للمهتمين بالفن الغنائي السوداني - مقال ثان: في نقد تجربة مصطفى سيد أحمد

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-12-2024, 10:41 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-23-2007, 06:31 PM

Haleem Abu-Gusseisa
<aHaleem Abu-Gusseisa
تاريخ التسجيل: 04-18-2006
مجموع المشاركات: 93

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
للمهتمين بالفن الغنائي السوداني - مقال ثان: في نقد تجربة مصطفى سيد أحمد

    إلى كل المهتمين بقراءة هذا المقال:
    لفهم أفضل يرجى الرجوع لمقالنا السابق: (للمهتمين بالفن الغنائي السوداني - مقال أول) الموجود في مكان ما في المنبر العام.

    حديث قليل عن مصطفى سيد أحمد

    الآن، وبعد مضي سنوات عديدة على رحيل ظاهرة الفن الغنائي السوداني في الثمانينات وحتى منتصف التسعينات (والممتدة آثارها حتى الآن)؛ أعني بالقطع الفنان الراحل مصطفى سيد أحمد، أعتقد أن الوقت قد حان لتناول وتقييم تجربته الفنية (لا أقول مشروعه الفني) بشكل أكثر عمقا ومباشرة بعيدا عن العوامل العديدة ألتي كان يغذيها وجوده، والتي أغلقت ذهن الغالبية العظمى من المتلقين أمام أي محاولة للنقد تحيد عن تقريظ إنتاج مصطفى سيد أحمد الفني وتناوله بالمدح أو المدح الشديد، ويا حبذا بالإبراء التام من النقائص، وهذا ما لا أنوي فعله بأي حال من الأحوال ابتغاء للموضوعية.
    ليست هذه أولى تجاربي لنقد الإنتاج الفني لمصطفى سيد أحمد -فقد كانت لي محاولات سابقة خلال حياته- لكن هذه ستكون الأولى التي تصل إلى الجماهير، فقد أوصدت بوجه سابقاتها أبواب الماكينة الإعلامية الثقافية السودانية التي تعتبر الإعجاب الفني (أو قل الثقافي) بإنتاج مصطفى سيد أحمد بوابة مرور ثقافية، وأحد المسلمات التي تميز المثقفين الذواقة عن عاطلي المقدرة على "التذوق الراقي" شأنها في ذلك (اعني الماكينة الإعلامية) شأن مجموعة كبيرة من المتلقين، من بين من بهرتهم الكلمة وتوقف استماعهم عندها، وبين من لم يجد الجرأة لإعطاء إحساسه الفني الغنائي الفرصة ليقول كلمته درءا لاحتمال أن يأتي مناقضا للخط العام "للمثقفين". ورغم فشلي في الوصول لأجهزة الإعلام –وإن كنت لم أبذل مجهودا كافيا- فإنني قد طرحت رؤيتي النقدية للعديدين، وخضت الكثير من النقاشات الحادة (المتشنجة في بعض الأحيان) والتي أكسبتني الخبرة في التعامل مع جمهور متلقي إنتاج مصطفى سيد أحمد؛ خبرة في معرفة ردود أفعالهم عند تناول النقد تفصيليا، الحصون التي يتحصنون خلفها، والحجج التي يسوقونها في مواجهة كل تفصيلة تطرح في السياق النقدي لإنتاج مصطفى سيد أحمد. لاأكتمكم سرا أنني أنوي الاستعانة بهذه الخبرة لإغلاق الطريق أمام أي محاولة لصرف الانتباه عن الأغراض الأساسية للنقد لصالح إتجاهات أخرى يكون الحديث عنها تحصيل حاصل، وملهاة للمشفقين من طرح الموضوعات التي يمكن أن تشكل مادة حقيقية لنقد إنتاج مصطفى سيد أحمد.
    إعمالا لمبدأ السلامة، ولتركيز الانتباه على ما أعتقد في أهميته، أبدأ بإخراج بعض الموضوعات خارج دائرة الضوء، وهي المرتبطة بدوافعي تاريخيا وحاليا، وبعض الحقائق التي أتفق فيها مع مصطفى وجمهوره مما ينفي الحوجة للخوض فيها تفصيليا:
    • تاريخيا، معرفتي وتقبلي –تحمسي في ذاك الوقت- لمصطفى يعود إلى فترة دراسته بمعهد تدريب معلمات ومعلمي المرحلة المتوسطة بأمدرمان. في هذه الفترة كنت ومجموعة من فتيان وفتيات جيلي نعتبر مصطفى سيد أحمد فنان جيلنا، نباهي به الكل لسطوع موهبته الذي لا يجادل فيه أحد، من مظاهر تأثيره علي أنني وبخلاف غالبية من تعلموا العزف سماعيا بأغنية عازة في هواك، تعلمت العزف بأغنية الوسيم والتي سمعتها أول ما سمعتها من مصطفى (كنت أعتقد أنها أغنيته!). ولا أنسى ليلة الواعدين بمهرجان الثقافة الثالث (1980) والتي شارك فيها مصطفى بأغنية الشجن الأليم (لا أذكر الشاعر –تقصير مني-وهي من ألحان أستاذ الموسيقى بالمعهد، الأستاذ محمد سراج الدين)، كنت و نفس المجموعة من جيلي متربصين مرابطين أمام شاشات التلفزيون (كانت الليلة منقولة نقلا حيا)، متوقعين له المركز الأول، وكانت صدمتنا جميعا بحصوله فقط على المركز الثالث (بدعوى ضعف تعبيره الحركي!!!) بدلا عن المركز الأول الذي كان يستحقه بجدارة، وهذا ما زلت أؤمن به حتى هذه اللحظة. لا أعتقد أن كثير من جمهور مصطفى المتعصب يرجع إلى هذه الحقبة، ولكنها بدايات مصطفى الحقيقية قبل دخوله معهد الموسيقى والمسرح، ثم حمى جلسات الاستماع و ما إلى ذلك، مع علمي وتسليمي بدور وأهمية العلمية في تطوير وترقية الفن الغنائي السوداني.
    • مصطفى سيد أحمد يملك أحد أجمل وأسلم الأصوات التي مرت على ساحة الفن الغنائي السوداني، يمتلك الجدية والتركيز في الأداء، ولديه خيال رائع ومقدرة موازية لخياله في التنفيذ الصوتي، هذا بجانب ميزة قبول أذن المستمع السوداني لصوته. يدلل على ذلك اختياره ليكون "سولويست" دفعته في سنة تخرجه (كورال المعهد، لا أذكر السنة ولكنها أغنية حبيبي أكتب لي-الكاشف)، لذلك فأنا من المعجبين بمصطفى، بطريقتي الخاصة، لم ولن يتوقف صوت مصطفى عن إثارة مشاعري واقتحام دواخلي، ولن تتوقف معادلة خياله/أداءه عن جلب ذلك الإحساس الغريب الأليف من الدهشة الممزوجة بالاستمتاع.
    • أنا على قناعة تامة أنه كان من الممكن أن يكون لمصطفى مشروعا فنيا متكاملا قادرا على حعل فنه ليس فقط حدثا في مسيرة الفن السوداني، ولكن رقما أساسيا ومرجعا يناطح في مرجعيته أولئك الذين اجتمعت الأمة عليهم، و يعلو عليهم قليلا إن لم يكن كثيرا، فبين يديه كافة إرثهم وتجربتهم تعينه على البدء من أرضية أعلى، كما أنه جاء في عصر أتيحت فيه الدراسة الموسيقية، وتوفرت الكثير من الوسائل المعاونة للإنتاج الفني، يضاف إلى ذلك أن الفنان في هذا العصر يشار إليه بالبنان ويتشرف الناس بمجرد معرفته، لا يحصب بالحجارة ويعتبر من شذاذ الآفاق.
    • مصطفى سيد أحمد مثقف حقيقي ومتذوق جيد لكل أنواع الفنون خصوصا ما يتعلق بالفن الغنائي، وأعني هنا الأغنية والقصيدة والموسيقى.
    • مصطفى سيد أحمد فنان جاد وملتزم لدرجة التفاني على المستوى الفني والسياسي، مهموم بقضايا الوطن والمواطن، وعى أن لديه مسئولية تجاه الشعب السوداني، زاد من ثقلها عليه قبوله وانتشاره الواسع. مصطفى لم يهرب من تلك المسئولية، بل تعامل معها بإخلاص ونكران ذات وفق رؤيته لما ينبغي عليه تقديمه للشعب السوداني.
    • مصطفى سيد أحمد كان ينتج في ظروف صعبة –ظروف المرض والعسر والتغرب. ورغم ذلك فإنه لم ينهزم ولم يتقاعس وظل حريصا على الإنتاج والاتصال مع جمهوره.

