ذكريات الحساب الفردى ومشروع الجزيرة- بقلم هوارى حمدان

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 04:51 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2001م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-10-2002, 04:05 PM

هوارى

تاريخ التسجيل: 05-17-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ذكريات الحساب الفردى ومشروع الجزيرة- بقلم هوارى حمدان

    الفردى ومشروع الجزيرة
    ذكريات بقلم
    مهندس هوارى حمدان هجو
    اذا رايت الناس فى ذالك اليوم يبتهجون ويفرحون ويتجمهرون امام موقف البصات فى قريتنا لا ليودعوا المسافرين بل ليودعوا جمهرة من المزارعية الراكبين على ظهور حميرهم المسرجة وهم فى ابهى حلتهم ، فاعلم ان ذلك هو يوم الفردى فى قريتى .. فالفردى للذين لم يقرءوا عن الجزيرة او لم يزورا الجزيرة او لم تكن لهم علاقات باهل الجزيرة .. هو نتاج حساب المزارعين من بيع محصول القطن فى الاسواق العالمية من قبل الحكومة السودانية ، ويصرف للمزارعين السودانين من اهلنا فى الجزيره قبل بداية التحضيرات للعام الزراعى الجديد.. فكان غالبا ما ياتى مع بداية العام الدراسى انذاك الوقت ، مما يجعل ابناء مزارعى الجزيرة وهم فى المدارس الداخلية وفى الجامعات من اجمل الناس حلة وتبدو عليهم اثار النعمة ، توجه الجميع الى مكاتب الصرف التى تنتمى اليها نمر حواشاتهم ..بعضهم اتجه الى مكتب سعد الله والبعض الى مكتب عبد الرحمن والآخرين الى مكتب امدوينة .. ورغم كبر قريتنا وتعلم ابناءها فانه لم يكرمها الانجليز بمكتب زراعى باسمها ..ويبدو ان العداء كان بين اهلى والانجليز قديما ، فلهذا تجد المزارعين فى قريتى يتوزعون فى الذهاب الى المكاتب المذكورة آنفا والتابعة الى اشهر تفتيش فى ولاية الجزيرة (تفتيش المسلمية )، وقبل ان يصل المزارعون الى مكان الحساب الفردى والرجوع بالاموال التى لا تسعها الاخراج المحموله على ظهور حميرهم ، فاهل قريتى جميعهم مزارعين ، وان كان ابناءهم اخذوا حظا وافرا من التعليم ، فمنهم المهندسن المشهورين ومنهم الاطباء ومنهم الصيادلة ومنهم الاقتصادين والادباء والمعلمين الاذكياء الذين ما زلنا نحترمهم ونكن لهم الوفاء برغم ان ضربات سياطهم مازالت تداعب ظهورنا ، غير ان هذا لم يعفى اهل قريتى من مهنتة الزراعة والتى يعتمد عليها السودان فى اقتصاده الوطنى وان كنا لا نفهم هذا الحديث ولا نعرف كم سعر طن القطن انذاك بل ما يهمنا ان تاتى القروش ونلبس جيد ونبى البيوت الجميلة ونعرس وناكل جيد ( وان كان الاكل ) لا يشكل معضلة كبيرة لسكان الجزيرة فجميعهم يعتمدون على الخضار المزروع فى جناينهم حتى الفول المصرى الذى قل ان لا تجده لا يمازج وجبة افطارنا وان لم يوجد استبدلناه ببلية العدس الاحمر التى اثبتت الدراسات انها تزيد الدم ، اما اللحمة فهى متوفرة فى الجزيرة فاهلنا يسعون الماشية والضان ، كما يتفنون فى بناء ابراج الحمام واعشاش الدجاج ، فالاكل لا يخلو من البيض، فكذب من قال ان اهلنا يربون الدجاج لا لياكلوه ، بل فقط لبيعه فى مدنى ، فهذا لا نلجا اليه الا عند الضرورة ، اذا فجاة احد سكان قريتنا المرض ورقد فى مستشفى مدنى او الحصاحيصا ، فكثيرا ما نجد بعض النسوة لا يمتلكن قروش فى هذه الفاجعة المفاجاة ، مما يضطرهن الى اخذ ديكين من النوع الممتاز ، فعندما تصطدم بالكمسارى فى البص بفرطقه اصابعة طالبا الحساب ترد عليه قائله ( خلينى لامن اصل السوق ابيع الديكين ديل واحاسبك ) فالامر معهود لنا ، ولا خوف من انهيار اقتصادنا المنزلى ، قلت وبينما المزارعين فى طريقهم الى المكاتب ، تجد اهل البيت وهم فى قمة القلق والانتظار الحار ، فتجدهم متجمعون فى المظلة بعد ان تناولوا وجبة الافطار الدسمة ، فالافطار فى الجزيرة له عدة اوجة ، فهو يتلون ويتشكل على حسب فصول السنه ، فما اجمل العصيده فى ذاك الخريف ، وان كانت بملاح ام تكشو ، جلسوا جميعهم فى ذلك الصباح بعد تلك الوجبة ، فالكل احتسى الشاهى الاحمر وكل على موعد مع الالاف من الجنيهات ، وقد اعدت قائمة بالطلبات التى سوف يشترونها غدا من مدينة ودمدنى ، ومدنى مدينة اهل الجزيرة الاولى يعشقونها حتى الجنون ولا يرضو فيها اى حديث حتى لو كان من وزير ، فنحن نعرفها ونعرف طرقها ، ونتعامل مع تجارها ، ونقضى اغراضنها جميعها فيها ثم نرجع فى نفس اليوم ، بداءت القائمة طويله ، والجميع مشغولين بطلباتهم وكنت الوحيد الذى يحب الشغب ، فكنت اقول لهم ماذا لو اتى ابى بكل الالوف وقال انه يريد ان يتزوج ؟ والكثيرون يفعلون هذا...فيرمقنى اخوتى الضغار بنظرات ضاحكة ، وتقول لى الصغيرة جدا مننا ( هو برضو العرس نحن مش مفروض نمشى معه للعرس بهدوم جديده عشان اقولوا اولادو لابسين حلو وجديد) كانت كلماتها حكمة موثوق منها ، وتحدرنى امى بنظرات تتهمنى فيها بعدم الفهم وباننى ارهابي وحديثى يدعو الى المخاصمة ، غير انه وصل فى تمام الحادية عشر .. وخرجه محمل بالنقود وكما وصل معه كل المزارعين ، محملين بالنقود.. ولم تطراء على عقلة فكرة الزواج من اصله بل قرر ان نشترى كارو حصان ، فهى كثيرا ما تساعدنا وتكسب الرزق معنا ، وقراء الطلبات المعدة له فى القائمة المنسدلة من كراس اخى الشاطر الذى كان يهتم بكراسته حتى فى الاجازة ..ترى كيف يقضى هو التدريب الآن كمهندس مساحة فى الابيض .. وهل تنزف ذاكرته كما تنزف فى داخلى ، .
    كانت البصات فى هذا الصباح معدة بنظام لحمل مزارعى الفردى الى سوق ود مدنى من اجل ان يتبضعوا لابناءهم ولانفسهم ، وكنا ضمن الفوج الذى ركب فى منتصف ذاك البص ، وابى حريص علينا لاننا كنا صغار فى السن وصغار فى العقل ، وفى ذلك اليوم كذلك يكثر اللصوص فاللص قد يكون من قريتنا او قرية مجاورة او يركب معنا فى البص فلا تستطيع ان تحدد هوية اللص وخاصة اذا لم تستطيع ان تمسكه ، وكثيرا ما يتعرض بعض من اهلنا المزارعين للسرقه وكثيرا ما يعودون الى اهلهم مرة اخرى بدون فردى وبدون حاجات.
    فى المرة الماضية تحدثت عن بولاد ( عمرة 11 عام).. وقصة حبه الوحيدة وعن مايكل الجنوبى الذى قدم الى قريتنا واصبح اهل قريتى لا يستطيعون فراقه وهو لا يستطيع فراقهم ، فمايكل يمتهن مهنة تبيض البيوت ولمثقفين (التشطيب).. كانت مهنة تليس البيوت من الخارج بالذبالة ( والذبالة هى خليط من التراب مع روث البقر او الحمير ) مهنه يجيدها حسين شرف وآدم ادريس ، وشرباك بودكرى ،وكانوا يتقننوها بجده ، غير ان بعض النساء فى قريتى اجدنها لانهن لا يستطعن ان يدفعن ثمن التاجير للمليس ، فكثيرا ما تجد فى الشارع كثيرا من النساء وهن يمارسن هذه المهنه ، ولكن لحياء فانهن يمارسنها بالليل ، وذلك فى حالات نادرة ان يكون اولادهن فى غياب عن القرية ، غير ان لؤى اخى الصغير الذى نسمية بلقب (جمكا ) اى اجيد رقصة الجامايكا التى كانت منتشرة فى ذلك الوقت ، وكان طفل يرقص ببراعات عالية ، وكان فتى ذكي بلاحدود وله مقدرات غريبة ورهيبة فى نفس الوقت ، فهو اجاد مهنة التليس واصبح مليس ماهر ، كما انه اجاد البناء ، وتوسير العناقريب ،فكنا كثيرا ما نستلف منه القروش على ان نرجعها له ونزيده ، فهو شقيقى والمسالة ليست ربوية ، كما انه يتمتتع بعقلية تجارية قل ان تجدها فى وزير ، فهو لا يعرف الخسارة ابدا فى تجارته فكأن امى حينما ولدته توحمت على تجار اليمن ، ومع كل هذه فانه اجاد كرة القدم ، ويمكننا ان نقول بانه مجيد لكل ما هو يدوى ، لكنه حتى اليوم لا يعرف ان يتعامل مع الكمبيوتر ، فلغة العصر لا يجد لها زمن ، وهو طالب بكلية الهندسة بجامعة الجزيرة فى فترتة الاخيرة بعد ان كان يفترض ان يتخرج من العام الماضى ، رفض الا ان يجمد السنه حتى يتضامن مع ابن خالته الذى فصل من الجامعة بسبب غيابهما الاثنين، فنجا هو ولم ينجا ابن خالته، فاصر على ان يجمد عاما حداد عليه، المهم فى الامر ان لؤى صديق لمايكل وتعلم منه مهنة التشطيب ، ونشاءت بينهما علاقة حميمه ، كافضل علاقة بين رجل قادم من جنوب السودان وصبى من منتصف السودان.......كما انه صديق لبولاد وهو الوسيلة الوحيده لاكمال بولاد حبه ، سوف اعاود وافرد باب كامل لبولاد
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de