|
|
 فشل سياسات أم أزمة قيادات؟
|
إخوة وأقارب في البرلمان.. فشل سياسات أم أزمة قيادات؟
اجراه: عماد حلاوي
معظم الناس والسياسيين يعتقدون ان القيادات السياسية الحديثة.. دون مستوى المسؤولية لمواجهة المشاكل التي يعاني منها السودان.. كما يعتقدون ان هناك اناساً أفضل من القادة الحاليين.. ولو أتيحت لهم الفرصة لقيادة السودان لكان أداؤهم أفضل.. فهناك أزمة قيادة مؤسفة إن لم نقل قاتلة.. وهي نتاج لأزمة عامة يعيشها السودان.. ولو كان هناك أناس أفضل واكثر كفاءة من القادة الحاليين لظهروا واحتلوا مكانهم المناسب.. ولما كان بالمجلس الوطني إخوة أعضاء، ورغم إجماع من اسطلعتهم (الانتباهة بأن السبب هو أن المرحلة الحالية هي مرحلة (الجهوية والتي لا تفرز إلا قادة جهويين يستجيبون لنداءات ابناء جهاتهم.. وأنه لا يمكن تجنب هذه المرحلة إلا بأن تستنفد نفسها وترك الحكومة العاصفة تمر بأقل خسائر.. كما مرت المراحل والايدلوجيات السابقة.. الولاء الحزبي ويقول رئيس كتلة التجمع الوطني بالبرلمان فاروق ابو عيسى ان القيادات السياسية هي إفراز الشعب وطليعته.. وطليعة الشعوب المتخلفة لا يمكن ان تكون بمستوى طليعة الشعوب المتقدمة فالمناطق التي تعاني من الأمية الابجدية لا يمكن أن تنجب قيادات بمستوى المناطق الحضرية. ويؤكد أن أزمة القيادات السياسية في السودان هي نتاج الازمة الديمقراطية وتعاقب الحكومات الشمولية والتي تبنى فيها القيادات على اساس الولاء الحزبي الضيق.. الكفاح المستمر ويقول أستاذ القانون الدكتور شيخ الدين شدو إن الناظر للتطور التاريخي يبرز قيادات من الطبقة المتعلمة لعبت دوراً كبيراً في مؤتمر الخريجين.. أما القيادات التاريخية مثل آل المهدي وآل الميرغني وهم قيادات دينية وسياسية، فالطائفية تنظر إلى القيادة مثل التركة تنتقل (خلافة الى الابناء..). أما القيادات العقائدية يقول شيخ الدين انها ظهرت في أواخر الاربعينيات-حسب إفاداته- وكلها أتت زاحفة الى السودان من شمال الوادي.. فالتيار اليساري (الشيوعية- الناصرية-البعثية.. والتيار اليميني (الاخوان المسلمون تقوم القيادة فيها على الانتماء الصادق والكفاح المستمر، ويؤكد شيخ الدين أن أزمة القيادات في السودان نتاج لأزمة تنظيمية.. فالكثير من المتطلعين الى الزعامة في الاحزاب الراسخة ولصعوبة انتقال الزعامة الى بعض الافراد.. يقدم هؤلاء الافراد على الخروج عن زعاماتهم واحزابهم حتى يكونوا زعماء.. ويشير الى أن الانقاذ أغرت بعض هؤلاء الافراد المتطلعين إلى القيادة للانشقاق عن قياداتهم في اطار سياسة (فرق تسد مما جعل هناك شتاتاً وطوائف من الاحزاب الام وتوالت مع المؤتمر الوطني.. ويقول شيخ الدين إن الاحزاب التقليدية (الامة - الاتحادي تأتي للقيادة بمن تضمن ولاءهم لذلك أتى الصادق المهدي بأبنائه وأصهاره واتى الميرغني بأهله.. فأصبح من الصعب أن يأتي هؤلاء بأشخاص من الخارج وهذه المسألة ليست محصورة في السودان وإنما في سوريا والاردن ومصر وليبيا.. وبالنسبة للمؤتمر الوطني باعتباره الحزب الواجهة الآن يقول شدو إن الكثير من قياداته أصحاب مصالح شخصية فالقيادات ذات المباديء ذهبت مع المؤتمر الشعبي.. وبقي أصحاب المصالح وطالبي المناصب. أصحاب القدرات ويرجع الدكتور الطيب زين العابدين المحلل السياسي المشهور، أزمة القيادات في السودان الى المجتمع ويقول إنها تنشر حتى خارج السياسة خاصة في مجالات الرياضة والثقافة. ويؤكد أن أزمة القيادات داخل المؤتمر الوطني اكثر وضوحاً.. فالحزب يلاحظ المراقبين أنه يأتي بمن هم أقل قدرة في الحزب ويتجاهل أصحاب القدرات.. لرغبة الحزب في تمرير بعض الأمور التي يمكن أن يعترض عليها أصحاب القدرات. ويقول زين العابدين إن الاحزاب الطائفية والتقليدية (الأمة - الاتحادي - الشيوعي تجاوزت قياداتهم سن السبعينيات وما زالوا متشبثين.. ولا يريدون أن يتنازلوا عنها.. أو يأتون بأصحاب الكفاءة.. وإنما دائماً يأتون بأصحاب الولاء والطاعة أو ذوي القربى.. ويشير زين العابدين الى ان هناك احزاب في الخارج اذا خسرت أي جولة انتخابات تقوم بتغيير رئيسها.. التاريخ الديني ويذهب القيادي الجنوبي بيتر سولي مذهب آخر ويرى أن كل من قدمه تنظيمه السياسي او قبيلته كقائد فهو قائد في محله الطبيعي فالسودان كدولة فيها مجموعات اثنية وجهوية وقبلية يجعل القيادات تلبس أي ثوب تختار ويشير الى أن ازمة القيادة إن كانت موجودة فهي موجودة داخل الاحزاب التقليدية والتي تحول طبيعة تكوينها السياسي دون التدرج يساعدها في ذلك تكوينها غير الديمقراطي. ويقول بيتر إن الاحزاب الطائفية (الأمة - الاتحادي تقوم على التاريخ الديني السياسي وال
ي تقوم فيه القيادة على الإمامة.. والتي يتم الانتخاب فيها كل أربعة أعوام وتنتقل بالوراثة. ويؤكد بيتر سولي أن الاحزاب الجنوبية أحزاب ديمقراطية يحكمها الدستور الذي ينصب القيادات وفق التدرج.. وعاب توزيع المناصب القيادية داخل المؤتمر بالجهوية.. وقال إن تمثيل الجنوبين داخل المؤتمر الوطني ليس عادلاً ٣٪ وهو أقل كثيراً من حقهم.. وعلى العكس من ذلك تمثيل الشماليين داخل الحركة الشعبية اذ عملت الحركة على إرضاء جميع أهل السودان ولم تظلم جهة.. ويقول سولي إن وجود إخوة داخل البرلمان لا يضر بالعملية السياسية ولا يعتبر مؤشراً لوجود أزمة قيادات.. فالإخوة داخل البرلمان كل واحد منهم أتى من تنظيم سياسي مختلف واستحق هذا المنصب القيادي بناء على كسبه السياسي داخل حزبه واذا فاز كنائب في البرلمان.. يبقى فترة في الصفوف الخلفية ويتدرب على العمل البرلماني الى أن ينتقل الى الصفوف الامامية في حكومة الظل اذا كان حزبه في المعارضة، أو وكيل أو وزير اذا كان حزبه حاكماً وهكذا نجد طريقاً طويلاً امام الانسان ليتبوأ المنصب القيادي الحق. برلمان الاطفال وتقول أستاذة علم النفس التربوي الدكتورة جميلة الجميعابي إن القيادات هي نتاج لموروث اجتماعي لذلك على الدولة الاهتمام بتربية الابناء تربية صحيحة منذ الولادة.. وهذه مسؤولية الاعلاميين والمثقفين لشن حملة واسعة دون توقف لدفع الحكومات والشعوب العربية إلى تبني سياسة تربوية سليمة للأجيال.. فالغرب يبدأ بتدريب القادة وغير القادة منذ الطفولة وفق قواعد علمية فالطفل هو مشروع قيادة المستقبل ويمتلك مؤهلات ان يكون عضواً نافعاً للمجتمع فيما لو أحسنت تربيته.. ولذلك نرى انه لا بد من الاهتمام بتربية الاطفال وتدريبهم على احترام الذات واحترام الآخر والتعايش مع المختلف وتقبل التنوع الثقافي وتعدد الآراء وبرلمانات الاطفال خطوة في طريق التعود على احترام المؤسسات الدستورية.. ويبدأ التلميذ بالتدريب على القيادة من المدرسة حيث يشارك في نشاطات الاتحادات الطلابية والفرق الرياضية والموسيقية والمباريات الادبية وغيرها.. وبعد التخرج او حتى في الاجازات ينخرط في أعمال تطوعية ويقدم خدمات للمجتمع.. وفي الجامعة ينتمي إلى حزب سياسي حسب اختياره.. ويتدرج في الحزب وفق نشاطه وحماسه.. ثم يرشح الى عضوية المجالس المحلية.. وهكذا الى أن يرشحه حزبه إلى عضوية البرلمان.. وحتى يصل إلى هذه النقطة فهو يخوض انتخابات عديدة، الى أن يفوز او يفشل فينسحب بهدوء.. عقمت الأرحام ويقول استاذ الشريعة الاسلامية بجامعة الخرطوم الدكتور مصطفى الشيخ إن حركة الاخوان المسلمين باعتبارها من الحركات الاسلامية الرئيسية الكبرى في الساحة السياسية اذا قارنا فيها في مجال القيادات بين حسن البنا وسيد قطب رحمهما الله وبين قياداتها الآن يتأكد لك أن الخط البياني في هبوط.. هذه الازمة في القيادات تجعلنا نتساءل: لماذا عقمت أرحام هذه الحركات الاسلامية بعد موت مؤسسيها عن أن تقدم للامة قادة مؤهلين سواء من الصف الأول أو حتى من الصف الثاني؟ هل انشغل المؤسسون بتربية الامة عن تربية القادة؟! إن أمثال حسن البنا وعبد الحميد بن باديس ومحمد عبد الوهاب وابي الأعلى المودودي وغيرهم من القادة الافذاذ لا تنجب الامة مثلهم دائماً فلماذا لم يعتنوا بتربية جيل من القادة يتسلمون الراية من بعدهم؟؟ أنظر الى القادة من الرعيل الأول الذين رباهم النبي »ص« ماذا فعلوا من بعده؟ وكيف أكملوا مسيرته حتى وصل نور رسالته إلى مشارق الارض ومغاربها. إن إهمال هذا الجانب وهو اعداد القادة يؤدي دائماً إلى ضعف الحركة وانحطاطها.. لانه يقفز الى القيادة حينئد من ليس أهلاً لها.. وعندما تكون القيادة لغير العلماء فلا أمل يرتجى ولا خير ينتظر.. ويكون الحال عندئذ تطبيقاً مبكراً لقوله صلى الله عليه وسلم: (.. حتى اذا لم يبقَ عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فأفتوا بغير علم فضلوا واضلوا.
|
|
 
|
|
|
|
waleed500
Kostawi
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست