|
|
 Re: خيــــــال قرنـــق....يلاحق عرمان والحلو ونيال إلى أمريكا!! (Re: Kostawi)
|
خيــــــال قرنـــق
يلاحق عرمان والحلو ونيال إلى أمريكا!!
تقرير: أحمد يونس
--------------------------------------------------------------------------------
في رومبيك قبيل توقيع إتفاقية السلام بقليل، واجه قادة الجيش الشعبي وعلى رأسهم رئيس الحركة الحالي سلفاكير ميارديت، الراحل جون قرنق ووجهوا نقداً عنيفاً لطريقة إدارته للحركة الشعبية، واتهموه بالسعي لإبعاد نائبه سلفا وتكليف نيال دينق بديلاً، وإحكام سيطرته بعد توقيع إتفاقية السلام. قادة الجيش الشعبي وقفوا إلى جانب سلفا ضد رئيس الحركة، قلة فقط أمسكت العصا من الوسط، وآثرت موالاة الرئيس، الإجتماع اعتبر ما رددته أجهزة الثريا عن عزم الرئيس تنحية نائبه إشاعة تستهدف وحدة الحركة الشعبية، وأقر إجراءات تنظيمية تستهدف خلق (مؤسسة) في الجيش الشعبي.
بعد توقيع الإتفاقية أحال قرنق ثلة من الكوماندرات إلى (الإستيداع) وعلى رأسهم سلفا، أثار القرار غضباً عارماً خاصة عند سلفا كير، ما دفع جون قرنق للذهاب إلى رومبيك مرة أخرى لتطمينه، ومنها إلى نيو سايت حيث غادر في الرحلة المأساوية التي لم يعد منها أبداً. حين تولى سلفا قيادة الحركة والجيش الشعبي لم يعمل بقرار سلفه، وتناساه كل الذين شملهم واكتفوا باستعادة نجومهم في الجيش الشعبي دون كثير جدال!
× قرار منسي
مرت ثلاث سنوات على إجتماع رومبيك الشهير، وتناساه الناس أو ربما نسوه بحكم المتغيرات الدراماتيكية التي صاحبت رحيل قرنق المأساوي. تناسى الناس الإجتماع العاصف، لكن تداعياته ما زالت تؤثر بشكل أو آخر على وضع الحركة الشعبية القيادي!
يبدو أن مصطلح أبناء قرنق وأبناء سلفا يعود لهذا الإجتماع،
فالمقربون من قرنق من الذين صعدوا لقيادة الحركة بعد أحداث 1991م، تبنوا مواقف وسيطة في الملاسنات الحادة داخل إجتماع رومبيك الذي لم يشهده القائد ياسر عرمان أو الدكتور منصور خالد، أما الذين تبنوا بوضوح مواقف سلفا وساندوا شكوكه حول رغبة قرنق في التخلص منه فقد صاروا يقودون الحركة وحكومة الجنوب الآن ـ من يطلق عليهم أولاد سلفا أو أقري جادين حسب ما يقوله الدكتور منصور خالد ـ
في رومبيك أرجع عبد العزيز الحلو المشكلة إلى شح الموارد وليس إلى البنيات التي انشئت خلال المؤتمر القومي الأول ولم يحمل قرنق مسؤولية الإخفاقات القيادية التي كان يتحدث عنها الكوماندرات الثائرون، وكان مصيره بعد رحيل قرنق أن يتولى قيادة قطاع الشمال في الحركة الشعبية، ويبدو أن مضايقات ما دفعته للسفر لأمريكا بحجة العلاج وبقى هناك ولم يعد حتى الآن، وحين سأل سلفا كير في حوار صحفي عنه قال: (عبد العزيز الحلو استأذن للعلاج في
الولايات المتحدة، ولم يعد، وعندما ذهبت إلى أمريكا اجتمعت به ثلاث مرات، وقطعنا له تذكرة ليعود الى السودان، لكنه طلب أسبوعاً إضافياً ولم يحضر الى السودان حتى الآن)، كأنه يشير إلى مشكلة مع عبد العزيز الحلو تستحق هذه الإجتماعات الثلاثة، المراقبون يقولون إن وضع الحلو الخاص في الحركة الشعبية جعل سلفا يسعى لإرجاعه!
× لم يمنحنا الفرصة
وحين جاءت سيرة نيال دينق نيال فإن سلفا قال (عينته في حكومة الوحدة الوطنية فرفض وطلب العمل في حكومة الجنوب، اختار وزارة التعاون الاقليمي وأعطيناها له، لكنه قبل ان يؤسس وزارته قدم استقالته، أرسلناه في مهمة لتوقيع مذكرة تعاون مع كينيا، وقبل إنتهاء المهمة كتب استقالته، وذهب الى بريطانيا ولم يمنحنا فرصة لإقناعه، أو حتى مناقشته، لقد صادقت على استقالته في وقت قريب، هو لم يوضح لنا أسباب الإستقالة، ولا نعرف إن كان غاضباً من شيء محدد)!