    ثم ماذا بعد؟ وماذا يمكن أن يقال بعد ذلك؟ ولماذا الأفتراض أن لدي جديدا أو حتى ما يمكن أن يجذب الانتباه؟
    حسنا لنبدأ بما يقرب من الكفر لدى الغالبية من متعصبي مصطفى ومن حذوا حذوهم ابتغاء عدم الشذوذ، أو من المبهورين المتأثرين بالفكرة العامة والهالة المرسومة حول مصطفى لدرجة العشى عن إبصار أي مغاير......إليكم الآتي يا سادة:
    مصطفى سيد أحمد أضر بالأغنية السودانية ضررا بحجم انتشاره الواسع ووصوله الجماهيري، والذي هو ليس بالقليل. مصطفى –بقصد أو بدون قصد- روّج لأسلوب متقادم للإنتاج الفني الغنائي كان في طريق الاندثار بسبب مجهودات مضنية لآخرين عملوا على تركيز قواعد عمل فني غنائي متناغم يمزج كل عناصر العمل الغنائي في إنسجام وتكامل. هذا الأسلوب المتقادم يعتمد كلية على النص الشعري باعتباره هو ذات الأغنية، ويقزم دور بقية عناصر العمل الغنائي (بما فيها اللحن) ويعتبرها -للنص الشعري- في مقام الحاشية (كثير من أغاني الحقيبة انبنت على لحن واحد –المجاراة- وكلا منهم تعتبر أغنية –مستقلة- فقط لأن الكلمات مختلفة!!)، لهذا أستطيع أن أقول أن مصطفى ساهم (تسبب في الحقيقة) في إهدار مجهودات كرومة، سرور، عمر البنا، عبدالرحمن الريح، التاج مصطفى، الكاشف، رمضان حسن، صلاح محمد عيسى، عثمان حسين، محمد وردي، محمد الأمين، عبد العزيز محمد داؤود، أبوعركي البخيت، زيدان إبراهيم، وآخرين نجحوا في تقديم العمل الغنائي المتكامل، إما بمجهود فردي (بمعطيات زمنهم)، أو بمشاركة آخرين. مصطفى تسبب في إهدار هذه المجهودات التي هدفت إلى تقديم العمل الذي يعتمد على تناغم وتجانس كل المكونات دون إبراز أيا منها على حساب الآخرين متفادين أسلوب الوصاية الفنية الذي يقود إلى الإحتكار غير المبرر و غير المنتج لكل تفاصيل العمل الغنائي والذي يغلق الطريق أمام مساهمات الآخرين المبدعين في العمل بما كان يتوقع أن يمثل إضافة للعمل ومزيد من الإبداع. النتيجة... تدني مستوى. العمل الغنائي.
    حب الفن أمر فطري في الإنسان، الفن بمختلف أشكاله: شعرا وموسيقى وتشكيل وتلوين وتصوير ومسرح و و.....أما لدينا في السودان فالأغنية هي المسيطرة، و رغم كونها متكونة من مجموعة من الفنون إلا أنها فن قائم بذاته وشخصية فنية مستقلة، لا يجوز مقارنتها وافتراض انطلاقها من رحم إحدى الفنون الأخرى، فإذا كان الشعر شعر والموسيقى موسيقى (البحتة منها)، فالأغنية أغنية وليست تجميع ميكانيكي أو ترقيع من فنون أخرى، الأغنية تناغم بين مجموعة مفردات يجوز –بل يرجح- أن لا تستطيع أيا منها أن تبرز، أو أن تعني شيئأ، أو حتى أن تعكس إحساسا على الإطلاق في الحالة المنفردة ، أنها مجموعة مفردات تكتسب طعمها، وحتى سبب وجودها، من الآخرين الملتحمين بها التحاما لا يدع مجالا لرؤية حدود أيا منها في استقلال. هذا ما فشل فيه مصطفى فشلا ذريعا للأسف الشديد بتبنيه لاستراتيجية متراخية،.الأغنية لدى مصطفى أصبحت نصا شعريا يلقى منغما -كيفما اتفق- ليس إلا، وهو بالفعل ما يسمعه متلقيي أغنية مصطفى. والأمر المقبض –إن لم يكن المستفز- أن هذا النص الذي يمثل قلب ولب وحتى قدمي أغنية مصطفى هو إبداع شخص آخر، تمخضه وولده وهو والده الشرعي، ولكنه بكل أسف ما عاد ينسب إليه ولا ينظر إليه إلا باعتباره "أغنية مصطفى سيد أحمد". المدهش أن الكثيرين ممن ناقشتهم من خلال وجهة النظر هذي لم يتحرجوا من أن يحاجوا بأن مصطفى صاحب الفضل في اكتشاف ونشر هذا النص الشعري، بحساسيته الفنيه وجماهيريته التي تمكنه من توصيل هذا النص للجماهير ومساعدتهم على قبوله واكتشاف مكامن الإبداع فيه، وبالتالي فأنه لا غضاضة في أن ينسب إليه الفضل!!! إذا كان لي أن أفترض أن هذا هو لسان حال مصطفى، وهذا ما أشك فيه كثيرا، وإذا كان لي أن أفند مثل هذا القول بمعزل عن معرفتي الأكيدة بشخصية مصطفى، لا أستطيع سوى وصف هذا الأسلوب بالانتهازية. هذه الصفة يتسبب في إطلاقها محبي مصطفى بهذا المنطق –وليد التعصب- دون أن ينتبهوا لذلك، لأن من العدل أن لا ينسب الإبن إلا لأبيه، ومن حق الشعراء –وواجبنا تجاههم- أن ينالوا ما يستحقوا من إعجاب وتقدير على إبداعهم. أما مصطفى فيجب أن ينال التقدير إذا ما قدم إبداعا جديدا في نوع مختلف من مجالات الإبداع - وهذا ما تصدى له- وهو إنتاج الأغنية المتكاملة؛ نشكره على لفتنا لهذا النص الجميل لا أن ننسب إليه كل الفضل، ثم نقلص شاعر القصيدة ليصبح "مؤلف أغنية مصطفى"، هذا إذا اهتم بمعرفته أحد، وهذا ما أشك فيه كثيرا !!!
    الأمر الأكثر إدهاشا –وإزعاجا- أن الكثيرين من متحمسي مصطفى الأكثر معقولية ومنطقية يحاجوا أن مصطفى كان يعلم أن حياته قصيرة (حقيقة تأكدنا منها لاحقا بوفاته)، لذلك فأنه كان يلاحق الزمن لينتج وليرسخ وجوده في الوجدان السوداني فنيا، وكان يرى أن ذلك لن يتأتى إلا إذا كان لديه السيطرة الكاملة على العمل وخصوصا الشقين الإبداعيين الأساسيين: الكلمة؛ والتي لا يحتاج لإبداعها فهو من ناحية يفتقر إلى تلك الموهبة، ومن ناحية أخرى الشعراء المجيدين موجودين يعانوا شظف العيش وصعوبة الوصول للجماهير وأشعارهم الجيدة موجودة تنتظر الاختيار، وفي هذا راحة للبال وتوفير للزمن، ثم هي صلب الموضوع وعين الأغنية! أما اللحن، والذي تفاديا لأن يكون تحت رحمة مشاركين آخرين يمكن أن يتحكموا في خطة ووتائر انتاج الأعمال، فقد أخذ على عاتقه أن يخرج به في كل الأحوال لأنه أمر مكمل ومقدور عليه. هذا القول مردود من أساسه، أولا لأن مصطفى لم يصرح به على حد علمي، وثانيا لأنه لا يستقيم عقلا ومنطقا أن يفكر شخص مثل مصطفى بهذه الطريقة التي تقدم الكمية على النوعية، فمصطفى قطعا يعلم ويعي -من تجارب الفن السوداني- ما هو المطلوب لإنتاج عمل غنائي طويل العمر (إن لم يكن خالدا)، وبالقطع فأنه يعلم أن غزارة الإنتاج لا علاقة لها بجودته، بل هي من أسباب ضعف النوعية ومعوقة للتجويد.
    بصرف النظر عن احتجاجات جمهور مصطفى، فأنا أعتقد أن هذا الأسلوب من الانتاج الفني الذي انتهجه مصطفى، وبارتباطه بالحجم الكبير من الإنتاج في فترة ضيقة، لا يترك مجالا سوى لافتراضين: أولهما أن مصطفى ضل الطريق واختلط عليه سبيل إنتاج أغنية جيدة، وثانيهما أنه قد أشفق على نفسه وعلى وتائر انتاجه من المجهود الكبير الذي ينبغي بذله لكل عمل حتى يخرج بالشكل الجيد (والذي يقلل من وتائر الإنتاج بالضرورة)، وقرر بالتالي الاعتماد على الكلمة (سهلة المنال) واهمال إعطاء بقية عناصر العمل الغنائي العناية الكافية، اعتمادا على جودة النص الذي نجح في تعويد المستمع على اعتباره صلب الأغنية. هذا الأسلوب إذا لم يوصف بالانتهازية فلا أقل من أن يوصف بالتقاعس، وهذا ما استمرأه مصطفى متجاهلا أنه كان بإمكانه، بمزيد من الحرص على التجويد وقليل من الأريحية، إتاحة الفرصة لعديد من الملحنين الموهوبين لتكوين شخصياتهم الفنية، وتقديم إضافات ليست أقل من كونها ضرورية لتجويد الأعمال الفنية التي قدمها والتي كان ينوي تقديمها، أسوة بالكثير من الشعراء الذين تعامل معهم، والذين بدون أشعارهم ما كان هناك وجود لمصطفى، قبل أن نسلم بأن انتشار مصطفى أتاح لشعرهم فرصة التقديم!
    سيقول الكثيرون أنه لا معنى لما أقوله لأن مصطفى عاش وسيعيش خالدا في وجدان الشعب السوداني. أقول أن هذا لا يضيرني البتة، فأنا أحترم شخصية الرجل وأحترم صوته، فوق ذلك أنا من معاصريه (منذ بداياته) وقطعا سيعيش بداخلي وداخل كل معاصريه، المتقدمين منهم والمتأخرين لسبب أو لآخر، قد يكون بسبب الفن أو خلافه من موقف سياسي أو انتماء ثقافي أو تثاقفي، أو فقط احتراما لشخصيته،. ولكن ماذا بالنسبة للأجيال القادمة التي لم تعاصر مصطفى؟ كيف كان يمكن أن يصل إليها عن طريق غير الفن الذي يمتلك مقومات البقاء؟ فهم لم ولن يدركوا شخصية الرجل، جديته، إلتزامه، إهتمامه، تواضعه....إلى آخر الصفات ألتي لا سبيل لإنكار حيازة مصطفى لها، لن يدركوا صفات مصطفي لعلة عدم المعاصرة، وبالتالي انفصم الرابط الوحيد الذي ركن إليه مصطفى.
    أنا لم أعاصر خليل فرح، لم أعاصر الكاشف، وليس لدي فكرة كافية عن تفاصيل حياتهم، أو حتى ملامح شخصياتهم، ولكنهم بداخلي في موقع القلب بسبب فنهم الذي تركوه لنا والذي ما فتئ يدهشنا، ومازال في الواجهة ليس فقط لأننا أمة مجترة فنيا (هذا موضوع آخر)، ولكن لأنه يمتلك مقومات البقاء، ولا أشك في أنهم سيعيشون في وجدان الجيل القادم والأجيال التي تليه لذات السبب؛ فنهم، إنه جودة وتكامل الأعمال التي قدموها، ووضوح وسطوع مشاريعهم الفنية ومقدرتها على الخلود، وهنا تبدو المفارقة، فالكثيرين ممن عاصرتهم (لا داعي لذكرهم)، ومنهم من لم يكن سيئا على المستوى الإنساني ولم يكن عابثا على المستوى الفني، لم ينجحوا –رغم ميزة المعاصرة- في خلق أي وجود بداخلي فنيا، ولن ينجحوا في ذلك، حتى الأحياء منهم، لأن مشروعهم الفني افتقر ويفتقر إلى الرؤية أو التجويد أو كلاهما.

    ليرحم الله مصطفى بقدر نيته، أما الشعب السوداني فعليه أن يقيم ويستفيد من هذه التجارب للصالح العام، لا أن يوصد باب التحليل والتقييم بأي دعوى من الدعاوى.

    عبدالحليم أبوقصيصة
                  

06-23-2007, 10:00 PM

Haleem Abu-Gusseisa
<aHaleem Abu-Gusseisa
تاريخ التسجيل: 04-18-2006
مجموع المشاركات: 93

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: للمهتمين بالفن الغنائي السوداني - مقال ثان: في نقد تجربة مصطفى سيد أحمد (Re: Haleem Abu-Gusseisa)
                  

06-24-2007, 10:57 AM

Elmosley
<aElmosley
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 34683

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: للمهتمين بالفن الغنائي السوداني - مقال ثان: في نقد تجربة مصطفى سيد أحمد (Re: Haleem Abu-Gusseisa)

    نتابع باهتمام ونرجو من المهتمين محاورة حليم ابوقصيصة
                  

06-24-2007, 05:49 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: للمهتمين بالفن الغنائي السوداني - مقال ثان: في نقد تجربة مصطفى سيد أحمد (Re: Elmosley)

    الزميل عبدالحليم أبو قصيصة

    المحترم

    أولا شكرا علي هذه المادة التي أحس إنها محرضة للجدل
    حول تجربة الراحل مصطفي سيد أحمد
    وهي علي كل حال، إختلافا أو إتفاقا معها في بعض فرضياتها،
    تشكل الاساس الجيد للحوار ، والذي ربما يمس غير تجربة مصطفي ويشمل مسائل
    العمل الفني العام في السودان والتي ترتبط بشخص المبدع وجمهوره وناقده
    والفضاء العام الذي يتحرك فيه.
    وفيما يتعلق بمصطفي أو أية إبداعية ظللت أقول إن ليس المهم هو أن نحجب المبضع النقدي الذي يشرح مصطفي ولا حرج إطلاقا
    في حال أن تكون هناك بعض الاشارة لنقاط الضعف في غنائيته ولكن الحرج كل الحرج هو أن
    يكون الافتراض في هذه النقاط غير مبني علي الموضوعية أو التعمق،
    ولذلك تجدني أقول أن المقال علي ما فيه من جدية إلا إنه يحوز علي التناقض ايضا
    فأنت تقول
    "
    Quote: مصطفى سيد أحمد فنان جاد وملتزم لدرجة التفاني على المستوى الفني والسياسي، مهموم بقضايا الوطن والمواطن، وعى أن لديه مسئولية تجاه الشعب السوداني، زاد من ثقلها عليه قبوله وانتشاره الواسع. مصطفى لم يهرب من تلك المسئولية، بل تعامل معها بإخلاص ونكران ذات وفق رؤيته لما ينبغي عليه تقديمه للشعب السوداني.


    وفي ذات الوقت تري أن

    Quote: مصطفى سيد أحمد أضر بالأغنية السودانية ضررا بحجم انتشاره الواسع ووصوله الجماهيري، والذي هو ليس بالقليل. مصطفى –بقصد أو بدون قصد- روّج لأسلوب متقادم للإنتاج الفني الغنائي كان في طريق الاندثار بسبب مجهودات مضنية لآخرين عملوا على تركيز قواعد عمل فني غنائي متناغم يمزج كل عناصر العمل الغنائي في إنسجام وتكامل


    أعتقد يا أخ عبدالحليم أن وصفك لمصطفي بالجدية يعني إنك أحسست أن لديه الفن الجاد والملتزم، وربما يوجه السؤال إليك : علي أسس إنبني حكمك علي كونه فنان جاد وملتزم..؟ وكيف للفنان الجاد والملتزم أن يضر بالاغنية السودانية..؟ وأراك بدلا عن إيضاح هذا الضرر قفزت للقول أن "الفنان الجاد" روج لاسلوب متقادم ولم توضح لنا هذه النقطة بالكفاية، ثم لم توضح لنا أن أغنية مصطفي لم تكن منسجمة ومتكاملة.

    ثم وجدتك أيها الزميل تضيف في جانب آخر بالقول أن

    Quote: مصطفى سيد أحمد يملك أحد أجمل وأسلم الأصوات التي مرت على ساحة الفن الغنائي السوداني، يمتلك الجدية والتركيز في الأداء، ولديه خيال رائع ومقدرة موازية لخياله في التنفيذ الصوتي، هذا بجانب ميزة قبول أذن المستمع السوداني لصوت


    والسؤال هو كيف يتأتي لفنان يضر بالاغنية السودانية وهو الذي لديه الخيال الرائع والتركيز في الآداء والصوت السليم أو الجميل
    أن يحتاز علي أذن المستمع السوداني لما يقارب العقدين ولا يزال كما تقول.

    Quote: المدهش أن الكثيرين ممن ناقشتهم من خلال وجهة النظر هذي لم يتحرجوا من أن يحاجوا بأن مصطفى صاحب الفضل في اكتشاف ونشر هذا النص الشعري، بحساسيته الفنيه وجماهيريته التي تمكنه من توصيل هذا النص للجماهير ومساعدتهم على قبوله واكتشاف مكامن الإبداع فيه، وبالتالي فأنه لا غضاضة في أن ينسب إليه الفضل!!! إذا كان لي أن أفترض أن هذا هو لسان حال مصطفى، وهذا ما أشك فيه كثيرا، وإذا كان لي أن أفند مثل هذا القول بمعزل عن معرفتي الأكيدة بشخصية مصطفى، لا أستطيع سوى وصف هذا الأسلوب بالانتهازية. هذه الصفة يتسبب في إطلاقها محبي مصطفى بهذا المنطق –وليد التعصب- دون أن ينتبهوا لذلك، لأن من العدل أن لا ينسب الإبن إلا لأبيه، ومن حق الشعراء –وواجبنا تجاههم- أن ينالوا ما يستحقوا من إعجاب وتقدير على إبداعهم. أما مصطفى فيجب أن ينال التقدير إذا ما قدم إبداعا جديدا في نوع مختلف من مجالات الإبداع - وهذا ما تصدى له- وهو إنتاج الأغنية المتكاملة؛ نشكره على لفتنا لهذا النص الجميل لا أن ننسب إليه كل الفضل، ثم نقلص شاعر القصيدة ليصبح "مؤلف أغنية مصطفى"، هذا إذا اهتم بمعرفته أحد، وهذا ما أشك فيه كثيرا !!!ا


    والحقيقة يا زميل لم إستوعب تماما ما أردت قوله في هذه الفقرة، وأظن أن ضعف الصياغة لم تساعدني في تفهم كل المقال..ولكن بعد إجتهاد شاق في معرفة الفكرة الاساسية للفقرة وجدتك وكأنك تقول أن النص الشعري إرتبط بإسم مصطفي أكثر من شعرائه.أما مسألة أن مصطفي قد إكتشف حساسية الشعر الجديد وقدرته علي تلحينه فذلك من ما لا شك فيه، أما إن كان بعض معجبيه ينسبون الفضل الشعري له فذاك من الخطأ الذي لا يتحمله المغني ثم أن القول بإسلوب الانتهازية والتي لا أدري إنها تتعلق بالفنان أو جماهيره ما كان له أن يتضمن المحاججة.
                  

06-24-2007, 05:52 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: للمهتمين بالفن الغنائي السوداني - مقال ثان: في نقد تجربة مصطفى سيد أحمد (Re: صلاح شعيب)

    دعني أواصل استاذ عبدالحليم
    لمقالكم حيث تقول أن

    Quote: الأمر الأكثر إدهاشا –وإزعاجا- أن الكثيرين من متحمسي مصطفى الأكثر معقولية ومنطقية يحاجوا أن مصطفى كان يعلم أن حياته قصيرة (حقيقة تأكدنا منها لاحقا بوفاته)، لذلك فأنه كان يلاحق الزمن لينتج وليرسخ وجوده في الوجدان السوداني فنيا، وكان يرى أن ذلك لن يتأتى إلا إذا كان لديه السيطرة الكاملة على العمل وخصوصا الشقين الإبداعيين الأساسيين: الكلمة؛ والتي لا يحتاج لإبداعها فهو من ناحية يفتقر إلى تلك الموهبة، ومن ناحية أخرى الشعراء المجيدين موجودين يعانوا شظف العيش وصعوبة الوصول للجماهير وأشعارهم الجيدة موجودة تنتظر الاختيار، وفي هذا راحة للبال وتوفير للزمن، ثم هي صلب الموضوع وعين الأغنية! أما اللحن، والذي تفاديا لأن يكون تحت رحمة مشاركين آخرين يمكن أن يتحكموا في خطة ووتائر انتاج الأعمال


    وهنا وجدتك تقول أن متحمسي مصطفي الاكثر معقولية يأتون بالاكثر إدهاشا وإزعاجا في مسألة قصر حياته ثم ما تلبث أن تقول "حقيقة تأكدنا منها لاحقا" ومن ثم بنيت الافتراض الذي يغيب فيه الوضوح.

    Quote: بصرف النظر عن احتجاجات جمهور مصطفى، فأنا أعتقد أن هذا الأسلوب
    من الانتاج الفني الذي انتهجه مصطفى، وبارتباطه بالحجم الكبير من الإنتاج في فترة ضيقة،
    لا يترك مجالا سوى لافتراضين: أولهما أن مصطفى ضل الطريق واختلط عليه سبيل إنتاج أغنية جيدة،
    وثانيهما أنه قد أشفق على نفسه وعلى وتائر انتاجه من المجهود الكبير الذي ينبغي بذله
    لكل عمل حتى يخرج بالشكل الجيد (والذي يقلل من وتائر الإنتاج بالضرورة)، وقرر
    بالتالي الاعتماد على الكلمة (سهلة المنال) واهمال إعطاء بقية عناصر العمل الغنائي
    العناية الكافية، اعتمادا على جودة النص الذي نجح في تعويد المستمع على اعتباره صلب الأغنية.
    هذا الأسلوب إذا لم يوصف بالانتهازية فلا أقل من أن يوصف بالتقاعس



    كيف يستقيم الافتراض يا أخ عبدالحليم أن مصطفي قد ضل طريقه وإختلطت عليه
    سبل إنتاج أغنية جيدة، هذا رأي لا يليق بمن يصنف الفنان نفسه إنه جاد وملتزم
    إمتلك الساحة لعقدين، هل يعني هذا أن الفنان المفترض في ضلاله إنه ضللنا كذلك وأن
    حكم أذواقنا هو شكل من الضلال..؟ ثم ما هو
    المعني بالاعتماد علي الكلمة "السهلة المنال" وإهمال بقية العناصر..فالمغني يلحن الكلام
    وربما نجح في إعطائه اللحن المناسب أو فشل فيه، ولا يمكن أن نصف الفنان بالانتهازي أو المتقاعس لمجرد
    إنه فشل في مقاربة الكلمة باللحن..يمكننا أن نقول إنه فشل في هذا اللحن ولا يمكن أن نتصور
    أمرا إنتهازيا في العملية الفنية لمجرد أن الفنان سواء كان مصطفي أو غيره قد أخطأ موازاة الكلمة بالحن المناسب..

    عموما أري أن هناك أحكاما حادة بغير سند كاف أردت بها نقد مصطفي سيد أحمد
    وحاولت أن تجرده من الابداعية اللحنية حتي للاعمال التي أداها لملحنيين أكفاء منهم
    الاساتذة محمد سراج الدين ويوسف السماني وفتحي المك وبدرالدين عجاج وسليمان
    عبدالقادر وعبدالتواب عبدالله وعلي السقيد ولعل أثر هؤلاء بائن في ما أضافوه للاغنية السودانية ..هذا إذا إفترضنا أن كل تجربة مصطفي سيد احمد اللحنية تساوي لديك صفرا كبيرا أو صغيرا لا يهم..والحقيقة
    أن الاعمال اللحنية لمصطفي في تصوري متقدمة جدا لا بالقياس إلي أبناء جيله
    وإنما بالنسبة للمجري التاريخي للحن السوداني. أما مسألة إنه لم يضف جديدا
    في جمال ألحان من سبقوه فذلك يحتاج دراسة موسيقية لاعماله مدعمة بالحقائق
    بدلا أن ننهب تراثه بهذا الاستسهال في الحكم وفي يقيني أنه لم نعثر علي نقد موسيقي
    معلمن لا لتجربته ولا للتجارب الاخري، وإنا راينا بعض آراء إنطباعية لبعض
    الموسيقيين الذي اشادوا بالتجربة وكذلك الذين قللوا من قيمتها.
    والشكر الجزيل يا أخ عبدالحليم وآمل أن أكون قد ساهمت في إبتدار النقاش.
                  

06-24-2007, 11:49 AM

Haleem Abu-Gusseisa
<aHaleem Abu-Gusseisa
تاريخ التسجيل: 04-18-2006
مجموع المشاركات: 93

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: للمهتمين بالفن الغنائي السوداني - مقال ثان: في نقد تجربة مصطفى سيد أحمد (Re: Haleem Abu-Gusseisa)

    أستاذ صلاح شعيب

    أعلم تماما حساسية تناول مصطفى سيد أحمد بالنقد، لذلك توخيت الحذر في صياغة الموضوع تجنبا لسوء الفهم، وبالتالي فإنها تكون كارثة إذا اتسم المقال بضعف الصياغة، لذلك قمت بمراجعته مراجعة دقيقة مستعينا ببعض الأصدقاء ولم نلمس أي حوجة لإعادة صياغته. عموما سأبذل كل ما بوسعي لتوضيح ما يحتاج لمزيد من التوضيح ولتبيان وجهة نظري.
    الأهم من ذلك يا أستاذ صلاح، أن نتحاور وأن توضح رؤيتك لتجربة مصطفى، لا أن تكتفي بتفنيد ما جاء في مقالي، لأن الغرض من المقال هو خلق قاعدة للحوار، وليست بي رغبة لأن أنبري لكل من انتقد مقالي إذا كان الانتقاد هو الغرض الوحيد من المشاركة، بل أفضل أن أنزوي وأن أرى الكل يساهمون ويتحاورون. ذلك يكفيني ويسعدني.
    لا أدري إذا ما كنت قد اطلعت على مقالي الأول، والذي يمثل الفاعدة النظرية التي اعتمد عليها، رجاء الرجوع إليه.

    هناك بعض النقاط التي أرغب في توضيحها:

    عنمدا كتبت "مصطفى سيد أحمد فنان جاد وملتزم لدرجة التفاني على المستوى الفني والسياسي، مهموم بقضايا الوطن والمواطن، وعى أن لديه مسئولية تجاه الشعب السوداني، زاد من ثقلها عليه قبوله وانتشاره الواسع. مصطفى لم يهرب من تلك المسئولية، بل تعامل معها بإخلاص ونكران ذات" أكملت الفقرة بأن ذلك كان "وفق رؤيته لما ينبغي عليه تقديمه للشعب السوداني". وأنا أرى أن المشكلة كانت في الرؤية أكثر من كونها في النية.

    الجدية والالتزام لا يخلقوا فنا، فأنا مثلا لاأشك في جديتي ولكني لن أصبح فنانا.

    جمال الصوت لا يمنح القدرة على كتابة الشعر ولا التلحين وليس بالضرورة أن تتبعه أي موهبة أخرى، وهناك تجارب عديدة لا أجد حوجة لذكرها لقامات ضخمة في الفن الغنائي السوداني ممن اكتفوا بالأداء الصوتي، وتركوا بقية العناصر لآخرين، وكانت النتيجة أعمالا خالدة. أنا أرى أنه كان على مصطفى أن يركز على الأداء الصوتي (وهي موهبته الحقيقية) وأن يهدف إلى إنتاج أغنية جادة مكتملة العناصر الفنية بالاستعانة بآخرين.

    نسبة الشعر للمغني -في حالة مصطفى- ليست مسئولية الجمهور وحده، بل يسأل مصطفى عنها لإضعافه بقية العناصر الفنية لصالح القصيدة، وهو ما جعل متلقيي أغنياته يتعاملون مع عنصر القصيدة بشكل أساسي في أغنياته وهنا يكون الفنان هو العامل المشترك وليس الشاعر، وهو ما يسهل نسبة القصيدة للفنان قبل الشاعر. من ناحية أخرى للفنان ميزة أخرى وهي أنه ليس هناك ما يقصره على مستوى الكلمات خلاف رؤيته، وبالتالي فأنه يمكن أن يختار أفضل القصائد لعدة شعراء ويتفادى الأعمال الأقل جودة، أما الشاعر فهو محدود بإنتاجه الخاص، ولا يمكنه نسبة قصيدة أخرى لنفسه.

    أما عن أن مصطفى قد ضل الطريق و أضل المتلقين، فهو ما أرى أنه الحقيقة وهو صلب الموضوع، وهو سبب كتابة المقال أساسا.

    عبدالحليم أبو قصيصة
                  

06-25-2007, 05:48 AM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: للمهتمين بالفن الغنائي السوداني - مقال ثان: في نقد تجربة مصطفى سيد أحمد (Re: Haleem Abu-Gusseisa)

    آسف للتكرار

    (عدل بواسطة صلاح شعيب on 06-25-2007, 06:05 AM)

                  

06-24-2007, 12:21 PM

Amna Shibeika

تاريخ التسجيل: 01-18-2004
مجموع المشاركات: 20

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: للمهتمين بالفن الغنائي السوداني - مقال ثان: في نقد تجربة مصطفى سيد أحمد (Re: Haleem Abu-Gusseisa)

    up
                  

06-24-2007, 02:29 PM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: للمهتمين بالفن الغنائي السوداني - مقال ثان: في نقد تجربة مصطفى سيد أحمد (Re: Amna Shibeika)


    ما ضلينا الطريق لقد مشينا فى موكب البهاء .
    ( ليت كل الطرق كانت مثل طريق مصطفى سيد أحمد .
    وليت كل التجارب كانت بتلك الفخامة.
    وليته عاش ليكمل .

    ولى عوده مع خالص أحترامى
                  

06-24-2007, 05:46 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: للمهتمين بالفن الغنائي السوداني - مقال ثان: في نقد تجربة مصطفى سيد أحمد (Re: Osman Musa)

    الزميل عبدالحليم

    شكرا أولا للرد
    وآسف جدا إنني خلطت بين المقالتين
    وسأقوم بنقل المداخلة هنا
    وشكرا
                  

06-24-2007, 06:32 PM

Haleem Abu-Gusseisa
<aHaleem Abu-Gusseisa
تاريخ التسجيل: 04-18-2006
مجموع المشاركات: 93

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: للمهتمين بالفن الغنائي السوداني - مقال ثان: في نقد تجربة مصطفى سيد أحمد (Re: صلاح شعيب)
                  

06-24-2007, 07:37 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: للمهتمين بالفن الغنائي السوداني - مقال ثان: في نقد تجربة مصطفى سيد أحمد (Re: Haleem Abu-Gusseisa)

    [تاريخيا، معرفتي وتقبلي –تحمسي في ذاك الوقت- لمصطفى يعود إلى فترة دراسته بمعهد تدريب معلمات ومعلمي المرحلة المتوسطة بأمدرمان. الاخ ابو قصيصة تحية واحتراما
    لعلك تقصد فترة تدريسه فى معهد تدريب معلمى ومعلمات المرحلة المتوسطة لان مصطفى تخرج فى بورتسودان الثانوية الصناعية
    ثم عمل مدرسا للمرحلة المتوسطة
    امر اخر انت ترى ان (مصطفى سيد أحمد أضر بالأغنية السودانية ضررا بحجم انتشاره الواسع ووصوله الجماهيري، والذي هو ليس بالقليل. مصطفى –بقصد أو بدون قصد- روّج لأسلوب متقادم للإنتاج الفني الغنائي كان في طريق الاندثار بسبب مجهودات مضنية لآخرين عملوا على تركيز قواعد عمل فني غنائي متناغم يمزج كل عناصر العمل الغنائي في إنسجام وتكامل. هذا الأسلوب المتقادم يعتمد كلية على النص الشعري باعتباره هو ذات الأغنية، ويقزم دور بقية عناصر العمل الغنائي (بما فيها اللحن) ويعتبرها -للنص الشعري- في مقام الحاشية (كثير من أغاني الحقيبة انبنت على لحن واحد –المجاراة- وكلا منهم تعتبر أغنية –مستقلة- فقط لأن الكلمات مختلفة!!)، لهذا أستطيع أن أقول أن مصطفى ساهم (تسبب في الحقيقة) في إهدار مجهودات كرومة، سرور، عمر البنا، عبدالرحمن الريح، التاج مصطفى، الكاشف، رمضان حسن، صلاح محمد عيسى، عثمان حسين، محمد وردي، محمد الأمين، عبد العزيز محمد داؤود، أبوعركي البخيت، زيدان إبراهيم، وآخرين نجحوا في تقديم العمل الغنائي المتكامل، إما بمجهود فردي (بمعطيات زمنهم)، أو بمشاركة آخرين. مصطفى تسبب في إهدار هذه المجهودات التي هدفت إلى تقديم العمل الذي يعتمد على تناغم وتجانس كل المكونات دون إبراز أيا منها على حساب الآخرين )
    الاغنية السودانية ومنذ مطلع تاريخها كانت تعتمد على الكلمة اعتمادااساسيا فلم يزد مصطفى سوى انه اخرج الكلمة (المرفوضة من جهة لجان الاختيار او اجازة الاغنية ) وانزلها الى حيز الواقع اليومى لكنه ما فارق كل من ذكرتهم سوى انه اختار ان يغنى اغنية مغايرة وكلمات مغايرة ان كانت الكلمة هى المناسبة
    اتفق معك ان مصطفى كان يكرر الالحان لان الذاكرة لم تكن بتلك القوة او ليكتب ما غناه حتى انك لتحس احيانا انها اغنية واحدة فيما الكلام مختلف من هنا الى هناك
    صحيح ان البعض يرفض الحديث عن مصطفى او اغانيه لكن مصطفى لم يعد فوق النقد ولم يكن فوق النقد رغم انه كان يغضب احيانا من لاذع قول كنا نواجهه به لكنه يتقبله بنهاية الامر بروح ديمقراطى تفرضه عليه روحه المفطومة اصلا بتلك الخاصية
    لكنه استطاع الى نقل التجربة الى افق اكبر من كل الذين ذكرتهم اضافة الى الكلمة ـ الاداء الالقائى الذى كان يتمتع به وخاصية صوته ال(باص )
    كل مافى الامر ان مصطفى نفذ الى عمق الناس وحلم باحلامهم من خلال شعراء وشاعرات لم يكن ميسورا لهم ان ينفذوا الا بسلطة صوت مصطفى التى كانت بالفعل سلطة غنائية اكدتها ( كاريزمته) سواء السياسية او الفنية وهو ما لم يستطع اليه عديد من مطربين ذكرتهم
    فالكاريزما لدى مصطفى هى السبب الاساس فى انتشاره وشهرته الى ذلك حيوية الكلمة وملا مستها لدواخل الناس متجاوزة (النهد ، والديس ، والعيون )الى ماهو ابعد من ذلك وهو الانسانى لذلك مصطفى رغم قصر عمره لكنه استطاع ان ينفذ الى دواخل ملايين من الشباب
    له كل الرحمة
                  

06-24-2007, 11:14 PM

Haleem Abu-Gusseisa
<aHaleem Abu-Gusseisa
تاريخ التسجيل: 04-18-2006
مجموع المشاركات: 93

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: للمهتمين بالفن الغنائي السوداني - مقال ثان: في نقد تجربة مصطفى سيد أحمد (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    تحياتي أستاذة سلمى الشيخ

    لم ولن اختلف حول شخصية الرجل، وحساسيته للشعر الجيد وتسببه في وصول هذا الشعر الجيد -الجديد نصا ومضمونا- للجماهير ، وبصراحة لا أعتقد أن هناك خلاف حول هذ الجزئية، والموضوع اساسا يتناول إخفاق مصطفى فى تقديم الأغنية المتكاملة، وقد ساهمت -مشكورة- بتأكيد ذلك بتسليمك أن الألحان كانت "مكررة". أشير هنا إلى أن الألحان كانت مكررة على مستوى الفكرة وإن بدت مختلفة على مستوى المعالجة.
    أما عن أنه كان "مدرسا" بمعهد تدريب معلمي ومعلمات المرحلة المتوسطة بأمدرمان، فذلك أمر أعرفه على المستوى الشخصي ولم ينقل إلي عن طريق أحد، فهو كان دارسا وليس مدرسا، وللمعلومة فإن ذلك المعهد كان يقبل مدرسي المرحلة المتوسطة العاملين بالفعل لمزيد من التأهيل، وهذا ما حدث بالفعل لوالدتي -عفاف مكي شبيكة- والتي كانت مدرسة بمدرسة بيت الأمانة المتوسطة للبنات، ثم التحقت بالمعهد واستمرت كمدرسة لفترة من الزمن، وهذه كانت علة معرفتي بمصطفى.

    له الرحمة

    عبد الحليم أبو قصيصة
                  

06-25-2007, 01:10 AM

تبارك شيخ الدين جبريل
<aتبارك شيخ الدين جبريل
تاريخ التسجيل: 12-03-2006
مجموع المشاركات: 13936

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: للمهتمين بالفن الغنائي السوداني - مقال ثان: في نقد تجربة مصطفى سيد أحمد (Re: Haleem Abu-Gusseisa)

    فى مثل بقول ليك:

    ما تشكر لى الراكوبة فى الخريف!

    وانا بقول ليك:

    ما تشكر الراكوبة فى أى وكت؛ باسم النقد!

    يا أبقى "ناقد" وامرق النصيحة، يا كمان ابقى "شكارتا دلاكتا" وامرق الفضيحة!


    الغنا

    الغنا دا

    ما دايرين تخلونا نستمتع بيهو، بدون ما نعلن فروض الولاء والطاعة للون سياسى معين؟











    المهم!
                  

06-25-2007, 05:49 AM

HAMZA SULIMAN
<aHAMZA SULIMAN
تاريخ التسجيل: 04-20-2002
مجموع المشاركات: 3278

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: للمهتمين بالفن الغنائي السوداني - مقال ثان: في نقد تجربة مصطفى سيد أحمد (Re: تبارك شيخ الدين جبريل)

    تسلم يا حليم على كل هذا

    بقرا بى مهل ان شاء الله وبرد ليك

    بس قلت اسلم واحييك
                  

06-25-2007, 05:50 AM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: للمهتمين بالفن الغنائي السوداني - مقال ثان: في نقد تجربة مصطفى سيد أحمد (Re: HAMZA SULIMAN)

    الاستاذ ابوقصيصة
    شكرا علي الرد علي مداخلتي
    وشكرا مرة ثانية لمحاولة شرح ما تنتوي قوله، ولكن لاحظت أنك ترمي الاتهامات بصورة جزافية دون أن توضح أو تحلل أو تشرح لنا معني الضلالية التي وصفت بها مصطفي ووصفنا نحن الذين أحسينا إبداعيته الراقية.

    Quote: أما عن أن مصطفى قد ضل الطريق و أضل المتلقين، فهو ما أرى أنه الحقيقة وهو صلب الموضوع، وهو سبب كتابة المقال أساسا.


    ثم أن ما تقول به بأن هذا الضلال هو صلب ما نويت الاشارة إليه في مقالتكم لم ينبن علي أسس وأنت تلقي الاحكام جزافا هكذا. والسؤال هو ما هي عناصر هذا الضلال أهي الكلمة التي حاول مصطفي مقاربتها باللحن أم الصوت الذي اشدت به أو الاداء الذي لم تنتقده علميا أم الموقف السياسي الذي أتخذه. وإذا كانت هذه هي عناصر تجربته فاي طرف فيها كان سببا لتضليلنا..؟

    Quote: الأهم من ذلك يا أستاذ صلاح، أن نتحاور وأن توضح رؤيتك لتجربة مصطفى، لا أن تكتفي بتفنيد ما جاء في مقالي، لأن الغرض من المقال هو خلق قاعدة للحوار، وليست بي رغبة لأن أنبري لكل من انتقد مقالي إذا كان الانتقاد هو الغرض الوحيد من المشاركة، بل أفضل أن أنزوي وأن أرى الكل يساهمون ويتحاورون. ذلك يكفيني ويسعدني.
    لا أدري إذا ما كنت قد اطلعت على مقالي الأول، والذي يمثل الفاعدة النظرية التي اعتمد عليها، رجاء الرجوع إليه.


    الحقيقة إنني ليست لدي حساسية في التحاور مع الآراء المختلفة ويجب أن نتجاوز القول بالحساسية طالما إننا نتناقش في موضوع عام ونحاول فيه تبين مواضع الصحة والخطأ في تصوراتنا حول مصطفي ..وتراني أحاول الحوار معك لتفنيد الرأي ولعل هذا حق أصيل للمتحاورين بأن يقتلوا بحثا أفكارهم ويفندوها بالراي ولا غضاضة في ذلك وأرجو ألا تحس بالضيق من ذلك فالحوار هنا ليس حول شخصك وإنما الحوار مع عقلك والذي أكن له كل الاحترام، كما أن الحوار ليس حول شخص مصطفي وإنما حول إبداعيته وفي رأيي إنك مطالب بالتحاور مع الذين ينتقدون مقالك وهذا حق أصيل للمحاور وإلا صمتنا وحتي لو كان الانتقاد هو الغرض الوحيد من المشاركة فإن ذلك هو المطلب فالانتقاد يبين لنا الاخطاء في الحوار ويساعد في فتح نوافذ جديدة له، ولا أري أن الانزواء يخدم غرضا فواجبنا أن نتحمل الراي المخالف ومحاولة تفهمه والسعي لتفنيده وإذا فعلنا ذلك نكون قد أوفينا المقال حقه من الجدل وهذا الامر يحسب لصالحك أنت وربما يفيدنا كمتلقين لما تطرح من آراء فلذا أرجو ألا تضيق بالانتقاد وقلل من الحساسية تجاه من ينتقدونك وأتركنا نتعامل مع الرأي والراي الآخر مهما إحتد المضمون.

    Quote: الجدية والالتزام لا يخلقوا فنا، فأنا مثلا لاأشك في جديتي ولكني لن أصبح فنانا.


    رايك هذا هو عمق التفكير الذي نتفق معه جملة وتفصيلا ولكنك هنا تحاول التنازل عن الجدية الفنية التي وصفت بها مصطفي
    فالوصف بالجدية الفنية لا يمكن أن ينتهي إلي الضلال والفنان الجاد لا بد إن يقدم فنا جادا..والفنان غير الجاد يقدم بالمقابل الفن غير الجاد أما القول أن جدية مصطفي لم تورثنا إلا الضلال فهذا ما لم يتثبت بالبرهان وحتي أجدك قد أقنعتنا بهذا الضلال أمسك عن الاسترسال..

    Quote: أنا أرى أنه كان على مصطفى أن يركز على الأداء الصوتي (وهي موهبته الحقيقية) وأن يهدف إلى إنتاج أغنية جادة مكتملة العناصر الفنية بالاستعانة بآخرين.


    لا يتناطحان إثنان في حقك الافتراضي بأنه كان لمصطفي أن يكتفي بجمال صوته ولعلك أنت المتابع لتجربة مصطفي تدرك إنه لم يكتف بتلحين أعماله وذكرت لك في النقطة السابقة إنه أعتمد علي عدد من الملحنين وهم:
    محمد سراج الدين
    علي السقيد
    فتحي المك
    سليمان ابوداؤد
    يوسف السماني
    عبدالتواب عبدالله
    بدرالدين عجاج
    وأرجو أن تمدني برأيك حول هذه الالحان التي أداها لهؤلاء الاكابر في مجال الموسيقي واللحن وهل من الممكن القول أن حتي أعمال هؤلاء اللحنية مضللة، وهل حقا إستمعت إليها حتي تحكم علي إجمالي تجربة مصطفي بالضلال..ما لكم كيف تحكمون..؟
    والمني أن تبين لنا الخلل في هذه الالحان التي قدمها هؤلاء لمصطفي طالما إننا نحس جمالها وروعتها..وإذا كان مصطفي فاشلا هكذا جملة واحدة في كل ألحانه التي تجاوزت المئة، فكيف يمكن الحكم علي فشل هؤلاء الملحنين والذين إرتبطوا بمشروع مصطفي الغنائي..؟

    وهل ألحان كل هؤلاء هو الفشل في اللحن وهم من أعمق الملحنين الذين رفدوا الاغنية السودانية..؟

    Quote: من ناحية أخرى للفنان ميزة أخرى وهي أنه ليس هناك ما يقصره على مستوى الكلمات خلاف رؤيته، وبالتالي فأنه يمكن أن يختار أفضل القصائد لعدة شعراء ويتفادى الأعمال الأقل جودة، أما الشاعر فهو محدود بإنتاجه الخاص، ولا يمكنه نسبة قصيدة أخرى لنفسه.



    والواقع إنني حين أشرت في ردي السابق إلي أن هناك عدم وضوح وفضلت ألا استعين بكلمة ركاكة كنت أعني ما أقول..فأنت في الفقرة عاليه لم تحسن صياغة الفكرة الاساسية، وقولي هذا لا أعني به إحراجك ، فقط أردت التنبيه إلي إنني لم أمتلك الفكرة الاساسية في تلك العبارة، ولما أنت هنا تحاول المحاججة بهذ الفقرة فإنني أيضا وجدت عدم الوضوح للفكرة الاساسية وربما يعود هذا لاشياء خارجة عن الارادة مثل التسرع في كتابة الرد أو عدم مراجعته ورأيي هنا معمق بحسن الظن ولا أريد أن أستثمره في إضعاف حجتك.

    Quote:
    نسبة الشعر للمغني -في حالة مصطفى- ليست مسئولية الجمهور وحده، بل يسأل مصطفى عنها لإضعافه بقية العناصر الفنية لصالح القصيدة، وهو ما جعل متلقيي أغنياته يتعاملون مع عنصر القصيدة بشكل أساسي في أغنياته وهنا يكون الفنان هو العامل المشترك وليس الشاعر، وهو ما يسهل نسبة القصيدة للفنان قبل الشاعر.


    في الفقرة عاليه أيضا لم إستوعب الفكرة الاساسية للمحاججة.وإذا كان القصد أن متلقي أعمال مصطفي يتعامل مع عنصر القصيدة بشكل أساسي وهذا ما لا نستطيع إثباته إذ أن لكل متلق ٍ هواه في وكما نعرف إنه يصعب تجزأة الاغنية فنحن نستمع للاستاذ محمد الامين مثلا أو الجابري حتي للاغنية التي تتكون من كلمة ولحن وآداء وصوت وهذه مركبات الاغنية وبعض الجمهور يستمتع بمسرح الفنان أيضا حيث شكله المتسق أو وسامته أو تعبيراته ومن الصعب الجزم بأن المتلقي يسقط عنصرا من عناصر الاغنية لصالح أخري وحتي إن تواجد هذا المتلقي فإن المسألة تبقي متروكة له ولا تشكل أثرا سلبيا علي الفنان والذي هو ليس مطالبا بأن يفرض عنصرا من عناصر الاغنية علي أحدهم..إنه ينتج أغنيته ثم عليك كمتلق أن تختار كل مركبات الاغنية أو تركها كلية أو المناجاة بلحنها أو صوت الفنان أو الهيام بوسامته..وهكذا.

    وتجدني كأحد الذين فضلوا الاستماع لمصطفي ويفضلون الاستماع لغيره عاجز عن الشكر لكم علي هذه السانحة للحوار وأرجو أن تتقبل رأينا هذا إذا كنت تخشي حساسية نقد مصطفي بدعوي عدم تقبل مستمعيه لما يقدح في تجربته، وآمل أن نواصل في نتلمس تجربة مصطفي وغير مصطفي بالحوار ولا تخشي من رد الفعل، فواجب النقد أن يكون شجاعا في التطرق إلي المناطق الحساسة وأثمن مبادرتك هذه والجرأة التي إحتوتها ولكن فقط عمق لنا في الافتراضات التي تناولتها في نقد مصطفي بدلا عن إطلاق الاحكام بدون
    الاستشهاد بعناصر مقنعة تدعمها.

    ولك مودتي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de