخبط« وارتكب خطأ جعل نفسي مواطناً من الدرجة الثالثة لن يكون له صوت حتى عودة المسيح الثاني... لقد استولى الوسط على كل شئ ولذلك لن يكون لنا أمل في رؤية أي تغيير«. وبعد أن شن حملة شعواء من الهجوم العنصري القاسي قال»لقد اضطروا أبناءنا وبناتنا للهروب بحثاً عن حياة أفضل ونتيجة لذلك فإنهم يتخلصون من السود في هذه البلاد حتى يسهل عليهم إبادة القلة المتبقية من الضحايا«المدهش أن الكاتب يقول ذلك بالرغم من أن معظم الجنوبيين الذين قال إنهم يتعرضون للإبادة وأنهم هربوا للبحث عن حياة أفضل لم يجدوا ملاذاً غير الشمال وأهله ممن أُتهموا بكل قبيح. وتحدث الكاتب عن خيارين قال إنه لم يعد للجنوبيين غيرهما خلال هذه الفترة الخربة، الأول منهما وحدة الهدف »من أجل تقوية موقفنا في سبيل التصدي للمؤتمر الوطني وثانيهما هو أنه في حال عجزنا عن تعديل موقفنا فإن على الجنوبيين أن ينفصلوا« بالطبع لم تنته الأسطوانة المشروخة بأن الجنوبيين يعاملون في الشمال كمواطنين من الدرجة الثانية أو الثالثة كما قال الكاتب وقال زعيمه قرنق من قبل... لم ولن تنتهي طالما ظللنا أسرى لهذه العلاقة العرجاء التي تجيز للجنوبيين أن ينفردوا بحكم الجنوب ويشاركوا بنسبة 34٪ من حكم الشمال... نعم لقد انفرد الجنوبيون بحكم الجنوب ومارسوا في حق العدد القليل من الشماليين الذين عاشوا في الجنوب أبشع أنواع القهر والتنكيل والقتل والاستيلاء على الممتلكات ولم يحظ الشماليون في الجنوب حتى بمعاملة الأجانب دعك من أن يعاملوا كمواطنين من الدرجة الثانية أو العاشرة... لكن ماذا نفعل مع أمثال هؤلاء الذين لن يملأ عيونهم حتى التراب فمهما أُوتوا من مكاسب فإنهم لن يقتنعوا بعد أن أفسدهم التدليل. الشماليون المتهمون بكل قبيح حُرموا حتى من أن يقرروا مصيرهم الذي وُضع في أيدي أبناء الجنوب الذين يحق لهم أن يقرروا الوحدة ولا يملك المستعمَرون »بفتح الميم الثانية« غير أن ينصاعوا لقرار السادة حتى ولو كانوا كارهين ورغم ذلك يقول الكاتب وكثيرون غيره بأن العلاقة بينهم وبين الشماليين تشبه علاقة الحمار بسيده!. الكاتب قال إن الجنوبيين ظلوا أذلة يتوددون للعرب بينما ظل العرب »الشماليون« يسيئون للجنوبيين فهل صدق الرجل يا ترى وهل حدث طوال التاريخ الحديث أن بادر الشماليون من أهل الخرطوم وغيرها بالعدوان على الجنوبيين أم أن الضيوف هم الذين ظلوا يتحرشون بمضيفيهم؟! إنه ذات الحقد الأعمى الذي جعل الزعيم الجنوبي »بوث ديو« يقول قديماً ومنذ ما يقرب من نصف قرن من الزمان»لو كنت شمالياً لانتحرت«.. إنه الحقد الذي عبر عنه رئيس تحرير صحيفة سيتيزن حين قال إنه يكره اللغة العربية لأنها حتى اليوم لغة المستعمِر »بكسر الميم الأخيرة« وبالرغم من ذلك يصر الرجل على البقاء في الشمال بدلاً من أن يعود إلى موطنه حيث الحرية والكرامة والانسانية!. رغم ذلك وغيره لا تزال قبيلة النعام تصر على السير في حقل الألغام.. فوا حر قلباه!
الطيب مصطفى
|
|
 
|
|
|
|
waleed500
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست