كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
|
 محمد محمد خير والراحل خالد الكد
|
من أقاصي الدنيا
في ذكراك بكاءٌ بالشجن الهتون
محمد محمد خير
في مثل هذا الشهر عام 95 انتقلت روح عذبة لسماء رحيمة، لفظ خالد الكد آخر نغم من رئتيه متاثراً بجراح سببها سائق هندي دهسه في شارع من شوارع لندن. ويومها قلت (ما دري ذلك الهندي أنه قتل مهراجاً).اليوم تداهمني يا أعز، يا سندي وزندي وفرحي ووجهي الممتد، يا ضحوك يا طروب يا مشتعل.
تداهمني وأنا في أقصى لحظات الضعف، صرت في آخر سطر من كراس الكرة الأرضية وهكذا تكون الغربة، أحس طعم الهزيمة الحارق- أرى أعضاء جسدي تتناثر منى، حطام جسدي وما فاض منه أنا.منذ رحيلك لجناتك ذات الكوثر والعنب المعسول مازلت أبكي، أبكيك وأبكي بلداً وقيادات وانهاراً، وأبكي حالي ويشتد بكائي حين أسأل نفسي: حت متى يطول الحال؟ ما فاتك شيء، الحال كما الحال ضنك ومسغبة وأمنيات مجروحة عذاب وسهد وتباريح و(آخر بشتنة).النزوح إلى البراري صار طوق النجاة من حصار النفس للروح والروح للجسد.. التوجه نحو السراب والتيه اللامع في مفازات البلاد القصية صار بديلاً (للحادي والعشرين من شهر أكتوبر، وما زلنا نلوح بالمشاعل الميتة ونغذي خلافتنا بمهارة وننشط إيجاباً في حالات العمل السلبي.من لي بحظك يا أكرم منا جميعاً، كيفك وجنات عدن تجري من تحتك الأنهار ونحن يجري من تحتنا الثلج هل حادثت الحوريات عن أم درمان شرحت لهم (النقرابي في صفحة خديدو) وتذكرت بهج الحياة الدنيا في أم درمان (متى أرجع لأم در وعودا- وام درمان تأتي في قطار الثامنة) أم درمان الآن في يد الحكومة، وفي يد المعارضة (جبل أبو قمل) وبعض فياف تهافتت من الكرمك وعرصات من قيسان ولله احلمد فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.أتذكر ذلك المساء الطيب الأنسام يوم اتصلت بي من مطار القاهرة وقصدتني ضيفاً، جلسنا سداء بشقائنا، أثريا بفقرنا نستمع لأحمد الفرجوني من كلام سيد عبد العزيز.مسو نوركم شوفوا من جبينا صباحوالصباح إن لا لا فايده في المصباحإذكر وأنت في غمرة النغم أن سألتني عن حالي فأسعفتني الأغنية بمقطع أغناني عن الإجابة.لو تحجبنا محاسن الشمس بالإيضاح
ما بتحجبنا محاسن محيها الوضاح
بعد رحيلك صار كل شيء طعمه طعم الفراق، وصرت منفياً أنا رجل الصبابة والصهيل. "احتك الآن بكل الحيطان كان الغربة جرب في جلدي" تحدث عيني اليمنى في عيني اليسرى وفي كفي تنبت الأعشاب.. غادرت صفوف حزب الأمة ولم تمض أشهر من انضمامي للحزب الاتحادي حتى غادرت وكدت أن انضم (للحركة) لولا أنني أخاف من (المرور) وتعلقت هنيهة بأهداب الدولة المدنية الديمـقراطية التي كان يرفعها تحالف عبد العزيز خالد لكنني لم أجد نفسي هناك، كان التنظيم عبارة عن حلف بين حملة البندقية وحملة الشهادات العليا، لا مكان فيه (لمكنيكة السياسية) وعشاق أم درمان من أمثالك.