وحسبما تسرب من إجتماعات رومبيك فإن نيال دينق كان مرشحاً ليحل محل سلفا حسب الإنقلاب الذي روت الإشاعة أن قرنق كان يدبره، وتحدث عنه سلفا في الإجتماع بوضوح ودون مواربة، ومن اللهجة التي تحدث بها سلفا للصحيفة يبدو أن هناك ما دفع نيال لمغادرة الوزارة وتقديم استقالته، كان الرجل مقرباً من الراحل قرنق الذي سحب ملف التفاوض من سلفا وسلمه له بسبب تحفظات على بعض بنود بروتوكول مشاكوس الذي وقعه مع غازي صلاح الدين.
× لا عزاء للتلاميذ
نيال دينق اختار في إجتماع رومبيك موقفاً وسيطاً من قيادة جون قرنق للحركة بين ضباط الجيش الشعبي ونائب قائدها سلفا كير ميارديت، إذ قال (علينا الحكم على الناس بما قدموه الى الحركة، وأن نحل قضايانا باخلاص، أنا مستعد تماماً للإقتراح الداعي بحل مجلس القيادة، وكلنا نرى السيناريو الذي يمكننا طرحه لحيازة البنيات والمؤسسات)، وواضحة هي النبرة المؤيدة للراحل قرنق فيما قال.
على الرغم من أن ياسر عرمان كان واحداً من المؤثرين في الحركة والجيش الشعبي طوال عقدين من الزمان فإنه غُيّب أو غاب عن إجتماع رومبيك، ومعه الدكتور منصور خالد، غابا عن الإجتماع رغم أهميته، هل كان إجتماعاً جنوبياً؟! سؤال لم يجب عليه ياسر عرمان، ولم تقدم له مبررات سوى همس الخرطوم القوى الذي كان يقول
إن عرمان لم توجه له الدعوة للإجتماع لأنه كان (تلميذاً نجيباً) للراحل قرنق، ولأن الشأن يخص الأستاذ فلا داع لإصطحاب التلاميذ!
بعدها، فإن عرمان النائب البرلماني ورئيس كتلة نواب الحركة الشعبية، رئيس لجنة الإعلام بالمجلس الوطني الإنتقالي، سميّ مسؤولاً مكلفاً على قطاع الشمال في الحركة الشعبية بعد الحلو، وبذل الرجل في القطاع جهداً كبيراً أزعج بعض الشماليين وآخرين من الجنوب.
اعتاد عرمان على رفع (قميص) إكمال دراسته والزهد في المناصب بين حين وآخر، إلى أن راج في الخرطوم أنه غادر دون رجعة، لكنه عاد مرة أخرى وشن حملة عنيفة على من قالوا إنه غادر غاضباً، قبل مرور أيام قليلة فوجئ الناس بياسر في أمريكا من أجل الدراسة، وبمالك عقار مسؤولاً عن قطاع الشمال، وهكذا لحق عرمان بسلفه الحلو إلى أرض الأحلام الجديدة أمريكا، وقيل للناس إنه في إجازة دراسية، يؤدي إلى جانبها مهاماً تتعلق بالحركة في أمريكا!
× عند اللزوم
وفي أمريكا بدأ عرمان دراسته بجولة في ولايات أمريكا يرافقه فيها القائد عبد العزيز الحلو و إزيكل جاتكوث رئيس مكتب تنسيق شئون حكومة الجنوب بالولايات المتحدة، ويتوقع أن يكون الرجال الثلاثة قد افترعوا جولتهم بندوة تقام اليوم بمدينة ناشفل بولاية تنيسى الأمريكية.
عرمان في أمريكا الآن للدراسة وهو محتفظ بعضويته في المكتب السياسي ومثله عبد العزيز الحلو، فهل يعود الحلو بعد أن تعافى
من المرض المزمن الذي أبقاه طويلاً في أمريكا؟ وهل سيقضى عرمان هناك سنوات البكلاريوس الأربع في إحدى الجامعات الأمريكية، أم أنه سيكتفى بكورسات مهنية يعود بعدها ليشهر سلاح إكمال الدراسة من جديد متى ما دعا الداعي؟
بمبررات الدراسة والعلاج والغضب غير معروف السبب، غادرت قيادات مركزية في الحركة الشعبية إلى أمريكا، وهي تقود عملاً باسم الحركة في أمريكا ما يؤكد أن مقاعدها محفوظة حتى الآن، لكن يبدو أن حبل رومبيك القديم ما زال متيناً ويمتد كأنشوطة تخنق كل من يقترب منها، لذلك اختارت هذه القيادات (البعد وتركت البلاد أم سعد)، فهل سيلحق حبل رومبيك المتين آخر من كانوا حول قرنق، والخيارات أمامهم إمّا أن يقلبوا الطاولة على الجميع، أو يبحثوا عن مقاعد للدراسات العليا هناك في أمريكا!
| |
 
|
|
|
|
Kostawi
Deng
عبدالغني بريش فيوف
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست