بعد السلام وبعد السؤال عن الأحوال,وبعد أن نهلنا من دنًكم وبعد أن خلعنا عنا ثياب السفر والترحال ها أنا افتح لكم كوة في عقلي ومنارة من قلبي (لعلمها تنيرا لك يا عزيزي (واحشني) ولعلهم ينسوك بنسماتهم وضيهم غيابي عنكم ,فلك وللجميع المعذرة)فقد رحلت بهدؤ إلي غيبتي الكبري,متسخاً بالشمس لا يستر جسدي إلا قلق وشعاع,وبرغم هذا فقد تابعت كل كتاباتكم من السفح الخانق إلي الوادي المذعورولكن أمطار الكلام إنحبست وها أنا أحرر لكم هذي الحروف التي تنتهي دوماً بإستشهاد صمتي ....فخيرا لي أن تضمني الأبدية أخرساً من أكون مجلجاً صاخبا.......كيف لا أصمت وبينكم من لانت له اللغة ؟كيف لا وبينكم من ملك زمام الفصاحة فأناخها علي عتبة داره فكانت له الحارس الأمين .....ومازلت أذكر (دمعة) المبدعة (نجمة) فيقشعر بدني فألجأ إلي عراف الحي ليهديْء روعي بتميمة (أن من الحديث لسحر) وسرعان ما أمل من لبسها فأرمي بها علي أرض جهلي وها أنا الآن انزوي بعيدا عن (سحركم) فلن أتشجع علي كتابة سطر لو قرأت لكم حرفاً...وها أنا أفشل في أن أثبت لنفسي بأن (البلاغة هي إثبات أن الحديث غير ذي شجون)...
شكري وتقديري لكل من سأل عني......