|
خبر لطيف: نيكولا ساركوزي والفودكا الروسية مع فلاديمير بوتين
|
الفودكا تجعل العالم يدور
إذاعة هولندا العالمية
يوهان هاوزينقا
22-06-2007
هل جربت أبداً ذلك الشعور الغريب بالاستيقاظ في عالم افتراضي؟ بصداع خفيف وكوب دافئ من الشاي، تمر عيناك عل
ى صحف الصباح. ثم، وعي متنامي بأن ما تقرأه على درجة عالية من العبث وقد لا يكون حقيقيا، يجب أن يكون ذلك حلماً غريباً؛ يجب أن يكون واقعاً بديلاً. ربما يكون السبب هو أنني قضيت وقتاً أطول مما يجب أحدق في شاشة الكمبيوتر. لكنني لا أستطيع التخلص من الشعور بان ذلك يحدث بشكل يتزايد يومياً.
لا، لا أعني لقطات التلفزيون الشهيرة للرئيس الفرنسي المخمور بشكل واضح، نيكولا ساركوزي، خلال المؤتمر الصحفي الأخير لقادة الدول الثمان الكبار. يتحرك، ويحدق في مستمعيه من الصحفيين الدوليين الذين تجمعوا للمؤتمر بعيون تلمع كالزجاج كعيون سمكة القولدفيش المنعزلة.
ذلك ليس واقعا افتراضيا. تلك حقيقة واضحة وقديمة، على الأقل بالنسبة للناس الذين لا يشربون بكثافة واحتسوا قليلاً من الفودكا خلال حديث دافيء مع فلاديمير بوتين. يبدو أن الرئيس الروسي اكتشف أن الفودكا الروسية سلاح أفضل كثيراً من بيانات "الحرب الباردة" والحرب الشفهية ضد نظرائه الأوروبيين.
في النهاية، إذا تسببت الفودكا في إحداث فوضى في روسيا خلال سنوات يلتسين، فمن السهل أن تتسبب في إرباك
كامل لأوروبا. لذلك اختار بوتين نيكولا ساركوزي، سياسي شاب وطموح وممتلئ بالحيوية، هدفاً أول له. و... يا للعنة، قد نجح. وبعد، من هو الهدف التالي؟ انجيلا ميركل، خوسيه ثاباتيرو، رومانو برودي؟ غوردون براون، في الغالب سيكون الأخير. الاسكتلنديون المجربون للأنواع القوية من الويسكي لن يكونوا إلا خصوماً شرسين.
يشبهوننا تماماً
لكن مرة أخرى، هذه لا علاقة لها بالواقع البديل. على العكس، السياسيون بشر، مثلنا تماماً. لذلك لماذا لا يمكن أن يضعفوا أمام مغريات الدنيا مثل كل البشر الآخرين؟
ما أشير إليه هو دور وسائل الإعلام، الذي توجه إليه الاتهامات دائماً. أقول، بتركيزهم الدائم على مثل هذه الأحداث، بتدوينهم لأي كلمة أو زلة لسان، بتصويرهم التفاصيل الدقيقة لوجوه اللاعبين الرئيسيين، أبعدوا انتباهنا عن ما هو حقيقي.
هل تقول الحقيقة؟ أم إنك تعني النتائج المدهشة لقمة الثمان الكبار. إنك تعني الوعد بإنقاذ العالم من ارتفاع درجات حرارة ألأرض قبل عام 2050. عفواً، نسينا النقطة الرئيسية وركزنا على نيكولا ساركوزي وهو يمشي كيفما اتفق نحو المايكروفونات.
ملك استصناع الاخبار
عار علينا نحن الصحفيين! نعيش في عالم مختلف، عالم افتراضي. لعل توني بلير على حق هذا الأسبوع عندما توجه باللوم إلى وسائل الإعلام. تحولّت وسائل الإعلام إلى حيوان متوحش تمزق الناس وسمعتهم، يقول توني بلير. هل فعلاً قلت توني بلير؟ نعم. توني بلير ملك استصناع الأخبار، البارع في استخدام وسائل الإعلام لقلب الحقيقة رأساً على عقب، لخلق حقيقته الخاصة به.
هل تستحق وسائل الإعلام اللوم لأنها تركز على هجمات القنابل في العراق ولا تقول لنا أي خبر لطيف حول كل الأشياء الجميلة التي حملناها معنا إلى العراق؟ أسمح لي سيد بلير، لكننا أعتقدنا أن هذه القنابل حقيقية.
لكن، بالطبع نحن منحازون لأبعد الحدود، لذلك، فإن عالمنا الواقعي مختلف جداً عن واقعك. رجاءً، أسمح لنا إذا أخطأنا بعيشنا في واقعنا الافتراضي.
مفاهيم
أنت على صواب أيها السيد بلير. يجب على الإعلام التركيز على العمل الحقيقي، مثل القمة الأوروبية الأسبوع المقبل. سيحوّل القادة الأوروبيون الدستور إلى معاهدة بسيطة معدلة لا تحتاج إلى استفتاء.
وبعد ذلك سيقول الصحفيون إنهم يفرضون ما لديهم على مواطني أوروبا بتقديمهم نفس المحتوى مغلفاً بغلاف لا يهدد أحداً. لكنهم بالطبع خاطئون. هذه هي مفاهيمهم الضالة عن الواقع. رجاءً لا تلومهم أكثر مما يجب. إنه واقعهم الافتراضي.
أحب السياسة. أحب السياسيين لأنهم يتصرفون مثل البشر العاديين تماماً. لكن، وربما لأنني صحفي، فإنني أرى الأشياء بالطريقة الخاطئة. رغم ذلك، أحب السياسيين. بإمكانهم أن يظهروا، في بعض الأحيان، حقيقيين جداً.
|
|
|
|
|
|