تداعيات

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 05:38 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2001م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-27-2002, 06:45 AM

zico
<azico
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 684

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تداعيات

    مستقبحون في خبث الثعالب

    يحي فضل الله

    ها هم الآن يتحسسون أغنيتي ويفسرونها على حد نواياهم- والنية زاملة سيدها- نواياهم تلك التي لا تستقيم مع تجليات الجمال- ها هم يحيلونها إلى تفاسيرهم الجامدة هؤلاء هم أولئك المستقبحون وأوعوذ بالله مما تعملون، المستقبحون الذين يرتجفون لمجرد النظر إلى لمحة أو إشارة جمالية، يرتجفون ويغطون ارتجافهم بزعيق الحناجر وحركات الأطراف المتشنجة، عن هؤلاء المستقبحين أود أن أحكي هذه الحكاية، لا شك أن مدخلي هذا يعتبر خاصاً جداً وذلك باعتبار أنه يخص أغنيتي وحتى لا أتورط متداعياً في بحر السياسة المتلاطم الشواطئ وليس الأمواج عاملاً بتلك النصيحة العفوية والطيبة والتي تقول أن نبعد الكتابات عن الأجواء السياسية وأن نبتعد عن الكتابة في السياسة ومتذكرا ذلك التحذير الداوي من السلطة العسكرية (كلما أسمع كلمة الثقافة اتحسس مسدسي).
    لا بأس فالأشقاء المصريون وجدوا تبريراً تحليلياً عن كيف أن السودانيين أصبحوا مبدعين في فن النكتة. أعرف أنني سأحكي عن المستقبحين ولكن لابد من الإشارة أو تجدر الإشارة أن على الكاتب أن يسلي القراء ويجعلهم يقهقهون ما شاءت لهم القهقهة ناسين أن وراء كل ضحكة ألم عظيم وألوذ هنا بالشاعر الدراسي أستاذي هاشم صديق في جمعه الشفاف بين النقائض:
    (كل حروف بت الألم
    أعتى الرياح
    تغطي وتفوت
    ويرجع عما الدنيا
    وتقوم البيوت
    حتى الحزن
    يزهر يشيل
    يفرد فروع
    الفرحة
    للناس اليتامى)
    بالمناسبة التحليل المصري عن حالة كون السودانيين أبدعوا في مجال النكتة هو "أنهم جاعوا" ترى أين يمكن أن نبعد السياسة عن الموضوع، عن المشهد، عن المسمع، عن اللوحة، عن القصيدة، عن الرؤى، عن الانفعال، المجنون السوداني، ذلك الذي كان يصطاد وهو يجلس مسترخياً أمام البلاعة، لاحظ الطبيب في جولته ذلك المجنون وسنارته التي تتدلى داخل البلاعة وبعد تمحيص وتحليل للموقف قرر الطبيب أن يتعامل معه بمداخل عفوية لا سيما أن الطبيب خريج ومتخصص في الطب النفسي اقترب الطبيب من "محمد أحمد" "خليهو اسمو محمد عشان نكثف الرمز" اقترب الطبيب من محمد" المجنون وسأله بعفوية:
    (اصطدت كم سمكة)
    نظر "محمد أحمد" المجنون إلى الطبيب من أسفل ماراً بجزمته السوداء اللامعة إلى أعلى حتى لاحظ انعكاس شمس ما بعد الظهيرة على زجاج نظارته، هكذا بتمهل شديد قال "محمد أحمد" المجنون للطبيب بعد أن رفرف حاجبيه دهشة وصفر بفمة نغماً قصيراً "أنت مجنون؟ هنا في سمك؟)
    وأنزل "محمد أحمد" المجنون نظراته المنهمكة نحو سنارته المفتوحة الاحتمال بكسب صيد ثمين.
    أنا سأحكي عن المستقبحين، يبدو أن لا فكاك من فكرة النقائض، لا مناص من ذلك وتقفز إلى ذاكرتي تلك المقولة "أن في القبح جمالٌ" النكتة تنتمى إلى مرجعية واقعية تنتمي إلى ذلك الامتصاص السياسي أو تسيس الامتصاص لتفاصيل الحياة، تنتمي إلى فكرة الملخص، النكتة ملخص أعظم نكتة طفولية عذبة تنتمي إلى "ود نفاش" لم أكن أتصور أن "ود نفاش" شخصية من شحم ولحم ودم وأنه أم درماني أصيل، أي مشبع بكيمياء المدينة السودانية (موسى ود نفاش)
    (كان في ود نفاش
    كان قاعد تحت الشجرة
    وكان حالق صلعة
    في طيرة فوق الشجرة
    قامت الطيرة
    خرت فوق راسوا
    قام قال ليها "يخسي عليك ما لابسة لباس" ترى هل بإمكاني أن أقول إن هذه النكتة لن تضرني أن أتوهم عذوبة هذا النص الضاحك البسيط لا شك أنها عذوبة طفولية يبدو أن الضحك عملية سياسية وأتحدى أصحاب كل النظريات السياسية في أن يثبتوا عكس ذلك وبعدين الموضوع السياسي يمتلك مقدرة أن يضحك الناس، أخاف من ذلك العبء على كاهل الكوميدي السوداني وهو يراقب تجليات الكوميديا السياسية ذات العرض المتواصل، عرض كوميدي لا نهائي.
    حاجة "أم سهمين" حين سألها الخضرجي مصمصت شفتيها وبصوت متوجس ونظرة أحست بالخبث أجابت على سؤال المنافسة "شوفوا المحن يا أخواتي"
    نظر الخضرجي بنصف ابتسامة في وجه "جون"
    وقال بحياد "كيفك يا جون"
    زي الزفت"
    (علي الحمري) مارس عناده اليومي وهو يفاصل في أسعار الخضروات وحين انتهى الخلاف بينه وبين الخضرجي حول سعر قطعة القرع. رد على ذلك الخضرجي إن شاء الله أنت بخير يا حمري؟)
    وبنفس حماس المفاصلة (مسكين دقل)
    (النذير) أستاد التاريخ في مدرسة البنين، بعد أن اشترى خضار و سلطة فطور زملائه المدرسين، أجاب على السؤال وهو يقرقش جزرة (يعني أنت شايف شنو؟)
    (تية) جرسون المقهى المتجول في السوق لم ينتظر حتى يكمل الخضرجي السؤال وضع أمامه كوب القهوة الصباحي ودار بسرعة نحو الجزارة وهو يسيح (دور بينا ابلد داك، دور يا)
    ومرّت شخصيات وشخصيات وتمادى الخضرجي فذهب بسؤاله في تلك الظهيرة النفخرة نحو جيرانه الخضرجية وتوعت لديه طرق إلقاء ذلك السؤال ولكن لا أحد يجيب "بخير" تماهت كل الإجابات مع سوء الحال وحين جاء صاحب البحبوحة في آخر اليوم سأل عن مصير هبته المالية المشروطة بخير الحال، سأل المتبحبح الخضرجي.
    "أها حصل شنو؟"
    والله أي زول أسألوا ألقاهوا كرهان الدنيا أي زول أسالوا يكون متكرنب أخلاقو فوق نخرتو- يا أخي اي واحد قرب يديني كف عشان سألتوا، واحد جدع في وشي الجرجير، يا زول حاجة صعبة"
    "كلهم يعني في أسوأ حال"؟
    يا خي حمد العتالي سألتوا، تعرف قال لي شنو؟
    قال أغرب كلام
    قال ليك شنو؟"
    قال لي أقرع ما بخاف من قوب.
    وأشهر ذلك المتبحبح ضحكة متخمة وسأل الخضرجي
    وأنت حالة كيف
    "راقد سلطة"
    خلاص جيب المبلغ ومد صاحب البحبوحة كفاً ناعماً يلمع في أحد أصابعها خاتم مزخرف من الذهب في وسطه فيروزة تتلامع بالبنفسج سأحكي عن المستقبحين ولكن لابد من التداعي في عالم النكتة، لم أصادف نكتة تتجمل بالتكنيك وتختذل العلائق الاجتماعية والسياسية ولقرى ذلك الهذيان السياسي حتماً سأحكي عن المستقبحين ولكن ها هو لوري يقف محملاً بالدواجن، أمام إحدى نقاط التفتيش، كان صاحب هذه الشحنة قد لاذ بالريف مستثمراً أموال غربته الطويلة في مشروع مزرعة دواجن تنتج البيض وبعقلية استثمارية مركزاً على الدجاج اللاحم، فراخ للأكل، وهذه الشحنة التي وقفت أمام نقطة التفتيش هي أول فوج من تلك الدواجن التي كانت تشهر عافيتها من خلال الأقفاص، في نقطة التفتيش التف المفتشون حول اللوري، داروا حول اللواري من جميع الجهات وهمس أحدهم في إذن زميله- "ده جداد مدوعل" وسئل صاحب الدجاج:
    "الجداد بتأكلوا شنو؟"
    "بأكلو علف"
    -" يا سلام، تأكلوا علف؟ أنت تاكل الجداد علف؟ أنت ما عارف أنو البلد دي بتمر بي ظروف صعبة وأنت تعلف في الجداد.
    واضطر صاحبنا، صاحب تلك الشحنة الداجنة أن يدجن نقطة التفتيش تلك بمبلغ من المال وديكين وثلاثة دجاجات.
    وفي نقطة التفتيش الثانية سئل نفس السؤال:
    الجداد بتأكلوا شنو؟
    (بأكلوا عيش) غير صاحبنا اجابته مستنداً على تجربته السابقة.
    (عيش يا مفتري- أما عالم غريب، تأكل الجداد عيش؟ أنت عايش وين، أنت ما عارف الناس ما قادرة تعيش وأنت تأكل الجداد عيش.
    ودجنت نقطة التفتيش الثانية وتخلى صاحبنا عن ثلاثة أقفاص من ذات الحجم الكبير وهكذا أيضا نقطة التفتيش الثالثة والرابعة وحين شارف على دخول العاصمة وهو أمام نقطة التفتيش الأخيرة، قرر صاحبنا أن يكون ماكراً بعد أن لاحظ أن نصف شحنته قد تركها تكاكي وتضرب الديوك بأجنحتها في أماكن عبرها مواجهاً ذلك السؤال "أنت الجداد بتأكلوا شنو؟" حينها اجاب وفي باله مكر الثعالب بالدجاج "شايفين الديك ده أنا بديهو قروش الأكل وبعد داك هو يتصرف معاهم" ولكم أن تفكروا في مصير ذلك الديك.
    أعرف أنهم يتحسسون أغنيتي، المستقبحون يتهامزون ويتغامزون حول أغنيتي تلك الأغنية التي صادفتني في كنبات الطفولة وتحت ظلال أشجار النيمة حول المدرسة الأولية، المهم سأحكي عن المستقبحين.
    جاءت محتشمة بثوبها السوداني المورّد، جاءت إلى تلك المؤسسة جاءت محتشمة بثوبها السوداني المورّد، جاءت مضطرة لتقابل ابن خالتها كي تأخذ منه نقود لشراء دواء لابنتها التي تتخابث عليها الملاريا.
    جاءت محتشمة جداً لا غبار عليها ولا ما يوحي حتى بتلك الأنوثة التي كانت تظن وبوسواس قهري أنها توارت مقموعة خلف ذلك الثوب، كان الثوب مورّداً ومتفائلاً، ذلك الثوب الذي غطى جسدها وغطى تلك البلوزة ذات الأكمام الطويلة والتي بالكاد سمحت لأصابع يديها أن تظهر وبذلك الأسكيرت الطويل الذي كاد أن يغطي أصابع قدميها لولا أن تولت تلك المهمة الجزمة التي تعاني من خلل في توازن كعب الفردة اليسرى، محتشمة وصلت إلى مكتب استقبال تلك المؤسسةـ تحدثت مع موظف الاستقبال الذي ضجت منه الدواخل حين دلفت إلى الداخل.
    لو سمحت عايزة عبد الرحمن الفاتح"
    عبد الرحمن الفاتح مالو؟ أقول ليهو شنو؟
    "موضوع خاص"
    انتقل الموظف من مكتبه وانحنى أمام مكتب زميله تهامس الاثنان، كانت محتشمة قد لاحظت أن مناكير أصابعها قد تقشر وهي تخفض نظرها، انضم إليهما ثالث وجاء رابع كان خارج المكتب وتهامسوا ومحتشمة وهي تلاحظ ذلك بطرف خفي أحست بعرق دافئ يسيل على عنقها، رجع إليها ذلك الأول، اقترب منها بنيما كان الثلاثة يحدثون فيها بطريقة غريبة، غريبة جداً وفجأة قال لها الأول:
    "آسفين ما ممكن تدخلي"
    "طيب ممكن تناديه لي؟"
    ما ممكن"
    "ليه" محتشمة تكاد تسمع ضربات قلبها.
    "لأنك مثيرة للفتنة"
    نظرت إليه بحدة وكأنها تنتقم من نظراتها المنخفضة تلك وهي في انتظار أن يلبي طلبها خرجت من مكتب الاستقبال خرجت محتشمة تفكر في حل آخر لازمتها وحين كانت تحاول أن تداري دمعة محتملة
    ومحتشمة لم تستطع أن تكبح دمعتها وهي تحاول أن تطرد عن ذاكرتها صوت "أزاهر" ابنتها ذات الثمانية أعوام وهي تهلوس بخبث من الملاريا
    هل عرفتهم من الذين يتحسسون أغنيتي الطفولية هذي
    "خرج الثعلب يوماً في ثياب الواعظين
    ومشى في الأرض يهدي ويسب الماكرين
    يا عباد الله توبوا فهو خير التائبين
    واتركوا الديك يؤذن
    نقلا عن سودانايل
    sudaneseonline.com
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de