محمد ابراهيم نقد... حكاوي المخابيء وأحاديث العلن..

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 06:04 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-09-2007, 12:07 PM

ateif abdoon
<aateif abdoon
تاريخ التسجيل: 09-20-2006
مجموع المشاركات: 810

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
محمد ابراهيم نقد... حكاوي المخابيء وأحاديث العلن..

    مواصلة للحلقتين التي نقلناها عن الراي العام نواصل هنا نشر الحلقه الثالثه من الحوار المميز الذي اجراه ضباء الدين بلال مع نقد
    ....................................
    ....................................


    مداد الذكريات (سلسلة وثائقية)



    مع محمد ابراهيم نقد... حكاوي المخابيء وأحاديث العلن.. (3)

    المرحوم قاسم أمين أخطأ..واعترف بذلك

    لا توجد منطقة وسطى تجمعنا مع هؤلاء (.....)

    حوار/ضياء الدين بلال


    الوقت يمضي والسؤال ينتج مجموعة من الاسئلة، سيجارة البينسون تشتعل بين اصابع الاستاذ محمد ابراهيم نقد سكرتير الحزب الشيوعي السوداني، والاكتفاء بنصف ملعقة من السكر على الشاي، عندما تتقدم الاسئلة اكثر مما يجب، وتصبح الاجابة ملزمة والهروب معيباً، وصوت جرس الهاتف الثابت في مرات كثيرة يقطع الحوار الذي استمر لايام متباعدة ومتصلة على امتداد أشهر، فللرجل طريقته الخاصة في السرد والحكي، وجرابه مليء بالاحداث والقصص والاسرار.. مواضيع كثيرة لم يتحدث عنها من قبل، رأينا الدخول عليه من مختلف الابواب بحثاً عن مادة توثيقية تجتمع عليها الفائدة بالمتعة، لم يخيب الرجل المسعى، جاد بما ضن به من قبل، ''الضحك'' عند الاستاذ نقد محطات انتقال من موقف لآخر وباقة اعتذار عند ارتفاع درجة حرارة الكلام. و''السخرية'' تأتي لتعميق الفكرة بابراز المفارقة، رحلة الحوار مع الاستاذ محمد ابراهيم نقد تبدأ من مدينة القطينة متنقلة من العام الى الخاص، تجارب مضت وذكريات ساخنة وشخصيات ومواقف جديرة بالتوقف..!



    --------------------------------------------------------------------------------

    ×هل وجدتم معاناة في التغلغل في الريف السوداني؟

    = على العكس من ذلك نحن ذهبنا للمزارعين والعمال بمطالبهم (بقولو ليك ديل شيوعيين وملحدين لكن بطالبوا بحقوقنا) ..كانت لنا قيادات بارزة في اوساط المزارعين مثل شيخ الأمين وبرقاوي ويوسف احمد المصطفى، والآن في قرى الجزيرة لا تزال لنا كوادر مهمة من المزارعين وابنائهم....

    ضحك

    = ثم واصل:''الخير باسط''.

    ×لكنكم لم تنجحوا في خلق تحالف قوي بين العمال والمزارعين؟

    = هذا غير صحيح.. الا اذا كنت تقصد ان يكون ذلك التحالف بالطريقة التى تمت في روسيا، نعم ذلك لم يحدث و لكن خذ مثلاً في عطبرة عندما تتعطل طلمبات المياه عمال السكة الحديد هم الذين يقومون باصلاحها، ونقابات عمال الري والمحالج والسكة الحديد في الجزيرة اسهموا في تكوين اتحاد المزارعين.

    × لكن الحزب فى مرات كثيرة كان يبدو اقرب للطبقة الوسطى من قربه للعمال والمزارعين ؟

    = هذا صحيح ومرد ذلك لأن مستوى الوعي والتعليم أعلى في صفوف الطبقة الوسطى.

    × هل كان ذلك مبرراً لأن تصبح قيادة الحزب من البرجوازية الصغيرة؟

    = القيادة ضمت برجوازية صغيرة ولكن كانت بها قيادات عمالية بارزة ذكرتها لك من قبل.

    × ذكرت قاسم أمين.. بمناسبة قاسم أمين قيل انه تعرض لعمليات اغتيال معنوي؟

    صمت فترة

    = ثم قال:قاسم كان رئيس الحزب وعضو لجنة مركزية وعضو مكتب سياسي وهو قيادي مميز وله قدرات و لكنه اخطأ في ايام الاختفاء، وكان الرأى الغالب بدلاً ان يخرج للعلن ان يذهب الى خارج البلاد وهذا ما حدث.. وفي الخارج حصل على كورسات وتأهيل مفيد بالنسبة له،وقبل «19» يوليو حضر وشارك فى التحضير للمؤتمر العام للحزب وتولى لجنة الكادر، قاسم كان له نشاط مهم في الحركة العمالية العالمية فقد كان سكرتيراً لاتحاد النسيج العالمي.

    ×كان ذلك ابعاداً له بسبب صراعات التنافس بينه وعبد الخالق؟

    = هذا غير صحيح.. فقبل «19» يوليو حضرقاسم للسودان وشارك فى التحضير للمؤتمر العام وتولى لجنة الكادر (مازحلقو لأن قاسم ما الزول البزحلقو هو اخطأ واعترف بخطئه، كان ذلك قبل اكتوبر بفترة وجيزة وتم قرار سفره للخارج بموافقته و التى بدونها ما كان سيحدث ذلك، فقد خرج عبرافريقيا الوسطى وبعد اكتوبر عاد مرة اخرى وقضى اياماً بالسودان.)

    × استاذ نقد هذه حقيقة ثابتة ..الحزب الشيوعي شرس تجاه مخالفيه

    من المنشقين أو المعتزلين يميل لاغتيال شخصياتهم وحرقهم معنوياً؟

    = في مجموعات وافراد خرجوا من الحزب وصمتوا( وديل ما عندنا معاهم شئ لكن في ناس حاولوا يقسموا ويشقوا الحزب وديل ما عندنا أي رحمة ليهم ديل نحن ما بنتعامل معاهم بتهاون.. كل الصعاب والاعتقالات والتعذيب يمكن تحملها الا الانقسام دا زي ما تقطع شريان وتخلي فاتح).

    ×هذه هى الطريقة التي تعاملتم بها مع عوض عبد الرازق ومجموعته؟

    = نعم.. في عام 1952 عوض عبد الرازق كان يرى ان يصبح الحزب يسار الحركة الوطنية أو ان يصبح حركة تقدمية مفتوحة، ونحن رأينا ان هنالك طبقة عاملة في السودان- صغيرة ومحدودة ما مهم- المهم ان لها مطالب تناضل من اجلها، فمن حقها ان يكون لها حزب، الحزب الشيوعي وقتها كان في مرحلة التكوين والنشأة لم يكن يحتمل مثل تلك النزاعات( ما في منطقة تصالح وسطى هم خرجوا وكونوا

    الجمعية الوطنية واتخذوا من نادي الخريجين فى امدرمان مقراً لهم باعتبارهم يسار الاحزاب السياسية).

    ×هنالك من يرى ان آراء عوض عبد الرازق كانت اجدى وأنفع للحزب من حيث الانتشار والانشراح الحركي والحيوية وان مراجعات الحزب الاخيرة قد تقود الى مواقف عوض التي رفضت من قبل؟

    = تجربته لم تنجح والدليل على ذلك ان الحزب الذى كونه غير موجود الآن، وكل الاحزاب فى المنطقة العربية والافريقية التى سارت في هذا الاتجاه لم تجد النجاح في طريقها، خاصةً التى رأت انها يسار القوى الوطنية او أنها تمثل الحركة الاشتراكية التقدمية الواسعة (عوض ما خرج لانو في ناس عاكسو أو ضايقو هو خرج ومعه طلبة وشوية عمال ولكن مع الزمن لم يستمروا ونحنا واصلنا واستمتنا ما بي الهين).

    ×نرجع مرة آخرى لحيثيات فصلك من الجامعة؟

    = في تلك الفترة من عام «53» وابان رفض الحزب لاتفاقية الحكم الذاتي ونحن بالجامعة دعونا لجمعية عمومية، فاللجنة التنفيذية للاتحاد كان بها تسعة من الشيوعيين وواحد اسلامي و....

    مقاطعاً

    × قلت:من هو؟

    = قال: هو محمد محمد أحمد علي استشهد في الجنوب..المهم في تلك الفترة كان لابد من عقد جمعية عمومية وكان رئيس الاتحاد هو جعفر الحسن وهو فى السنة النهائية بكلية الزراعة وكان نائبه محمد عبد الرحمن شيبون وهو الذي قدم خطاب الاتحاد، عملنا مظاهرات

    بعدها واعتقلنا وحكمنا بالجلد على طلاب الثانوي وثلاثة ايام وأكثر لطلاب الجامعة (انا حوكمت بشهر لان لي سابقة،تصور ونحن في السجن جاءت خطابات الفصل).

    ×كيف كان وقعها عليك؟

    = كنت اتوقع ذلك (انا اصلاً ما كنت عاوز استمر في الجامعة كنت ارغب في الذهاب لمصر كان وجودي بالجامعة مؤقتاً فقط).

    × وكيف كان وقع الفصل من الجامعة على الاسرة؟

    = كان وقعه صعباً جداً فقد كنت مفصولاً ومسجوناً معاً(عندما التقيت بالمرحوم الاستاذ براهيم أحمد قلت ليهو: ما كان ممكن تنتظروا لمن اخرج من السجن؟).

    × كان وقتها الكادر السياسي نجماً في الجامعة..أليس كذلك؟

    = طبعاً.. داخل الجامعة وفي المجتمع.

    ×في حنتوب كان النجم هو الطالب الرياضي؟

    = وصول نميري للحكم هو الذي رسخ ذلك الانطباع..الشاهد في الأمر أنني بعد خروجي من السجن وانا مفصول جاءني المرحوم فاروق مصطفى مكاوي وقال لي ان رابطة الطلبة الشيوعيين رأت ان تفرغك للعمل السياسي،قلت له: سأفكر في الامر، لكنني سأذهب للقطينة لان عمي مريض،و بعد وصولي بساعتين توفي عمي وفي ايام العزاء كثرت اسئلة الاسرة عن ماذا سأفعل؟ وكانوا ضد سفري لمصر ،كنت اجيب عليهم باجابات تسويفية.

    ........

    وعندما جئت للخرطوم قال لي عبد الخالق: هنالك فرصة للدراسة في الخارج، قلت له: أفضل الذهاب الى مصر. قال لي: الدراسة هنالك عالية التكلفة وهنالك مطاردات واعتقالات وغير ذلك، لكن في الدول الاشتراكية ستجد دراسة مستقرة.و أنا في السجن كنت قد التقيت بتاجر نصحني بالسفر للخارج وعندما علم انني لا املك جوازاً وعدني باستخراجه بطريقة يعرفها هو، وفعلاً جاءني بالجواز واخذ مني خمسة جنيهات ، اثنان ثمن الاستخراج (وثلاثة لزوم الحلاوة).

    ضحك

    ×هل كان الجواز مزوراً؟

    =لا ابداً..ولكن كان بطريقة غير رسمية.

    المهم ومن هنالك بدأت الاستعداد للسفر ،صادف ذلك انعقاد مهرجان اتحاد الشباب و الطلاب العالمي ببوخارست ( قالوا لي امشي للتجاني الطيب خليهو يديك عنوان زول في مصر وامشى لابراهيم زكريا خليهو يديك قروش السفر..و في شاب تاني معاي

    قالوا لي ما تقيف معاهو فى القطر لانو ما معروف).

    × كنت تتوقع منعك من السفر؟

    = نعم.. دخلت لمحطة القطر بطريقة (خفية) حتى لا يراني احد المعارف فقد كنت اعرف مداخل المحطة ومخارجها جيداً.. عمي محمد علي نقد كان يعمل بالجمارك.

    × اذاً من هنالك أصبح نقد يخطو أولى خطواته في عالم الخفاء؟

    ضحك ولم يعلق

    = واصل حديثه: كان المطلوب من الشخص الذي سأصل اليه في مصر اعطائي عنواناً لشخص فى ايطاليا وهو بدوره يعطيني عنواناً لشخص فى النمسا (الحكاية كانت ملولوة جداً)..

    .......

    = كانت المشكلة انني كنت معروفاً في حلفا، عمي كان بالجمارك واسمي واضح وأغلب ضباط الجمارك يعرفونني، قدمت الشاب الذي كان معي، كنت أعرف خفايا صالة الجمارك من القطار الى الباخرة، واخترت ان ادخل فى زحمة مجموعة من الاغاريق والصعايدة والسودانيين.. تقدمت كأنني تابع لهم وملت نحو اليمين قليلاً حتى اصبح بعيداً عن الاعين ولم أكن احمل معي غير حقيبة صغيرة، نجحت فى ذلك بعد ان تم ختم جوازي وذهبت للباخرة الدرجة الثاني(حاجة غريبة.. انا عندي ازمة كنت شايل البخاخ إلى أن فقدته في اسوان و منذ ذلك لم اصب بها يبدو لتغيير الجو)....

    = (التقيت وقتها بمحمد علي محسي وواحد اسمو مجذوب من ناس الدامر.. كانوا مطاردين مطاردة شديدة من البوليس المصري ،والزول الذى من المفترض ان اقابلو كان مختفياً وكان لابد ان اقابل الجنيد علي عمر، لانو كان راجع السودان، التقيت به وبعد فترة التقيت بالرجل المختفي وسهل لنا امر السفر الى ميلانو).

    = واجهتنا بعض الصعاب وتغلبنا عليها، وصلنا ينا التي كان قد انعقد فيها مؤتمر للشباب والطلاب للتحضير للمهرجان.. كانت هنالك عدة اشهر حتى تبدأ الدراسة، عدد من الاخوة المصريين اقترحوا علىّ ان اقضي هذه الفترة معهم بباريس، بباريس كانت توجد اعداد مقدرة من اليهود المصريين الذين طردهم عبد الناصر وعدد من الشيوعيين واليساريين المصريين منهم يوسف ادريس وعبد الرحمن الشرقاوي وعبد الرحمن الخميس ونبيل سلامة موسى، كانت المناقشات تدور لساعات متواصلة عن الاوضاع فى السودان ومصر والجزائر.. كان هنالك عدد من اسلاميي المغرب العربي (هل تصدق كنا نقوم بتعليمهم اللغة العربية وقراءة القرآن، كان الجهد الاكبر يقوم به عبدالرحمن الشرقاوي ..كانت بيننا مناقشات مفيدة بالنسبة لي.. وفى باريس نزلت فى ضاحية فرساي، وكنت اقضي بعضاً من الوقت في التجول داخل قصر فرساي.

    ×صلتك بالحزب بالسودان؟

    = كانت عبر خطابات ترسل الى لندن ومنها للسودان.. في فترة ذهبت للندن لمدة عشرة ايام التقيت بعدد من السودانيين المبعوثين من قبل الحكومة السودانية(كانوا آخر راحة)..

    .........

    =فى ذلك الوقت بدأ التحضير للمهرجان الثالث لاتحاد الشباب العالمي ببخارست ذهبنا بالقطار وكانت هى المرة الاولى التي ندخل فيها خلف الستار الحديدي كان ذلك في يونيو 1953م.

    = في المجر كان هنالك اجتماع لمجلس السلم العالمي ببودابست وهي من اجمل مدن العالم الوفود كانت كبيرة ،هنالك بدأنا نتسقط اخبار الاتحاد السوفيتي في الفترة بعد رحيل ستالين كانت الجرائد تصل الينا وهى تحمل اخباراً عن المحاكمات، اهم خبر كان هو عزل بيريا رئيس البوليس السري واعدامه ، وبعده تدفقت المعلومات عن فترة ستالين واستمرت حتى تفجرت في المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفيتي فى ما قدمه خورتشوف في ما عرف بالتقرير السري عن فترة ستالين.

    × هل اصابكم احباط مس قناعاتكم؟

    = كانت الاخبارمثيرة للدهشة،ولكن كل يوم كنا نستقي معلومات جديدة.

    × ألم تشعروا أن النظرية في تطبيقها تنتج كثيراً من العنف؟

    = في تلك الفترة كان هنالك احساس بالازمة،قمعت المظاهرات في برلين والمظاهرات في بوزنان في بولندا وغيرها، كانت هنالك حالة من القلق والتململ والضجر في الدول الاشتراكية. كنا نصاب بالدهشة لاننا لم نكن نتلقى من قبل هذه الشحنة من المعلومات

    عن سلبيات التجربة الاشتراكية.. ولكن اتضح لنا ان الجماهير في كل الدول الاشتراكية كانت تتوقع اصلاحات أعمق وأشمل بعد وفاة ستالين واعدام بيريا.

    ×كيف كنتم تنظرون للمجتمع الاشتراكي هنالك؟

    = بيننا والمجتمع كان هنالك حاجز اللغة، الذين يتحدثون الانجليزية عددهم قليل، بانتهاء المؤتمر وسفر الوفود كانت الايام تمضي بملل،نحن فى نوفمبر و الدراسة في الصيف .

    ×من كان معك من السودان؟

    = (ولا واحد. وان كان طلبت امشي مكان لا فيهو طلبة افارقة ولا عرب).

    ×لماذا؟

    = ما بخلوك تقرأ.

    وضحك.

    نواصل
                  

04-10-2007, 12:12 PM

ateif abdoon
<aateif abdoon
تاريخ التسجيل: 09-20-2006
مجموع المشاركات: 810

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ابراهيم نقد... حكاوي المخابيء وأحاديث العلن.. (Re: ateif abdoon)

    مداد الذكريات (سلسلة وثائقية)

    مع محمد ابراهيم نقد... حكاوي المخابئ وأحاديث العلن (4)



    إنقلاب شنان تم بعلم ''الحزب'' وكان به ضباط شيوعيون


    تمضى حلقات الحوار التوثيقي مع الاستاذ محمد ابراهيم نقد سكرتير الحزب الشيوعي السوداني وتأتي هذه الحلقة مصحوبة بصور نادرة تنشر لأول مرة، صورة كان فيها الاستاذ نقد طالباً عشرينياً بكلية الآداب جامعة الخرطوم في العام 1952 ،، تتناول هذه الحلقة تفاصيل فترة مهمة في تاريخ الحزب الشيوعي السوداني وتجربة الاستاذ نقد، وهي فترة حكم الفريق ابراهيم عبود،في هذه الحلقة يتكرم نقد بمعلومات وتفاصيل جديدة ستمثل اضافة مفيدة لسجلات تاريخنا المعاصر وجزءاًمهماً يوفر جانباً من مكعبات الحقائق الضائعـة!


    حوار/ضياء الدين بلال


    كيف كان نشاطك الاجتماعي ''كشاب'' في الجامعة ببلغاريا؟

    = الجامعة كانت تأخذ الكثير من الوقت، في كلية الفلسفة المحاضرات كانت قليلة، ولكن ما يترتب عليها كان كثير من الجهد في المذاكرة والاطلاع.. ما عدا ذلك كنت أشارك في كل أنواع النشاط المسائي للشباب.....

    (قالها ضاحكاً)

    * نتحدث عن عودتك للسودان بعد انتهاء الدراسة الجامعية ببلغاريا؟

    = انتهيت من آخر امتحان في يونيو.1958 ذهبت بعدها الى براغ.. كان ابراهيم زكريا هنالك امضيت معه فترة من الزمن.. كانت هنالك اشياء كثيرة في حاجة لترجمة ومراجعة ومتابعة.. ابراهيم زكريا كان هو ممثل النقابات في اتحاد النقابات العالمي، وهو من المؤسسين للحزب واحد قياداته، ومن هنالك عدت الى السودان.. كان ذلك فى شهر سبتمبر 1958وفي نوفمبر وقع انقلاب عبود.

    * ما هي المتغيرات التي لاحظتها بعد عودتك؟

    = سبق وان عدت الى السودان في 1956 فقدت طالبت بالعودة لغيابي عن السودان لثلاث سنوات وكنت فيها مقطوعاً عن اخبار السودان وعن مجرى الحياة السياسية والاجتماعية.. كان من الضروري بعد عودتي النهائية أن اجلس مع أكبر عدد من الاصدقاء والمعارف من كل الاتجاهات للتعرف على الاوضاع أكثر، وقبل ان اتمكن من ذلك جاء انقلاب عبود وقلب كل شئ رأساً على عقب.

    * ماهي وضعيتك في الحزب في ذلك الوقت؟

    = كنت في الجبهة الثقافية ومتعاوناً مع صحيفة الميدان التي كانت

    علنية وقتها.. وكان تركيزي اكثر على الجبهة الثقافية وعلى العلاقات الخارجية.

    * في ذلك الوقت كنتم تتلقون دعماً ''سخياً'' من المعسكر الاشتراكي.. أليس كذلك؟

    = المعسكر الاشتراكي ساعدنا في البعثات الاكاديمية التى كنا نختار لها شيوعيين وغير شيوعيين، وكل الدول الاشتراكية كانت تقدم منحاً لحكومة السودان وللحزب الشيوعي، كما اننا استفدنا من الدعوات لحضورالمؤتمرات والمهرجانات، استفدنا من تدريب الكوادر وتأهيلهم وتوسيع مداركهم بالاحتكاك مع شباب من جنسيات مختلفة، نعم.. كنا نشرك في المنح طلاباً غير شيوعيين.. هذه حقيقة.

    * قد يكون ذلك لاستقطابهم؟

    = الامر كان في مرات كثيرة يتعلق بأسر قدمت لنا كثيراً من الدعم، كما كان هنالك طلاب شيوعيون يرشحون بعض زملائهم لتلك البعثات، وكنا نقدم الفرص لبعض الطلاب الذين تم فصلهم من الجامعات لاسباب سياسية.

    * كيف نصدق انكم لم تكونوا تتلقون دعماً مباشراً من المعسكر الاشتراكي؟

    = (دعم بالمعنى دا ما كان موجود، الناس كانوا بقولو الكبريت ابو مفتاح الموجود في الاسواق مرسل من تشيكوسلفاكيا لدعم الحزب الشيوعى، كانت تلك اشاعات فولكلورية.. دعم مالي في ذلك الوقت

    لم يكن يقدم لنا ،نحنا ما كنا محتاجين ليهو، رغم انو حزبنا حزب فقير لكن صلتو بالناس وفرت له ما يعينه على تأدية مهامه).

    * نعود لانقلاب عبود؟

    = نعم.. في ذلك الوقت قدمت لاول محاكمة عسكرية، سأحكي لك قصتها: الشفيع كان في مصر ويعتزم السفر للعراق للتوسط بين مجموعة عبد الكريم قاسم والحزب الشيوعي العراقي فالخلاف بينهم كان على اشده.. وذهب ليقول لهم ان الصراع سيكون في مصلحة الاستعمار والقوى القديمة ولكن وهو في مصر حدث الانقلاب في السودان فاضطر للعودة للخرطوم، بعد علمي بعودته ذهبت له في اتحاد النقابات للسلام والتحية، وهو ذهب لهنالك لجمع اوراقه بعد ان قام نظام عبود بحل الاتحاد.. وعندما كنا نتبادل اطراف الحديث جاء رجال البوليس و قالوا لنا: انتم في اجتماع غير مشروع.. قدمنا للمحاكمة انا تمت تبرئتي والشفيع حوكم بخمس سنوات وقاسم امين ومحمد احمد عمر وشاكر مرسال بأقل من خمس سنوات.. في 1959بعد فترة وجيزة من كل ذلك جاء انقلاب شنان الاول والثاني.

    * ما علاقة الحزب الشيوعي بهذين الانقلابين؟

    = (كنا بنؤيد ناس شنان.. ومن أول يوم كنا ضد حكم عبود).

    × تأييد فقط ام مشاركة؟

    = كان رأينا في انقلاب عبود انه من تدبير عبد الله خليل و لمصلحة الامريكان، في بداية تحرك انقلاب شنان في مارس 1959 كان معهم ضباط شيوعيون هذه حقيقة.

    * بعلم الحزب؟

    = نعم.

    (نحنا كل زول بعمل انقلاب ضد ناس عبود كنا سنقيف معه).

    * قيل ان الحزب الشيوعي أول حزب ابتدر النشاط السياسي داخل الجيش؟

    = (دا خليهو هسع .. حنجيهو براه عشان نتكلم بوثائق).. لكن بعد المحاولة الانقلابية لمجموعة شنان الاوضاع هدأت نسبياً وبدا هنالك انفراج نسبي.. كانت هنالك محاولة لتطوير فكرة الانقلاب الاول ولكن المحاولة الثانية فشلت كذلك، عندها اضطررنا للاختفاء.

    * كان ذلك أول عهدك بالاختفاء؟

    ضحك وصمت قليلاً

    = ثم قال (كانت حكاية كوميدية انا طبعاً وقتها ما كنت معروف نسبة لوجودي لفترة طويلة خارج البلاد لكن برضو البعرفوني ما كانوا شوية.. الاختفاء كان بسيطاً وبدائياً.. نمشي نؤجر البيت بأنفسنا، البيوت كانت سهلة وكان في زول بجيب ليك الاكل وواحد بجيب ليك الجرائد، كان الاختفاء بقرار من الحزب، عادة المتفرغين في تلك الظروف من الافضل لهم الاختفاء فميزة المتفرغ انه يستطيع العمل تحت الارض وفوقها، اختفينا في 1959 الحياة كانت سهلة وجبهة العداء لنظام عبود كانت واسعة وجبهة التعاون لاسقاطه كانت واسعة ايضاً.. انا ما كنت بعرف الطبيخ لأنو ما عشت عزابي، كنت إما عائش مع اسرة او في الداخلية، وفى الاختفاء

    تعلمت من ناس عطبرة من سمير جرجس ومن محمد احمد سليمان، تعلمت منهما ''دبارة'' المعيشة والسكن).

    * كيف كانت الاجهزة الامنية في عبود؟

    = كانت في اغلبها من كوادر البوليس السري.

    * كيف كانت كفاءتها؟

    = كفاءتها لم تكن متدنية، البوليس السري كان قادراً على الرصد والمتابعة والتحليل والامساك بالخيوط والصبر عليها وتتبعها للوصول الى الهدف.. لكن البوليس السري كانت طبيعته الوظيفية تفرض عليه انماطاً من سلوك الخدمة المدنية، مثل تناول وجبة الغداء في البيت، فكانت هنالك فرص متاحة للحركة بالنسبة لنا، والمشاكل تأتي من ان يلتقي بك صدفة من يعرفك ويرفع صوته منادياً لك باسمك.

    * هل كنت تتنكر؟

    = (هل تصدق إنو في كل سنوات اختفائي في زمن عبود والنميرى والجماعة ديل لم اتنكر رغم ان كل الوسائل موجودة ومتوفرة.. أنا كنت بلبس جلابية وعمة فقط لم أكن احتاج للتنكر).

    * كيف كان قلق الاختفاء الاول؟

    = كان هنالك قلق مصدره عدم علمك بمدة الاختفاء. فقد كنا شباباً لنا رغبة في الحركة (بنستنا الليل اجي عشان نطلع.. نطلع نمشي وين؟ دا شئ تاني، ولكن المهم ان نخرج ونلتقي بالاصدقاء

    وذلك لم يكن متاحاً في أيام الاختفاء لكن في مرات كنت اطلب مقابلة بعض الاصدقاء فيرتب لي ذلك، الصحف كانت توفر قدراً معقولاً من المعلومات.

    * هل استطاع بوليس عبود اختراقكم؟

    = نعم.. حدث ذلك، كانت هنالك اختراقات وبلاغات وخسائر، وهذا يحدث في كل تجارب العمل السري.

    * احكي لنا تجربة؟

    = في مرة في عهد عبود كان هنالك ''بلاغ''. البلاغ كشف محطة محددة كنا نوزع منها منشورات لبعض الاقاليم وتم الهجوم على البيت ووجدت المنشورات بالمنزل، الاختراقات لم تكن تتم من جانب عضوية الحزب في ما عدا حالة واحدة في عطبرة، ولكن كانت تتم من بعض المقربين للحزب او من شخص او مواطن عادي رأى شيئاً ما فقام بتبليغ الجهات الامنية.

    * السوفيت هم الذين دربوكم على العمل السري والاختفاء؟

    = لم يكن في عهد عبود. تم ذلك بعد ثورة اكتوبر حيث أصبحنا نستعد لمواجهة أي انقلاب عسكري.

    × هل كانت أجهزة عبود تجد عوناً امريكياً لمواجهتكم؟

    = كانت تدعم من المخابرات الامريكية.. تقدم لهم الدعم وتحلل لهم الوثائق وترتب لهم قوائم الاعداء والمخاطر المحتملة.. لكن في الاخير أسلوب البوليس لم يتغير، فروح البوليس كانت طاغية والبوليس تسود فيه ثقافة الخدمة المدنية.

    * هل كنت تذهب للقطينة؟

    = في كل فترات الاختفاء لم اذهب للقطينة لأن من السهولة التعرف علي هنالك، في أيام مايو ذهبت للقطينة مرة واحدة فقط، قضيت هنالك ليلة وغادرتها صباحاً، فقد كانت والدتي مريضة وكان لابد لي من زيارتها.

    * هل اقتربت أنفاس السلطات منكم في مرات؟

    = اقتربوا في مرات كثيرة لكننا دائماً نكون نحن الاسرع في تغيير المواقع.

    * هل كنتم مخترقين بوليس عبود؟

    = لا أستطيع أن أقول لك نعم أو لا..!

    (لكن ناسم كانوا معروفين بالنسبة لنا، الشيوعيون كانوا في كل مكان، واذا البيت الذى كنت تختفي فيه بجواره ناس ما مضمونين، بجوا ناس وبكلموك ويقولو ليك احسن تتخارج).

    * علاقتك بعبد الخالق وقتها كيف كانت؟

    = كان يحضر الينا في منزل الاختفاء بود نوباوي لانجاز بعض التقارير والدراسات.

    * كم كان عدد الشيوعيين وقتها؟

    = في ايام السرية في عهد عبود كانوا عدة مئات.

    * حينها تجددت الخلافات داخل الحزب مرة أخرى؟

    = نعم.. في عام 1963 ظهرت الخلافات الصينية السوفيتية، كان في اللجنة المركزية للحزب المرحوم احمد شامي والمرحوم يوسف عبد المجيد وكانا قد اعلنا تأييدهما للجانب الصيني. وفي العام 1964 وقع الانقسام قبل اكتوبر فقد كان رأي شامي وعبد المجيد انتهاج اسلوب الكفاح المسلح على الطريقة الصينية وكنا نحن مع الاتحاد السوفيتي.

    * في ذلك الوقت كنتم ضد العمل المسلح؟

    = كان هنالك عمل مسلح، لكن ليس على طريقة الثورة المسلحة، الصعود الى جبال النوبة والهبوط من هنالك للزحف على الخرطوم، كما كانت ترى مجموعة المرحوم أحمد شامي.

    * لكن كان الخيار الانقلابي هو خياركم؟

    = طوال العام 1959الى أوائل العام 1960جميعنا كنا في انتظار انقلابات تخلصنا من نظام عبود، ولكن بعد انقلابات مجموعة شنان ومحيي الدين والتصفيات التى تمت في العام 1960 داخل الجيش فكل تكوينات القوى السياسية أُزيلت من الجيش، فلم يعد خيار الانقلاب ممكناً، حزبنا في يوليو1961 قرر اسقاط نظام عبود بالاضراب

    السياسي لا بالانقلابات.

    * التصفيات لحقت وجودكم داخل الجيش؟

    = (نعم نحنا وقتها انضربنا ضربة كبيرة، محمد محجوب وحسن ادريس تم فصلهما من الجيش).

    * محمد محجوب هو شقيق عبد الخالق لذلك من الطبيعي فصله من الجيش، وهو هدف مكشوف لماذا اعتمدتم عليه؟

    = هذا الامر كان لا يفرق كثيراً .. في ذلك الوقت كونه شقيق عبد الخالق ليست قرينة يفصل بها من الجيش، لكن محمد محجوب اشترك في انقلاب علي حامد لذلك تم فصله من الجيش.

    * اقالة ضابط هل كانت تحتاج لقرائن؟

    = كانت تحتاج لحيثيات. كل شئ كان يتم بالقانون واللوائح ناس عبود كانوا جزءاً من الخدمة المدنية وهى خدمة منضبطة (الفوضى

    دي جات فيما بعد) حتى عندما يريدون فصل واحد من كبار الموظفين كان يفصل بالقانون (31ب) مثل داؤود عبد اللطيف الذى نقل لعبود انه كان يسخر منه، فتم فصله بالمادة (31ب) مع حفظ كل حقوقه، نظام عبود لم يأخذ الطابع السياسي ولم يسع لتكوين تنظيم سياسي.

    * عبود لم يسع لتكوين حزب سياسي؟

    = (أبداً. ابداً لم يسع لذلك).

    * المسألة دي ريحتكم؟

    ضاحكاً

    = جداً ..!

    عبود حاول ان يحكم بمجلسه العسكري فقط، وفي فترة طرح من أفكار أبورنات فكرة تكوين مجلس تشريعى (عبود كان رجلاً تقليدياً حتى ما كان بعرف يخطب امام الجماهير كان ممكن ينزل المعاش بهدوء، لولا الهدية التي تلقاها من عبد الله خليل).× انتم قاومتم عبود لانه جاء من جهة يمينية؟

    = نعم.. عبود جاء من جهة يمينية وسار في اتجاه اليمين (هو ما ممكن كان أبقى يساري ابداً)، الدينمو المحرك للمجلس كان هو احمد عبد الوهاب (وهو حزب أمة وعسكري متميز ولمن جو ناس شنان ومحيي الدين أول زول شالو كان أحمد عبد الوهاب لأنو كان رجلاً خطيراً).

    * انتم انتقلتم من السعي لاسقاط نظام عبود للاشتراك في النظام؟

    = (زي ما دخلنا في البرلمان دا، الحقيقة المهمة ان البرلمان في

    السودان مكان مهم، اذا وجد البرلماني الجيد وهو يتيح لك فرصة لقول رأيك وتسجيل مواقفك والتعريف بكوادرك. نحن في نظام عبود اشتركنا في المجالس البلدية و...).

    مقاطعة

    * كيف تم اتخاذ القرار؟

    = الامر طرح للنقاش.

    * من الذى طرحه؟

    = ناس عبد الخالق وقاسم.

    هم زهدوا في الانقلابات فقد كان الحديث والونسة اليومية عن الانقلابات (الناس كانوا جالسين ومنتظرين انقلاب يأتي من الباب أو يدخل من الشباك).

    * منتظرين أم ساعين لتحقيقه؟

    = كيف ما ساعين لتحقيقو؟..

    (ضحك)

    = ثم قال: (المرحوم صلاح عبد السلام كان مسجوناً في كوبر ومع ذلك كان يخطط لانقلاب، ناس عبود كانوا معزولين، الضباط الصغار لم يكونوا معهم كانوا ضدهم).

    * المشاركة في المجالس البلدية هل كان هنالك اعتراض عليها داخل الحزب؟

    = كانت هنالك مناقشة.. هنالك من قبل وهنالك من رفض.

    * أنت كان موقفك شنو؟

    بحزم

    = قال: مع الدخول للمجالس البلدية.

    * هل كنتم تسعون لاسقاط النظام من الداخل؟

    = ابداً ابداً.

    (نحن كانت رغبتنا كيف نتعلم نخدم المواطنين عبر هذه المجالس، نحن كنا لسع ماعندنا تجربة تصدق.. نحن مرشحنا للبرلمان قاسم أمين رفض من الترشح لانو لم يبلغ السن القانونية).

    * هل كانت لكم مفاوضات مع نظام عبود؟

    = لا..

    لانهم قيادات تقليدية كانوا يفاوضون السيد عبد الرحمن والسيد علي فقط.

    * ألم يكن هنالك أي تفاوض بينكم؟

    = عبد الخالق كان يلتقي بحسن بشير بحكم انه من الحلفايا، ولم يسع لهم ولم تكن له علاقة شخصية مع قيادي بمجلس عبود.. وعندما كان عبود يرتب للسفر للاتحاد السوفيتي طلب مقابلة عبد الخالق وحدث اللقاء، لان أي تحسن في العلاقة مع الاتحاد السوفيتي ستحد من التغول الاميركي وذلك لمصلحة السودان. هذا اللقاء تم من تلك الزاوية. هو لم يترتب عليه حتى اطلاق سراح معتقلي الحزب.

    * اذاً.. ماذا تم في اللقاء؟

    = قلت لك عبد الخالق كان ينصح عبود بأن التعاون مع الاتحاد السوفيتي سيعود للسودان بفوائد عديدة.

    * هل كانت تلك محاولة لتغيير اتجاه نظام عبود نحو اليسار؟

    = ابداً ابداً..!

    * اذاً لماذا ينصح عبد الخالق رئيس نظام كان الحزب الشيوعي يسعى لاسقاطه؟

    = عبود كان مسافراً لروسيا والتقارب بين السودان والاتحاد السوفيتي سيكون في مصلحة السودان كدولة من ناحية اقتصادية وعسكرية.

    * كأن الحزب الشيوعي يقدم اجندة الخارج (مصالح السوفيت) على أجندة الداخل (معارضة عبود)؟

    = الدليل على عدم صحة هذا التحليل بعد اسبوعين فقط.. عبود قام باعتقال عبد الخالق ومعه آخرون.

    (نواصل)

                  

04-10-2007, 01:04 PM

Imad El amin

تاريخ التسجيل: 10-17-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ابراهيم نقد... حكاوي المخابيء وأحاديث العلن.. (Re: ateif abdoon)

    Dear Atef
    here are the first 3 parts of the series
    Imad

    نقد.. حكاوى المخابيء وأحاديث العلن.. (1)

    نميري كان صديقي.. وهو مهذب وودود

    حوار/ضياء الدين بلال

    الراي العام - الاحد ا ابريل 2007

    الوقت يمضي والسؤال ينتج مجموعة من الاسئلة،سجارة البينسون تشتعل بين اصابع الاستاذ محمد ابراهيم نقد سكرتير الحزب الشيوعي السوداني، والاكتفاء بنصف ملعقة من السكر على الشاي، عندما تتقدم الاسئلة اكثر مما يجب، وتصبح الاجابة ملزمة والهروب معيباً، وصوت جرس الهاتف الثابت في مرات كثيرة يقطع الحوار الذي استمر لايام متباعدة ومتصلة على امتداد أشهر، فللرجل طريقته الخاصة في السرد والحكي، وجرابه ملئ بالاحداث والقصص والاسرار.. مواضيع كثيرة لم يتحدث عنها من قبل، رأينا الدخول عليه من مختلف الابواب بحثاً عن مادة توثيقية تجتمع عليها الفائدة بالمتعة، لم يخيب الرجل المسعى، جاد بما ضن به من قبل، ''الضحك'' عند الاستاذ نقد محطات انتقال من موقف لآخر وباقة اعتذار عند ارتفاع درجة حرارة الكلام. و''السخرية'' تأتي لتعميق الفكرة بابراز المفارقة، رحلة الحوار مع الاستاذ محمد ابراهيم نقد تبدأ من مدينة القطينة متنقلة من العام الى الخاص، تجارب مضت وذكريات ساخنة وشخصيات ومواقف جديرة بالتوقف..!

    × قلت له : استاذ محمد..كيف تنظر الى الماضي.. بغضب ام بسرور؟

    = في هذه العمر أنظرللماضي بحنين، لا لايام الطفولة والشباب التي عشتها،ولكن لان الزمن السوداني في ذلك الوقت كان به تميز وبراح لا اجده الآن.

    × اذاً ..كيف كانت الطفولة ؟

    = طفولة عادية.. (الشيطنة وعدم المسؤولية).. وقتها - انت كطفل- تحت الرعاية الكاملة لاهلك، وأغلب اخطائك تقابل بالغفران والبقية منها تجد الزجر، والانجازات الصغيرة تجد احتفاءً كبيراً.

    × كأنك كنت طفلاً ''مشاغبا''؟

    = كنت مشاغباً..( لكن ما ممكن تسميني الولد الشباك) الذي يأتي كل يوم لاسرته بمشكلة او يجر معه الى المنزل مصيبة..مع هذا كنت كثيراً أجد نفسي في حالات زجر،نعم .. فقد كنت كثير اللعب قليل المذاكرة..أغيب من المنزل لساعات طويلة،وان كنت مواظباً على الانتظام في المدرسة.

    × تكوين الاسرة ووضعك من حيث الترتيب؟

    = كنت كأقراني بالقطينة في ذلك الوقت اعيش في اسرة ممتدة،ليس هنالك مؤدب واحد.. انت تحت رعاية الجميع تتابعك عيونهم وتصلك ايديهم بالثواب والعقاب، والدي كان واحداً من سبعة أخوان كلهم رجال،في اسرتنا الصغيرة كنا ثلاثة ابناء وست بنات، لكني كنت دائماً بعيداً عنهم، الوسطى قضيتها مع عمي بحلفا و الثانوي بحنتوب ، قضيت سنتين بجامعة الخرطوم الى ان تم فصلي من الجامعة، فذهبت الى شرق اوربا لاقضي ست سنوات هنالك، ظللت مختفياً لسنوات طويلة في عهد عبود وسنوات مايو والانقاذ.. هل تصدق أطول فترة قضيتها مع الاسرة هى في هذا المنزل بعد خروجي من الاختفاء الاخير.

    × ما تأثير غيابك -أغلب العمر - عن الاجواء الاسرية وعلى شخصيتك ومزاجك؟

    = هل تظن ان ذلك خلق جفوة بيني والاجواء الاسرية؟..لا بالعكس لي حنين دائم لهذه الاجواء،كنت اغيب هذه السنوات وأخرج من الاختفاء، فأجد للاسرة أطفالاً لم احضر ولاداتهم،وأطفالاً لم اواكب دخولهم مرحلة الشباب، وشباب اتفاجأ بأنهم أصبحوا رجالاً وبنات اصبحن نساء، التعامل مع كل هؤلاء تصحبه كثير من المفاجآت والمفارقات المضحك منها والمحرج.

    × ''السياسة''.. اخذت منك الكثير.. أليس كذلك؟

    =طبعاً... اخذت كل الوقت.

    × كأن بك ندماً على ذلك؟

    = ابداً..ابداً

    لا اظن انني كنت سأستمتع بمهنة أخرى غير السياسة ،بكل ما فيها من شقاء ومعاناة وعذابات.

    ×رغم ذلك هي ممتعة بالنسبة لك؟

    = جداً.

    × ما هو الممتع فيها؟

    = التحدي..التحدي.

    × من تجربتك.. التكوين الشخصي والاسري للفرد، ما مدى تأثيرهما على خياراته السياسية؟

    = شوف ''الخيار'' فعل ،والفعل في حاجة الى شحنة،والشحنة والفعل لابد لهما من هدف يقصدانه، لحظة الاختيار تحتاج لشجاعة، هنالك من ابناء جيلنا عدد كبير جداً منتمي للسودان وللحركة الوطنية وللحركة الطلابية أو النقابية، لكنهم لم يكونوا يرغبون في التفرغ السياسي.

    × هنالك من يرى في التفرغ السياسي ضرراً بالمتفرغ كشخص، وبالسياسة كممارسة؟

    = اذا لم يكن هنالك تفرغ لن تكون هنالك احزاب.. من الاستحالة ان تدير الاحزاب عملها دون متفرغين.

    × نترك موضوع التفرغ الآن.. ماذا اذا عدنا الى القطينة، ومحمد ولد ابراهيم نقد في ذلك الزمان يتأمل فى الامكنة والناس.

    = طيب.. القطينة فى ذلك الوقت كانت واحدة من البنادر التي تشكلت منذ التركية كمركز تجاري واداري عندما كان النيل الابيض مديرية والمديرية في الدويم، اوائل مدارس البنين والبنات انشئت في القطينة في نفس مستوى رفاعة وحلفا والابيض، عدد المتعلمين فيها كان كبيراً جداً مقارنة بالمناطق الاخرى،ولكن في النهاية هي بلد تجار ومزارعين، الموظفون والمعلمون هم ابناء التجار والمزارعين.تجار القطينة كانوا منتشرين على امتداد السودان (اللواري) تذهب الى الغرب والجنوب، كنا ونحن صغاراً كنا نسمع من رواة التجار عن اماكن لم نرها وعن اشخاص لم نلتق بهم.

    × كان من الممكن ان تصبح محمد افندي.. موظفاً حكومياً أو معلماً في واحدة من تلك المدارس، أو تاجراً بنيالا؟

    (ضحك ثم قام بتقليب أوراق كانت على التربيزة)

    = قال: لكنني اخترت السياسة.

    × من من اصدقاء الطفولة في الذاكرة؟

    = جزء من طفولتى كانت مع جدي وجدتي حيث كانت لهما زراعة غرب النيل الابيض،كان ذلك قبل ان يغمر خزان جبل اولياء الاراضي هنالك، فمع انحسار النيل تصبح آلاف الافدنة قابلة للزراعة حيث يزرع ما يعرف بعيش الصفراء، ذهبت مع عمي محمد علي نقد الى حلفا لاقضي جزءاً من طفولتي هنالك درست الاولية والوسطى بحلفا.

    × أأنت من اسرة انصارية ام اتحادية؟

    = اسرتي اسرة انصارية..(نحنا دناقلة من حفير مشو هاجرت الاسرة من هنالك الى القطينة، لا يزال لنا أهل هنالك).

    × ألم تقترب من الانصار قليلاً؟

    = لم اكن انصارياً اوحزب أمة، بالعكس في الوسطى والثانوي كنت اميل للاحزاب الاتحادية ولمؤتمر الخريجين لموقفهما الرافض للجمعية التشريعية وللمجلس الاستشاري، فقد كان موقفها المناهض للانجليز موقفاً واضحاً.

    × ............؟

    = كنت في المدرسة ضعيفاً في مادة الرياضيات، الامر الذي دفعنى للاهتمام بالمواد الادبية،كما أنني كنت مصاباً ''بالازمة الصدرية''.. لذا لم يكن لي نشاط رياضي،وكنت اعوض ذلك بالميل لانشطة الجمعية الادبية، وكنت ميالاً أكثر للمسرح وفي حلفا الوسطى كنت مسؤولاً عن جمعية التمثيل والمسرح،وشاركت في كثير من المسرحيات، مثل مسرحيات خالد ابو الروس وشكسبير وجرجي زيدان، وكان جمهور كبير من حلفا يأتي لمشاهدة تلك الاعمال المسرحية.

    × هل كنت ممثلاً بارعاً؟

    = لم اكن بارعاً الى ذلك الحد، ولكنني في مرة قمت بدور قيس في مسرحية (مجنون ليلى)، وقمت بدور جورج في تاجر البندقية، وكنت كثيراً ما ألقي شعر الحاردلو كان ذلك يسعد صديقي أبو سليم، وكنت في اكثر من مرة امين المكتبة بحلفا الوسطى.

    × بمناسبة قيس بن الملوح.. هل انت رومانسي ام واقعي؟

    = في نشأتي كنت رومانسياً بحكم قراءتي.. في حلفا الوسطى انا والمرحوم ابو سليم قرأنا كل الكتب التي كانت بمكتبة المدرسة.

    × .........؟

    = فى حلفا الوسطى اول مرة اشارك في مظاهرة ضد الاستعمار كان ذلك عام 1946 دعماً لتوجهات مؤتمر الخريجين ودعماً لوفد السودان ، كانت الوفود السودانية تأتي عبر حلفا في طريقها لمصر.

    × هل كنت تشارك كثيراً في المظاهرات؟

    = اول مظاهرة كانت بحلفا، ومنذ ذلك الوقت شاركت في اغلب مظاهرات الخرطوم وقدمت للمحاكمة ثلاث مرات.

    × ........؟

    = استفدت جداً من التعرف على مجتمع حلفا فهو مجتمع غني بالمعارف، وحلفا كمدينة على النيل كانت جميلة جداً، منظمة ومخططة، تعرفت على سكانها الاصليين من دبروسة الى حلفا دغيم، مدرسة حلفا الوسطى كان بها كل ابناء الشمال.

    × في حلفا لم تحدث لك ملامسة مع الفكر الاشتراكي؟

    = كنا نطالع بعض الصحف اليسارية القادمة من مصر،ونسمع عن اعتقال الطلاب الشيوعيين هنالك، ولكن لم يترك ذلك فينا أثراً مباشراً، كانت اهتماماتنا في اتجاه مؤتمر الخريجين، بحلفا كان معي بالمدرسة الراحل ابو سليم والبروفيسور حسين السيد عثمان استاذ بكلية الزراعة ومحمد صالح ابراهيم والمرحوم صالح عباس فقيرى وعبد الواحد عثمان محجوب كنا اربعين طالباً بالفصل، وكنت وحدي من وسط السودان.

    × .....؟

    = مما أسهم في تشكيل شخصيتي بحلفا الوسطى، الاسلوب التربوي الذى كان يتبعه الناظر شيخ الخليفة الطيب وضابط المدرسة المرحوم محمد توفيق والاستاذ عبد العزيز حسن علي والاستاذ علي صالح داؤود والمرحوم المعلم عبد الرحيم الامين وهو كان حزب امة وعمل بالصحف الاستقلالية وقد اسهم في تحفيظنا كل القصائد الوطنية (اناشيد المؤتمر واناشيد التني وعلي نور)، كما ان عمي محمد علي نقد الذي كنت اقيم معه في المنزل كان في لجنة مؤتمر الخريجين بحلفا،وكانت الاجتماعات تتم بمنزله، كان ذلك اول دخول لي لاجواء العمل السياسي.

    × كيف كان دخول حنتوب الثانوية؟

    = كانت مفاجأة غير متوقعة... فقد امتحنت من الوسطى للثانوي من حلفا وتوقعت ان يتم توزيعي الى مدرسة وادي سيدنا، وعندما اطلعت على جدول المقبولين بوادي سيدنا لم اجد اسمي، فاعتقدت انني لم اقبل لدراسة الثانوي، وكنت حزيناً جداً لذلك،وبعد خمسة عشر يوماً من ظهور النتائج التقيت في الخرطوم بعدد من ابناء دفعتي الذين أخبروني بأنني الوحيد من حلفا الوسطى الذي تم قبوله بحنتوب،اتصلت بمصلحة المعارف وقلت لهم (انا قدمت وادي سيدنا وتم توزيعي بحنتوب)..قالوا لي هذا الامر يعالج من حنتوب.. اذاً كان علي الذهاب الى هنالك و محاولة الانتقال الى وادي سيدنا للالتحاق بزملائي الذين كانوا معي بمدرسة حلفا الوسطى، فقد كان ابناء النيل الابيض يتم توزيعهم بمدرسة حنتوب، وقد كانت المعلومة المودعة بمدرسة حلفا انني من القطينة، لم اكن سعيداً بالدراسة بحنتوب ومن أول يوم ذهبت الى نائب الناظر المرحوم احمد محمد صالح قلت له: (انني ارغب فى الانتقال لوادي سيدنا) رد علي بالقول: ( ذلك امر غير مسموح به الا اذا كان هنالك طالب بوادي سيدنا من نفس دفعتك له الرغبة في الانتقال لحنتوب).. لا أزال اذكر تلك الايام ،السنة الاولى بحنتوب كانت مملة بالنسبة لي ولكن في السنة الثانية اصبحت ابدو منسجماً مع الاجواء هنالك.

    × صداقاتك الاولى بحنتوب؟

    = جعفر نميري والخير ساتي و المرحوم برير الانصاري، عمر كرار وطه صالح.

    × نميري كان صديقاً شخصياً بالنسبة لك؟

    = قالها بحماس: جداً..!

    نميري كان صديق كل المدرسة، فقد كان يتمتع بشخصية محبوبة (تصدق.. نميري ما حصل شاكل زول في المدرسة، كان في غاية التهذيب والوداعة كان محبوباً جداً).

    × هذا غريب... الصورة المنقولة عنه أنه كان شرساً ومشاكساً؟

    = هذا غير صحيح.. (نحنا كنا في داخلية واحدة، كان ودوداًومهذباً بالعكس كان دائماً مبتسماً وضاحكاً، كان الرياضي الاول في المدرسة).

    × هل صحيح كان متأخراً أكاديمياً ؟

    = (موش بالدرجة البقولوها، الراجل عندو قدرات، قلت لك انو كان الرياضي الاول في المدرسة بلا منازع).

    × سنعود لنميري مرة اخرى.. حدثنا عن بداية اهتمامك بالعمل السياسي بحنتوب؟

    = في سنتي الثانية كان اضراب الجمعية التشريعية، شاركنا فى المظاهرات،في ذلك الوقت كانت لنا لقاءات بالطلاب السودانيين الذين كانوا يدرسون بمصر عندما يعودون للسودان لقضاء الاجازات، كانت افاقنا تتسع باحاديثهم عن الاقطاع في مصر وعن الاستعمار البريطاني، هؤلاء هم الذين انتقلوا بنا من الاهتمام بالشؤون المحلية الى الاهتمام بما هو عالمي.

    × ما الذى جعلك تتجه يساراً،الاهتمامات أم الاصدقاء؟

    = كان بشكل او آخر سأصبح يسارياً، كنا مندفعين لنضال أكبر من الذى كان مطروحاً في الساحة، لذا كان بالنسبة لي من الطبيعي في ذلك الاندفاع ان التقي بالافكار اليسارية في نقطة ما، كنا نطالع في ذلك الوقت الادب الماركسي من كتب بعض طلاب ودمدني الذين كانوا يدرسون بمصر، ابناء الابيض بحنتوب كانوا أكثر تقدماً في الوعي السياسي، كنا نطالع صحف اليسار المصري ونحتفي بالشعر اليساري.

    × ........؟

    = في حركة الطلبة بحنتوب من المؤكد ان الشخصية القيادية الاولى كانت محمد عبد الرحمن شيبون لم ينصبه احد، لكنه كان هو القائد الطبيعي، كنا نذهب اليه لحل المشاكل التي تواجهنا، كان معه اسماعيل حسن أبو من ابناء الابيض، وعبد الوهاب سليمان (شقيق أحمد سليمان) وكان يلقب بتلاجة.

    × حدثنا قليلاً عن شيبون؟

    (كان عليه ان يوقد سجارة وهو يتحدث عن شيبون).

    = قال:شيبون رجل ذكي جداً وشاعر مجيد.. لكن كانت تنتابه حالات، فيظل بالداخلية لا يذهب الى فصل الدراسة.

    × هل كان يعاني من الاكتئأب؟

    = لم أكن اعرف تفسيرها،كنا نستحثه على الذهاب للفصل لانه كان يمكن ان يفصل من المدرسة، كان يجد تعاطفاً من الاستاذ عبد الحليم علي طه، شيبون كان في مرات يخرج فجأة اثناء الحصة.

    × هنالك من يقول انه من ضحايا الحزب الشيوعي؟

    = باستياء واضح=

    = قال: هذا غير صحيح..لم يكن اطلاقاً هنالك عداء بينه والحزب، دخلنا سوياً كلية الآداب جامعة الخرطوم وتم فصلنا معاً.

    × ماذا مثل انتحاره بالنسبة لك؟

    (بدأت نبرات صوته تتغير)

    = قال : مثلت لي صدمة وغضب (ليه ينتحر؟..قبل ما يذهب لرفاعة التقيت به في الخرطوم، وجلست معه لفترة طويلة وذهبنا بعد ذلك للسينما,طلبت منه ان يظل بالعاصمة عشان يكتب، ففي فترة اشتغل في الجرائد، وهو صاحب قلم متميز).

    × استاذ محمد .. هل الانتحار ظاهرة في الحزب الشيوعي؟

    = كل الاحزاب بها انتحارات لكن (حقتنا بتجد ضوء زيادة).. انتحار شيبون لا علاقة له بالحزب الشيوعي (انصحك تقابل العميد فاروق هلال كل اوراق القضية عندو).

    × هل هنالك ضغط نفسي فى الانتماء للحزب؟

    = لا افتكر ذلك (شيبون لم يكن له نشاط في الحزب يمكن ان يمثل ضغطاً نفسياً عليه).

    × هل التركيبة النفسية لكادر الحزب تقترب به من خيار الانتحار و....؟

    (كان كأنه يسخر من السؤال..وغير راغب في المضي أكثر).

    = قال: (في حالة زي دي ممكن تمشي تسأل طبيب نفساني، انتحار شيبون ما خارج من نمط حياتو).

    × قلت: ليس شيبون وحده هنالك عبد المجيد شكاك وعبد الرحيم ابو ذكرى و..؟

    = قال: هذه ليست ظاهرة ، كل حالة لها سياقها الظرفي المحدد.

    × قد يكون تبني الفكرة في واقع مناقض يمثل ضغطاً نفسياً على الكادر؟

    (أطلقها ضحكة لاذعة).

    = ثم قالانت قايل الافكار دي بكبوها للعضو بي صبابة زيت؟ كلنا دخلنا للحزب بباب السياسة موش لاننا قرينا راس المال، دا كلو بجي في ما بعد).!


    --------------------------------------------------------------------------------

    الراي العام الاربعاء 4 أبريل2007م

    مع محمد ابراهيم نقد... حكاوي المخابئ وأحاديث العلن (2)

    عبد الخالق كان قاسياً مع هؤلاء(.....)..!

    حوار/ضياء الدين بلال

    الوقت يمضي والسؤال ينتج مجموعة من الاسئلة، سيجارة البينسون تشتعل بين اصابع الاستاذ محمد ابراهيم نقد سكرتير الحزب الشيوعي السوداني، والاكتفاء بنصف ملعقة من السكر على الشاي، عندما تتقدم الاسئلة اكثر مما يجب، وتصبح الاجابة ملزمة والهروب معيباً، وصوت جرس الهاتف الثابت في مرات كثيرة يقطع الحوار الذي استمر لايام متباعدة ومتصلة على امتداد أشهر، فللرجل طريقته الخاصة في السرد والحكي، وجرابه ملئ بالاحداث والقصص والاسرار.. مواضيع كثيرة لم يتحدث عنها من قبل، رأينا الدخول عليه من مختلف الابواب بحثاً عن مادة توثيقية تجتمع عليها الفائدة بالمتعة، لم يخيب الرجل المسعى، جاد بما ضن به من قبل، ''الضحك'' عند الاستاذ نقد محطات انتقال من موقف لآخر وباقة اعتذار عند ارتفاع درجة حرارة الكلام. و''السخرية'' تأتي لتعميق الفكرة بابراز المفارقة، رحلة الحوار مع الاستاذ محمد ابراهيم نقد تبدأ من مدينة القطينة متنقلة من العام الى الخاص، تجارب مضت وذكريات ساخنة وشخصيات ومواقف جديرة بالتوقف..!

    × أحد المفكرين السياسيين وصف في يوم ما يحدث بالسودان بأنه (شكلة اولاد دفعة) بل اولاد عنبر واحد وهو عنبر ''أبي عنجة'' بداخلية حنتوب؟

    (بنصف ابتسامة)

    = قال: هذا صحيح..هذا العنبر - لقدرما - لعب دوراً كبيراً في تاريخ السودان.

    × ما هى حكاية هذا ''العنبر''؟

    = قصة غريبة.. (الداخلية دى الطلاب الكانوا فيها رؤساء كلهم أصبحوا وزراء ورجال دولة).

    × أهي الصدفة؟

    =لا.. بل لانهم كانوا مؤهلين في مجالاتهم وكان ظرفهم وزمانهم يسمح بذلك. هذا العنبر كان به جعفر نميري والترابي والجزولي دفع الله وأنا، والنور علي سليمان وهارون العوض، العنبر كان عادياً جداً مثله وبقية العنابر، كانت العلاقة بيننا ودودة، والسلوك كان به قدر كبير من الانضباط، لم تكتب تقارير سيئة عن طالب بالعنبر، المستويات الاكاديمية كانت مستويات جيدة، الصراع السياسي بحدته جاء في ما بعد، بعد ان اختار كل طالب مساره السياسي، وبدأت الحياة تشكل المواقف السياسية لكل فرد تقارب بينهم وتباعد.

    × ألم تكن هنالك تجارب ورواسب شخصية بينكم اثرت على طبيعة العلاقة في ما بعد؟

    = لا اعتقد ذلك.. العلاقة بيننا كانت مستقرة وعادية والاختلافات السياسية لم تكن حادة كما اصبحت في ما بعد، لم تكن هنالك تلك الرواسب والتجارب التي تشير اليها، بعد 1950 بدأت التصنيفات السياسية تصبح اكثر وضوحاً.

    × هل كان بينكم تنافس من اي نوع؟

    = التنافس عادة ما يكون في علاقات الانداد، ولكنه في تجربتنا بعنبر أبي عنجة لم يكن التنافس بيننا تنافساً عدائياً حتى تكون له رواسب سيئة تنتقل معنا الى اعمار متقدمة .

    × ألم تتعرض لاستقطاب من قبل الاخوان المسلمين؟

    = كانت بيننا مناقشات، كانت عادة ما تتم بينى وبابكر كرار وميرغني النصري وهما اللذان قاما بتأسيس حركة الاخوان المسلمين بحنتوب (أذكر جيداً في 1948 -1949) وبينما نحن بسفرة الطعام فى وجبة الافطار قام بابكر كرار وبصورة مفاجئة ودعا بصوت مرتفع الحضور لاجتماع بإحدى القاعات بالمدرسة، وبدأ يتحدث عن الحركات الاسلامية والاسلام الجديد، حسن البنا في مصر وآية الله كاشاني في ايران وحزب ماشومي في اندونيسيا، ودعانا جميعاً للانخراط في الحركة الاسلامية.

    × كيف كانت استجابتك وقتها.. هل كنت مُسيساً تماماً؟

    ك= كنت أميل يساراً ولا اجد نفسي في اليمين.. وكنت احترم ''بابكر'' جداً الى وفاته كانت بيننا علاقة جيدة، أكرر لك مرة اخرى الصراع لم يكن حاداً في ذلك الوقت، المناقشات والعلاقات الاجتماعية كانت تمتص كل التوترات.

    × أنتم فى حنتوب وخور طقت، هل كان لكم احساس بأن الانجليز يعدونكم لحكم السودان؟

    = الاحساس الذي كان سائداً هو أن من واجب جيلنا ادارة البلد بعد الانجليز كل في مجاله، أذكر في السنة الثانية لي بحنتوب واثناء وجبة غداء جاء مستر براون مدير المدرسة وقال إنه قد تم فتح باب القبول للكلية الحربية، وعلى من له الرغبة، الذهاب الى جنوب السفرة، خرج عدد كبير من الطلاب وكنت منهم.. نظر لي مستر براون جيداً، ثم قال وهو يمزج الجد بالممازحة: (يا نقد ارجع مكانك الكلية الحربية ما فيها مظاهرات)..!

    × هل فهمت من ذلك استبعاداً سياسياً؟

    = لم يكن يخلو من رائحة السياسة.. تم اختيار نميري وصلاح عبد السلام وعبد الله محمد آدم وآخرين كنت اتمنى ان أكون بينهم.

    × هل لك حب للعسكرية؟

    = والله ما عارف.. (لكن لمن مشينا لي قدام دفعتنا الدخلو الكلية الحربية كلهم كانوا ناس مميزين عبد البديع علي كرار أُعدم في انقلاب علي حامد والطيار الصادق محمد الحسن من جهات المناقل اعدم هو كذلك.. وكان هنالك اسماعيل مراد العوض سقط بطائرته في النيل الازرق اثناء استعراض جوي في واحدة من المناسبات الوطنية وهو من اوائل الطيارين السودانيين.. كنا نتابع أخبارهم يوماً بيوم ونستمتع بسرد تفاصيل حياتهم العسكرية، كنا مهتمين جدا بهم نزورهم، في الاجازات ويزورونا، العلاقة كانت مفتوحة نحن عارفنهم بعملوا في شنو وهم عارفننا بنعمل شنو).

    × هل كان في تصورك ان الكلية الحربية يمكن ان تنتج ثواراً سياسيين؟

    = لم نربطها ببعد سياسي مباشر، ولكن ربطناها بسيطرة الجيش الوطني.

    × ماذا لو لم يستبعدك مستر براون، كيف كان سيكون مصير الضابط محمد ابراهيم نقد؟

    = (يمكن ان تتصور ذلك، اذا علمت ان دفعتي كلهم رفدوهم او اعدموهم من اول انقلابات).

    × اذاً كنت ستكون انقلابياً؟

    = ضحك من أعماقه =

    = ثم قال: طبعاً.

    × الصداقات بينكم والعسكريين.. هل قربت لكم خيارات الانقلاب؟

    = نعم.. كل الذين اشتركوا في الانقلابات كانوا دفعتنا.. (اقول ليك حاجة.. قبل انقلاب شنان ومحيى الدين بيوم وانا كنت ماشي في شارع المحطة واحد من الضباط كان معنا بحنتوب كان راكب عربية جيش صغيرة ناداني وقال لي الليلة بعدين تنتظرنا في الحتة الفلانية يمكن نحتاج ليك، ما سألتو بتحتاجوا لي في شنو؟ مشيت واستنيت في الزمان والمكان المحددين ولم يحضر احد وفي الصباح وانا بجوار الكشك بتاع كلزيوم كلمني واحد بالانقلاب وقال لي ناس شنان استلموا البلد، وقبل انقلاب علي حامد بمدة وجيزة قابلت عبد البديع علي كرار وقال لي بكل تفاؤل الجماعة ديل حيطيروا قريب جدا.. قلت لك العلاقة كانت مفتوحة جدا نحنا عارفين هم بعملوا في شنو وهم عارفننا كذلك).

    × هنالك رأي بأن ازمة السياسة السودانية.. هي اقتراب السياسيين من العسكر أو العكس، والدخول في صفقات مشتركة؟

    = (اديني بلد في العالم الثالث والوطن العربي تكون فيه المؤسسة العسكرية غير مسيسة، القداسة الفيها شنو البتخليها ما تتسيس؟).

    (.........)

    × ننتقل الى مرحلة جديدة.. وأنت تدخل جامعة الخرطوم؟

    = كان ذلك في العام 1951 حيث قبلت بكلية الآداب.. الجامعة كانت هادئة تماماً النشاط السياسي لم يكن بالكثافة التي عليها الوضع الآن، كانت الاهتمامات تتوزع بين قاعات الدرس والمكتبة ودار الاتحاد.. رغم انشغالي بالعمل السياسي بعض الشئ الا انني كنت اعطي وقتاً مقدراً للمكتبة، عدد الطالبات كان محدوداً جداً، كانت هنالك ندوات سياسية في المناسبات المختلفة....

    × ....؟

    = اول ندوة شاركت فيها بالجامعة كانت بعد اضراب الفنانين الشهير تحدثت فيها عن تاريخ الاغنية السودانية، حضرها عدد كبير من الفنانين فى تلك الايام وكان سيد خليفة قد عاد من مصر وقتها وكان من ضمن الحضور.. هل تصدق لقد افتقدت المسرح في الجامعة حيث لم تكن هنالك جمعية خاصة بالفنون المسرحية.. وفي الفترة بين الثانوي والجامعة من (ديسمبر الى يوليو) تم قبولي برابطة الطلبة الشيوعيين، في السنة الاولى في الجامعة قررت الرابطة تصعيدي للحزب (اذكر في واحد من تلك الايام بعد الثالثة ظهراً جاءني احد الزملاء وقال لي ان هنالك من ينتظرك بالخارج، خرجت معه فوجدت المرحوم ابراهيم زكريا وكان سكرتير التنظيم بالحزب والمرحوم عباس عبد المجيد وكان معلماً وسكرتير الحزب بالعاصمة، لم يأخذوا معي وقتاً طويلاً، حددا لي موعد اجتماع في الرابعة عصراً بالسجانة ذهبت للاجتماع، كانت المناقشات تدور حول وثائق المؤتمر الثاني الذى كان قد عقد.. وقتها كان الخلاف مع مجموعة عوض عبد الرازق كنا على علم بتفاصيله، ولكن في ذلك الاجتماع كان لابد ان تدلي برأيك، هنالك تعرفت على المناضل عبده دهب فهو متحدث مجيد، وارتبطت بالسجانة واصبحت اميل للعمل في السجانة اكثر من ميلي للعمل في الجامعة.. السجانة كانت نشطة جدا بحركة العمال والطلاب والحرفيين.

    (ضحك وصمت لفترة كأنه يستدعي عبق تلك الايام)

    (.....)

    = ثم واصل: (عارف يا ضياء .. السجانة دي كانت اسهل حتة ممكن تطلع منها مظاهرة، المهم انني انجرفت أكثر فى النشاط السياسي في السجانة، في مرة وانا بالجامعة جاءني بوليس سري وكان يرتدي جلباباً وقال لي بصوت منخفض: سعادتو بابكر الديب داير يقابلك في مكتبه ضروري، فذهبت اليه، قال لي: (انت دفعت توفيق ولدي في حلفا وانا بعرف عمك محمد علي نقد انا داير احذرك.. اي نشاط ليك في الجامعة نحنا ما عندنا مشكلة معاك فيهو.. لكن ان تقوم بنقل نشاطك لداخل المدينة وللسجانة تحديداً دا ما حنسكت عليهو).. لم ارد على حديثه.. وكانت تلك اول ملامسة لي مع الاجهزة الامنية، كانت ملامسة ناعمة وان لم تخل من خشونة التهديد، ومن السجانة اخرجنا عشرات المظاهرات... اذكر جيداً في تلك الفترة تمت الاطاحة بالملك فاروق في مصر من قبل ثوار ثورة يوليو وكان هذا الحدث موضوع نقاش بيننا وجدال لفترة طويلة.

    × متى أول مرة التقيت فيها بعبد الخالق؟

    = كان ذلك في العام 1951 في اجتماع حضره هو والوسيلة، وكنت التقي به في مرات عديدة بصحيفة «الجهاد الاسبوعية».

    × هل كانت لعلاقتكما طابع شخصي؟

    =( لا.. ما كان فيها طابع شخصي).

    × قيل انه كان ديكتاتورياً؟

    = من يقولون ذلك لم يتحدثوا عن ديكتاتوريته الا بعد ان اختلفوا معه أو اختلف هو معهم.. نعم عبد الخالق كان قاسياً مع الاتجاهات الانحرافية داخل الحزب يميناً او يساراً (دي حاجات ما بتنفع فيها الاجاويد، كان لابد من ضربها)..!

    × استاذ نقد نرغب في ان تحدثنا أكثر عن علاقتك بعبد الخالق؟

    = في مرات كثيرة وجدت منه مناقشة هادئة وحازمة ومبدئية ساعدتني في التغلب على بعض المصاعب السياسية والفكرية والانتقال من اللا موقف الى اتخاذ موقف محدد، وهو كان في الاشياء المبدئية لا يتنازل ابداً ويخوض الصراع الى نهايته دون وضع اعتبار كبير للعلاقات الشخصية فأكثر ما يميزه الوضوح في المواقف والمثابرة والمتابعة.

    × كم كان الفارق العمري بينك وعبد الخالق محجوب؟

    = الفارق بيني وعبد الخالق اربع سنوات، لم يكن فارقاً كبيراً كنا جميعاً في العشرينات، لم تكن هنالك علاقات ابوية.

    × من اكبركم سناً وقتها؟

    = الاستاذ حسن سلامة كان في الثلاثينات.

    × مواقف من الجامعة؟

    (مبتسماً)

    = قال: (طلعنا مظاهرات كتيرة جداً، في كل الاحداث الوطنية و...)

    (مقاطعاً)

    × قلت: ألم يسبق لك الخروج في مظاهرت تأييد؟

    (ضحك)

    = كل المظاهرات كانت يسقط .. يسقط (مافي عاش فلان... ما بتذكر طلعت في مظاهرة فيها عاش.. عاش).

    = أكمل ضحكته =

    × ما هي حيثيات فصلك من الجامعة؟

    = كان ذلك ابان موقف الحزب من اتفاقية الحكم الذاتي، وهو كان موقفاً لحد كبير متفقاً مع تحفظات الحزب الاتحادي في الداخل، لكن الاتحاديين غيروا موقفهم، و.....

    (مقاطعة)

    × هذا من المواقف المحسوبة عليكم؟

    = صحيح.. ولكن حيثيات موقفنا لا تقول اننا ضد الاستقلال، الاتفاقية كانت بها عيوب وثغرات تمكن الحاكم العام من الغائها بقرار.

    × هل الرفض أملته الطبيعة الثورية للحزب (كلو وللا بلاش)؟

    ل= لا.. ولكن ذلك لعدم ادراكنا لتوازن القوى الدولي كنا معزولين جداً لم تكن لنا علاقة بالاتحاد السوفيتي، كانت علاقتنا بالحزب الشيوعي الانجليزي وهو حزب ضعيف جداً كانت له لجنة صغيرة تتابع، على انشطة المنظمات الشيوعية في المستعمرات، كنا نتلقى العون من المنظمات الشيوعية المصرية (هم العلمونا فنون العمل السياسي دربوا كوادرنا كيف نطبع بالرونيو وكيف نطبع بدون رونيو، وما هو المنشور وما هو البيان).

    × هل كنتم تتلقون منهم دعماً مادياً؟

    ضحك ساخراً

    = (الناس ديل كانوا تعبانين جدا من ناحية مالية).

    × التمويل كان بجيكم من وين؟

    = من الاشتراكات (فى مرات كنا نأخذ توكيلاً بصرف مواهي بعض كوادر الحزب لاخراج الصحيفة.. ومرات تسدد المبالغ كاملة ومرات لا تسدد).

    × المجتمع وقتها كان مجتمعاً تقليدياً.. وانتم تحملون اطروحة فكرية اذا لم تكن مناهضة للدين، فهي لها موقف سلبي منه؟

    = هذه التحفظات كانت واردة ولكنها لم تكن تمثل العائق الاكبر امامنا.

    × ألم تعانوا من عزلة شعورية؟

    = لم نكن نعاني من عزلة، لأننا كنا في اوساط الحركة الجماهيرية نحيا بنبضه، كنا في اتحادات المزارعين والنقابات وتنظيمات الطلبة... فمن اين تأتي الينا العزلة اذاً؟

    × عندما كنت تذهب ''للقطينة'' هل تترك ''شيوعيتك'' بالخرطوم؟

    = في تلك الفترة قلت جداً زياراتي للقطينة، فلم اجد فرصة لتجنيد زول من القطينة (دا كويس وللا كعب؟)... قالها ضاحكاً

    =نواصل =


    --------------------------------------------------------------------------------

    you will find them at Almidan website
                  

04-10-2007, 01:12 PM

ateif abdoon
<aateif abdoon
تاريخ التسجيل: 09-20-2006
مجموع المشاركات: 810

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ابراهيم نقد... حكاوي المخابيء وأحاديث العلن.. (Re: Imad El amin)

    مشكور يا عماد
                  

04-11-2007, 01:26 PM

ateif abdoon
<aateif abdoon
تاريخ التسجيل: 09-20-2006
مجموع المشاركات: 810

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ابراهيم نقد... حكاوي المخابيء وأحاديث العلن.. (Re: ateif abdoon)

    مداد الذكريات (سلسلة وثائقية)



    مع محمد ابراهيم نقد... حكاوي المخابئ وأحاديث العلن (4)



    إنقلاب شنان تم بعلم ''الحزب'' وكان به ضباط شيوعيون


    تمضى حلقات الحوار التوثيقي مع الاستاذ محمد ابراهيم نقد سكرتير الحزب الشيوعي السوداني وتأتي هذه الحلقة مصحوبة بصور نادرة تنشر لأول مرة، صورة كان فيها الاستاذ نقد طالباً عشرينياً بكلية الآداب جامعة الخرطوم في العام 1952 ،، تتناول هذه الحلقة تفاصيل فترة مهمة في تاريخ الحزب الشيوعي السوداني وتجربة الاستاذ نقد، وهي فترة حكم الفريق ابراهيم عبود،في هذه الحلقة يتكرم نقد بمعلومات وتفاصيل جديدة ستمثل اضافة مفيدة لسجلات تاريخنا المعاصر وجزءاًمهماً يوفر جانباً من مكعبات الحقائق الضائعـة!
    ............................
    ............................
    حوار/ضياء الدين بلال


    --------------------------------------------------------------------------------

    كيف كان نشاطك الاجتماعي ''كشاب'' في الجامعة ببلغاريا؟

    = الجامعة كانت تأخذ الكثير من الوقت، في كلية الفلسفة المحاضرات كانت قليلة، ولكن ما يترتب عليها كان كثير من الجهد في المذاكرة والاطلاع.. ما عدا ذلك كنت أشارك في كل أنواع النشاط المسائي للشباب.....

    (قالها ضاحكاً)

    * نتحدث عن عودتك للسودان بعد انتهاء الدراسة الجامعية ببلغاريا؟

    = انتهيت من آخر امتحان في يونيو.1958 ذهبت بعدها الى براغ.. كان ابراهيم زكريا هنالك امضيت معه فترة من الزمن.. كانت هنالك اشياء كثيرة في حاجة لترجمة ومراجعة ومتابعة.. ابراهيم زكريا كان هو ممثل النقابات في اتحاد النقابات العالمي، وهو من المؤسسين للحزب واحد قياداته، ومن هنالك عدت الى السودان.. كان ذلك فى شهر سبتمبر 1958وفي نوفمبر وقع انقلاب عبود.

    * ما هي المتغيرات التي لاحظتها بعد عودتك؟

    = سبق وان عدت الى السودان في 1956 فقدت طالبت بالعودة لغيابي عن السودان لثلاث سنوات وكنت فيها مقطوعاً عن اخبار السودان وعن مجرى الحياة السياسية والاجتماعية.. كان من الضروري بعد عودتي النهائية أن اجلس مع أكبر عدد من الاصدقاء والمعارف من كل الاتجاهات للتعرف على الاوضاع أكثر، وقبل ان اتمكن من ذلك جاء انقلاب عبود وقلب كل شئ رأساً على عقب.

    * ماهي وضعيتك في الحزب في ذلك الوقت؟

    = كنت في الجبهة الثقافية ومتعاوناً مع صحيفة الميدان التي كانت

    علنية وقتها.. وكان تركيزي اكثر على الجبهة الثقافية وعلى العلاقات الخارجية.

    * في ذلك الوقت كنتم تتلقون دعماً ''سخياً'' من المعسكر الاشتراكي.. أليس كذلك؟

    = المعسكر الاشتراكي ساعدنا في البعثات الاكاديمية التى كنا نختار لها شيوعيين وغير شيوعيين، وكل الدول الاشتراكية كانت تقدم منحاً لحكومة السودان وللحزب الشيوعي، كما اننا استفدنا من الدعوات لحضورالمؤتمرات والمهرجانات، استفدنا من تدريب الكوادر وتأهيلهم وتوسيع مداركهم بالاحتكاك مع شباب من جنسيات مختلفة، نعم.. كنا نشرك في المنح طلاباً غير شيوعيين.. هذه حقيقة.

    * قد يكون ذلك لاستقطابهم؟

    = الامر كان في مرات كثيرة يتعلق بأسر قدمت لنا كثيراً من الدعم، كما كان هنالك طلاب شيوعيون يرشحون بعض زملائهم لتلك البعثات، وكنا نقدم الفرص لبعض الطلاب الذين تم فصلهم من الجامعات لاسباب سياسية.

    * كيف نصدق انكم لم تكونوا تتلقون دعماً مباشراً من المعسكر الاشتراكي؟

    = (دعم بالمعنى دا ما كان موجود، الناس كانوا بقولو الكبريت ابو مفتاح الموجود في الاسواق مرسل من تشيكوسلفاكيا لدعم الحزب الشيوعى، كانت تلك اشاعات فولكلورية.. دعم مالي في ذلك الوقت

    لم يكن يقدم لنا ،نحنا ما كنا محتاجين ليهو، رغم انو حزبنا حزب فقير لكن صلتو بالناس وفرت له ما يعينه على تأدية مهامه).

    * نعود لانقلاب عبود؟

    = نعم.. في ذلك الوقت قدمت لاول محاكمة عسكرية، سأحكي لك قصتها: الشفيع كان في مصر ويعتزم السفر للعراق للتوسط بين مجموعة عبد الكريم قاسم والحزب الشيوعي العراقي فالخلاف بينهم كان على اشده.. وذهب ليقول لهم ان الصراع سيكون في مصلحة الاستعمار والقوى القديمة ولكن وهو في مصر حدث الانقلاب في السودان فاضطر للعودة للخرطوم، بعد علمي بعودته ذهبت له في اتحاد النقابات للسلام والتحية، وهو ذهب لهنالك لجمع اوراقه بعد ان قام نظام عبود بحل الاتحاد.. وعندما كنا نتبادل اطراف الحديث جاء رجال البوليس و قالوا لنا: انتم في اجتماع غير مشروع.. قدمنا للمحاكمة انا تمت تبرئتي والشفيع حوكم بخمس سنوات وقاسم امين ومحمد احمد عمر وشاكر مرسال بأقل من خمس سنوات.. في 1959بعد فترة وجيزة من كل ذلك جاء انقلاب شنان الاول والثاني.

    * ما علاقة الحزب الشيوعي بهذين الانقلابين؟

    = (كنا بنؤيد ناس شنان.. ومن أول يوم كنا ضد حكم عبود).

    × تأييد فقط ام مشاركة؟

    = كان رأينا في انقلاب عبود انه من تدبير عبد الله خليل و لمصلحة الامريكان، في بداية تحرك انقلاب شنان في مارس 1959 كان معهم ضباط شيوعيون هذه حقيقة.

    * بعلم الحزب؟

    = نعم.

    (نحنا كل زول بعمل انقلاب ضد ناس عبود كنا سنقيف معه).

    * قيل ان الحزب الشيوعي أول حزب ابتدر النشاط السياسي داخل الجيش؟

    = (دا خليهو هسع .. حنجيهو براه عشان نتكلم بوثائق).. لكن بعد المحاولة الانقلابية لمجموعة شنان الاوضاع هدأت نسبياً وبدا هنالك انفراج نسبي.. كانت هنالك محاولة لتطوير فكرة الانقلاب الاول ولكن المحاولة الثانية فشلت كذلك، عندها اضطررنا للاختفاء.

    * كان ذلك أول عهدك بالاختفاء؟

    ضحك وصمت قليلاً

    = ثم قال (كانت حكاية كوميدية انا طبعاً وقتها ما كنت معروف نسبة لوجودي لفترة طويلة خارج البلاد لكن برضو البعرفوني ما كانوا شوية.. الاختفاء كان بسيطاً وبدائياً.. نمشي نؤجر البيت بأنفسنا، البيوت كانت سهلة وكان في زول بجيب ليك الاكل وواحد بجيب ليك الجرائد، كان الاختفاء بقرار من الحزب، عادة المتفرغين في تلك الظروف من الافضل لهم الاختفاء فميزة المتفرغ انه يستطيع العمل تحت الارض وفوقها، اختفينا في 1959 الحياة كانت سهلة وجبهة العداء لنظام عبود كانت واسعة وجبهة التعاون لاسقاطه كانت واسعة ايضاً.. انا ما كنت بعرف الطبيخ لأنو ما عشت عزابي، كنت إما عائش مع اسرة او في الداخلية، وفى الاختفاء

    تعلمت من ناس عطبرة من سمير جرجس ومن محمد احمد سليمان، تعلمت منهما ''دبارة'' المعيشة والسكن).

    * كيف كانت الاجهزة الامنية في عبود؟

    = كانت في اغلبها من كوادر البوليس السري.

    * كيف كانت كفاءتها؟

    = كفاءتها لم تكن متدنية، البوليس السري كان قادراً على الرصد والمتابعة والتحليل والامساك بالخيوط والصبر عليها وتتبعها للوصول الى الهدف.. لكن البوليس السري كانت طبيعته الوظيفية تفرض عليه انماطاً من سلوك الخدمة المدنية، مثل تناول وجبة الغداء في البيت، فكانت هنالك فرص متاحة للحركة بالنسبة لنا، والمشاكل تأتي من ان يلتقي بك صدفة من يعرفك ويرفع صوته منادياً لك باسمك.

    * هل كنت تتنكر؟

    = (هل تصدق إنو في كل سنوات اختفائي في زمن عبود والنميرى والجماعة ديل لم اتنكر رغم ان كل الوسائل موجودة ومتوفرة.. أنا كنت بلبس جلابية وعمة فقط لم أكن احتاج للتنكر).

    * كيف كان قلق الاختفاء الاول؟

    = كان هنالك قلق مصدره عدم علمك بمدة الاختفاء. فقد كنا شباباً لنا رغبة في الحركة (بنستنا الليل اجي عشان نطلع.. نطلع نمشي وين؟ دا شئ تاني، ولكن المهم ان نخرج ونلتقي بالاصدقاء

    وذلك لم يكن متاحاً في أيام الاختفاء لكن في مرات كنت اطلب مقابلة بعض الاصدقاء فيرتب لي ذلك، الصحف كانت توفر قدراً معقولاً من المعلومات.

    * هل استطاع بوليس عبود اختراقكم؟

    = نعم.. حدث ذلك، كانت هنالك اختراقات وبلاغات وخسائر، وهذا يحدث في كل تجارب العمل السري.

    * احكي لنا تجربة؟

    = في مرة في عهد عبود كان هنالك ''بلاغ''. البلاغ كشف محطة محددة كنا نوزع منها منشورات لبعض الاقاليم وتم الهجوم على البيت ووجدت المنشورات بالمنزل، الاختراقات لم تكن تتم من جانب عضوية الحزب في ما عدا حالة واحدة في عطبرة، ولكن كانت تتم من بعض المقربين للحزب او من شخص او مواطن عادي رأى شيئاً ما فقام بتبليغ الجهات الامنية.

    * السوفيت هم الذين دربوكم على العمل السري والاختفاء؟

    = لم يكن في عهد عبود. تم ذلك بعد ثورة اكتوبر حيث أصبحنا نستعد لمواجهة أي انقلاب عسكري.

    × هل كانت أجهزة عبود تجد عوناً امريكياً لمواجهتكم؟

    = كانت تدعم من المخابرات الامريكية.. تقدم لهم الدعم وتحلل لهم الوثائق وترتب لهم قوائم الاعداء والمخاطر المحتملة.. لكن في الاخير أسلوب البوليس لم يتغير، فروح البوليس كانت طاغية والبوليس تسود فيه ثقافة الخدمة المدنية.

    * هل كنت تذهب للقطينة؟

    = في كل فترات الاختفاء لم اذهب للقطينة لأن من السهولة التعرف علي هنالك، في أيام مايو ذهبت للقطينة مرة واحدة فقط، قضيت هنالك ليلة وغادرتها صباحاً، فقد كانت والدتي مريضة وكان لابد لي من زيارتها.

    * هل اقتربت أنفاس السلطات منكم في مرات؟

    = اقتربوا في مرات كثيرة لكننا دائماً نكون نحن الاسرع في تغيير المواقع.

    * هل كنتم مخترقين بوليس عبود؟

    = لا أستطيع أن أقول لك نعم أو لا..!

    (لكن ناسم كانوا معروفين بالنسبة لنا، الشيوعيون كانوا في كل مكان، واذا البيت الذى كنت تختفي فيه بجواره ناس ما مضمونين، بجوا ناس وبكلموك ويقولو ليك احسن تتخارج).

    * علاقتك بعبد الخالق وقتها كيف كانت؟

    = كان يحضر الينا في منزل الاختفاء بود نوباوي لانجاز بعض التقارير والدراسات.

    * كم كان عدد الشيوعيين وقتها؟

    = في ايام السرية في عهد عبود كانوا عدة مئات.

    * حينها تجددت الخلافات داخل الحزب مرة أخرى؟

    = نعم.. في عام 1963 ظهرت الخلافات الصينية السوفيتية، كان في اللجنة المركزية للحزب المرحوم احمد شامي والمرحوم يوسف عبد المجيد وكانا قد اعلنا تأييدهما للجانب الصيني. وفي العام 1964 وقع الانقسام قبل اكتوبر فقد كان رأي شامي وعبد المجيد انتهاج اسلوب الكفاح المسلح على الطريقة الصينية وكنا نحن مع الاتحاد السوفيتي.

    * في ذلك الوقت كنتم ضد العمل المسلح؟

    = كان هنالك عمل مسلح، لكن ليس على طريقة الثورة المسلحة، الصعود الى جبال النوبة والهبوط من هنالك للزحف على الخرطوم، كما كانت ترى مجموعة المرحوم أحمد شامي.

    * لكن كان الخيار الانقلابي هو خياركم؟

    = طوال العام 1959الى أوائل العام 1960جميعنا كنا في انتظار انقلابات تخلصنا من نظام عبود، ولكن بعد انقلابات مجموعة شنان ومحيي الدين والتصفيات التى تمت في العام 1960 داخل الجيش فكل تكوينات القوى السياسية أُزيلت من الجيش، فلم يعد خيار الانقلاب ممكناً، حزبنا في يوليو1961 قرر اسقاط نظام عبود بالاضراب

    السياسي لا بالانقلابات.

    * التصفيات لحقت وجودكم داخل الجيش؟

    = (نعم نحنا وقتها انضربنا ضربة كبيرة، محمد محجوب وحسن ادريس تم فصلهما من الجيش).

    * محمد محجوب هو شقيق عبد الخالق لذلك من الطبيعي فصله من الجيش، وهو هدف مكشوف لماذا اعتمدتم عليه؟

    = هذا الامر كان لا يفرق كثيراً .. في ذلك الوقت كونه شقيق عبد الخالق ليست قرينة يفصل بها من الجيش، لكن محمد محجوب اشترك في انقلاب علي حامد لذلك تم فصله من الجيش.

    * اقالة ضابط هل كانت تحتاج لقرائن؟

    = كانت تحتاج لحيثيات. كل شئ كان يتم بالقانون واللوائح ناس عبود كانوا جزءاً من الخدمة المدنية وهى خدمة منضبطة (الفوضى

    دي جات فيما بعد) حتى عندما يريدون فصل واحد من كبار الموظفين كان يفصل بالقانون (31ب) مثل داؤود عبد اللطيف الذى نقل لعبود انه كان يسخر منه، فتم فصله بالمادة (31ب) مع حفظ كل حقوقه، نظام عبود لم يأخذ الطابع السياسي ولم يسع لتكوين تنظيم سياسي.

    * عبود لم يسع لتكوين حزب سياسي؟

    = (أبداً. ابداً لم يسع لذلك).

    * المسألة دي ريحتكم؟

    ضاحكاً

    = جداً ..!

    عبود حاول ان يحكم بمجلسه العسكري فقط، وفي فترة طرح من أفكار أبورنات فكرة تكوين مجلس تشريعى (عبود كان رجلاً تقليدياً حتى ما كان بعرف يخطب امام الجماهير كان ممكن ينزل المعاش بهدوء، لولا الهدية التي تلقاها من عبد الله خليل).× انتم قاومتم عبود لانه جاء من جهة يمينية؟

    = نعم.. عبود جاء من جهة يمينية وسار في اتجاه اليمين (هو ما ممكن كان أبقى يساري ابداً)، الدينمو المحرك للمجلس كان هو احمد عبد الوهاب (وهو حزب أمة وعسكري متميز ولمن جو ناس شنان ومحيي الدين أول زول شالو كان أحمد عبد الوهاب لأنو كان رجلاً خطيراً).

    * انتم انتقلتم من السعي لاسقاط نظام عبود للاشتراك في النظام؟

    = (زي ما دخلنا في البرلمان دا، الحقيقة المهمة ان البرلمان في

    السودان مكان مهم، اذا وجد البرلماني الجيد وهو يتيح لك فرصة لقول رأيك وتسجيل مواقفك والتعريف بكوادرك. نحن في نظام عبود اشتركنا في المجالس البلدية و...).

    مقاطعة

    * كيف تم اتخاذ القرار؟

    = الامر طرح للنقاش.

    * من الذى طرحه؟

    = ناس عبد الخالق وقاسم.

    هم زهدوا في الانقلابات فقد كان الحديث والونسة اليومية عن الانقلابات (الناس كانوا جالسين ومنتظرين انقلاب يأتي من الباب أو يدخل من الشباك).

    * منتظرين أم ساعين لتحقيقه؟

    = كيف ما ساعين لتحقيقو؟..

    (ضحك)

    = ثم قال: (المرحوم صلاح عبد السلام كان مسجوناً في كوبر ومع ذلك كان يخطط لانقلاب، ناس عبود كانوا معزولين، الضباط الصغار لم يكونوا معهم كانوا ضدهم).

    * المشاركة في المجالس البلدية هل كان هنالك اعتراض عليها داخل الحزب؟

    = كانت هنالك مناقشة.. هنالك من قبل وهنالك من رفض.

    * أنت كان موقفك شنو؟

    بحزم

    = قال: مع الدخول للمجالس البلدية.

    * هل كنتم تسعون لاسقاط النظام من الداخل؟

    = ابداً ابداً.

    (نحن كانت رغبتنا كيف نتعلم نخدم المواطنين عبر هذه المجالس، نحن كنا لسع ماعندنا تجربة تصدق.. نحن مرشحنا للبرلمان قاسم أمين رفض من الترشح لانو لم يبلغ السن القانونية).

    * هل كانت لكم مفاوضات مع نظام عبود؟

    = لا..

    لانهم قيادات تقليدية كانوا يفاوضون السيد عبد الرحمن والسيد علي فقط.

    * ألم يكن هنالك أي تفاوض بينكم؟

    = عبد الخالق كان يلتقي بحسن بشير بحكم انه من الحلفايا، ولم يسع لهم ولم تكن له علاقة شخصية مع قيادي بمجلس عبود.. وعندما كان عبود يرتب للسفر للاتحاد السوفيتي طلب مقابلة عبد الخالق وحدث اللقاء، لان أي تحسن في العلاقة مع الاتحاد السوفيتي ستحد من التغول الاميركي وذلك لمصلحة السودان. هذا اللقاء تم من تلك الزاوية. هو لم يترتب عليه حتى اطلاق سراح معتقلي الحزب.

    * اذاً.. ماذا تم في اللقاء؟

    = قلت لك عبد الخالق كان ينصح عبود بأن التعاون مع الاتحاد السوفيتي سيعود للسودان بفوائد عديدة.

    * هل كانت تلك محاولة لتغيير اتجاه نظام عبود نحو اليسار؟

    = ابداً ابداً..!

    * اذاً لماذا ينصح عبد الخالق رئيس نظام كان الحزب الشيوعي يسعى لاسقاطه؟

    = عبود كان مسافراً لروسيا والتقارب بين السودان والاتحاد السوفيتي سيكون في مصلحة السودان كدولة من ناحية اقتصادية وعسكرية.

    * كأن الحزب الشيوعي يقدم اجندة الخارج (مصالح السوفيت) على أجندة الداخل (معارضة عبود)؟

    = الدليل على عدم صحة هذا التحليل بعد اسبوعين فقط.. عبود قام باعتقال عبد الخالق ومعه آخرون.

    (نواصل)
                  

04-15-2007, 01:09 PM

ateif abdoon
<aateif abdoon
تاريخ التسجيل: 09-20-2006
مجموع المشاركات: 810

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ابراهيم نقد... حكاوي المخابيء وأحاديث العلن.. (Re: ateif abdoon)

    مداد الذكريات (سلسلة وثائقية)


    مع محمد ابراهيم نقد... حكاوي المخابيء وأحاديث العلن.. (5)


    اعترف.. هنالك قصور في موقف الحزب الشيوعي من الدين..!


    حوار/ضياء الدين بلال


    في هذه الحلقة نتناول مع الاستاذ محمد ابراهيم نقد سكرتير الحزب الشيوعي قضايا ذات اهمية وحساسية كبيرة متعلقة بفترة ثورة اكتوبر وما بعدها خاصةً قصة حل الحزب الشيوعي وعلاقة الحزب بموضوع الدين..ورأيه في مواقف بعض الزعماء في تلك الفترة..!



    --------------------------------------------------------------------------------

    * متى شعرتم باقتراب لحظات انهيار نظام عبود؟

    - بعد فشل كل المحاولات الانقلابية كان الخيار المتاح هو اللجوء لخيار الاضراب السياسي.. وبدأ الترتيب لذلك عبر كل اشكال العمل السياسي، واستطاعت القوى الوطنية بمختلف اتجاهاتها ومواقفها ان تسير في هذا الاتجاه الى ان وصلت لغايتها باسقاط النظام.

    * قيل ان دوركم في اكتوبر ليس بالحجم الذى تدعيه ألياتكم الاعلامية؟


    - حتى لا يكون ما تقول فتحاً لباب المغالطات فقط.. ارجو ان تعود لكتاب «ثورة شعب» هنالك ستجد مواقف الحزب من نظام عبود ودوره في اسقاط النظام ستجد ذلك موثقاً تماماً.

    * اكتوبر صنعها الاسلاميون؟


    - اذا ادعوا ذلك (فمبروك عليهم).

    * لولا ندوة الترابي بجامعة الخرطوم لما كانت اكتوبر؟

    - هذا نسخ لدور كل القوى الوطنية الاخرى وهي ليست محصورة في الاحزاب السياسية فقط، هنالك العمال والمزارعون والمهنيون والطلاب والنساء والحركة الجنوبية السياسية والعسكرية وحركات دارفور وحركة اهالي وادي حلفا ضد التهجير جميعهم اسهموا فى اكتوبر..فليس من الانصاف تسجلها باسم شخص واحد او حزب واحد.

    * قيل انكم ادعيتم ان الترابي عضو في الحزب الشيوعي بعد ندوة الجامعة؟

    - ذلك لم يحدث.

    * صدر ذلك من فرعية الحزب بعطبرة؟


    - ذلك غير صحيح هنالك احياء من اعضاء الحزب بعطبرة يمكن الرجوع اليهم.

    * قلتم كذلك ان القرشي عضو بالحزب الشيوعي؟

    بحزم:

    - القرشي عضو بالحزب الشيوعي قامت اكتوبر أو لم تقم..ارجو ان تسأل الاستاذ تاج السر مكي كان معهم في تنظيم الحزب بالجامعة ولكنه لم يكن كادراً جماهيرياً معروفاً.

    * حاولتم السيطرة على جبهة الهيئات؟

    - الهيئات كانت تنتخب مندوبيها وانتخبت عدداً من اعضائنا نسبةً لمواقفنا وشعاراتنا،وكان بها ممثلون للاخوان المسلمين والاتجاهات السياسية الاخرى.

    * وتم حل حكومة سر الختم الخليفة؟


    - نعم ..كانت تلك انتكاسة لاكتوبر لانها ابعدت ممثل العمال والمزارعين.

    * كانت نكسة لحزبكم؟


    - ذلك غير صحيح.

    الحركة السياسية في السودان ليست كالحركة السياسية في انجلترا محصورة في احزاب محددة، الحركة السياسية في السودان تضم النقابات والاتحادات والطلاب وكل القوى الحديثة وحتى المنظمات القبلية والجهوية.

    * 'حزبكم بعد اكتوبر؟

    - قال :الفترة التي أعقبت اكتوبر ابرز ما يميزها فوزنا في دوائر الخريجين باثنتي عشرة دائرة و فوزنا بـ «25%» من الاصوات في دوائر العاصمة، فقد استطاع الحزب ان يصل لمناطق كانت بعيدة عن نشاطه الحزبي،وكان من المهم جداً لنا الاسراع في اصدار صحيفة الميدان، فالحزب في فترة السرية كان في حالة كمون وضعف ترتب عليها تساقط العضوية، لذا كان لابد من التواصل مع الجماهير عبر الندوات والاجتماعات الموسعة،وقتها طرحنا مشروع الحكم الذاتي لجنوب السودان وظهرت مشاكل المناطق المتخلفة وبرزت جماعات للتعبير عن تلك المناطق،نعم اكتوبر هزت ساكن الحياة السودانية، ظهرت الروابط الاقليمية وامتلأت العاصمة الخرطوم بالجمعيات والروابط الاقليمية واصبحت تلك الروابط جزءاً من الحركة السياسية .

    * كانت لكم اذرع داخل تلك التنظيمات..أليس كذلك؟

    ابتسم

    - ثم قال:اذا كان هنالك شيوعي في تلك الروابط فقد كان عليه ان يسير معهم في اطار مطالبهم (موش عشان يبلشفهم).

    * مؤتمر البجا..كان على قيادته شيوعيون معروفون؟

    - مؤتمر البجا.. تأسس قبل اسبوع من انقلاب عبود، وحضر اجتماعه التأسيسي السيد عبد الله خليل رئيس الوزراء آنذاك ،المهم تلاحظ ان ذات مطالب البجا وقتها هي مطالبهم اليوم، نعم بعض قيادات المؤتمر كانوا شيوعيين وكوادر الحزب المتفرغة في كسلا وبورتسودان ساعدوا في تأسيس العمل السياسي للمؤتمر وأهل المؤتمر يعرفونهم بالاسم.. لكن نحن لم ندع ان هذا المؤتمر من اذرعنا السياسية.

    * * يبدو انكم وجدتم صعوبة في تقديم حزبكم باطروحاته الماركسية للريف، فاخترتم استخدام الكيانات الجهوية كواجهات لانشطتكم..هذا فشل يحسب عليكم؟

    - الحزب لا يذهب للجنوب او دارفور أو الشرق بمقولات كارل ماركس، ولكن يذهب اليهم بمطالبهم ،فالاطروحة لابد ان تكون مسودنة ومعطونة في بيئة العمل السياسي.

    * لكن أنتم كنتم وراء تكوين أول حركة مسلحة في دارفور وهي حركة سوني ؟

    - هذا غير الصحيح، نحن طالبنا بمعرفة من وراء هذه الحركة، نحن تعاملنا مع روابط وتكوينات دارفور المدنية ومع احمد ابراهيم دريج وغيره خاصةً في المطالبة بالفيدرالية.

    * مشاركتم في تجربة المجالس البلدية في عهد عبود ساعدتكم فى نتائج الانتخابات..أليس كذلك؟

    - المشاركة قربتنا من المطالب الجماهيرية واعطتنا خبرة اضافية في مجال العمل الخدمي.

    * اذاً استفدتم كما استفادت الجبهة الاسلامية في المشاركة مع مايو وانعكس ذلك في عدد الدوائر التي احرزتها بعد انتفاضة ابريل.. وايضاً كانت في دوائر الخريجين والمدن؟

    - الجبهة كانت تعمل في كل انحاء السودان بسماح ورضا من النميري، ونحن كنا مطاردين من نظام عبود حتى ونحن مشاركون في المجالس البلدية، فاروق أبوعيسى كان مرشح الحزب في ام درمان و كان عادةً يتم القبض عليه بعد كل ندوة.

    * انتم فزتم في دوائر الخريجين واطروحاتكم كانت تخاطب العمال والمزارعين..أليس في ذلك مفارقة؟

    - انت تعلم كان لنا وجود كبير في الاوساط الطلابية.

    * فوزكم في دوائر الخريجين والعاصمة اعطاكم بعداً صفوياً.. كأنكم حزب مثقفين وحزب مدينة فقط لا حزب للطبقة العاملة؟

    - فوزنا في دوائر الخريجين جاء لدورنا في اكتوبر، وقد ظللنا متمسكين بشعارات اكتوبر ،حتى عندما بدأت الاحزاب التقليدية والاخوان المسلمون يتراجعون عنها وينقلبون عليها،الشخصيات التي قمنا بتقديمها للجماهير كانت معروفة على نطاق واسع،نواب الحزب كانت لهم مشاركة واسعة داخل البرلمان يسعون للحفاظ على شعارات اكتوبر وتنزيلها للواقع ومراقبة الحكومة وتقديم مقترحات لها لتجاوز الازمات لا الاكتفاء بالنقد فقط.

    * هذا النشاط داخل البرلمان ..هل أزعج الاحزاب؟

    - نعم ازعجهم جداً ازعج اليمين المحلي والامريكان.

    * الامريكان..؟!

    - نعم..الامريكان.

    * كيف عرفتم انزعاج الامريكان؟

    - عبر صحفهم ومجلاتهم وعبر بعض الرسائل التي ترسل الينا عبر بعض اصدقائهم الذين كانوا يقدمونها لنا بشكل مغلف، الاحزاب التقليدية انزعجت جداً عندما تحركنا في المساحات الممنوعة عندما ترشح عبد الخالق ضد ازهري.

    * لماذا اخترتم تلك المواجهة..أقصد مواجهة الزعيم ازهري بكل رمزيته؟

    - الثورة كانت ثورة قوى حديثة ( ما في قداسة لاي شخص ليس نكران ولكن من حق الآخرين المشاركة في التنافس).

    * كان الأفضل لكم ان تضمنوا لسكرتير الحزب فوزاً سهلاً؟

    - كان ذلك ممكناً حتى داخل ام درمان، ولكن الرسالة المراد ارسالها كانت تقول ان اكتوبر لن تقبل بالوضع الابوي للقيادات القديمة.

    * حتى ولو بالمجازفة بموقع سكرتير الحزب داخل البرلمان؟

    - نعم لابد من الاقتحام ..لابد ان تعرف يا ضياء هنالك معارك لابد من خوضها بغض النظر عن النتائج المترتبة عليها فوز ام خسارة.

    * ازهري غضب من ذلك؟

    - (كان زعلان مننا الى ان مات)..لذلك لعب دوراً كبيراً في حل الحزب الشيوعي.

    * ما هو وضعك داخل الحزب وقتها؟

    - فزت في دوائر الخريجين و دخلت البرلمان وكان عمري 34 عاماً.. بدأت أشعر أكثر بالمسؤولية تجاه ما أكتب وأقول و تجاه سلوكي الشخصي كذلك، كانت تلك فرصة مهمة بالنسبة لي للتعرف والاقتراب من شخصيات سياسية مهمة والتعرف على عمل جهاز الدولة وعلى العمل البرلماني، ساعدنا في ذلك كثيراً المرحوم عزالدين علي عامر والمرحوم حسن الطاهر زروق .

    * أول مشاركة لك في النقاش داخل البرلمان؟

    - كانت عن صراع نشب بين المعاليا والرزيقات، وكانت هنالك مناقشة عن الاوضاع على الحدود السودانية الاثيوبية.

    * استاذ نقد ..من هو شوقي؟

    - هو شاب كان من المجموعة التي انشقت مع القيادة الثورية مجموعة أحمد شامي قبل اكتوبر ولكن كان معروفاً للناس انه شيوعي.

    * هل كانت لك معرفة به؟

    - لم اكن اعرفه وقتها ولا الآن.. هو ظهر فجأة بذلك الحديث ''السخيف'' ..في تلك الايام سبق وتحدثت ثلاث مرات في معهد المعلمين مع ازهري ومحمد جبارة العوض و الاميرنقدالله نحن نعرف كيف نخاطب الناس.

    * كيف علمت بما قاله شوقي؟

    - اطلعت عليه من صحيفة «الراية» التابعة للاسلاميين، شعرت وقتها ان هنالك أزمة قادمة، ذهبت لدار الحزب وهو كان مجاوراً لنادي العمال بالخرطوم سعينا سريعاً في جمع المعلومات، سمعنا ما قيل في خطب الجمعة، و في اليوم الثاني بدأنا في معالجة الامر .

    * هل كانت هي مؤامرة عليكم؟

    - القوى السياسية وجدت فرصة واستغلتها لتصفية حساباتها معنا.

    * ماذا دار في اول اجتماع داخل الحزب بعد حديث شوقي؟

    - عقدنا اجتماعاً عصر الجمعة ،اصبحنا نعبئ - بدون توتر-عضوية الحزب بأن تلك مؤامرة الغرض منها مصادرة ديمقراطية الحزب ومن ثم مصادرتها من الجميع ،ووضحنا موقفنا الثابت من احترام الدين الاسلامي ورموزه واحترام الديانات الاخرى، الالحاد ليس من شروط الانضمام للحزب.

    * لكنه موجود داخل الحزب؟

    - ليس هنالك ملحد داخل الحزب الشيوعي.

    * هل يتدخل الحزب في الخيارات العقدية لعضويته؟

    - كثيراً جدا كان الحزب يتدخل في حالة استفزاز احد الشيوعيين للمشاعر الدينية (الناس البسبو الدين ما بنخليهم)..سلوكنا يقوم على عدم الشذوذ عن المجتمع..من قبل حل الحزب كنا في نقاش مستمر حول موضوع السلوك،لم نضع موجهات محددة ولكن كنا نركز على السلوك المستقيم.

    * ما هو معيار الاستقامة في نظركم؟

    - الا نستفز مشاعر الآخرين مثلاً (ما ممكن تفطر في رمضان،لا يمكن ان تكون في الريف وما تصلي.. في المدينة ما في زول بشتغل بيك).



    * هل ذلك يتم بأوامر تنظيمية؟

    ضحك

    - (نحنا ما عندنا قوائم فيها أفعل ولا تفعل..ولكن هنالك التزام بالسلوك العام).

    * هل هنالك محاسبة على التجاوزات في هذا الجانب؟

    - نعم أقلاها التنبيه ..يتم ذلك دون تزمت.

    * نعود مرة اخرى لما حدث بمعهد المعلمين ..شعرتم بالخطر بعد التحركات التي اعقبت حديث شوقي؟

    - نعم.. ولكن الخطر الأكبر كان على الديمقراطية لم نكن وحدنا في مواجهة الموقف كل القوى التي شاركت في صناعةالثورة وقفت معنا ،حتى داخل حزب الامة وفي الحزب الاتحادي وجدنا مساندة من محمد جبارة وموسى المبارك وحسن بابكر ،هنالك من صوتوا ضد قرار الحل رغم ان ازهري هددهم بالفصل.

    * ازهري وجد فيكم الفرصة؟

    - نعم (لكن ما جا راجع لينا تاني.. السياسة السودانية دي لازم ما تغلق الباب خليهو متركش،بتحتاج ليهو).

    قالها ضاحكاً.

    * ما تقييمك لموقف الصادق المهدي من حل حزبكم؟

    - موقفه لم يكن حاداً (لكن كان ماشي مع التيار،وعندما جاء حكم المحكمة اعتبره حكماً تقريرياً).

    * وماذا عن الترابي؟

    - مؤكد كان وقتها متحمساً جداً لقرار الحل (قد يكون اعاد تقييم موقفه في ما بعد).

    * تبدو علاقتكم ببابكر عوض الله علاقة غامضة بعض الشئ؟

    - لا غموض فيها.. كانت علاقة عادية جداً (نحنا عارفينو هو شنو وهو عارفنا نحنا شنو).

    * هل كانت لكم اتصالات معه؟

    - أنا لم أكن جزءاً منها.

    * هي موجودة اذاً؟

    - طبعاً..منذ ان كان قاضياً بالابيض في ايام الاستعمار (هو راجل وطني جداً ما تنسى ذلك).

    * أهو صديق لحزبكم؟

    - هو من الوطنيين ..يميل لخيار الوحدة مع مصر وبالتالي التعامل مع جمال عبد الناصر.

    * كانت لكم علاقة خاصة به؟

    - ليس معي ولكن مع ناس عبد الخالق.

    * قد تكون العلاقة اثرت على موقفه القضائي من قرار حل الحزب؟

    - ابداً..ابداً.

    هو ليس من هذا النوع من القضاء وذلك بشهادة زملائه .

    * لماذا صدقت الجماهير أنكم تحملون مواقف مناهضة للدين الاسلامي ورموزه وتجاوبت مع قرار الحل أو على الاقل لم تسع لرفضه؟

    - داخل الحزب كانت لنا مناقشات حول موضوع الدين حتى لا يستغل من قبل اليمين ضدنا،ولكن شغلتنا الاحداث السياسية اليومية عن المضي فيها الى المنتهى (وهذا العيب مستمرالى اليوم .. الجانب السياسي أصبح هو الطاغي،نحنا قصرنا في هذا الجانب،ولكن مع هذا لم نعزل عن الشارع السوداني).

    * هل بحثتم عن شوقي وقتها لتعرفوا لماذا قال ذلك أو من وراءه؟

    - لا و الله.. هو كان طعماً استفادوا منه أناس آخرون.

    * كأنك تشير الى ان الحادثة لم تكن صدفة؟

    - ( شوقي مزاجو كان مزاج زول ما هاميهو شئ ..ديل كانوا كتار دخلوا الحزب في الفترات الاولى).

    * كيف كنتم تتعاملون معهم ؟

    - (عادة ما بصبروا ..وبخرجوا من الحزب لانهم ما بلقو مزاجم فيهو).




    (نواصل)
                  

04-18-2007, 08:25 PM

ateif abdoon
<aateif abdoon
تاريخ التسجيل: 09-20-2006
مجموع المشاركات: 810

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ابراهيم نقد... حكاوي المخابيء وأحاديث العلن.. (Re: ateif abdoon)

    تحت الضوء


    مداد الذكريات (سلسلة وثائقية)

    مع محمد ابراهيم نقد... حكاوي المخابئ وأحاديث العلن (6)

    عندما دخل عزالدين السيد.. صمت عن الحديث..!

    نميري.. لن يعترف بهذه الحقيقة (....)..!

    حوار/ ضياء الدين بلال




    يواصل الاستاذ محمد ابراهيم نقد سكرتير الحزب الشيوعي السوداني بطريقته الشيقة في السرد وصراحته التي ادهشت الكثيرين من الذين ظلوا يتابعون هذه السلسلة الحوارية، التي نريد عبرها وبعدها ان نستجلي كثيراً من المواقف والآراء من وجهات نظر مختلفة، بحثاً عن حقائق تناثرت على طرقات الزمان، وذلك للاستفادة من التجارب السياسية التي كثيراً ما نلدغ من أجحارها بلا اعتبار.. يواصل نقد ما انقطع من مداد الذكريات.

    * ماذا كانت خياراتكم بعد حل الحزب الشيوعي؟

    = قررنا ألا نتوقف عن العمل وقمنا بتأجير مبانٍ جديدة، واصدرنا صحفاً وعقدنا ندوات الحزب باسم القوى الاشتراكية. فقد احتفظ الحزب بكل هياكله.

    * فكرتم في العمل في جبهة عريضة من خلال مشروع الحزب الاشتراكي؟

    = نعم.. كان ذلك هو خيارنا المتاح وهو خلق تحالف بين الشيوعيين والديمقراطيين لكنه كان اقرب للتأثر بالتجربة المصرية، وهذا هو مصدر ضعفه ومنبت ازماته لذلك لم يستمر.

    * هل ذلك لأن القوميين العرب كان صوتهم هو الاعلى من صوتكم؟

    = تجربة عبد الناصر لم تستطع ان تنتقل لخارج مصر لانها اعتمدت على كاريزما الزعيم وجماهريته أكثر من اعتمادها على الفكرة ومقدرتها على تغيير الواقع.

    * اذاً.. فكرة التحالف الاشتراكي والتحرك تحت مظلة واسعة.. كانت موقفاً اضطرارياً؟

    = كانت هنالك نقاشات بعد اكتوبر.. هل نعمل كحزب ام في اطار تحالف عريض. ولكن بعد حل الحزب كان الخيار المتاح هو العمل تحت مظلة عريضة، لذا جاءت فكرة الحزب الاشتراكي، وهذه الفكرة بدأت بأزمة وانتهت بأزمة.. في الطريقة التي اعلن بها والاجتماعات والمؤتمرات التي تمت، ومن ثم التراجع عن الفكرة.. أداؤنا فيه لم يكن منظماً ولامحكماً لذلك لم نوفق.

    * لماذا كان أداؤكم، غير منظم؟

    = لم تدرس الخطوات كما ينبغي ان تدرس.

    * كان خيار أزمة بالنسبة لكم؟

    = كان خيار ازمة في تنفيذه لا في فكرته، فالفكرة كانت اسبق.

    * ما هي التأثيرات النفسية التى سقطت عليكم من قرار الحل؟

    صمت

    = ثم قال: الشعور بالمرارة .. الاحزاب التي كنا ننافسها سياسياً وديمقراطياً انقلبت علينا باستخدامها اساليب الضرب تحت الحزام الـ (foul play).

    * ما تأثيرها على العضوية؟

    = كثير من العضوية انكمشت وبعضها اصبح يتردد في التزامه تجاه الحزب، ولكن الحزب ظل محتفظاً بجسده التنظيمي، وقياداته قادرة على التنافس الانتخابي والفوز بدوائر مهمة في البرلمان.

    * ما هي الاسباب المباشرة لفشل تجربة الحزب الاشتراكي؟

    = كنا حريصين ألا يحل الحزب الشيوعي نفسه ويذوب داخل التنظيم الجديد، وهذا الامر وجد اعتراضاً من قوى مؤثرة داخل الكيان الجديد تم التعبير عنها في الاجتماعات التي كانت تعقد بحي المقرن بالخرطوم.

    * ومن هنالك بدأ التفكير في الخيار الانقلابي؟

    = نعم.. كتحالف بين الشيوعيين والقوميين العرب والاشتراكيين.

    * من بادر بفكرة الانقلاب؟

    = البادرة كانت من التيار الناصري داخل التحالف الذي ظل يتحدث عن ان القوى التقليدية ستكتسح الانتخابات، ولابد من التحرك الاستباقي للقوى الاشتراكية وكانت الفكرة تجد الدعم من داخل الجيش. وقد طرح عبد الخالق سؤالاً مهماً لم يجد المتابعة والاهتمام وهو: كيف يستطيع الحزب الشيوعي أن يحافظ على كيانه داخل الحزب الجديد وبعلم الجميع.

    * هل فكرة الانقلاب جاءت من الجيش للمدنيين ام العكس؟

    = ''داير تبري منو فيهم؟''

    ضحك

    * قلت: داير أفهم.. نحن نوثق للتاريخ؟

    = الجيش كان به نشاط سياسي من قبل اكتوبر، وهنالك ضباط ضغطوا على المجلس العسكري كي يستقيل. وفي أوج اكتوبر تم اعتقال ضباط بينهم جعفر نميري والرشيد نور الدين..بدأ النقاش حول الخيار الانقلابي داخل منبر القوى الاشتراكية الذي تكون في 1968 في الانتخابات البرلمانية في ذلك الوقت وكان يضم بابكر عوض الله وامين الشبلي وعبد الخالق محجوب، وكان الاتفاق على ان الانقلاب ليس وحده هو الحل لابد من العمل السياسي الجماهيري الذي يجد مساندة من الجيش.

    * اذاً تم الاتفاق على الانقلاب؟

    = نعم، ولكن الجيش يساند العمل الجماهيري.

    * الجيش يتحرك والشارع يساند ام العكس؟

    = المساندة تأتي من الجيش.

    * هذه فكرة الحزب الشيوعي؟

    = (يا اخي ما كل شئ الحزب الشيوعي ما في ناس آخرين)

    * طيب ماذا عن فكرة الانقلاب داخل الحزب الشيوعي؟

    = الفكرة قديمة.. ولكن تجدد النقاش حولها ابان المناقشة حول فكرة الجمهورية الرئاسية 1968 كان رأينا ان التجديد داخل الاحزاب ماضٍ الى الامام، وكانت هنالك مجهودات الشريف حسين داخل الحزب الاتحادي، والصادق المهدي داخل حزب الامة، كما ان هنالك وعياً بدأ يسري في الرأي العام. وفي مارس 1969 طرح موضوع الانقلاب ووجد مساندة من مجموعة احمد سليمان وسورج.

    * هل هذا اول ظهور لمواقف احمد سليمان الانقلابية؟

    = هذه المواقف كانت لها جذور في الماضي فهي لم تظهر فجأة.

    * هل كان هو المسؤول عن الاتصال بالجيش؟

    = نعم.. وقتها كان هو المسؤول عن الاتصال بالجيش.

    * احمد سليمان انقلابي صريح.. هل مجموعة عبد الخالق كانت ضد الفكرة ام انها ترى الظرف غير مناسب؟

    = قلت لك كان الرأي ان هنالك مظاهر تقدم واستنارة داخل الاحزاب التقليدية وفي الرأي العام يجب الصبر عليها حتى تصل نهاياتها، هنالك حركة جماهيرية يمكن ان تحدث تغييراً والتفكير الانقلابي سيجهض كل ذلك.. ولكن بدأ طرح فكرة الانقلاب داخل تنظيم الضباط الاحرار وعندما طرح للتصويت سقط. ولكن القوميين العرب اصروا على القيام بالانقلاب.

    * كنتم على متابعة لكل المناقشات داخل تنظيم الضباط الاحرار؟

    = كنا على متابعة دقيقة جداً. وفي يوم 24 مايو ارسل لي عبد الخالق وذهبت اليه ووجدت معه الشفيع. عبد الخالق قال لي انه كان على موعد مع فاروق حمد الله للوقوف على تفاصيل المناقشات حول الانقلاب ولكنه لم يحضر،الشفيع قال انه التقى باحد الضباط واخطره انه تم اختيار جعفر نميرى ليكون على رأس الانقلاب.

    * هل كان هنالك تحفظ عليه عندما ورد الاسم؟

    = ابداً.. لم نكن نفضل ضابطاً آخر عليه.

    * هل صحيح أن نميرى قدم طلباً بمدني للانضمام للحزب ورفض؟

    = هذا غير صحيح (كان قدم طلب كان اداني ليهو أنا بحكم العلاقة التي بيننا). هو كان استقلالي أقرب لحزب الامة.

    * ألم تكن هنالك دراسة لشخصيته واحتمال ان يكون ضابطاً مغامراً؟

    = نميري وسط دفعته كان معروف عنه انه رجل منضبط وعلى صلة جيدة بزملائه الضباط وبجنوده، فهو متواضع و غير متعالٍ وهذا معروف عنه في كل الوحدات التي عمل بها.

    * بحكم علاقتك الشخصية هل كنت تسعى للتقريب بينه والحزب الشيوعي؟

    =لم يكن هنالك وقت لذلك اللقاء، فقد كان قبل التحرك بيوم.

    * كنتم على علم بموعد الانقلاب؟

    = نعم .. لنا ضباط وصف ضباط في الجيش، كما ان نميري وهو في طريقه لخور عمر التقى بعبد الخالق.. واقتنع النميري بعد المناقشة بينه وعبد الخالق بفكرة تأجيل الانقلاب، وقال للقوات المعسكرة بخور عمر: (لم استطع ان أقنع حتى صديقي محمد ابراهيم نقد)..ورد عليه الضابط محجوب برير محمد نور بأنه قد قام بتعبئة الجنود واذا لم يقرر النميري التحرك فسيتحرك هو نحو الخرطوم فقد وثق محجوب لهذه الواقعة في احد كتبه .

    * نميري.. هل كان يمكن ان يتراجع عن الانقلاب؟

    = اذا التقينا به قبل فترة كان يمكن ان يقتنع بفكرة التراجع عن الانقلاب.

    * لماذا لم تسعوا لحماية الديمقراطية؟

    =(تقصد ان نبلغ عليهو؟)...

    ''المجالس امانات''.

    * وماذا عن امانة الحفاظ على الديمقراطية؟

    = ليست بهذه الطريقة (الزول ائتمنك تمشي تبلغ عليهو؟..تاني حتشتغل سياسة كيف؟.. اياك ان تفعل ذلك لا في السياسة ولا في الصحافة).

    * هل كان ذلك اول لقاء بين الرجلين نميري وعبد الخالق؟

    = كانت هنالك لقاءات اجتماعية في منزل المرحوم بابكر كرار ولم تكن في اطارعمل سياسي.

    * نقطة مهمة ارجو التوقف عندها قليلاً..هل كانت هنالك اصابع للمخابرات المصرية في الانقلاب؟

    = ليس لديّ معلومات عن هذا الامر.. لكن من الناحية السياسية العامة وارداً ان يكون لهم علم.

    * عن طريق من؟

    ضحك ساخراً.

    = ثم قالما يصحش).

    * الخلاف بينكم ومايو ،أنكم كنتم تريدون سيطرة الحزب على الحكومة على الطريقة السوفيتية؟

    = هذه تحليلات وتخرصات ..من الافضل ان يتم التعامل مع الحقائق كما هي، نحن كنا نرفض الدخول في الحلقة الشريرة للانقلابات.

    * ولكنك قلت من قبل انكم فى تجمع القوى الاشتراكية كنتم تتناقشون حول الخيار الانقلابي..ألم يكن ذلك جزءاً من الحلقة الشريرة التي تشير اليها؟

    = لا تخلط الاوراق مع بعضها البعض، الحديث داخل اجتماعات القوى الاشتراكية كان الهدف منه اعادة تجربة اكتوبر مرة اخرى عبر عمل جماهيري يجد مساندة من قبل القوات المسلحة،وقبل ان تكتمل هذه المناقشات سارع القوميون العرب لتنفيذ الانقلاب.

    * اكتوبر كانت ضد نظام عسكري، وانتم ترتبون لاسقاط نظام ديمقراطي؟

    = في اجتماعات القوى الاشتراكية لم يكن الانقلاب هو الخيار الاول (اذا رجعت لدار الوثائق القومية ستجد نسخاً من ميثاق القوى الاشتراكية الذى صدر العام 1968).

    * لكنكم تنازلتم عن موقفكم وسارعتم لتأييد النظام والعمل من داخله ورتبتم لمسيرة 2يونيو؟

    = عبد الخالق كان يرى الانتظار للتأكد من مدى التزام النظام بالاطروحات التي نادى بها ولكن كان هنالك رأي بتقديم الدعم الجماهيري للنظام لإعانته على تطبيق الشعارات التي جاء بها.

    * لكنكم سعيتم لتوفير دعم للحزب من الاتحاد السوفيتي؟

    = الاتحاد السوفيتي كان له موقف من مايو مستقل عن موقف الحزب بالداخل..فهو كان أميل لمراعاة مصالح مصر وتأمين ظهرها أكثر من اي شئ آخر.

    * عبد الخالق في مؤتمر الاحزاب الشيوعية بموسكو العام 1969 دعا لدعم حكومة مايو واعتبرها امتداداً لأكتوبر؟

    = هو كان يتحدث عن تقييم التجربة ومدى التزامها بالشعارات التى رفعتها.

    * هو تحدث عن دعمها سياسياً واقتصادياً ضد الاستعمار الحديث؟

    = ارجو ان ترجع لنص الخطاب وهو موجود في ارشيف عدد من الصحف. الخطاب تم بعد مناقشة السوفيت وتمت مع عبد الناصر.

    * عبد الخالق ظهر في عدة منابر لمايو؟

    = ظهر في ليلة سياسية واحدة فقط..كانت في الندوة التي اقيمت بنادي العمال ببحرى من قبل القوى الاشتراكية و.

    * ولكنه تحدث بعد النميري وفي ذلك تجاوز للبروتكول وتأكيد لدور الحزب داخل مايو؟

    = (حقيقة لانو الجمهور دا جمهورنا.. النميري كان داير يتحدث براه، وداير عبد الخالق يتحدث قبالو عشان اضطر لمدحه والثناء عليه).

    * العلاقة بينهما هل كانت تعاني من اعراض الحساسية بين العساكر والمدنيين؟

    = هذه الحساسية موجودة بين اطراف الحزب الواحد، لكن الخلاف كان حول المواقف والآراء.. (في تقديري الشخصي ان جعفر نميري لديه حساسية تجاه السياسيين من اليسار او اليمين.. قد لا يعترف بذلك).

    * لماذا لم تحاول التقريب بين الرجلين كما جمعت بينهما من قبل؟

    = كنت مقتنعاً ان النميري لن يقبل بالحزب الشيوعي الا ان يكون تحت يده.(ومع ذلك حاولت وذهبت للنميري وفي اثناء الحديث، دخل عزالدين السيد فقد كان صديقاً للنميري منذ ان كانا في الفاشر، واستأذنت بالانصراف.. وعند الباب قلت للنميري: رأيك شنو في اللقاء بعبد الخالق؟ قال لي: انا بيتي فاتح.. قلت له عبد الخالق ما جاي اتغدى معاك!.. ودعته وذهبت لعبد الخالق وقلت له: اصرف النظر عن هذا اللقاء).

    * هل كانت هنالك محاولة لايجاد طريق ثالث بينكم والنميري؟

    = حاولنا ذلك على ان يقوم التفاهم على استمرار البرنامج المعلن، وان يحافظ الحزب على وجوده المستقل والا يذوب في الاتحاد الاشتراكي مع استمرار التحالف الواسع.

    * كان الاولى ان يكون الاهتمام ببرنامج الحزب لا باسمه، التمسك بالاسم يدل على عدم المرونة؟

    = هنالك فرق بين الدخول في تحالفات واسعة وبين الدعوة لإذابة الحزب..نحن مع التحالفات وضد التذويب.

    * ماذا كان دورك وقتها؟

    = كنت نشطاً في جوانب العمل السياسي والتنظيمي.

    * متى رأيتم ان العلاقة مع مايو قد بلغت قمة التوتر؟

    = في 16 نوفمبر 1970 بعد عزل بابكر النور وهاشم العطا وفاروق حمد الله.

    * قبل ان اختم هذه الحلقة .. هل التقيت بنميرى قريباً؟

    = ولا حا أقابلو أبداً.

    نواصل
                  

04-21-2007, 10:44 AM

ateif abdoon
<aateif abdoon
تاريخ التسجيل: 09-20-2006
مجموع المشاركات: 810

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ابراهيم نقد... حكاوي المخابيء وأحاديث العلن.. (Re: ateif abdoon)

    مداد الذكريات (سلسلة وثائقية)



    مع محمد ابراهيم نقد... حكاوي المخابيء وأحاديث العلن.. (7)


    الحـزب لم يقــرر انقلاب «19»يوليو!


    نميري لم يضع «السم» في طعام عبد الخالق!



    حوار/ضياء الدين بلال





    تمضي حلقات (حكاوي المخابئ وأحادث العلن) مع الاستاذ محمد ابراهيم نقد الى ذروة التوتر والقلق في الاتجاه نحو الختام،ونعد الذين اتصلوا بنا للتعليق على بعض ما قيل أوالرد على بعض ما ورد، بأننا سنفسح مساحة مقدرة لنشر ردودهم وتعليقاتهم..فقد اتصل بي الاستاذ نقد وطلب مني ضرورة ان تتاح الفرصة لآخرين ليرووا الاحداث كما يرونها حتى تكتمل اوجه الحقائق..وذلك ما سنفعله ان شاء الله.


    --------------------------------------------------------------------------------

    * بعد وصول العلاقة بينكم والنميري نقطة اللا عودة بطرد الضباط الثلاثة (بابكر وهاشم وفاروق)..ما هو الدور الذي كنت تقوم به داخل الحزب انت محمد ابراهيم نقد؟

    - كنت مشغولاً بالمساهمة في ترتيب الاوضاع الداخلية للحزب.. وفي العمل السياسي كنت أذهب الى الندوات وأقول رأيي.. ولم أحاول ان التقي بالنميري وكنت أعرف انه لا سبيل للتفاوض معه ، ثانياً كنا مشغولين بالعمل وكيفية تأمين عملنا في مختلف مواقع العمل الجماهيري وكيف نؤمن الحزب نفسه، من تلقي ضربات موجعة.

    * هل كنتم تتوقعون أن تأتي اليكم ضربة مباشرة من مايو ؟

    - كان نشاطهم يقوم على التضييق على الحزب والحد من مساحة حركته..

    * ألم تختف أنت في ذلك الوقت؟!

    - لا.. لا.. لم أختف.. ولكن لم أكن أظهر بشكل علني، ولم أكن مستقراً بالمنزل ، وقتها عقد السوفيت وساطة بين الحزب وسلطة مايو لتجاوز الأزمة القائمة... وكان قد تقرر ان أشارك في الوفد و لكن كان هنالك أمر قبض صادر في حقي.. تصادف ذلك مع احتفالات «حنتوب».. وأذكر تدخل برير الانصاري «عليه رحمة الله» بحكم أننا كنا أصدقاء أنا وبرير الانصاري وجعفر نميري ومجموعة اخرى، وكان برير في لجنة التحضير للاحتفال ومعه المرحوم عبدالعزيز شدو، وكان الاحتفال يبدأ من داخلية أبوعنجة «وهذه هى الداخلية الكنا فيها أنا والنميري والترابي» فاتصل بي برير وقال لي: (نحن قابلنا نميري وبما أن الاحتفال يبدأ من داخلية أبوعنجة فطبيعي أن تكون كل مجموعة أبوعنجة موجودة) ... نميري قال لي شدو والانصاري: (ما عندي مانع نقد يطلع وما يتم القبض عليه ،خلاص يطلع لكن يجي يمشي معانا بالقطر) .. رفضت ذلك و قلت لهم: «.. أنا بصل بي طريقتي».. وفعلاً هم ذهبوا بالقطار بالليل وأنا ذهبت صباح اليوم التالي. واتصلت بجوزيف قرنق ونقلت اليه ما دار بيني وشدو والانصاري.. وقلت لهأنا من خلال معرفتي بالبوليس لابد ان يكون هناك أمر كتابي يلغي امر القبض فالبوليس لن يتركني.. فأرجو ان تتصل بوزير الداخلية أبوالقاسم محمد إبراهيم لايجاد معالجة) ،فاتصل به، فقال له أبوالقاسم فعلاً لقد جاءنا قراربرفع أمر القبض عن نقد). فاتصلت بأبي

    القاسم فقال لي: (لقد أخبرت جوزيف بالقرار)،. فقلت لأبي القاسم: (إنت في هذه الحالة يجب ان تتصل بمدني لأن البوليس لا يقبل كلاماً عبر التلفون ) وعدني بأنه سيتصرف ، وذهبت لحنتوب وشاركت في الجزء الثاني من الاحتفال ''كحكم راية'' في المباراة الرئيسية في الاحتفال وكان كل تفكيري كيف استطيع ان اغادر مدني قبل مغيب الشمس .

    * اذاً قابلت النميري؟!

    - قابلته.. و ذهبنا الى المكان الذي كنا مستقرين فيه بالداخلية....

    * ماذا دار بينكما؟

    - حياني بطريقته المعروفة (كيف ..يا نقد).

    * النقاش كان متعلقاً بنشاط سياسي؟

    - طبعاً...

    * بأي نشاط؟

    - طبعاً.. نشاط الحزب الشيوعى.

    المهم ..بعد انتهاء الاحتفال حاولت الخروج من مدني قبل مغيب الشمس، وأنا احاول ترتيب الامر جاءني رجلان من الشرطة وقالا لي انت في امر قبض صادر في حقك لابد ان تذهب معنا لمركز الشرطة)..ذكرت لهما ماتم الاتفاق عليه مع ابو القاسم ،اتصلت بمنير حمد سكرتير مجلس الثورة وتدخل مشكوراً وتم اطلاق سراحي...ولا اعرف الى الآن ان كان الرجل قد اتصل بالنميري أو بأبي القاسم أو لم يتصل وتصرف بشكل منفرد؟!.

    ×هل كان هنالك سوء نية مبيتة لاصطيادك بعد الاحتفال؟

    = لا ادري ولكن ''الحدث'' توزع دمه بين ابو القاسم والنميري وشرطة مدني..لا اعرف من اين جاء سوء النية من النميري ام من أبو القاسم أم من شرطة مدني..ام ان الامر كان التباساً عفوياً...كل الاحتمالات واردة.

    * طيب يا أستاذ.. هل في ذلك الوقت بدأتم في التفكير في الانقلاب على النميري؟

    - مؤكد في تلك الفترة لم تكن مجموعة هاشم العطا تفكر في الانقلاب.. لكن من وقت لآخر إذا كانت هناك معلومات أو رقابة عليهم أو أحداث في الجيش كانوا يخبروننا بها، وحقيقة كانت

    هناك أكثر من قوى سياسية تعمل في الجيش،. وفي تلك الفترة كان الحزب يمضي في نشاطه السري وكنا نضغط في موضوع إطلاق سراح عبدالخالق، وكنا نحس ان «ناس نميري» يريدون أن يتركوا عبدالخالق في السجن لاطول فترة ممكنة.. فبدأنا التفكير في تهريبه مستعينين بالشيوعيين الموجودين في سلاح الذخيرة و هم أبدوا استعدادهم منذ أول أسبوع أعتقل فيه عبد الخالق، وكانت الصلة بعبد الخالق منتظمة ،وفي هذه المدة يبدو لي أنه بدأت تتكثف الرقابة على هاشم ومحجوب إبراهيم وغيرهما.

    * الى تلك الفترة لم يتم التفكير في أي عمل نقلابي؟

    - لم يكن مطروحاً.

    * بالرغم من ان الحزب الشيوعي أصدر بيانات بعد بيان النميري الشهير ضد الشيوعيين ، يدعو فيها الحزب الجماهير للإطاحة بالنظام..؟

    - لم تكن هناك دعوة لإسقاط السلطة.. و«يمكن ان تعود للبيانات مرة اخرى»، وكانت البيانات تدعو لعودة الديمقراطية والشعارات الأولى لمايو التي قام عليها التحالف ولحرية المنظمات الجماهيرية واستقلالها، والتحذير من موضوع الحزب الواحد. و من الديكتاتورية

    العسكرية.. ولو رجعت الى الكثير مما كتب في تلك الفترة خصوصاً عن بيت الضيافة «19 يوليو» وما قبلها وما بعدها ستجد أنك تستطيع ان تلمس: ما هي الجهات التي كانت تحضر لإنقلابات ؟

    صمت

    ثم قال :لابد أن ترجع أنت كمؤرخ وتعرف الذين كانوا يحاولون عمل إنقلابات عسكرية. نحن كنا مشغولين بوضع عبدالخالق فقد أخذوه أولاً الى السجن الحربي في أمدرمان ثم منها الى الذخيرة، وكنا مطمئنين على صحته وأحواله، لكن كنا نحس أنهم يريدونه ان «يرتمي في السجن» فبدأنا التفكير في موضوع تهريبه..

    * و ماذا عن الحديث الذي قيل عن ان نميري كان يريد التخلص منه عبر تسميمه.. هل هذه إشاعة أخرجها الجناح العسكري ليمرر خيار الانقلاب؟

    - لا.. الجناح العسكري كان متأكداً أنه مثلما تم نقل عبد الخالق من السجن الحربي الى الذخيرة كمحطة مؤقتة ،يمكن ان يذهبوا به الى مكان آخر يصعب علينا الاتصال به..

    * لكن ألم يكن هناك احتمال لاعدامه؟...

    - لا.. لم يكن موجوداً.. ولم تخرج إشاعة بهذا المعنى.

    * الغريب انني قرأت في عدة مصادر ان هنالك معلومة سربها الجناح العسكري تقول ان نميري يريد اعدام عبد الخالق عبر التسميم البطئ؟.

    - لا.. هذا غير صحيح.. طالما أنه في سجن مصنع الذخيرة نحن نكون مطمئنين لأن لدينا مجموعة تابعة للحزب هناك.

    * طيب فكرة التهريب.. هناك حديث بأن هناك سيناريو خاصاً بسكرتارية الحزب وهناك سيناريو آخر خاص بالجناح العسكري ؟

    - كان هنالك سيناريو واحد متفق عليه وكانت هنالك لجنة مكونة للقيام بالمهمة بمسؤولية المرحوم عبد المجيد شكاك ، هذه في الجانب المدني وقرار التهريب طرح في اجتماع من اجتماعات اللجنة المركزية وقامت السكرتارية بالمتابعة مع مجموعة سلاح الذخيرة ومجموعة هاشم العطا التي لم تحاول تهريب عبد الخالق بل حاولت الاتصال به.. العسكريون بدأ دورهم بعد خروج عبد

    الخالق من مصنع الذخيرة .

    * هناك كثيرون يحاولون الربط بين تهريب عبدالخالق من مصنع الذخيرة والسيناريو المرتب لـ «19 يوليو» على أساس ان التهريب جزء من الترتيب لـ «19 يوليو»؟

    - محمد محجوب ومحجوب إبراهيم.. (محمد محجوب بحكم أنه أخ عبدالخالق ومحجوب إبراهيم قريب عبدالخالق وكان يعمل في مصنع الذخيرة ) هما ارادا الذهاب اليه بالذخيرة لمشاورته وليس لتهريبه لأنهما يعلمان ان الحزب يتابع موضوع تهريب عبد الخالق ويرتب له.. فلم يتمكنا من الالتقاء به و كل ما قيل غير ذلك استنتاجات لا أكثر.. وتهريب عبدالخالق تم بواسطة مدنيين ومن العسكريين كان هنالك محجوب إبراهيم والخطة تمت بسهولة وبمساعدة العريف عثمان عبد القادر..وعندما التقى العسكريون بعبد الخالق نقلوا اليه رأيهم بأن الوضع في الجيش ما عاد يحتمل الصبر عليه .

    * هل كان هذا أول طرق لموضوع الانقلاب على مايو؟

    - نعم.. لذلك هو أصر على مقابلة كل مجموعات الضباط الشيوعيين وغير الشيوعيين الموافقين على فكرة الانقلاب هذا أولاً، وثانياً قال لهم بأنه لن يعطي أي رأي ولن يصدر قراراً ما لم يطرح الموضوع على المكتب السياسي للحزب.. وهذا تأخر لاننا كنا في ظروف صعبة وكان هناك حصار ورقابة على الشفيع وغيره من القيادات .

    * الاستاذ محمد إبراهيم نقد كيف كنت تتابع المسألة والى أي مدى كنت تشارك في العملية؟

    - أنا لم أشارك في تنفيذ العملية ، لكن كنت أتابع مساراتها عن قرب .

    * هل عرفت أنه كان في منزل أبوشيبة بالقصر الجمهوري؟

    - لم أحب أن أسأل.. لكن كنت أعرف انه مع العسكريين.. (وهناك أشياء أنت لا تسأل عنها).

    * سيناريو التهريب.. هل وضعه عبدالخالق أم وضعتموه أنتم؟

    - كان لابد ان يتم تشاور على خطة التهريب بين الاطراف المشاركة في التنفيذ.

    * الفكرة المركزية في التهريب والطريقة من حددها؟

    - الطريقة وصلنا اليها بالتعاون مع عسكريي الحزب في سلاح الذخيرة.

    * هل يعني ذلك ان عبد الخالق كان عليه التنفيذ فقط؟

    - عبد الخالق تشاور مع مجموعة الذخيرة..فهو كان يمثل طرفاً ومجموعة العسكريين في الذخيرة طرف اخر ونحن في الخارج طرف ثالث، والاطراف الثلاثة تلاقت جهودها في هذه المهمة.

    * ألم تضعوا أي احتمال ان تكون هذه فرصة لمايو للتخلص من عبدالخالق إذا تم اكتشاف الخطة في لحظات التنفيذ؟

    - رغم كل شئ كان لابد من التحرك السريع قبل ان يرحلوه من الذخيرة الى مكان آخر ويتعذرالاتصال به .

    * هل صحيح ان عبدالخالق وقتها كان هو المسؤول المباشر عن الجناح العسكري للحزب؟!

    - كان هناك مسؤولون آخرون.. وبعد أن أبعد هاشم وبابكر من مجلس قيادة الثورة آلت لهما المسؤولية.

    * وماذا عن عبد الخالق سكرتير للحزب؟

    - نعم كانت الصلة بين الحزب والعسكريين تتم عن طريقه هو وعن طريق آخرين مثل المرحوم شكاك.

    × وهل صحيح انه صنع علاقة مستقلة عن سكرتارية الحزب مع هذه المجموعة العسكرية؟!

    -قال بتعجب: كيف ذلك..؟!!

    وإذا حدث ما تقول كيف كان يمكن عقد اجتماع يضم مدنيين وعسكريين هاشم وبابكر والشفيع وانا.. (يا أخي هناك الكثير من الكلام يُقال ..بلا علم وبلا معرفة).

    * قد يكون بحكم السرية لم يخبركم عبد الخالق ببعض الامور..أو على الاقل لا يريد ادخالكم في التفاصيل؟

    - السرية التي كان يخشى اكتشافها هي صلته بالجيش و«خلاص المعلومة انكشفت» .

    «يضحك».

    - ثم قال: أليس كذلك؟

    (.........)

    - يواصل: وإذا كانت أصلاً هي امراً سرياً فيجب ألا تكون معروفة حتى بالنسبة لنا ..لكن هناك مدنيين غيره كانوا يعملون مع الجيش في التثقيف أو التنظيم أو غيره..

    * هل عملت في الجيش؟

    - لا.. أنا مكشوف لعدد كبير جداً من الضباط «دفعتنا والقدامنا والورانا».

    ×ماذا تم بعد تهريب عبد الخالق؟

    - تكرر الضغط على هاشم داخل الجيش للاسراع بالعملية الانقلابية.. وعدهم بالرجوع للحزب ورجع للحزب.. التقينا في منزل في الخرطوم وقتها وتم الاتفاق على عقد اجتماع للمكتب السياسي. فاستغرقنا عدة أيام لنجد منزلاً مناسباً لقيام اجتماع المكتب السياسي.. وفي الآخر أجرينا اجتماعاً في الحلفاية لأننا لم نكن مطمئنين كثيراً لكل الأماكن الأخرى.. وطرح فيه رؤية تنظيم الضباط الاحرار وفيه الشيوعيون حيث يعتقدون أنه ليس هناك سبيل غير ان يتحركوا وهم يريدون أن يصححوا الأخطاء التي وقعت فيها مايو لأنهم كانوا جزءاً منها.. فما هو رأي الحزب؟ وكان رأي الحزب بأنهم كحركة تصحيحية من حيث المبدأ مقبولة ولا اعتراض عليها، لكن يجب الا تكون الحجة قائمة على ان الضباط الوطنيين أو الديمقراطيين سيفصلون من الجيش فهذه ليست حجة لأنه سيأتي غيرهم لاحقاً.. أما إذا كان الغرض تصحيح مسار الحركة العسكرية بحيث تكون علاقتها مع الحركة السياسية والنقابية مستقيمة فهذا شيء معقول

    ومقبول ، وثانياً كان لابد من التأكد من اشياء مهمة جداً اولها الحفاظ على الحريات و قراءة المواقف العربية، و الافريقية وتوقع ردود افعالها .

    * اذاً تم التأمين على الفكرة؟!

    - المكتب السياسي عندما اتخذ القرار لم يتخذ القرار (بنحن موافقون )، كانت الموافقة من حيث المبدأ مع التأكيد على ان الخطوة تحتاج الى بحث أكثر..

    * لكن محمد محجوب كتب في كتابه عن «19 يوليو» أن المكتب السياسي أيد هذه المسألة وتبقت اعتبارات زمنية وترتيبات فنية؟!

    - محمد محجوب لم يكن موجوداً وكان وقتها في ألمانيا، ذهب هو وفاروق الى هنالك.. نعم..كونه كان في قيادة التنظيم هذا صحيح وكان على علم بكل ما يدور ..أنا وقتها كنت حلقة الوصل بين هاشم والمكتب السياسي للحزب.

    * ولكن....؟

    - اعطني فرصة..

    هم نقلوا الينا الاوضاع داخل الجيش بأن هناك ضغطاً مستمراً عليهم كشيوعيين بأن يتحركوا ..فما هو رأي الحزب؟.. وضعنا كل الاحتمالات موضع النقاش وطلبنا منهم ان يحاولوا الضغط لإقناع الضباط المطالبين بالانقلاب بالصبر قليلاً، لأن الاستعجال غير مفيد و لابد أن يكون برنامج التغيير واضحاً فلا يمكن ان نقول «والله نحن شلنا نميري وبعد داك نقعد نتلفت» ، وأن يعطونا أجوبة على اسئلة محددة وعلى ضوء اجوبتهم نقرر: هل سيطاح بمجلس الثورة كله؟، وهل ستكون هناك اتجاهات مختلفة في مجلس الثورة الجديد أم اتجاه واحد؟..أسئلة يمكن ان يسألها أي شخص.. وأبلغنا هذا الكلام لهاشم فقال أنا خارج الجيش والذين يمسكون بالعمل في الداخل هم الذين يضغطون، أنا سأحاول ان أذهب اليهم بهذا الكلام وأقنعهم).. وكان هذا الحديث حوالي منتصف يوليو واتفقنا على ان نلتقي مرة اخرى، و ذهبت الى عبدالخالق وحكيت له ما حصل فقال لي: (متى ستلتقي بهاشم؟) فقلت له بعد غد) .قال لي (طيب.. نحاول نضغط عليه مرة ثانية) ثم اضاف (محمد..لازم هاشم يقابلني) وعدته بذلك.. (والغريبة أن ميعادي مع هاشم كان يوم «19» يوليو نفس يوم الانقلاب)، وكان يفترض ان نلتقي الساعة «8» مساء في

    سوق العمارات بجانب مدرسة البنات (هناك في شارع أسفلتي وكان مفترض أن يأتي من العمارات بجهة الشرق وأنا آتي بشارع محمد نجيب من الغرب للشرق سائراً على الاقدام وهو من الشرق للغرب وكلانا يرى الآخر ويرى كل منا إن كان الآخر مراقباً أم لا؟. والى ذلك الوقت لم نتلق الرد من هاشم ولم نلتق به، ولذلك يوم «19» لم يكن يدري هاشم أين يجدني فقد قام بالانقلاب نهاراً .. وموعده معي كان ليلاً ولذلك قام بجولة طويلة ليعرف أين أنا و أين عبدالخالق؟ ولم يصل الينا إلا ليلاً..!

    نواصل
                  

04-26-2007, 01:10 PM

ateif abdoon
<aateif abdoon
تاريخ التسجيل: 09-20-2006
مجموع المشاركات: 810

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ابراهيم نقد... حكاوي المخابيء وأحاديث العلن.. (Re: ateif abdoon)

    تحت الضوء


    مداد الذكريات (سلسلة وثائقية)


    مع محمد ابراهيم نقد... حكاوي المخابئ وأحاديث العلن (8)


    تغييب الجنود عجل بانهيار انقلاب 19 يوليو

    العسكريون تحركوا قبل اكتمال المناقشات

    (سايـــرين سايرين.. في طريق لينين)

    شعــار غـــير معتمـــد وأعــــرف مـــن ردده

    حوار/ ضياء الدين بلال


    في هذه الحلقة يسرد الاستاذ محمد ابراهيم نقد ذكرياته عن تلك الايام التي أعقبت سيطرة هاشم العطا على السلطة لمدة لم تتجاوز الـ «72» ساعة، ويضيف نقد معلومات كانت غائبة عن الكثيرين ويروى الاحداث كما كان يراها في ذلك الوقت وكما يراها الآن..!




    * يوم ''''19 يوليو بالنسبة لك أنت ..كيف كان؟!

    = كنت مختفياً في منزل بالخرطوم فجاءني صاحب المنزل وقال لي هناك صوت موسيقى عسكرية ودبابات في الشارع).. قلت له ''والله ما عارف الحاصل شنو؟'' لكن وضعت كل الاحتمالات...

    * ماذا كانت هذه الاحتمالات؟!

    = احتمالات أن اية جهة ما يمكن ان تقوم بانقلاب.. وحقيقة في ذلك الوقت لم أضع في ذهني ان التحرك خاص بهاشم العطا.. ومع بداية المساء خرجت مبكراً قليلاً وذهبت الى أحد الأماكن فعرفت ان هاشم تحرك واستلم السلطة.. فاضطررت أن أذهب الى المنزل الذي به عبدالخالق، أول ما رآني قال لي: (الواضح انو الجماعة انضغطوا لذلك تحركوا).. وعندما جاءنا هاشم - وكان قد بحث عنا في أكثر من مكان - في ذلك الوقت كان الناس قد بدأوا يعلمون أين نحن وكان الليل قد هبط... سألت هاشم (لماذا الاستعجال؟) فقال لي: هل ننتظر حتى يعتقلونا كلنا وكان هذا رداً...؟ ويبدو أن هناك تطورات ما قد حدثت في الجيش.

    وأي كلام عن ان الحزب قرر الانقلاب أو ان عبدالخالق قرر الانقلاب بشكل منفرد ''دا كلام ساكت'' وأنا أحكي لك هذه الأشياء بتفاصيلها و بعض شهودها موجودون .

    * اذاً.. عبدالخالق لم يعط الضوء الأخضر لـ «الانقلاب»

    = عبدالخالق اصلاً كان في انتظار مقابلة هاشم بعد ان يلتقي بي في الثامنة مساء يوم 19يوليو.

    * الثقة بينكم والعسكريين هل كانت كبيرة؟

    = طبعاً.. طبعاً.. (نحن عملنا مع بعض عشرات السنين).

    = جميعنا شركاء في العملية ولكن ما حدث هو ان العسكريين تحركوا - لظرف ما- قبل اكتمال المناقشات..

    * قيل إن عبد الخالق من داخل معتقل الذخيرة -من خلال حديثه مع العريف عثمان عبدالقادر والكودة - كان يعطي إحساساً بأن هنالك تغييراً عسكرياً قادماً؟!

    = عثمان عبد القادر لم يقل ذلك، هذا ورد في أحاديث الكودة بعد أن ذهب الى الاتجاه الآخر ''هو كان شيوعي وبعدين مشى مع الأخوان المسلمين - ناس الجبهة الاسلامية''- وكتب مذكراته على هذا الأساس، واحد من أخطاء مجموعة هاشم انهم لم يخبروا تنظيم الجنود ''ونحن لدينا تنظيم جنود في الجيش'' عن موعد التحرك.. وهذ مما عجل بانهيار حركة ''''19 يوليو أنهم اهملوا واحداً من الأشياء الرئيسية التي نعتقد أنها مهمة في الانقلابات، ولكن الضباط يقولون إن إعلام صف الضباط والجنود يؤدي الى تسريب المعلومات.. ولكن كان من الممكن اخطارهم في نفس يوم الانقلاب.

    * هل هناك مدنيون شاركوا في الانقلاب؟

    = لم يحدث ذلك...

    لكن هناك شيوعيين سابقين أبعدوا من الجيش شاركوا في العملية.

    * ماذا عن زيارة الوفد المصري الذى زار الخرطوم في تلك الايام بقيادة الصحفي''حمروش'' هنالك لغط كثير عن تلك الزيارة؟

    - السادات عندما سمع بالانقلاب أرسل لقدامى الشيوعيين المصريين الذين لهم علاقة بعبدالخالق واحضرهم لمكتبه ومنهم حمروش وأحمد فؤاد و زكي مراد.. ويحكي زكي مراد وهو من قدامى الشيوعيين ان السادات قال لهم أريد أن أعرف رأيكم في الشيوعيين الذين قاموا بالإنقلاب العسكري في السودان)، فقالوا له بحسب معرفتنا بعبدالخالق والشيوعيين السودانيين يستحيل ان يتخذوا موقفاً عدائياً من مصر، نحن نثق في ذلك جيداً وعلى استعداد ان نبصم بالعشرة لكن موقفهم من نميري هذا أمر آخر).. فقال لهم السادات لكن هذا شيء غريب ان تحدث ثورة عسكرية في بلد عربي دون ان تتحدث او تشير لثورة ''23 يوليو'' الثورة الأم).. المهم أنه في الآخر بحثوا عن المقربين لعبدالخالق فوقع الاختيار على حمروش فقد كان يأتي للسودان كثيراً وعلى علاقة وطيدة بعبدالخالق وكذلك أحمد فؤاد وكلاهما كان محل ثقة في نظام عبدالناصر.. وأوفدهما اكثر من مرة للسودان وكانا يقابلان الحزب الشيوعي، فأوفد هذين الاثنين.. وأنا أؤكد لك انه يستحيل ان يدخل حمروش أو أحمد فؤاد في عملية مخابراتية أو مؤامرة ضد السودان..

    * كان هناك حديث عن أن الطيارة التي جاءوا بها كانت لها مهمة استخباراتية؟

    =احتمال.. احتمال أن يكون طاقم الطائرة أو غيرهم كانت لهم مهمة استخباراتية.. (لكن بالنسبة لحمروش وأحمد فؤاد أنا أنفي نفياً قاطعاً.. ان يكونا جزءاً من تلك المهمة).

    * في هذه الأيام الثلاثة كيف كانت حركتك ونشاطك؟!

    - في الليلة الأولى لـ ''19 يوليو'' وجدنا أنفسنا في وضع حرج لأن الخطاب الأول الذي يفترض ان يلقيه هاشم العطا لم يكن معداً فقد كتب في الدقائق الأخيرة.. ثانياً كان لابد ان نعقد اجتماعاً للجنة المركزية فخرجت وبلغت الاعضاء وبعثت بالبعض ليخبروا بعض أعضاء اللجنة المركزية وبعضهم كانوا مختفين في منزل في أمدرمان فاضطررت ان أذهب وأحضرهم.. وعقدنا اجتماعاً للجنة المركزية في آخر الليل وكان قرار ذلك الاجتماع انه يجب ان تحضر مجموعة هاشم وتوضح لأعضاء اللجنة المركزية لماذا هم تعجلوا بالانقلاب في الوقت الذي كانت اللجنة المركزية تنتظر منهم ردوداً على اسئلة قدمت اليهم.. وتم في الاجتماع توزيع المهام التي تسند الانقلاب..

    * ماذا عن بيان هاشم؟

    = قبل ذلك تم اعداد بيان لهاشم العطا لاذاعته..فقد تأخر البيان كثيراً..

    * الدكتورمحمد سعيد القدال قال إنك قمت بكتابة البيان؟

    = أنا أسهمت فيه، وراجعناه بعد أن جاء هاشم، لكن أثناء القراءة خلط هاشم بين الصفحات، لذا كان البيان غير مترابط..

    * وأنت تصيغ البيان ما الذي كان حاضراً في ذهنك لحظتها.. من هم الذين كنت تريد ان تطمئنهم ومن هم الذين كنت تريد أن ترسل لهم رسائل؟

    = لابد ان يقدم مبررات كافية للاطاحة بالنميري. لا.. لم أفكر في كل هذا.. فكرت فقط ان هذا أول خطاب..

    * لماذا لم تحاول طمأنة المصريين؟

    = الوقت تأخر جداً في الليل.. ألم تلاحظ انه كان يقول إنه سيذيع بياناً منذ الساعة الثالثة ظهراً .

    * ما هي المخاوف التي أثارها الاجتماع في تلك اللحظة؟

    = لم يكن هناك خوف من عودة مايو - واعتقد ان هذا كان تقديراً صحيحاً - الخوف كان من الانقلابات الأخرى التي كانت نشطة والتي عملياً كانت شغالة لساعة صفر محددة..

    * هل كان هناك أي نقاش حول تصفية بعض رموز مايو؟

    = بالعكس.. أنا أتذكر ان الجزولي سعيد شخصياً ''عليه رحمة الله'' قال لهم: هذه المواقف تحدث فيها تجاوزات كثيرة جداً، فطالما أن هؤلاء الناس في حراستكم فيجب المحافظة عليهم.. ووجه حديثه هذا لهاشم. فهاشم قال له: طبيعي جدا ان يحدث ذلك.

    * في ذلك الوقت هل كانت هنالك مخاوف أن المسألة يمكن ان ترتد، وهل كانت الأمور مستقرة؟!

    = جداً، والناس كانوا عاديين يمشون في الشوارع، ولا شيء.

    * هل شاركت في موكب 2يونيو؟

    = أنا لم أذهب الى الموكب ونظرت اليه من بعيد ورجعت فقد كان لدينا عمل نحضر له..

    * ماذا كان ذلك العمل؟

    = وضع سياساتنا في المستقبل و الترتيب لاجتماعات اللجنة المركزية واجتماع المكتب السياسي، وهو جزء من العمل التنظيمي الاداري. وكنت مضطراً للذهاب لأن فاروق زكريا كان مريضاً باليرقان، وهو كان مشرفاً على العمل الإداري.. ولذلك أنا تحركت كثيراً في ذلك اليوم.

    * هل الشعارات التي رفعت في الموكب اسهمت في ضرب 19 يوليو؟

    = الشعارات التي كانت شعارات رسمية ومكتوبة من قبل الحزب كانت متزنة جداً جداً، لكن بعد ان انفض الموكب هنالك شبان ساروا بشارع الجامعة يهتفون ''سايرين.. سايرين في طريق لينين''.

    * ألم تكن من الشعارات المعتمدة؟!

    = لا.. لا.. أبداً الشعارات المعتمدة كلها كانت تسير في الهتاف للثورة السودانية والديمقراطية وتحالف الجيش والشعب. وأنا أعرف الشاب الذي ردد الهتافات ''سايرين.. سايرين في طريق لينين''.

    * من هو؟

    = لا داعي لذكر اسمه..!.

    * انزعجتم لذلك؟!

    = أوقفناه فقط.. !

    * هل كنتم حريصين على أن يعرف الناس أن هذا التغيير خاص بالحزب الشيوعي.. أم كنتم تريدون إخفاءه؟

    = لا.. هو لم يكن يمكن إخفاؤه.. ''في حاجات ما بتندسه''، عبدالخالق هرب وهاشم العطا ومعه أبوشيبة عملوا الانقلاب ماذا كان يمكن ان يخفى بعد ذلك؟

    * الإظهار الجماهيري هل كنتم حريصين عليه..؟

    = أصلاً لم نكذب ولا ....

    مقاطعة

    * ألم تحاولوا شق أي طرق اخرى خارج الحزب الشيوعي؟!

    = عبدالخالق اتصل باتحاديين وتم اتصال بحزب أمة وتم إتصال بمستقلين من المهنيين .

    * هل الوضع الصحي لعبد الخالق كان متدهوراً وقتها؟!

    = لا .. عادي جداً.. لأنه ذهب ليلاً وفحص.. ولم يجد شيئاً.

    * مما كان يعاني؟

    = هو كان ضغطه منخفضاً وهذا هو الشيء الوحيد الذي شكا منه.

    * لماذا فكرتم مباشرة في ان يكون هناك سند يأتي اليكم من العراق؟!

    = كان لدينا تحالف هنا مع البعثيين في العمل السياسي ولذلك رشحنا بدرالدين مدثر للإعلام، ومحمد سليمان واتصلنا بالعراقيين للدعم..

    * مقاطعة: قلتم انكم تريدون دعماً؟

    = نعم، فأنت لا يمكن ان تشتغل بدون دعم حقيقي يساعدك على تسيير الاوضاع.

    * ولماذا لم تتصلوا بالسوفييت؟

    = السوفييت اخبرناهم بالليل ولكن بعد الانقلاب.

    * وماذا كان رأيهم؟ وكيف استقبلوا هذا الأمر؟

    = السفير السوفيتي لم يعطنا رأياً، وكان تجاوبه بارداً، فقد ذهب اليه الشفيع وعبدالخالق وأخبراه بالانقلاب .

    * مقاطعة: أولاً: هل طلبتم دعماً من السوفييت أم لا؟

    = من السوفييت طلبنا معلومات فقط.

    * هذا غريب.. لماذا لم تطلبوا منهم دعماً حقيقياً؟

    = ربما لم يكونوا موافقين على الاطاحة بالنميري.

    ''يضحك''.

    * هل كان هنالك غضب على عبدالخالق من قبل السوفييت؟

    = كان هنالك خلاف في التقديرات. في بعض القضايا.

    * هل صحيح ان عبدالخالق كان يخشى ان يقوم السوفييت بتصفيته؟

    = هذا غير صحيح.. ولم يكن ممكناً.. كيف يصفّونه؟ هذا غير وارد أصلاً مهما كان خلافهم مع عبدالخالق... الاتحاد السوفيتي بعد ستالين لا يمكن ان يحدث فيه شيء مثل هذا.

    * هل كنتم تخشون التدخل المصري؟

    = هذا كان وارداً، لكن لم يكن متوقعاً ان يتم بسرعة رغم ان لديهم الكلية الحربية في جبل أولياء ولديهم أشخاصاً داخل القوات المسلحة أمثال أحمد عبدالحليم ومحمد عبدالحليم وغيرهما.

    * التدخل الليبي هل كان وارداً؟

    = كان وارداً أيضاً.. وتم النقاش حول هذا الاحتمال..وأذكر أننا تحدثنا مع محجوب ابراهيم حول تأمين وصول بابكر وفاروق حمد الله من لندن وتحدثنا أيضاً عن التحوط من دور القذافي...

    * هل كان عبد الخالق يتوقع مفاجآت أخرى؟

    = لا.. هو كان يعتقد - وتقديري أنا كذلك- ان وجود بابكر النور وفاروق حمدالله كان مهماً في الداخل لوزنهما وتجربتهما الكبيرة ..

    -نواصل-
                  

04-29-2007, 02:33 PM

ateif abdoon
<aateif abdoon
تاريخ التسجيل: 09-20-2006
مجموع المشاركات: 810

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ابراهيم نقد... حكاوي المخابيء وأحاديث العلن.. (Re: ateif abdoon)



    مع محمد ابراهيم نقد... حكاوي المخابئ وأحاديث العلن (9)

    نحن الحزب الوحيد الذي كتب كل شيء عن انقلاباته

    حوار/ضيــاء الدين بلال


    كل شئ بدا ينهار..الانقلاب الذى جاء في الثالثة ظهراً بدأ يتسرب من أيدي منفذيه..الاستاذ نقد كان من صناع احداث تلك الفترة وشاهداً على كثير من تفاصيلها..في هذه الحلقة يروى كيف عايش ساعات ولحظات الانهيار ..وكيف بدأت مسيرته الطويلة في الاختفاء والنزول تحت الارض..!


    --------------------------------------------------------------------------------

    * كيف عايشت اللحظات الاخيرة لانقلاب 19يوليو؟

    = في اليوم الثالث بعد انتهاء الموكب ذهبت الى منزلنا في بحري ''وطوال هذه المدة لم أذهب الى بحري'' وأخذت حماماً وغيرت ملابسي - ولم تكن زوجتي موجودة، وكان أخي الصغير معنا لكنه لم يكن موجوداً أيضاً، ثم رجعت الى الخرطوم وجلست في المكان الذي نعمل فيه على اعتبار ان نرى ما يحدث، وفي هذه المدة بدأ ضرب المدفعية..

    * وماذا عن خبر احتجاز بابكر النور وفاروق حمدلله؟

    = هذا عرفناه منذ الصباح الباكر.. منذ الموكب.

    * طيب أحك لنا عن تلك اللحظة؟

    = إذاعة لندن أذاعت أن ليبيا احتجزت بابكر النور وفاروق حمد الله، وأذكر أنني ذهبت لعبدالخالق في المنزل فقال لي إنه على علم بما حدث ، فقلت له: «الناس يعتقدون أنه لابد ان نعمل خطوة سريعة». قال لي: أولاً نجتمع لعمل تقييم للموقف لكن العمل يجب الا يتوقف والجماهير يجب ان تستمر في الموكب ولا ينشغلوا بما حدث حتى نحل المسألة».

    * هل أحسستم بالخطر؟!

    = طبعاً.. هذا هجوم.. وهذا يعني انه تمهيد لشيء فأحسسنا بالخطر وبدأت الاوضاع تتداعى، وأنا مكثت في الخرطوم الى ان سمعت ان نميري قد هرب وأنه سيقوم باذاعة بيان..

    * أين كنت في ذلك الوقت؟

    = في داخل الخرطوم.

    ما ان رأيت نميري في التلفزيون ادركت تماماً أنه بدأ يمسك السلطة، فاستمررت ماكثاً في بيت معين منذ يوم ''''19 الى يوم ''''23 وخرجت يوم ''''24 بالنهار على أساس ان عبدالخالق كان يوم «22» في أمدرمان وأنا كنت انتظره في المنزل بالخرطوم على أساس ان نتحرك لبيت آخر - كان معداً أصلاً لاستقباله ومزوداً بكل التسهيلات التي تساعده على العمل وكان يفترض ان يتصل بشخص محدد الساعة الثانية ظهراً لينقله الى ذلك البيت - الطريف في الأمر ان هذا البيت ما زال حتى اليوم مؤمناً لكن أوضاع المنطقة التي حوله تبدلت كثيراً - ولم يأت.. وأحسست ان صاحب المنزل تضايق من وجودي و كنت لا اريد ان يتحمل مسؤولية أنني معه وهو نفسه مهدد ويمكن ان يأتوا لاعتقاله في أي وقت لأن نميري قال لا أحد يخبيء الشيوعيين. فخرجت وذهبت لمنزل آخر وخرجت الصباح.

    = مقاطعة: هل خرجت متخفياً؟

    = لا.. كنت ألبس جلابية وعمامة لكن كان لابد ان اخرج لأعرف أين عبدالخالق الذي كان من المفترض ان يعود من أمدرمان لمقابلة شخص معين يقوده الى بيت معد له...

    * انقطعت الصلات التنظيمية بينكم؟

    = جماعة نميري حاصروا الكباري وحاصروا كل مكان وكان هناك تفتيش وحظر التجول يبدأ الساعة السابعة فكانت الحركة صعبة وأصبحت القصة في كيفية وصولي الى ام درمان للالتقاء بعبد الخالق..

    وفي الطريق الى ام درمان التقاني شخص وقال لي قالوا إن عبدالخالق اعتقل ). ولم يكن أمامي سبيل للرجوع الى ذلك المنزل الذى كنت فيه واصبحت اتجول في الخرطوم طوال النهار رغم كل التدابير الامنية لالقاء القبض علينا.

    * ألم يقابلك أحد أو لم يعرفك أحد؟

    = ربما يكون البعض قد رأوني لكنهم ''طنشوا''. لكن في الآخر تذكرت أن لدينا زميلاً مسافراً وزوجته غير موجودة وأنا أعرف كيف افتح المنزل فذهبت وبقيت هنالك وخرجت في المساء.

    * أحكِ لنا عن شعورك في تلك اللحظات؟

    = هذه تحتاج الى شعر.. ''يضحك بشدة''.. كنت أحس بالخطر لكن لم اكن مشلول التفكير، والمهم في الآخر خرجت من المنزل الذي كنت فيه وأنا أسير تبقت دقائق على الساعة السابعة وقت حظر التجول.

    * كيف كان طعامك وشرابك في ذلك اليوم؟

    = المنزل الذي دخلت فيه كان به بقية طعام في الثلاجة، قليل من الجبنة والرغيف، لكن لم تكن هذه هي المشكلة، لكن عندما خرجت الى الخرطوم ثلاثة وأنا أسير بدأ حظر التجول وكان هناك شخص أعرفه يدخل عربته فناديته ''يا فلان'' وقلت له: ''أنا فلان''. فقال لي: ''حبابك عشرة''. فدخلت معه فقال لي: لسوء حظك أهلي من الجزيرة جاءوا بالداخل وهم يعرفونك. فقلت له: فقط اريد البقاء معكم حتى الساعة الخامسة صباحاً مع نهاية حظر التجول سأخرج. وفعلاً خرجت مبكراً ومشيت الى داخل الخرطوم ونقرت باب شخص. ودخلت ومكثت عنده يوماً.

    - كنت حزيناً على إعدام هاشم والجماعة الآخرين. وفي المساء خرجت لأن بيت الرجل مفتوح وأصبح لابد ان أذهب الى أمدرمان لأن هناك لدى إمكانات اكثر للاختفاء وكان لابد ان اصل قبل حظر التجول الى داخل أمدرمان .

    * هل ركبت المواصلات بصورة عادية؟

    - وصلت الى أمدرمان عن طريق تاكسي لكن وقفت في مكان نادي البوليس القديم وهي محطة غير حية وكنت عندما يأتي أي تاكسي أنظر من الذي بداخله وبعد التاكسي الأول والثاني ،ركبت في التاكسي الثالث وكان فيه ''رجل أصفر اللون'' يرتدي عمامة وجلابية فركبت معه.

    * هل كنت ترتدي عمة وجلابية في ذلك الوقت؟

    = نعم.

    * هل كانت العمة والجلابية كافية لتغيير ملامحك؟

    = الناس كانوا قد تعودوا ان يروني إما أن أكون بلبسة افريقية أو بلبسة وطنية.. فوصلت أمدرمان ومن بانت وأنا أسير أسمع الناس يقولون: (اعتقلوا فلان.. اعدموا فلان).

    ذهبت الى ابن عمي فقال لي: إننا ننتظرك منذ أول يوم ولا نعرف أين أنت. فقلت له: إنني سأمكث معك لمدة يوم. فقال لي: مرحب بيك البيت مفتوح.. !

    صمت لفترة

    * قطعت الصمت قائلاً:إذاً.. أحسست ان الخرطوم ضيقة عليك؟

    = ''والله ياخي نحس بيها واسعة جداً''

    ''يضحك''..

    = لكن المشكلة كيف تنتقل من مكان الى آخر حتى تصل البيت المعين.. وهناك بيوت كثيرة مؤتمنة كنا نثق في ذلك تماماً.

    * هل كان هناك خذلان؟

    = ( يعني.. أنا بالنسبة لي لم يحدث بشكل مباشر).

    * هل حدث لبقية القيادات بالحزب؟

    = هناك أشخاص ذهب اليهم عبدالخالق فخافوا من ذلك فذهب وتركهم.- حسب حديثه لشقيق خالد الكد - هو لم يكن يريد منهم أكثر من ان يجلس لحظة ليوصيهم لأشخاص وعندما أحس أنهم خافوا ذهب وتركهم. .

    * هل كان هناك سيناريو متوقع ومعد في حال فشل الانقلاب كيف سيؤمن الحزب قيادته؟

    =احد هذه السيناريوهات ان يعمل عبدالخالق من ذلك البيت الذي جهز له في الخرطوم كان يفترض ان يذهب اليه وهذا البيت يعرفه شخص واحد وكان يعرفه هاشم كذلك. يذهب و يبقى هناك والناس يكونون على صلة مستمرة به. .. كان يفترض ان يعود عبدالخالق للخرطوم من ام درمان.. لكنه لم يعد.

    * هل كانت هنالك خيانة في الكشف عن المنزل الذى كان به عبد الخالق؟!

    = هو عندما ذهب الى أهله في ابو روف وباتت تقترب منه انفاس جماعة نميري، انتقل الى منزل آخر. ''الخيانة'' جاءت من شخص يعرف البيت لكنه ليس شيوعياً.. واسمه نشر قبل هذا وهو ليس شيوعياً لكنه خاف على أصحاب البيت وهم أهله ''وهذه يمكن ان تجدها لدى عبدالقادر الرفاعي وهو يعرف اصحاب البيت''.

    * وأنت كنت تشعر إذا نميري ألقى القبض عليك.. هل سيعدمك؟

    = كان سيفعل ذلك..فقد كان في حالة هياج كاسح.

    * ألن يراعي الصداقة القديمة؟

    = (افترض انو راعى، هل البقية سيراعون ذلك).

    * استاذ نقد ما هي أشهر الأكاذيب أو الروايات المختلقة أو الإشاعات المتعلقة بهذه الأحداث وأنت لاحظتها ورصدتها من خلال متابعتك ومعايشتك للأحداث.. وما هو المثير بالنسبة لك؟

    = إن عبدالخالق كانت تنتظره عربة مصفحة لتهريبه الى الحدود الشرقية.

    * الناس كانوا يعتقدون أن أب شيبة كان أكثر شخصية غامضة في «19» يوليو، باعتبار أنه كان صديق نميري حتى آخر لحظة وسار معه في تنظيمه الجديد وغير ذلك؟..

    = أب شيبة عضو في الحزب الشيوعي .....

    * لكنه ذهب مع النميري عندما قام بطرد الضباط الثلاثة؟

    = ليس وحده أغلب الضباط الشيوعيين ذهبوا معه.. ربما للتمويه وهذا كان موقف عدد كثير من الضباط الديمقراطيين ليس لأنهم يوافقون على القرار ولكن إبداء أي اعتراض علني يعني طردهم.

    * بأمر من الحزب؟

    = بقرارهم ، وبالمناسبة هذه الأشياء الحزب لا يقرر فيها. هم قرروا مارأوه مناسباً.

    * اذاً اب شيبة لم يكن «غواصة» بالنسبة لكم داخل تنظيم احرار مايو التنظيم البديل لتنظيم الضباط الاحرار؟

    = لا.. ليس مسألة أنه كان ''غواصة'' فهو لم يكن وحده في التنظيم الجديد كل الضباط الشيوعيين الذين كانوا في تنظيم الضباط الاحرار وقفوا مع مايو وعندما انقلبت على شعاراتها انقلبوا عليها.

    * أهم العبر.. الأخطاء المتعلقة بـ «19 يوليو»؟

    = العبرة.. التفكير الانقلابي نحن كنا ضده سياسياً لكن عملياً وقعنا فيه.

    صمت

    = ثم قال: (شوف.. نحن اشتركنا في انقلاب عبدالرحيم شنان ومحيي الدين في أول مارس وفي 4 مارس واشتركنا في محاولة انقلاب أبوالدهب في مايو 1959م «وناسنا اتحاكموا» واشتركنا في انقلاب علي حامد وقدم محمد محجوب للمحاكمة. وهذه كلها اشتركنا فيها ولم ننكرها، ونحن كنا طرفاً في مايو وعندما حاولت مايو «اللخبطة» انقلبنا عليها، «ولعلمك فقد سجلنا كل تفاصيل مواقفنا في الانقلابات التي شاركنا فيها - ومن كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر - وكبير الجمل!» ونحن الحزب الوحيد في هذا البلد الذي كتب كل شىء عن انقلاباته..!

    نواصل...
                  

05-03-2007, 02:27 PM

ateif abdoon
<aateif abdoon
تاريخ التسجيل: 09-20-2006
مجموع المشاركات: 810

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ابراهيم نقد... حكاوي المخابيء وأحاديث العلن.. (Re: ateif abdoon)

    تحت الضوء


    مداد الذكريات (سلسلة وثائقية)

    مع محمد ابراهيم نقد... حكاوي المخابيء وأحاديث العلن(10)

    لم أكن ''خليفة'' لعبد الخالق.. ولا ''حواراً'' له...!

    لا نزال نبحث عن «الشنطة» الضائعة إلى اليوم..

    هذا الشخص (......) وشى بالجزولي سعيد..!

    حوار/ضياء الدين بلال


    تتواصل (حكاوي المخابئ واحاديث العلن)..والاستاذ محمد ابراهيم نقد يمضي في سرد التفاصيل وتقييم ما حدث،فهو يجمع بين مشاركته في الاحداث في اضيق دوائرها وشهاداته على تلك الفترة في اوسع مداها،والرجل في هذه الحلقة يتحدث بصراحة نادرة عن ايام اختفائه في عهد نميري ويورد معلومات ووقائع تنشر لاول مرة مما نتوقع ان يوفر للقارئ الكريم كثيراً من المتعة وقبل ذلك كثيراً من الفائدة.



    * توقفنا عند ان 19 يوليو فشلت وعاد النميري ..اريد ان اعود بك الى مسألة آثارت لغطاً كثيراً و فيها روايات متعددة ومختلفة تماما وهي ان عبد الخالق كتب مذكرة او خطابا او شيئا معينا وارسله للاستاذ محمد ابراهيم نقد والاستاذ محمد ابراهيم نقد لم يعرض هذه الوصية الى اليوم؟

    - الاشكال الذي حدث في تلك الايام هو ان عبد الخالق كان في امدرمان عندما حدثت عودة نميري، في الوقت الذي كانت امكانيات اختفائه كلها في الخرطوم والمهم انه في الآخر ذهب ناحية اهله والتقى بطه الكد وبقي معهم اليوم الاول والثاني واليوم الثالث و كلف ابن اخته طه بان يكتب كل تفاصيل الايام التي قضاها معه .. وانا التقيت بطه اوائل 1972م و قد اخبرني بتفاصيل تلك الايام الاخيرة مع عبد الخالق. وجزء من القصة لدى الاستاذ عبد القادر الرفاعي الذي كتب عن ذلك كثيراً ، فعبد الخالق لم يكتب ولم يقل لطه هذه وصية من (كذا وكذا) لكنه قال لطه اكتب هذه الاحداث. وانا عندما التقيت بطه و حكى لي قلت له: هذا الموضوع يمكن ان ينسى بعد مدة فأكتب - قدر المستطاع- و اخبر الشيوعيين الذين تعرفهم، فكتب في كراسة كيف جاء عبد الخالق والمحاور الاولى والمحاور الثانية وهكذا.. و كتب عن اشياء سياسية متعددة ذات صلة بالاحداث وعن الانقلاب وضعفه وضعف التعبئة ولم يقل لطه هذه وصية- مثلما كتب لينين وصيته- ومن المؤكد ان خالد الكد اطلع عليها- وبعث بها الينا وقرأناها ووضعناها في ارشيف تلك الفترة( اذكر اننا وضعناها في شنطة صغيرة- لانو في الفترة من 1971م بعد الاحداث وحتى منتصف 1972م لم يكن عملنا المطبوع كثيرا وفي 72-1973م بدأنا نجمع ارشيف كل الفترة في مكان، فتجمعت لدينا من ذلك محاضر السكرتارية واجتماعات اللجنة المركزية والبيانات ووضعناها في شنطة سلمناها للمرحوم جعفر أبوجبل.. واتذكر.. بعد الانتفاضة جئنا نحضر للعيد الاربعين قلنا له ان يحضر لنا الشنطة لان بها الفترة الاولى 1971م فوعد ان يأتي بها. ونحن نحضر للعيد توفي جعفر في حادث حركة في تقاطع شارع الغرفة التجارية وهو يحاول عبور الشارع فصدمه بص وتوفي هنالك واصبحت مسألة اين يخبئ هذه الاشياء امرا غير معروف حتى اليوم).

    <* مضت ايام الاعدامات وفقد الحزب قيادات بارزة منها سكرتيره العام.. ماذا حدث بعد ذلك؟

    - في الفترة ما بعد 22 يوليو الحركة كانت محدودة وبسيطة وكانت هناك صعوبة كبيرة في عمل الحزب فقد ضرب الحزب وانكشف امام جماعة نميري وهم مسيطرون على الاوضاع باعداماتهم ومحاكماتهم الجزائية وكل من هو شيوعي او له علاقة بالشيوعيين كان معتقلا، وبالرغم من ذلك كانت مجموعات التجاني الطيب والجزولي سعيد وسليمان حامد ويوسف حسين وفاروق زكريا والمرحوم محمد محمود الشايقي بدأت بتحركات بطيئة جدا لخلق صلة بينهم وبدأوا بعمل مقابلات واجتماعات وكان من اهم الاشياء التي بحثوا عنها رصد المحاكمات التي تمت، ولذلك وبسرعة جدا كتبنا للعسكريين الذين كانوا في المعتقل ان يكتبوا لنا كل التفاصيل التي رأوها في الشجرة وفي عملية الانقلاب نفسها حتى انه صدر من رواياتهم كتاب اسمه( مجازر الشجرة ).. ومن الاشياء التي انشغل بها الزميل الجزولي سعيد «من عمال السكة الحديد» رصد كل التفاصيل الخاصة باعتقال عبد الخالق.. وحدثت اجتماعات عديدة في تلك الفترة الى ان استطاعوا جمع اعضاء اللجنة المركزية في نوفمبر1971م.

    * مقاطعة

    * كم تبقى من اعضاء اللجنة المركزية في ذلك الوقت؟.

    - أول اجتماع كان به حوالى عشرة والآخرون كانوا في المعتقل وبدأ العمل في نوفمبر وبعد ذلك انتظمت حركة الحزب واصبح من الممكن ان يصدر بيانات في عيد الاستقلال وغيره من الاعياد.

    * كيف ترتب اول اجتماع في ظل تلك الظروف؟.

    - كان هناك عدد من الشيوعيين غير معتقلين وكان هناك - تقريبا- كل كادر الزملاء العاملين في المكتب التنظيمي وكانت لديهم شبكة اتصال وحضروا اجتماع اللجنة المركزية في بيت من بيوت بحري واستغرق الاجتماع حوالى ساعتين..

    * هل كان النقاش يدور حول النظر للمستقبل ام مناقشة لـما حدث وكيف حدث؟

    - اول الاجتماعات كان عن كيف ننظم عمل الحزب وكيف نتصل بالاقاليم وكيف نتصل بالخارج؟

    * ألم يكن هناك نقاش عن الماضي وعن التجربة التي حدثت؟

    - كان موجودا.. وهو رصد كل الاحداث التي تمت وكيفية الاتصال بالمعتقلين، وقد تمت بصورة منظمة وكان يتابع هذا الموضوع الجزولي بدليل انه عمل سجلا كاملا بكل المعتقلين في كل انحاء السودان، فأرسل للخارج واحتفظ هنا في الداخل بسجل كامل لكل المعتقلين الاسم- العمر- الوظيفة- الاسرة- كم طفل لديه وهذا أحدث ردود فعل جيدة في حملة اطلاق سراح المعتقلين في الخارج. وجانب آخر مهم وهو كان عن تنظيم الصلة مع تنظيمات الحزب المتبقية في الاقاليم. والشئ الذي كان ايجابيا ان الشيوعيين الذين تبقوا خارج المعتقلات في كل مدن السودان بدأوا يتجمعون ويشكلون قيادة محلية ويتصلون بالقيادة المركزية ..

    * كيف كان يتم هذا الاتصال في ذلك الوقت الذي ليست فيه تلفونات متوفرة وفي صعوبة في الحركة؟

    - كان هناك اناس غير مكشفوين وكان هناك اناس ليسوا شيوعيين لكن ساعدونا جدا واخفونا لديهم.. وحملوا رسائل للاقاليم واستلموا رسائل من الاقاليم واوصلوا اشخاصاً من الاقاليم لمركز الحزب في الداخل..

    * في الاجتماع الاول ألم تتحدثوا عن موضوع القيادة بالحزب لمن تؤول؟

    - لم نوزع المسؤوليات على الافراد، لكن قلنا في البداية نسير على اساس انجاز مواضيع محددة، اولها الاتصال بالمعتقلين في كل مكان ومتابعة المحاكمات و اسر الشهداء ووسائل الاتصال بالخارج، فالحملة العالمية كانت كبيرة ومستمرة وتحتاج لتغذية من الداخل وبعد ذلك تمت مناقشة الموضوع المالي فاغلب الاعضاء في الداخل ومن بقي بالخارج قليلون ومحدودو الدخل، وبدأنا نحضر لاجتماعات اخرى فانتظمت الاجتماعات وصار هنالك اجتماع لسكرتارية الحزب واجتماع للجنته المركزية وبدأت تصدر البيانات رويدا رويدا..

    * اختيارك كسكرتير للحزب؟

    - تم في اوائل 1972م تقريبا. تم في اجتماع اللجنة المركزية ولم تكن هناك مشكلة في هذا الامر..

    * لم يكن هناك تنافس على السكرتارية؟

    - لا.. لا.. في ذلك الوقت «نحن كنا عايزين نمشي الشغل.

    «ضحك»

    * أولم تكن هناك مخاوف من ان تصلكم اصابع النميري؟

    - لم تكن هناك مخاوف ولا اي شي.. بالعكس.. هناك استعداد للعمل وقابلية للتضحية..

    * لكن استاذ محمد ابراهيم معروف انك لم تكن اكبر سناً ولا أقدم الاعضاء لماذا تم اختيارك انت؟

    - من الطبيعي ألا يوجه هذا السؤال لي.

    (صمت)

    ثم قال: أليس كذلك؟

    * قلت: نحن نريد ان نعرف الحيثيات والنقاش الذي تم حول اختيار السكرتير ؟

    - كان هناك توافق تام بيننا.

    * هل كنت الاقرب الى عبد الخالق في ذلك الوقت..أقصد من حيث العمل؟

    - كان هناك اشخاص كثيرون اقرب مني لعبد الخالق، وعبد الخالق كان متصلاً وقريباً من الكثيرين ولم اكن خليفة له، ولا. «حوار» لكن كنت في المكتب السياسي ومن هنا جاء الترشيح.

    * للتاريخ.. من الذي ابتدر ترشيحك؟

    - التجاني الطيب او الجزولي سعيد.

    - لست متأكدا- لكن يبدو لي كان هناك توافق على ان اتولى هذه المسؤولية..

    * حتى قبل الاجتماع نفسه؟

    - نعم.. قبل الاجتماع..

    * ألم تشعر ان تكلفة هذه المسؤولية في ذلك الوقت الحرج يمكن ان تكون باهظة جدا؟

    - كنت اعرف ان تكلفتها باهظة. لكن كنت اشعر انه لا توجد مشكلة مع مجموعة الكادر اذا تم العمل بصورة جماعية (وحتى اليوم انا لا ارى فيها مشكلة.. لم اسمح لنفسي في أية لحظة من اللحظات لاتخاذ القرار منفرداً عن الآخرين).

    * بعد 1971؟ ما هي أكبر الصعوبات التي واجهتكم في جمع الحزب مرة اخرى؟

    - اول شي الاتصال بالاعضاء واخفاء القيادات(فنحن احيانا كان كل واحد منا يتحرك في الاسبوع الواحد في ثلاثة او اربعة بيوت وليس كل بيت فيه امكانية للعمل فاحيانا تكون في منزل عمال لديهم غرفة ومطبخ او تكون في بيت اسرة به غرفتان واحدة للرجال وواحدة للنساء. ويأتي الضيوف ويأتي اهل الشخص نفسه فيلمحوا وجودك ويعرفوا من انت.. فتضطر للمغادرة)...

    * ألم تكن هذه تأمينياً.. خطرة عليكم؟

    - لكن ماذا نفعل؟ ليس هناك خيار فصاحب البيت (ما بقدريقول ليك يا اخي قعادك معاي بعمل لي مشكلة انت براك بتشعر بالحرج).

    * هل كانت المطاردات مستمرة ام اكتفى النميري بالاعتقالات والاعدامات التي تمت؟

    - كانت مستمرة ويلاحقون الشيوعيين ويستجوبونهم ويسألونهم عن قيادة الحزب (نحن غطينا بأننا خرجنا للخارج وجزء من الامن صدق ذلك وجزء لم يصدق)..

    * ألم تكن لديك محاولة للخروج الى خارج البلاد؟

    - بحزم قال : لا.

    * ولا حتى الى اريتريا او دولة قريبة؟

    - لا.. لا.. ولا اي مكان اطلاقا..

    طيب شخص يقبل بانك تختفي معه في المنزل فاذا كان شيوعيا سيكون مكشوفا للامن واذا لم يكن شيوعيا فتكون لديه دوافع اخرى للمجازفة.

    هناك شيئان: الجانب السياسي ان يكون مرتبطاً بك وانت مرتبط به سياسيا ويكون غير معروف للاجهزة الامنية، وهناك الجانب الآخر يكون مثلا صديقك او دفعتك وتثقان في بعضكما او يكون من اهلك..

    (.......).

    «وقطع حبل استرسال الاستاذ نقد صوت رنين الهاتف الذي استأذن ليرد عليه بترحاب شديد ويضحك بشدة بين كلمة واخرى.. ويختتم بعد دقيقة مكالمته شاكرا الشخص الذي كان يهاتفه ثم عاد ليواصل وهو يسأل اين توقفنا؟»

    (......)

    * ألم تحاول ان تطلق لحيتك للتخفي؟

    - (ضحك)

    ثم قال: لا...نهائياً.

    * في البيوت الضيقة ومع الحرج الاجتماعي والخوف الامني المترتب على وجود مختفٍ.. كيف كنتم تتعاملون مع ذلك الوضع ام كنتم تتكيفون مع الوضع كيفما اتفق؟

    - هم كانوا يتكيفون مع الوضع لانهم مقتنعون بما يقومون به..

    * الحزب الشيوعي قادر على خلق علاقات من خارج عضويته ويحقق منها فائدة كبيرة جدا في الاختفاء من الاجهزة الامنية.. كيف تم ذلك؟

    - أجاب بسؤال:

    «هسه لو جات بلوة وانا جيتك حتطردني يعني؟» ثم قال: هو سلوك الشيوعيين من قياداتهم وسلوك السودانيين عموماً، فالحزب الشيوعي عضويته محصورة في كل الظروف ومهما توسعت فهي عضوية محصورة..

    * هل الاهل أم الاصدقاء الذين كانوا يناصرونكم اكثر في تلك الظروف؟

    كلهم كانوا يفعلونها (يقصد المناصرة) لكن الاهل اقرب لتصور الاجهزة الامنية.. والامن يمكن ان يصلهم، فقد ذهبوا الى بيتنا في القطينة وفتشوا بيوتنا وبيوت جميع من لهم صلة بنا..

    * هل كان هناك خذلان في موضوع الاختفاء؟

    - قالها باقتضاب :قليل و نادر.

    * كنتم تتعاملون معه بغض الطرف؟

    - طبعا.. نستطيع ان نقدر ظروف الناس.

    * هل احسستم انه يمكن ان تحدث خيانة؟

    - كنا نأخذ حذرنا ونتأكد قبل الذهاب الى اي مكان انه سليم وآمن.

    * متى احسست ان الامن اقترب منك مرة اخرى؟

    - في حوالى مايو 1972م بدأت جرائدهم تكتب ان هؤلاء الناس (يقصدون قيادة الحزب) لم يخرجوا كما نشرت صحف الخارج وانهم موجودون داخل السودان .. لكن نحن كنا في هذه المدة قد انتشرنا في بحري وامدرمان والخرطوم واصبحت لدينا امكانيات اكبر للحركة واصبحت لدينا بيوتاً اكثر للاجتماعات لكن احيانا كنا نمكث شهرا كاملاً لا نستطيع عمل اجتماع فقد تكون البيوت التي نستخدمها قد شغلت او جاء مغتربون كانوا بالخارج او (وضعت احدى النساء مثلاً ...الاعذار التي تشغل البيت السوداني معروفة لديك).

    (يضحك)

    * ما هي وسائلهم لمطاردتكم؟ وكيف تحسون بهم ..أقصد أمن نميري؟

    - احيانا يتم اعتقال احد الذين يعملون معنا فنكون بعد ذلك حذرين، هو لن يعترف مؤكد. لكن قد يكونوا راقبوه فترة قبل اعتقاله وهنا يمكن عمل بعض التحوطات. فاذا كان لديك ورق في البيت الذي تقيم فيه تقوم بجمعه وتتصرف فيه بطرق مختلفة وتذهب الى مكان آخر لمدة يومين او ثلاثة..

    * هل لديكم من كشف اي اسرار تحت الضغط؟ اسرار أحسستم انها مؤثرة على شخوصكم او على عملكم..؟ا

    - احدهم اتصل به الجزولي سعيد بحكم علاقة قديمة، ويبدو لي انه اولاً وافق ورحب بهم ،فلما جاءوا للقاء عنده حدث شئ ما في هذه المدة، فعندما خرجوا منه تم اعتقالهم، فكان واضحاً انه هو الذي بلغ عنهم.



    -نواصل-









                  

05-06-2007, 08:49 AM

ateif abdoon
<aateif abdoon
تاريخ التسجيل: 09-20-2006
مجموع المشاركات: 810

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ابراهيم نقد... حكاوي المخابيء وأحاديث العلن.. (Re: ateif abdoon)

    مداد الذكريات (سلسلة وثائقية



    مع محمد ابراهيم نقد... حكاوي المخابئ وأحاديث العلن (11)

    لهذه الاسباب رفضنا الانتقام من نميري ومجموعته

    لم تكن لنا علاقة مع الحزب الشيوعي الاسرائيلي

    السوفييت لم يسعوا لاغتيال عبد الخالق

    حوار/ضيــاء الدين بلال


    نقترب الآن من الحلقة الاخيرة من (حكاوي المخابئ وأحاديث العلن) مع الاستاذ محمد ابراهيم نقد... وتأتي هذه الحلقة لتضيف من المعلومات ما هو جديد ومن الحكي ما هو مثير، فالرجل لايزال يقطع خطوات مقدرة في مشوار الصراحة والاعتراف والنقد الذاتي، فستكون الحلقة الاخيرة عبارة عن مقتضبات سريعة لخلاصات توصل اليها في مشواره السياسي الذي تجاوز الخمسين عاماً.


    --------------------------------------------------------------------------------


    * نميري بعد 1971 ألم يحاول الاتصال بك؟.

    - لا.. ولم يكن هناك استعداد لقبول ذلك.. على الاقل من قبلي.

    * كيف كانت متابعتك للاوضاع السياسية وانت في الاختفاء في مايو؟.

    - اولا عبر الصحف.. والاذاعة.. واللقاءات التي نرتبها مع البعض وهناك اناس يكتبون الينا دائما عن الاحداث وتطوراتها او عن اية معلومات اضافية.

    * اول لقاءات سياسية اقمتها في ذلك الوقت؟.

    - ربما في فترة تكوين الجبهة الوطنية مع حزبي الامة والاتحادي او قبل ذلك بقليل فقد كانت هنالك صلة غير مباشرة مع حزب الامة ومع الاتحادي الديمقراطي ومع الاحزاب الجنوبية التي كانت موجودة ايضا.. المهم ان اتصالاتنا مع القوى السياسية كانت مستمرة.

    - ألم تلتق بالزعماء السياسيين لتلك القوى؟.

    - التقيت بالصادق المهدي.

    - اول لقاء بينكما بعد 19 يوليو؟.

    مؤكد تم بعد 1974م التقيت الصادق بواسطة المرحوم مولانا عبدالرحمن النور و التقيت د.عثمان عبدالنبي والتقيت بإبراهيم الامين- وتم كل ذلك بشهامة مولانا عبدالرحمن النور.

    .* هل كانت هناك معرفة سابقة؟

    - نعرف بعضنا من بعيد لبعيد.. وهم لم يرفضوا الاجتماع لان به شخصاً مختفياً.. فقد عقد اجتماع كان فيه الامة والاتحادي والشيوعيون ولم تكن هناك اية مشكلة. ..

    * كيف تم اختيار شكل مقاومتكم لمايو؟.

    - بالعمل السياسي والعمل الجماهيري ولم نفكر في اي انقلاب - ولكن كنا نعلم ان هناك مجموعات من الضباط والصف والجنود يحضرون لانقلاب- ارجو ان لا تسأل التفاصيل. فهذه من الحالات التي يصدق عليها الحديث الشريف «لاتسألوا عن اشياء ان تبد لكم تسؤكم»!!..

    * ألم تفكروا في اية وسائل عسكرية اخرى؟.

    - لا.. ولم نعمل حتى مع الجبهة الوطنية في العمل المسلح.

    * هل اتصلوا بكم هل رغبوا في التعامل معكم ؟.

    - كنا على صلة دائمة بهم فقد كان هناك تنظيم للاتحاديين والامة والجبهة الاسلامية وكان تنظيما مرتبا وجيدا ومنظما.

    * تقصد تنظيمهم المدني ام العسكري؟.

    - تنظيمهم المدني، فتنظيمهم العسكري كان في ليبيا.

    * هل طلبوا منكم الانضمام للعمل العسكري؟.

    - لا.. لم يكن واردا وكان واردا العمل السياسي فقط.

    * هل تمت تصفية كل كوادركم في الجيش من قبل نميري في ذلك الوقت؟.

    - الذين تم اعدامهم والذين تم سجنهم والذين شردوهم والذين طردوهم خلقوا تأثيرا كبيرا على وضعنا في الجيش.

    * ألم تفكروا في التحول لحركة عسكرية انتقامية ؟.

    - اذا كنت تقصد فكرة القيام باغتيالات لم تكن من ضمن خياراتنا.

    * هل كانت من ضمن مناقشاتكم؟.

    - قد تكون المناقشة قد تمت لكن لم تطرح داخل الحزب ..هنالك متفلتون قد يحملون مثل هذه الآراء.

    * البعض يعتقد ان ذلك ربما يكون مسالمة اكثر من اللازم؟.

    - الاغتيالات في كل الاحوال تكتيك خطأ، وعندما تقوم بعمل عسكري دون ظروفه الموضوعية ايضا هذا من التكتيكات الخاطئة بدليل الحركات التي فشلت مثل انقلاب حسن حسين وحركة محمد نور سعد.

    * الحركات التي كانت تقوم مثل حسن حسين كنتم تشاهدونها كجمهور للمشاهدة فقط؟.

    - لا.. حسن حسين كنا نعرف ان هناك حركة عسكرية ضد نميري و ربما لم نكن نعرف ان قائدها حسن حسين لكن كنا نحس ان هناك حركة وكنا على صلة ببعض المدنيين الذين لديهم صلة بالعسكريين وكانوا يحاولون اعطاءنا اخباراً لننشرها في الميدان وفي البيانات والمنشورات وغيره.

    * حزب الامة ألم يكن لديهم حساسية تجاه التعاون معكم ؟.

    - بالعكس ومن مناديبه كان عبد الرحمن النور وابراهيم الامين.. لم تكن هنالك حساسية في التعامل.

    * قوى اليمين بعد 19 يوليو ألم تشمت عليكم باعتباركم كنتم سبب اقصائها في 1969؟

    - قد تكون هناك شماتة وبالقطع هناك مرارات لكن عندما جاء العمل السياسي سار الجميع حول اهداف محددة.

    * لماذا خوف مايو منكم ظل قائماً الى سقوطها؟.

    - نعم هذا صحيح.. ولم يخففوا معاملتهم معنا ولم نحاول نحن مهادنتهم حتى عندما جاءت المصالحات الوطنية رفضنا الدخول فيها.

    * وافقتم، لكن وضعتم لذلك شروطاً؟.

    - قلنا اذا كنتم تريدون المصالحة الغوا القوانين المقيدة للحريات واعطوا الناس حرية العمل السياسي.

    * ألم تكن هناك محاولات.. رسائل توجه اليك من قبل مايو على طريقة''اطلع ليك الامان''؟.

    ساخراً

    - قال: قد تكون هنالك محاولات لارسال مثل تلك الرسائل لكن اجهزة الاستقبال كانت مغلقة ،حتى عندما اطلق سراح المعتقلين امثال قاسم امين وسليمان حامد بعد المصالحة نحن لم نخرج واستمررنا في الاختفاء وكانت هناك محادثات مستمرة بين مايو وبيننا وكان فيها سليمان حامد وفيها محجوب عثمان وفيها قاسم امين ومن جانبهم كان فيها ابوالقاسم محمد ابراهيم واشخاص آخرون وحصلت مناقشات وقلنا لكي تكون هناك مصالحة لابد من التخلص من القوانين التي اباحت الاعتقالات وارجاع المشردين للعمل ورفع حالة الطوارئ والحريات النقابية ولم يكن هناك مطلب شخصي خاص بنا اصلا.

    * كيف استطعتم المحافظة على تنظيمكم رغم المطاردات الامنية وضرب مركز القيادة؟.

    - اعتقد لان التكتيكات السياسية التي اتبعناها كانت تكتيكات سليمة، والتكتيك السياسي هو الذي يحدد حركتك ونحن منذ ذلك الوقت طرحنا موضوع الاضراب السياسي والانتفاضة، ثانيا لم نكن نتحرك حركة فيها قلق كانت تحركاتنا تحركات منضبطة.

    * البعض يعتقد انها كانت بطيئة اكثر من اللازم؟.

    - طبعا.. لكن كان لابد من تقدير الظرف الموضوعي.. اعطيك مثلاً يكون هنالك تحضير لاجتماع يوم الخميس وفجأة يقولون لك ان البيت جاء فيه ضيوف للزيارة.. فلن تستطيع ان تجد بيتاً آخر بسرعة وامثلة كثيرة من هذا القبيل.

    * الترتيبات االتأمينية الزائدة هل حدت من حركة الحزب؟.

    - اية درجة من العمل السري تحد من الحركة، لكن طالما ان القلب ينبض فسيحافظ على بقية اعضاء الجسد وهذا شئ طبيعي لا يحتاج لعبقرية ونحن اكتسبنا ذلك بالممارسة من الاختفاء ايام عبود واختفاء مايو الطويل وزد عليه اختفاء الجبهة الاسلامية الاخير.

    * البعض يقول ان محمد ابراهيم نقد حافظ على الحزب الشيوعي في ذلك الوقت لكن بلا فاعلية.. حافظ على الوجود والاسم فقط؟.

    - هذا يمكن ان يكون صحيحا لانه اما ان تكون تريد ''فرقعة'' واما ان تكون تريد ان تحافظ على جسد الحزب وتترك نموه يسير مع الحركة الجماهيرية ذاتها، يعني مثلا عندما جاءت حركة شعبان 1973م نحن شاركنا فيها واصدرنا فيها بيانات ومنشورات واعتقلت فيها عضويتنا وسجنوا فهذا عمل جماهيري يسير مع مد الجماهير.

    * ألم يكن هناك تنسيق على المستوى السياسي الاعلى بينكم وبين الاسلاميين في حركة شعبان؟.

    - لا.. كان هناك ''شغل طلبة'' لكن كانت هنالك صلة بالصادق المهدي وهو كان رئيس الجبهة الوطنية.

    * في رأيك هل كان يمكن لحركة شعبان ان تسقط نميري؟.

    - لا اعتقد ذلك هم هونوا من شأن المهمة قليلا، فكان احد امرين اما ان يكون لديهم تنسيق مع الجيش وفي هذه الحالة يكون جناحهم العسكري قد تأخر، والاحتمال الثاني انه بمجرد حدوث حركة في الشارع يحدث استعداد- واثناء الاستعداد الانقلاب صعب الا اذا كان القائد العام هو في قيادة انقلابك .....

    ''يضحك''

    - واعتقد انه في هذا الجانب لم تكن تقديراتهم صحيحة واخبرنا الصادق المهدي بذلك.. يعني ذهب المرحوم صلاح مازري قال للصادق المهدي نحن نعتقد ان محاولة عمل اضراب سياسي عام في شعبان بتوقع تدخل من الجيش لصالح الشعب تقدير غير صحيح وبالتالي نحن نشترك لكن لا نتحمل المسؤولية.

    * من خلال خبرتكم بالعمل السياسي واقترابكم من الكثير من الانقلابات ما هي افضل اللحظات المناسبة للانقلاب؟

    - ضحك بشدة ثم اجاب: تتحدث معنا كأننا بيت خبرة للانقلابات العسكرية..!

    يكمل ضحكته

    - ثم يقول : المهم الوضع داخل الجيش هو الذي يحدد زمن الانقلاب والشارع مهم لكن الاول والاهم هو الوضع داخل الجيش يعني انقلاب حسن حسين انقلاب تم بأقل قوة ممكنة وانا في رأيي

    انه كان انقلاب ''فنان جدا'' وكان متقن لكن لم تساعدهم ظروف الاوضاع داخل الجيش.

    اما انقلاب شنان ومحيي الدين مارس 1959م فقد كان كذلك ،قوة جاءت لتذهب للجنوب فقامت بانقلاب في الخرطوم-وفي تقديري ان عنصر المفاجأة وجسارة المرحوم عبدالرحيم شنان كانت العنصر الحاسم.

    ''يضحك''.

    * دور الشارع لا يكون كبيراً الا بعد التحرك والسيطرة..

    - وهو دور مهم حتى ولو كان الشارع صامتا لكن من الضروري ان يكون مهيأ.

    * سعيتم لاضعاف مايو عبر النقابات؟.

    - النقابات اصلا لم تغب عن اجندتنا لا في عبود ولا في مايو ولا الآن.. فكيف يعيش هؤلاء الناس المساكين بدون نقابات يعني الآن النقابات استطاعت ان تستعيد حق الاضراب وهذا جزء من طبيعة الاشياء في السودان.

    * الاضرابات الشهيرة في مايو الى اي مدى كان لديكم دور فيها؟.

    - ليس كل اضراب قام ضد مايو نظمه الشيوعيون لكن كانوا هم الذين يطرحون الوعي بالاضراب وينشرون الوعي بين العاملين لاهمية الغاء القانون الذي يحرم الاضراب- ولعلمك فان دكتاتورية عبود ودكتاتورية نميري ودكتاتورية الانقاذ كلها حرمت الاضراب ورغم ذلك مارس العاملون حقهم في الاضراب ومازالوا يمارسونه حتي اليوم لكن الدكتاتوريات لا تتعظ.

    * كثير من الاتهامات وجهت اليكم وقتها- اذا الكهرباء قطعت لفترة طويلة- يقولون هؤلاء الشيوعيون قاموا بالتخريب.. فهل كان ذلك من ضمن تكتيكات المقاومة لمايو ام من تكتيكات مايو لتشويه صورتكم؟.

    - ابدا..ابدا.. لم يكن اطلاقا ذلك من تكتيكاتنا ان نعمل عملاً سياسياً تخريبياً بأن نحارب الناس ونحرمهم المياه ونحرمهم الكهرباء ونقول بعد ذلك اننا نفعل ذلك من أجلهم.

    * باعتبار ان ذلك يخلق لديهم ضيقاً ويعدهم للانتفاضة ؟

    - حتى عندما تضرب نقابات الادارة المركزية من عمال وموظفين يعملون في ورديات لتحقيق الحد الادنى للكهرباء والماء.

    - مثلما يحدث عندما يضرب عمال السكة الحديد فالقطار الذي يوصل الاكل والماء للمحطات الخلوية لا يتوقف.

    * عدم مشاركتكم في الأعمال العسكرية هل هو رفض للانقلابات أم عقدة من فشلها؟. - لا..

    ابداً نحن نعتقد ان الانقلابات ليست هي الطريق فهي لا تأتي بنتيجة ثم انها كلها كان فيها طابع العجلة.

    * العلاقة بالسوفييت في ذلك الوقت.. بعد ضرب 19 يوليو كيف كانت؟

    - عادية جدا.

    - صلتنا بالخارج اصلا لم تتوقف وفي احلك الظروف كانت مستمرة.

    * ارجو ان تحدثنا أكثر كيف كانت علاقتكم بروسيا مستمرة؟.

    - 19 يوليو كانت هزيمة للحزب الشيوعي لكن كشفت معدن نظام مايو، يعني اي حديث عن انه تقدمي ثبت انه غير صحيح.. ثانيا لا تنسى انه كان لدينا طلاب في الخارج وطلاب في الاتحاد السوفيتي وفي كل الدول الاشتراكية.

    * يعني استعدتم العلاقة؟.

    - هي اصلا لم تنقطع.

    * على اعتبار انهم كانوا في الاول هم اميل لجماعة معاوية سورج واحمد سليمان؟.

    - نحن كنا نعرف ان علاقتهم وعواطفهم في الجانب الثاني وليس معنا.

    * قرأت في كتاب الدكتورحسن الجزولي (عنف البادية)ان عبد الخالق كان يخشى ان يقوم السوفييت باغتياله؟.

    - لا..هذا غير صحيح اطلاقا.

    * الارشيف الروسي الذي تم كشفه وبث في الجزيرة اثبت ان الحزب الشيوعي السوداني كان على صلة بالحزب الشيوعي الاسرائيلي ؟..

    - الحزب الشيوعي الاسرائيلي كان يحضر كل مؤتمرات الاحزاب الشيوعية وكان هنالك موقف من كل الاحزاب العربية بما فيها الحزب الشيوعي السوداني في اننا لا نجتمع مع الحزب الشيوعي الاسرائيلي.. وفي فترة من الفترات كانوا يقولون يجب ان تتم دعوة للاحزب في الشرق الاوسط والتي تضم اسرائيل من جانب وايران من جانب آخر ونحن لم تكن لدينا مشكلة مع الشيوعيين في ايران لكن لم نكن على استعداد للاجتماع بالحزب الشيوعي الاسرائيلي- وهذه حقيقة- وكانت الاحزاب العربية تجتمع وحدها.

    * ألم تحدث اي اجتماعات؟.

    - لا..لا..لا.. اجتماع بين حزب وحزب لم يتم.

    * والحديث عن انكم كنتم تتلقون دعما ماليا مقدرا من قبل الاتحاد السوفيتي؟.

    - عايز تطلب نصيبك من ذلك المال يعني وباثر رجعي؟- ''يا اخي الاتحاد السوفيتي علم لينا كم واحد خليك من القروش، القروش دي ما ممكن النقابة تجمع قروش واتحاد الطلبة يجمع قروش او حركة تضامن زي ما بحدث في فلسطين مثلا.. القروش ما هي الموضوع والموضوع الكبير هو علموا لينا كم''.

    * وهناك حديث عن التسليح في فترة من الفترات؟.

    - التسليح جاءنا من جمال عبد الناصر.. وقالها عبد الخالق في المحكمة ''عندنا سلاح ادانا ليهو جمال عبد الناصر''.

    * بعد 19 يوليو ألم تحاولوا تسليح انفسكم؟.

    ـ لو احتجنا للسلاح فهو موجود بالداخل ولا يحتاج لتعب جلبه من الخارج ''جوة موجود... تاعب نفسك جايبو من برة ليه؟!!'' في بلد فيها تمرد في الجنوب وفيها وفيها وفيها ما أسهل

    الحصول على السلاح.



    نواصل في الحلقة الاخيرة
                  

05-12-2007, 05:51 PM

ateif abdoon
<aateif abdoon
تاريخ التسجيل: 09-20-2006
مجموع المشاركات: 810

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ابراهيم نقد... حكاوي المخابيء وأحاديث العلن.. (Re: ateif abdoon)




    مع محمد ابراهيم نقد... حكاوي المخابئ وأحاديث العلن (الاخيرة)


    هذه (....) أكبر اخطــاء الحــزب..وتلك (...) ابرز سلبيـاتـي..!


    لن..أجيب على هذا السؤال (....)!


    احتمل النقد وأشتمّ رائحة الانقسام من على البعد


    حوار/ضيــاء الدين بلال


    كثير من القضايا والاحداث كانت تحتمل مزيداً من النقاش، قد يتم ذلك لاحقاً.. نقترب أكثر في هذه الحلقة الاخيرة من (حكاوي المخابئ واحاديث العلن) من الدوائر الخاصة للاستاذ محمد ابراهيم نقد سكرتير الحزب الشيوعي السوداني وذلك عبر اسئلة كشكولية متنوعة، لالقاء مزيد من الضوء في جوانب هذه الشخصية،والرجل يجيب بصبر وترحاب على كل الاسئلة مهما كانت واغلة في خصوصياته فهو لا يحتفظ بخطوط حمراء كما اننا لم نكن نخشى اخراج الكروت الحمراء التي تعلن الخروج من الموضوع او تجاوز الاحداث،نتمنى ان تكون هذه الحلقات وما وجدته من متابعة بمثابة اضافة لبعض جوانب الحقائق وتحريضاً لآخرين ليقولوا كلمتهم بكل وضوح وبلا مواربة وذلك خدمة لاجيال راهنة ولاجيال قادمة.



    --------------------------------------------------------------------------------

    ما هي أكبر الاخطاء الذي وقع فيها الحزب الشيوعي؟

    = من الاخطاء التي يمكن الاشارة اليها موقفنا من اتفاقية الحكم الذاتي 1953م، فقد كنا في حالة عزلة لم نكن نرى ان الاستعمار القديم متهالك وان لحركات التحرر الوطني زخماً كبيراً وان الشعب السوداني يمكن ان يبدأ بمكسب بسيط ويقوم بتطويره بعد ذلك ولكن رغم ما حدث سعينا سريعاً لتصحيح ذلك الموقف.

    ومن الاخطاء التي لم تكن بسيطة هي اننا صارعنا ضد الفكر الانقلابي هذا صحيح ولكن من داخله، والدليل على ذلك أنه كانت لنا صلة بكل الانقلابات منذ 1959 وهذا أثر علينا سلباً.

    ومن الاخطاء كذلك اننا لم نعكف منذ وقت مبكر على تأليف الكتب، اكتفينا بالصحف وبمواد الدعاية والاثارة وهذه كانت من نقاط الضعف في حزبنا.

    × وكيف يمكن ان يقدم''الاستاذ نقد'' نقداً ذاتياً لفترة ادارته للحزب؟

    = احياناً أتأخر في طرح القضية او الموضوع - ليس تردداً- وانما لاستكمال ونضوج الفكرة في ذهني رغم ان الحكمة تقول ان نصف رأيك عند اخيك، كان من الممكن الا اكتفي بالمقالات والتقارير الحزبية كان يمكن ان اقوم بدراسات نظرية وفكرية وثقافية أكثر،في فترة من الفترات اكتشفت ان لغة البيان والمنشور مؤثرة على كتاباتي، بصدق لقد تعرضت لانتقادات كثيرة في داخل الحزب.

    × الى اي مدى تحتمل النقد؟

    = الى اقصى حدود الموضوعية.

    × متى تغضب من النقد؟

    = '' ما ميتة قلب'' لكن لا اذكر انني غضبت من نقد ما.

    × كيف تميز بين النقد والعداء؟

    = من السهل تمييز ذلك.. استطيع ان اميز بين النقد لمصلحة العمل والكيد لغرض، استطيع ان اتعامل مع الكيد وأرد على النقد.

    × من اية مسافة تشتم رائحة المؤامرة؟

    = لم اتعرض لمحاولات تآمر ضد شخصي،لانني لست منافساً على شئ ولست حريصاً على بقاء مصلحة شخصية محددة.

    × هل السياسي السوداني متآمر؟

    = السياسي السوداني (قتيت وبطنو غريقة)..

    ضحك

    = ثم قالاحدهم قال لي الصادق المهدي بتكلم كل يوم..قلت ليهو لكن الكلام الداير يقولو لسع ما قالو،الصادق برضو بطنو غريقة).

    × هل قال الترابي كل كلامه؟

    = لم يقل كل ما عنده ولم يكتب كل ما عنده ولم ينفذ كل ما يعتقد (وانا لم أقل انه استنفد كل مؤامراته)......

    - أطلق ضحكة داوية-

    × هل اختلف كثيراً عن الترابي الذى زاملته في حنتوب؟

    = من ناحية شخصيته وطريقة ادائه لم يختلف كثيراً.. لكن مؤكد اصبح اكثر تركيزاً واهتماماً بقضية السلطة السياسية.

    × الى اي مدى تغير السلطة في التركيبة النفسية والذهنية للسياسي السوداني؟

    = السلطة في السودان مثل المعمل الكيميائي (الزول البتعرفو بدخل بي هنا بمكونات محددة وبخرج بهناك بمكونات مختلفة تماماً).

    × الحزب الشيوعي جرب السلطة هل أثرت في عضويته؟

    = مشاركتنا في حكومة اكتوبر خلقت نوعاً من السعار داخل الحزب، بارتفاع وتيرة التطلعات وفي مايو حدث ذلك بصورة أكبر فمايو غذت في كوادرنا حب السلطة.منهم من تجاوز تلك الحالة ومنهم من لا يزال يترنح الى اليوم.

    × عبد الخالق هل كانت له رغبة في ان يصبح رئيساً؟

    = بغض النظر عن رغبته فهو كان مؤهلاً لان يصبح رئيساً.

    × الاستاذ نقد ..هل رغبت في يوم ان تصبح رئيس جمهورية؟

    = ابداً ..الرئاسة في السودان غير ملهمة محاطة بقدر كبير جدا من الرسميات والبروتوكول.

    × اذاً ماذا استفدت من السياسة؟

    = مقدرة التعامل مع كل الناس في كل الاوقات وتحت كل الظروف.

    × وما الضرر الذي اصابك منها؟

    = افتقدت الحياة الاسرية.. افتقدت علاقات حميمة مع عدد كبير من الاصدقاء نسبة لاختفائي لفترات طويلة ولغيابي بعض الوقت خارج السودان بعض اصدقائي تجنبت الصلة بهم لانني شيوعي مراقب.

    × علاقتك بالاطفال؟

    بحماس

    = قالها : يا سلااااام...

    عشت مع عدد كبير من الاطفال وانا مختفي وكلهم كانوا يعرفونني بغير اسمي الحقيقي كانوا يعرفونني باسم عبد الرحمن وقبل ظهوري بيوم في الانتفاضة ذهبت الى الاسر التي كنت معها في ايام الاختفاء واخبرت اطفالهم ان اسمي الحقيقي هو محمد وليس عبد الرحمن.

    × اختيار اسم عبد الرحمن ..هل كان اختياراً عفوياً ام قصدياً؟

    = كان عفوياً جداً.

    × استاذ نقد..هل تنظر لنفسك كشخص متدين؟

    صمت

    = ثم قال: نعم.

    لم اشعر في يوم بتناقض ما بين قناعاتي السياسية واحاسيسي الدينية.

    × مكتبتك زاخرة بالكتب الاسلامية؟

    = وبغير الاسلامية كذلك هنالك كتب خاصة بالاغاني.

    × لك حب للغناء؟

    = جداً ..من اعز اصدقائي آل البنا،ومطربي الأول حسن عطية.

    × كلماته هل واضحة بالنسبة لك؟

    = قالها ضاحكاً: (دا ما الفن هنا ذاتو).

    × هل الى الآن بتحب المسرح؟

    =كنت عضو جمعية المسرح في حلفا وحنتوب وعندما كنت بالخارج كنت ارتاد المسارح، ولكن لم ادخل المسرح القومي السوداني سوى مرة واحدة فقط.

    × من تجربتك الطويلة في العمل السياسي الى اي مدى السياسة مسرح كبير؟

    × هي مسرح شكسبيري وانجح المسرحيات هي التى صورت السياسة مسرحياً.

    × متى تشعر في السياسة بأنك في حاجة لقدراتك التمثيلية؟

    =ضاحكاً قالها لمن أكون عاوز اكضب).

    × ألاحظ في مكتبتك بالمنزل كتب (ايام صفانا) عتيق..متى كانت ايام صفاك؟

    = لا اختشي من القول انني عشت شبابي طولاً وعرضاً خاصة في اوربا الشرقية وفي السودان كذلك.

    × × بالمكتبة رواية بعنوان (عطر نسائي)..علاقتك بالمرأة؟

    =لا اريد ان اتحدث بالاكليشهات..علاقتي بالمرأة بها عشق لأنوثتها بكل ما تعني الانوثة من دل وحنان وعطف ورقة.

    × في الحزب الشيوعي عادة يصادر النشاط السياسي مساحات الاسرة او قد يؤدي لانهيارها؟

    = من المؤكد ان سنوات الاختفاء الطويلة قد ينظر الناس اليها كبطولة وتماسك وصمود هذا جانب واحد، ولكن الجانب الآخر هو اكتشافك انك معزول من المجتمع ومن الحياة اليومية بكل صخبها،الحزب الشيوعي قدم تضحيات كبيرة في كوادره والاحزاب الاخرى ايضاً قدمت تضحيات.

    × كأن الحزب الشيوعي يجد في التضحيات متعة نفسية أكثر من كونها حاجة ضرورية،مزاجكم اقرب الى الشيعة؟

    = الشيعة ما يميزهم كثير،أنا صاحب هوى شيعي،احترم صلابتهم وتماسكهم واستعدادهم للتضحية وهم ظلموا في التاريخ الاسلامي.

    × هنالك من وصف الحزب الشيوعي بعد (19) يوليو انه دخل في حالة كربلائية؟

    = هذا غير صحيح نحن بسرعة نظمنا صفوفنا وخضنا حركة نضال ضد مايو ولم نعاقب انفسنا بالسياط والصياح..كنا سياسيين نحسب كل شئ ونراعي توازنات القوة.

    × وماذا عن القول ان الحزب الشيوعي تحول بعد (19) يوليو لحالة شاعرية؟

    =جائز هنالك ازدياد في نشاط المبدعين ولكن لم يكن ذلك على حساب النشاط العملي في حل المشاكل وتجاوز الصعاب.

    × أصعب موقف مر بك في العمل السياسي؟

    صمت فترة طويلة

    = ثم قال: (19) يوليو بكل تداعياتها.

    × أحزن موقف مر بك في مسيرتك السياسية؟

    = عام 1963 وانا في الاختفاء بمنزل بام درمان في نشرة الساعة الثامنة استمعت لخبر وفاة جدي من الاذاعة وقد كانت صلتي به حميمة جداً، نعلت السياسة التي اضطرتني ان أكون بعيداً عنه في لحظات حياته الاخيرة وان استمع لخبر وفاته من المذياع.

    × دموعك قريبة ام بعيدة؟

    = هذا يعتمد على الموقف المحدد.

    × دمعات شهيرة في مسيرتك السياسية؟

    = لا أذكر.

    × هل السياسة لا تحتمل الدموع؟

    = تحتمل الدموع واحياناً تستدرها.

    (............)

    × ماذا استفدت من فترة الاختفاء الطويلة؟

    = الانضباط الذهني والجسدي والاستفادة من الوقت بحساب الدقائق.

    × وماذا عن الضرر؟

    = العزلة عن اوساط كثيرة في المجتمع ظلت تتطور وتتغير وتكتسب اشياء جديدة وتفقد اشياء اخرى وانا بعيد عنها لا ألامس كل ذلك.

    × هل في تصورك يمكن ان تضطر للاختفاء مرة اخرى؟

    =من الناحية العامة ممكن.. لكن اعتقد ان هنالك فرصة لتوسيع الحياة السياسية والديمقراطية.

    × متى تصاب بالاحباط؟

    = عندما تحدث اعتقالات في ظروف العمل السري نتيجة اخطاء التأمين واليقظة..أذكر في ايام مايو تم اعتقال المرحومين الجزولي سعيد وخضر نصر لانهما في لحظة محددة وثقا في شخص ما كان من المفترض ان يثقا فيه،في ذلك الوقت كنا محتاجين جدا لمجهود الجزولي سعيد فهو رجل دقيق كان في الحزب هو مسؤول الجوانب المالية وضع فيها اسساً دقيقة جداً.

    × المرحوم خضر نصر..موته كان به شئ من الغرابة؟

    = خضر نصر من عمال السكة الحديد كان مريضاً بالسكري ولكن كان اهتمامه زايداً بالمرض يريد ان يفحص كل يوم ويتابع الادوية ويقرأ عن المرض بصورة مستمرة،مشكلته الكبرى انه كان صاحب مزاج فرداني فهو يحب ان يعيش بشكل منفرد وكنا نقول له هذا خطر عليك (وفي فترة محددة زهج و...)

    مقاطعة

    × هل صحيح انكم الغيتم تفرغه؟

    = دقيقة دعني اواصل (نحنا كان راينا امشي لاهلوا في عطبرة حتى يساعدوا في ادارة امره لكن هو رفض ذلك،وفي فترة زهج ومشى سلم نفسو لناس الأمن لكن قالوا ليهو نحنا ما عايزنك،وظل مصراً على السكن لوحده الى ان توفي ولم تكتشف وفاته الا بعد ثلاثة او اربعة ايام).

    × هنالك موت تراجيدي داخل الحزب؟

    = نعم ..خاصة في ظروف السرية لان العضو عادة يكون بعيداً عن الناس.

    × متى يصبح نقد سكرتير الحزب قاسياً..في اي الحالات اقصد؟

    =عند عدم التقيد بتنفيذ القرارات بدون مبررات.

    × متى تشعر بالحرج؟

    = عندما اخطئ التقدير.

    × هل في يوم ما فكرت في اعتزال السياسة؟

    = لا..السياسة تجدد خلايا المخ اذا مورست بعقلانية وصبر.

    × ماذا عن حزب سياسي بلا مال؟

    = يتنفس بنصف رئة او اقل.

    × اريدك ان تعلق على هذه الاحداث من وحي الذاكرة؟

    = جداً.

    × في 22يوليو 1971م، انت تشاهد عودة نميري للسلطة وهو يتحدث بالتلفزيون؟

    = تصورت مدى الشراسة التي سيتعامل بها.

    × آخر لقاء مع عبد الخالق آخر دقائق؟

    = يوم 22عبد الخالق كان منزعجاً وكان بقول لهاشم (لا أنتم مستعدون ولا نحنا) وآخر كلام دار بيننا كان عندما ذهبت اليه في الصباح وعرفت انه على علم بما حدث لطائرة بابكر النور وفاروق حمد الله قال لي( لازم نستمر في عملنا رغم كل شئ).

    × وانت في الاختفاء تشاهد نميري وقد اصبح ''اماماً'' ؟

    = ضحكت وضحكت..لانني اعلم انها مسرحية كبيرة.

    × وانت تشاهد الترابي إلى جوار النميرى وهو يتلقى البيعة؟

    = ضحكت أكثر لانني اعرف رأي كل منهما في الآخر..

    صمت

    = ثم قال: أقصد سياسياً...!

    × نميري وهو آيل للسقوط؟

    = نال جزاءه ولا شماتة.

    × انهيار جدار برلين؟

    = توقعته ..فقد كنت وقتها بكوبر وقلت ذلك للترابي وللصادق قبل انهيار الجدار بأيام.

    × هنالك من يقول ان جدار برلين داخل الحزب الشيوعي السوداني لا يزال قائماً؟

    ضحك

    =قال: جائز..ولكن ألاتلاحظ منذ بدايات الحزب الشيوعي في السودان انه ظل في اوساط الجماهير ولم يعزل نفسه عن المسار الجماهيري ولم يقم حوائط عزل ولا حوائط مبكى.

    × انقسام مجموعة (حق) بقيادة الخاتم ووراق..هل احزنك؟

    = حزنت لكل الانقسامات،فالانقسام قطع شريان ونزيف دموي ( لا دم منقول لجسد اخر ولا جسمك مستفيد منه) كل الانقسامات هى في الآخر دخلت في انقسامات آخرى، جائز كانت لهم وجهة نظر سليمة لكن الانقسام لم يكن هو الحل او على الاقل لم يكن هو الطريق.

    × سألتك في بداية هذه الحوارات..هل تنظر للماضي بغضب قلت انك تنظر اليه بحنين..الآن اسألك هل تنظر للمستقبل بتفاؤل؟

    =تقدم العمر وتراكم التجارب تجعلني انظر للمستقبل بتفاؤل لكنه تفاؤل محسوب.

    × هل تتوقع للمؤتمر الخامس للحزب ان يكون هادئاً ام ثائراً ام روتينياً؟

    = اتوقع.. سيكون معلماً اساسياً لان التحضير له اخذ وقتاً طويلاً وكل الحزب مشغول به كل عضو سيأتي بقضايا مختزنها ويريد التعبير عنها لذلك اتوقع ان يكون مليئاً بالحيوية.

    × هل من المحتمل ان يكون بداية لانقسام؟

    = حتى الآن استطيع ان اقول لا (الانقسام نحنا بنشم ريحتو من مسافة بعيدة جداً).

    × هل تتوقع منافسة على سكرتارية الحزب؟

    = هذا وارد وهو امر طبيعي وصحي قد يكون البعض لهم تحفظات على بعض القيادات.

    × نقد هل سيقبل الترشيح لمنصب السكرتير مرة اخرى؟

    = اي كلام سأقوله لك سيكون مصطنعاً نترك هذا الامر ليوم المؤتمر.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de