صرت أدخل الحزب لأخرج منه لأدخل لآخر مثلما يستبدل تجار الجملة الجلاليب أو مثل ما استبدل ياسر عرمان دكتاتورية البروليتاريا بدكتاتورية الدينكا!
وفي هذه اللحظة التي أكتب له فيها أؤيد الحزب الشيوعي أحدث في عمارات الرأسمالية الصقلية في تورنتو. وأتفوه ببعض الكلمات الاشتراكية.. صرت على بعد همسة من الجنون ما هذا يا خالد القسمات يا حيي الشعور.ودخل أدب الشيوعي بيتي فقبل أسبوع تم تعيين زوجتي (عاملة) في مصنع لسحن البهارات، بعد أن أمضت فترة اختبار لمدة عام بواسطة إحدى وكالات تشغيل العمالة سألتني يوما- وكانت تفوح من بسمتها رائحة التوابل- عن أمر الوكالة وكيف تكسب 50 دولاراً من كدحها في المصنع.. شرحت لها الأمر بما أسعفني به (رأس المال) من قيمة زائدة واستغلال وكومبرادورية وشركات متعددة الجنسيات... لحظات بريقات طبقياً في عينها.. فجعلت سبابتي بيننا شاهداً.وما زلت أبكي وفي الحشا حوارق أخرى أشاهد عياناً تحوّل فلذات كبدي لخواجات، أشاهد ذلك مثلما تهيئ الكوابيس النر لرؤية الجن يخرج من الجرة في شكل دخان كثيف.تتسلل الأعجمية للسان أحمد المبين، أحمد أحب صغاري لقلبي. يبارح تراث أشجاني لسراب لسان الفرنجة يتخلق الآن خارج إضافة الفعل المضارع في ظرف لا زمان فيه ولا مكان بسبب حروف العلة في الحكومة والمعارضة.أغفري خطيئتي أيتها اللغة العربية وأرحم دموعي يا خالد الكد، سامحني يا سيبوية واستر عرى مؤاخذاتي يا ابن مالك، أيتها المعلقات المجمهرات، المنتقيات، المذهبات، المشوبات، الملاحم، يا عنترة العبسي، يا عمرو بن كلثوم/ يا لبيد يا أميمة بن الجلاح، يا لسان العرب يا جرير، يا أحمد بن الحسين يا قفا نبك من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ، أعلن الآن أنني خنت لساني كما تخون الأحزاب السياسية المواثيق.أعلن أن أبنائي لن يرثوا مجد عقلمة، ولن يطربوا لفاطم قبل لينك متعيني.. لن يعرفوا معنى الثريد.. ولا وددت تقبيل السيف لأنها لمعت كبارق ثغرك المتبسم أحس بخجل من الأبجدية، ومن تاء التأنيث وألفة المقصورة مثل النجوى في قلبي، سامحني يا شيخ المجذوب، ويا جماع ويا محمود درويش، ساحموني يا شعراء الحقيبة أنا (دمعي اتشتت غلب اللقاط) حاولت إرسال أحمد لمدرسة تدرس القرآن في عطلة نهاية الأسبوع حفظ سورتين على مدى شهرش بعد دفع الرسوم للمدرسة وجدت أن الأية الواحدة في تلك المدرسة الإسلامية تبلغ 3 دولارات فتأمل.واصل متعتك بجنات الله، وأشرح للحور العين قضايا شعب السودان، وأنا سأواصل إنهياري المتماسك وأحرص على كبدي المطعونة بفراقك، لأنها كبد تتسع للأمل الجميل.
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: محمد محمد خير والراحل خالد الكد (Re: wadazza)
|
ياود عزة
محمد محمد خير حاله حال الإمدرمانيين..كنت أعجب لأمدرماني مثله أن يكون في حزب الأمة..فالأمدرماني يجب أن يكون أكبر من محدودية الطائفية ودراهم الجبهجية..يا ريتك لو كنت نزلت الجزر ورفعت الساطور يا محمد محمد خير
| |
|
|
|
|
|
|
| |
wadazza
banadieha
waleed500
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست