الصفحات البيضاء كيف سودت؟

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 04:59 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2001م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-06-2002, 08:53 PM

banadieha
<abanadieha
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 2235

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الصفحات البيضاء كيف سودت؟


    من عمود محجوب عروة في الرأي العام عن يومي 2 و3 يونيو2002
    تعقيب على تعقيب حول الحزب الشيوعي السوداني
    يسرني ان انشر هذا التعقيب من الاستاذ عبد الله الحاج القطيني حول ما أثرته عن الحزب الشيوعي السوداني قبل فترة، ونسبة لطول المقال فسوف انشره على مدى يومين ثم معقباً علىه فشكراً لكاتبه

    :يقول الاستاذ عبد الله

    مهما يكن حجم الاختلاف في الرأي مع الاستاذ محجوب عروة فانه ولا شك جدير بالاحترام ولا شك انه من اوائل المنادين بالانفراج والديمقراطية عبر صحيفة «السوداني الدولية» وهو موقف دفع الاستاذ ثمنه غالىاً. ونجد الاستاذ محجوب في تعقيبه على الاخ صلاح مدني عبر عموده القيم «قولوا حسناً» بصحيفة «الرأي العام» بتاريخ 11/4/2002م قد اثار العديد من القضايا التي تستحق المناقشة والتعقيب واثق ان صدر الاستاذ يتسع لهذه المناقشة وذلك التعقيب. من ذلك حديثه عما لاحظه من «تحول الحزب الشيوعي لما نسميه بالىسار الامريكي» ثم توضيحه لما يريده من الاخوة الشيوعيين من الاستمرار في نهجهم المعارض للامبرالىة والصهيونية ثم الاستمرار في بناء المجتمع السوداني من منطلق جديد حسب تعبير الاستاذ غير المنطلقات السابقة حيث فشلت الشيوعية فكراً وفلسفة وامبراطورية واقتصاداً ثم يتحدث عن ارتباط الشيوعية بالالحاد والعمالة للاتحاد السوفياتي وديكتاتورية البروليتاريا ثم يقترح على الشيوعيين تغيير اسم الحزب والقبول بالديمقراطية وبالاسلام كعقيدة وتراث ايجابي .. ثم يقول مشكوراً انهم ــ أي الشيوعيين ــ كابناء وطن لا غبار علىهم وكاشخاص «نعلم ان منهم العلماء والنقابيين والمفكرين والمهنيين ممن يحتاج الىهم الوطن» ثم يقول :«نحن في السودان نحتاج لكل عقل وساعد ويجب ألا يعزل احد. وهي قضايا كما يرى القارئ يحتاج كل منها الى كتابة مقال منفرد ولكنني ساحاول مناقشة ما يسمح به حيز الصحيفة احتراماً كما قلت لكاتب التعقيب الاستاذ محجوب ومكانته حيث انه من المؤمن قولاً وفعلاً بشعار «قد اختلف معك في الرأي ولكنني على استعداد لان اقدم نفسي فداء لحقك في الدفاع عن رأيك». وابدأ من دعوته للشيوعيين ووصفه لهم بان منهم «العلماء والنقابيين والمفكرين والمهنيين والاحتياج لكل عقل وساعد ووجوب عدم عزل احد» حيث كان من الجدير بالاستاذ وهو سيد العارفين ان يطالب الحكومة بذلك وليس الذين صفعتهم على خدهم الايمن فرفضوا ويرفضون ان يديروا لها الخد الايسر. كان على الاستاذ ان ينادي الحكومة ويحث النقابات الموالىة لها بالمطالبة باعادة المفصولين للصالح العام للعمل والذي لم تكن مسألة فصلهم من العمل وتشريدهم عقوبة لهم بقدر ما كانت عقوبة طالت اسرهم من ابناء وبنات في سن التعلىم هذا غير امتدادات الاسرة السودانية المعروفة من آباء وعمات وخالات واخوات. هل يعلم الاستاذ محجوب ان المفصولين بالسكة الحديد وحدها يبلغ الخمسة آلاف عامل منذ العام 1990م أي خمسة آلاف اسرة وقد قام بفصلهم من لا يمثل جهة جهة الاختصاص حيث ان صاحب الاختصاص الوحيد في ذلك هو مدير السكة الحديد. اظنه من البدهيات ان الشيوعيين كاشخاص لا يمثلون ولا ربع هذا الرقم ولكنها روح التشفي التي سيطرت على الاسلاميين في التعامل مع خصومهم السياسيين والفكريين .. روح التشفي التي جعلت الاسلاميين يطاردون أولئك المفصولين للصالح العام ويصدرون التعلىمات الى كل المصالح والمرافق وحتى شركات القطاع الخاص بعدم توفير فرص عمل لأولئك المفصولين مما يعني بالكلام البلدي السوداني ان الاسلاميين «لا منهم ولا كفاية شرهم» وستظل لعنات الاسر التي شرد عائلوها تلاحق منفذي المشروع الحضاري. ثم نأتي لما يسميه الاستاذ محجوب بالىسار الامريكي واعتقد ان من حق أي حزب أو جماعة فكرية تعيير الآخرين أو اتهامهم بالتعامل أو سمة العمالة لامريكا فيما عدا الاسلاميين بمختلف مسمياتهم لا يحق لهم الحديث واتهام الآخرين بذلك، لان نشأة الحركة الاسلامية نفسها احاطت بها الكثير من الريب والتساؤلات. وعلى أية حال لست من انصار نظرية المؤامرة ولكن هنالك جملة ملاحظات ومواقف للحركة الاسلامية وحول منشأها اطلب من القارئ الكريم والاستاذ المحترم محجوب عروة الوقوف عندها وتأملها. فعند بداية نشأة حركة الاخوان المسلمين في مصر كان أول تبرع تلقاه مؤسسها الشيخ حسن البنا من شركة قنال السويس الانجليزية الفرنسية على ايام الاحتلال الانجليزي لمصر في عام 1927م حيث تبرعت له الشركة بمبلغ خمسمائة جنيه شيد منها داراً ومسجداً للاخوان المسلمين في الاسماعيلية .. وهذه الواقعة بالطبع ذكرها الامام حسن البنا بنفسه في كتابه «مذكرات الدعوة والداعية»وكان حينها مبلغاً كبيراً وسخياً. ولكن البنا ليس وحده فهذا واحد من خلفائه وهو سيد قطب «مع نهاية عام 1948م» سافر الى الولايات المتحدة في بعثة تدريبية حول التربية واصول المنهج، وأول ما يلفت النظر في هذه البعثة انها جاءت فجأة وشخصية فلم يعلن عنها ليتقدم لها من يرى نفسه كفؤاً خاصة ان المبتعث تجاوز السن التي تشترط ادارة البعثات توفرها بكثير .. وواضح ان ذهاب سيد قطب الى الولايات المتحدة كان وليد تخطيط امريكي خفي بعيد حتى عن المرحوم سيد قطب نفسه بداهة. ولم يكن المرحوم سيد قطب كذلك هو الاخير في الذهاب الى امريكا وهل صدفة مثلاً ان اغلب الكادر الاعلامي لصحيفة «الراية» ــ لسان حال الجبهة الاسلامية ــ قد درس الدراسات فوق الجامعية عن الاعلام في امريكا؟. ثم نأتي للحديث عن الديمقراطية التي يناشد الاستاذ محجوب عروة الشيوعيين للقبول بها، ونكتفي بالتذكير بان الحزب الشيوعي حينما تم التآمر علىه في عام 1965م وتم حله وطرد نوابه من البرلمان في معركة كان رأس الرمح فيها الاسلاميين سلك سلوكاً حضارياً ولجأ الى القضاء في القضية الدستورية المعروفة في السوابق القضائية السودانية بقضية «جوزيف قرنق وآخرون ضد حكومة السودان» وحينما حكم القضاء ببطلان التعديلات الدستورية التي تم بموجبها حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان رفض السيد الصادق المهدي الامتثال لحكم القضاء وقال كلمته الشهيرة بان رأي القضاء رأي تقريري ونظر الدكتور الترابي لكل ذلك العدوان على الديمقراطية والتعدي والتحدي لحكم القضاء مستخدماً في ذلك كل ثقافته القانونية وكتب كتابه «اضواء على المشكلة الدستورية» دافع فيه عن تعديل الدستور وقال في ذلك :«ليس في متن الدستور ولا في مبادئ التفسير ما يعول علىه للتفريق بين نص ونص على اساس ان هذا قابل للتعديل والآخر غير قابل» الى ان يقول :«ولو صحت المفاضلة القانونية بين فصول الدستور لكان فصل الحريات من اضعفها لانه يخضع للتشريع». وللاطلاع اكثر على مدى قبول الشيوعيين السودانيين بالديمقراطية يمكن للقارئ الرجوع للمساهمات القيمة للاستاذ كمال الجزولي عبر مقالاته لصحيفة «الرأى العام» والتي اتخذ لها عنواناً «للشراكة أم لزود الطير عن مر الثمر؟» بتاريخ 22مايو 2001م والاعداد التي تليه من نفس الصحيفة. ثم نعرج الى مسألة القبول بالاسلام كعقيدة وتراث ايجابي وهو كلام يردده الكثيرون من الاسلاميين وبعض الخاضعين لابتزاز الاسلاميين من الذين فضلوا الهروب الى المعسكر المنتصر فنجدهم يزجون النصائح وكأنهم بذلك ينشدون عودة الابن الضال ويتحدث البعض كذلك عن ضرورة استصحاب الاسلام في أي تصور نظري .. الخ، وكأنهم بذلك يكتشفون جديداً ويلفتون نظر الشيوعيين الى اشياء فاتت علىهم، ولكن صحيفة «الرأي العام» تتميز عن كل هؤلاء بأنها مضت الى ابعد من ذلك حيث اخذت في نشر الفتاوي عن ميراث الابن الشيوعي لاب مسلم وهل يرث الابن الشيوعي من ميراث ابيه المسلم؟ وما مدي مسؤولية هذا الاب عن ذلك الابن الضال؟ وعن زواج المسلمة من رجل شيوعي .. هل يجوز في نظر الشريعة الاسلامية أم لا؟ وقد وردت كل تلك الفتاوي بصحيفة «الرأي العام» بتاريخ 25/12/2000م العدد «1205». وعن ذلك احب ان اذكر بان الاستاذ عبد الخالق محجوب وقبل ما يقارب النصف قرن من الزمان قد كتب مقالاً بصحيفة «الايام» عام الف تسعمائة وأربعة وخمسين الشيوعية في السودان لا تحارب الدين الاسلامي ولم يكن الحزب الشيوعي السوداني وقتها قد تجاوز عمره الست سنوات وكان المقال رداً على جهة حزبية معادية للشيوعيين ومن باب الكيد السياسي وزعت منشورات على المساجد بالخرطوم تهاجم الدين الاسلامي موقعة المنشورات باسم الشيوعيين السودانيين. وقد كتب الاستاذ عبد الخالق ضمن ما كتب في ذلك المقال ما يلي : «هل صحيح ان الفكرة الشيوعية في السودان تدعو لاسقاط الدين الاسلامي؟ كلا ان هذا مجرد كذب سخيف». ويواصل الاستاذ عبد الخالق قائلاً :«ان فكرتي التي أؤمن بها تدعو الى توحيد صفوف السودانيين المسلمين منهم والمسيحيين والوثنيين واللا دينيين ضد عدو واحد هو الاستعمار الاجنبي وبهدف واحد هو استقلال السودان وقيام حكم يسعد الشعب ويحقق امانيه». «وان القوى التي تقف حائلاً دون اسعاد وحرية السوداني المسلم والمسيحي لا يمكن ان تكون الاسلام لاننا لم نسمع أو نقرأ في التاريخ ان الجيش الذي غزا بلادنا عام 1898م هو القرآن أو السنة، ولم نسمع في يوم من الايام ان المؤسسات الاحتكارية البريطانية التي تفقر شعبنا جاءت على اساس الدين الاسلامي أو المسيحي .. الخ». ولم يكن هذا الموقف للاستاذ عبد الخالق موقفاً عابراً أو تكتيكياً أو مجرد رد على ذلك الكيد الرخيص .. كان موقفاً اصيلاً لعبد الخالق حيث نجده في كتابه :«المدارس الاشتراكية في افريقيا» يقرر ان الاسلام كان هو الجدار الذي استند الىه الشعب الجزائري ضد سياسة الدمج القسري للاستعمار الفرنسي للجزائريين في الثقافة الفرنسية». والشيوعيون السودانيون وليس غيرهم هم الذين فرضوا على مدارس كمبوني في عطبرة في عام 1962م تدريس اللغة العربية والدين الاسلامي داخل المدارس وفرضوا علىها ان تقبل حقائق ثقافة البلد وتنوعها كما يذكر الاستاذ الدكتور عبد الله علي ابراهيم بصحيفة «الرأي العام» نفسها بتاريخ 15/3/2002م.

    وعبد الخالق وليس غيره هو صاحب العبارة الشهيرة في عام 1968م بان «الاشتراكية الوضاءة هي الاسلام في القرن العشرين». وهو ذات الموقف الذي أكده في تقريره الى المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي عام 1967م حيث نجده يقول في ذلك التقرير :«الماركسية وقضايا الثورة السودانية» :«اصبح لزاماً على حزبنا ان ينمي خطه الدعائي حول الدين الاسلامي وعلاقته بحركة التقدم الاجتماعي». ثم يقول كذلك :«ولا تقتصر اهمية ذلك الخط الدعائي العميق على الردود لما يثار من قبل اجهزة الدعاية الرجعية بل يتعدى ذلك لجعل الدين الاسلامي عاملاً يخدم المصالح الاساسية لجماهير الشعب لا أداة في يد المستغلين. ونحن في حاجة الى هذا الخط في المستوى الفلسفي اذ تجري محاولات دائبة في معاهد التعلىم للتخلي عن الحياة العلمانية وتربية جيل بتزوير الافكار الاسلامية ضد التقدم الاجتماعي والاشتراكية قوام حياته اعتزال المجتمع وتحطيمه لكل ما انجز محلياً وكجزء من البشرية، لمواجهة هذا الوضع اصبح لزاماً على حزبنا ان يدخل بين الطلاب لا بصفته داعية للنضال السياسي بل كقوة فكرية تتصدى لهذا الخطر وتواجهه بخط يضع الدين في مكانته بين حركة الشعوب». وابان الحملة تحت شعار الدستور الاسلامي ينفذ عبد الخالق الى لب القضية حين يؤكد ان الرجعيين «حينما يتعاهدون امام اباطرة المال بانهم سوف يعودون بالسودان وقد طبق علىه الدستور الاسلامي فان كل عاقل يستقر في وعيه مرامي قولهم من انهم قد تعاهدوا امام اباطرة المال على ان يسلموهم السودان وقد خلا من كل فكر وانهم سوف يطفئون بافواههم كل شمعة أوقدها شعبنا لتنير له الطريق». اعترافاً بهذه المجهودات التي بذلها الاستاذ عبد الخالق محجوب نجد طيب الذكر الاستاذ محمد احمد محجوب يقول في كتابه :«الديمقراطية في الميزان» :«باعدام الامين العام للحزب الشيوعي انتهى عهد التسامح في السياسة السودانية». ويتابع المحجوب قائلاً :«وانا اعرف عبد الخالق منذ عشرين عاماً واعرف انه يتمتع بنزاهة وشجاعة نادرتين واعرف انه بذل جهوداً كبيرة للتوفيق بين التعالىم الماركسية الثورية والقيم الاسلامية». وحقاً فان عبد الخالق كان بالفعل هدّاي مزالق كما يصفه محجوب شريف في احدى روائعه وكان زرقاء يمامة حقيقية وهذا يقودنا الى الحديث عن ما عرف في الصراع السياسي في السودان بمشكلة الجنوب، حيث كان من ضمن نصائح الاستاذ محجوب عروة للشيوعيين «عدم مساندة التمرد والعمل المسلح» فنجد الاستاذ عبد الخالق محجوب ومنذ وقت مبكر جداً منذ عام 1953م أي قبل احداث توريت في اغسطس عام 1955م ولانه يرى تحت الرماد وميض نار يكتب في مقدمته لكتاب «الماركسية وعلم اللغات» قائلاً :«وعلم اللغات يهم بلادنا كثيراً فنحن نواجه الىوم وسنواجه اكثر في المستقبل مشكلة تعدد اللهجات المحلية واللغات في بلادنا. وبدون اعداد انفسنا لهذه الدراسة الجدية وايجاد الحلول المناسبة ستتعرض بلادنا الى هزات مؤسفة». وظل عبد الخالق أميناً ومثابراً على موقفه هذا عبر مؤتمر المائدة المستديرة عام 1965م ثم في تقريره الذي قدمه للحزب عام 1967م والذي سلفت الاشارة الىه حيث نجده في مواجهة المزايدات باسم الدين يعلن :«.... صحيح ان هذا الموقف المبدئي الذي ندافع عنه هو لرفع وعي الجماهير السياسي وشحذ ادراكها الاجتماعي والوطني والطبقي من اجل وحدة بلادنا التي لا يمكن ان تبني فوق تعصب جاهل باسم الدين تختبئ من ورائه المصالح الطبقية الرجعية ومصالح هذه الطبقات في قهر القوميات الجنوبية وفرض ديكتاتورية علىها ومنعها من حرية الاعتقاد والحركة السياسية». وكما يقول الاستاذ الدكتور عبد الله علي ابراهيم اننا لسنا من متصيدي الكرامات والمعجزات ولكنها مصادفة موحية ان يبدأ عبد الخالق حياته السياسية بملاحظة عن الجنوب والتعدد اللغوي ثم يختمها بملاحظة عن نفس المسألة قبيل اعدامه ــ اذا كان البعض لا يبتلع ولا يستسيغ كلمة استشهاد في حق الاستاذ عبد الخالق ــ ويواصل الدكتور عبد الله علي ابراهيم بلغته الرفيعة : انه حال القضايا في الافئدة الجليلة في صدور الرجال الوسيمين. ويستمر الشيوعيون على ذات الموقف فنجد الاستاذ محمد ابراهيم نقد وبعد ان تجاوز الزمن تلك المواقف المضيئة بعضها بنصف قرن وبعضها بربع قرن يقول :«وتفاقمت أزمة المجتمع السوداني عن ما عرف آنذاك بمشكلة الجنوب لتصبح أزمة ومشكلة السودان بكلياته، وهويته، ووحدته، ونظام حكمه، وثروته، وثقافته وشموخ التحدي .. وبات على ابناء السودان ان يواجهوا التحدي بذات الشموخ والجسارة، يصارعون حتى يصرعون مخلفات الماضي في العنجهية ومركب النقص في المباهاة بالحسب والنسب وفي الحقد والانتقام المؤجل، في النسيان المخدر المريح وفي الذاكرة القلقة الواخزة، في الاستعلاء وفي الاحتقار الكتوم، في الوقار المنافق وفي الاستهتار الصلف وفي الثقة الزائفة وفي الشك المرتاب، تلك مهمة جيل وجيل معطاء يحمل الرسالة عن وعي بثقلها لا ظلوماً ولا جهولاً». اخيراً اعتذر عن هذه الاطالة والاستشهادات الطويلة وشفيعي في ذلك اهمية وخطورة المواضيع التي اثارها الاستاذ محجوب عروة. وارى ختاماً ضرورة الاشارة الى ما اشار الىه من قبل الاستاذ كمال الجزولي من انه :«يخطئ كثيراً من يتصور امكانية النظر للحزب الشيوعي السوداني ككائن اسطوري خارج الزمان والمكان المحددين خارج اشراط سيرورته التاريخية .. وهو لذلك عرضة لارتكاب الاخطاء احياناً بقدر ما يحالفه الصواب في احيان اخرى». ويواصل الاستاذ كمال قائلاً :«على كل من اراد ان ينتقد أو يأخذ اياً من هذه الاطراف عموماً والشيوعيين السودانيين خصوصاً بأي عمل أو قول ان يفعل ذلك على بينة موضوعية لا على تصورات ذاتية أو أوهام معزولة عن حقائق الواقع الفكري أو السياسي». وأرجو ألا يتبادر الى ذهن البعض ان تعدد الاستشهادات بما كتبه الاستاذ عبد الخالق تعني التقديس لشخصه بقدر ما تعني الدعوة لانصاف مساهمته التي انارت ولا تزال تنير الطريق امام المناضلين في سبيل سودان حر مستقل عزيز الجانب. عبد الله الحاج القطيني

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de