|
|
 الموساد يستهدف السعودية
|
تقرير اخباري
الموسـاد يسـتهدف السعـوديـة :
الدعم السعودي للفلسطينيين نشّط الحملات المعادية
الرياض _ خالد عويس
منذ أن طرح ولي العهد السعودي الامير عبدالله بن عبدالعزيز مبادرته الرامية لاحلال سلام شامل وعادل في الشرق الاوسط شباط فبراير الماضي ، واجهزة الاعلام الاسرائيلية والاجهزة المساندة لاسرائيل في الولايات المتحدة تنبش في الملفات السعودية بهدف ايجاد ثغرة تعرقل الجهود السعودية الهادفة الي ايجاد حل نهائي في فلسطين يستصحب كل الملفات المؤجلة بخصوص القضية الفلسطينية ، واستغلت تلك الاجهزة احداث 11 ايلول سبتمبر في الولايات المتحدة لتحاول جهدها اقحام السعودية في زمرة الدول الراعية للارهاب ، وقد كشفت نشرة صحفية تصدر في الولايات المتحدة واسرائيل مؤخرا أن الحكومة الاسرائيلية تبنت قرارا يعهد الي "الموساد" بمهمة استهداف السعودية بعد أن لعبت ادوارا مؤثرة لجهة الفلسطينيين ، وقالت " ميدل ايست اون لاين" أن أسباب القرار الاسرائيلي ترجع الي ازدياد قناعة الاسرائيليين بأن السعودية اضافة لدعمها الفلسطينيين ، تطور مستوي تسليحها علي نحو مؤرق لاسرائيل ، وفي هذا الاطار تواصلت الحملة الدعائية الاسرائيلية ضد السعودية ، ففي أعقاب تسليم شارون الادارة الامريكية تقريرا أعدّه الوزير دان نافييه يتحدث عن الدور السعودي والعربي في تمويل ودعم الارهابيين الفلسطينيين ، وفي ضوء الحملة الاعلامية التي تشنها وسائل الاعلام الاسرائيلية وبعض الوسائل الاعلامية الموالية لاسرائيل في الولايات المتحدة ضد اللجنة السعودية لمساعدة الشعب الفلسطيني ،وبدأت الأقلام الاسرائيلية في شن حملة ضد الافكار التي طرحها ولي عهد السعودية وتبنتها قمة بيروت بحسبانها مبادرة ترمي الي "تقزيم " اسرائيل وتهدف الي تجريدها من اسلحتها بغية اضعافها استراتيجيا ، كتب _ علي سبيل المثال _ غدعون ساعر سكرتير الحكومة الإسرائيلية في يديعوت احرونوت تحت عنوان "أفكار الأمير" : تعتبر "المبادرة السعودية" منذ فترة زمنية، أكثر الأمور الساخنة على الحلبة السياسية ويتم عرضها كفاتحة للأمل في فترة نحتاج فيها إلى الأمل. ويتضح من قراءة المقالات المتعلقة بها، أن قلة هم الذين يهتمون بها. كما أن قلة هم الذين يغدقون عليها أهازيج الفرح. ومن لا يفعل ذلك، يشجب فوراً ويعتبر محافظاً ومفوتاً مزمناًللفرص.
وأضاف ساعر بأن المبادرة السلمية التي ولدت من على صفحات "نيويورك تايمز" جاءت في إطار الجهود (لتحسين العلاقات العامة بين العربية السعودية وأمريكا)، بعد الضرر الذي لحق بها بعد احداث 11 ايلول ، ويمضي ساعر في تلخيص رؤيته حيال التهديدات الخطيرة التي تجرها المبادرة لاسرائيل ( كان من الصعب معرفة الجوهر الدقيق لهذه المبادرة، إلا بعد أن تم تبنيها في قمة الزعماء العرب في بيروت، في نهاية شهر آذار. لقد حددت المبادرة أنه سيتم تحقيق "السلام الشامل" على أساس الانسحاب الاسرائيلي الكامل من كل "المناطق المحتلة". هذا الانسحاب إلى حدود 67، التي لا يمكن الدفاع عنها، سيبقي إسرائيل دون مناطق آمنة. وسيعرض النظام الملكي الهاشمي في الأردن إلى الخطر الفعلي. وسيؤدي في نهاية الأمر إلى وقوف إسرائيل الصغيرة، بعد الانسحاب، أمام فلسطين الكبيرة التي ستمتد من الحدود العراقية وحتى أطراف تل أبيب )
ويعتبر الكاتب ان القضية الاساسية التي حاول المحللون تلافيها هي الاشد خطورة علي اسرائيل ( فالأمر الذي أختار الكثيرون من المحللين تقزيمه هو ما أكدته قمة بيروت بشأن حق عودة الفلسطينيين إلى داخل إسرائيل) ويقرر ساعر بأن القمة العربية حمّلت اسرائيل ( المسؤولية القانونية الكاملة )عن مشكلة اللاجئين الفلسطينيين وطردهم، ويشير ساعر الي المبادرة العربية بوصفها تهدف (لمسح دماغ الجمهور الاسرائيلي) بحملة السلام السعودية.
ويتطرق الي مقابلة اجرتها صحيفة عربية مؤخرا مع الأمير عبد الله مبرزا تصريحات ولي العهد بخصوص (العودة إلى الحدود التي سبقت عدوان 67، إنهاء إحتلال القدس، التي ستكون عاصمة لفلسطين، عودة اللاجئين، وإعادة الجولان والأراضي اللبنانية التي ما زالت محتلة) ويشير الي ان الامير أضاف (سيكون ثمن السلام مناسبا إذا ما وضع حدا لمعاناة 5 ملايين فلسطيني) .
وفي نهاية مقاله يختم ساعور بأن الموافقة علي (شروط) ولي العهد السعودي تعني القضاء على دولة إسرائيل ، وعلي هذا الاساس فان ساعور يقرر بأنها (لا يمكن أن تشكل قاعدة للمفاوضات التي ستقود إلى السلام).
ووتوقع أوساط سعودية أن تكثّف اسرائيل من دعايتها المضادة بهدف وقف الدعم المادي السعودي للفلسطينيين بحجة أنه يمثل وقودا للعمليات التي تنفذ من قبل الفلسطينيين ضد أهداف اسرائيلية كون السعودية تقدم الي جانب دول عربية اخري مساعدات الي عائلات الاستشهاديين الأمر الذي وصفه مسؤولون سعوديون بأنه مزاعم ترمي الي الافادة من المناخ العالمي المعادي للارهاب وتهدف الي الحد من الجهود السعودية علي المستويين السياسي والدبلوماسي ، اضافة الي رغبة اسرائيل في اقصاء السعودية من لعب دور نشط في عملية السلام في الشرق الأوسط او تحجيم دورها علي الأقل كونها تستطيع مواصلة ضغوطها ومحادثاتها مع الادارة الامريكية وحثها علي اتباع نهج متوازن كراعي لعملية السلام .
جدير بالذكر أن مراكز بحثية في اسرائيل كانت أشارت في نهاية العام الماضي الي أن حكومة شارون أفشلت خطط بعيدة المدي كانت تهدف لخلق تقارب اقتصادي وسياسي مع دول الخليج بغية الافادة من نفط الخليج وفتح اسواق جديدة للمنتجات الاسرائيلية ، وتحقق جزء من الخطط بتأسيس تبادل تجاري مع بعض البلدان المذكورة ، غير أن العمليات العسكرية الاسرائيلية طيلة 19 شهرا عرقلت رسم السياسات المؤدية الي ذلك ، في حين تلاحق وزارة التجارة السعودية بانتظام بضائع اسرائيلية تدخل الي الاسواق السعودية تحت غطاءات تجارية متنوعة ، ومن الحرب الاقتصادية بين البلدين ، تتسع المعركة لتدور علي الارض الامريكية بدفع وحث كل طرف الادارة الامريكية لبذل جهد في اتجاه قضية الشرق الاوسط حسب نظرة كلا البلدين ، وترمي بثقلها علي وسائل الاعلام ، فمن جهة ترّكز السعودية علي الحفاظ علي الخيار السلمي واحراج اسرائيل امام الاسرة الدولية ، هذه الرغبة التي توّضحت مؤخرا خلال محادثات شرم الشيخ بهدف الضغط لكسب نقاط لصالح السلام ، ومن جهة مقابلة تسعي اسرائيل لتطويق الجهد السعودي وافشال المشروعات الرامية لاحلال سلام شامل وعادل .
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست