دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
قصة قصيرة .. وتلطخت الجدران بالدماء
|
أخذت أتثاءب وأنا أقلب الصحيفة التي امتلأت بالإعلانات التي لا تعنيني في شيء مالي أنا والمرسيدس ، هل شكوت له حماري حتى يقول لي إن المرسيدس هي الأقوى والأسرع والأجمل .. يا الله إنه يسأل أين أقضي الصيف هذا العام ؟ . طبعاً في قريتي أنقل الفحم من الغابة إلى السوق .. لماذا لا تخص صحيفة كهذه يكتب عليها للمترفين فقط . مالي أنا وبانكوك وشواطئها الدافئة وباريس ونسائها الفاتنات اللائي يستعملن صابون زفت .. هذه الصحيفة بالتأكيد تحتاج إلى " كليـن " أتثاءب آآآهـ ثم أعود للقراءة الأمم المتحدة تشجب العدوان الإسرائيلي على جنين .. والجامعة العربية تستنكر .. وقائدنا الملهم يدين .. ما هذا ؟!! أنا أشجب الشجب وأستنكر الاستنكار وأدين الإدانة .. ماذا تعني هذه الكلمات ؟. هل تقتص من ظالم ؟. هل ترفع الظلم عن مظلوم .. وإذا لم تكن لها ثمرة فلماذا تنشر في صحيفة تمولها الدولة وأدفع ثمنها من قوت عيالي . فجأة سمعت صوتاً أطار النوم من عيني .. صوتاً كصوت الجرس المكتوم .. صوت الموت .. صوت الحية ذات الأجـراس ، سمعت صوتها فقبضت على الصحيفة بعنف حتى تمزقت ، تكورت في منتصف السرير . تلفت باحثاً عن رسول الموت . نظرت يميناً فأتاني الصوت من جهة اليسار .. التفت بسرعة لأواجه أكبر حية رأيتها في حياتي ، تجمد الدم في عروقي ، انتصب شعر رأسي .. تسابقت الكلمات إلى لساني كل واحدة تريد الخروج قبل الأخرى فاختنقت من الزحام ولم تخرج سوى همهمة غير مفهومة .. تسارعت أنفاسي كأنني عدوت ألف ميل .. شعرت برأسي يكبر ثم ينفجـر وأعصابي ترتخي حتى غدوت لحماً متراكماً .. طارت الصحيفة مـن يدي آخذة طريقها إلى الأرض . ابتل الجـزء الأعـلـى مـن جلبابي بالعرق أما الجزء الأسفل فقد ابتل بشيء آخـر .. أخذت أحدق فيها برعب ممزوج بالجبـن كأنما في عينيها قوة قاهرة تشدني إليها وتشل حركتي . لم أشعر باقترابها مني إلى أن سمعت صوت الجرس وكأنه يصدر من أذني ذاتها فانتبهت إلى الخطر ، ذلك أنها صارت معي في سرير واحد ، فجأة تصلبت عضلاتي .. قفزت قفزة واسعة إلى أبعد ركن في الغرفة من ذات الأجراس .. جاءت قفزتي على الصحيفة تماماً على إسم رئيس التحرير .. تحولت إلى شخص آخر غير ذلك الرعديد ، أخذت أفكر بسرعة صاروخية وأقيس الأمور بمقياس العقل ، أين أفر ؟ الجدران تحاصرني من خلفي ومن يميني ويساري . النوافذ عليها شبكة من حديد لا تسمح بخروجي .. الباب بيني وبينه ذات الأجراس وهي أسرع مني بعشرات المرات . إذن لا مفر من القتال . توترت عضلاتي حتى ارتجفت من الإثارة . وهجمت ذات الأجراس ... كان هجوماً بطيئاً تزحف سنتمترات معدودة ثم تتوقف لتخرج لسانها مرات متلاحقة .. تراجعت حتى التصق ظهري بالجدار وعندما صارت المسافة بيننا أقل من متر ونصف توقفت والتفت حول نفسها رافعة رأسها محدقة في عينيّ ، خيل إليّ أنها تبتسم .. وقف شعر رأسي مرة أخرى . كدت أسلم نفسي للانهيار غير أني تماسكت . وكهدية من السماء جاءت فكرة النجاة ، لماذا لا ألقي عليها جلبابي وأقفز من فوقها في طريقي إلى الباب لأتسلح بفأسي .. عندها أتحدى ثعابين الغابة كلها . وشرعت في تنفيذ الفكرة فوراً . وبينما كنت أخلع جلبابي والجلباب على رأسي يحجب عني الرؤية سمعت صوت الموت ، صوت الأجراس ، أسرعـت بخلع الجلبـاب إلا أنـهـا كانت أسرع .. لدغتني .. تأكدت من الموت ، شعرت بغضب وحشي وتحولت إلى كائن آخـر غير الإنسان ، هجمت عليها مهمهماً مزمجراً ، أطبقت عليها .. لدغتني ما باليت .. غرست أسناني في عنقها .. إلتفت حولي .. عصرتني .. خنقتني .. نهشت لحمها إلى أن وصلت لعظام العنق فقضمتها ، ارتجت بعنف ثم انتفضت ملقية بي أرضاً . أمسكت بذيلها ثم لوحت بها وضربت بها شبكة الحديد مراراً حتى اختلط لحمها بعظمها وتلطخت الجدران بالدماء . ألقيت بها أرضاً وسحقتها بقدمي في غضب ثم وقعت بقربها منهاراً . أحقاً سوف أموت ، مرت حياتي على خيالي كأنها شريط سينمائي .. تذكرت أهلي وإخواني الذين لا يدرون ما بي . أأموت وحدي كما الطيور في الغابة حولي ، من يغسلني . من يدفنني . أيكون قبري بطن أسد جائع أم نمر قذر يأكلني أم ذئب حقير طالما شككت حربتي في قلبه وهو يحاول سرقة دجاجاتي .. الآن يأكل الدجاج وصاحب الدجاج ، ربما مر صياد فدفنني ، فجأة دخلني خوف شديد .. ترى ما مصيري بعد لحظات .. القبر .. عذاب القبر .. انتفضت .. لم أصل العشاء . أأموت قبل صلاتها وبعد ساعة أُعذب لتركها . ملابسي مبتلة بما تعلمون وبدم الحية .. النهر بعيد .. سقطت نهضت ، عدوت السم ببدني يتسرب وقواي تخور .. النهر بعيد .. سقطت .. نهضت عدوت .. عدوت عدوت الشجر أمامي يتشابك .. أرتطم بجزع ، أسقط .. أنهض .. أعدو .. أعدو أدركت النهر .. ألقيت بنفسي في الماء .. النهر عميق يجرفني الماء .. أقاوم عنف التيار .. السم ببدني يتسرب وقواي تخور .. أغرق شيئاً فشيئاً .. صلاتي نسكي محياي مماتي لله .. أصرخ العشاء .. العشاء .. أحرك يدي لأضرب الماء فترتطم بحافة السرير فأستيقظ منزعجاً .. أبكي .. أحمد .. أشكر .. أتوضأ لأصلي العشاء التي غلبني النوم قبل أدائهـا .
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قصة قصيرة .. وتلطخت الجدران بالدماء (Re: singawi)
|
الله يجازيك يا سنجاوى ! بالله الحق شعرت جلدى كلبت ، مالك علينا ياخى ، و الله العظيم حسيت كانى انا القارصانة المصيبة دى ، ياخى بركة اخونا دة الكان النايم ساكت ، كلنا اخير نقوم نحصل صلاتنا قبل ما يبقى علينا ( العشاء الأخير ) هههههههه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قصة قصيرة .. وتلطخت الجدران بالدماء (Re: singawi)
|
سنجاوي
تحية ليك وانت تمتعنا بهذه القصة والتى حملت في طياتها كثير من حلاوة في السرد والتسلسل الممتع وبصراحة عشت القصة وحسيت بيها وفعلا ابدااااااااع
تسلم يا صاحب القصة القصيرة والتى كادت ان تقصر من عمري من شدة الهلع امزح
سماح
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قصة قصيرة .. وتلطخت الجدران بالدماء (Re: singawi)
|
اللـــــــه يا شلي .. شهادة أعتز بها من أهل الحل والعقد وعشرة من عشرة كمان .. دا من كرمك يا أستاذي .. تسعدني أكثر نصائحك وتوجيهاتك ورؤيتك البصيرة بمواضع الضعف والقوة . ما تبخل علينا بنشر أعمالك لنتتلمذ ونتبع المثال .. شكراً شلي
ديك الجن شكراً عزيزي ما أحلى تحاياك وغابريلا وما أعذب ما بينهما لك ودي
وليام شكراً لكلماتك الرقيقة وحمد الله على وصول الرسالة بالسلامة
لكم جميعاً تحياتي وأطيب أمنياتي
| |
|
|
|
|
|
|
|