هل.. التدخين هو جزء من كاريزما الكاتب ؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 02:50 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2001م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-14-2002, 11:40 AM

Elkhawad

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 2843

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هل.. التدخين هو جزء من كاريزما الكاتب ؟


    السيـجارة كطقس في مهنة الكتابة
    صورة الكاتب أمام حملات التدخين ومعايير الصحة

    حسين بن حمزة



    هل اختفت صورة الكاتب الذي يدخّن من أجل ان يكتب؟ وهل صحيح ان فكرة الكاتب الذي كان لا يجلس الى طاولته الا اذا رسم دخان سيجارته مزاج الكتابة وطقوسها، باتت اليوم الى انحسار وأفول؟ يقرأ هذا المقال اسطورة الكاتب المدخّن المتراجعة، ربما، أمام زحف أسطورة "الانسان الصحي" التي تحاول المجتمعات الحديثة الترويج لها والايحاء من خلالها ان سقم الجسد وإفساده ليس شرطاً لـ"الصحة الادبية".

    دأب المثقفون والكتّاب (الشعراء والروائيون خصوصاً) على رسم صورة شبه موحدة لحضورهم الفوتوغرافي. حصل هذا على مدى سنوات طويلة. لا أحد يعرف كيف بدأت بالضبط، ولكن الرسومات الشخصية والبورتريهات الاولى التي وصلتنا والتي ما زال في امكاننا النظر اليها تؤكد هذه الصورة.
    الاضافة التي حدثت في لحظة مجهولة التوقيت هي التدخين. الكاتب في الإهاب الذي سبق وصفه مع سيجارة مشتعلة او غليون يتصاعد منه دخان تبغ خاص. والتدخين، مقارنة مع التفاصيل الاخرى لصورة الكاتب، شكّل حتى فترة قريبة العلامة الفارقة لمهنة الكتابة، فبدا، في احايين كثيرة، ان الكلمات تخرج من مخيلة الكاتب على ايقاع اشعاله للسجائر ونفثه للدخان في الفضاء الذي يكتب فيه. راح التدخين يرافق الكتابة في وصفه جزءاً اساسياً من المزاج الذي يكون فيه لحظة الكتابة. المزاج الذي لا يكتمل الا بوجود السيجارة او الغليون، الى درجة حسب فيها البعض ان التدخين اثناء الكتابة يضمن تواصل الالهام وعدم انقطاع المخيلة عن تحويل التجربة والعيش كلمات وصوراً واستعارات. ورأى الكثيرون ان التدخين يحافظ على سيولة الافكار وحيويتها وقابليتها للكتابة والتعبير، بل انها تسيّل سبائك الافكار الاولية وتحوّلها صياغات متعددة.
    لقد حدث لكثيرين، جرّبوا ان يقلعوا عن التدخين، ان واجهوا صعوبات هائلة في ملاءمة الكتابة لحالتهم الجديدة، وبدا ان التكيف مع الانقطاع عن التدخين يقابله انقطاع عن الكتابة نفسها او صعوبة في انجاز المطلوب بالسرعة والكيفية والراحة التي كان يُنجز بها سابقاً. الاقلاع عن التدخين الذي يبدو للكثيرين، ولغير المدخنين خصوصاً، امراً يحتاج الى ارادة صلبة وينظر اليه كآفة مرضية ينبغي التخلص منها، ينظر اليه الكتّاب في وصفه تجربة رهيبة تجعل الاقدام عليها محفوفاً بأخطار كثيرة. اولها عدم القدرة على الاستعداد والتهيؤ للكتابة. لا شك في ان انقطاع تعزيزات النيكوتين عن الدم يُدخل المدخن في حال عصبية غريبة يصعب السيطرة على عوارضها. والتدخين بالنسبة الى الكتّاب يتجاوز مسألة النيكوتين بكثير. فهم لا يأخذون السيجارة على انها محض جرعة نيكوتين. صحيح ان النيكوتين هو الذي يتحكم طبياً بحالاتهم وأمزجتهم، ولكن هناك في فعل التدخين نفسه ما يجعل جريمة النيكوتين منسية وغير ذات معنى امام التركيز الذهني والتخييلي الذي يرافق السيجارة.


    الكاريزما إنْ حكت


    الارجح ان التدخين هو جزء من كاريزما الكاتب. وارتباط التدخين بحركة اليدين والاصابع تجعله جزءاً من الحركة اليومية الطبيعية للشخص المدخّن. ارتباط ذلك بالكلام والنقاش واثارة الاسئلة والتفكير، يُدخل التدخين الى الحيز العضوي والكيميائي للمدخن. ان صورة الكاتب (او المدخن) في صحبة سيجارة تعطي حضوره نكهة اخرى. لا شك في ان الامر كله يعود الى "عادة سيئة"، ولا شك في ان الاصرار على مواصلة التدخين هو استمرار لهذه العادة. ولكن صورة الكاتب مدخناً كان في امكانها في اوقات كثيرة ان تشكك في صحة الضرر الذي يتسبب به التعوّد والادمان على التبغ.
    هناك كتّاب كثيرون لم يدخنوا ولكنهم لم يستطيعوا محو التلازم الذي حكم العلاقة بين الدخان والكتابة. كان لهؤلاء صور بالطبع ولكن الصور التي لاقت رواجاً اكبر كانت للكتّاب وفي ايديهم او افواههم سجائر وغلايين. التدخين في تلك الصور كان نوعاً من الانتماء وتظهيراً له في عالم الكتابة. السيجارة، في صور عديدة، تبدو مثل ترفٍ او متعة زائدة وعابرة. ولكن نظرة متفحصة ومتمهلة كان في امكانها ان تكشف الجهد الذي بذله اصحاب تلك الصور للظهور في مظهر الكتّاب المكتملي العدة والهيئة. بعض الكتّاب يندر ان تعثر لهم على صور لا يدخنون فيها، والبعض الآخر يروّج لصورة في عينها. كما هي الحال في الصور التي كانت تزين اغلفة كتبهم وهي عادة لم تعد دارجة كثيراً هذه الايام. صور همنغواي وكامو وسارتر تصلح كأمثلة ساطعة على القيمة التي كانت تمنح للتدخين. لا بد ان بعض تلك الصور التقط من دون تدبير مسبق ولكنها اشتهرت اكثر من غيرها. كما ان الكاتب الذي يدخن لا يحتاج الى تصرف متعمد كي يظهر في صحبة سيجارته التي تكاد لا تفارقه اساساً.
    بهذه الطريقة، ونتيجة لعوامل لا يمكن حصرها بالتأكيد، لازم التدخين، وما زال، هيئة الكاتب وصورته. وهي الصورة التي باتت تقليداً للكتّاب الشبان والملتحقين الجدد بعوالم الكتابة الغامضة، الى درجة ان البعض من هؤلاء يتقن التدخين قبل ان يبدأ خطواته الحقيقية الاولى في اتقان الكتابة. وقد لا يتقن الكتابة يوماً. لكن التدخين، اضافة الى معاشرة المثقفين وارتياد مقاهيهم وتقليد اساليبهم، قد يمنحانه ذاك الاحساس بالانتماء والذي ربما يكون محض عزاء خالص في عالم يصعب فيه التمييز بين الحقيقة والتظاهر بها.


    القطبة المخفية


    السيجارة بالنسبة الى بعض الكتّاب تأتي في مقام القلم او الورقة. انها ليست عاملاً مساعداً في الكتابة بل جزء من عادة الكتابة نفسها. الكتابة بما هي مزاج واستعداد واستغراق بيولوجي ونفسي. حركة اليد الذاهبة بالسيجارة نحو الفم تكاد تعادل حركة اليد المنكبة بالقلم على الورق. كأن الحركة الاولى تسلّم الافكار والصور والاستعارات الى الحركة الثانية في برزخ غير مرئي. انها قطبة خفية وربما لا تعني الكثير في لحظة حدوثها لانها تحدث تلقائياً، ولكن تصور انقطاع هذه الحركة غير الواضحة المعالم يمكنها ان تعوق عملية الكتابة برمتها بالنسبة الى المدمن او المداوم على التدخين والجاعل من السيجارة طريقة للتمتع بالكتابة ولكل ما يحيط بها ويرافقها. من منا لا يتذكر جان بول سارتر وسيجارة "بويار" التي لم تفارق فمه في الحياة وفي الصور. ولمن لا يعرف فإن "بويار" التي توقفت الشركة المنتجة عن تصنيعها هي السيجارة ذات المعدل العالي والفتاك من النيكوتين والقطران. ومن منا ينسى صورة الن غينسبرغ تحت وطأة التدخين والشراب الجاعلَيْن من كتابة الشعر نوعاً من اتلاف الحياة والاعصاب بتغليفهما بطبقة سميكة من الدخان العابق في الغرفة، والشراب العابق في الدماغ ونهايات اعصاب اليد الممسكة بالقلم. ومن ينسى بول أوستر الملحّ على ظهوره مدخّناً في موازاة ظهوره كاتباً. انه يتقصد ان تؤخذ له الصور وهو في حالة تدخين، وفيلمه الشهير Smoke يكاد يكون رسالة احتجاج ضد اضطهاد المدخنين. الفيلم الذي تبدأ كل لقطة فيه بإشعال سيجارة او بمواصلة تدخين اخرى مشتعلة. وفيه يذهب بول أوستر (بمساندة ممثليه هارفي كيتل ووليم هارت) بعادة التدخين الى أقصى معانيها، خصوصاً حين يشرح وليم هارت الطريقة التي يمكن بحسبها قياس وزن الدخان الذي يتصاعد من السيجارة، وتتلخص في تسجيل وزن السيجارة قبل تدخينها ثم احتساب وزن الرماد الذي يتم جمعه اثناء تدخين السيجارة واضافة وزن العقب المتبقي اليه. اما وزن الدخان فهو الفرق بينهما.


    الابيض مضروباً بالرمادي


    السينما، على اي حال، ساهمت في شكل اساسي في انتشار صورة المدخن ومن ضمنها صورة الكاتب او الفنان. السيجارة كانت جزءاً من هوية البطل/ البطلة. كانت جزءاً من الحضور الفوتوغرافي المتحرك في الفيلم والصانع شكلاً من اشكال اسطورة التدخين.
    كان هذا في الخمسينات والستينات حين لم يكن هوس التحذير من عواقب التدخين واضراره قد بدأ. كان الدخان الابيض المضروب بالرمادي (المدخن بعصبية او بأناقة، في عزلة او بين الجموع) جزءاً من عالم الصورة وخصوصاً ايام الابيض والاسود، اللونين اللذين اعطيا كل شيء (وليس التدخين فحسب) نكهة بصرية خارقة ومختلفة، نكهة ما زال في استطاعتنا الاحساس بها كلما قلّبنا في ذاكرتنا البومات افلام السينما وصور نجومها القدامى، وكلما القينا آنذاك نظرة الى العالم مأخوذاً بكاميرات الابيض والاسود الخالدة. السينما والتصوير رسّخا الجانب البصري من حضور الفنان. وراح المدخن، عموماً، يتخيل نفسه في كادر سينمائي او امام كاميرا غير مرئية.
    ثمة عوامل كثيرة راكمت على مدى اجيال واجيال تفاصيل هذه الصورة وساهمت في صوغها. ربما يكون من اهمها انضواء الكثير من المثقفين والكتّاب في حركات اليسار السياسي التي بدا ان التدخين (انواع معينة التدخين من التبغ) وإهمال المظهر (اطلاق الذقن خصوصاً) وقلة الاعتناء بالثياب (الاكتفاء بارتداء الجينز) وبالنظافة الشخصية (حين خلط البعض بين الانتماء الى اليسار وحركات الاحتجاج في قطاعات اجتماعية اخرى كالهيبيز على سبيل المثال) طريقة لتمثل هذا الانتماء واشهاره واعلانه. تشي غيفارا، بسيجاره الشهير ولحيته الاشهر، ما زال حتى الآن يجد لنفسه انصاراً ومقلدين.
    الارجح ان هذا الجانب من الصورة، الداخل عليها من الانتماء السياسي، بدأ بالتماوت والافول في اللحظة التي اهتز فيها اليسار في العالم بأكمله عقب تفكك الاتحاد السوفياتي وسقوط الانظمة الشيوعية الذي جعل احزابنا الشيوعية - على طريقة احجار الدومينو - تلقى المصير نفسه، وجعل من يساريينا، ومنهم المثقفون، عاطلين عن العمل. فلم تعد تلك الصورة مقبولة في غياب العمل الذي كان يؤمّن دوامها واستمراريتها وقبول المجتمعات بها. لم تعد هذه الصورة دارجة الآن، والملامح الباقية من المثقف اليساري القديم باتت مضحكة اليوم. بالاضافة الى ميل المتلقين الجدد للصورة الى اعتبار رائحة الدخان سبباً للنفور. المثقف غير المهتم بشعره ومظهره قلما يجد لنفسه مكاناً في الاجواء الجديدة عليه. بات مطلوباً منه ان يغتسل يومياً ويهتم بصحته وان يمارس الرياضة. وفي اختصار، ان يمتزج بالصورة الجديدة التي تسعى المجتمعات الحديثة، عبر قوانين وانظمة كثيرة، الى توحيدها. والصورة الجديدة ليست صورة مثقف في الضرورة، بل صورة الكائن عموماً. الصورة التي تُخترع من اجل اشاعتها عشرات البرامج التلفزيونية بالاضافة الى الحملات المحمومة على البدانة والتدخين، وتشجيع الرياضة والترويج لاطعمة الدسم القليل ووصفات الريجيم القاسية (وصل حجم سوق الاطعمة والمشروبات المنخفضة السعرات الحرارية هذا العام الى نحو 92 مليار يورو).
    العالم في طريقه الى اختراع الـ"يوني فورم". والمدخنون هم أحد أقسى المعوقات امام هذا المشروع الذي لن يتحقق ابداً. لا احد يعرف كيف بدأت شعارات البحث عن الجسم المثالي في النحافة والصحة وكيف تحولت جنوناً كاملاً، اذ بات بعض من لم تؤثر فيهم هذه الحمّى يشكون من تعرضهم الى شكل من اشكال التمييز العنصري! والارجح ان إلحاح المجتمعات الحديثة على هواجس معيارية (في الصحة خصوصاً) كان رداً على حرية الاشخاص في التصرف بحيواتهم واجسامهم. الحملة ضد التدخين، في خلفيتها، هي رغبة السلطة في اعادة السيطرة على مجالات فقدت السيطرة عليها منذ زمن. انها نوع من انواع تنظيم اللذة، مثلها مثل تنظيم الدعارة (كما حدث في المانيا مثلاً حيث منحت العاهرات ضمانات تقاعد وشيخوخة) او تحويل مرض السيدا رعباً جنسياً شاملاً. والمدخنون في اعتقاد هذه السلطة جزء من الشذوذ او النشاز الذي ينبغي اعادة السيطرة عليه. ورغم ان العدد الكبير للمدخنين يجعل ذلك صعباً (خصوصاً في دول العالم الثالث حيث تسجل نسب المدخنين اعلى المعدلات وحيث تتردد الدولة في المساهمة في حملات التدخين بسبب الارباح الكبيرة التي تجنيها)، الا ان معاناتهم في ارتفاع مستمر في ظل قوانين تحشر المدخنين في هوامش ضيقة كمنع التدخين في المؤسسات العامة (في نيويورك هناك ابنية يمنع فيها التدخين في جميع الشقق بسبب احتمال وصول الدخان عبر فتحات التهوئة!).


    إفساد الجسد و... تحريره


    الخلاصة ان صلة المدخن بالتدخين، بالاضافة الى انها حاجة جسدية، هي رغبة في افساد الجسد ورغبة في الخروج على المعيار المرسوم له. ولا بد ان الكتّاب - وهم عتاة المدخنين في العادة - يدخنون للاخلال بنظام سائد ومعترف به (هنري ميشو كان يتعاطى المخدرات للسبب نفسه، وأرتو ايضاً. ولجأ البعض الى تناول حبوب الهلوسة لتغييب كل وعي وادراك طبيعي اثناء الكتابة).
    من الواضح ان صورة الكاتب قد تبدلت. واذا كان بعض الكتّاب القدامى (من جيل السبعينات وما قبله) قد احتفظ بصورة خاصة له، فإن بقايا من هذه الصورة القديمة نجدها لدى بعض الكتّاب الجدد، واحياناً نجد ذلك متحققاً في كتاباتهم التي تدأب على تقليد الكبار بدءاً من انشاء الجملة وانتهاء باختيار الموضوعات. وفي هذا، اضافة الى ضحالة هؤلاء، دلالة على الارث الذي كوّنه الكتّاب لصورتهم والذي يصعب منع تداوله وانتقاله حتى في ظروف الحملات التي نشهدها على التدخين (وبعض هذه الحملات يأتي بنتائج عكسية على المراهقين والمنضمين حديثاً الى حقل المدخنين). ولكن الصورة تبدلت بعدما فقدت الكثير من مؤونتها وامداداتها من السينما اولاً والتي، باستثناء الافلام الفرنسية الى حد ما، وصلت اليها حمّى منع التدخين بعدما احتلت التحذيرات من الامراض المميتة التي يتسبب بها التدخين، فضاء الحياة اليومية كلها تقريباً، مترافقة مع خسارة بعض شركات التبغ ملايين الدولارات في قضايا رفعها ضدها مدمنون على تدخين منتجاتها ثبتت ان اصاباتهم بالسرطان وامراض اخرى سببها السجائر.
    بات التدخين، اكثر فأكثر، تصرفاً خاصاً. واذا قارنّا، في لبنان مثلاً، بين حال جيل الرواد والستينات وحال الكتّاب الآن، لاحظنا حجم الانحسار الذي اصاب التدخين، وسنلاحظ العدد المتزايد من غير المدخنين ومن المدخنين السابقين الذين أقلعوا عن التدخين. الصور التي كنا نراها لشعراء مجلة "شعر" وكتّابها، في جلساتهم في "الهورس شو" والـ"انكل سام"، حين كانت السجائر والغلايين لا تفارقهم، تلك الصور بات من الصعب تخيل وجودها بذاك الزخم الذي كان يساهم في صوغ صور المثقف، والتي كانت تشبه صور اقرانهم في باريس ونيويورك مثلاً. لا شك في ان لغة واحدة حكمت تلك الفترة وظهّرت صورتها، ولا شك في ان لغة اخرى، رغم صمود بقايا الصورة القديمة، تسود الآن متلائمة مع سعي المجتمعات الى التوحد حيال المدخنين.
    كان الكتّاب يختارون انواعاً معينة من السجائر وانواعاً معينة من الاقلام وانواعاً معينة من الورق. ذلك كله كان جزءاً من الـlook او الـimage، وجزءاً من طقوس الكتابة والاقبال عليها واحتمالها. هذا النوع من الكتّاب بات أقلية.
    لا بد ان الكتّاب غير المدخنين لهم طقوسهم الخاصة الخالية من التدخين، ولكن الكتّاب الذين اضطروا الى التوقف عن التدخين يذهبون الى الكتابة كذهابهم الى جلسات تعذيب. واحد من هؤلاء توقف عن التدخين منذ سبع سنوات يقول: "ما زلت الى الآن ارى ان الكتابة من دون تدخين هي قصاص فعلي، وأحسب اني حين كنت أقبل على الكتابة، راغباً فـي تـلك الايام، انما كنت أقبل على التدخين لا على الكتابة، الكتابة. من دون تدخين تجعلني أشعر بأني آتي الى الكتابة في غير وقتها".

    (عن "ملحق النهار الثقافي")

    http://www.elaph.com

                  

06-15-2002, 00:21 AM

filan
<afilan
تاريخ التسجيل: 02-17-2002
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اها (Re: Elkhawad)








    يعني التدخين مفيد للكتابة..وضار بالصحة؟؟؟و ماهو الأهم صحة الكتابة أم نشوة الموت البطيء؟؟..





                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de